الجمعة، فبراير 23، 2024

 

يوم التأسيس2024:

يحتفي الوطن في 22- 2- 2024م  وهذا التاريخ يوافق يوم تأسيس الدولة السعودية الأولى في عام 1139هـ على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- وقد جعل الدّرعيّة عاصمةً لهذه الدولة المباركة، وقد تميزت الدرعية ، بموقعها الجغرافي الإستراتيجي ما أهلها لتكون عاصمة لدولة كبرى، فالدرعية تقع على واحد من أهم الأودية في نجد، وهو وادي حنيفة، وعلى أحدّ أهم الطرق التّجارية القديمة، والذي يأتي من جنوب شبه الجزيرة العربية مرورًا بنجران ثم يتجه شمالاً إلى اليمامة ثم الدرعية فهو يتجه إلى الشمال نحو دومة الجندل وإلى الشرق نحو العراق وإلى الغرب نحو الحجاز، مدينة متوسطة الحجم، ولها مركز حضري يضم نسبة كبيرة من السكان، وهي مكتفية ذاتيًا اقتصاديًا، ولكونها منطقة زراعية لوقوعها على وادي حنيفة، فقد كان إنتاج مزارعها يفيض عن حاجة سكانها فيصدرونه للمدن الأخرى في منطقة نجد مثل العيينة وحريملاء وغيرهما
وهي طريق الحاج القادم من فارس والعراق ووسط آسيا، حيث كان يواصل سيره عبر الدرعية إلى مكة المكرمة. وعبر ثلاثة قرون تمتد هذه الدولة المباركة في عُمق التاريخ بعز وتمكين.

فقد تولى الإمام محمد بن سعود الحكم بعد حملة العيينة منتصف عام 1139هـ/ فبراير 1727م،، واستطاع أن ينطلق بهذه الدولة تاريخيا وجغرافيا، واجتماعيا وسياسيا، وعلميا منطلقا من قيم نشر العدل والأمن، فقد وظف مجالس الفصل في النزاعات وعمل على حراسة قوافل التّجار.
واعتنى باحتواء زعامات البلدات الأخرى حول الدرعية، وعمل على التواصل مع زعامات البلدات الأخرى للانضمام إلى الدولة السعودية، ولترسيخ الأمن بنى سور الدرعية للتصدي للهجمات الخارجية، قاد الجيش بنفسه لتوحيد البلاد، ووحّد معظم منطقة نجد، وتصدى للتحرّكات المناوئة للدولة. كان مستقلا سياسيّا، ولم ينضم تحت أي قوة عالمية، عمل على نشر الاستقلال والازدهار في المعمورة.

 وبفكره الاقتصادي نظّم الموارد الاقتصادية للدولة، وقنّن الحصول على الموارد للدولة،.

عمل على تأسيس الدولة السعودية الأولى، ووحد شطري الدّرعيّة، ركّز على الجانب الاجتماعي، فاهتم بشؤون الدّرعيّة وقوى مجتمعها ووحد أفرادها. وأمر ببناء حي جديد في سمحان، وهو حي الطّرفية. وانتقل إليه بعدما كان حي غصيبة مركز الحكم.

إنّ الاحتفال بيوم «التأسيس» هو أمر مهم لجيل الشباب في توجيه الذاكرة التاريخية، للاطلاع على جذورهم كيف نشأت؟ وللتعريف ببداية تاريخ الدولة السعودية الذي بدأ باليوم الذي تأسست فيه الدولة السعودية الأولى، فهو مناسبة عظيمة لاستذكار العمق التاريخي للمملكة العربية السعودية.
والعمق التاريخي لهذا الوطن الممتد عبر ثلاثة قرون، ويعرف الجيل كذلك إرث بلاده التاريخي والحضاري ويفخر به ويعتز ويدرك التضحيات التي قدمتها حكومات هذه الدولة في أطوارها الثلاثة في صالح الدولة والمواطنين، وأن يتمسك بمبادئ هذه الدولة ويحمد الله على ما أنعم به علينا في هذا الوطن من أمن واستقرار وازدهار ورخاء، وقيادة حكيمة.