السبت، نوفمبر 04، 2006

الجميلة والوحش

الجميلة والوحش

طَفلة جميلة وفي ذات الوقت تحمل بسنها الذي لا يتجاوز التاسعة معاني الأنوثة ورقتها بقامة متوسطة منكسرة كأنها غصن الشجرة يصعب عليها أن تقف مستقيمة بل تقف منثنية يتكسر الشعر المفعم بالسواد على كتفيها ويداعب عنقا بضا يلمع لمعة السمراوات ويفيض سحر العينين الناعستين برمش أبى إلا أن يرف بشكل يوحي بتحية تغازل أعين المارة وتجبر أعناقهم على تحيتها في التفاتة ولو على الأقل للقطة خاطفة ..في وقفتها مع ذلك السائق الآسيوي المفتول العضلات صاحب القسمات القاسية التي تذكرك بأفلام بروسلي القديمة ذات الأبيض والأسود

لا أدري كيف سمح الأب لذلك السائق أن يتولى شؤون العائلة ويمسك بزمام المبادرة ليصحب الصغار إلى كل مكان ويقوم بانتظار ربة المنزل في السيارة حال نزولها لقضاء الحاجيات وقدحدثني بعض من رآه ينزوي في موقف مظلم بالسيارة ومعه الصغيرات وكأنه واحد منهم يضحكون معه .

خروجها من المنزل ووقوفها الطويل ووقوفها المضني المتعب لساقيها الظاهرين للعيان من أسفل التنورة الحمراء القصيرة وهي خارجة من غرفة السائق أوهي ذاهبة بالطعام له أو في رجوعها بالأواني الفارغة ، وخروجها المتكرر لمناداته في منظر لا يسر إلا الأعين الفوضوية والنفوس المريضة .

المشكلة التي تظهر هنا وتطل برأسها هي ما أشاهده من تكسير في جدران البيوت من الخارج لعمل غرفة جديدة للسائق لاستقبال رب البيت الجديد وفي تسابق بين البيوت وإكمالٍ للبرستيج من وجود للسائق حتى في ظل عدم الحاجة له .ويجتمع السائقون في أوقات كثيرة ليس عندهم ما يعملونه ويبقون لتمضية الوقت في الدردشة والأحاديث الجانبية في قارعة الطريق والبحلقة في النساء مما يزعج المارة وأصحاب البيوت الذين يخشون على بيوتهم ومن هؤلاء الذين يطلعون على أسرار البيوت ومن هذا ومتى يخرج ومتى يرجع ؟ ومن هذه ومن يدخل عليها ومن يخرج منها ؟

هناك سرقات تحدث في الأحياء لا أظن أن سائقي البيوت بمنأى عن التهمة ولا أظنهم بهذا القدر من الأمانة حتى أنهم يستبعدوا من الاتهامات التي توجه ، تقول إحدى الفتيات : أنها عانت كثيرا من تحرشات السائق بها و شق عليها جدا أن تخبر والدها بما يفعله السائق وبعد ألم وبكاء تكلمت الصغيرة الجميلة عند الأم ويالهول الجواب الغبي من الأم التي قالت : " لا يكون يدري أبوش ويمشي السوق ولا يجيب لنا سواق بدلا عنه " و أخرى تذكر أن السائق كان يوفر لها بعض الأفلام الإباحية وهو الذي يقوم بجلبها لها .

أتساءل هل البطر والغنى يصلان بالناس إلى حد التساهل بأعراضهم ؟!، طيب .. اتركونا من سالفة الأعراض حتى لا يقول البعض أن كاتب الموضوع معقد أو يعاني من مشاكل نفسية ، فيذكر نجيب الزامل الكاتب بجريدة اليوم : أنه رأى ذلك السائق الأجنبي لما تلكّأ الصغير في النزول من السيارة صباحا للمدرسة وجه له السائق صفعة قوية على وجهه ورمى بالطفل من السيارة وولى والطفل الصغير يبكي على رصيف المدرسة ، فبأموالنا - يا سادة يا كرام - يصفعون أبناءنا وبرضانا.