الثلاثاء، نوفمبر 07، 2006

بدي أعيش

بدي أعيش - نشرت في جريدة اليوم ملحق الأحساء تاريخ 22-4-1426هـ
تناولت في المقالة السابقة مشكلة العانس المسكينة ولعلي أواصل العرض مبتدئا بالحديث حول الأسباب ، فأقول :

الأسباب الكثيرة تتقافز أمامي وأذكر هنا بعضها مع علمي بأن الكثير والكثيرات يعرفونها لكن من باب وضع الإشارات : عنوسة الشباب وعدم اهتمامهم وعدم رغبتهم تحمل المسؤولية وربما ضعفهم ووهنهم عضويا واسأل ولا حرج عن أرقام الاستهلاك الحقيقية للمنشطات والحبوب الزرقاء وغيرها ، أيضا : غلاء المهور والطبقية والقبلية والمشيخة والخضران والزرقان والأمور التي ما أنزل الله بها سلطان ، الزواج من غير السعوديات -ولا أقول الأجنبيات، البطالة بين الشباب وأنتهزها فرصة لأحيي بادرة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بتبرعه بـ40 مليون ريال لصندوق توظيف السعوديين التي ستساعد على تسيير عملية الزيجات بإذن الله ، ارتفاع تكاليف المعيشة والكماليات ، استكمال الدراسة ، انهيار معيار " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه " ليستبدل بمعيار شختك بختك ، ارتفاع الذائقة لدى الشباب وطلبهم فتيات شقراوات غنجات خالعات مثل اللاتي يرونهن في الفضائيات ، تخلي الآباء عن مسؤولياتهم في تزويج أولادهم ذكورا وإناثا وإصرارهم على الاعتماد على أنفسهم في ذلك وينسون أن من حق الأبناء على الآباء تزويجهم وفي هذا لا فرق بين ذكر وأنثى .
انتشار أفكار تعاكس الطبيعة مثل الحرب على الزواج المبكر ، و تشويه صورة التعدد والمعدّدين ،
تفكك المجتمع وعدم معرفتهم ببعض مما يجعل البحث عن فتاة صعب جدا مع أن البنات يملأن البلد ، السفر للخارج واكتفاء الشباب بالعطلات والإجازات عن تحمل مسؤولية الزواج والأسرة والأولاد ويشهد لذلك ارتفاع أعداد إصابات الإيدز سنة بعد أخرى ، انفصال العرسان الجدد عن أهليهم وسكانهم المنفرد في شقق مباشرة مع الزواج وهذا بالمناسبة من عادات اليهود .
تخلي المشايخ وأئمة المساجد عن دورهم في التقريب والتأليف والستر على بنات الناس ، فابحثوا لي عن شيخ حتى ولو كان ممن يدعون اهتمامهم بالمشكلة يذهب بنفسه لبيت فلان أو لعلان ليعرض ابنة فلان ويرغبه في نكاحها عزبا كان أم متزوجا .( لا يوجد )
تلك بعض وليست كل أسباب المشكلة ، لكن تبقى الحلول القائمة مجرد مسكنات خاصة مشاريع التزويج الفردية و أعرف بعض أصحابها وللأسف أقول- وليحزن من يحزن- مشاريع فاشلة لم تنجح إلا في عدد قليل من الزيجات ينتهي أكثرها بالطلاق لأنها مشاريع فردية وقتية يحقق بها الشيخ لنفسه زوجة أخرى وأخرى ويتوقف بعدها لتتضح الفكرة وهي زواج الشيخ وليس حل مشكلة العنوسة .
أملي كبير في معالي وزير الشؤون الاجتماعية الجديد بأن تكون ظاهرة العنوسة ملفا من الملفات التي يوليها اهتمامه ولا تنسوا دائما المسكينة التي "بدّها تعيش" .