الثلاثاء، نوفمبر 07، 2006

لا نريد ناديا أدبيا

لا نريد ناديا أدبيا - نشرت في جريدة اليوم ملحق الأحساء تاريخ 20-6-2005م
يُقال في السياسة : فتش عن الاقتصاد ، ويُقال في الاقتصاد : فتش عن السياسة ، وأظن أن وراء المطالبات بنادٍ أدبي بالأحساء ما وراءها من المكاسب للمطالبين، وإلا فالملتقيات الأدبية أصبحت سمة من سمات المحافظة الأحسائية المترامية حتى أن الملتقيات الأدبية صارت تبحث عن الحضور وتفتش عنه وتغريه ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً بالوجبات وبالهدايا وبطريقة ( تكفى خلّك معنا ).

تخمة المجالس الأدبية و المحاضرات هنا وهناك أغنت عن وجود هذا النادي كمسماه نادياً يقيم الأمسيات والملتقيات إلا إذا كانت هناك واجهات ومكافآت وميزانيات مخصصة تذهب لجيوب شعب الله المختار الذي سيقود دفة النادي الأدبي وسيعزز من وجاهتهم واختيار مؤلفاتهم فهذا شأن آخر .
وأظن أن نيران الكتابات الصحفية التي فتحت هنا وهناك على النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية كمثال وغيره من النوادي الأدبية كشفت الشللية التي تدار بها هذه النوادي والفئوية والتوظيف الموجه للأدب ومواده كمواد خاصة بأناس من دون أناس آخرين .
إن النوادي الرياضية وبيوت الشباب وجمعيات الثقافة والفنون والمؤسسات الأهلية كما أسلفت لو قامت بأدوارها الثقافية لما احتجنا لخدمات النادي الأدبي . إلا إذا كانت العملية استراتيجية عسكرية ودفاعية وسياسية مثل الحاجة التي دعت لوجود الجيش العراقي والحرس الجمهوري فهذا شأن آخر .
ولعل ما حصل مؤخراً بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء، من مهزلة فوبيا النقد أو عصر المماليك ما هي إلا إفراز من إفرازات النوادي الأدبية و شلليتها التي بانت وانكشفت لتمتد يدها لتوقف محاضرة بسبب أنها تتعرض لكتاب أو شعراء خريجي نوادي أدبية كما صرح بذلك رئيس البرامج الثقافية في الجمعية الشاعر والأديب / سامي الجمعان .
ومن هذه المشكلة ومثيلاتها يجب على وزارة الثقافة إعادة النظر في النوادي الأدبية القائمة والمزمع إنشاؤها بحل مجالسها وإعادة بنائها من جديد بطريقة الانتخاب والاختيار والتكوين وإشراك المهتمين والإدارات التعليمية والجامعات ومجالس المناطق والمحافظات والاستفادة من قاعدة بيانات المثقفين والمثقفات في المملكة التي بناها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، وتحقيق التوازن في المدارس الأدبية وعمل هندسة إدارية لها وعمل دليل معلن لنظامها ولكيفية الاستفادة من خدماتها وأحقية تولي المرأة الأديبة زمامها ومدة مقننة لأعضائها وميزانية وطرق تمويل وخطة وبرامج ولا مانع من تخصيصها إذا كان ذلك سيعمل على تحسينها .
أما أن يكون نادياً أدبياً فئوياً شللياً خاصاً فأظن أن الجميع يتفق معي بأن هذا النادي مرفوض ولن يحل مشكلة المثقفين بل سيضيف مشكلات جديدة تطفو على السطح كبقعة الزيت التي طفت على مياه الخليج أو كسحابة الدخان التي غطت الخليج إبان حرب الخليج الثانية و حينها يأسن الماء ويتلوث الهواء وما من دواء .