السبت، ديسمبر 21، 2013

كيف تواجه المؤسسات الخيرية الاتهامات الإعلامية؟

كيف تواجه المؤسسات الخيرية الاتهامات الإعلامية؟
نشرت في موقع مداد الدولي المتخصص في أبحاث ودراسات العمل الخيري على الرابط :
http://www.medadcenter.com/Articles/Show.aspx?Id=335
 بطبيعة دور الصحف وبحثها عما يلفت نظر القارئ، ويدعوه لمتابعة القراءة؛ فإنها تتجه لنشر بعض الأخبار الجاذبة بإثارتها للقراء، وتضع لها مواد وعناوين مختارة، و تتسابق لذلك كما يفعل الإعلامي الذي يبحث عن خبر مثير جذاب يسوّق الوسيلة الإعلامية، سواء أكانت صحيفة ورقية أم مجلة أم موقعا إلكترونيا، أو غيره .فتتجه الصحف إلى نشر كثير من الصور المؤثرة والمثيرة للقراء، وتستخدم القصة الخبرية واللقاء والشحن الاجتماعي ودغدغة العواطف بتلك الأخبار، ثم تطرح سؤالا: أين مؤسسات التنمية عن تلك الحالات من الحاجة والفقر؟ ولماذا لا تمد يد المساعدة لتك الأسرة المنكوبة؟ ومن مثل تلك العبارات؟ دون مسؤولية ومراعاة للمصالح وللتوازن المطلوب، والتحقق والتثبت من دور تلك المؤسسة في تلك الحالة (محل النشر) من عدمه، من حيث المكان والزمان والشروط والضوابط المرعية في كل مؤسسة، نتيجة خبرة تراكمية في البحث الاجتماعي الخيري . وللأسف، تلقف القراء وقراءتهم ومتابعتهم للمواقع وللحسابات التي تنهج نهج الهجوم، وأحيانا لا تقوم تلك الصحافة بدور الاتزان والتثبت وطلب المرئيات من المؤسسة عن الحالة التي هم بصدد الحديث عنها، فيقومون بالنشر، ثم تقوم المؤسسة التي تعرضت للنقد بتتبع المادة ثم الرد عليها، وغالبا ما يتأخر النشر، وإذا نشر الرد قد لا يحصل على متابعة من ذات القراء الذين تأثروا بالصورة السلبية التي رسمت لتك المؤسسة الخيرية الاجتماعية.. أيضا، قد لا ينشر كامل البيان أو الرد التوضيحي، ثم إنهم ينشرونه في زاوية الردود المقتضبة المهملة، وليس كما نشر الهجوم بعنوان عريض، وربما في صفحة مهمة ملونة. هذه الحال الإعلامية، والتأذي الذي تتعرض له المؤسسات التنموية في رسالتها ودورتها، والإنقاص المستمر في جهودها، لا تستطيع رده تلك التقارير المنشورة والمطبوعات، والعمل المتواصل في ردم الحاجة المجتمعية المتواصلة والنظرة الطموحة من المجتمع تجاه تلك المؤسسات.. الإعلام فيما يبدو أنه محايد، وأحيانا يكون مغرضا لسبب أو آخر، لكن بالتأكيد إذا سلمنا بالأصل، وهو طبيعة عمل الإعلام وسلامة المؤسسات والأفراد من الأمور الشخصية التي قد تقع ـ أحيانا ـ بين شخص إعلامي و شخص عملي في إحدى المؤسسات، فتحتاج المؤسسة أن تعمل باستراتيجية واضحة في العمل؛ لتواجه تلك الاتهمامات، ومن ضمن ذلك : رسم خطة إعلامية واضحة، وتحديد أدوار، وسرعة في تقديم المعلومات للصحف التي تنشر أي معلومة غير صحيحة عن مؤسسة اجتماعية، أيضا استخدام رفع الدعاوى في حال تكرر مثل تلك الهجمات، سواء على الشخص الصحفي أو الوسيلة الإعلامية، أيضا تجويد العمل وتحسينه، والاستفادة مما يكتب وينشر على أنه مؤشرات أداء، ويجب أن تقيسه المؤسسة وتعمل على تقليله بعمليات عدة، من أهمها: تعديل سياسة العمل ونظامه بالعمل بقانون أن الأخطاء التي تقع في المؤسسات 15 % منها بسبب الأفراد و 85 % من الأنظمة؛ فيعاد النظر في العمليات والأنشطة، أيضا: تحسين التواصل مع الإعلام ورصده، وعمل اللقاءات الصحفية، والاتصال بالصحفيين والكتاب الناشطين في المواقع الإلكترونية، وتقديم المعلومات لهم، ودعوتهم لزيارة المؤسسة والاطلاع على العمل.. أحد المشاريع الرائدة الخيرية كتب عنه أحد الإعلاميين بطريقة ناقدة، ونشرت في صحيفة ذائعة، وفي مكان بارز، أدى ذلك لأزمة كبيرة في المشروع، إلى تضخيم الحدث، إلى تعثر الداعمين، إلى تعطل المشروع، رغم الحاجة له ونجاحه السابق. ومنها: القيام بزيارات للصحف ومسؤوليها، وتوضيح دور رسالة الإعلام بالنسبة للمؤسسة الاجتماعية، وترحيب المؤسسة الاجتماعية بالنقد الهادف، لكن بالطريقة المؤسسية، وهي مخاطبة المؤسسة الاجتماعية قبل النشر بالمادة السلبية، ثم أخذ وجهة النظر والمعلومة، ونشر المادتين متجاورتين، وبعنوان إيجابي منصف للمستفيد وللمؤسسة، حيث الاستمرار في نقد المؤسسات الاجتماعية بأسلوب النقد الهادم لن يفيد أحدا، بل سيتضرر الفقير أكثر بغياب وانسحاب الرّواحل القادة بخوفهم من تعرضهم للنقد السلبي وهم في حالة تطوعية . وللمؤسسات الإعلامية يمكن القول لهم بكلام الشاعر الحطيئة : أقلّوا عليهم من اللوم لا أبا لأبيكم ***أو سدّوا المكان الذي سدّوا أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنى *** وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا أيضا، من ضمن الاستراتيجيات: تأهيل وتدريب مستمر للفريق الإعلامي بالمؤسسة على التعامل مع المؤسسات الإعلامية والإعلام الجديد، وتطوير استراتيجية النشر وإعطاء صلاحيات، وشعورهم بالرسالة والتنافسية مع المؤسسات الأخرى الخيرية والخدمية عامة، أيضا: مراعاة حسن توظيف المطبوعات الإعلامية التي تظهر لأكثر شريحة ممكنة من الناس ما الجهود المقدمة وحجمها بكل شفافية، أيضا: استخدام التسويق الشخصي، وهو أكبر تسويق ذكي وقوي ومؤثر، دع الناس تتحدث عنك وعن عملك ومؤسستك، اهتم بالإعلام، وزد ميزانيته، وحسن إدارته، وستواجه الإعلام ـ بإذن الله ـ .

الخميس، نوفمبر 07، 2013

الشورى وتفتيش المؤسسات الخيرية

نشرت في موقع مداد الدولي المتخصص في دراسات وأبحاث العمل الخيري
رابط النشر http://www.medadcenter.com/Articles/Show.aspx?Id=334

حين نادى أحد أعضاء مجلس الشورى مؤخرا بأن تكون هناك صيغة لمراقبة الجمعيات الخيرية، وعمل جولات زيارة لتلك الجهات؛ لفرض رقابة عشوائية، ومتابعة أعمالها وموجوداتها، والاطمئنان على صحة ممارساتها في ذات الأسباب التي أنشئت من أجلها تلك المؤسسات .تلك كانت فكرة مطروحة في مجلس الشورى السعودي في إحدى جلساته، وهي فكرة جريئة؛ حيث اعتاد المجتمع فرض قدسية وحصانة على قيادات الجهات الخيرية وممارساتهم، وأنهم فوق الشبهات والظنون، خاصة وأن الفئة التي تتولى زمام الأمور وعضوية مجالس تلك الجهات الخيرية والمؤسسات هم فئة ـ في الغالب ـ من أهل الصلاح وأهل التدين والناشطين اجتماعيا في المجتمع بصفة فردية شخصية قبل دخولهم وتوليهم أعمال تلك المؤسسات بصفة رسمية مؤسسية ... السؤال: هل حقا نحن بحاجة لفرض الرقابة على تلك المؤسسات بطريقة التفتيش، وننزل عليها عمليات المتابعة والتدقيق، وعمليات الرصد وهيئات التفتيش والرقابة والتحقيق، ومؤسسات ما يسمى بنزاهة، وما مثلها بالنسبة للدور وليس بالمسميات والألقاب؟ الأخطاء المرصودة من قبل تلك المؤسسات قليلة ونادرة، وليست بالكثرة لأن تكون ظاهرة؛ للاعتبارات السابقة في أن من يتولى زمام المؤسسات الخيرية هم صفوة المجتمع وناشطو العمل الخيري، وصعب جدا تسرب الخطأ لهم منهم شخصيا، لكن هو ليس مستحيلا؛ حيث إنهم في النهاية بشر، ثم إنهم إن أمنوا هم فقد يقع الخطأ بسبب من دونهم، أو الجهات الوكيلة التي يتعاملون معها، ما يظهر للمراقب وكأنه خطؤهم وتقصيرهم ! الأخطاء التي قد تقع في تلك المؤسسات هي ذاتها المحتملة الوقوع من المؤسسات سواء حكومية أو أهلية، من مثل: اختلاسات، أو تعيينات شللية، أو تحزبية أو فكرية، أو علاقات مشبوهة، وتعيينات عشوائية تحت ما يسمى الواسطة، أو علاقات اجتماعية باستغلال للمكان والثقة، والممارسات الخاطئة في سوء استخدام الصلاحية للموجودات، مثل: استخدام السيارات أو الموظفين للأغراض الشخصية، أو استخدام منافع تلك المؤسسة لمشاريع تجارية، أو إعارتها لاستخدام ساحاتها وقاعاتها للقاءات واجتماعات غير مرخصة رسميا . من الأسباب التي تعطل فكرة مشروع رقابي على الجهات الخيرية بطريقة التفتيش هو حرص تلك المؤسسات على تغطية وستر الأخطاء التي قد تقع من بعض الرموز فيها؛ نظرا لحرصهم الكبير على سمعة المؤسسة، وأن الكلام في أحد الرموز سوف يسحب المجتمع للحديث والشك في بقية العاملين والرموز؛ ما يجعل الأمر غير محبذ، وربما هو ما يوافق الأثر: (أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم)، فهو ملف لا تحبذ الجهات الرسمية ولا الإعلام ولا المجتمع الخوض فيه؛ بحكم أنه ليس كل ما يعلم يقال، ومن المصالح المرسلة للمجتمع هي تطويق تلك الأخطاء . ومن منطلق الشفافية والنزاهة، وحفظ الأموال العامة، وتحقيق العمل المؤسسي وتطويره، وحسن عملياته لتحقيق المصالح العامة المقصودة من إنشائه، فالمقترح محمود، خاصة مع وجود رقة في الدين، وعمليات ضعف في الأمانة، وزيادة كبيرة في أعداد تلك الجمعيات ما يتسرب ويصل لتلك الأعمال الفاضلة بعض النوعيات الأقل مستوى، وكذلك مجالس إدارة ضعيفة لا تجتمع ولا تحضر، وتوقع على محاضر ثقة في بعضهم البعض دون التعرف على التفاصيل، خاصة مع انشغالاتهم بأعمالهم الاقتصادية والاجتماعية الأخرى . إذن هناك حاجة بالفعل لفرص رقابة، وسن قوانين، وتدريب على عمليات مراجعة داخلية، وتثقيف على أخلاقيات المهنة والعمل والضوابط الشرعية، وإضافة عنصر في كل مجلس إدارة يسمى (عضو مراقب محايد ضابط للجودة)، ومن الممكن أن يكون هذا الفرد معينا من الجهات الرسمية، يزور عشوائيا تلك الجهات الخيرية بصلاحية نظر واسعة في الملفات والمعاملات والمخازن والمستودعات والفواتير، والنظر في مسيرات المكافئات والعقود التي قد تكون غير مناسبة، وفيها مبالغات بالمقارنة مع السائد .

الخميس، أكتوبر 24، 2013

مؤسسة السبيعي الخيرية وجائزة أفضل بيئة عمل


نشرت في موقع مداد 
http://www.medadcenter.com/articles/show.aspx?Id=332
حين فازت ـ مؤخرا ـ مؤسسة السبيعي الخيرية بجائزة أفضل بيئة عمل في القطاع غير الربحي، التي تقيمها جريدة الاقتصادية بشكل سنوي، غدا مما لا شك أن النظر في بيئات العمل في المؤسسات الخيرية يحتاج إلى إعادة تكوين، ونقطة تحدٍّ كبيرة جدا في آليات وبرامج ومستوى العمل الخيري، فبيئة العمل الجاذبة والقوية غير بيئة العمل الطاردة والمؤذية وقاتلة الإبداع والإنتاجية . ناقشت أحد العاملين في إحدى المؤسسات الخيرية عن بعض التعديلات المقترحة لتقييم فئات منسوبيها، فأجاب بأن أي تعديلات ستكون مزعجة جدا، وربما تتسبب في تسرب بعض العاملين، خاصة وأن بيئة العمل طاردة، وأن سبب وجود أغلب العاملين هو في الحقيقة لعدم توفر فرصة خارج تلك المنظمة . إن ما حققته مؤسسة السبيعي يشكل بعدا مختلفا بالتأكيد، خاصة وأن المؤسسة، وإن كانت غير ربحية، تعتبر من المؤسسات المانحة، التي لا تعاني ضغط التحصيل وجمع الموارد، لكن في النهاية هي مؤسسة غير ربحية، ومؤسسة خيرية استطاعت أن تنافس وتحقق ذلك المستوى. ويجب محاولة التعرف على معالم التميز التي تحققت فيها، والتي على إثرها تحقق لتلك المؤسسة ذلك التميز، الذي هو ـ بلا شك ـ، وكما عبر أمين عام المؤسسة (د. عادل السليم) في لقاء مع ذات الصحيفة حول الفوز، له آثار ومعاني على المدى القريب والبعيد. تابعت اللقاء، وبحثت، وحقيقة لم أقف تماما على المعايير التي تم على إثرها منح الجائزة لمؤسسة محمد وعبدالله السبيعي الخيرية، لكن بعض النقاط التي وردت في اللقاء ـ الذي أشرت له ـ يمكن لها أن تكوّن لنا صورة، ومن ذلك: 1- العناية بالموظف، والتعامل معه على أنه فرد من أفراد أسرة المؤسسة . 2- العناية بتطوير الموظف، خاصة في مجال الدورات التدريبية. 3- عمل استبانات قياس رضا المستفيد الداخلي، والتعرف على النقاط الأكثر رضا، والنقاط الأكثر استياء، وعمل خطة عمل لتعديل الممارسة . 4- تقصي مشاعر الموظف، ما يشعر به و يعبر عنه . 5- تطوير الكادر في الرواتب والمميزات والحوافز والهيكل الإداري، بما يحقق وضوحا في القوانين والضوابط والفرص . 6- وهناك نقطة مهمة جدا، وهي الأمان الوظيفي الذي يشعر به الموظف وأسرته . 7- أيضا عمل وسائل ترغيب للكفاءات، واستقطابها للعمل بالمؤسسة، سواء كانت كفاءات عاملة في مؤسسات قطاع خاص أو مؤسسات حكومية . 8- توفر بيئة متكاملة من التجهيزات والأدوات، بأناقتها وديكوراتها، ووسائل التبريد والتدفئة والتهوية، والإضاءة، والمكاتب، والمقاعد الصحية والنظيفة . 9- إتاحة الفرصة للمشاركة في اتخاذ القرارات داخل المؤسسة، والمشاركة في عضوية اللجان. 10- المشاركة الجماعية في صناعة الخطة الاستراتيجية، ووضع الرؤية والرسالة والأهداف، والمشاركة في اختيار الوسائل والبرامج التي تحقق رؤية المؤسسة . 11- المشاركة في اجتماعات المؤسسة الأسبوعية، ودراسات المشاريع التي ترعاها المؤسسة . 12- عمل وصف وظيفي، وصلاحيات ومهام، وأدوار عمل، لكل وظيفة ولكل فرد، وخطة نمو وظيفية واضحة . 13- هناك مراجعة دورية للخدمات والبيئة التي يعمل بها الموظف . 14- آلية حوافز مستمرة للموظف، وفرص ترقي، وفرص الحصول على مميزات وظيفية فارقة . 15- وجود بيئة اتصال سلسلة وسريعة، وتواصل شفاف وواضح، وتنافس شريف بين العاملين . تلك المعالم وغيرها هي حق مشاع وواضح، و يمكن الاستفادة منه وتطويره ومجاراته، لكن ينبغي أن يكون ذلك وفق خطة تطوير للعمل شاملة، تعنى بالبيئة، والعمليات، والمدخلات والمخرجات، والنتائج، والتعامل مع إنسانية الموظف، والعناية الفائقة باختياره، ووجود الحوافز الإيجابية، والرقابة التي تراقب أداءه، وتكفل تميزه وزيادة إنتاجيته، حيث إن بعض المؤسسات الخيرية لا يوجد بها نظام إجازات، وأنا أقترح شمول ذلك حتى للموظفين بالدوام الجزئي، سواء بالعلاوة أو بالإجازة المدفوعة بمعدل النصف من زميله موظف الدوام الكامل، و حتى لموظفي العقود المؤقتة؛ فبعض الموظفين، علاوة على تدني راتبه، لا توجد له فرصة عمل إضافي، و لا توجد له علاوة سنوية مبنية على الأداء والتقييم الوظيفي الفعلي وليس الروتيني الدوري. نحتاج لتطوير بيئات العمل في المؤسسات الخيرية؛ لتتحقق الإنتاجية العالية كما نطمح لها .

الخميس، أكتوبر 10، 2013

استراتيجية العمل التطوعي في المؤسسة الخيرية

نشرت في موقع مداد الدولي المتخصص في دراسات وأبحاث العمل الخيري
http://www.medadcenter.com/Articles/Show.aspx?Id=329
بكل وقار وابتسامة رائعة وادعة تقدم ـ بخطوات واثقة ـ ذلك الرجل الأسمر، الذي غزا الشيب شعرات وجهه ورأسه، تقدم عند الاستقبال في تلك المؤسسات الخيرية، وعرف بنفسه بأنه للتو قد أنهى حياته الوظيفية وتقاعد من عمله، وهو الآن متفرغ لأعمال أسرته، ومعجب بالمؤسسة وأعمالها، ويرغب في الإسهام التطوعي في أي عمل أو برنامج تحتاج له المؤسسة . استغرب موظف الاستقبال مِن طلب ذلك الرجل الكهل، ولم يحر جوابا؛ حيث تعود على استقبال التبرع والاستفسار عن المشاريع فقط، أما مسألة متطوع يتقدم لأجل الحصول على فرصة تطوعية داخل تلك المؤسسة فهو أمر غريب لم يألفه، فنادى مدير المؤسسة ليلتقي تلك الحالة ويجيب عليها، فما كان من مدير المؤسسة إلا الترحيب وحسن الاستقبال، وتحادث مع الضيف حديثا وديا، وشكره على مبادرته، ورحب به لكن بعبارة: "يمكنك ترك معلوماتك، وسنتصل بك عند أقرب فرصة"!! تلك الإجابة لم ترق لصاحبنا المتطوع، خاصة مع تعليقه: "مررت على أكثر من مؤسسة وإجابتهم نفس الإجابة، ولا أحد يتصل منهم؛ فهي شكل من أشكال الزحلقة والاعتذار" . تلك الحالة تتكرر في مؤسسات كثيرة حيث لا توجد استراتيجية استقطاب واضحة للمتطوعين ولا يوجد في نظامها أي شيء من هذا الباب ما يضيع على المؤسسة فرصا كثيرة في الاستفادة من المتطوعين والمتطوعات، وتوفير نفقات، واستفادة بعيدة المدى من استقطاب كفاءات للمؤسسة، وحفظ أوقات الشباب، وتوجيه طاقاتهم إيجابيا . ما بين الحالة الواقعية وما بين المأمول أن يكون توجد مسافة وتقاطعات تحتاج وقفة مصارحة: ما الذي يجعل المؤسسة لا ترحب بالمتطوعين؟! هناك إجابات متفاوتة تدور حول الآتي : - عدم انتظام من المتطوع. - لا يمكن الاعتماد عليه. - قد لا يكون جيدا في تمثيل المنظمة. - قد لا يكون جاهزا لأداء المهام الموكلة له. - مجهول أو مريب بالنسبة للمؤسسة؛ فتتوجس منه . وأحيانا تكون هناك ارتباكات في المؤسسة في علاقاتها بالمتطوع من حيث : - هل تصرف له مكافأة أو لا؟ - هل تخصص له مكانا أو لا؟ - هل تسمح له بالاستفادة من مرافق المنظمة وأدواتها أو لا؟ - هل تسند له أعمالا أو لا؟ - هل تثق في المستندات والفواتير التي يجلبها المتطوع؟ - هل تجعل المتطوع في مكان الصدارة في الأركان والمعارض التي تمثل مؤسستك؟ ولأجل بيئة مثلى للعمل التطوعي داخل المنظمة أو المؤسسة ينبغي ـ وفورا ـ أن تضع المؤسسة الخيرية نصب عينيها هذا المتغير الجديد، وهو التوسع في البرامج التطوعية، واستيعاب الفرق التطوعية، بحيث تعمل وفق آلية متطورة نسميها بالاستراتيجية : - تخصيص قسم لشؤون المتطوعين، أو على الأقل لجنة، أو إضافة أعمال التطوع لموظف حالي، بالإضافة إلى مهامه . - طلب خطة عمل بميزانية ببرامج وأنشطة تعنى بالمتطوعين. - جمع أكبر قاعدة بيانات للمتطوعين. - نشر الفرص التطوعية المتاحة بالمؤسسة، وحجمها، ومدتها. - تخصيص برامج تدريبية للمتطوعين يمكن من خلالها تدريب المتطوع، واللقاء به، والتعرف عليه، واختيار الأنسب للمشاركة في البرامج التي تنفذها المؤسسة. - ترخيص عمل المتطوع، وصرف بطاقات تعريفية مؤقتة بتاريخ نهاية، يفضل في البداية أن يكون 6 أشهر . - تخصيص ميزانية لتلك البرامج الممتدة خلال السنة. - الحضور في الإعلام الجديد والإعلام النمطي بمناشط التطوع. - تخصيص مكان لاستقبال المتطوع، أو يمكنه من خلاله ممارسة نشاطه التطوعي. - التنبه لإضافة عنصر حوافز للمتطوعين. - إضافة عنصر المواد الإثرائية والبرامج الترفيهية للمتطوعين. - تخصيص لقاءات واجتماعات مع المتطوعين لأخذ رغباتهم، وحل ما يعترضهم من مشكلات . - تكريم المتطوعين بصفة دورية . - التنسيق مع المؤسسات الأخرى في الاستفادة من خدمات المتطوعين في كل مؤسسة . - النظر بجدية للتوسع في استقطاب المتطوع، ثم تطوير النشاط إلى قسم أو مركز عمل تطوعي، يستفيد من خبرات المتخصصين في العمل التطوعي محليا وإقليميا، ويصرف على المشروع بسخاء لمردوده التنموي على المجتمع . تلك القضية الملحة أتمنى أن تكون انطلاقة أعمال خطط وبرامج المؤسسات لبداية عمل تطوعي، أو لتطوير عمل تطوعي واستراتيجية عمل تطوعي خاصة، ونحن على مشارف عام هجري جديد، وغالب مؤسساتنا تعمل بالخطط السنوية الهجرية .

الجمعة، سبتمبر 27، 2013

التنسيق بين المؤسسات الخيرية الواقع والطموح

التنسيق بين المؤسسات الخيرية الواقع والطموح نشرت في موقع مداد الدولي للدراسات والأبحاث في العمل الخيري http://www.medadcenter.com/Articles/Show.aspx?Id=326 في بلد شاسع مترام الأطراف مثل السعودية وتعداد سكاني وتنوع وتلون كبير في العادات والأعراف وطبيعة التركيبة المجتمعية واختلاف القدرات والثقافة تنوعت الحاجة لمؤسسات تنموية اجتماعية تلبي اهتمامات المتطوعين الباذلين وتقابل الحاجات المتنوعة للمستفيدين وتراعي التكامل والتعاون فيما بينها نجد المؤسسات الخيرية بنهاية عام 1433 هـ وبحسب آخر الأرقام التي عندي أنه وصلت إلى أكثر من ستمائة وثلاثين جمعية والعدد في تزايد لكن بالمقارنة بين العدد عندنا وبين ما يماثله في الدول الغربية نجد أن العدد لا يكاد يذكر وأننا بحاجة إلى المزيد والمزيد منها فمثلا دولة مثل إسرائيل نجد فيها أكثر من 40.000 أربعين ألف جمعية خيرية بكافة الأنواع والتلون الاختصاصي . وبعد قارئنا الكريم : يهمني هنا الوصول معك إلى نقطة انطلاق هي قلة المؤسسات الخيرية ثم أنطلق إلى فكرة مبنية عليها إذا سلمنا بأنها قليلة فإذن نحن نحتاج إلى تنسيق الجهود فيما بينها وعدم تكرار ومحاولة استثمار طاقاتها وإمكاناتها أعلى ما يمكن نظرا لأن كل هدر فيها يقلل من جدوى وأثر مهم جدا فيما المجتمع والوطن بحاجة ماسة لجهود تلك المؤسسات . ففي السابق كان الفكرة انطلق وامض في أي باب وأي منطقة فالحاجة أكبر من تلك المؤسسة وتلك ولعلي استمعت نقاشا بين مسؤولي مؤسستين اجتماعيتين في التخصص والاهتمام فكان أحدها يلوم الآخر في تدخله في شؤون الشباب فيما مسمى مؤسسته وفكرتها لا يتوجه بالأساس نحو رعاية الشباب فكان الرد من الآخر : أن الحاجة أكبر من جهود تلك المؤسسات الموجودة والقائمة جميعها ولذلك لنتقبل تدخلنا في اختصاصات بعض وللأسف ذاته ذلك المدير هو من يتولى ويتزعم لواء التنسيق بين المؤسسات الخيرية وينادي بها لكن يبدو لي أن الحالة ليست حاجة ولا يحزنون وإنما الفكرة التي يعمل بها هي البس لكل حالة لبوسها ... إما نعيمها وإما بؤسها أيضا غياب المجالس الإشرافية في تلك المؤسسات وتفرد أحدهم بالقرار والرأي والتوجه فخلا لك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري . وأيضا أحيانا يحكم تلك المؤسسات ما نسميه رغبة الممول أو هو المؤسسات المانحة وكما يقال : " الذي تكسب به ...العب به " فتدخل المؤسسة في ساحة المؤسسة الأخرى بحكم أن تلك المؤسسة وجدت دعما وتمويلا ورعاية في مشروع ما فلم لا نغير من مشروعنا وتخصصنا ليلبي رأي ورغبة ذلك الراعي أو المؤسسة المانحة وكله عند العرب ليمون . أعود لأسلط الضوء على تجربة قائمة بالتنسيق بين المؤسسات وهي مؤسسات خيرية بالمدينة المنورة حيث كونوا مجلسهم وسمّوا أصحابه وأوكلوا إلى شركة قطاع خاص دراسة نظام ومهام وتكوين وأعمال وخطة ذلك المجلس فتقريبا نستطيع أن نقول إن عندنا بالمدينة تجربة قائمة عمرها قرابة السنتين أو أكثر ولعل خطوة ذكية أن جعلت رئاسة ذلك المجلس التنسيقي عند أمير المنطقة لكي يتحقق أكبر قدر من الرسمية والقبول والدعم فبين أكثر من 58 مؤسسة خيرية تكون ذلك المجلس وجعلوا له مهام أو أهداف كالآتي : التنسيق بين الجمعيات الخيرية في المنطقة - تشجيع التواصل والزيارات وتبادل الخبرات بين الجمعيات الخيرية في المنطقة. - العمل على تذليل الصعوبات والمعوقات - تحديد النطاق الجغرافي بين الجمعيات التي تتماثل في أهدافها وأنشطتها - العمل على تنظيم لقاءات سنوية ودورية - التشجيع على إقامة ودعم البرامج التدريبية والتأهيلية للعاملين بالجمعيات الخيرية. - القيام بالبحوث والدراسات التي تسهم في تطوير أعمال الجمعيات ورفع كفاءتها. - اقتراح وتبني الوسائل الاستثمارية لتنمية موارد الجمعيات الخيرية. - العمل على إيجاد موارد مالية ثابتة لدعمها - تشجيع وتسهيل تبادل المعلومات والبيانات تشجيع القطاع الخاص لدعم العمل الخيري بالمنطقة. وبالنظر أيضا نجد أن خطة العمل الخاصة بهذا العام تتمثل في الآتي : صناعة الثقة والولاء بين المجلس والجمعيات الخيرية المستفيدة التنسيق بين الجمعيات الخيرية، وتطوير قدرات الجمعيات الخيرية تحسين الهيكل المالي للمجلس التناغم في تنفيذ الأنشطة المتشابهة على مدار العام، وتنفيذها بتكامل واستقلالية، تنمية موارد الجمعيات . التعاون والتنسيق في المشاريع المتشابهة . رفع مستوى الخدمات في المجتمع المحلي. فيما الخطة التشغيلية لهذا العام تحوي تطلعات كبيرة مثل اعتماد عشرة مشاريع . عمل الخطة الاستراتيجية للمجلس وهويته الجديدة والبوابة الإلكترونية، والتقرير السنوي الموحد، تنفيذ ملتقى التواصل الثاني والثالث وتدريب أفراد الجهات الخيرية، وتطوير خدمة واحدة للجمعيات، وتصميم مبادرة مشتركة بين الجمعيات، ومنتدى مجلس التنسيق أظن أن التطلعات التي رسمها المجلس ويسعى لها كنموذج قائم مسمّى مكانا وزمانا وبخطة وملتقى وصفحات على الشبكات الاجتماعية مثل الفيس بوك وتويتر هو واقع وطموح يمكن محاكاته بين المؤسسات الخيرية القائمة في كل منطقة أو محافظة .

مقدمة محاضرة الشيخ صالح السلطان

من ملتقى نسائم الخير الرمضاني 
بسم الله الرحمن الرحيم حمدا لك اللهم وسلاما على أفضل وأشرف أنبيائك ورسلك
محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تحية عطرة ملؤها الحب والتقدير لكم أيها الحضور الكرام وعلى مسرح قاعة السرايا من ملتقى نسائم الخير الرمضاني الثالث الذي يقيمه المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالأحساء نلتقى في مساء يوم الجمعة الموافق للحادي عشر من شهر رمضان المبارك عام 1434للهجرة التاسع عشر من شهر يوليو تموز ألف وثلاث عشرة ميلادية باسمكم جميعا أدعو للقائمين على هذا الملتقى المبارك ورعاته وفريق التوثيق والنقل والتحكم بالصوت والإخراج لهم مني أجمل تحية الآن أنا معكم مع ليلة حالمة نجمها الشيخ صالح بن علي السلطان إمام وخطيب جامع الروضة بالهفوف ووكيل سابق للمعهد العلمي التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ورئيس مجلس إدارة اللجنة الاجتماعية بالخالدية درس ودرّس اللغة العربية الشيخ عرف بتعدد المهارات والمواهب وتنوع الثقافات فمن الحاسب إلى الفلك وإلى الخطابة والإلقاء إلى الرقيا الشرعية وإلى اللغة والآداب وإلى مجالات العمل الاجتماعي والتطوعي إلى الثقافة الإسلامية إلى الرؤى وغيرها الكثير الكثير لن أطيل عليكم في تعريف الشيخ فالشيخ أكثر من أن يعرف الشيخ يذكرنا بعلماء الموسوعات الذين يتقنون فنون عديدة مثل الإمام السيوطي رحمه الله عنوان محاضرتنا : تعبير الرؤى والأحلام في ضوء الكتاب والسنة لا يفوتني أن أنوه بأن لقاءنا يبث مباشرة على شبكة منابر العلم صوتا فيما ستكون المادة كاملة على قناة روائع الأحساء أعزائي الحضور واخواتي الحاضرات المواقع من حولنا والكتب والمؤلفات الكثيرة التي تملأ أرفف المكتبات من مثل كتاب تفسير الأحلام لاين سيرين ومثل البدر المنير في علم التعبير تعج بالحديث حول الرؤى والتفسير توجد قنوات وبرامج وخدمات تعنى بتفسير المنامات نريد هذه الليلة أن نستفيد من خبرة ودراية فضيلة الشيخ صالح حول نقاط منها :  أهمية الرؤيا :  حقيقة الرؤيا :  أنواع الرؤيا :  آداب التعامل مع الرؤيا :  آداب الرؤيا الحسنة :  آداب الرؤيا السيئة :  على من تقص الرؤيا :  آداب المعبر :  الرؤيا على رجل طائر ..  رؤيا الكافر :  رؤيا الليل والنهار :  إلى كم تنتظر الرؤيا :  التعبير علم صحيح له أصول :  التعبير إنما يكون بالظن :  الرؤيا والأحكام الشرعية :  بعض قواعد تعبير الرؤيا :  يختلف التأويل باختلاف الناس وأحوالهم والظروف التي تمر بهم :  ويختلف تعبير الـشيء الواحد في المنام بحسب أحوال رؤيته من اجتماع أو تفرق أو زيادة أو نقصان أو تغير من حال إلى حال :  إذا استغلقت رموز الرؤيا ، أو وُجِدَتْ أسماءٌ لا مدخل لها في الرؤيا فما الحل ؟  ختاماً : الحقيقة لا أظن أن الوقت سيفي بذلك كله لكن سنأتي على ما يمكن أن يتحدث به الشيخ ونحاول أن نقاطع الشيخ في فواصل رؤى نطلب منه أن يعبرها ونأمل من الإخوة الراغبين في المشاركة بالأسئلة تسجيل اسماءهم عند الأخ حذيفة الدوغان لكي نأخذ المداخلات بالنسبة للأخوات تسلم الأسئلة مبكرا للأخت في القاعة النسائية نورة الخوفي لتبعثها ختاما تحدث فضيلة الشيخ فأبدع وأسمع وأمتع وأجاد وأفاد تناول كثيرا مما نتساءل عنه من الأحلام والرؤى أهمية وآدابا و تأصيلا علميا شكرا فضيلة الشيخ شكرا لكم أيها السادة الحضور كنا معكم ومع فضيلة الشيخ صالح السلطان الرؤى والأحلام في ضوء الكتاب والسنة ونلقاكم دائما على خير وفي أمان الله

الأربعاء، أغسطس 07، 2013

الوصايا العشر لعمل خيري ناجح

 نشرت في موقع مداد الدولي المتخصص في أبحاث ودراسات العمل الخيري رابط نشرها المباشر
:http://www.medadcenter.com/Articles/Show.aspx?Id=325
 أعجبتني مادة في أحد المواقع على الشبكة العنكبوتية تتحدث عن موضوع تقني وقد وضع الكاتب عددا من النقاط فيها ، فلفتت نظري الطريقة التي تناولها والأسلوب الخفيف في تناول تلك النقاط فأحببت أن أغازل أعين المهتمين بالعمل الخيري بعدد من الوصايا الخاصة بعمل خيري ناجح 1. التحفيز : لا تستطيع أن تطلب من موظفيك ومن نفسك أن تعمل بدون أن يكون هناك أي تشجيع مادي أو معنوي للإنجاز المتحقق يجب أن ترصد ميزانية لدفع الناس نحو العمل يجب أن تبدع في تحفيز من حولك بأسلوبك وبحضورك وبحماسك وأن تستثمر في تقديم حوافز ذكية متدرجة تساعد المبدع والجاد ممن حولك لبذل المزيد ، 2. حارب الفشل بالتقبل : ستقع عندك بشكل حتمي الكثير من الإخفاقات والأخطاء سواء من فريق العمل أو حتى من نفسك .. لا تتوقف كثيرا أمام العثرات لأنها باختصار مزيدا من الخبرات ... بالعكس اجعلها وقودا حماسيا للتعويض ولمسح الصورة السوداء ... في عالم كرة القدم لا يوجد فريق يحقق الانتصارات دائما في كل مبارياته هناك أداء غير مناسب هناك نتائج تعادل هناك فوز عادي هناك فوز نوعي بأهداف كثيرة هناك أداء من دون نتائج مرضية علينا أن نتقبل العمل بتجاربه ولا نستعجل قطف الثمار . 3. لا يوجد شيء مجاني : دائما لكل شيء قيمة حتى لو كانت هذه القيمة غير ظاهرة ومخفية أو لا تبدو لنا بشكل واضح هناك دائما قيمة ولذلك فكر جيدا في التكاليف الملموسة وغير الملموسة واجعل استثمارك في مكانه وقتا وموارد بشرية وتكاليف مادية صرفة ابحث عن الخدمة الجيدة والرجل المناسب حتى لو كلفك ماديا نظرا لأن صناعة الخبرة تحتاج وقتا ربما فترة قيادتك لا تسعفك في عمل كل تلك المنتجات ... استقطب .. درّب وجدد وأعد التدوير وشكل في ذلك وتذكر المجانية غير موجودة . 4. دائما اسأل نفسك السؤال الذكي من المستفيد الذي أعمل من أجله ؟ ما الذي يحتاج ويرغب مني ؟ ما المؤسسات المنافسة لي ؟ وما الذي يميزني عنها ؟ وما برامجي ومشاريعي التي سأقدمها وكيف ستكون تلك البرامج ؟ هل ستقدم حلا لمشكلة عند المستفيد أم تحقيق تطلع إضافي يتفوق على رغبة العميل وحاجته ومنتج نوعي جديد في السوق في نفس تخصص المؤسسة الخيرية التي أديرها أو أعمل فيها . 5. مزيدا من الثقافة : الجديد في فلسفة إدارة المنظمات الآن هي فكرة ثقافة المنظمة وعليك أن تبدأ بنفسك في تثقيف نفسك .. طور نفسك .. اقرأ ثم أقرأ المزيد من الحضور والمشاركة والقراءة والاطلاع والمتابعة للجديد وبالمناسبة هناك منتجات دورات معتمدة وممنهجة بل ومدعومة من مؤسسات مانحة تقدم دبلوما في العمل الخيري ...تواضع دائما للمعرفة واطلب المعلومة بالزيارة والسؤال سواء محليا أو إقليميا أو دوليا بحضور المؤتمرات والملتقيات . 6. احسب حسابك لميزانية خاصة بالإعلان والدعاية فمؤسستك مهما كانت معروفة فلا غنى عن التعريف بخدماتها والإعلان والنشر والكتابة والاتصال مع الصحفيين وموقع الانترنت والشبكات الاجتماعية .. مهم جدا ذلك فلا يغب عنك . 7. النقطة التالية وهي تبع للسابقة تتبع مسار الإعلان وانزل للميدان هل تم بالفعل تركيب إعلاناتك ؟ في وقتها ؟ في مكانها ؟ في عددها ؟ تابع ولو بقدر قليل لاكن لا تترك الأمور من دون متابعة فبعض المؤسسات ترى أن عمل المدير الفعلي هو في متابعة الإعلام ومتابعة الموارد المالية والمشاركة في هاتين العمليتين بشكل مباشر . 8. التجربة والاختبار : ليس كل منتجاتنا نهائية نحتاج أن نقيس ونختبر الحالي ونجرب الجديد فأسلوب المختبرات في المصانع ينبغي محاكاته بشكل مبسط في المؤسسة الخيرية بحيث نختبر ونجرب منتجات جديدة . 9. لا بد من وجود قائمة تواصل لعملائك تسوق من خلالها منتجاتك ومشاريعك وأخبارك وميز هذه القائمة من حين لآخر ببعض الهدايا والدعوات . 10. أخيرا وليس آخرا وهي تبع لنقطة سابقة ستكون بعض التجارب ناجحة فاعمل على تكرار مذاقها لا يوجد ما يمنع أجدها وصايا هامة وعليها مرتكز لنجاح عمل خيري مؤسسي .

الثلاثاء، يوليو 09، 2013

أختاه كيف تستثمرين رمضان ؟

مادة أطروحة كنت قدمتها لعدد من الأخوات الكريمات في الاستعداد لاستقبال رمضان من سنوات شكرا لصاحب الدعوة الأخ بوزياد على التنظيم وابتغاء للأجر أضعها بين أيديكم 

أختاه كيف تستثمرين رمضان ؟
 الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات ، والحمد لله الذي خلق الحياة والممات ، والذي خلق الأرض والسموات ، والذي تطيب بذكره الكلمات ، والحمد لله منزل الرحمات ، وغافر السيئات ،وعلى نبينا محمد وآله أزكى التسليم و الصلوات ، هنيئا لنا جميعا أن يمد الله في أعمارنا فندرك الشهر الكريم ، شهر رمضان المبارك لنفوز بالأجر المضاعف والحسنات ، أيتها الأخوات الكريمات ،ما الذي ستفعلنه في رمضان ؟ هل سيمر علينا رمضان مثل رمضان الذي قبله والذي قبله من دون أن نستثمر هذا الشهر بفعل الطاعات واجتناب المحرمات ... أم سيتغير فقط الدوام للأولاد والزوج والموظفات ، وسنتابع نشرات وإعلانات البرامج من المسلسلات والسهرات . .. أم سنلتف حول الشاشة الفضية نتابع الفوازير للكبار والصغيرات ، أم سنعمل ما في وسعنا لكي نجهز للشهر الكريم ما يحتاجه من الأطعمة والمشروبات والمقبلات ؟ أم سنملأ الليل جيئة وذهابا وزيارات متفرقات ، ونزيد في الأوقات الضائعات ؟ أجبنني ؟ هل هذا الاستقبال يليق بالشهر الكريم ؟ يجب أن أقول .. إن أول خطوة من خطوات النجاح في استغلال شهر رمضان المبارك هي أن يكون هناك اجتماع في قبل رمضان للحديث حول رمضان وكيف نستغله الاستغلال الأمثل لنفوز بالأجر العظيم من الله تعالى .. نقول مستعينين بالله تعالى أن الوسائل كثيرة ومنها : 1)ضعي جدولا لك بقراءة القرآن لكي تتمكني من ختم القرآن الكريم كاملا تلاوة ولو مرة واحدة في هذا الشهر ، وشهر رمضان هو شهر القرآن يقول تعالى ( إنا إنزلناه في ليلة القدر ) وليلة القدر الشريفة من ليالي رمضان الكريم وحاولي أن تزيدي من حفظك ولو سورة قصيرة من قصار السور .. سئل ابن عثيمين رحمه الله أيهما أفضل في القرآن التلاوة أم الحفظ فأجاب بل الحفظ ! وينبغي أن تقرئي أو تسمعي شيئا من التفسير ولو لسورة واحدة ، لأن قراءتك للقرآن وأنت تتأملين المعاني وأسباب النزول والقصص يجعلك تخشعين أكثر أثناء التلاوة . وإذا قرأت القرآن حاولي أن تقرئي بصوت ولو خافِت وبالتجويد حتى تتأثري بالقرآن وتعم بركة قراءتك المكان والمنزل ولربما استمع لك الزوج أو الأخ أو الأخت وحاولي أن تبكي أو تباكي فكان رسول الله صلى لله عليه وسلم يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل يعني كالصوت الذي يخرج من القدر إذا على بالماء ولا ترفعي صوتك بالبكاء خاصة إذا كان ذلك في مسجد أو مع أخريات من الأخوات أو أمام الأولاد خاصة الصغار منهم حتى لا يتكون عندهم موقف سلبي من القرآن . ومن الاهتمام بالقرآن الكريم في هذا الشهر أن تعقدي ولو لمرة واحدة خلال الشهر جلسة عائلية تجتمعون فيها وتتلون سورة من سور القرآن ولو القصيرة جدا كـ (قل هو الله أحد ) وتناولها بالقراءة وبالتفسير وتصحيح قراءة الأولاد فيها أو الإخوان أو العمات أو الخالات بما يتيسر من أهل البيت ، وقد أثر عن أنس رضي الله عنه أنه كان يجمع أهله . ومن الاهتمام بالقرآن كذلك ... أن تلتحقي بحلقة من حلق القرآن الكريم المقامة في رمضان . ومن ذلك أيضا اقتناء جهاز راديو أو لاعب تسجيل ( مسجل ) في المطبخ حتى يستفاد من القراءة والخطب والكلمات الطيبة المذاعة من إذاعة القرآن الكريم والأشرطة النافعة . 2) احرصي أيتها الأخت المسلمة ، على أداء الصلوات في أوقاتها خاصة صلاة الفجر والظهر والعصر التي أحيانا تقع ضحية للنوم بسبب إرهاق الصيام وتعب السهر قال تعالى ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) ولذلك يجب علينا جميعا أن لا نفرط في نوم الليل حتى تكون صلواتنا في أوقاتها ولا تتعرض للتأخير عن أوقاتها أبدا وإن نوم الليل يكون في أول الشهر متيسرا ومتأكدا ولكن وللأسف بمجرد انتصاف الشهر تجد أن الشوارع قد ألفت السهر وامتنع الكرى إلا بعيد الفجر فهذا لا يعقل ولا يليق !! 3) الصوم مرتين أو أكثر / يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : " من فطر صائما فله مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء " رواه الترمذي فإذا صمتِ وأطعمتِ الفقراء بمبلغ مالي متيسر والحمد لله عند الغالب في أغلب الجهات الخيرية 150 ريالا عن الشهر كاملا فكأنك صمت الشهر مرتين وهذا ما يعرف بمشروع إفطار صائم وهو متوفر في الداخل والخارج وهو مشروع إغاثي دعوي لأنهم يجمعونهم قبل الصلاة وبعد الصلاة يعلمونهم ما ينفعهم من أمر دينهم فيكون لك وأنت جالسة بين أولادك وفي بيتك الأجر فاستقطعي من مالك هذا المبلغ وفوزي بالأجر الكبير من الرحمن . 4) حاولي أن تظهري التغيير في بيتك وبين أولادك وإدخال الفرحة والبهجة على البيت والمنزل والعائلة بإظهار الفرحة بالابتسامات و العبارات الطيبة وتطييب المنزل ومن المقترحات التي وجدتها واستطلفتها في كتاب ( 25 وسيلة لكسب الأجر في رمضان ) ما ذكره مؤلفه ( خالد الدرويش ) حول تعليق لوحة في المنزل مكتوب عليها ( رمضان ) أو أي عبارة طيبة مثل شهر الطاعة أو الشهر الكريم . وتوزيع الهدايا على الصغار لكي يفرحوا بمقدم الشهر ويشعروا أن هذا الشهر شهر مختلف عن شهور السنة ونحبب لهم الشهر بهذه الطريقة ولنحرص على أن تكون أعطياتنا ليست أموالا خشية ألا يحسن الصغار الشراء فيشتروا بها ما يؤذيهم مثل المفرقعات المزعجة والمحرمة كما أفتى بذلك بعض العلماء لأنها من إتلاف وتبذير الأموال , وحاولي أيضا تدريب الصغار على الصيام وجعل المكافآت لهم ولا تنهيهم عن الصيام ولهّيهم باللعب ولا تشقي عليهم أو تصري عليهم فيه بل ارضي منهم بما يستطيعون مثل صوم الصباح مثلا أو الصوم عن الطعام من دون الشراب أو العكس أو التقليل واثني عليهم بذلك أمام أقرانهم والأهل والأقارب . ومن التغيير أيضا صلة الرحم ، والتواصل معهم في هذا الشهر وإذا أمكن أيضا دعوتهم على الإفطار .أو السحور ؟!! وتقديم الكتيبات النافعة والأشرطة المفيدة لهم فهذا أمر ممتاز وطيب . 5) خططي لعمل عمرة في هذا الشهر الكريم لأن المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول " عمرة في رمضان تعدل حجة " وفي رواية معي فتدللي على الزوج أو الابن بالذهاب إلى مكة لأداء العمرة ولا تخاصميه وتشددي في الطلب فيحصل شيء غير المقصود ثم أيتها الأخوات الكريمات ينبغي الحذر من مخالفات تقع من البعض إذا ذهب لأداء العمرة من تضييع للحجاب الكامل أو ترك الأولاد وعدم التنبه لهم سواء في مكة أو في أماكن إقامتهن 6) قيام رمضان : من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، وهنا أيها الأخوات الكريمات هل ذكر المسجد ؟ لا لم يذكر ، إذن .. هل الأفضل الصلاة في البيت أم المسجد ؟ الجواب : البيت أفضل ، لكن حاولي أن تؤدي التراويح في المسجد ولو مرة في الشهر خاصة إذا كنت من النوع الذي إذا لم يصل في المسجد لم يصل في البيت !! وهناك فكرة وهي التناوب فمرة تذهبين أنت وتتركين الصغار عند جارتك أو قريبتك والليلة الأخرى تذهب هي وتبقين أنت ترعين الأطفال . وينبغي للرجال ألا يمنعن زوجاتهن من الذهاب إلى المسجد إلا إذا خشيت الفتنة لحديث الرسول عليه أفضل الصلوات " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله " وعليها إذا ذهبت أن تحرص على الحجاب الكامل ,وألا تذهب مع السائق الأجنبي بخلوة ، وألا تتعطر ولا تزعج المصليات بصوت جوالها خاصة إذا وُضع على أغنية من الأغاني التي عمت بها البلوى في الأيام الأخيرة . ولقد حدث في إحد المساجد أن رن جوال إحدى المصليات وكان على نغمة أغنية من الأغاني المشتهرة ، فقام الأطفال بترديد كلمات الأغنية وبالتصفيق والرقص على صوت موسيقى الجوال فهل ترغب امرأة عاقلة في تكرار هذا المشهد ؟!! 7)الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار : تقول عائشة رضي الله عنها أم عبد الله أم المؤمنين على أبيها رضوان الله : طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا ، فالإنسان إذا كان صائما ينبغي له أن يبعد عن الهمز والغيبة والنميمة والكذب حتى لو سابه أحد أو شاتمه فليقل : إني امرؤ صائم أما أنت فتقولين بارك الله فيك : إني امرأة صائمة وبعضهم قال لا بل تقول إني امرؤ صائم ، التزاما بالنص . واللسان إذا لم يملأ بالكلام الطيب مُلئ بغيره فالأفضل أن نتعلم الأذكار كما قال الأولون بِع الدار واشتر الأذكار يقصدون بذلك كتاب الأذكار للإمام النووي وتكثر الأمة المسلمة من الدعاء وتتحرى ساعات الإجابة فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم " ثلاث دعوات مستجابات والصائم حتى يفطر , وفي رواية للصائم عند فطره دعوة لا ترد وقال تعالى " ادعوني استجب لكم " وقال وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون . أخيرا هناك تنبيهات : 1) استغلال وقت الحيض والنفاس في الذكر والاستغفار وتلاوة القرآن تعويضا للصيام . 2) ليكن لك صدقتك في رمضان ولا تنسي الزكاة . 3) الحذر من الإمساكيات الخاطئة التي تجعل وقت الإمساك قبل طلوع الفجر فهي بدعة من البدع . 4) الحرص على قراءة وسماع الفتاوى . 5) لا تهملي الزينة في رمضان خاصة بالليل " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنت لباس لهن " وتخففي منها في النهار حتى لا يقع أمر لا تحمد عقباه . وتطيبي حتى في النهار فجوز الشيخ ابن باز رحمه الله حتى معطر الفم واستاكي ، فللأسف بعض النسوة لا يعرن هذه المسائل الأهمية الخاصة بها ففي الكويت طلق أحدهم زوجته بسبب أنها لا تستخدم معجون الأسنان ، وبالمناسبة استخدام المعجون جائز حتى في الصيام لكن لتحذر المرأة من بلع المعجون . 6) عدم الغفلة عند الإفطار عن الذكر والدعاء والهدوء والطمأنينة واستشعار الأجر . هذا والحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ، فله الحمد وله الشكر وله الثناء الحسن وأسأل الله أن يمن علينا بإتمام الشهر الكريم وأن يتقبل منا إنه هو السميع العليم عبد المنعم الحسين / الأحساء

الخميس، يونيو 13، 2013

الحلقة 13 بودكاست اجتماعي زوج يتجرع المرارة بعد اكتشافه خيانة زوجته


بودكاست اجتماعي زوج بعد سنوات من العشرة والأولاد يكتشف خيانة زوجته ويعاني مرارة الألم 
للتواصل عبر البريد الالكتروني osry1@hotmail.com لملاك اجهزة أبل أيفون وأيباد يمكن متابعة الحلقات على سوق ايتونز itunes.apple.com/sa/podcast/bdalm…id587684106?mt=2 لأصحاب أجهزة أندرويد جلاكسي وغيرها يمكن تحميل أي تطبيق بودكاست مثل كيزكاست ويمكن تحميله من البلاي ستور play.google.com/store/apps/detail…ure=search_result بعد ذلك تضيف عنوان الحلقات على خانة الاشتراكات monem75.podomatic.com/rss

الجمعة، مايو 24، 2013

الجفاف الروحي في الوسط الخيري

نشرت في موقع مداد الدولي المتخصص في أبحاث ودراسات العمل الخيري على الرابط 
http://www.medadcenter.com/Articles/Show.aspx?Id=322

لا شك أن المنطلقات والدوافع التي ينطلق لها وبها أكثر العاملين والمؤسسين للأعمال الخيرية الفردية والمؤسسية تأتي من دوافع دينية عالية، وروح وطنية ومجتمعية، تعزز جانب القيمة العالية للبذل والعطاء والاحتساب والتضحية، خاصة مع مرتكزات التطوع، التي تعد أساس العملية التطوعية والعمل الخيري. هذه الحال بشكل عام، وبشكل خاص مع بيئة عمل واتجاهات العاملين في الجهات الخيرية في بيئتنا المحلية، حيث يصنف المجتمع بالمعززات العالية للتدين كقيمة محركة هامة للأفراد. وفي الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة موجهات ومحفزات للعمل الخيري، من ذلك ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ قوله تعالى: (فأما من أعطى واتقى) - سورة الليل، وقوله تعالى: (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) - سورة الحج، وغيرها من الآيات الدالة على فعل الخير والعمل التطوعي. ومثلها من الأحاديث الشريفة، والموروثات الشعبية والأدبية التي تدفع بالناس نحو العمل الخيري، وهي كثيرة، ولعلي أذكر منها قول الشاعر الحطيئة (جرول بن أوس) : من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس ذلك كله وأكثر محركٌ قويٌّ، خاصة مع بيئة المشاهدات من القدوات وتقدير المجتمع للمنخرطين في العمل التطوعي والمنتمين له، خاصة أئمة المساجد ومدرسي حلقات تحفيظ القرآن الكريم فلهم قيمة خاصة .. ما يحدث أنه مع الوقت تتآكل داخليا عند العاملين في الوسط الخيري القيم الروحانية والإيمانية، وتحل محلها الرتابة والميكنة الإدارية، وهم في صلب ومحور العمل الخيري الروحاني، ومع المدة يزداد الجفاف الروحي، ويزداد القلب قسوة، ويؤثر ذلك في التعاملات والنظرة للأمور واختلالها، خاصة مع المنافسة مع الجهات الأخرى والاختلافات الاعتيادية، لتغيب ـ أحيانا ـ الأهداف وروح التعاون والتقدير المتبادل لمن يعمل في الوسط الخيري، وأنهم على خير، وأنهم وجوه متعددة لعملة واحدة، وتحضر ـ أحيانا ـ المادية، خاصة بين من يعملون بمكافأة أو رواتب، تشتد عندهم النظرة؛ كم يأخذ؟ وكم يعطي؟ وما المزايا التي يتحصل عليها؟ فيغيب عن اختياراته ومنطلقاته المنطلقات الدينية، المرتكز الأساس، ويغلب التفكير في الزوايا الثانية . هذه المشكلة لو أردنا أن نقف على مظاهرها لذكرنا الكثير عزيزي القارئ الكريم، لكن لا شك أنها موجودة، ونحتاج أن نعالجها من السبب والجذر، من حيث انهماكهم في الأعمال الروتينية، وزهدهم بحضور المناسبات الدينية من محاضرات وندوات، خاصة الوعظية منها، وظنهم مع التقادم وانشغالهم بالتنظيم أنهم أصبحوا في غنى عن موادها ومضمونها، وأنهم الآن محتاجون لمواد ومواضيع أخرى، خاصة بالنقاشات الإدارية والتنظيمية والدورات الإدارية التطويرية، كذلك من الأسباب عدم توجيه الدعوات الخاصة لهم بحضور تلك المناسبات؛ بحكم أنهم أناس بلغوا منزلة عالية دينيا، وأنهم غير مستهدفين بالدعوة العامة، وأن مواد تلك المحاضرات الدينية لا تشملهم، و أيضا من الأسباب عدم شعور أصحاب المؤسسات بأهمية الجانب الروحي وتغذيته، وأنه هو الحصانة العالية والرافد الذي يصون الأفراد من الخطأ والزلل، ويرفع من القيم المهمة جدا للعمل الخيري، مثل: المراقبة، والأمانة، والحرص على المال العام، والإخلاص والتفاني في العمل . وسط واقع تحدثنا عن عرضه وفكرته وأسبابه يبدو لي الآن أن هناك أفكارا عدة في تناول العلاج، مثل: وضع المسابقات في الحفظ، والمراجعة، والمسابقات الورقية، وجعل المناسبات الدينية ورحلات العمرة والحج وعمل التسهيلات الخاصة بتنفيذ تلك الشعائر، مثل: صيام الاثنين والخميس، ومثل الرسائل على الشبكة الداخلية والجوال، وتعليق اللوحات التي تحمل العبارات، وجعل بعض المناسبات التي تستهدف ضمنا الحديث حول المعاني والأحكام الدينية في الأعمال الخيرية، وتقوية جانب العلاقة مع المشايخ وطلبة العلم من لقاءات وزيارات، وغيرها من الأفكار التي تضمن - بإذن الله - صيانة النفس البشرية، والاهتمام بالموظف من عدة زوايا: العقل والجسد، وكذلك الجانب المهم الذي أشرنا له، وهو الجانب الروحي، الذي سيحمي المهتم بالعمل الخيري من الوقوع في شراك الجفاف الروحي العاطفي والتعلق بالماديات

الحلقة 12 من بودكاست اجتماعي وعروسة تبحث عن الرومانسية مع زوج متعلق بأصحابه

المناسبات في العمل الخيري

نشرت في موقع مداد الدولي لأبحات ودراسات العمل الخيري على الرابط 
http://www.medadcenter.com/Articles/Show.aspx?Id=319
إن الله ـ سبحانه وتعالى ـ حين جعل الدين وجعل شريعة الإسلام راعى طبيعة النفس البشرية، وما يناسب خلقه وطبيعتهم الملولة، والتي تحب وتهفو للتجديد والتنوع؛ فجعل أنواعا عدة للعبادة، وأوقاتها، وأماكنها، فعلى سبيل المثال: باب واحد من أبواب العبادة، الركن الثاني من أركان الإسلام، وهو الصلاة، تجد فيه الصلوات المفروضة، والسنن الرواتب، والجمعة، وصلاة العيد ...إلخ، ناهيك عن بقية الأبواب التعبدية الأخرى الفردية والمشتركة. كذلك، فإن العمل الخيري مبني على التعددية، حتى لو كان هناك تخصص في المؤسسة واهتمامها، فمثلا: لو تمثلنا أي نشاط من الأنشطة التي تتخصص فيها المؤسسات الخيرية، فتحتاج المؤسسة أن تقسم تلك البرامج إلى مناسبات وأنواع، وتجدد في تقديم ومشاركة منسوبيها في تلك البرامج، وكذلك المستفيدين من تلك البرامج . ولعل من المناسبات التي ينبغي تسجيلها والتوقف عندها المناسبات الدينية، وكذلك تواريخ المناسبات السنوية والاحتفالات، وكذلك التنبه لمناسبة اليوم العالمي للتطوع، والمناسبات الخيرية والاجتماعية والوطنية، وإذا قلنا مشاركة وتنبه يعني أن تكون الأمور مخططا لها، ومجدولة، وأن لا تكون هناك أعمال ارتجالية إلا في أضيق الحدود، حيث يساهم دائما التخطيط الجيد في ضبط الأمور وتحسين المخرجات . وإنه من الطبيعي إضافة هذا الدور، وإسناد هذه المهمة، إلى نشاط العلاقات العامة وخدمة المستفيد الداخلي والخارجي، وإيلاء ذلك اهتماما وعناية، وكذلك ترتيب التوازن، بحيث تعطى كل مناسبة ما يناسبها، ولا يكون هناك إفراط ولا تفريط؛ بمعنى أن لا تنشغل المؤسسة في تفاعلها مع تلك المناسبات عن مناسباتها الأهم، وبرامجها، وأهدافها، وتحاول أن تسعى في تقديم مشاركاتها بما يشابه ويقترب من تشكيل ورسم صورتها البنائية الذهنية، ويكرس هذا الفهم عند الجمهور المراقب . فمنتجاتها ومشاركاتها، التي لا تحمل سوى اسمها أو شعارها، لا تكون بذلك مشاركة ذكية، بل تكون قد قدمت استثمارا ناقصا لا يحقق للمؤسسة كبير تواصل مع المجتمع، وربما كان هناك محل نقاش في جدوى المشاركة في تلك المناسبات، خاصة التشاركية، ولكن حسن اختيار المناسبات، والتركيز على مبدأ الأهم فالمهم، سيحقق مكاسب عالية للمؤسسة وأفرادها . إن المعايير الحديثة التي تقاس بها المؤسسات إداريا، ومستوى تحقيق قدر معين من النجاح في حسن إدارة عمليات المنظمة بتوازن، يعتمد بدرجة عالية على خطة مجدولة في تنظيم هذه المناسبات، والاعتناء بها، وتقديم مشاركة تتسم بروح التجدد والإبداع والحضور.. فماذا يعني نجاح مؤسسة في عملياتها، فيما هي غائبة ومغيبة عن مناسبات المجتمع التي تعيش فيه، وتكون كالغريبة وسط اهتمامات من حولها؟ بالتأكيد، مشاركة وإسهام المؤسسة الناجح ربما يكون مكلفا ماديا وبشريا، لكن يمكن تجاوز ذلك بقليل من الحيل، والتخطيط الذكي في حسن إدارة موارد المؤسسة وطاقتها، واستغلال الجهات الأصلية في المناسبات، والبحث عن رعاة وداعمين ممن يهمهم ويحبذون هذا النوع من الإسهام المجتمعي. وبالمناسبة، أضحت كثير من الشركات تحبذ هذا النوع من المشاركة، فتشارك من باب الربح المتبادل، أو مبدأ "أنا أربح، وأنت تربح" . ما الذي يمكن أن نعمله من الأفكار في تلك المناسبات؟ ... أفكار كثيرة ليس لها حد، لكن مما يذكر ـ على سبيل المثال لا على سبيل الحصر -: عمل معرض، سوق خيرية، لوحات في الميادين والشوارع، مسابقة، حفل في أحد المجمعات المفتوحة، دورة تدريبية، زيارات، ملتقى..... إلخ. أخيرا، راجع عزيزي مدير المؤسسة الخيرية خطة المناسبات والمشاركات المجتمعية، سواء الداخلية أو الخارجية، وراع الدخول في هذه التجربة بتوازن، بحيث إن لم تكن هناك مشاركات سابقا فيتم العمل والتخطيط لها، وتكليف من يقوم بتلك الأعمال، ومتابعة ذلك، وإن كانت المؤسسة من النوع التي لها قدم سبق في ذلك، فلا يمنع من إعادة النظر في تلك المناسبات، والحذف والإضافة لها، بما يناسب المرحلة، وأيضا التفكير في تجويد وتجديد المشاركة بما يحقق الأثر المنشود.

الخميس، مايو 16، 2013

زوجة عاشقة مع زوج بائس

أسباب تغير الفتوى

المادة عبارة عن جزء من تحقيق صحفي ربما تأخر قليلا 
أسباب تغير الفتوى
 يجب في البداية أن نفرق بين شيئين هناك حكم شرعي ثابت وهناك فتوى فالأحكام لا تتغير فالخمر حرام على سبيل المثال هذا حكم لكن الفتوى تتعلق بشخص يعيش في دولة أجنبية هل يجوز له السكن في فندق يوفر الخمر أم لا ؟ وهكذا يكون عندنا فتاوى من العلماء وأهل العلم تكون مبنية على تلك الأحكام والنظر فيها وما يناسب الحال والزمان فالفتوى تتغير بتغير المكان والزمان وهذا وضع طبعي اعتيادي ليس به جديد ومن أسباب ذلك اختلاف الفتاوى وهي كثيرة لكن نعدد منها على سبيل المثال لا على سبيل الحصر : - توافر الأدلة للمفتي حيث إن فتواه كانت على توافر شيء منها وبعد مدة توصل لدليل لم يكن يعلمه من قبل فالأصل أن يتراجع عن فتواه . - إضفاء مزيد من الضوابط الشرعية على شيء معين مثل البنوك والمصارف أو البطاقات الائتمانية - على حسب متغيرات أنظمة وقوانين تجعل من الفتوى خاصة لما يتناسب مع تلك الأنظمة مثل قانون ضريبة على المحجبات تجعل صاحب الفتوى يجيز كشف الوجه بعد أن كان يمنعه وهكذا . - المصالح والمفاسد فمثلا قد تكون الفتوى بحرمة قيادة المرأة للسيارة بسبب ظروف ومفاسد يحتاط منها وفي بلد آخر تكون الفتوى بجواز قيادة المرأة للسيارة - العادات والأعراف مثل فتاوى تحريم البنطال للنساء حتى ولو كان عند الزوج بينما في دول اعتادوا على ذلك فمن غير المناسب ذكر تلك الفتاوى التي تحرم لبس البنطال للنساء . - تأثير المحيطين حول المفتي خاصة في نقل الصورة فالمستفتي أحيانا قد يصور الأمر للمفتي على غير حقيقته والمفتي يفتي بما وصل له من تصور ثم لم يتبين له حقيقة الأمر يتغير رأيه تبعا لما بدا له ويتراجع . أيضا الفتوى في النهاية عبارة عن رأي مبني على معطيات ومؤثرات وتصدر عن إعمال فكر واجتهاد ومثل ما تتغير نظرة الإنسان لشيء ما قد يتغير رأي المفتي في نظره من زاوية أخرى للأمر فيتغير رأيه فيه أو فتواه والله أعلم

الخميس، مارس 28، 2013

بودكاست اجتماعي علاقات التعارف ما قبل الزواج

الحلقة التاسعة من بودكاست اجتماعي ومع شاب تعرف على فتاة عبر الانترنت وارتكب حماقات معها ومتردد في الزواج منها

التعرف على مهارات الطلاب في سن مبكرة يكشف قدراتهم العلمية والبحثية

نشرت في جريدة الجزيرة عدد 14779

من المهم جدا التعرف على مهارات الطالب في سن مبكرة بتحديد الميول والاتجاهات الخاصة بقدرات الطالب على البحث وتعليم الطفل منذ سن مبكرة أصول التعرف والبحث بما يتناسب مع سنهم ويكون ذلك من قبل والديهم قبل سن الدخول للمدرسة وأيضا في مرحلة رياض الأطفال وتقترب العملية من نضج الفكرة البحثية في المرحلة الابتدائية بحيث يتعرف الطالب على أدوات البحث والمصادر وتكوين الافتراضات والأسئلة وتقصي الإجابات في الكتب وبقية المصادر التقليدية ومن المهم أيضا دلالتهم على مهارة البحث في محركات البحث وإن اطلاع الطلاب واحتكاكهم وتوفير المكتبات ومصادر التعلم في مدارسهم خاصة إذا وفقوا في أمين مصادر تعلم نشط وخبير وتلقى تدريب مناسب للعناية بالمهارات والأفضل أيضا معلم موهوبين يتعرف على المواهب وينميها بالبرامج المحلية وعن طريق الإدارات التعليمية بالبرامج الإقليمية والوزارية .

جوائز العمل التطوعي ... فوز القائد من فوز المؤسسة والعكس

نشرت في موقع مداد الدولي المتخصص في أبحاث ودراسات العمل الخيري

احتفل المهتمون بالعمل التطوعي بتكريم 15 شخصية من سائر الوطن العربي في الأيام السابقة، ممن برعوا في الأعمال التطوعية، وحققوا نجاحا مميزا فيها، و كثير من أولئك ينتمون لمؤسسات اجتماعية وأهلية. وبهذه المناسبة أهنئ جميع الفائزين بجائزة سمو الشيخ/ عيسى بن علي آل خليفة للعمل التطوعي في نسختها السنوية الثانية، التي هي ـ بمعاييرها البسيطة غير الدقيقة ـ تعد خطوة وبداية إيجابية وحضارية في المجتمع خاصة، وأنها تجاوزت المحلية إلى الإقليمية شبه العالمية. فأتقدم بالشكر الجزيل لسمو الشيخ عيسى على تبنيه هذه الجائزة، وللجنة المنظمة من جمعية الكلمة الطيبة، قيادات العمل التطوعي، الذين بدؤوا أعمالهم التطوعية بأشكالها الصغيرة، وغرسوا شجرة مثمرة من العمل التطوعي الخيري الذي نفع الناس، وحققوا بركة لمجتمعاتهم بجهود جبارة عظيمة، ساهمت وتساهم إسهاما عظيما في نهضة المجتمع ورقيّه. هذه المبادرات، التي من مثلها جائزة الأمير/ محمد بن فهد لأعمال البر، وكذلك جائزة سموه للدعوة والمساجد، وجوائز عدة أخرى، تحفز وتكرم أولئك الذين يبذلون ويضحون لتقديم النفع العام للمجتمع، ولعل هذه الجوائز تعرف جيدا صعوبة المهمة التي يعمل فيها أولئك؛ فالمخلصون في أعمالهم ربما ينأون بأنفسهم عن تحصيل فوز وألقاب؛ مما يصعب الوصول إليهم والكشف عن أعمالهم، وربما وجدوا رفضا منهم من الخروج للمجتمع وتسليط الضوء؛ خشية منهم على أنفسهم من تسرب العُجْب أو ضياع أجر العمل. لكن الصورة الآن تغيرت؛ وأصبح تحفيز الباذلين مطلبا تشجيعيا بشكل أو آخر؛ لتقديم القدوات وإبراز أبطال في المجتمع للناشئة غير ما اعتاد الناس تسليط الإعلام والأضواء عليهم، ممن حققوا منجزات على مستويات أقل أهمية، أو ربما أشياء فاسدة غير صالحة. القيمة الجديدة الأخرى أن كثيرا من المكرمين هم من أصحاب المؤسسات الخيرية القائمة، التي تحتاج إلى تعريف وتسويق، وإن تكريم قياداتها من تكريمها، وقيمة مضافة لمركزها الاجتماعي وصورتها الإعلامية في المجتمع... الجودة هي الأخرى تبنت العمل بالمعايير والجوائز لتنظيم الأعمال وتطويرها، ودأبت الشركات والقطاع الخاص على الاحتفال بذلك، والمؤسسات الخيرية يجب أن تحتفل بهذه الجوائز وتعنى بها بتوازن، بلا إفراط ولا تفريط، وتنبه في اختيار الجائزة، وقيمتها، وصاحبها، ومركزها، ومعاييرها، ومصداقيتها؛ لأن المجتمع يستطيع أن يقيس ويشارك في تحديد مدى استحقاق الفائز تلك الجائزة؟ وإن من الظريف أن قامت أمانة جائزة سمو الشيخ عيسى من مملكة البحرين بإتاحة المجال للترشيح من قبل الأفراد أنفسهم، وكذلك أتاحت المجال للمؤسسات لترشيح وبناء استمارة المشاركة الخاصة بمن ترى. والجميل ـ أيضا ـ أنهم أضافوا عنصرا في المفاضلة مبنيا على اختيار المشاركين في الشبكات الاجتماعية بالتصويت، ولا بد أن تكون الأخيرة بحجم محدود، لا يتسرب لها داء التصويت التجميعي، مثل بعض البرامج الفضائية. عزيزي القارئ الكريم، اسمح لي أن أنقل لك بعض تلك المعايير التي وجدتها في الجائزة، من مثل: أن يكون المرشح أمضى عشر سنوات في العمل التطوعي، و قدم مشاريع مبتكرة.. غيرها في مسابقة أخرى، أن يكون له أثر ملموس في أعمال البر، أن يسخر قدراته المهنية وجهوده الذاتية في مجال خدمة البر. إن نظرة لتلك المعايير ليعرف المختصون عموميتها وصعوبة قياسها، وأنها تحتاج جهدا جبارا في وضع أدوات عادلة في التحكيم ... من هذا المنبر أدعو أصحاب تلك الجوائز لمراجعة جوائزهم، والاستعانة بالخبراء ومختصي المسابقات والمحكمين؛ لوضع معايير أكثر صدقا ودقة، والتوسع في الإعلان عن الجائزة، ونشر معاييرها؛ لتحقيق وصول الجائزة والتكريم المجتمعي لنجوم الأعمال التطوعية الأفضل، ولكي تحقق الجائزة أهدافها بأخلاقيات ومثل عليا. وفي الختام دعوة لتقبل الازدواجية بين المؤسسة وقياداتها، ولعل جائزة التربية والتعليم للتميز انتبهت للتداخل الحاصل بين الجائزة في قيادتها ومؤسستها، وعدلت إلى فوز للمؤسسة، وهي المدرسة، بدل نسبة الفوز للقائد، ربما الحالة مختلفة، لكن من الممكن إعادة النظر في كل شيء، وبنائه في نسخه القادمة بما يحقق تحسينا في الأداء، وتحقيقا لتطلعات المشاركين والمراقبين.

الخميس، فبراير 14، 2013

الطلّة الإلكترونية للمؤسسة الخيرية

نشرت على موقع مداد 
http://www.medadcenter.com/Articles/Show.aspx?Id=309
"نصف المال نظرة" .. هكذا يقول المثل الشعبي الدارج في الحكم على الأشياء من مظهرها، وبما يمكن أن تظهر وتبدو للمراقب، ولعل الشاعر يقول كذلك: "واجعل لباسك ما اشتهاه الناس". في بلد يتحول الناس فيه إلى الرقمية والمجتمع المتعلق بشاشات الحواسيب، وتصعب الانتقالات الحقيقية الجغرافية والوصول الحسي؛ بسبب زحام المدن ومشكلة المواصلات.. تلك المعطيات السابقة تحتم على المؤسسات الخيرية تفهم الواقع، والتواصل مع المجتمع الخارجي والداخلي بموقع على خارطة الشبكة العنكوبتية... لكن ما واقع هذا الحضور؟! للأسف، تغيب كثير من تلك المواقع الخاصة بالمؤسسات والمنظمات الخيرية التخطيط للطلّة الجيدة على جمهورها. وبسبب قلة خبرة ودراية القيادة العليا بما هو المطلوب من الموقع ليكون موقعا حقيقيا؛ يحصل المسلسل التالي، يجتمع المجلس ويقول لا بد أن نواكب التقنية، ويلزم وجود موقع لمؤسستنا على الإنترنت! ممتاز .. حسنا ...كيف؟! يقفز أحد الموجودين: أنا أعرف فلانا، عنده محل كمبيوتر، نطلب منه تسعيرة لموقع الإنترنت؟! في الاجتماع الثاني يكون العرض جاهزا، والمبلغ غالبا يحوي التالي: - التصميم: (0000) ريال. - حجز المساحة ( 000) ريال. - عدد البريد الإلكتروني .....، وبعد الوصول إلى المجموع يقر أو يخفض المجلس الميزانية، ويوافق على إطلاق الموقع، ويعملون في اليوم المحدد حفل التدشين... ومبروك؛ صار عند المؤسسة موقع إلكتروني.. فيصدق المثل: "أوردها سعد وسعد مشتمل ... ما هكذا تورد يا سعد الإبل"؟! تحتاج قصة إنشاء الموقع تفاصيل مهمة جدا في فكرة الموقع، والتخطيط له بأسس علمية سليمة في إنشاء وإدارة المواقع. ولغياب هذه الثقافة، وقلة الخبرة؛ يقع أصحاب المؤسسات الخيرية فريسة لجشع أصحاب المحلات الحاسوبية البسيطة أو الهواة، لتكليف المؤسسة فاتورة بناء موقع ما هو إلا عبارة عن صفحة بسيطة تستطيع أن تستوعب معلوماتها البسيطة وخدمتها الإخبارية أي موقع لمدونة مجانية من مواقع تقديم استضافة المدونات. نعم، هناك مواقع لمؤسسات خيرية متقدمة، ومخدومة، وحققت تفوقا؛ لحسن إدارة الموقع والتخطيط له بناء وإدارة وإشرافا ومتابعة.. وللمصداقية، لن تكون هذه المقالة دورة مجانية في التخطيط لبناء المواقع للمؤسسات الخيرية، لكن أتمنى أن توقد الفكرة، وتوجد الثقافة الخاصة لعمليات إدارة المواقع الإلكترونية، كخطوة تصحيحية بدل التخبط الحاصل. من الممكن عمل الموقع بكل بساطة بفكرة سهلة جدا، مدارها المقارنة المرجعية، ومحاكاة التجربة القائمة المماثلة في المجتمع المحلي أو الخارجي، ثم التدرج المخطط له؛ للتفوق عليه، وتحقيق تطلعات العملاء والزوار، أيضا النظر في معايير بناء المواقع الرقمية الواردة في المؤسسات، التي تقيم وتطلق الجوائز التنافسية، مثل: جائزة هيئة الاتصالات السعودية. بالمناسبة، موقع (مداد) هو أحد المواقع التي حصلت على الجائزة، ومن الممكن محاكاته في تجربته، وكذلك المعايير التي بني عليها. وهذه لمحة سريعة على بعض تلك المعايير التي ينبغي أن تكون في الموقع: - استعراض المحتوى في مختلف متصفحات الإنترنت، المتصفحات التي سيتم التأكد منها هي: ( Internet Explorer (IE) - Netscape - Firefox – Opera). - فهرسة الموقع من قبل أشهر محركات البحث العالمية، ويتم البحث في المحركات التالية: (Google Yahoo - MSN - All the Web - Alta Vista). - صحة وصلاحية الوصلات في الموقع (نسبة الروابط السليمة). - سرعة تحميل الصفحات. - إمكانية تغيير عرض الشاشة برمجياً للعرض بمقاس 600×800 بيكسل. - عدد المواقع التي تشير إلى هذا الموقع. - توفير وسيلة الاتصال بالبريد الإلكتروني والتفاعل معه. - تجربة الاتصال بالهاتف (في حالة وجوده)، والتأكد من الرد. - إمكانية تصفح الموقع بوساطة أجهزة PDA. أعجبتني إحدى المؤسسات الخيرية التي عملت ورشة قبل بناء موقعها، ولما دشنت موقعها حددت موعدا لورشة أخرى لتقييم الموقع بعد مسيرته.. يعجبني ـ أيضا ـ أن يكون للموقع مسؤول أو قسم يتابع صيانته، وحمايته، والتطوير والتغذية والاستجابة السريعة لأي رسالة ترد من الزوار ...أعزائي.. القائمين على تلك المواقع من المؤسسات الخيرية، تلك هي المنهجية بكل بساطة. وإلى مزيد من المعالجة الدقيقة لبعض التفاصيل في مقالات قادمة.

الخميس، يناير 31، 2013

الشهيد فهد بوطويبه

الشهيد فهد بن عبدالله بوطويبه رحمه الله  نشرت في ملحق آفاق بجريدة اليوم بمعالجة بسيطة يوم الجمعة 1-2-2013م 
أقول شهيدا تفاؤلا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه الشهداء خمسة : المطعون و المبطون و الغريق و صاحب الهدم و الشهيد في سبيل الله وقد توفي رحمه الله قبل أكثر من ثلاث سنوات ونصف عرف في الأحساء بحبه للخير والدعوة له حتى غدا من أكثر الدعاة المربين شهرة خاصة مع زهده في الظهور وفي زينة الحياة الدنيا لاقيته مرة أريد منه أن يدلني على طريق معين فقال لي بابتسامته المعتادة اتبعني لأوصلك وإذا به يتجه بي إلى منزله ثم أشار لي بأن هذا منزلي انتهزت الفرصة لأدلك عليه لعلك تزورني فيما بعد ، رحمه الله كان كريما باذلا محبا لكل من يجتهد ويبذل في خدمة الدعوة والدعاة يقول عنه الشيخ محمد العدساني في بعض ما كتب تأبينا له : يحب الأمور الجادة ويأخذ نفسه بالعزيمة وينأى بنفسه عن أماكن اللغو والسفاسف، يمتاز بالحكمة والحزم عند اتخاذ القرارات حتى من أتى إليه وهو خصم له لا ينصرف منه إلا مبتسما راضيا ، لم يعلم أحد من زملائه بمرضه إلا بعد أن اشتد عليه وأدخل المستشفى ونزع هناك خلال ثلاثة أيام جسيمة، منظم في عمله ومخطط من الدرجة الأولى ومتابع للجنة التنمية الاجتماعية التي يديرها تطوعا رحمه الله وكتب ما بذله فيها في موازين أعماله دائما مستعد بأوراقه وأفكاره يشهد له بذلك رؤسائه ومرؤسيه متواضع مع الجميع حافظ لمواعيده ودقيق جدا في المواعيد كان يتقصد أحبابه وزملاءه وموظفيه بالهدايا في المناسبات كان بارا بأمه عاش معها ردحا من الزمن بعزها ويكرمها ويغليها وتمنى أن تنتقل معه إلى داره الجديدة ولعله بكى بين يديها وتوسل لتفعل ذلك كان كثير الصمت يبادر لإدخال السعادة على الآخرين ،حريص على عمله وعلى استكماله ، كان يحب نشر الخير ويقوم بتوزيع الكتيبات والأشرطة الإسلامية والتربوية النافعة والموثقة على أحبابه ومن يعمل معه راجيا الأجر والمثوبة من الله كان رحمه الله حاضر البديهة والذهن يرد على كل سؤال أو استفسار يوجه إليه بما يناسبه ولديه أجوبة مسكته كان حسن الجيرة والصداقة والإحسان لكل من يعرفه يبحث ويسعى في مصالحهم وكأنها مصلحته يحترم ويقدر الجميع ولا يتطلع لظهور ولا بروز يحضر بكل تواضع البرامج التدريبية لزملائه وهو أكثر إلماما بما عند المدرب ولا يمنعه علمه عن الاستماع ، كان محبا للقرآن والحلقات ورعايتها ودعمه بكل ما يستطيع للمسجد ولبيوت الله يستجيب لطلبات المشاركات والإطروحات بكل تواضع ينتهز أقل الفرص ليوجه النصح والإحسان والدعوة بأسلوبه الجميل رحمك الله ياشيخ فهد فقد كنت علامة بارزة في سماء دعوة الأحساء .

الأحد، يناير 20، 2013

الملك عبدالله ... الداعم الأول لقضايا الإسلام في العالم

                                     
الملك عبدالله ... الداعم الأول لقضايا الإسلام في العالم

 تصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - قائمة الشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم الإسلامي لعام 2012 التي أعدها المركز الملكي الإسلامي للدراسات الإستراتيجية في الأردن والذي يقوم باختيار الشخصيات وفقاً لتأثيرها في العالم الإسلامي، وخدمة المسلمين وقضاياهم وقبولهم لدى المجتمعات الإسلامية والأعمال الخيرية ودعم العلم والعلماء والإسهام في نشر الثقافة والوعي بين الشعوب المسلمة هو الداعم الأول لقضايا الإسلام والمسلمين بالعالم ، نقف وقفة تقدير واحترام لجهده وفكره وتبنيه لتك القضايا في الداخل والخارج والجهد الخيري ودعمه ومساندته ، الملك عبدالله بن عبدالعزيز لا أستطيع حقيقة أن أرصد كافة أعماله وجهوده في مجال أعمال الخير لكن مع اعتذاري الشديد له ولمحبيه وللقراء الكرام هي محاولة انتقاء عشوائية وددت تسليط الضوء عليها والتعليق السريع بما يتناسب مع المنقى والمناسبة أولى تلك الوقفات هي زيارته حفظه الله التاريخية إبان ولايته للعهد ووصوله لبيوت ومنازل الفقراء والتي صورها الإعلام ونقلها وعلى إثرها كانت هناك تجاوبات من التجار ومشاريع لصندوق مكافحة الفقر ومبادرات عدة إثر تلك الزيارة المباركة ، تمنيت أن تكون تلك البادرة رسالة ممتدة للأغنياء للاقتداء به في ذلك بالوصول الحقيقي لتلك المناطق والمساكن ليقفوا على حقيقة الفقر والحاجة التي يعاني منها بعض الفئات لأن الحقيقة العيان ليست كالنقل وبالتأكيد ستتحرك مع تلك الزيارات القلوب والجيوب . الصندوق الذي أطلق لمكافحة الفقر الذي اصطلح على مسماه الصندوق الخيري والمخطط له أن ينشر فروعه في المناطق الإدارية كلها لتتسع خدماته وتستوعب وتسهل على المستفيدين بادرة مباركة نتمنى من الموسرين التجاوب مع ذلك الصندوق والمساهمة فيه حتى لا يتآكل رأس ماله خاصة وأن فكرته تقوم على إغناء الفقير وإعادة تأهيله وجعله منتجا في الوطن وتبني تلك المشاريع التمويلية والتنموية . أيضا إطلاقه لمشروع مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي شاهداً حياً على مبادرات خادم الحرمين الشريفين الإنسانية ، حيث تسعى هذه المؤسسة الخيرة العملاقة لتوفير السكن لذوي الدخل المحدود والأسر الفقيرة مع توفير كل الخدمات المساندة التي تكفل للمستفيدين من مشروعات المؤسسة حياة كريمة. لاحظوا هنا لمسة التحسس والتفقد والمشاركة حيث معاناة الأسر الفقيرة مع السكن والحاجة للاستقرار خاصة مع ارتفاع التضخم وصعوبة الحصول على مسكن على ذوي الدخل المحدود ناهيك الأسر الفقيرة وكيف أسهم ولا يزال هذا المشروع رائدا في مشاريع الإسكان الخيري . الملك عبدالله حفظه الله حين يدعم جمعيات تحفيظ القرآن الكريم ومكاتب الدعوة في المملكة 500 مليون مع الأوامر الملكية الكريمة التي وجه بها لاشك أنها وقفة كريمة ورائدة منه مع جهود خدمة الإسلام والقرآن وجهود تعزيز التربية والتوجيه والإرشاد في المجتمع ، وتوجيه مباشر وغير مباشر منه للتواصل مع تلك الجهات ودعمها وتبني مشارييعها . توجيهه بصرف 500 مليون لصيانة وترميم المساجد في المملكة وقفة خاصة مع بيوت الله تعالى والعناية بها وتأهيل وتحسين مبانيها وتجهيزاتها مؤشر عال لما يقع في قلب هذا الرجل لبيوت الله تعالى وتعظيمها والعناية بها وجعلها في صورة أحسن لاستقبال روادها خاصة ومع تجاوز أعداد المساجد في عهده سبعين ألف مسجد وجامع بالمملكة . تبنيه وتبرعه لكثير من حملات التبرع الإغاثية لشعوب العالم الإسلامي المنكوبة مثل زلزال باكستان وتسونامي أندونيسيا ومجاعة الصومال وأزمة السوريين لاشك أنها أعمال جليلة وعظيمة ينبغي أن تذكر وتشكر وينبغي على القادة والمؤثرين وأصحاب رؤوس الأموال الاقتداء بولاة الأمر في التواصل مع الأعمال الخيرية والمؤسسات ودعمها ماديا ومعنويا .
رحمه الله رحمة واسعة ووفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وجمع له الكلمة وأعانه وفتح عليه وحفظه آمين .