الخميس، نوفمبر 02، 2006

ياهلا بالتعداد

يا هلا بالتعداد !! نشرت بجريدة اليوم ملحق الخميس

يطل علينا التعداد من جديد في مشروع وطني كبير يهدف لجمع معلومات مهمة وضرورية لأي دولة متقدمة تسعى لرفاهية شعوبها ، ويرى المخططون وأصحاب الرأي في البيانات التي سيخرج بها العدادون معلومات ثمينة ويستطيعون من خلالها توجيه بوصلة القرارات .

ومع بداية العام الدراسي وقد رجع أهل السفر من سفراتهم واستقروا في دورهم يبدأ طرق العدّادين للبيوت ليجمعوا معلومات عن المواطنين والمقيمين .

ومن حسن الطالع أن العدادين نخبة من المعلمين الذين تمرسوا الصبر والحلم والأناة في توجيه الأسئلة وانتظار وتدوين الإجابات ، كما يملكون رصيدا لا بأس به من طاقة الدوران والتمشية بين الحارات والوقوف الطويل أمام البوابات كونهم اعتادوا المراقبة والمناوبة كما أنهم يمتازون بمهارة استخراج الإجابات بطرق ومعززات لأصحاب البيوت فلا يمانع من بعث ابتسامات وتكرار كلمات من مثل " صح " و " ممتاز " و" أحسنت " على مسامع أهل الدور

وبالتالي من غير المستغرب كتابة معلومات المواطنين باللون الأحمر المفضل لدى المعلم .

يا أحبة ؛ التعداد يجري بقرار وزاري رقم (225) وتاريخ 15/9/1421هـ وهو مشروع سيأتي بخيرات كثيرة ( منها ما سيذهب في جيوب المعلمين طبعا ) ومنها ما سيعم خيره أرجاء الوطن ولكن بعد حين .

لقد سبقت التعداد حملة إعلانية وإعلامية مقروءة ومشاهدة ومسموعة بأساليب متنوعة لإقناع الناس بجدوى التعداد وأهميته ، لكن شريحة كبيرة لم تصل لها فكرة التعداد كما حصل تماما مع شركة الاتصالات وإضافة الصفر .

أمام هذا القصور في الحملة الإعلامية للتعداد يواجه العدادون مشكلات مع أصحاب الدور من مثل هرب المقيمين خوفا من كونهم من رجال الجوازات المتخفين ، وبعضهم يظن أن العداد جاء ليخطب ابنته فيهش ويبش له ويذكر له من المعلومات الشيء الكثير من أنسابهم ومن جيرانهم علّ عريس القدر يوافق ويتزوج بالعانس المسكينة .

وبعضهم يصر على العداد بأن يتفضل ويتناول القهوة والشاي ويتعشى وعبارات من مثل " لازم تشرب قهوتنا " لا لسواد العد والتعداد ولكن المسكين يظن أن الموضوع فيه حصر للفقراء فربما يوزع عليهم دورا أو زكوات ويمضي الفقير في وصف حاجته وفاقته ويصر عليه أن يكتب ما قاله له وربما طلب منه أن يأخذ صورا تؤكد حاجته وفاقته حتى يفوز بالأعطيات ولا يتأخر عن الطلب وسؤال العداد نفسه بعض المال كسلفة غير مرتجعة .

والبعض الآخر يكتم أغلب المعلومات خاصة المعلومات الحساسة من مثل كم تملك ؟ وهل البيت ملك أم إيجار ؟ وكم دخلك الشهري وأسماء البنات...إلخ . والطامة الكبرى إذا كان الرجل معددا ولم يخبر الزوجة الأولى بأمر الزوجة الثانية .

ومع التعداد انتشرت أسئلة جديدة بين الناس فعندما يلتقون وبعد التحيات وبعد السؤال عن الحال يقفز السؤال الآتي : (ها .. عدّوكم يا بوفلان ؟) وماذا قلت لهم ؟ ومن الذي يعد عندكم ؟ وكيف أخلاق عدادكم ؟

أخيرا المعلومات التي سيخرج بها العدادون مهمة للجميع فنأمل أن تنشر هذه المعلومات سريعاً ليستفيد منها الباحثون وأصحاب الدراسات الخاصة بعلم الاجتماع وعلوم الحضارة البشرية كما لا يفوتني أن أدعو القراء لمعرفة المزيد عن التعداد عبر الدخول على موقع التعداد الرسمي على الانترنت

http://www.planning.gov.sa/census/introduction.asp أوبالاتصال على الرقم المجاني 8001240440