الثلاثاء، نوفمبر 07، 2006

أنصفوا المطلقين والمطلقات

أنصفوا المطلقين والمطلقات - نشرت بجريدة اليوم ملحق الأحساء5-9-2005

تحدثت في المقالة السابقة عن الطلاق والمطلقين وأكمل اليوم بأن الطلاق أحيانا قد يؤدي إلى الرفاه الاقتصادي بحيث تجد الفرد يكدح أكثر كي يوفّر مهر زوجة بديلة والمطلّقة تعمل لتوفّر لنفسها العيش الكريم مما يزيد إنتاجية البلد ، ثم إن الطلاق يا أحبتي حكمه مباح فليس فيه كراهة ولا تحريم بل ربما كان مسنوناً في بعض الأحيان وواجباً أحياناً أخرى قال تعالى ( فطلّقوهن ) جاءت على صيغة الأمر ولابد لنا أن نعلم أن الله الذي أباح لنا الطلاق أعلم بما يصلح حال البشرية وفي سائر العصور ، وربما كان الطلاق لا لسبب سوى التغيير والله عزّ وجل يقول في كتابه (وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطاراً ..)



ويأنف إثر عرسٍ طلّقته
يطلّق عرسه إن ملّ منها



ويقول جاسم المطوع في شريطه (الطلاق الناجح) -وأنا أنصح المجتمع كله بسماعه- "والطلاق يُفجّر الطاقات فكم من منطوٍٍ لا يفيد مجتمعه بشيء فلمّا طلّق وإذا به يُسخّر طاقاته لأسرته أقصد والده ووالدته وإخوانه وأخواته والمجتمع من حوله ، وهذا مُشاهد ملحوظ ،
وربما يفهم البعض أني أدعو إلى الطلاق ! لا ، بل إلى إنصاف الطلاق والمطلّقين والمطلّقات وعدم تبشيعه في النفوس ومحاولة لتطبيع الموضوع! لنتعايش معه ونتقبله ونزيد من وعي المجتمع في تقبل المطلقين والمطلقات الذين لا ندري ما سبب وقوعهم في الطلاق لنتقبلهم من جديد في تجارب زواج جديدة ؛ وفي دراسة وجد أن المطلقين والمطلقات في تجربة الزواج الثاني يكونون أكثر خبرة ودراية وصبرا ونجاحا في حياتهم الزوجية الجديدة
فكل من كتب من الكتّاب ويدعو إلى العطف والعقلانية وكذلك الخطباء والوعاظ ما نتج عنها إلا زيادة حالات الطلاق وزيادة الضغط النفسي على المطلّق والمطلّقة وإضافة بشاعة أكثر للمطلقات المظلومات أكثر.
ثمّ إنّ الطلاق ووجود المطلّقة في المجتمع يُسهّل على الكبير في السّن أن يجد من ترغب به أو من به عيب من فقر أو غيره أن يجد مبتغاه في المطلّقة لأنها أيسر في المهر من البكر غالباً فكأنها اتّفاقية (الجات) التي تقضي بحرّية تدفق السلع ( أزواج وزوجات ) فوجود المطلّقات يؤدي إلى تعدد الفرص لكن هذا مشروط بوجود النظرة الإيجابية للمطلقين والمطلقات كما هو كان قائما في مجتمعنا في نظرتنا نحو المطلقة فتجد المرأة تتزوج وتطلق وتنتقل من زوج إلى آخر والمجتمع يتقبلها ولا ينظر لها هذه النظرة السلبية وكأنها جلبت العار للأسرة مثل ما يقول بعض الآباء لبناتهم "ما عندنا بنات يطلقن"