الثلاثاء، ديسمبر 30، 2014

العنف في المدارس

مشاركة في إحدى الصحف لا أدري إن كانت نشرت أم لا 
 للأسف المظاهر التي نراها في بعض المدارس مظاهر وأخبار مؤلمة جدا لتعالي العنف ، وهذا العنف سواء اتجاهه من الطالب نحو المعلم أو من المعلم نحو الطالب أو من الطالب تجاه زميله العنف لم يفرق بين منطقة وأخرى لم يفرق بين جنسية وجنسية العنف الذي نشهده ربما لا يختلف عن اخبار العنف في أماكن أخرى ودول أخرى العنف له عدة أشكال منها اللفظي ، والإيذاء بالإشارة والإذلال والهمز واللمز ما يسبب الأذى النفسي العنف يمتد ليصل إلى أشكال من الإذاية الجسدية التي تتضاءل من تعمد إيلام الطرف الآخر ولو بالقرص أو الضغط أو العض ويتطور إلى استخدام الآلات الحادة قد يتوقف العنف إلى الأذى البسيط وقد يتطور إلى جروح وكسور ودماء بل أحيانا القتل المستغرب هو تطور العنف ليصل بيئات ومدارس البنات بين الفئات والأنواع المختلفة شيء مزعج جدا ومؤلم للغاية تنمر وتوحش الطلاب والطالبات وأفراد الهيئة التعليمية لكن نوعا من الأنواع المؤذية للغاية هو ازدواج الجريمة والأذى كأن يصاحب العنف تحرش أو ابتزاز = أدواته = مستغرب جدا تنوع وأدوات العنف من بين استخدام الجوارح مثل اليد والرجل والأسنان إلى استخدام أدوات المدرسة الاعتيادية مثل القلم والمساحة والطبشور والمقاعد والمكاتب ... وقد يصطحب المعلم أو الطالب أدوات قديمة مثل العصا والأخشاب و( النعل )وقد يتطور إلى استخدام أدوات مؤذية أكثر مثل المفكات والسكاكين والمشارط وأحيانا استخدام الحيوانات مثل الكلاب كثير من النزاعات الطلابية استخدمت فيها المطاوي وأحيانا طلق النار ! العنف تطور لاستخدام أدوات أشبه ما تكون للعصابات وللمجرمين شيء مؤسف . = أوقاته = ليس للعنف وقت معين فهو يحدث في سائر أوقات اليوم الدراسي لكن أكثر ما يكون أوقات الفسح والانفلات ووقت انصراف الطلاب وحصص الفراغات الانتظار ويقل بداية الدوام ويزداد تصاعديا = أسبابه = العنف داخل المنزل أنواع الأطعمة والمشروبات المراهقة العادات الثقافة الأخبار التطرف أفلام ولقطات العنف ألعاب الفيديو العنيفة مقاطع ومشاهد العنف التصرفات غير المسؤولة من المربين البعد عن الأخلاق القرآنية والإسلامية غياب الأنشطة التي تمتص طاقات الطلاب = علاجات ومقترحات = من الممكن أن نعكس كل العناصر التي وردت في الأسباب ونضيف عليها تطوير مهارات المعلمين في إدارة الصف التأكيد على وجود المناوبين في أوقات الفسح توفير حراس أمن داخل المدارس تفعيل دور المرشد الطلابي لتقديم برامج توعوية وتأهيلية توعية الطلاب وأولياء الأمور بحرمة السلوك العنيف وتجريمه والعقوبات التي وضعتها لائحة الوزارة للسلوك والمواظبة مراقبة حيازة الطلاب للأدوات الخطرة الحد من وجود مدرستين مرحلتين مختلفتين في ذات المبنى تقليل نماذج المدارس الكبيرة حيث المدارس الصغيرة تشجع على الهدوء تقديم البرامج التوعوية الدينية مثل المحاضرات التي تحث على الأخلاق النبوية في التراحم والعطف والأخوة توجيه الآلة الإعلامية الترفيهية لتقديم منتجات خالية من مظاهر العنف

الجمعة، أكتوبر 24، 2014

السبت، أغسطس 16، 2014

كلمة الجهات الخيرية المكرمة حفل الشؤون الصحية بالأحساء

سعادة مدير الشؤون الصحية بالأحساء الدكتور عبدالمحسن بن ناصر الملحم المشايخ الفضلاء و الأطباء المحترمون والسادة الحضور الكرام تحية طيبة نقية مباركة تحية سلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته طاب مساؤكم وبارك الله حضوركم وحفلكم باسمي وباسم كل المتطوعين والمنشغلين بالعمل الخيري واللجان التطوعية وعن كافة الجهات الخيرية العاملة في الأحساء أتشرف بالوقوف أمامكم هذا المساء لأشارككم هذا المحفل المبارك محفل ونحن نعيش ذكرى اليوم العالمي للتبرع بالدم تحت شعار "الدم المأمون ينقذ حياة الأمهات". لقد عملت الجمعيات الخيرية ضمن رسالتها التنموية لخدمة المجتمع على تلمس احتياجات المجتمع وتناول المشاريع التي تحتاجها البيئة المحلية وتقديم إسهامات مميزة في فتح آفاق كثيرة ومجالات متنوعة للتطوع وأعمال البر والخير ومن منطلق الآية الكريمة من سورة المائدة ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا فرسالة الإنسانية تقتضي العمل على كل ما فيه إنقاذ أرواح الناس الذين هم عرضة لاحتياج الدم في حالات معينة ، وإن بنوك الدم التي تشرف عليها وزارة الصحية ممثلة في الشؤون الصحية لتقوم بجهد مبارك في توعية الناس بأهمية التبرع وتشجيع المتبرعين رجالا ونساء على المشاركة والإسهام في سد الاحتياج من فصائل الدم المتنوعة . وتماشيا مع ذلك كله حملت الجهات الخيرية في هذه المحافظة المباركة ومنها جمعية البر بالأحساء راية الإسهام والمشاركة في تنظيم حملات التبرع ودعوة شريحتها المشاركة في أنشطتها المتنوعة للإسهام في تلك الحملات . وأستأذن حضراتكم في ذكر مثال مشرق مبارك من تلك الحملات ونتيجتها التي باتت ولله الحمد مستمرة ومتعالية وربما تسجل أرقاما قياسية عالمية في كميات الدم المتبرع بها وأعداد المتبرعين ففي حملة التبرع بالدم التي نفذها مركز الفيصلية التابع لجمعية البر بالأحساء الحملة رقم 14 تم مشاركة 700 متبرع فعلي . وينفذ المشروع بمشاركة فريق طبي من الشؤون الصحية باستعداد تام لاستقبال الأعداد الكبيرة من المتبرعين وبساعات عمل طويلة ولعدة أيام وتقام لتلك المناسبة كافة سبل الاستعدادات وأسباب النجاح من دعوة الوجهاء ومشاركة رجال الدين وإعلام وإعلان المناسبة في أكثر من منبر ووسيلة واستقبال المتبرعين بما يليق بهم وتقديم شهادات الشكر لهم والورود عقب انتهائهم من تبرعهم واختيار التوقيت المناسب وهو شهر رمضان المبارك شهر البر والإحسان والصلة والعطاء نسأل الله أن يبلغنا هذا الشهر الكريم أقول كل تلك الأسباب بعد توفيق الله سبحانه وتعالى يتحقق نجاح الحملات الحملة تلو الأخرى ويسجل تزايد الإقبال ولله الحمد . وفي ختام كلمتي لا يسعني إلا أن أحيي أعضاء مجلس إدارة الجمعية وعلى رأسهم سمو محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود رئيس المجلس وسعادة نائب الرئيس الأستاذ عبدالمحسن بن عبدالعزيز الجبر على تبنيهم ودعمهم تلك المبادرات . وأعلن لكم التزام الجمعية وحثها جميع مراكزها على عمل تلك الحملات والدعوة لها ومستمرون بإذن الله في تلك الأعمال المباركة نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ ولاة أمرنا ويديم على وطننا المبارك الأمن والأمان ويديم على الجميع الصحة والعافية ويحمينا من كل شر وسوء . وشكرا لكم استماعكم وإنصاتكم ونلتقي دائما على دروب الخير .

الخميس، أغسطس 07، 2014

تحية لملتقى الكويت للمنظمات غير الحكومية لإغاثة سوريا

نشرت في موقع مداد الدولي المتخصص في دراسات وأبحاث العمل الخيري

http://www.medadcenter.com/Articles/Show.aspx?Id=357
بداية أشكر سمو أمير الكويت، الشيخ/ صباح الأحمد، على موافقته لاستضافة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية اجتماعَ المنظمات غير الحكومية لمناقشة أزمة اللاجئين والنازحين من أهلنا السوريين، الذين أخرجوا من ديارهم وبيوتهم وأهليهم وهاجروا إلى البلاد المجاورة، وتفاجأوا بضعف الاستعدادات وقلة الإمكانات لاستقبالهم، وضعف استجابة الهيئات والحكومات في تحملهم لمسؤولياتهم؛ وبالتالي تفاقمت أزمة السوريين الإنسانية، وتنامت الحاجة للمؤسسات الأهلية للقيام بدورها الإنساني الكبير، والتخفيف من وطأة الظروف التي يعيشها اللاجئون السوريون، في ظل متغيرات الطقس القاسية الأخيرة، من برد شديد وأمطار وسيول، في خيم قماشية هزيلة، تمزقت مع أول هبات النسمات، ما بالكم بالريح القوية التي اقتلعت خيمهم ومزقتها؟! وأغرقت الأمطار كل تلك المخيمات، وتعرضت مخيماتهم للتدمير تحت العواصف الثلجية وموجات البرودة الشديدة، التي لامست درجاتها الصفر أو قريبه. في استبانة على موقع (مداد)، شارك بها عدد محدود، حول استفتاء عن تبرع الأفراد لسوريا، فكانت النسبة قرابة النصف لم يتبرعوا و لم يفكروا بالتبرع لسوريا... فيما يقول رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (د. عبدالله المعتوق) أن هذا الملتقى ما هو إلا مبادرة من المبادرات الإنسانية ونوع من أنواع المسؤولية الأخلاقية تجاه الكوارث والأزمات، والحرص على إنقاذ حياة أخوة الدين والعروبة قبل الإنسانية، وصون كرامتهم. الحال يزداد سوءا بعد مرور قرابة السنتين على اندلاع عدوان وحشي من النظام وقوى خارجية عرقية وسياسية وشعوبية، ونحن أمام الجرح السوري الذي لا يزال يثعب، وتستمر آلة القتل والتدمير، ويستمر تدفق نزوح الآلاف إلى دول الجوار، التي ربما كثير منها ضعيفة القدرات، مثل: الأردن ولبنان، ولا تستطيع القيام بأدنى واجبات الضيافة، فواجب الحكومات والشعوب الإسلامية مضاعفة الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة معاناة الشعب السوري الشقيق في الداخل والخارج، ووضع آليات سريعة وفاعلة لتخفيف معاناة الأشقاء، وتضميد جراحهم النازفة. د. المعتوق يقول: "إن الملتقى يهدف لتعزيز أوجه العمل الخيري والإنساني، و فتح الأبواب على مصراعيها أمام الجميع للإسهام والمشاركة الفاعلة في تخفيف معاناة الشعب السوري، وتلمس أوضاع المستضعفين، والسعي في قضاء حوائجهم. ولذلك وجّهت الهيئة الخيرية الدعوة إلى المنظمات الإنسانية الخليجية والإقليمية والعالمية لحضور هذا الاجتماع.. والحمد لله، أن استجابة المؤسسات ـ حتى الآن ـ أكثر من 60 مؤسسة إنسانية. الحمد لله، تم إطلاق أكثر من حملة تبرعات شعبية في عدد من الدول، مثل: الكويت وقطر والسعودية، لكن حجم المأساة كارثي بكل المقاييس وضحاياه يحتاجون إلى قرابة 400 مليون دولار شهريا، حسب بعض التقديرات، وقد ازدادت معاناتهم حدة بفعل سوء الأحوال الجوية، وتضاعف عددهم في دول الجوار؛ حيث بلغ إجمالي اللاجئين السوريين في هذه الدول نحو 880 الف لاجئ حتى منتصف ديسمبر الماضي، منهم نحو 260 ألفا في لبنان, و 300 ألف في الأردن، و 300 ألف في تركيا، فضلا عن وجود حوالي 4 ملايين نازح داخل سورية، وبتدفق يومي يتجاوز الـ 3 آلاف لاجئ. الكويت الآن تجدد الدعوة للحملة، وبشعار جديد "النخوة يا أهل الكويت.. سورية تناديكم". أتمنى أن يتم فتح المجال للمؤسسات الخيرية العالمية ذات الجهود الخارجية، والجمعيات الداخلية في دول الخليج، للإعلان وتسويق مشاريع الإغاثة وجمع التبرعات بشكل مفتوح واستثنائي، ولو شاب ذلك بعض الأخطاء؛ حيث الأخطاء والأضرار التي قد تقع أقل ضررا من الوضع الحالي من نشوء سوق تبرعات سوداء خفية بجهود فردية، قد تتسرب بعض أموالها لدعم عمليات إرهابية، أو تعاظم التكلفة في النقل والشراء للاحتياجات الغذائية والملابس والملاءات والأغطية والأدوية. إن إطلاق مثل هذه الحملات، وتقديم الدعم والمساندة لنجاحها، ومباركتها من الأنظمة، لهو صمام أمان ببركتها لتلك الدول؛ حيث "صنائع المعروف تقي مصارع السوء"، وإن السلبية والبطء الذي تتعامل به تلك الأنظمة ليزيد حالة الاحتقان الشعبي، وعدم الرضا عن تراجع تلك الأنظمة وتخليها عن مسؤليتها تجاه اهتمامات الشعوب المشتركة.

الأحد، أغسطس 03، 2014

رياض الأطفال وتعزيز ثقافة العمل التطوعي

نشرت في موقع مداد الدولي المتخصص في أبحاث ودراسات العمل الخيري يمكن الوصول لها على الرابط :
http://www.medadcenter.com/articles/show.aspx?Id=353
في برنامج تدريبي عن تطوير مهارات قيادات العمل التطوعي، تشرفت بتقديمه في الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالمنطقة الشرقية، داخلت إحدى المشاركات ـ مشكورة ـ بمتقرح أو توصية، وهي ضرورة غرس مفاهيم العمل التطوعي عند الأطفال الصغار منذ نعومة أظفارهم بتعليمهم معاني التطوع عبر تطبيقات تناسب سنهم، يضعها خبراء في التدريب والتربية ورياض الأطفال؛ حتى تؤدي الفكرة والهدف المبتغى منها. كانت فكرة جميلة، تحتاج إلى من يضعها على أرض الواقع ككتاب أو حقيبة تدريبية تنفذ باحترافية لمعلمات رياض الأطفال ومديراتها، حتى يتم العمل بالشكل المطلوب. بدوري اقترحت على أحد المختصين في التدريب الفكرة، فأعجب بها، لكن اعتذر بزحمة الأعمال والبرامج التي يرتبطون بها حاليا، وفي ذات الوقت طالب بمزيد من الإشباع وإبداء الملامح حول فكرة غرس ثقافة العمل التطوعي عند الناشئة ... طالعت هذا الأسبوع كتابة جيدة للخبير التربوي د. عبدالكريم بكار بعنوان "ثقافة العمل الخيري"، أعطى فيها عددا من المعالم لتلك المفاهيم، أنقل بعضها فكرة لا نصا: حيث يتم تدريب الأطفال بداية على الاعتماد على النفس في إنجاز أعمالهم وشؤونهم الخاصة، من لبس أو لعب وتركيب ألعاب وتناول الطعام، وحتى الشراء من مطعم الروضة أو المقصف، ثم في مرحلة أخرى يتم تدريب الطفل على مفاهيم المشاركة في اللعب، والتعاون من خلال الألعاب الجماعية، مثل: الدفع والسحب، وأيضا يتم فيه تدريبهم بطريقة تعزيز المشاركة حتى في المكافأة، فكل فريق يكافئ الفريق المقابل بتسليمه هدية، كل فريق يتسلم هدية يوزع قطعها على المجموعة. يتم في مرحلة أخرى وضع تطبيقات تفعل فكرة الشعور بالآخرين والمبادرة إلى مساعدتهم، مثل: الوالدين أو الإخوان في المنزل، وكذلك كبير السن مثل: الجد والجدة، فصناعة الإحساس والتقدير.. وفي مثل هذه المرحلة لا أحبذ زعزعة أمان الطفولة واستقرارهم وترويعهم بالتطرف بعرض نماذج متألمة من البرد أو الفقر أو الحروب؛ حيث إن الطفل في مثل هذه المرحلة لا يملك المقدرة الكافية على فرز المعلومات والمعطيات؛ فقد تتشوه عند بعض المدخلات، ويخطئ معالجتها؛ فتسبب له ارتباكا يشعره بالخوف وعدم الأمان، وهو مزلق غير مقصود قد نقع فيه أحيانا في تكوين وزرع الثقافة. من المناسب مشاهدة مواد وسائط، يحبّذ أن تكون على شكل رسومات متحركة، تعرض بعض المشاهد التمثيلية المصنوعة بخبرة التربوي وبمهارة الأدوات التقنية والفنية لتظهر معالم التعاون والمساعدة المتبادلة، ومنظر المشاركين وهم مسرورون وسعداء. أيضا من المناسب عمل أهازيج وأناشيد يرددها الأطفال الصغار تحمل مفاهيم التعاون والمساعدة للآخرين. من المناسب ـ كذلك ـ عمل كتيبات تلوين تحمل مفاهيم معززة لقيم البذل والعطاء. و من المناسب ـ كذلك ـ اختيار عدد من القصص المصورة، تحكيها المعلمة لهم بأسلوب مشوق، تناقش تلك المفاهيم بأسلوب مناسب. أيضا من الأمور الجيدة عمل برنامج زيارات للجهات الخيرية، والتعرف ببساطة على دورهم وما يقومون به من خدمة اجتماعية. و سيكون ـ أيضا ـ من المناسب ـ لو أمكن ـ توفير حصالة الصغير التي يضع فيها بعض النقود، ويتدرب على ذلك ليساعد بها الآخرين. المرحلة التي تليها هي مرحلة ما يسمى بـ "طفل التمهيدي و حتى طفل الصف الأول ابتدائي"، وفيها يمكن مشاركة الصغير بأنشطة اجتماعية ظريفة، مثل: غرس الأشجار أو ريها، وحتى غسلها، أو إزالة الأتربة عنها، أيضا المشاركة في جلب الطعام من المنزل، والمشاركة مع زملائهم في تناوله. بالنسبة لطفل المرحلة الابتدائية فبقدر المستطاع، وبقدر ما يتقبل الفكرة أولياء أمورهم، يتم مشاركتهم في ترتيب الصفوف وتزيينها، وتنظيف المدرسة ولو بشيء رمزي كنشاط محدود وقتا وجهدا، وبشكل تمثيلي أكثر من دوره العملي. نتمنى في الحقيقة أن تتبنى تلك القيم والمفاهيم، وتتولى مؤسسة مانحة التعاون مع مؤسسة تربوية لتقديم نواة لذلك المشروع ولو بشكل مبسط بداية، ثم ينمّى ويطور مع الوقت.

الأربعاء، يوليو 09، 2014

كلمة حول التدخين

                                               التدخين

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد أحبتي في الله فاستغلالا لهذا الشهر المبارك شهر التوبة وشهر الطاعة وشهر انشراح الصدور وشهر الإقبال على الله سبحانه أنتهزها فرصة لتوجيه رسالة لفئة ليست بالقليلة في المجتمع أحباب علينا نحبهم هم منا ونخاف عليهم وندعو لهم  هم فئة ابتلوا بالدخان 
   أولا : الحكم الشرعي للدخان فهو عند أكثر أهل العلم محرم لقوله تعالى : { وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ }
ثانيا : التدخين له مضار صحيةً كثيرةً جداً  وبذلك لا يجوز شرعا ولا عقلا ولا منطقا أن يلحق الإنسان الأذى بنفسه ، وهي في مجموعها سببٌ للكثير من الأمراض المستعصية التي تصيب مختلف أعضاء الجسم وأجهزته فمن السعال وضيق النفس والوهن إلى أنه سبب رئيس في الإصابة بالسرطان وسرطان الرئة وأمراض القلب وضغط الدم والعرضة للجلطات  فالسجائر تصنع من نبات يسمى ( التبغ ) ، يحتوي على مادتي النيكوتين والقطران وهما من اخطر السموم ، فمحتوى سيجارة واحدة من تلك السموم كاف لقتل إنسان صحيح الجسم لو حقنت مباشرة من الوريد  . 
ثالثا : الدخان له آثارٍ نفسيةٍ سيئةٍ على شخصية المدخن بشكلٍ ملاحظ فمن التوتر والانسحاب ورعشة الأطراف ، والقلق من مشاهدة بعض من لا يريدهم أن يعرفوا عنه أنه يدخن خاصة من الشباب والفتيات ويسبب الإدمان وانكسار النفس والذلة .
رابعا : التدخين له رائحة نتنة تعلق في الملابس والنفس والفم والنّفَس  و رائحة التدخين تؤذي الناس والملائكة وتزعج المحيطين من الجلساء و الخلطاء  والأطفال الصغار والزوجات 
خامسا : صرف المال في شراء الدخان ليس من مصالح الدين ، ولا من مصالح الدنيا لما فيه من إضاعةٍ للمال ، وصرف له فيما هو مضرة وخسارة  ومن المؤسف أن تجد الدخان يستهلك موارد أسرة فقيرة تحتاج المال للغذاء وعائلها بسبب إدمانه يصرفه على تلك الآفة وعلى مستوى البلد يقدر ما ينفق على التدخين سنويا في هذا البلد استهلاكا وعلاجا 21 مليار فكم هي الخسارة العظيمة على الفرد واقتصاد البلد  والأمر جدا مخيف حيث بلغ عدد المدخنين 6 ملايين و المدخنات مليون ( نقلا عن مجلة الدعوة )
سادسا : التدخين بوابة لكثير من الرذائل والآفات فيقول العارفون بالمسكرات والمخدرات أن الوقوع في التدخين يسهل السقوط في براثن المخدرات ولا عجب حيث إن المدخن ومجالس التدخين يصعب اللقاء بالصالحين ومخالطتهم ويقرب أصحاب السوء الذين يجرون الإنسان لمساوئ لم تقع في حسبان المدخن خاصة مجالس الشيشة والمعسل التي هي في حكم الدخان وضرره 

سابعا : للتدخين مضار أسرية من بعد الآباء عن الأولاد خاصة أهل الشيشة والمعسل فيتعدون في المقاهي والاستراحات فيحدث التفكك الأسري  أو اختلاطهم وتوريث عادة التدخين السيئة لديهم ، وبسبب وهن الجسم والمرض والأسقام يصاب صاحبه على المدى البعيد بالضعف الجنسي ما يسبب مشكلات أسرية واجتماعية وأحيانا أخلاقية .
ثامنا : علينا مراقبة الأولاد ذكورا وإناثا والحرص على تربيتهم تربية إيمانية  وفي محاضن تربوية والرفقة الصالحة وعدم التساهل في مشاهدة القنوات التي تزين التدخين وتظهر المدخن وكأنه بطل ومفكر وذكي فتغري الصغير للتقليد خاصة في سن المراهقة التنبه من أخذهم لأعقاب السجائر للتجريب حيث ذلك يجرهم للإدمان ولأنهم يخافون اكتشاف أمرهم ويحتاجون تأمين المال لشراء الدخان فيقعون في مشكلات السرقة أو صحبة الأشرار والابتزاز والوقوع في مشكلات التحرش الجنسي من الباعة ورفاق السوء .
تاسعا : النصح والتناصح بالحسنى والرفق بالمدخن وعدم تنفيره والتلطف معه والدعاء له وتشجيعه والاستفادة من العيادات والجمعيات التي تعالج المدخنين مثل جمعية نقاء ومشروع الشيخ حسن العفالق لمكافحة التدخين (حياة) والتعاون في بث الرسائل التحذيرية من التدخين والتوعية بالمعارض والصور ولأهل التجارة عدم بيع الدخان في البقالات والمتاجر ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ويبارك الله سبحانه له .
فاللهم اهدنا بهداك واحفظنا بحفظك واشف من ابتلي بهذه الآفة وأعنه على تركها ودله على طريق الخير ويسر له سبله ودله عليه وثبته على الهدى بيدك الخير وبيدك قلوب العباد فاهدنا الصراط المستقيم وثبتنا بالقول الثابت في الحياة وبعد الممات  .

الثلاثاء، يونيو 24، 2014

أصول العمل الخيري

نشرت في موقع مداد الدولي المتخصص في أبحاث ودراسات العمل الخيري على الرابط :
http://www.medadcenter.com/Articles/Show.aspx?Id=351
 في مبحوثة رائعة للدكتور العلامة/ يوسف القرضاوي، يتحدث فيها عن العمل الخيري في عهد الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ، أحاول أن آتي بقراءة سريعة لأهم المحاور والفوائد التي يمكن أن نستقيها منها، حيث نجد أنه بذل جهدا واسعا في استقراء الآثار الواردة وجمع الشواهد الخاصة بالعمل الخيري، وعد من ذلك ما قامت به أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ حين أهدي لها غِرارتان من مال، فدعت بطبق، وهي يومئذ صائمة، فجعلت تقسمه بين الناس، فأمست وما عندها من ذلك درهم، فلما أمست قالت: "يا جارية، هلمِّي بفطوري". فجاءتها بخبز وزيت، فقالت: "أما استطعتِ فيما قسمت اليوم أن تشتري لنا بدرهم لحما نفطر عليه؟" قالت: "لو كنتِ ذكَّرتيني لفعلتُ". والآثار في عناية أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ كثيرة، لكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق. ونجد كذلك ما ذكره عن الفيّاض طلحة بن عبيد الله ـ رضي الله عنه ـ، وقد لقّب بذلك بسبب سخائه، فعن الحسن قال: "باع طلحة أرضا له بسبعمائة ألف، فبات ذلك المال عنده ليلة، فبات أَرِقا من مخافة ذلك المال، حتى أصبح ففرَّقه". وكذلك نجد الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنه ـ وبذله في سبيل الخير، وقد باع أرضا له بأربعين ألف دينار، فقسمها في بني زُهرة، وفقراء المسلمين، وأزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فبعث إلى عائشة ـ رضي الله عنها ـ بمال من ذلك، فقالت: "مَن بعث هذا المال؟" فقيل: عبد الرحمن بن عوف. فقالت: "إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "لا يحنو عليكنَّ بعدي إلا الصابرون". سقى الله ابن عوف من سلسبيل الجنة. والقصص التي رواها كثيرة، أدعو كل مهتم أن يطلع عليها.. لكن تعالوا معا نتوقف عند تلك المواقف بالجملة، ونحاول أن نستخلص العبر والفوائد منها، ومن ذلك: • الجود والكرم والبذل والعطاء بلا حدود، حتى نسيان النفس، بل قمة الاستغراق في نكران الذات، وحب الآخرين، وغياب كامل للأنانية والطمع والجشع وعيوب النفس البشرية. • اختيار باب الفقراء والمعوزين ممن عرف وممن لم يعرف، فيبذلون للجميع، وبلا قيد وبلا شرط، والمعنى الكامل الحاضر هو الإنسانية، وحب الخير للناس، والأقربون أولى بالمعروف. • أنهم يتصدقون من أغلى ما يجدون من مال ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون )، كل ما وجد في قلبه تعلقا بشيء معين أخذ في اختبار نفسه، وتقرب لله ـ سبحانه ـ ببذل ذلك الشيء الذي أحبه وتعلق به. • تخصيص جزء من وصيتهم بالمال في أبواب الخير والصدقات، فالوصية ليست للولد وللزوجة، ومن تعلقت بهم محبتهم في الدنيا، لا بل لا ينسى الفقير واليتيم. • إن من ينفقون ويبذلون يحصلون على كثير من الدعوات ... هم لا يشترطون ذلك، ولا يطلبونه، هو يقع لهم تلقائيا وعفويا، ولا يزال الناس يتعاهدون الباذلين بالدعاء أحياء وأمواتا، فمن أراد الدعاء فلا يغفل عن البذل. • تسابقهم في مجال الخير، وتنافسهم عليه ... إنها المنافسة الشريفة، المنافسة العظيمة ليست في التملك وفي الأرصدة وتضخيم أرقام الحسابات، وإنما في روح البذل والعطاء، من دون رياء ولا سمعة، وإنما لوجه الله سبحانه. • إيثارهم على أنفسهم وعلى أهليهم، فيقدمون الخير للمجتمع، وينسون أنفسهم ... كم نحتاج لزرع هذه القيم العالية في أولادنا، وتعاهد أنفسنا، حتى العاملون في المجالات الخيرية ... كنت إذا أطلقنا مشروعا جديدا أول ما أبدأ أبدأ بالعاملين في المؤسسة، وأقول لهم: قبل أن ندعو الآخرين تبرعوا ولو بأقل القليل، ولا تنس نفسك من البذل. • مشاركة الفقراء والمساكين طعامهم، وعدم ترفعهم عن ذلك.. أكثر سر يجعل المتبرع يجود أكثر هو المشاركة، و الحرص على تمثيل الجو العادي للغني ليرى ويلمس ويشاهد الفقراء. • حبهم البذل لأهل القرآن وأهل الدين وإكرامهم.. هي قيمة عالية، حيث إن هؤلاء الباذلين لأوقاتهم وصحتهم، المضحين بفكرهم لأجل خدمة المجتمع، يفترض أن يجدوا الكثير من التقدير والعطاء من أهل المال والسعة.

الاثنين، يونيو 23، 2014

احترام الطبيب وتقدير مهنته


                                        مقالة أعدت للنشر في نشرة الشؤون الصحية بالأحساء

مهنة الطب من المهن الراقية العالية التي يقدرها المجتمع ويفترض لها قدسية خاصة فكانت تسمية الطبيب سابقا بالحكيم ويطلقون عليها في بعض الأدبيات لقب ملائكة الرحمة وتقوم مهمة الطبيب على أدبيات وأخلاقيات عالية تتسم بالإنسانية وسمو الأخلاق حيث يقوم الطبيب بتقديم أدواره ومهمته بكل اهتمام وعناية للجميع بدون تهاون مع أحد بسبب لونه أو جنسه أو جنسيته أو عرقه أو دينه أو اتجاهه واي تقصير في تلك المهمة يعد خيانة لأدبيات تلك المهنة ولا يستحق ان يمارسها ولا أن ينتسب لها أيضا يقدم خدماته عند الحاجة لها دون اعتبار لزمان أو مكان ويخلص في التعلم والاستزادة والأمانة والصدق مع أهل المريض والمريض ذاته وسره وعدم كشفه أو الاطلاع على أكثر مما يحتاج له من جسد المريض أو عورته . هذه الأدبيات والمثل ينبغي أيضا من الناس والمرضى والمراجعين والزوار والمستفيدين من خدمات الطبيب تقدير عمل ومهمة الطب ومن ماثلهم ومن جاورهم من ممرضين وغيرهم وبذلك التقدير والاحترام لمهمتهم ودورهم وما يقومون به ومساعدتهم لما يريحهم ويحقق تسهيلات لهم في أداء مهماهم من بذل النصح لهم والثناء والدعاء وعدم رفع الصوت عليهم أو الإساءة لهم أو التعدي عليهم أو مضايقتهم أو التلفظ عليهم أو كتابة ما يشينهم أو التسرع بالشكاية منهم أو إظهار التململ والحنق واتهامهم أو التعجل بوصفهم بعدم الفهم أو عدم الدراية أو عدم الإحسان في الكشف أو صرف العلاج وكتابة الدواء كم أتمنى أن تكرس ثقافة الاحترام والتقدير والتعامل والحقوق بين المريض والطبيب وتقدير كل منهما للآخر وشيوع ثقافة التسامح والصبر والأناة والحلم والحكمة بين الطرفين .

الجمعة، أبريل 25، 2014

ميزانية المؤسسة الخيرية أكثر من 600 مليون ريال

نشرت في موقع مداد المتخصص في أبحاث ودراسات العمل الخيري 

في ملتقى الكويت الخيري السادس، الذي نظمه "بيت الزكاة" بالتعاون مع "ديوان الخير"، تحدث مدير عام الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، د. سليمان شمس الدين، وعدد منجزاتهم، وما قدمته الهيئة من مشاريع، التي وصلت تكلفتها إلى (4.613) أربعة مليارات وستمائة وثلاثة عشر مليون دولار أمريكي، وذلك خلال 28 سنة... الرقم كبير ومهول، وهو إنجاز ضخم؛ تقريبا أكثر من 600 مليون ريال في السنة! ميزانية جبارة إذا ما قورنت بأرقام ميزانيات المؤسسات والجهات الخيرية التي تقل أرقامها عن ذلك بكثير.. عقب مشكورا بأن نساء الخليج وحدهن يمتلكن ثروات تبلغ 400 مليار دولار. وفي لقاء سابق للدكتور/ عبدالرحمن السميط، عرض على قناة الجزيرة الفضائية، تحدث فيه عن التركيز على تسويق المشاريع على فئة النساء أكثر من الرجال؛ لأنهن يبذلن أكثر من الرجال. وللأسف، نجد أن بوصلة تسويق المشاريع الخيرية في الجهات الخيرية تعتمد على عناصر رجالية أكثر، وتتجه إلى العناصر الرجالية، أكثر ما يتضح معه أن التسويق ليس في مكانه الصحيح، وأن الأرقام ستتغير كثيرا لو اتجهت إلى المكان الأفضل في جني التبرعات. كنت أقول لزملائي في مؤسسة خيرية وأردد عليهم أن الناس عندهم رغبة شديدة جدا بالتبرع والبذل، لكن المشكلة ليست فيهم في عدم وصول تبرعاتهم للجهات الخيرية، ولكن المشكلة فينا نحن الذين لا نعرف الوصول إليهم، ولا الأسلوب الذي نتحدث معهم فيه، ولا الطريقة المقنعة لكي يثقوا فينا ويقدموا تبرعاتهم وأموالهم. وأجد الدكتور/ سليمان شمس الدين يقول باللفظة التي تحمل ذات المعنى: "يجب الاهتمام بالتسويق؛ فلدينا رجال ونساء يعشقون التبرع"! وللأسف، نبدو أكثر زهدا في مؤسساتنا في استقطاب وتوظيف الموارد البشرية لإدارات تنمية الموارد المالية، ونوظف أقل في العناصر النسائية، وأقل استثمارا في إلحاق منسوبي الجهات الخيرية في مهارات التسويق.. حقيقة أخرى أعلنت في الملتقى، وهي أن 60 في المئة من متبرعي جمعية الإصلاح تم التسويق لهم عن طريق "الإنترنت"، وهذه قصة ثانية ربما نفرد لها مقالة أخرى... لكن في إحصائية شبه موثقة، أعدها أحد الباحثين في مؤسسة خيرية مانحة، يقول: إن عدد المؤسسات المانحة بالسعودية وصل إلى 96 مؤسسة مسجلة، فيما عدد الأسر المانحة التي لا تعمل بنظام المؤسسات المانحة يقترب من عشرة آلاف، ناهيك عن تبرعات الأفراد والأوقاف والاستثمارات.. وفي أرقام غير معلنة عن تقديرات أعلى ميزانية لمؤسسة خيرية، تتحدث عن ميزانية بلغت أكثر من 300 مليون ريال، وهو رقم بالحساب أقل من ميزانية الـ 600 مليون ريال بالعام، التي تعمل عليها الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، بالنصف. الملتقى حمل توصيات كان من أهمها: • ضرورة الاستفادة من مجال التسويق الإلكتروني الخيري. • التأكيد على تشجيع الشباب العاملين في العمل الخيري. • أهمية التوثيق الاحترافي للعمل الخيري. • تسويق المشاريع الخيرية بأسلوب التسويق التجاري. يشكر "بيت الزكاة" على تنظيم ذلك الملتقى التشاوري، والذي فيه تبادل الكثير من الخبرات في تطوير الأعمال الخيرية، ومن تلك الملتقيات، وببركة تلك اللقاءات، نتعلم الكثير، ونستفيد أكثر بلقيا العاملين في الجهات الخيرية والمهتمين بشؤون الأعمال الخيرية والتطوعية وأعمال البر وشؤونها، لما يحصل به من تفتيح الأذهان على أمور لم تكن في حسبان المشارك. أختم بخبر تبرع الشيخة سلامة بنت حمدان، زوجة الشيخ محمد بن زايد ـ ولي عهد إمارة أبو ظبي ـ، بـ 16 مليون ريال سعودي لحالة عتق رقبة في السعودية، فهو مبلغ كبير، ومن سيدة واحدة! أتمنى من خلال هذا الطرح أن يستفيد مسؤولو الجهات الخيرية من تلك التوصيات التي خرج بها الملتقى، وأن تتجه بوصلة التخطيط نحو 400 مليار دولار في حسابات النساء.

السبت، أبريل 19، 2014

ملتقى أفضل ممارسات الجودة في العمل الخيري

نشرت في موقع مداد الدولي المتخصص في أبحاث ودراسات العمل الخيري
يُشكر المجلس السعودي للجودة، ويُشكر المركز الدولي للأبحاث والدراسات (مداد) المتخصص في أبحاث ودراسات العمل الخيري، والداعمون والمشاركون الكرام في تقديم ذلك الملتقى، خاصة وأنه يقدم بطريقة عرض ممارسة قائمة وليس تنظيرا، حيث كثيرا ما تواجه الجودة ورغبات التغيير بمقاومة عالية وادعاءات أن نظم الجودة لا تصلح إلا للمصانع والمؤسسات الربحية، ولا يمكن تطبيقها في الجهات الحكومية والخيرية من باب أولى . الرائع في ذلك الملتقى هو تنوع المشاركة بين المؤسسات التي عرضت تجاربها في تلك الممارسات القائمة لديها، ونتائجها التي يفترض أن تنعكس إيجابيا على خدمات تلك المؤسسات، بعض الجهات الخيرية اتجهت لأداة الآيزو ( iso ) والحصول على شهادتها ... أيا كانت الأداة المستخدمة فهي محاولة على الطريق الصحيح، خاصة في ظل تقدم وتطور وتعقد رغبات المستفيدين من متبرعين ورعاة، ومن مستفيدين داخليين وخارجيين، ما يجعل تلك المؤسسات في تحد كبير للحصول على أفضل الكفاءات للقيام بأعمالها، وكذلك عملها بأفضل الممارسات وأكثرها تطورا لتلحق بالركب، وإلا سيكون أمامها تحد كبير تكون أو لا تكون . إن منهجية الجودة الشاملة مناسبة جدا للعمل الخيري؛ حيث هي: منهج تطبيقي شامل، أساسه العمل الجماعي، يهدف إلى تحقيق حاجات وتوقعات العميل باستخدام اﻷساليب الكمية من أجل التحسين المستمر في العمليات والخدمات. وبعيدا عن الاستغراق في التنظير في الجودة وفوائدها وعوائدها، وما يتحصل منها، يفترض أن نقنع المشاركين والقائمين، ثم نعمل بأداة من أدواتها المتعددة المدارس، سواء كانت التخطيط الاستراتيجي، أو أدوات التحسين المستمر، أو (iso 9001/2008 ). و يشير طريف رشيد ـ أحد المهندسين الذين تبنوا موضوع منح الشهادات الخاصة بالآيزو للجهات عموما، ومنها الجهات الخيرية، إلى حاجة المؤسسات الخيرية لتبني مفاهيم الجودة، خاصة إذا ما قورنت أعداد شهادات الآيزو الممنوحة في الوطن العربي كافة والكيان الصهيوني، فنجد أن الآخر يتفوق عليها كلها؛ فالحال يحتاج إلى صحوة إدارية . ولعل من الجانب الإيجابي المشرق هو إطلاق مؤسسة السبيعي الخيرية لجائزة التميز في العمل الخيري بعد طرحها على وزارة الشؤون الاجتماعية وإقرارها والموافقة عليها، حيث تنطلق بدايتها من خلال تعاون مشترك مع مركز (مداد) ـ كما صرح بذلك الدكتور عادل السليم، وأكد ذلك في الملتقى رئيس المجلس السعودي للجودة الدكتور عايض العمري ـ أن الجوائز ممارسة متقدمة في الجودة، تأتي بعد دعم ونشر ثقافة الجودة، وتأتي مرحلة متقدمة ما بعد مرحلة ضبط الجودة، حيث هي مرحلة القمة، وهي مرحلة ضمان الجودة، وأتوقع أن تكون هناك إطلالة مشرقة للجائزة وإعلانها وتدشينها في اللقاء السنوي للجهات الخيرية الثاني عشر، الذي سيقام في المنطقة الشرقية، وتقوم عليه جمعية البر، وبرعاية من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز ـ أمير المنطقة الشرقية .و تأتي الجائزة وإعلانها في ذلك الملتقى بأهمية خاصة، حيث حاجة ميدان العمل الخيري إليها، والمأمّل أن يكون لها المردود الإيجابي على العمل الخيري، وأنها ستسهم في الرفع من أداء جميع الجهات المشاركة، فضلاً عن إبراز المتميزين وتكريمهم. و التأثير المرتقب لهذه الجائزة يأتي من حيث تعزيز ثقة المجتمع بمنشآت العمل الخيري، وتوفير مرجعية وأسس معيارية لقياس مدى التقدم في أداء تلك المنشآت، وهذا ما أكده وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية عبدالعزيز الهدلق أن معالي وزير الشؤون الاجتماعية د. يوسف العثيمين حريص أتم الحرص على نشر ثقافة الجودة في القطاع الخيري، ووضع المعايير اللازمة لضمان فاعليته....تلك الجائزة التي تهدف إلى تحقيق الإتقان والجودة والتميُّز في قطاعات العمل الخيري، والارتقاء بفعالية وكفاءة العمل المؤسسي الخيري، وتشجيع روح المنافسة فيه. وبإذن الله سيكون لتلك الجائزة ثلاثة مجالات رئيسة، وهي: المنشآت الخيرية المتميزة، والمشاريع الخيرية المتميزة، و الفكرة الإبداعية المتميزة في العمل الخيري. إنها بشارات وإشراقات رائعة، تبهج المهتمين بالعمل الخيري، وترسم الابتسامة على محيا أصحابه، فبوركت الجهود، وبورك في أموال الداعمين .

الأربعاء، مارس 26، 2014

وظائف جديدة في العمل الخيري

نشرت في موقع مداد الدولي المتخصص في دراسات وأبحاث العمل الخيري
http://www.medadcenter.com/Articles/Show.aspx?Id=342
تحدث الناشط في العمل الخيري والاجتماعي، الشيخ/ محمد الخميس، في تصريح لصحيفة الشرق عن قلة وظائف العمل الخيري في دول الخليج العربي، وأن تلك الوظائف قليلة جدا إذا ما قورنت بأرقام العاملين في المؤسسات الخيرية في أمريكا، وطالب بدعم التوظيف في القطاع الخيري، والتوسع فيه؛ حتى يتطور في خدماته، ويتوسع، ويقدم خدمات تنموية في المجتمع تساعد في تحقيق تطلعات التنمية الاجتماعية في البلد. يلاحظ مع قلة وظائف العمل الخيري عدم الثبات وكثرة التسرب؛ نظرا لقلة الرواتب والحوافز والمكافآت وخطة توظيف وإدارة للموارد البشرية بعمليات متقدمة؛ ما يزيد الطين بلة، ويجعل الملتحقين بتلك الوظائف هم من فئة الباحثين عن عمل ممن لم يجدوا عملا إلا في تلك المؤسسات، فهم يمارسونه بإحباط وأداء باهت، ويجدُّون في البحث عن وظيفة أخرى؛ نظرا لأنهم يعدونها وظيفة مؤقتة لا تحقق الطموح. بل أكثر من ذلك هي قضية سمعة الوظيفة عند الناس والمجتمع المحيط ... يخبرني بعض العاملين في المؤسسات الخيرية أنهم واجهوا بعض المواقف مع الأسر التي تقدموا للارتباط ببناتها للزواج، برغم أنهم موظفون في مؤسسات خيرية، ولهم مدة في الخدمة ليست يسيرة، ومع ذلك سمعة الوظيفة التي يشغلونها لم ترق لتلك الأسر؛ فنحتاج ـ أيضا ـ إلى تعزيز وحماية وظيفة العمل الخيري، أو ـ كما طالب الخبير (الخميس) ـ سن القوانين واللوائح التي تساعد في تطوير وظيفة العمل الخيري. أعجبتني جدا إحدى المؤسسات الخيرية التي فازت مؤخرا بعدة جوائز محلية وإقليمية في طريقتهم التي انتهجوها في التوظيف، حيث عمدوا إلى الاتفاق مع مؤسسة من القطاع الخاص قامت بدراسة مهامهم، ووصفتها، وبنت لهم هيكلا إداريا حديثا بمهامه وارتباطاته ووصفه، كما هو معلوم عند المتخصصين في علوم الإدارة والممارسين للأعمال الإدارية بعملية هندسة إدارية (هندرة) كاملة، ثم تم الإعلان عن تلك الوظائف بمهامها وخصائصها اللازمة لشغلها بكل شفافية، وتم الإعلان عن مميزات كل وظيفة، ثم استقبال المتقدمين، وفرز ملفاتهم، والتأكد من معلوماتهم، ثم إجراء الاختبار التحريري، ثم بعد ذلك يتم إجراء المقابلات الحيادية بعيدا عن الوساطات والمحسوبيات، ثم بعد ذلك يتم التعيين على تلك الوظائف. هذه الطريقة جعلت تلك المؤسسة تستقطب كوادر من القطاع الخاص ومن الوظائف الحكومية، وعززت من أعمال تلك المؤسسة وريادتها؛ نظرا لأن أهم عنصر في طاقة المؤسسة هو العنصر البشري، وإلا فالآلات وبقية العناصر من الموجودات تأتي في الدرجة الثانية بعد الموارد البشرية. عزيزي القارئ الكريم، دعني أنقل لك تجربة مؤسسة أخرى، تقوم في كل سنة بمراجعة الوظائف الموجودة، وتصدير قرارات تشكيل للكوادر القائمة، وتطلب من كل الإدارات والأقسام تحديد الاحتياج من الوظائف، وتوصيف تلك الوظائف، ثم تقوم بدراسة تلك الوظائف، وعمل محاولة للتدوير أو التجديد، ثم تبحث سبل استحداث تلك الوظائف وتوفير الموارد التي تغطيها ... إن كثيرا من معوقات التوظيف غالبا تدور حول الميزانية التي تعوق ذلك؛ فينبغي لقائد المؤسسة أن يسعى في كسر التفكير النمطي الذي يقول لن أقوم باستحداث وظيفة حتى أوفر موردها نظرا لأنه قد لا يأتي موردها إلا بعد وجود الموظف، فقد تكون هناك حلول لقرض تعاوني، أو تبادل منافع، أو سعي لنظم إعارة موظفين، سواء من جهات خيرية أو غيرها، أيضا إسهام أعلى من وزارات العمل والشؤون الاجتماعية في تخصيص وظائف خيرية؛ لأنه من الصعب الاستمرار في ذات الممارسة لأنها تسببت في تلك الأزمة الوظيفية. إن الوضع الحالي في المؤسسات الخيرية هو تكليف أشخاص بعدد من المهام الكثيرة التي لا يستطيع إنجازها عقلا بحكم كثرتها، ويسعى حرصا على إنجاز ما يمكن منها، ولا يلام على تقصيره بحكم معرفة مسؤوليه أنها أكثر من طاقته، فتجد موظفا واحدا في عدد من الوظائف، فيما لو أمكن التوسع في التوظيف لتحسنت الإنتاجية في تلك المؤسسات كثيرا. إن إعادة التوازن للوظائف في القطاع الخيري سوف يسهم في حلول البطالة والقضاء عليها، ويقلل من الاحتياج لشغل الوظائف المجتزأة الوقت، ويقوي أداء المتابعة والمحاسبة والمسؤولية. ومن الحلول التي طرحت، وقد تكون فتحا كبيرا لتلبية احتياج الوظائف في القطاع الخيري، هي نسب السعودة والنطاقات، حيث تحتاج بعض الشركات لرفع نسب التوظيف، فلو سمح لتلك الشركات بتوظيف بعض عناصر الجهات الخيرية، واحتسابها لهم من ضمن نسب السعودة، لحلت إشكالية عند الجانبين. ثم هي دعوة مفتوحة بتسويق برامج الكفالة في العمل الخيري، مثل: مساهمة وتبرعات مخصصة وموجهة لدعم التوظيف في تلك الجهات الخيرية، خاصة من المؤسسات المانحة.

الجمعة، فبراير 21، 2014

يتيم المؤسسة الخيرية وكرتون الأندومي

نشرت في موقع مداد الدولي المتخصص في دراسات وأبحاث العمل الخيري 
http://www.medadcenter.com/articles/show.aspx?Id=338

كتب أحد الصحفيين في عموده عن جهة خيرية في أرض البسيطة الواسعة، ويتحدث عن حالة بئيسة تعرضت لها حالة من الحالات الفقيرة التي تقدم لها خدمات خاصة بالأيتام من قبل مؤسسة خيرية، فيصف ما تقدمه تلك المؤسسة لتلك الحالة بأنها تتحصل على كرتون أندومي كمخصص رعاية لمجموعة من الأيتام حصة أسبوعية، وتكتفي تلك المؤسسة بهذه الخدمة، وتعدها رعاية وكفالة لليتيم. قد تكون هناك مبالغة من الإعلامي في محاولته تصوير الصورة البائسة للخدمة المقدمة والرعاية المؤسسية التي انحصرت في كراتين الأندومي - كما يزعم -، لكن من واقع ممارسة وخبرة هل ما يحصل هو من باب الفساد؟ أو هو من قلة الإمكانات والتبرعات والموارد التي تتلقاها تلك المؤسسة؟ خاصة وأن كثيرا من تلك المؤسسات تقوم على باب التبرعات غير المنتظمة من أفراد يصعب توصيل تبرعاتهم إلى تلك المؤسسات، حيث التنظيمات تشترط الوصول للمؤسسة الخيرية أو عبر الحسابات، وكثير من المتبرعين يتثاقلون بالوصول بتبرعاتهم عبر الوصول الحقيقي، والقنوات الإلكترونية ليس الكل يجيدها، وأفكار الاستثمار والوقف والإبداعات في جمع التبرعات تحول بين كثير منها وبين الراغبين في المشاركة تعقيد الإجراءات، وعدم سماح الأنظمة، وكثرة المؤسسات التي تتنافس على قطعة التبرعات التي تبلغ في كل الخليج العربي كاملا (4) مليارات دولار سنويا - كما قدرها أحد خبراء العمل الخيري(1) . بينما يبلغ دخل المؤسسات الخيرية في إسرائيل سنويا (14) مليار دولار (2). إن تدفق التبرعات القليل، والذي يواجه عدة من العقبات والضوابط المشددة في تحصيله وصرفه، قد يوقع بعض المؤسسات الخيرية في مشكلة ومعوّق كبير جدا بين احتياجات التنمية وسداد تلك الاحتياجات، بما يحقق تطلعات المستفيدين على نوعيهما المتبرع المتردد، وبين المحتاج الذي يؤمّل كثيرا على تلك المؤسسات أن تقدم له ما يسد احتياجه بالفعل، وليس ورقة التوت أو كرتونة الأندومي . هناك دراسة عن تدفق التبرعات في أمريكا تبين أن نسبة 70 % من التبرعات تأتي من أفراد وليست تبرعات مؤسسية .... أين تبرعات الأفراد؟ إن المتتبع لحملات التبرعات، التي تمت مؤخرا في الخليج لمناسبات وكوارث عدة، يلاحظ تراجع أرقام التبرعات بما لا يتوافق مع الأزمة التي ينادى بالتبرع لها . أزمة سوريا حققت 346 مليونا، أزمة الصومال حققت 202 مليون، حملة باكستان 100 مليون، بينما في عام 1412هـ حققت حملة التبرعات للبوسنة والهرسك مليارا و 671 مليون ريال(3) . وللأسف، في الوقت الذي ننادي فيه بتحسين خدمات المؤسسات الخيرية، نظن أن التبرعات لتلك المؤسسات تتدفق لدرجة التشبع والامتلاء، وعلى الرغم من كون باب الأيتام - على سبيل المثال - من الأبواب التي تحفز راغبي التبرع للإقدام بالتبرع مصداقا لحديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -:"أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين "، إلا أن بعض شركات القطاع الخاص تحرص على تقديم التبرع الشكلي ـ كما عبر أحد مسؤولي إحدى الجهات الخيرية من أن شركة أخذت مجموعة من الأيتام وذهبت بهم لملعب كرة القدم، وصورت لهم تلك الزيارة، ثم قدمت شيكا بقيمة 5000 ريال، وغطت الكثير من الصحف خبر دعم تلك الشركة، فيما كثير من المراقبين لا يعرفون حقيقة مبلغ التبرع !! أتمنى استشعار مشكلة تدفق التبرعات، وتسهيل وصولها للجهات الخيرية، وعمل الجهات التنظيمية حلولا تجارية فيها ما يحدث عالميا؛ لأن العمل التنموي يخسر بسبب وجود ضغط ضعف الموارد المالية. أيضا، أحيي عمل إحدى المؤسسات الخيرية عندما عملت دراسة علمية بالتعاون مع إحدى الجامعات في بحث تطوير خدمات الأيتام والرعاية والكفالة؛ ما نتج عنه رفع قيمة الكفالة السنوية بالنسبة للراغبين، لكن في النتيجة النهائية تحسنت الخدمات والرعاية التي يتلقاها اليتيم، بما يجعل يتيم المؤسسة الخيرية يعيش الحياة الكريمة وتحقق له التنمية التي ينمو بها ليكون مواطنا عنده كثير من الجدارات والمهارات الحياتية، التي يستطيع بها أن يستغني عن الرعاية والدعم. [1] . صالح الوهيبي* خميسية الجاسر، محاضرة: المنظمات الإنسانية في فلسطين. [2] . جريدة سبق الإلكترونية، 11-11-1433هـ. [3] . جريدة الجزيرة، العدد 10310.

الجمعة، يناير 31، 2014

حياة جديدة مع رحلة التقاعد

نشرت في مجلة جمعية المتقاعدين فرع الأحساء
 أتذكر جيدا كلمات الدكتور إبراهيم القعيد مدرب التنمية البشرية حين تحدث عن تجربته
مع التقاعد وكيف خطط لذلك بوقت مبكر وانسحب من الحياة الوظيفية اليومية إلى التقاعد وأفقه الواسع . التقاعد رحلة جميلة ومرحلة حياتية رائعة وانطلاقة جديدة نحو أفق أوسع إذا أحسنا التخطيط لها مبكرا ولم نجعلها تأتي إلى مكاننا تتهادى ثم تجثم على صدورنا وتظهرنا بموقف المتهاوي الذي يفقد مكانه ويفقد موقعه ويفقد أصحابه ودخله ، يجب على الموظف أن يتصور مكانه ووضعه وكيف سيقضي يومه من بدايات مراحل التحاقه بالوظيفة ويحدد مساراته لاستمتاعه وكذلك استمرار رسالته في الحياة واستثمار طاقته لخدمة مجتمعه وكذلك وطنه وقبل ذلك أهله وخاصته . تحية إعجاب وإكبار لؤلئك الذين فكروا في ذلك ورسموا له وتشوقوا لتلك النقطة ، فإن كان عزيزي القارئ من أولئك النفر فهذا حسن وإن لم يكن فلا تأس يا صديقي لا زال أمامك الكثير لتفعله خاصة إذا عملت بفكرة الدوائر والمجالات الحياتية ؟! لنتعرف على فكرة الدوائر التي تقول أن الإنسان روح ، وجسد ، وعقل ، علاقات نحتاج إذن أن نعمل ونعيد حساباتنا وفق هذه الدوائر فننظر في الجانب الروحي وما الذي أستطيع أن أعمله وأستثمر فيه طاقة الحرية وطاقة الوقت المتاح فيكنني الآن أن أشهد الصلوات الخمس جماعة في المسجد ، يمكنني أداء النوافل والسنن ، يمكنني قراءة القرآن ، تمضية وقت أطول في الاستغفار والدعاء والذكر ، يمكنني صيام النفل ، يمكنني حضور كلمات المساجد والمحاضرات الدينية والدورات العلمية ، يمكن أيضا قراءة المزيد والمزيد من الكتب الدينية ويمكن أداء العمرة وزيارة المدينة المنورة وتكرار ذلك وإلخ أما بالنسبة لدائرة الجسد : فأعيد النظر مرة أخرى في البرنامج اليومي وأضع فيه عادات مهمة مثل الوجبات والغذاء الصحي تناول الطعام بهدوء وتمضية الوقت والاستمتاع في تجهيزه مثل الشواء وغيره من الهوايات التي تستهوي الإنسان عادة في تناوله للوجبات لكن يصعب عليه ممارستها بسبب الوقت ، كذلك عمل الفحوصات وزيارة لطبيب بشكل منتظم ، أيضا عمل الرياضة اليومية مثل المشي ورياضات الإحماء الخفيفة المنزلية بما يتناسب مع المرحلة العمرية ويفضل الانخراط في نوادي الرياضة لممارسة تلك الهوايات تحت إشراف اختصاصي صحي خاصة في البدايات وبالنسبة لدائرة العقل : فالوقت المتسع للقراءة والاطلاع ولمواصلة الدراسة ولحضور الدورات وتصفح الانترنت ومتابعة الملتقيات والمؤتمرات وعمل الدروس والأبحاث وحضور اللقاءات الثقافية من المحاضرات والندوات التي تنفذ ويتمنى المرء حضورها سابقا لكن بسبب ضيق الوقت أو بسبب انعقادها في الفترة الصباحية لكن في فترة التقاعد تكون هناك انطلاقة لحضور المزيد والمزيد فلا يحدك وقت ولا مكان حيث يمكنك الانتقال لمطالعة المعارض وغيرها ، كذلك متابعة البرامج الثقافية في القنوات الفضائية والمشاركة بالاتصال فيها وتقديم الأسئلة والكتابة والتأليف والنشر في الصحف والمنتديات وغيرها الأخيرة دائرة العلاقات : استثمار المزيد من الوقت في صحبة الزوجة والأولاد وقضاء المزيد من جلسات المرح والهدوء والتنزه والفسح وسهر بعض الليالي والجلوس أمام الفضائيات لمشاهدة بعض البرامج الترفيهية البريئة ، والتوسع في زيارات صلة الرحم وتبادل الزيارات مع الأصدقاء خاصة التي شغل التباعد عنهم وظروف العمل أو بعد المكان ، كذلك غشيان الاستراحات والشبكات الاجتماعية والرحلات وجلسات السمر وما يعرف بـ ( الدّاريّات ) الزاوية الأخرى التي يمكن التأمل فيها والتخطيط وفقها هي المجالات وهي لا تبعد كثيرا عن فكرة الدوائر لكن تحتاج النظر والمقارنة والتطلع دائما للتحسين مثل مع الله سبحانه : الاستزادة من الصلاة والصيام النوافل . مع الأسرة : الجلوس معهم والتفسح والتنزه وقضاء وقت أكثر مجال الاقتصاد : الدخول في وظيفة جديدة استشارية أو عمل تجاري خاص أو بحث فرص توظيف المال العلاقات الشخصية : التعرف على أصدقاء جدد والانخراط في أنشطة وعضويات جمعيات علمية وثقافية وخيرية مجال الترويح : ممارسة الألعاب والهوايات والسفر والتنزه مجال العلم : مواصلة الدراسة مجال المكانة الاجتماعية : ممارسة أدوار اجتماعية وتقبل أدوار ومهام قيادية داخل مجالس الأسرة والحي والأوساط الاجتماعية أخيرا وسط ومع هذه الأدوار والمجالات سيقضي المتقاعد حياة جميلة ثرية بالعطاء والتجديد .