الثلاثاء، نوفمبر 07، 2006

شهر التسمم

شهر التسمم - نشرت بجريدة اليوم ملحق الأحساء 15-8-2005
صيف حار وإجازة وسهر .. وقفة المطبخ مملة والوجهة طبعا نحو المطاعم ، لكن الصغار وبعض الكبار يتوقون لوجبة خاصة مفضلة عندهم بطعمها وشكلها وحجمها وطريقة عرضها في الخارج الساخن الملوث بالغبار والأتربة الأحسائية أو الحشرات لتلك الوجبة التي تقف بكل لحمها العاري تأخذ بشغاف قلوب الناظرين لتعرجاتها.

تلك وجبة الشاورما التي وفدت إلينا من الشام وتلقيناها بكل ترحاب في وجبة غريبة غير منطقية عندنا خبز باللحم بالبطاطا بالسلطة بالزيت بحاجات أخرى لا نعلمها .
طريقة الإعداد هل هي البانيو أم الطست ، نوعية الدجاج هل هو من النوع المخلّع ( دجاج غير طبيعي من دون عظام ) أم هي عجينة لحمة مثلجة جاهزة من الخارج ؟!
في مصر وبجانب سينما كان يقف بائع شاورما حاذق في العرض والنداء ( الشاورما يا بتاع الشاورما ) وكان أحدهم يتناول نصيبه من الشاورما اللذيذة في كل مرة يدلف إلى السينما بعد مدة قبض على معلم الشاورما وأغلق المحل الصغير .. تساءل صاحبنا ليه ؟ حصل أيه ؟ وإذا بالمفاجأة أن بتاع الشاورما كان يشتري الحمير التي خرجت على المعاش تقاعد مبكر وغيره ويبيعها شاورما والناس تقذف بهذه الوجبة الحمارية ولا تدري بماذا تقذف في بطونها... يقول صاحبنا حسبت بعد المفاجأة غير السارة كمية الشاورما التي التهمتها طيلة مدة ترددي عليه فوجدتها تساوي عشرة حمير كاملة !!
وحيث إن المطاعم عندنا وكما جاء في دراسة ميدانية أشرف عليها د. فهد الجهيمي من جامعة الملك فيصل ، على عينة من مطاعم الأحساء وجد أن 85% من الأيدي العاملة في مطاعم الأحساء لا تلتزم بالشروط الصحية ، اجبر بخاطرنا يا فهد الجبير الله يجبر بخاطرك ورد على المقالة بجواب ما نرى لا ما نسمع يحفظ للإنسان الأحسائي صحته .
الحالة الآن وفي شهور الصيف طوارئ فقد نشرت جريدة اليوم خبر تسمم عائلة بأكملها بسبب شاورما مطعم في المبرز ، وكل من يقرأ هذه السطور ربما هو أو أحد عائلته أصيب بتسمم المطاعم يوما ما ، في الرياض وفي الشرقية اتخذت إجراءات صحية عامة مثل منع السلطات في الصيف ومثل بناء الغرف الخاصة ، تكثيف حملات التفتيش وغيرها .
أترك الشاورما هنا لأحيي القراء الأحباب :المشايخ / عدنان العفالق ، عبدالله العديل ، صالح المرشد ، سعود بوحيمد ، والأساتذة عبدالإله السلطان ، محمد السليم ، مساعد السميح ، فهد الجميعة ، خالد الحجي ، عبدالله العتيبي ..شكرا لمتابعتكم وكلماتكم التشجيعية
أحبابي الكرام ، حمانا الله وإياكم من تسمم المطاعم .