السبت، نوفمبر 04، 2006

اشرب من ماء البحر

اشرب من ماء البحر !! نشرت بجريدة اليوم ملحق الخميس

إذا اشتدت الخصومة بينك وبين أحد الناس وغضب عليك حتى احمرت أوداجه وبلغ منه الغيظ والحنق مبلغه ، وأراد أن يقول لك اعمل ما تشاء فلست مهتما و لا مكترثا بما تصنع وتعمل قال لك : اشرب من ماء البحر ؟ ) كنوع من الشتيمة )

ونحن في الأحساء نتمنى أن تشتمنا وزارة الزراعة والمياه وتعجل بهذه الشتيمة وتشربنا من ماء البحر وتوصل لنا المياه المحلاة ، فالحكومة وأولياء الأمور حفظهم الله وقعوا عقد إيصال المياه المحلاة في عام 1412هـ لكن وزارة الزراعة والمياه يبدو أنها تعاملت مع العقد كشيك بدون رصيد ولم تصرف المشروع ولا ندري ما سبب تأخير إيصال المياه المحلاة إلى الأحساء أتمنى محاسبة المسؤول حساب حريق مدرسة مكة ، أذكر أني قرأت في جريدة اليوم أن وصول الماء المحلى إلى الأحساء قد انتهى ووقتوا لوصول المياه الحلوة في سبتمبر أيلول من عام 99 م و هانحن في منتصف 2002 ولا زلنا في انتظار الماء !! أخشى أن نكون في انتظارنا من نوع ( انطر يا ... )

فالموضوع حقيقة بالغ الأهمية ، فالشعر في رؤسنا أخذ يحزم أمتعته ويرحل ، وعجزت الصيدليات أن تجد لحمى الصلع التي استشرت في البلد أن تجد لها دواء – تحسس شعرات رأسك في هذه اللحظة وابدأ في العد ستجد أن عدد الشعرات قد نقص عن يوم أمس وأنا متأكد من كلامي ، والذي سلم من الصّلع لم يسلم من القشرة ، (وهات ياصيدلي واحد شامبو ضد القشرة إِلَكْ !!) الذين يعملون في محطات التحلية أغلبهم من الأحساء وكأن الدهر قد قضى عليهم أن ينقلوا الماء ولا يشربون منه ( كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول

أما الكاسب الحقيقي من تأخر وصول المياه المحلاة فهو الشركات التي ما فتئت تقذف الدعايات وتزورنا في البيوت وتأتي بحجج وبينات واختبارات معملية تبين لك أن الماء الذي عندنا يتلف الأنابيب ، ويتلف الأجهزة الكهربية ومنها السخانات، ويسبب حساسية الجلد ، ويؤثر على العيون ، وغير عملي في مسح الزجاج والمرايا( وعلى فكرة انتشرت محلات غسيل السيارات التي تغسل السيارة بالماء المحلى وكله بثمنه يا حبيبي ) ويستهلك الماء العادي كمية كبيرة من الصابون نظرا لعسر المياه ، ويقنعك بأن تتخلص من هذا كله إذا ركبت جهازا قد يكلفك بين ( 6000 ريال والعشرين ألف ريال)على اختلاف الشركات والأجهزة !

المشكلة هل ادعاءاتهم كلها صحيحة ؟ !!

إذن نحن في كارثة , وإذا كانت ادعاءاتهم كاذبة فلماذا لا يخرج علينا مسؤول المصلحة ليخبرنا عن كذب ادعاءاتهم ويطمئن الناس التي بدأت تحرك يدها في جيوبها وتدفع بالتي هي أحسن السيئة ، ويغلقون هذه الشركات والمحلات التي انتشرت في المحافظة مؤخرا ؛

المشكلة الأخرى ، أن الوزارة جادة في موضوع تسعيرة المياه ورفعها ، ونحن الآن ندفع نفس تسعيرة الماء المحلى صاعا بصاع مثلا بمثل فهل سترفع التسعيرة قبل وصول الماء المحلى أم ماذا ؟

وبعد الكلام السابق ، يا مصلحة المياه قولي يا شاطره : اشربوا من ماء البحر !