السبت، نوفمبر 04، 2006

شاهد على الحفل

شاهد على الحفل


المناسبات التي يحتفل بها الناس كثيرة ومتنوعة وإن كان أكثر ما تقام الاحتفالات من أجل الزواجات والأفراح ، لكن أسرة آل نعيم بالأحساء في ليلة عبقة بنسيم الخير والهدى ، ليلة من ليالي ربيع الأول من هذا العام أقامت حفلا غير اعتيادي ولمناسبة غير عادية أيضا .أنا لا أستطيع أن أقدّر عدد أفراد الأسرة لكن هم كثير وكثيرات أيضا لكن يجمعهم التوجه الخيري والديني الذي يحملونه في نفوسهم كبارهم وصغارهم .ومن أجل ذلك كانت الاحتفالية التي أقيمت بمجلس الأسرة في تلك الليلة بحفظة القرآن الكريم وتكريمهم رجالا ونساء في لفتة طيبة من راعي الحفل .وبرغم أن الاحتفالية خاصة بالأسرة إلا أنهم وجهوا الدعوات لعدد من المهتمين بحلق القرآن والتحفيظ والشأن الديني عامة ، وكأنهم أرادوا أن ينشروا التجربة والفكرة التي سيكون لها أكبر الأثر على أفراد الأسرة والمجتمع .يا أحبة ، الاحتفالية لم تكن صغيرة وطريقة تنفيذ الاحتفالية كانت تسير باحترافية ونظامية الاحتفالات الكبيرة من حيث وجود لجان للحفل وراع وتنظيم وتقديم ولوحات وعرض حاسوبي وكاميرات تصوير وتجهيزات صوتية وملفات إعلامية خاصة بالمناسبة وبرنامج الحفل وإصدار كتيب للحفل نفسه .ذلك الحفل الذي تنوع في فقراته ، وكان تسليم الدروع والجوائز من راعي الحفل الشيخ عبد اللطيف بن حمد آل نعيم لفتة طيبة منه في تكريم هذا العدد الكبير من أفراد الأسرة الذين أتموا حفظ كتاب الله تعالى.
كم هو رائع اجتماع الأسرة وأروع من ذلك اجتماعهم على الخير ومشاهدة بشائر الخير وطيب الغراس المثمرة التي أثمرت في تلك الليلة نجوما لا تحتفل بهم الأسرة فقط بل كما قال فضيلة الشيخ عبدالله المحيسن يفخر بهم المجتمع عامة ، ولقد دارت تلك الخاطرة بذهني وأنا أتابع الفقرات وأستمع إلى التلاوات ولما تحدث الشيخ (المحيسن) قررها ووضحها بيانا بأن على الأسر العريقة في الأحساء أو من تريد أن تصنع مجدا لأفرادها أن تستثمر في تشجيع مواهبها وتأخذ بيد المبدعين والمبدعات منهم وتحتفي بهم وتقدمهم كأنموذج والعمل على تذليل كافة الصعوبات التي تواجهم في حياتهم .كلنا ننادي بالاجتماع ونذم الفرقة لكن كم من واحد منا خطا خطوة للأمام فيما فيه الخير للمجتمع فهذه الأسرة ما هي إلا صورة من صور ونماذج المجتمع العام الذي ننشد له التكاتف والتعاضد خاصة في ظل الفتن القائمة.
هكذا إذن أيها الأحبة يصنع المجد ، وعلى مثل هذا تجتمع الأسر ، و هنيئا لكم آل نعيم تلك الزمرة الخيرة الطيبة التي قامت بإعدادات وترتيبات الحفل بأبهى صورة عكست المكانة الراقية التي تتبوأها الأسرة ككيان كبير في المجتمع الخليجي وليس في الأحساء فحسب.
ومضيت من تلك الاحتفالية الكبيرة أحمل بين جنبات نفسي شعورا بالفرحة وبالغبطة والسرور لما شاهدته وكم أتمنى أن تعنى وزارة الشؤون الاجتماعية بدراسة هذه الظاهرة وتطويرها وتشجيعها ونشرها فهي صمام الأمان في المجتمع ومن خلالها سنصل للرقي الحضاري والاجتماعي الذي تنشده جماعات حقوق الإنسان والحضارة المدنية وولاة الأمر في هذا البلد والذي نجد أعلى قيمه في الشريعة الإسلامية .وعلينا أن نسلّط الضوء على هذه النماذج الناجحة وإبرازها للناس لبث روح التفاؤل والطمأنينة في زوايا وأركان المجتمع، لأن التوجه الحالي عند بعض أهل الخير والصلاح هو الحديث عن الأمراض التي تصدع بها المجتمع من آثار الإعلام وخاصة الغزو الفضائي والتباكي على الحال وقلة الحيلة والسير في طريقة التفكير (هلك الناس)، وإن الاستمرار في هذه الطريقة السلبية ليصور المجتمع بغير الحقيقة التي هو عليها ويبالغون في ذلك بينما نحن محتاجون أكثر لإبراز وذكر هذه التجارب الرائعة لتذكير الناس أن الدنيا مازالت بخير وأن الخير قائم وأن من أراد الهدى أُعين عليه ودُل عليه وسُهّل له.
ختاما أشكر الأسرة الخيرة الطيبة العريقة على جهودها الخيرة عامة وأهنئها بحفاظها وأهنئ حفاظها أيضا بالخير العظيم الذي حازوه، وأشكر الشيخ عبداللطيف حمد آل نعيم على تبنيه ورعايته تلك المناسبة ولا أنسى فضيلة الشيخ ناصر محمد النعيم المشرف العام على اللجنة المنظمة للحفل الذي أتاح لي فرصة حضور تلك الاحتفالية الطيبة بدعوته الكريمة.


جريدة اليوم ملحق الأحساء عدد يوم الخميس 1425-03-24هـ الموافق 2004-05-13م