السبت، نوفمبر 04، 2006

من سيرسم البسمة على وجهة إنسان الأحساء

من سيرسم البسمة على وجه إنسان الأحساء؟!


إنسان الأحساء، كبيرُه وصغيره، لا يجد مكانا للترفيه، ولا للترويح، وأكثر من ذلك، حتى التسوق والتبضع تبقى الخيارات من حول الأسرة الأحسائية محدودة، فمع الحر الشديد تتجه الأسر للأسواق المغلقة للترفيه، والتمشية أكثر من قصد التسوق، خاصة أن الكثير من الحدائق والمتنزهات مغلقة حاليا لأعمال الصيانة.
ومشكلة الشباب تكون أكبر، بحكم تخصيص الأماكن للأسر، وكتابة لافتة (للعوائل فقط)، فلا يبقى أمامهم إلا الفضائيات، أو الجلوس على الأرصفة والاستراحات المريبة.
وأمام هذا الواقع تظهر أي محاولة أو مساهمة لجلب فعالية أو حدثٍ ما للأحساء أمراً ذا شأن كبير، ويتجاوب معها شباب وأسر الأحساء تجاوبا كبيراً.
شاهد مثلا عروض الأطفال التي تقدمها الفرق المتخصصة الآن، وقد حضرت أحدها، حيث امتلأت القاعة بالأطفال بكاملها، وقل مثل ذلك في مناسبات النساء واحتفالاتهن، بحءثٌ وتقص عن مشروع البسمة في كل مكان؛ وفي صيف هذا العام أزفّ البشرى لأهالي الأحساء بصدور موافقة الجهات المختصة على إقامة مخيم بوارق الخير الثالث لهذا العام، الذي تقيمه المؤسسات الخيرية هذه السنة بإشراف من الندوة العالمية للشباب الإسلامي، بالتعاون مع شعبة مكافحة المخدرات بالأحساء.
ولأن مخيم بوارق الخير العام الماضي أضيفت له فعاليات خاصة بالأطفال الصغار، لاقت إقبالا كبيرا، فالمخيم هذه السنة سيقدم مفاجآته للنساء أيضا، وهو ما يحدث لأول مرة في توقيت متزامن، وفي مكان منفصل، وبعيد عن إقامة الفعالية الخاصة بالرجال.
والجميل أيضا أن الفعالية تسبقها عادة قافلة المخيم التي تجوب شوارع الأحساء، وتقدم هداياها للأهالي والأسر بعدد من الكتيبات والأشرطة عن آفة المخدرات والتحذير منها وتوزيع المسابقات الورقية.
كل هذا في فعالية وطنية ثقافية اجتماعية فنية تنشر البسمة والخير في المحافظة، بدعم من ولاة الأمر والجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص، وبأيد طيّبة خيّرة، تقدم الترفيه النقي للمجتمع، وتبني روح المواطنة الصالحة، وتحارب الأفكار التخريبية، وكل ذلك في جو من الترفيه والابتسامة المجانية، بحيث تكون احتفالية عامة، لا تخصص للموسرين من دون الفقراء، ولا تضيف لأعباء الأسرة المالية شيئا.
ولا أريد أن أنسى الأيادي الكريمة الظاهرة والخفية، التي تمول هذه المشاريع الوطنية والسياحية، محتسبين عند الله الأجر والمثوبة، فنعم المال الصالح للرجل الصالح، الذي يتبنى مثل هذه الأفكار، ويعمل بما ورد في الاثر (أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على قلب مسلم)، فهو يساعد في رسم البسمة على وجوه الأحسائيين.


نشرت في ملحق الأحساء بجريدة اليوم بتاريخ 2/9/2004