السبت، نوفمبر 04، 2006

جريمة الباندا إنجاز أمني وتراجع أخلاقي

جريمة (الباندا) إنجاز أمني وتراجع أخلاقي

تعقيبا على الخبر الذي نزل بالجريدة وعلى الصفحة الأولى عدد يوم الثلاثاء الموافق 13/7/2004م حول القبض على برجس وصاحبيه ، لا أظن أن سويا مهما كان يحمل من توجه وأفكار سعوديا أم مقيما إلا واستنكر الجريمة غير الأخلاقية والإنسانية التي آلمت الرياض بشكل خاص وآلمت الوطن بشكل عام ، فقد قرأت عن المشكلة والفيلم التسجيلي عبر رسالة تحذيرية من الجوال ذي الكاميرا ومشكلاته ثم مالبثت أن قرأت في المنتديات الانترنتية وتعليقاتها على الحدث واستنكارها له ودعاءها على المجرمين المغتصبين بأن يقعوا في أيدي العدالة .

وإن سرعة وصول رجال الأمن للمجرمين والقبض عليهم لهو واحدة من الإنجازات الكبيرة التي يحققها الأمن ورجاله .

ولكن هل من وقفة مع المشكلة فلا أظن أن المشكلة في جوال الباندا ذي الكاميرا ؛ بل توقف دور الجوال على تصوير واقعة لا ندري بالتحديد كم مرة تتكرر على مستوى المملكة بشكل يومي فلا توجد حسابات ولا إحصاءات خاصة وإن كثيرا من المشكلات الأخلاقية تطوى بالستر حفاظا على أسرار العائلات وحفظا على صورة المجتمع ، والجوال الكاميرا أظهر المشكلة بقوة للأسر السعودية التي اهتزت بشكل كبير للحادثة وأخذت تعيد حساباتها أين يكمن الخطأ وما هي الثغرات الأمنية التي من الممكن أن يتوصل لها أمثال (برجس ) لبناتها .

هل هو الطبق اللاقط غير المنضبط ؟ أم هو الجوال غير المراقب ؟ أم الصديقات والصويحبات غير المعروفات ؟ أم انشغال الأبوين عن الأولاد وعدم القرب منهم وإسناد المهمة للسائق والمربية والخادمة ؟أم الأقراص الحاسوبية الخلاعية التي نقرأ أرقام القبض والإتلاف لها بمئات الآلاف يوميا ؟ أم الانترنت والتصفح غير المنضبط وغرف الدردشة التي تعج بالذئاب البشرية وما يحدث فيها من استغلال لسذاجة الأنثى باستدراجها لكشف وجهها أمام كاميرا الواب ثم تظهر بعده كامل الجسد والأب المسكين يظن أن فتاته منهمكة في البحث المعلوماتي ولا يعرف المشكلة الكبرى التي وقعت فيها ابنته ؟

أم نلقي باللائمة على العنوسة وتأخر الزواج ومسبباتها من البطالة وارتفاع ذائقة الشباب بسبب النظر لفاتنات الفضائيات .

أم تكمن المشكلة في إفراط الثقة في الفتاة وعدم وجود مراقبة لتصرفاتها وطريقة لبسها ونوع العباءة والحجاب وحاجياتها في البيت والمدرسة ؟

وهل تكمن المشكلة في المجلات التي تروج لعولمة الفتاة ونشر ثقافة ئ( الدغيدغي) وما شابهها .

لنعِد الحسابات أيضا على مستوى المؤسسات الرسمية والاجتماعية مثل المدارس ومرشدات الطالبات والأسواق ومراقبتها ووضع لائحة صارمة للتعامل مع المعاكسين والمتسعكين في الحدائق والأسواق الذين أخذوا في التمادي والإصرار في معاكسة الفتيات حتى مع وجود المحارم

ونراجع حسابات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هل بالفعل تأهيلهم كافٍ ؟ وهل عددهم وتجهيزاتهم كافية هي أيضا ؟ هل هناك حاجة لتوظيف عناصر نسائية في الهيئة ؟

ونراجع حسابات الجهات الخيرية في أدوارها التثقيفية والاجتماعية ؟ ونشد من أزرها ونوجهها ونساعدها في مهمتها بالطريقة التي تراها وزارة الشؤون الاجتماعية بحيث ترفع موازناتها والبرامج التي تقدمها والانتشار في المجتمع .

ونسعى عن طريق رجال الأعمال بدعوتهم للمساهمة وفي حال لم تجد المساهمات التطوعية فنلجأ بالحصول على الدعم لها ولو بضريبة إجبارية لتوجّه نحو هذه البرامج وهذه الأعمال النفعية .

ولنعمل على تقصي كافة الكتاب والكاتبات سواء في كتاباتهم أم محاضراتهم ولقاءاتهم التلفازية والفضائية الداعين للسفور والاختلاط بكلامهم المباشر وغير المباشر ومساءلتهم وعرضهم على القضاة الشرعيين تماما كما يعمل برجال الإرهاب أو المنظرين وأصحاب الفتاوى الإرهابية .

ولنعقد لقاءات للمختصين والمختصات وورش وجلسات عمل ومؤتمرات في السعي والتفكير في أفكار للدور الوقائي الاجتماعي مثل نوادي اجتماعية و هواتف إرشادية ، ومجالس أحياء خاصة بالنساء ، وأنشطة مدرسية مسائية ، أو أي طريقة استثمارية لطاقات وأوقات الفتيات ، ونفكر في إنشاء مراكز نفسية تعالج حالات المغتصبات وتعيد تأهيلهن ليعيشوا في المجتمع من جديد .

إن الصورة القاتمة التي تناقلتها أجهزة الجوال والانترنت لمنظر الاغتصاب لهو ناقوس خطر يدق في آذان المجتمع بكافة فئاته .

يجب علينا أن نسعى لحماية فتياتنا وشبابنا من الطوفان بأي ثمن ؟