الخميس، نوفمبر 02، 2006

حقك محفوظ يا جار

حقك محفوظ يا جار! نشرت في نشرة مدرسية داخلية خاصة بمدرسة الملك خالد الثانوية

كل شيء تمام ... الساعة السابعة إلا ربع صباحا .. والجو صافٍ معتدل واليوم ثقيل قليلا لأنه يوم السبت لكن بما أن كل شيء تمام من الثوب النظيف إلى الجوال الأنيق إلى الشماغ الشبابي إلى العطر الفواح إلى السيارة الجديدة والنظيفة تماما حتى الإطارات الملمعة .. فليست هناك أي مشكلة .

جلس سعد على مقعد السيارة وانطلق نحو مدرسته الثانوية وحين الاقتراب من مبنى المدرسة بدأت المشكلة المزعجة وهي البحث عن مكان ظل لموقف السيارة .. آه وجدتها قالها لنفسه وهو تحت شجرة المنزل المواجه للمدرسة .

راح سعد يوقف السيارة تحت ظل الشجرة وأخذت الأسئلة تضرب برأسه :ماذا لو كان هذا المنزل منزلنا ؟..هل سأسمح بوقوف السيارات الغريبة عند باب بيتي ؟ خاصة وعند خروج أو دخول أخواتي وأمي للمنزل ؟!، أكثر من ذلك قد يرجع رب البيت لأي ظرف ويريد أن يدخل السيارة لكراج المنزل وفي وقوفي عند منزله تعد على خصوصية المنزل وعرف الناس والمجتمع وإذاية كبيرة له خاصة وهو جار وحق الجار معروف عندنا كمسلمين ..وربما غضب صاحب الدار ليبلغ إدارة المدرسة أو الجهات الأمنية وربما من غضبه أقدم على تصرفات غير محسوبة !!

ثم إن التصرفات التي فيها تعد على خصوصية الآخرين وممتلكاتهم ليست شكلا حضاريا وهي نوع من فساد الذوق الذي لا يتناسب أبدا مع أناقتي الكاملة ،

بعد كل هذه الأسئلة عاد سعد ليتحرك بسيارته نحو موقف آخر ليس فيه إزعاج لأحد ونزل من السيارة وهو يقول : الآن كل شيء تمام وحقك محفوظ يا جار .