الجمعة، ديسمبر 26، 2008

منكهات اللقاء الجنسي


منكهات اللقاء الجنسي - بين الزوجين طلب معدو المحور في موقع المستشار مناقشة جانب ( الأدوات الجنسية ) بين الزوجين ، وسنأخذ الموضوع بمصطلح واسع جدا للأداة أكبر من الفكرة الخاصة التي عناها المحور وهي الأدوات حيث أن المكان سأعتبره أداة وهو غرفة النوم والمراتب والملابس والألوان والمأكولات والتقنيات والروائح والأصوات والكلمات كلها سنعدها أدوات جنسية إذا وظفناها جنسيا لتحقيق تلك الفكرة فالرفث والفحش والأصوات والتأوهات والغنج والزفر والزحير وكلها مسميات وردت في الأدب العربي وصفا للحديث الجنسي ووصفا لأدبياته أحيانا . ينبغي للزوجين أن يحاولا التفكير في مثل هذه الأدوات العامة قبل التفكير المخصص في الأدوات الخاصة واستخداماتها جنسيا وكل ذلك إذا لم يكن فيه مغالاة وسرف كبير أو خروج عن الاستخدامات المباحة في موادها أو مصادرها أو دلالاتها فهو حلال . وهو يدخل في دائرة الاستمتاع التي حددها الشرع بالمسكوت عنه بين ما وضّح في الحديث حوله وما سكت عنه ففي الحديث اتق الدبر والحيضة فهما الأمران الوحيدان اللذان نهانا الشرع عنهما في الممارسة الجنسية أما ما عداهما فهي أمور مباحة بل وأقول أنها ليست مباحة فقط بل يصل حكمها وحكم تعلمها إلى الوجوب إذا كان مما يعف بها أحد الزوجين الآخر خاصة إذا ما علم أحد الزوجين أن ذلك ما يحتاج إليه الطرف الآخر أو ربما دعاه له أو طلبه منه ومبنى الإعفاف وإقامة شرع الله في الحياة الزوجية من الأشياء الواجبة ومن المقاصد العامة والخاصة التي أسس لها وأسس بها البنيان الزوجي . والمشكلة أن الناس في هذا المبحث بين صنفين تقريبا ويندر التوسط بينهما وهو الإفراط أو التفريط والمفرطون ليس باب الحديث عنهم هنا لكن المفرّطون خاصة الجهال الذين لا يعرفون هذه الأمور أو الذين يترفعون عنها أو على الأقل أخذ اليسير من فنونها ، والعجيب أن كتب التراث حملت الكثير جدا من أفكار الأدوات الجنسية واستخداماتها ، وليس كل ما يرد من الغرب من أفكار في هذا الباب لا نستطيع الاستفادة منه لكن في نفس الوقت لا يجوز أبدا عد مطالعة المواد العارية من صور أو مقاطع أو أفلام من الأدوات الجنسية المباحة والتي نسمح بها لأنها مدمرة للحياة الزوجية أكثر من مما يتوقع لها من منفعة ، أيضا لأنها محرمة ولا تجوز في الشرع مشاهدتها والاطلاع عليها . ومن الأدوات الجنسية ما يكون أعشابا أو أدوية أو علاجات دائمة أو مؤقتة يعرفها العطارون وأهل المهنة وبالتالي هي أمور ليست لها بداية ولا نهاية وليس لها حد في السعر ولا التكلفة ويحسن بذلك إضافة أي فكرة من تلك الأفكار التي من الممكن أن تروق للزوجين تجديدا لحياتهما الزوجية وإشاعة السعادة بينهما بشرط العمل وفق الضوابط والشروط التي تناولناها في الأعلى .
المادة منشورة على موقع المستشار ضمن ملف كامل عن الموضوع يمكن زيارة الرابط للاطلاع ويمكن مطالعة بقية المحاور على الموقع نفسه
http://www.almostshar.com/web/Subject_Desc.php?Subject_Id=1562&Cat_Subject_Id=94&Cat_Id=1

الخميس، ديسمبر 11، 2008

المدرسة الشرعية الشافعية


في الأحساء
المدرسة الشرعية الشافعية تخطو خطوات لا بل وثبات كبيرة وتمشي بطريقة هادئة شمخت وصارت باسقة تأتي بالثمر اليانع .
النية الصادقة والإصرار والعزيمة وروح الانتماء العالية والصفاء والنقاء تجاه الآخرين وتبني قضايا كبيرة مثل الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم ، معالم رائعة في حركة التجديد التي تبنتها المدرسة وطريقة العمل الانتشاري المنضبط ، وطريقة الانفتاح على المجتمع وإظهار الجمال الراقي التي تتميز به تلك الدعوة .
الوجوه المتميزة التي تدير المؤسسة الدعوية والشرعية عقليات رائعة نشأت وترعرعت مستفيدة من طريقة البناء التربوي الشبابي في المراكز الصيفية والمخيمات وضموا لها طريقة التدريس الشرعي وحلقات التحفيظ فخرجت مزيجا فريدا يناسب العصر والمتغيرات والصوارف التي تصرف الشباب من الجنسين .
ومن الجميل أن أذكر أيضا أن طريقة التدريس الخاصة بالكتب القديمة التراثية غير الجديدة وحفظ المتون والمنظومات وتكريم المتميزين من المعلمين في تلك الحلقات وكذلك الطلاب شيء جميل خاصة وأن تلك الحلقات تعقد غالبها في المساجد بيوت الله وبطريقة الكتب التي تقرأ من الغلاف إلى الغلاف ولا يترك منه شيء ويؤتى أيضا على الدعاء في ختام وبداية الدرس ما يجعل هناك نوع روحانية تحد من الجفاف التي تلقى به بعض الدروس الفقهية هنا وهناك .
جداول المتابعة مع الطالب ومع ولي أمره للمنهج الدراسي المنوع في مواده من الفقه و وحفظ القرآن الكريم وكذلك النحو وأيضا الفرائض ووجود المتميزين من العلماء وارتباطهم علميا بمدارس علمية قوية ذات سلاسل وسند كل ذلك يجعل منها بنيانا قويا متينا .
يعجبني جدا الشيخ الكريم الدكتور عبدالإله العرفج من أبرز المتطوعين في التدريس وتوجيه المدرسة بطريقته وشخصيته القيادية والكاريزمية العالية والأدب الجم في التعامل واحترام الآخرين واحتوائهم ما جعل كل الأطياف تقدر لهذا الرجل العظيم عمله وصنيعه ، وأنا أحب الدكتور أبا حسان منذ كان خطيبا في جامع الشعيبي بأسلوبه وطريقته والدروس التي يلقيها والمشاركات التي يقدمها كأوراق عمل في ملتقيات ومؤتمرات وحضرت له دروسا بعد ذلك والرجل مليء ما شاء الله تبارك الله جبل من المعلومات ويملك سعة بال وحلم وأناة ونظرة شاملة وأفق واسع وفقه الله وسدد على دروب الخير خطاه .
المدرسة تفوقت وقدمت مشاركات إعلامية رائعة مثل تمثيلها في ملتقى الحوار بالرياض وأيضا لقاءات إذاعية ومعارض وكذلك استضافات لشخصيات علمية وتربوية من خارج المحافظة وتميزت في تنظيم مناسبة المولد النبوي فتشكر على جهودها العظيمة .
وأيضا يسعني أن أشيد بالدروس التي تنشر لفضيلة الشيخ عبدالإله على الانترنت ويمكن استماعها على الرابط :
http://www.jwatha.com/vb/showthread.php?t=59
وفق الله الجهود وبارك فيها ووفق كل مخلص في خدمة الدين .. آمين .

الأربعاء، ديسمبر 03، 2008

محاضرة 22 سرا إداريا


عبارة عن مادة محاضرة جاءت في كتاب بهذا العنوان 22 سرا إداريا
فقدمتها بالإدارة العامة لتربية وتعليم البنات بالأحساء


ويمكن مطالعة بقية الأجزاء على عنوان صفحة الفيديو
http://www.youtube.com/alhosin


الخميس، نوفمبر 27، 2008

حلقة جامع الروضة


مجمع حلقات عمر بن عبدالعزيز
في الحفل السنوي لمجمع حلقات عمر بن عبدالعزيز لتحفيظ القرآن الكريم بجامع الروضة بمدينة الهفوف وهي حلقة تابعة للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم
الحلقة يشرف عليها فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد المرحوم ، شاب ناجح وقائد تربوي فذ يتميز بالعزيمة والإصرار وقوة كاريزمية عالية في احتواء الناشئة والشباب من حوله وبالتالي التأثير الإيجابي فيهم ، ومن حوله مجموعة رائعة من الشباب المبدعين الذين قادوا الحلقة لتكون أفضل حلقة عددا وتنظيما ونتائج خاصة تميزهم في برنامج الدورات المكثفة لتحفيظ القرآن الكريم والتي تعقد صيفا من كل عام .
ذلك الحفل كشأن بقية الحفلات السنوية التي حضرناها و احتفلنا بها بتخريج مجموعة من حفظة كتاب الله تعالى كاملا وفي مسيرة اثنتي عشرة سنة استطاعت الحلقة أن تخرج ثلاثة وأربعين من الحفاظ وهو عدد كبير ، وقد تميز الحفل بحضور لافت من الجمهور العريض المهتم بالتحفيظ وأولياء الأمور وعدد من المشايخ وطلبة العلم .
للحلقة دور بارز في تنوع المناشط والمسابقات والزيارات والرحلات التي تساهم في تكوين طلابا ليسوا نسخا إضافية من القرآن فقط ، وإنما يتمثلون المصحف وأخلاقه وآدابه وأحكامه ويستزيدون من التميز فيه بالحصول على إجازات وشهادات معترف بها في هذا الباب .
وبالتالي نستطيع أن نعد هذه الحلقة نموذج مثالي للحلقات التي نريدها في تخريج الحفاظ وليس من مثل طرق أخرى في الحفظ تخرج لنا نسخا ربما تكون مسخا وليس نسخا حيث لا تجد لصاحب القرآن مثلا ولا أخلاقا ولا أثرا ويصير القرآن بين جنبي صاحبه بهذه الصورة شاهدا عليه وليس شاهدا له ويكون بئس الإناء والوعاء ، لكن الربط التربوي بالتحفيظ هو المطلوب وهو الوقاية للشباب وتوجيه طاقاتهم نحو أعمال ومنجزات عالية وسامية تحفظهم من الوقوع في براثن الصحبة السيئة والعادات الذميمة و التشوه الفكري .
وبالتالي أنصح أولياء الأمور بتوجيه أولادهم بين وبنات للحلقات لا بهدف حفظ القرآن كاملا وإن تحقق ذلك فهو حسن ، لكن لحفظ شيء منه وأخذ تلك المثل والتربية القرآنية على يد المخلصين والمربين الفضلاء .
ولعل صورا جميلة من التلاحم والتآزر بين المؤسسات التربوية في التعاون في بناء الشباب من مثل تعاون الجامعات وإدارات التعليم والمؤسسات الأهلية والتجارية والخيرية في تسهيل مهمة ودور مثل تلك الحلقات هو أمر يصب في المصلحة العامة .
ولقد نجّى الله بفضله وكرمه هذه الحلقات من هجمة كبيرة تعرضت لها بالتشويه والحقد الأسود باتهامات لا تصح أبدا من مثل علاقتها بالإرهاب والأفكار المنحرفة ، لكن كان ليقظة ولاة الأمر و فهمهم للأمور ومقاصدها ومجريات الأحداث كان لذلك فضل في دحر تلك الشبه في نحور أصحابها .
أعود مرة أخرى بالشكر والتقدير لحلقات جامع الروضة وللقائمين عليها وأهنئهم بالإنجاز الذي تحقق وأشد على أيديهم في المضي قدما لتحقيق منجزات أكبر في خدمة كتاب الله ورفعة دينه .

الفوز بجائزة الأداء - تسجيل إذاعي

بمناسبة فوز إدارة تربية وتعليم البنات بالأحساء بجائزة الأداء الحكومي المتميز للمرة الثانية على التوالي في دورتها الثالثة
تم تسجيل لقاء إذاعي مع منسق الجائزة في الإدارة 
يمكنك سماع المقابلة كاملة



meeting.mp3

تسجيل مقدمة للدكتور محمد الثويني

عفتي حياتي 
دورة للدكتور محمد فهد الثويني 
أقامها مركز التنمية الأسرية ضمن فعاليات المنتدى الأسري الثاني المقام بقاعة جوهرة الخليج 


mqdma.mp3

شرح فكرة التقييم الدوري لمديرات المدارس

تسجيل صوتي لكلمتي في لقاء مديرات المدارس للمرحلة الابتدائية
في يوم الثلاثاء 20-11-1429هـ
قاعة الاجتماعات 
بالإدارة العامة لتربية وتعليم البنات بالأحساء

liqa.mp3

الخميس، نوفمبر 20، 2008

الأمير تركي بن محمد بن فهد وجائزة التميز


الأمير تركي بن محمد بن فهد وجائزة التميز
تشرفت بحضور حفل جائزة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد للتميز في قاعة برنامج الأمير محمد بن فهد بمدينة الدمام لتكريم الفائزين والفائزات بجائزة سموه في فرع البحوث والابتكارات
جائزة الأمير حفظه الله جاءت كمسابقة للعناية بفئة الموهوبين والموهوبات في المنطقة الشرقية بطريقة رعاية كريمة من للميزين والمميزات من الطلاب والطالبات وقد نافس على نيل تلك الجائزة الكثير من المشاركين ونافسوا لنيل شرف السبق والفوز والحصول على الجائزة ، وأود أن أشير إلى أن جائزة سموه تهدف إلى عدد من الأهداف منها :
1. تعزيز القيم الإسلامية في نفوس الناشئة .
2. تنمية روح المواطنة و الولاء للدين وولاة الأمر و الوطن .
3. تنمية الاتجاهات الإيجابية نحو البحث العلمي و الابتكار .
4. تنمية قدرات الطلاب و الطالبات على حل المشكلات بطريقة علمية وإبداعية .
5. خلق بيئة تربوية و تعليمية مبدعة ومحفزة للإبداع و التميز .
6. إثارة روح المنافسة الشريفة بين الطلاب في مجال البحوث و الابتكارات .
وفي نظري أن الجائزة وفقت كثيرا في الإعلان عنها وتغطيتها وكانت استجابة إدارات التعليم بنين وبنات في المنطقة الشرقية لنشر المسابقة وحث المستهدفين للمشاركة ، قد أتى أكله وجاء بثمرة طيبة من حيث تقدم هؤلاء المتميزين للمنافسة ومن ثم الحصول على الجوائز والتكريم .
لا شك أنها فكرة جميلة ونظرة ثاقبة من توفر هذا التوجه الذي يقدم ويرعى هذه الفئة الأمل المنشود وقادة المستقبل في حمل مسؤولية بناء الوطن وحمل رايته في المحافل الدولية .
وهو توجه يتفق ويتسق تماما مع تطلعات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في توجيه البلد نحو العلم وتطوير التعليم ورعاية الموهوبين وتبني الابتعاث والبحث والتصنيع وفتح مجالات أرحب للاقتصاد وبناء المعرفة وأنظمة المعلومات ، ذلك التطلع والدعم والرعاية للمبرزين في العلم والموهبة وأصحاب القدرات والطاقات والمفكرين ، لاشك أن تقدير هذه الفئة ورعايتها وتبنيها يساهم في توجيه الجيل نحو الأفضل ويساعد في بناء القيم والمثل الأخلاقية والوطنية حيث ينتشل المحبطين والمتعثرين من كبوتهم نحو منصات التتويج والرعاية والتشجيع منذ نعومة أظفارهم ليصحح مسار الرسالة الإيحائية أن المنصات والتكريم ليست حصرا على فئة معينة احترفت اللعب أو الفن أو نوع من أنواع الخطابة والشعر وهو أمر نختلف أو نتفق على أهميته ، لكن بالتأكيد لن نختلف بأن الاستثمار في تبني المواهب ورعايتها وتحفيزها هو الأهم وكثير ممن خسرتهم أوطانهم وخسرت قدراتهم دائما ما يرددون أنهم لم يجدوا التقدير في بلادهم .
فسمو الأمير بإطلاقه هذه الجائزة ورعايته وتبنيها وحضوره فيها لا شك أنه عمل صالح وروح طيبة منه ، وقد جاء الحفل كعرس رائع يتزين برعاية صاحب السمو الملكي الأميرنواف بن فيصل نائب الرئيس العام لرعاية الشباب وحضور من مسؤولي الدوائر الحكومية ورجال الأعمال و المهتمين ، وتم تكريم 34 طالبا وطالبة في تلك الاحتفالية بحضور أولياء أمورهم .
وقد أقيم معرض للمبتكرات الفائزة .
أقترح أن يكون مصاحبا للجائزة وعلى هامشها فعاليات أخرى مثل دورات تدريبية ومحاضرات و رحلات أو زيارات وأنشطة إضافية .
أخيرا كل الشكر للأمير تركي على هذه الجائزة ، ومتأكد أن في جعبته الكثير من الأفكار الاستثمارية التي يقدمها للوطن ، والشكر موصول لأمانة الجائزة وأعضائها والداعمين وتهانينا العاطرة للفائزين والفائزات وأسرهم .

الخميس، نوفمبر 13، 2008

جائزة سعفة القدوة الحسنة


سعفة القدوة الحسنة
الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالرحمن ال سعود أطلق هذا العام جائزة نوعية وفريدة أسماها بسعفة القدوة الحسنة ولها موقع على الشبكة العنكبوتية هو http://saafah.com
هذه المسابقة موجهة للمؤسسات والشركات والهيئات والدوائر الحكومية للمنافسة على صورة ومثل إسلامية وحضارية نجدها تكاد تختفي في مؤسساتنا مثل قيمة الشفافية والعدالة والنزاهة قابلية المساءلة ، وللأسف الكل يشكو من الفساد الإداري في التوظيف والتعيين والنقل والعلاوة والامتيازات والعقوبات والمساءلات وتكافؤ الفرص ، ولأجل أننا نوصم بالتخلف والعالم الثالث والمتأخر كانت بادرة طيبة منه سموه لإطلاق هذه الجائزة لتشجيع المنظمات على التنافس في مثل هذه القيم العالية والأخلاقيات المتقدمة فكانت هذه المسابقة لتعلن للمجتمع الداخلي والخارجي كم نحن متقدمون ... كم نحن راقون ... وأطلقت بطريقة الترشيح وأتيحت المشاركة لكل من يرغب الدخول في هذه المنافسة ويكون فيه القدرة للترشيح والخضوع للجنة للتأكد من مصداقية المعلومات وأن النزاهة بالفعل أمر واقع في المنظمة .
في دورتها الأولى ... وربما لأسباب إعلامية لم يتقدم لها الكثير فالمتقدمون فقط 16 جهة أهلية وحكومية تنافسوا على اللقب الأول والحصول على درع المسابقة وكذلك جائزة عبارة عن مبلغ مالي بـ 250 ألف ريال يعني ربع مليون ، هذا المبلغ لا تحصل عليه المؤسسة الفائزة وإنما تقوم باختيار جهة خيرية من الجهات العاملة في البلد ثم تقوم أمانة الجائزة بإيداع المبلغ في حساب تلك الجهة الخيرية .
بعد فحض ومقارنات وجلسات واجتماعات ومشاركة خبراء خارجيين في تحكيم الجهات المشاركة تم ترشيح عدد من الجهات المتأهلة لنيل اللقب الأول ولم يكف هذا بل كانت هناك حاجة لزيارة ميدانية للتحقق على الواقع لما هو مرفوع من المسوغات .
وبعد ذلك كانت النتيجة أن ترشحت ثلاث جهات هي هيئة الاتصالات السعودية والبنك الإسلامي للتنمية وشركة صافولا ، هذه الجهات المرشحة تم إعلانها قبل موعد الحفل بيوم تقريبا وبقية الجهات المشاركة لم تعلن حتى أسماؤها لحساسية إعلان الجهات وبقاؤها في مراكز متأخرة .
الدكتور عادل بوشناق أمين الجائزة والذي أعلن ليلة الحفل اسم الجهة الفائزة بالدورة الأولى وهي هيئة الاتصالات السعودية ليتسلموا الجائزة من يد صاحب السمو الملكي وراعي الحفل الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي ألقى كلمة مؤثرة مهيبة في ذلك الحفل حث فيها على النزاهة والعدل وتحري المصداقية ، الحفل كان مميزا بحضوره وبساطته وانسيابية فقراته من الافتتاح للفلم الوثائقي لكلمة الأمير تركي إلى كلمة معالي وفضيلة الشيخ صالح بن حميد المختصرة والموجزة والتي أبهر الحضور فيها بجمعه لمادتها علميا ودينيا ولغويا ووطنيا بشكل لا يكاد يجيه إلا الشيخ صالح بن حميد نفسه .
نجحت الجائزة في دقة مواعيدها في طريقتها وآلياتها وتهانينا بذلك النجاح لفريق العمل وإن شاء الله لمزيد من التفوق والتقدم والنجاح لوطننا الغالي .

الخميس، نوفمبر 06، 2008

عندما ينتصر العفاف


عندما ينتصر العفاف هكذا أشعر مركز التنمية الأسرية فعاليته الكبرى ( المنتدى الأسري الثاني ) المقام بقاعة جوهرة الخليج بمجموعة برامج منوعة وبحملة إعلامية قوية أوصلت صوت المنتدى ورسالته نحو المجتمع في المنطقة الشرقية ، ظهر وبوضوح التخطيط المسبق للبرامج والترتيب الطويل والاستعداد الكامل لتنسيق حضور ضيوف ووجوه لامعة من نجوم الفضائيات العربية التي عرفها الجمهور وأحب أن يلتقيها فليلة حضور الدكتور نبيل العوضي ليلة مشهودة من الزحام واكتظاظ المواقع والمقاعد في ظهور نجم من نجوم الدعوة الشباب وبعنوان جذاب ، يذكر أيضا أن الزحام تكرر في ليلة حضور الشيخ الدكتور محمد العريفي أيضا . أكثر ما ألاحظه في مركز التنمية الأسرية هو روح الأسرة والفريق الواحد الذي يعمل باحترام وتعاطف بينه وبين نفسه ، ما تختفي معه مظاهر الاحتقان والتأزم التي عادة ما نراها في مثل هذه المشاريع الكبيرة حيث لا بد من تأخر أو تغير مسار أو غيره ما تختلف به وجهات النظر وتحدث معه تبادلات التهم بين القيادة ، لكن روح الألفة تسود بشكل واضح . ليلة الافتتاح ...ليلة مختلفة جميلة بحضور عدد من العلماء والمشايخ ووجهاء البلد وتجولهم على المعارض المشاركة وحضور بعض ذوي الاحتياجات الخاصة وبالأوبريت الذي قدّم والفلم الوثائقي عن إنجازات المركز بحضور وكيل محافظة الأحساء خالد بن عبدالعزيز البراك وبرعاية من سمو أمير محافظة الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود حفظه الله . ابتسامات الرضا بدت واضحة على محيا الحضور واكتظاظ السيارات عند مدخل القاعة وامتلاء المسجد الجامع المجاور في صلاتي المغرب والعشاء كل ذلك يسجل علامة على نجاح الحدث ، الدورات التدريبية هي الأخرى التي نفذت برعاية إدارة التربية والتعليم كانت مميزة وبعنوانات جذابة وكلها تتسق مع البرنامج وموظفة لتحقيق ذات الهدف والعنوان أو الموضوع . تحية للدكتور خالد بن سعود الحليبي مدير المركز ونائبه أخيه الدكتور فيصل وكل فريق العمل الذي نجح وبامتياز في إدارة الحدث ... ولعل من المناسب هنا أيضا أن أشيد بالرعايات والمشاركات التي قدمت للحدث من مؤسسات تجارية ومؤسسات خيرية وشخصيات ، وقد تفاعلت إدارة التربية والتعليم مع الحدث بشكل مميز حيث وزعت إعلاناته وعممت بشكل رسمي على المدارس والإدارات وكذلك مشاركة الطالبات بالزيارة في الفترة الصباحية . وهذه تحسب للحدث ، ومن الحدث نفسه نستطيع أن نقف على حقيقة واضحة هي إقبال الناس وتهافتهم وتعطشهم على المنتج الجيد وأن الساحة تحتاج المزيد ، وأن كل ما قدم ويقدم حاليا لا يسد احتياج الجماهير العريضة التي لاحظها المراقبون بل حتى الدكتور محمد الثويني ذكر على المسرح أن إقبال الناس على الحدث شيء مميز في الأحساء وأن الحساوية أثبتوا أنهم مثقفون وأهل علم وعندهم قيمة عالية للعلم وأهله والأدب والتدريب والتنمية . هكذا مضى أسبوع رائع على الأحساء وهم يرفلون في مناسبة دعوية جميلة .

السبت، نوفمبر 01، 2008

دبلوم الإرشاد الاسري


دبلوم الإرشاد الأسري في خطوة ناجحة ومختلفة من العمل التربوي الإرشادي الخيري والدور التنموي الاجتماعي الحضاري انطلقت فكرة جميلة من لدن مركز التنمية الأسرية التابع لجمعية البر بالأحساء فكرة تأهيل وتدريب وتثقيف عدد من العناصر الرجالية والنسائية لسد الاحتياج المتنامي للمرشدين الأسريين المؤهلين والمؤهلات لتقديم استشارات وحل لمشكلات المجتمع المتنامية في هذا الجانب ، قدم الفكرة بصناعة أكاديمية وحرفة تدريبية سبكتا في بوتقة واحدة لتفيض شهدا معلوماتيا وتربويا يمد بزاده العطش الجائع لغزارة المعلومات النفسية والتربوية والأدوات التي تساعد كل من يريد ممارسة دور المصلح الاجتماعي في مواقعه المختلفة سواء كان مرشدا طلابيا أو أكاديميا أو داعية أو مستشارا أو خبيرا تربويا أو على الأقل تأهيل المنخرط في دراسة مواده للتوازن الشخصي النفسي الذاتي والقدرة على منح تلك المشاعر للآخرين من حوله . مع الطفرة المادية والتفكك وتزايد المشكلات وتعقدها وتداخل بعضها مع بعض كل ذلك جعل من وجود تأهيل على مستوى الدبلوم وعلى طريقة مواده وكذلك الأسلوب الذكي المرن في حضور دروسه ، جعل منه مشروعا وطنيا أمنيا ذا بعد استراتيجي ، يستحق أن يستثمر فيه من الأشخاص أنفسهم أو من المتبرعين ومبتغي الأجر والثواب أو القطاع الخاص الذي يتسابق لتقديم مشاركات اجتماعية والقيام بأدوار تغلغل في المجتمع والجمهور ، أو القطاع الحكومي وبالذات الأمني والتربوي لتتعاون كل الجهات في تسديد الاحتياج الحاد للمارسين للأدوار الإرشادية الانسيابية . ولجودة الصنعة والحبكة ورغبة التحسين المستمر تحقق للمولود الكبير مراده لينطلق في دورته الثانية نحو عشر مدن على مستوى المملكة وبطباعة مقررات وكتب له ولا نستغرب أن تكون وثبته الثانية نحو انتشار على مستوى الخليج بل والعالم العربي ، والسبب كما أسلفت الحاجة المتنامية للمؤهلين للقيام بالدور الاجتماعي التربوي الهام ، خاصة إذا كان التأهيل للمهتمين بالمجال الاجتماعي وتقديم ممارسات فيه بالأصالة ابتداء مثل أئمة المساجد والخطباء والكتاب والمشايخ والدعاة ، ولأجل ذلك لا بد من توافر قنوات دعم ومساندة واعتراف وتقدير وتسهيلات وحوافز للحاصلين على التأهيل وجني مخرجاته حتى على مستوى المؤسسات والقطاع الإنتاجي الصناعي . فمناداة لوزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة التعليم العالي ووزارة الدعوة والإرشاد بتقديم الرعاية والتسهيلات والتشجيع المطلوب والدعم للحصول على الكفاءات والمؤهلين للقيام بالدور الاجتماعي . حين استثمر مهاتير ماليزيا في التدريب والتأهيل ليحد من المشكلات الاجتماعية جعل استثماره في الأهم وعاد بدورة مالية اقتصادية وسد للثقب الذي ينزف ويستهلك موارد بشرية من جراء تغافل الحاجة النفسية للإنسان خاصة في البيئة المادية الصناعية والتجارية الصاخبة . الجديد هذا العام أن الدبلوم يسجل ويعتمد من المؤسسة العامة للتدريب الفني والمهني كبرنامج تدريبي بالإضافة لاعتماده العلمي من كلية المعلمين جامعة الملك فيصل بالأحساء، خاصة وأنه يقدم بطريقة الورش والحقائب التدريبية والاستفادة من عروض الحاسب . إن كان لا بد من ذكر اسم في شكره لدوره في هذا الدبلوم وتوفيره فهو الدكتور الداعية خالد بن سعود الحليبي مدير المركز والذي تبنى فكرته ويعمل على تطويرها وتحسينها أتأمل في تطوير الدبلوم ليكون مشروع دراسة عليا ، أتمنى أن يستثمر الدراسة عن بعد والتقنيات الالكترونية والفصول الافتراضية والقائمون عليه بالتأكيد يعملون للمزيد من النجاح .

الخميس، أكتوبر 16، 2008

الفيزياء والأدب

الفيزياء والأدب
الشيخ راشد المبارك ، عالم فذ وأديب كبير وثقافة واسعة وحاجة عظيمة مبهرة عرف بالأحدية الاجتماعية الأدبية في الرياض ، قدم الأحساء باستضافة من النادي الأدبي في موضوع غريب وهو تأثير الفيزياء وقوانين الفيزياء في الاقتصاد والسياسة والتاريخ والشعر و....
تجوّل الكاتب المبارك بنا في قوانين فيزيائية بحتة وبطرحه وصوته الخافت والبطيء في نفس الوقت لاحظت رؤوسا أذعنت وسلمت أعينها للنوم وربما لم تستطع القوانين الثلاثة لكل فعل ردة فعل مساوية له في المقدار ومعاكسة له في الاتجاه ، والقانون الثاني : كل جسم ساكن ويبقى على سكونه ما لم تحركه طاقة خارجية ، والقانون الأخير كل متحرك يتحرك بتسارع معين تؤثر عليه طاقة خارجية فإنه سيزيد في سرعته بنفس طاقة المؤثر وباتجاه طاقة المؤثر .
الأسماء الأجنبية التي بها من مثل فرانسيس بيكون وبيجية ونيتشه ونيوتن وأنشتاين دغدغت وأطربت سمعي وأعادتني لسني الدراسة ورتابة معلوماتها .
المقدم الدكتور سعد الناجم أجاد وأبدع في التقديم للمحاضر وإدارة الأمسية وكان الحضور لافتا وبشخصيات متلونة بين ضيوف الضيف وبين أبناء أسرة المبارك وبين المهتمين وبين منسوبي النادي وبين قانون الجاذبية الاجتماعية والمركز الاجتماعي للضيف الذي استقطب حضوره أطيافا اجتماعية غريب حضورها في ذلك المحفل .
أعجبتني المشقّر مجلة النادي كمطبوعة من النادي وتمثل العدد الأول ولكن ساءت الصوتيات والإضاءة ونظافة المكان والمقاعد والطريق غير السالك لقاعة النادي ، أعود للمحاضرة والضيف الذي ظهر بقوة في أدبه وقامته الكبيرة جدا في الأدب والثقافة ما يمثل ظاهرة بالفعل وأعجوبة ويشكر النادي على اختياره للضيف العالم الأديب . قبل المداخلات التي سجل أصحابها حضورا بالترحيب الممل وإعادة الكلمات وإبداء الإعجاب وأسئلة بايخة توحي بأن المداخل يريد الإمساك بالميكروفون أو تسجيل الحضور أو الظهور على المسرح مثل ما صنع محمد الحرز عضو النادي الأدبي على طريقة أنا أتكلم إذن أنا موجود .
ومن الأشياء التي أود أن أذكرها أيضا هو القياس والدقة التي كان يلزم حضورها معنا من حيث هل القوانين سبقت الظواهر والآثار التي ذكرت وقيلت في المحاضرة ؟ أم أن الأدب والسياسة تندفعان وبقوانين الكون الفيزيائية ذاتها وبالتالي هي تطبيقات موجودة يمكن دراستها ورصدها من عدة حالات وليست الظواهر فقط ، يحتاج منا أن نستوضح هل الأدباء الذين تأثروا بالفعل هم اطلعوا على القوانين ؟! هل الأدباء الذين قالوها هم أنفسهم لهم علاقة وصلة بمختبرات وعلم الفيزياء حيث أن في تلك العصور يوجد تداخل كبير بين العلوم فالعالم في ذلك الوقت يشكل موسوعة بين عدة معارف واطلاعه على علوم كثيرة وبالتالي يمكن أن تكون الأمور متداخلة إلى درجة أنها تبحث بطريقة عكسية تأثير الأدب في الفيزياء وتأثير التاريخ في الفيزياء .
يعني من الممكن أن نقول التداخل موجود ونقاط التماس كثيرة وفتش عن الاقتصاد في السياسة وفتش الفلافل في الفيزياء والرياضة في المدرسة والمدارس الرياضية الخلاصة تمنيت أن المحاضرة للمحاضر نفسه كانت في موضوع أكثر سخونة من هذا الموضوع ويعطي مساحة للعالم الكبير الدكتور راشد بتحريك القاعة وشحذ الأذهان وتعبئة الأوراق واختصام المحللين .

الجمعة، أكتوبر 10، 2008

المهرجان الثاني للتمور شكر وتحية

المهرجان الثاني للتمور بالأحساء شكر وتحية

بزيارة سريعة قصيرة لمركز المعارض بالأحساء للاطلاع على مهرجان التمور الثاني تمر الحسا أطيب ، سرني المشاهدات التي احتوت عليها الموجودات والمشاركات من هنا وهناك ما يعنى بالتمر بشكل مباشر أو غير مباشر حيث عمدت جمعية النخلة التعاونية إلى بذل جهود طيبة لتنسيق المشاركات وتعديلها وتبني فكرة رائعة لمنتج وطني استراتيجي وهو التمور في الأحساء

وتبني عددا من الأهداف السامية والتي منها :

تشجيع انضمام أكبر عدد من مزارعي النخيل لعضوية الجمعية .

تقديم خدمات مميزة لأعضائها في سبيل تسويق إنتاجهم .

· خلق الوعي لدى أعضاء الجمعية بأهمية جودة التمور المسلمة للجمعية الخالية من الإصابات المرضية و الحشرية و البدء من حقولهم في تحسين إنتاج التمور الكمي و النوعي .

· ضمان المحافظة على جودة التمور أمام عملاء الجمعية.

· خلق طلب خارجي و تشجيع تصدير كميات من إنتاج الأحساء .

· توظيف و استخدام التقـنيات الحديثة لإدارة أعمالها و خفض كلفة منتجها النهائي.

التعاون مع الجهات المهتمة في المملكة للإسهام في تحسين أسعار التمور و رفع مستويات استهلاكها محلياً و عالمياً

الرائع حقيقة أن الجمعية استطاعت كسب تأييد ولاة الأمور والمسؤولين في الدوائر الحكومية والكثير من المثقفين والاجتماعيين وأصحاب الأنشطة في المحافظة واستطاعت تنظيم مهرجان أول للتمور والآن هي تقدم المهرجان الثاني وبجهد إعلامي مميز في إيصال رسالتها عبر الوسائل الإعلامية من صحف ورسائل جوال ولوحات في الميادين والشوارع وتنويع في برنامج الملتقى ليستقطب أكبر عدد ممكن من الناس وتذكير الجيل الجديد من الشباب بمذاق وروعة التمور وفوائدها .

ولعل من المناسب هنا أن أذكر بعض فوائد التمور تذكيرا لنفسي والقارئ الكريم بأهميتها كغذاء من مثل : الألياف التي فيها ، والطاقة السكرية الموجودة فيها ، والبروتينات ، والمعادن ، ومفيد للأمعاء والكبد والعمليات الذهنية ومقو ومنشط جنسي ومفيد للكلى ومفيد لمرضى ضغط الدم ويساعد في التخلص من الإمساك والغازات وفيه قدر من الحديد ويساعد على الهدوء والراحة النفسية والكثير من الفوائد التي يكتشف أهل العلم المزيد منها .

وقد قال صلى الله عليه وسلم : بيت لا تمر فيه جياع أهله .

المعرض الذي يستمر لعدة أيام يتميز بمشاركات ذات جهات حكومية لها علاقة مباشرة بموضوع التمر وصحته وسلامته ومحاربة الآفة الضارة التي تهدد أكثر من مليونين ونصف نخلة في المحافظة وهي السوسة الحمراء ،

أحيي حقيقة كل الجهود وأفراد الجمعية والمشاركين في المعرض والقائمين عليه وأتمنى لهم من كل قلبي النجاح في مهمتهم ورسالتهم السامية والدور الوطني الاجتماعي الديني الذين يعملون فيه من حماية منتج استراتيجي إرث اجتماعي وتقديم المنتجات وأصحاب المهنة في مكان واحد وفي رونق المعارض العالمية بدل السوق الشعبي الفوضوي القائم حاليا ما يربك تقدم المهنة ويؤخرها بمراحل .

عملت الجمعية على عمل موقع على الانترنت لها تتواصل من خلاله مع المهتمين وعنوانه http://www.alnakhlasociety.com/

كنت أتمنى مشاركة مشاريع تعليمية رائدة ولها أهمية كبيرة مؤخرا مثل مشروع وزارة التربية والتعليم التمر والحليب ، أيضا دعوة الجهات الخيرية للمشاركة خاصة في تقديم المساعدات للدول المنكوبة أو الأسر الفقيرة من التمر ، وكذلك مشاريع مثل زكوات الفطر كذلك محلات وشركات أثبتت نجاحها في تقديم التمر بأشكال ومنتجات تصنيعية إضافية مثل الحلويات وغيرها .

أخيرا شكرا لكل من قدم جهدا في ذلك المهرجان ودعوة للجميع لزيارة المهرجان .






الثلاثاء، أكتوبر 07، 2008

الأزمة العالمية الاقتصادية والخوف المحلي

الأزمة العالمية الاقتصادية والخوف المحلي
ضحك مخلوط بالهزل بالجد بالتحليل باللوم بالشتيمة ... خلطة عجيبة يمر بها المواطنون وهم يراقبون بتألّم الحال التعيسة التي قضت على أحلامهم بعودة أرباح على أسهمهم مع بداية التداول ، تحويشاتهم وأموال جمعوها هنا أو هناك احتاروا تماما أين يخبئونها حيث يأمنون عليها من السرقة أو التناقص أو الانهيار أو الضعف المتزايد فكأن النكد أمامهم وخيبة مترامية ثقيلة أظلتهم فمن ارتفاع في الأسعار وتضخم إلى انهيار في أسواق المال العالمية والمحلية ورعب من السيولة وتطمينات صفراء مشوبة بالرعب من الأوضاع وأن السوق ستتعافى وتتحسن وأن الوضع لا يزال تحت السيطرة وأن الخسائر والأضرار لا تزال محدودة .
وكالعادة ما أن تخرج التطمينات المشوبة بالتأكيدات والنفي إلا ويتسرب إليها الشك بأنه ليس هناك دخان من غيرما نار وأن هناك بالفعل ما يبعث للخيبة والتعاسة خاصة وأن صيحات ونداءات التعساء الذين هربوا وعادوا ورجعوا للأسهم من جديد رغبة في استعادة أموالهم التي عبثا يحاولون أن يأمنوا عليها فلا هم يسلمون عليها في العقار ولا مع المشاريع والمساهمات العقارية ولا مع الصناديق الاستثمارية المحلية ولا الخارجية ولا المشاريع الصغيرة التي على مستوى المستثمرين البسطاء أبو مليون ومليونين حيث المنافسة كبيرة والمشاريع قليلة الخبرة مع شراكة أو بدون ما تلبث أن تعود بأرباح قليلة أو ترجع مرة أخرى وتأكل رأس المال .
نداءات مستمرة بالاستفادة من الطفرة والسيولة الكبيرة بنظرة استعطاف لأولي الأمر بأن يساهموا برفع المعاناة والتدخل بالتخفيف من المديونيات الكبيرة التي لحقت بالعديد من المساهمين الذين فقدوا الكثير من أموالهم في المساهمات والأسهم ، الاستجابة بتغيير الأنظمة والتجديد في اللوائح والتوعية المستمرة للناس وتغيير المسؤولين عن السوق بل وتدخل مستثمرين كبار وقوانين بعقوبات ونشر قوائم مالية وأسماء كل ذلك لم يفلح بأن يذهب بالسوق للهاوية التي لا نعرف لها قاع ، المساكين الذين هربوا نحو المنتديات والمجموعات لم يسلموا على أنفسهم من الخسائر وشعروا أنهم وقعوا أضحوكة وألعوبة بيد من لا يرحم ويظهر في ثوب الصديق فيما هو يريد أن يأكل وإلى الأكل كل شيء مشروع ومتاح ومباح .
انقلابة الحال وتسرب اليأس والخوف الكالح الذي صبغ أوجه الناس من القادم وفقدان الأمل بتحسن أو تعديل في الأوضاع أو جدوى أي خطوات قادمة بل صدق فيهم المثل الذي يقول أنهم من جفرة إلى دحيدره ويخرجون من مطب ويقعون في مطب أكبر منه .
وحتى لا نكون متشائمين أكثر وأكثر ونطرق المشكلة وصفا من دون تقديم أي حلول فأول ما أقوله هو عودة للذات وتقييم الحال والتوازن مع الأمور والتعايش معها والحفاظ على اتزان النفسية وعدم فقدان الرأي ورجاحة العقل وذلك بالتروي وعدم الإقدام لأي حل مهما بدا لنا منطقيا وفرصه عالية بل التنويع هو المطلوب بين الادخار وبين الاستثمار وفي فرص الاستثمار التنويع كذلك بين أكثر من نوع والتقرب إلى الله تعالى واللجوء إليه ومراجعة النفس في الواجبات الشرعية في المال والموجودات من الصدقات والزكوات والبر والصلة وعدم الإسراف والإفساد وإساءة استخدام المال والنعمة ، وعدم الظلم وتحري الحلال الطيب ثم الاستماع لخبراء ناجحين نياتهم طيبة أو هكذا يبدون ويظهرون من الصادقين الأمناء الذين يعملون بالفعل : إذا استنصحك فانصحه لا بالخديعة والمكر والدهاء والاصطياد في الماء العكر ، وسرقة اللقمة من أفواه الجائعين واليتامى والأرامل .
لنأخذ بالتأني والهدوء والرّويّة والزهد والقناعة وجعل المال في اليد لا في القلب وأنه عارية مسترجعة وأن لا بد يوما من يفارقنا أو نفارقه لأي سبب !

السبت، أكتوبر 04، 2008

عودة للدوام لكن بنشاط

عودة للدوام لكن بنشاط
منظر تثاؤب الموظفين وتكاسلهم وتململهم من ساعات أول يوم من أيام الدوام وتحججهم بالمعايدة وطول الإجازة والرغبة في يوم هادئ وعودة تدريجية لصخب العمل وأن الأمور تكون بالهدوء وعدم الزج بالموظفين إلى العمل الثقيل مباشرة بل الدخول في الأعمال بشكل تدريجي يعطي ذلك ووجود رغبة في تبادل الزيارات والاتصالات والاطلاع على الرسائل على البريد الالكتروني والمعايدات على الفاكس والبريد العادي من الخطابات والبطاقات وعبث النوم الذي يلقي على بثقله على من تعودوا السهر ويكون النهار طويل عليهم في انتظار الساعة الثانية والربع وصعوبة حادة في تذكر أسماء بعض الموظفين والتحويلات الخاصة بهم وتركيب الأجهزة ونفض بعض الغبار المتراكم ونظرة بائسة على عدد من المعاملات التي تراكمت من قبل الإجازة وتنتظر إنهائها وإنجازها ومنظر بئيس آخر في عدد من المراجعين لإنجاز معاملاتهم من متابعة أو إنجاز أو شكوى أو غيره من الأمور المعتادة ، وقوة عين عند عدد من الموظفين الذين لا زالوا يريدون التعلق بآخر رمق من أيام الإجازة بالتحجج بأنهم للتو وصلوا من المطار وأنهم مجهدون ويريدون التوقيع والاستئذان أو إيجاد أي عذر أو رخصة وحجة للانسحاب من العمل في أول يوم عودة !
كل ذلك يجعل من العودة ثقيلة كنشرة الأخبار الجوية ، الآن والحال هذه فيما يبدو والجميع يعاني من مثل هذه المعاناة وكأن هناك رغبة أقوى في طول الإجازة وثقل أكبر في العودة للدوام وكأننا نوع كائنات خلقنا للعبث ونذهب في أول يوم للدوام غير مصدقين بأن إجازتنا انتهت وأن علينا أن نكون أمام الأمر الواقع بأن الإجازة أصبحت في الماضي وأن اللحظة الحالية هي لحظة العمل وشريط سريع ممل يستعرض فيه الواحد منا لحظات خروجه من دوام آخر يوم قبل الإجازة ولحظات حالمة بإجازة طويلة ممتدة سوف يملؤها راحة ولعبا ومتعا وضحكا وهاهو مرة أخرى يعود للعمل من جديد .
أمامنا أمران لا ثالث لهما إما أن نكون عاديين ونذهب ونعيش اللحظة واليوم الأول كعادتنا أو نغير ونحاول كسر الروتين ونخفف على أول يوم ثقله ونجعل منه يوما أكثر نشاطا لمصلحة العمل ومصلحتنا نحن ؟! وهناك عدة حلول ونصائح يذكرها بعض الخبراء أذكر لكم منها نقاطا تساهم في تحويل مسار حياتنا وتجعل منا أناسا مختلفين من مثل تلك الحلول : الاتصال بزملاء العمل في نهاية الإجازة وتجاذب أطراف الحديث معهم ، تعديل ساعات النوم في نهاية الإجازة وعدم السهر ليلة الدوام حتى نحافظ على حيويتنا ونشاطنا في أول يوم ، محاولة زيارة العمل ومكاتبنا قبل الدوام والبقاء فيه ومحاولة ترتيبه وتنظيفه قبل وصولنا في أول يوم ، مراجعة بعض الأعمال التي نستمتع بها ومرتبطة بمنجزات مهمة جدا لنا في أعمالنا أو متعلقة بشكل مباشر بأمور هامة جدا لرؤسائنا في العمل وبالتالي نراجع موادها وأعمالها لكي نعمل فيها ونكون مستعدين لمعلوماتها والسؤال عنها .
التهيؤ التام باكتمال الزي والعطر وتناول الفطور قبل الخروج من المنزل حتى لا تحتاج لتناول وجبة فطور أثناء الدوام ، والخروج مبكرا والانتهاء من كل مهام التوصيل للأطفال والأسرة واحتمالات التأخر من الزحام وربكة السير الأولية .
المشاركة في احتفالية العيد العامة التي يشارك فيها الموظفين بفاعلية وتبادل التحايا مع جميع الموظفين حتى تتجنب مضيعة الوقت بعد ذلك في تجاذب تحايا روتينية عادية بقية اليوم .
محاولة تجنب معانقة الجميع ما أمكن والاكتفاء بالمصافحة وإطلاق عبارة واحدة مع ابتسامة دائمة حتى تنتهي من المعايدة بشكل أسرع .
تجنب إثقال معدتك بالسكاكر الثقيلة والدسومات والحلويات والعصائر خاصة إذا لم يتوفر لك وسيلة تنظيف لأسنانك .
ومن أهم الأشياء التي تجعل منا نعيش يوما مختلفا هو نفسياتنا وتعديلها بأننا سنعيش يوما جميلا فكما قال الأول : يا أيها الشاكي وما بك داء كن جميلا تر الوجود جميلا

الثلاثاء، سبتمبر 30، 2008

طريقة جديدة للفرح بالعيد

طريقة جديدة للفرح بالعيد
طلب الناس كل الناس لمشاعر الفرحة بالعيد لشيء يريدونه لكن لا يستطيعون وصفه ولا يستطيعون تمثيله ولا تحقيقه بل ويريدون للفرحة أن تتحقق وحدها ويريدون أن تصنع لهم ويشعرون بها كمن هم معبسين متضجرين عاث بهم الضجر والملل وهم في وضعهم فجأة انهمر عليهم فجأة غاز المثير للضحك ثم اندفعوا في موجة ضحك هستيرية فشعروا بهذا الموقف أنهم سعداء فرحون .
نغمة السخط والتسخط على أعياد الماضي والحزن عليها وتذكر الماضي وأنه هو الطريقة السعيدة لتمضية الوقت في العيد بدل هذه المعايشة البئيسة للعيد وسط ضغط اجتماعي عال جدا على الأسر محدودة الدخل بمشتروات وطلب عيديات ولقاءات وعزومات تتطلب الكثير من المال ... في الجامع الذي صليت فيه العيد ذهب الخطيب مشكورا لمهاجمة مظاهر المعايدات الباردة التي دأب الناس على العمل بها حاليا وهي المعايدة عبر رسائل الجوال القصيرة والعبارات المكرورة والجلوس في البيوت .
طالب الشيخ الفاضل الناس بأن يحاولوا نشر العيد والبهجة فيه بالفرح والتوسعة والمعايدات والتزاور وصلة الرحم كمشروع مقترح للعيد والفرحة به .. في تصوري أن المتباكون على العيد وعلى فرحته هم مجموعة من الساخطين على كل شيء .. لم يبق شيء في حياتهم غير قابل للسخط يعيشون الضنك والمعيشة البائسة لأنهم فهموا الحياة على غير حقيقتها لم يعرفوا أن فرحة العيد هي فرحة دينية متصلة بأعمال وعبادات وإحسان وصدقات وتوسعة ومواساة وبر وصلة ومشاعر روحانية ملتصقة بالأمور الاجتماعية والأسرية وكذلك ارتباط بالراحة بعد التعب والجهد وفرحة بتحقيق المكاسب الدنوية والأخروية ومصداق ذلك حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : " للصائم فرحتان يفرحهما .. فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه " .. إذن لكي نفرح يجب قبلُ أن نعمل على تحقيق عناصر ومقومات الفرح وأسبابه ثم نحاول بصدق معايشة اللحظة وتهيئة الظروف ونجاحها ، نحاول الاستغراق في عملية طلب معايرة ومحاكاة لظروف وتوقيت مشاعر الفرحة وتكرارها بل لا يكفي ذلك أحيانا بل المطلوب السعي للتجديد والإبداع فيها .
أطلب منك ومن نفسي أيضا قبل أن نطلب من الآخرين حوالينا أن نحاول محاولة جادة لنشر الفرحة بين الصغار بعمل احتفالية أسرية أو في نزهة أو سفرة أو حضور حفلات أو مهرجانات أو تواصل اجتماعي أو أي ترفيه بريء وأؤكد على فكرة ترفيه بريء نظرا لأنه ثبت بما لا يدعو للشك أن طلبات السعادة في الأمور التي حتى لو بدت أنها انفتاحية عالية تأتي بالعكس وهذا مثله ما يشاهد من انتكاسات وزعل وخصومات زوجية بعد سفرات الصيف حيث يقع أحيانا صرف أعلى أو مواقف سخيفة تقع منهم أو من غيرهم في مواقع قد تكون فوضوية أو هكذا يبدو لمرتاديها أن هناك نوع مطلق حرية وعلى البعض إساءة تلك الحرية أو جعلها فوضى وانتهاك خصوصيات وإيذاء بدعاوى شبابية ومصطلحات عصرية مثل ( فلة ، وهيصة ، ونعنشه ... ) ومصطلحات لا نهاية لها كلها مدعاة للخروقات الاجتماعية المألوفة في بيئة ثم فجأة نتحصل على بيئة مغايرة قابلة للخروقات فتحدث الأخطاء وقد تقع الخصومات والنزاعات التي تتسبب في انتكاسة كبيرة لمشاريع البهجة والفرحة المستثمر فيها وعلى سبيل المثال أيضا ما يحدث أحيانا من أخطاء الشباب في مظاهر الشعور بالفرحة بالفوز في مباريات كرة القدم بالذات واليوم الوطني وحصول تصرفات طائشة وتصرفات غير مسؤولة .
أعود لبيت القصيد بأن نحاول أن نصنع الفرحة ونخطط لها ونجدد لها ويتحمل الكل مسؤوليته في ذلك بين مؤسسات وبين قطاع خاص وبين أفراد وبين جمعيات أهلية وكذلك الأسر على مستوى عام وكذلك مد يد العون والمساعدة والتخفيف عن الأسر المحتاجة والحالات المنسية من كبار السن والمعوقين والمرضى والمنومين فصنع ابتسامة لهم كفيل بأن يشعرك بالراحة والسعادة والفرحة ، وأيضا الزوجة مع زوجها والزوج مع زوجته والتقليل من نقاط الشحن والتوتر والانزعاج والعمل على تحقيق تواصل اجتماعي حضاري راق أظن أن كل ذلك سيسهم بالتأكيد على تحقيق أسس فرحة يطلبها الجميع بالعيد نفرح بها .

الخميس، سبتمبر 18، 2008

نايف يكتشف خيانة زوجته في رمضان


نايف يكتشف خيانة زوجته في رمضان

Exclusive خاص بالمدونة

حقيقة لم أشاهد (نايف) ولا أعرفه ولم تحصل لي السعادة برؤية زوجته الانجليزية وأعرف مع من خانت وما النقص الموجود في (نايف) والذي جعل زوجته تخونه مع رجل آخر ؟ وكيف تصرف (نايف) مع الزوجة الخائنة هل قرصها ؟ أم أعطاها ( ألماً) أو خطط لقتلها؟ كل تلك القصة التي أُريدَ لي ولغيري أن يشاهدوها ويعرفوا تفاصيلها هي عبارة عن إعلان ترويجي لمشاهدة المسلسلة في إحدى القنوات الفضائية التي تميزت هذه السنة بكثرة إعلاناتها واستجداء المشاهدين لمشاهدة موادها بأكثر من وسيلة صفحات متقابلة كبيرة بالألوان ومطويات بالملايين وزعت في الأسواق ومع الصحف وتحت الأبواب ورسائل في الجوال مثل ما وصلني ذات ليلة شريفة من ليالي رمضان وعلى هيئة رسائل عاجل التي تطلب منا أن نترك ما في أيدينا ونتوجه لمشاهدة القناة التي ضخت استثمارات كبيرة لتجذب عيون المشاهدين والمشاهدات العرب نحوها في سباق محموم بين الفضائيات لعمل كل ما هو ممكن وغير ممكن لكسب عيون مشاهدين أكثر : فمن الإعلانات والمسابقات والجوائز نعم الجوائز قامت فضائية حكومية بعمل مسابقة على نشرة الأخبار التي تبثها بوضع سؤال يومي بعد النشرة مباشرة وكل ذلك طمعا في استعادة المشاهدين الذين كانوا يشاهدونها أيام قبل الفضائيات كخيار وحيد ، ثم فجأة تسرب المشاهدين لمشاهدة قنوات أخرى عربية تابعة للقطاع الخاص غالبها ، وأظن أن القنوات الحكومية تخسر أهميتها كوسيلة إعلامية هامة لخطاب المواطنين ، لأن المواطنين لم يعودوا يتحلقون حول القنوات الحكومية لمشاهدة ما تجود عليهم بها

في إحصائية أنقلها عن الدكتور سعد البريك أن عدد القنوات الفضائية العربية بلغ 480 قناة فضائية كلها تحاول كسب الجميع ، لكن على قاعدة باريتو 20:80 المعروف والمشهور منها فقط نسبة عشرين بالمئة والتي تفوز بالحصة الأكبر من الكعكة في المشاهدة والإعلان الذي ينمو بشكل متصاعد .

أعود للمسكين نايف والزوجة الخائنة ورمضان والرسائل التي انهمرت على الناس تزف لهم الخبر ويالتعاسة الخبر ( خيانة !!) شعور بالامتعاض والاستياء حين تلقيت الرسالة التي وصلت عشوائيا لجوالي في عجز تام أو تعاون من شركات الاتصالات لغربلة مثل هذه الرسائل التي تغزو جوالاتنا ولا تفرق بين كبير وصغير ، وإعلان مثل هذا يعمل عملية تطبيع للمشكلة وتهوين لها بحيث أنها تبدو مع الزمن وكثرة العرض والتكرار الشديد مثل المسلسلات التركية المدبلجة إلى تمييع الموضوع وجعل الناس تقابل الموضوع بهدوء أكثر وبقبول للوضع ولو على الأقل في ذهنية العقل الباطن التي ثبت تأثير ما يتعرض له الناس على سلوكياتهم وتفكيرهم وطرق تعاملهم ذكورا وإناثا ... في رمضان نفسه قبضت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أحد المجمعات الكبيرة بالمنطقة الشرقية على معلم شاب ( لاحظوا معي معلم مربي أجيال ) قبضوا على المعلم متلبسا بموعد مع سيدة لا تمت له بأي صلة اتضح في التحقيق أنها تقابلت معه سابقا أكثر من 23 لقاءً غراميا .

الهيئة اكتشفت أيضا أن السيدة متزوجة ولها خمسة أطفال ، فقامت (هيئتنا) مشكورة بالستر على السيدة وإنذارها فقط حفاظا على الستر وحفاظا على الأسرة والأطفال من الانهيار .

فالشاهد كثرة طرق مثل هذه المواضيع والتعرض لها تراكميا لها تأثيرها مثل ما ذكروا في نظرية الرصاصة والإبرة فالرصاصة تقتل مباشرة فيكون الأثر واضحا لكن الأبرة يبدأ أثرها شيئا فشيئا ، فلا نقلل من خطورة ذلك على كيان مجتمعنا ونزعم أن المجتمع في حماية ووقاية وأن لا شيء تغير كما ذكر الزميل الكاتب بجريدة الجزيرة عبدالله بن بخيت بأن المجتمع هو هو والذي تغير فقط العدد وكذلك النشر عن المشكلات .

عبث الفضائيات لم يوقفه أي ميثاق ولم تستطع قوانين البث على الأقمار العربية عربسات ونايل سات من الحد منه بسبب أن هناك أقمارا أجنبية تبث في مدار الأقمار الحالية وتؤجر القنوات فيها بأسعار أقل من الأقمار العربية وبمساحة حرية أكثر ، ولعل ما حدث في مصر من إعلانات كبيرة وضعت في الشوارع تبشر بانطلاقة قناة فضائية لرجل أعمال كبير عندهم أنه ستكون مساحة العرض عندهم أكثر جرأة من بقية القنوات .

وهذا ما حدث بالفعل حيث نقلت الأخبار أن الأفلام التي تبث عليها غير مناسبة للعرض للأسرة وتحمل مشاهد أكثر عريا من القنوات المفتوحة الحالية .

ومن هذا السباق ومن مصر أيضا أعلنت المخرجة المصرية صاحبة الأفلام الجريئة التي أكثرها ممنوع من العرض لأسباب تجرح الصيام (إيناس الدغيدي) أنها ستطلق قناة فضائية خاصة بها وستبث عليها الذي لم يسمح بعرضه حتى في صالات السينما ، وساعتها لن تحتاج إلى بث دعايات على الجوالات ولا إعلانات فنسب المشاهدة ستكون عالية والمجتمع الذي يشتم القنوات بالنهار يتفرج عليها في الليل .

الغريب أننا لا نستفيد من تجارب غيرنا ففي إسرائيل ( العدو الصهيوني ) لاحظوا كثرة الحوادث المرورية التي تقع صباحا بعد بداية عروض أفلام (غير مناسبة للمحتشمين والمستورين) في وقت متأخر من الليل ما يجعل الموظفين يسهرون ثم لا يستطيعون قيادة مركباتهم في النهار بشكل جيد فتقع الحوادث .

الكلام الآن :لا نريد رسائل ولا قنوات تبث لنا أخبار الخيانات فنحن في رمضان يا ناس.

الأربعاء، سبتمبر 10، 2008

تذهب الحلول ويبقى التسول!

تذهب الحلول ويبقى التسول
جريدة الحياة 9-9-2008

أبو خالد الشيخ عبدالله إمام أحد المساجد كتب لي مشكورا يطلب مني الكتابة حول ظاهرة التسول وانتشارها وكثرة المتسولين الذين يطرقون المساجد بالذات وحولها والإشارات الضوئية ويستعطفون الناس بالأطفال والعاهات والملابس الممزقة ،

وزارة الداخلية تدخلت في معالجة الملف المزعج غير الحضاري والمتنامي حولنا بدرجة مؤرقة لحد كبير وكذلك وزارة العمل ووزارة الشؤون الاجتماعية وتبادلت رمي كرة التسول بينها وكلها للأسف لم توقف الزحف الكبير الذي يعمل به المتسولون والمتسولات وحيلهم الكبيرة التي لا تنتهي في تطوير هذه المهنة القديمة .

دراسة قديمة في جدة أثبتت أن دخل المتسول الواحد يفوق في الأشهر العادية الأربعة آلاف ريال ! وهو ما يتفوق على كثير من رواتب موظفي الدولة .

هل أصبحت مهنة التسول وظيفة رسمية محترمة ذات مدخول جيد إلى درجة تفوقها على كثير من سلم رواتب القطاع الخاص والحكومي ، الأبحاث والأمن أكدّتا على وجود تنظيم أو ما يسمى عصابات تعمل بشكل مرتب ومنظم وأن ما نشاهده من متسولين حولنا الحقيقة الكبيرة أنهم بينهم تنسيق وتكتيك معين في توزيع المواقع وربما هناك أماكن احتكارية وربما بعض المواقع خاصة ومحمية ومحتكرة وعليها تأمين ولأجل دخول أحد في مربع الآخر يلزم منه أحيانا دفع مقابل أو خلو رجل ، وقد نشرت الصحف مرارا أخبار مشاجرات بين متسولين وأحيانا تتبع لأحد المتسولين حتى تجده يركب سيارة ليموزين تنقله لمكانه ، وقد تتبعت شخصيا ذات مرة إحدى المتسولات فإذا بها تتحرك نحو المسجد الآخر ثم تتجمع عدة نسوة من المتسولات ثم ينتظرن صاحب سيارة ينقلهن جميعا وينزلهن عن بيت معقول لا يبدو عليه كثيرا من مظاهر الاحتياج .

وقد حدثني أحدهم أنه تتبع واحدة من المتسولات ثم إذا بها تنتظر صاحب سيارة من نوع كامري آخر مودل ليقلها ، يعني بالفعل هناك تظيم ... هناك ترتيبات ...عملية التسول لم تعد فوضوية بل هي منظمة ومخطط لها وتخضع لنواميس وقوانين معينة تحقق لهم مكاسب جيدة ، وقد تناولت الملهاة التي قدمها عادل إمام قديما في فيلم "المتسول" شيئا كثيرا من الفكاهة الحقيقية التي يعمل بها هؤلاء اللصوص المحترفون ... أقول لصوص لأنهم يسرقون تعب الناس باستدرار عاطفتهم وحملهم لأن يقدموا أموالهم وزكاتهم نحوهم وهم غالبا لا يستحقون ولكن الناس يقدمون لهم أعطياتهم لأسباب كثيرة منها عصر السرعة ثم الشحن العاطفي حسب المواقف اليومية التي يمر بها الإنسان ، وكذلك الكسل عن الوصول للفقراء الحقيقيين والتأكد من حالتهم وأخيرا التكاسل عن الوصول للمؤسسات الخيرية لتقديم المساعدات والأموال من خلالها ربما هناك أسباب أخرى

استخدام العاطفة والصكوك ووصفات الأدوية وتزكيات أئمة المساجد وعقود الإيجار ومطالبات السداد وفواتير الكهرباء بالذات ... كل ذلك وسائل وطرق يعتمد عليها المتسولون لكسب مزيد من المال وللأسف أن هذه الحيل تنطلي على كثير من الناس .

خاصة حيلة الفاتورة التي هي موضة موسم الصيف وأكثر ما يرهق المحتالين هو أخذ الفاتورة منهم بغرض سدادها حيث إنهم يفضلون النقد أو أنك تبادر بكل نخوة وتأخذ وصفة الدواء لتذهب نحو الصيدلية لتشتري الدواء المهم جدا والذي لم توفره الدولة مشكورة على جهودها واحتاج معه ذلك المتسول ليشتريه حيث فوجئ أحد المتبرعين الكرام حين ذهب للصيدلية بأنه وجد أن الدواء المكتوب في الوصفة ما هو إلا حبوب منع الحمل وليس كما زعم حامل الوصفة من أنه دواء مهم جدا للقلب أو غيره من العلل لكن حظ ذلك المتسول كان سيئا في الوقوع في مواجهة مع متبرع- نوعا ما- فطن ولا يحبذ دفع الأموال النقدية .

ومن المواقف الطريفة والمستجدة هي الاستجداء والاستعطاء بقيمة بطاقات شحن الهواتف المتحركة من أي أحد حتى بالاتصال الهاتفي من الفتيات على أي رقم عشوائي ثم استعطافه بشحن الجوال ببعث معلومات بطاقة شحن ليقوم المعتصم بكل نخوته ليشتري البطاقة المطلوبة ويقدم الشحن المطلوب .

وصول المتسولين والمتسولات نحو أبواب البيوت ليقرعوها أو أنهم يبحثون عن منزل مفتوح ليدخلوا عنوة من دون استئذان ليفاجؤوا أهل المنزل بدخول غريبة عليهم إلى وسط المنزل لتستجديهم بكلامها ولأجل ذلك الموقف تبادر المسكينة ربة البيت خوفا وعاطفة بتقديم كل ما هو ممكن لتلك الفقيرات المقتحمات حرمة المنزل . وهنا وقفة برجاء من أصحاب المنازل في شهر رمضان الكريم بالذات لا تتركوا باب المنزل مفتوحا فستعرضون أنفسكم لمهزلة الاقتحام التسولي

بعض تلك الأموال – والله تعالى أعلم – قد لا تكون أموال تذهب للسرقة وملء الجيوب فقط بل ربما تكوم معها أحيانا أضرارا خطيرة مثل المخدرات ومثل المسكرات ومثل الدعارة بل وحتى الإرهاب .

ومن الحيل التي يلجأ لها بعض المتسولين التي تنشط صيفا هي تسول الطرق الذي يطلب به صاحب السيارة ما يكمل به المشوار وأنه لا يريد أكثر من قيمة ملء خزان وقود السيارة ، ورغم أن الهدف واضح إلا أنه لا يدخل في الموضوع مباشرة بل يبدأ في السؤال عن الطريق أو معرفة أحد أو بأي حيلة أخرى ثم تفاجأ بأن صاحب هذه السيارة وربما تكون عائلته معه أنه يشحذ وكم مرات وقعنا في براثن هذا الأسلوب .

ينتهزون أي فرصة سانحة للخداع ويضعونك في ثوب المخدوع ولعل دخول فتيات بكامل أناقتهن نادي المتسولات أحدث الخدع التسولية فالمطلوب عزيزي القارئ مزيدا من الوعي وعدم تقديم أموالك خاصة زكاتك إلا للجهات الخيرية وعدم الاستجابة لنداءات التسول .

الأربعاء، سبتمبر 03، 2008

اطمرها

اطمرها     نشرت في جريدة الحياة 3-9-2008        ( النص كامل بدون حذف ) 
على أثير صوت الإذاعة مع لهيب حرارة الشمس وأنا أركن السيارة وأستمع لإجابات فضيلة الشيخ ضيف البرنامج الذي استضافه راديو إم بي سي في برنامج خاص بتفسير الرؤى والأحلام والاستفسارات تنهمر على البرنامج حول رؤى وأحلام والشيخ الفاضل يجيب إجابات سريعة واثقة وكأنه يجيب عن مسألة فقهية ، شدتني الطريقة التي يجيب فيها عن الأسئلة فضيلته وقضية اختياراته لبعض الاستفسارات بالإجابة وأسئلة أخرى يتجاوزها ويطلب من المذيع أن يتركها بلازمة لغوية خاصة به : اطمرها ، وهو تعبير خاص به تميز بهذا الاستخدام ، ويقول : إن هذه الاستفسارات هي عبارة عن أضغاث أحلام ، أو أنها حديث نفس ، أو أنها استهزاءات من بعض المستمعين فيرسلون عبر رسائل SMS استفساراتهم ليختبروا فضيلة الشيخ ، نحن كمستمعين لا ندري عن حقيقة تلك الاستفسارات هل هي بالفعل غير قابلة للتفسير أم أنها لا يعرف فضيلته أن يقول فيها شيئا وأن يعبّرها وأن يفك رموزها الغامضة أو أنها بالفعل كما ذهب الشيخ في رأيه بأنها مشاكسات مستمعين ومستمعات ، والعجيب أن المذيع مستسلم تماما لاختيارات الشيخ وكل دوره مواصلة استجداء المستمعين ببعث رؤاهم ، ما المانع ؟ إذا كان البرنامج سوف يأتي بأرباح على الإذاعة ، وفي مقطع آخر من مقاطع البرنامج تصل الحالة بالشيخ إلى الغضب من الأسئلة إلى أن يهدد المستمعين بأنه سوف يقوم بتعبير الرؤيا وأنها ستقع على رأس المرسل !! ، واستشهد بحديث يبني عليه أكثر المفسرين تحليلاتهم وهو أن الرؤيا على رجل طائر فإذا عُبّرت وقعت ، ولعل بعض الدارسين والمهتمين بعلم الرؤى ردّوا هذا المعنى أو الحديث ربما وقالوا لا صحة لهذا المعنى وأيضا الرؤيا لأول معبّر وأنها في حال عبّرت خطأ بشيء فيه ضرر فإنها تقع ! لو كان ذلك كذلك لمنع الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة من أن يفسروا رؤيا قبله لكن تفسير الصحابة رضوان الله تعالى عنهم وربما أخطأوا دليل على أن الموضوع فيه سعة وأن الخطأ في تعبير الرؤيا لا تقع به كارثة .
ويح قلبي كيف تكون الأمور بهذه البساطة وكيف يراد لنا أن نصدّق ذلك وكيف يسوّق لنا مثل هذه الكلمات ... بعض المفسرين يقدم هذه الخدمة خدمة التفسير للرؤى والأحلام عن طريق شركات Audio Text أرقام السبعمائة وأنها بالتأكيد كما البرنامج ستلاقي رواجا وقبولا كبيرين لهذه الخدمة التي بطبيعة الناس يتعلقون بالغيبات والحديث عنها ،
لا ننكر أن الرؤى كما ورد في بعض النصوص أنها جزء من سبعين جزءا من النبوّة ، لكن من الذي جعل مجموعة ما تحتكر حق التأويل وتحرّم على الآخرين الحديث في تعبير الرؤى خاصة وأن الموضوع ظنّي غير قطعي الثبوت وأن ما يقال من أي من كان كله توقعات ليست بنبعٍ إذا عدّت ولا غربِ وأن هذه التعليقات أمور ظنية لا أحد يقطع بما فيها إلا الرسول صلى الله عليه وسلم بحكم أنه يوحى إليه ، ثقافة التعلق بالأحلام والرؤى وتبني برامج تخاطب الجماهير بهذه الصورة هو نوع تكريس لنشر ثقافة قشور الدين أو المسكّنات التي تساعد على نوم الشعوب وتأخرها وارتكانها للأحلام والرؤى في تحقيق انتصارات ومكاسب فردية أو جماعية .
أتساءل ما الفرق بين تسويق برامج التحليلات النفسية البعيدة في الروحانيات أو العمليات الحسابية الشبيهة بالسحر والشعوذة التي تنادى العلماء لمحاربتها مع طريقة هذه البرامج فكلها تبيع الوهم على اختلاف درجاته وتسوق بضاعة مزجاة ثبت كثيرا بأمهر وأشهر مدّعي التفسير أن كثيرا من تحليلاتهم وتفسيراتهم المتعلقة بمصير الأمة أنها لا حقيقة لها .
والعجب في هذه الحال المتردية من ضعف وتراجع ميزان الأمة الإسلامية في القوى العالمية أن تنتشر مثل هذه البرامج في حال نحن محتاجون لانتشالنا من واقع الجهل إلى عالم المعرفة والصناعة والتقنيات .
حديث الرؤى والأحلام حديث لا نهاية له وأكثر من يهتم به الفارغون الذين لا صنعة لهم أو المهزومون الذين يتعلقون بأي تسلية تحمل لهم حلولا لمشكلاتهم وتسلّيهم يقول أحد الشعراء عن المساجين بفراغهم وهمومهم والأمل الذي يداعب مخيلتهم بالخروج من السجن :
ونفرح بالرؤيا فجل حديثنا إذا نحن أصبحنا الحديث عن الرؤيا
والنساء أكثر من الرجال احتفالا واهتماما بالرؤى وطلبا لتفسيرها ، وينبغي لنا أن نعيش مع الرؤى والأحلام موقفا وسطيا يناسب وسطية هذه الأمة فلا نحن بالذين نردها ولا نحن بالذين نقدسها ونضخم جانبها لنكون جيلا من الحالمين المتسكعين على أبواب وأرقام ومواقع وبرامج التفاسير ليكون كل همهم أن يناموا أكثر مما ناموا ليروا في مناماتهم أحلاما ورؤى ليتجهوا مباشرة للبحث عن تفاسير وتعابير لها مجانا أو بمقابل .
مرة أخرى أعود لأضع تساؤلا ظريفا: لماذا لم يعرف عن علماء كبار جهابذة شهدت الأمة لهم بالفضل التوجه للرؤى والأحلام كمنهجية عمل واحتفال واهتمام ولم نعرف عنهم أنهم يعبرون أو كذلك أنهم يرحبون بتعبير الرؤى والأحلام ، لماذا؟! هل من جواب ؟
أنادي بأن تقوم القناة بمسؤوليتها نحو المجتمع وتعيد اختيارات برامجها على نحو بنائي تربوي علمي و( تطمر ) برامج تفسير الأحلام والرؤى .

الثلاثاء، أغسطس 26، 2008

اللهاية والبرميل

اللهّاية... و«البرميل»
النص الكامل للمقالة بدون حذف
عبدالمنعم الحسين الحياة - 26/08/08//
تذكرت كتابة قديمة للكاتب الكبير عبدالله باجبير تناول فيها مشكلة الاتجاه الحاد من الفتيات نحو النحافة وبرامج الحمية والرياضة والتنافس في مشابهة تماثيل عارضات الأزياء النحيفات جدا ، فكلامه عن الذائقة العربية أو ذوق العربي في اختيار فتاة أحلامه كزوجة وهو اختيار الفتاة الممتلئة وأن الفتاة النحيفة - حتى لو كانت جميلة - فستكون بالنسبة للعربي مثل اللهاية في فم الرضيع تسكته وتسليه لكنها أبدا لا تشبعه !
حديث الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله أيضا كان يصب في ذات المصب بأنّ فتاة المودل التي تعرض حاليا في قنوات العروض والأزياء لا تلفت العربي وأن العربي القح لا يزال يحبّذ ريانة العود ويتغنى بجمال الهيفاء وعدد في أوصافها وأشعار كثيرة مبالغ فيها وصف سمنة الفتاة وامتلائها حتى أن بعضهم يقول : إنها لا تستطيع القيام إذا جلست وتحتاج إلى مساعدين ومساعدات لرفعها من مكانها وأنها نؤوم الضحى ومن تلك الأشعار والأوصاف أنقل لكم هذا الوصف العجيب :
أبت الرّوادف والثُّدي لقمصها مس البطون وأن يمسن ظهورا
عجيب صورة متخيلة مبالغة عالية من الشاعر لتلك الحالة المستعصية ،
بالتأكيد الشاعر المغرم بالمتينات لا يعني أبدا البراميل التي نشاهدها لا تكاد تستطيع أن تسير مسافة مترين إلا وتلهث من التعب أجهدها النوم المتواصل والاتكاء المستمر على الفرش والأثاث المنعّم والانتقال على مقاعد السيارات الفارهة ومواصلة إدخال الطعام الدسم وخلطه بالحلو ورش لا ينقطع بالعصائر والمشروبات الغازية والمأكولات الخفيفة ، حتى غدت السمنة سمة خاصة بالمرأة السعودية وصورة ذهنية عنها قدرت بعض الدراسات بأن سمنة النساء في السعودية وصلت إلى نسبة 60% ، وكثير من أسباب تلك السمنة هي رغبة الأزواج بالفعل في امتلاء الزوجات والحصول على المرأة العيطل ( الممتلئة المكتنزة شحما ذات الأرداف الكبيرة والجسم الضخم )
في موريتانيا تدخل الفتاة الراغبة في الزواج برنامج تسمين قاس جدا على يد متمرسة قديرة وخبيرة في أغذية السمنة المتشبعة بالنشويات والزيوت والشحوم والبيض وكل الأغذية ذات السعرات الحرارية العالية في عادة وممارسة تدعى عندهم بالتبلاح ومع انتشار الوعي ربما تكون هذه الظاهرة انحسرت قليلا لكن ظهرت مكانها عند الطرف المحافظ على التسمين مشاريع جديدة مثل التسمين بالهرمونات والأبر .
الآن نحن نجني ثمارا عفنة لمثل تلك الأفكار وتلك النظرة وتلك الذائقة أمراضا مزمنة ومعقدة على أولادنا عموما وليس الفتيات منهن خاصة بل اختلال الوزن واضح بين نحافة مفرطة وسمنة كبيرة ، والذي يدلك على هذه هو كثرة إعلانات أجهزة وأدوية وعمليات التخسيس التي صارت تتكسب على هؤلاء الثقلاء ، وغالبها علاجات وأدوية غير حقيقية لا تعود بكثير فائدة على الواقعين في براثن السمنة ، فهي أمور غريبة من مراهم ودهانات وأحزمة وأحيانا شاي وروائح عطرية تقلل من شراهة تناول الأطعمة وغيرها من العلاجات المشكوك فيها .
أمراض السمنة غير متناهية من السكر إلى آلام الركب وآلام الظهر والكلسترول واعتلالات القلب ... حكاية طويلة مرهقة جدا للسمين أو السمينة ولأسرهما وأيضا لميزانية الدولة التي لا زالت ملتزمة بتقديم العلاج المجاني للمواطنين حيث لا يزال مشروع التأمين الصحي على الجميع مثل بيض الصّعو الذي نسمع به ولا نراه ، ولا ندري لو طبّق ما مدى جدواه أيضا !!
(كيت وينسلت) بطلة فلم تايتنك الممثلة البريطانية المشهورة منعت دخول مجلات الأزياء التي تظهر فيها فتيات المودل النحيفات جدا إلى منزلها ، خشية على ابنتيها من التأثر بمناظر أولئك فيجارونهن في استهداف أوزان الريشة فربما تسببن بأضرار عالية جدا لأجسادهن وربما على حياتهن ، هذه الصورة المزعجة كذلك في طرف موضوع السمنة والنحافة حيث ترد على بعض الفتيات الافتتان بالموضة وأزياء الموضة التي لا تتوفر حتى مقاسات منها إلا للأوزان النحيفة للغاية وهو ما لا يتوفر إلا للرشيقات جدا وبالتالي وقعن فريسة برامج التخسيس والحمية الزائدة فتكونت عندنا أشكال من الفتيات ذات مناظر مقززة أشبه ما تكون بمناظر خيال المآته فهي مصفرة ذهبت نضارتها وصفاء لونها وأبدلت شحوبا وذبولا انسحبت به روح الحياة .
فهناك تطرف من نوع آخر وهو تطرف النحافة الزائدة في مقابل السمنة العالية وكأنها ردة الفعل العكسية وهذا مرفوض وغير مقبول لا دينيا ولا صحيا ولا حتى في أعراف وأذواق الشباب فهي بالفعل غير قادرة في بنيتها على تحمل أعمال المنزل ولا أعمال الحمل والولادة والتربية فالتوسط مطلوب وكما قال الأول :
فسامح ولا تستوف حقك كاملا وأبق فلم يستقص قطّ كريم
ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد كلا طرفي قصد الأمور ذميم
الثقافة والوعي وانتشار الرياضة وإدخال الرياضة المدرسية في مدارس البنات بما يتفق مع الشريعة الإسلامية وعادات وأعراف البلد سيساعد في تعديل الاتجاه الصحي الإيجابي في المجتمع وربما هناك دور أكبر تلعبه الصحة المدرسية وجهود التثقيف الصحي الذي يفترض أن يقدم بشكل أفضل خاصة وأن الوقاية خير من العلاج وأن ما نوفره من ميزانية التثقيف والتوعية نخسر أضعافه بناء مستشفيات ومصاريف عمليات وأدوية .
سعدت بخبر جوال الصحة الذي أطلق مؤخرا لكن للأسف أنه جوال تجاري بقنواته كلها يقتطع 12 ريالا شهريا من المشتركين فيه حيث لم يُستثن كمشروع توعوي وطني يفترض ألا تزيد التكلفة فيه على المشتركين عن قيمة 4 ريالات حتى لو قلّت الرسائل في عددها في مقابل نشر الوعي ، فقليل دائم خير من كثير منقطع أو لم ينتشر ، أيضا قناة صحة الفضائية ، أيضا هيئة الغذاء والدواء ... ما يعني جهود طيبة مباركة بإذن الله تساهم في تحقيق الوسطية في الأحجام بين البراميل واللّهايات .

السبت، أغسطس 23، 2008

إدارة الأزمات

إدارة الأزمات نشرة في مجلة زوايا تربوية - تصدر عن الإعلام التربوي بالإدارة العامة لتربية وتعليم البنات بالأحساء

إدارة الأزمات

تهتم المنظمات الإدارية في دول العالم المتقدمة بتطبيق منهج علم إدارة الأزمات

في كافة مجالات العمل وذلك حرصاً منها على اتخاذ القرارات بأسلوب علمي

بما يحقق لها رؤية مستقبلية واضحة تعتمد على دقة المعلومات والتخطيط

العلمي السليم لتجاوز الأزمات وحتى تمرر بسلام كافة الصعوبات التي تواجهها.

ولأهمية ذلك الموضوع ينبغي على كل إدارة إعداد فريق خاص لمواجهة

الأزمات حتى يمكن أن تتجنب الكثير منها أو الحد من آثارها السلبية التي

تنتج عن دخولها دون استعداد مناسب لمواجهتها وقد برز علم إدارة الأزمات

كمنهج وفكر إداري حديث يعمل على التعامل مع الأزمات بالأدوات

العلمية والإدارية لتجنب سلبياتها والاستفادة من إيجابيتها فإدارة الأزمة

:هو علم التوازنات ورصد حركة واتجاهات القوى والتكيف مع المتغيرات

المختلفة.

وبالتالي فللأزمات فوائد وسلبيات نستطيع الوقوف عليها من خلال

النظر للجدول الآتي:

السلبيات

الإيجابيات

خسائر

تولد خبرات مكاسب غير متوقعة

مسح شخصيات

بروز شخصيات

شغل الطاقات

تعرف مواطن الخلل

تأخير تحقق الأهداف

اكتشاف قيادات جديدة

اهتزاز الثقة بالمؤسسة

تعجيل التغييرات في الهياكل الإدارية

البحث عن كبش فداء

تحري مواطن الضعف التي قد تنجم

تمديد الأثر إلى خارج المؤسسة

التعرف على المناصرين من الأعداء


وربما نتمثل هنا قول الشاعر:

جزى الله الشدائد كل خير

عرفت بها عدوي من صديقي

والإدارات التي تطبق منهجية إدارة الأزمات سوف تجني الكثير من

الفوائد ومنها:

1- التعامل مع الأزمة من خلال منهج علمي وليس من خلال سياسة الفعل وردة الفعل .

2- توقع وتنبأ بالمستقبل والمخاطر المحيطة .

3- عدم تصعيد الأزمات والحد من خروجها عن السيطرة .

4- رسم سيناريوهات متكاملة لكافة الاحتمالات المتوقعة .

5- تكوين بيئة تلقائية تقوم على الاستجابة السريعة للأحداث المفاجئة والمتسارعة للأزمة.

6- رفع المعنويات خلال فترة الأزمات .

7- العمل على عودة النشاط والحيوية في فترة الأزمات بأسرع وقت ممكن.

8- تحليل الأزمات السابقة والاستفادة منها مستقبلا.

ويمكن أن تكون مهام ذلك الفريق على الصورة الآتية:

1- رصد واكتشاف الأزمات.

2- عمل الدراسات المتنوعة للأزمات المتوقعة .

3- وضع خطط الطوارئ وسيناريوهات الحلول .

4- التعامل مع الإعلام ومده بالمعلومات الصحيحة .

5- تزويد متخذي القرار بالبيانات والمعلومات في الوقت المناسب .

6- التنسيق مع الجهات الخارجية للتدخل السريع مثل أجهزة الأمن والدفاع المدني.

7- تدريب الكوادر البشرية وعقد اللقاءات التي توضح مهام اللجنة .

8- حضور المؤتمرات والندوات ومتابعة الدوريات والمواقع والكتب والإصدارات المتعلقة بهذا الموضوع.

وبسهولة نستطيع بناء هيكلة مبسطة وصغيرة لذلك الفريق أو اللجنة على النحو الآتي:

_ وحدة التخطيط للأزمة _ وحدة التنفيذ والمتابعة

_ وحدة المعلومات _ وحدة للأجهزة والخدمات

_ وحدة الاتصالات مع الأجهزة المعنية

ويجب أن يتحلى المشاركون والأعضاء لذلك الفريق بصفات معينة حتى يحققوا المطلوب منهم ومن ذلك:

_ المهارة والقدرة على التدخل الناجح .

_ رباطة الجأش وهدوء الأعصاب .

- الانتباه والوعي والحرص الشديد عند القيام لتنفيذ المهام الموكلة له.

- الولاء للمؤسسة .

ومن الأشياء التي ينبغي عدم تجاهلها :

- تكامل التخصصات

- اللياقة الجسمية والذهنية

- المرونة والتفاؤل .

- التدريب والتأهيل المستمر والمتميز.

ومن الممكن أن يكون مع ذلك الفريق داعمون من خارجه ومن ذلك على سبيل المثال :

خبير قانوني _ خبير إعلامي _ خبير فني – خبير في التقنيات والاتصالات.

الثلاثاء، أغسطس 12، 2008

تبرعات الأربعة أصفار ... وبيت في الجنة

تبرعات «الأربعة أصفار» ... وبيت في الجنة
عبدالمنعم الحسين الحياة - 12/08/08//

إننا مقبلون على رمضان المبارك، بلغنا الله وإياكم أيامه وتقبل الله طاعتنا مقدّماً، والناس مقبلون على الخير وعلى المشاركة في أعمال البر والتطوع طلباً للأجر، وهذه أحوال النفوس الكريمةالمؤمنة وكل قرائنا كرماء يتوجهون للخير أصالة يبتغون غراس الثواب، بلغهم الله مناهم وما يستحبون آمين، وأصـحاب الخير يتوقون ويتطلعون لهذا الشهر الكريم لكي يقطفوا ثماره اليانعات من شجر الطيبين المتبرعين.
يقول أحمد بن باز في مجلة «الخيرية» في أحد أعدادها: «إن على العاملين في الجهات الخيرية أن ينظروا في مشاريعهم وما يعرضونه وما يتطلعون له من التنفيذ، ويراعوا في عروضهم التغيرات الاقتصادية الحاصلة، ففي ظل موازنة الخير والبركة لهذا العام، وارتفاع حجم السيولة عند الناس ينبغي على أصحاب تلك المشاريع أن يعرضوا مشاريع جديدة كبيرة تتناسب مع مداخيلهم الكبيرة، إقبالاً على الخير حتى يتم استثمار هذه الطفرة التنموية الاقتصادية الحاصلة حالياً بحيث لا تمر هذه الطفرة من دون أن تأخذ الجهات الخيرية نصيبها المستحق منها».
يعجبني طموحه وتعميمه، وهو من العاملين في الجهات الخيرية وبالتحديد مؤسسة ابن باز الخيرية، لكن أود أيضاً أن تكون هناك توعية لعموم الناس بأهمية التطوع والبذل والصدقة والإحسان بطريقة لا تعتمد على مخاطبة العاطفة الدينية والحوافز الأخروية فقط، بل بطريقة خطاب شاملة متجددة علمية تخاطب العقل واللاوعي منه كذلك حتى نستطيع أن نواجه الجفاف المتكون عند البعض، بحيث يكون ممسكاً يتأخر عن تلبية نداءات الإنسانية والواجب، أو يقدم مشاركات لا تليق وحجم موجوداته ومدخراته وحساباته في المصارف، حتى من الجانب الزكوي الواجب شرعاً وليس نفلاً، بل ربما نحتاج إلى توعية اجتماعية من نوع «فتش عن الحوافز»، مثل الشركات الغربية التي تنفق الكثير علي المساعدات والمشاركات الخيرية، فيما نلاحظ التأخر من شركاتنا وتجارنا، فلماذا نجحت حوافزهم في ضخ بلايين الدولارات نحو أعمال الخير، وتتوالى الأخبار عن الشخصيات الغربية التي تقدم تبرعاتها بأرقام التسعة أصفار، بينما لا تزال أرقام التبرعات عندنا تنحصر في خانة الثلاثة والأربعة أصفار، فأين حق الجهات الخيرية من بقية الأصفار؟
يجب أن نعيد النظر في الخطاب والحوافز التي تقدم لتنشيط الحافز على الخير، إذ قال رئيس جهة خيرية خليجية كبرى «إن العمل الخيري في الخليج بأكمله لم يتجاوز البليون دولار سنوياً، وهو رقم مخجل جدا قياساً إلى مداخيل دول الخليج التي تجاوزت أرقامها 500 بليون دولار لهذا العام وحده»، وفي دراسة أخرى اطلعت عليها، ونشرت في مجلة «البيان» للباحث إبراهيم الحيدري، تحدث فيها عن العمل التطوعي في إسرائيل، بيّن فيها أن جزءاً كبيراً منه يأتيها من الخارج ، وكذلك جزء كبير جداً من تطور خدماتنا من الدعم الحكومي، من حيث شراء منتجاته وإتاحة الفرصة للجهات الخيرية لتأجير الخدمات على الدولة، فتكون لها الأولوية، سبحان الله هذا عكس ما هو حاصل عندنا، إذ يُنظر لمنتجات الجهات الخيرية نظرة التقليل من شأنها، فليس من الممكن أن يتم تنفيذ مشاريع حكومية من خلال جهات خيرية، بل إن معظم المشاريع التعاونية تقوم على فكرة تقديم مشاركات خيرية للجهات الحكومية وليس العكس.
ويا لها من لفتة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حين منح وسام الملك عبدالعزيز للمهندس محمد عبداللطيف جميل للمشاريع الخيرية التي نفذها، وهي مشاريع نوعية مختلفة ومستمرة وكبيرة.
بصراحة حكومتنا الرشيدة وولاة أمرنا لم يقصروا في التشجيع والبذل والتكريم، ومثال آخر أيضاً عن جائزة الأمير محمد بن فهد لخدمة أعمال البر ليكرم الشركات ورجال الأعمال الذين يقدمون خدمات وتبرعات للأنشطة التطوعية، لكن أين تكمن علة الضعف الحاصل؟
المشاريع التي تتوجه لها الأموال يجب أن تُراجع أيضاً، فليس من الجيد - مثلاً - أن تتضخم المشاريع الإنشائية الخاصة بالمساجد تحت رغبة المتبرعين والأوصياء للحصول على بيت في الجنة، بينما ينصرفون عن تشجيع البحوث العلمية، وعن دعم الجامعات، والمدارس، والمعاهد والمستشفيات، ودور العجزة، والمشاريع التوعوية التي تؤازر وتساند الحاجات القائمة للمجتمع والأهالي، مثل الحاجات الخدمية من دورات تدريبية ورحلات تربوية ومخيمات دعوية أو ترفيهية، فتلوين المشاركات لتقع في ذلك الموقع هو دور ينبغي أن تقوم به تلك الجهات القائمة على تلك المشاريع من الدعوة والتعريف بها.
انظروا على سبيل المثال للنجاحات التي حصلت أخيراً من تبرعات لكراسي علمية في الجامعات السعودية، ربما كانت الإدارات السابقة ترفض ذلك، لكن وضح الآن أن مجال تبرعات الشراكات مفتوح، فتقع الرعايات والتبني من الموسرين، أيضاً نحتاج إلى أن يفتح باب التقدير الصريح والمقنن لتقدير تلك المشاركات في حساب مصلحة الزكاة، وكذلك حسابات ترسية المشاريع، بحيث يضاف طلب بيان بآخر ستة أشهر عن سجل المشاركات الاجتماعية والإسهامات والتبرعات من واقع الإيصالات والوثائق التي تدل على ذلك.
الغرب غير المسلم نجح بمثل هذه الطرق في أن يضخ أموالاً أكثر للأعمال الخيرية المؤسسية، فلماذا لا ننجح نحن، خصوصاً أن روح العمل الخيري والتشجيع والحث عليه والنخوة العربية وعلوم الدين الحنيف وتمام االكرم والشمائل، كلها تولي هذا الجانب عناية عظيمةوتحث عليه، لأننا نرجو من الله بها الثواب وحسن المآب.

الأحد، أغسطس 03، 2008

ظاهرة الميدز

ظاهرة «الميدز»
عبدالمنعم الحسين جريدة الحياة - 04/08/08//

الميدز ظاهرة من مظاهر «العصرنة» التي بدت لنا بشكل واضح جداً، وأتذكر ونحن صغار أثناء قراءتنا لمجلات الأطفال وتوقعاتهم وأحلامهم لما يكون عليه الحال عام 2000 من أعمال وأجهزة وعلاقات، عشنا، وأمدّ الله لنا في العمر، وشاهدنا كيف تحوّل الإنسان في سنوات الألفينات بل ربما قبلها بقليل، كيف صار إنسان هذا العصر مدججاً بالأجهزة الالكترونية، من الساعة الرقمية في المعصم، ومن جهاز الجوال والمفكرة الالكترونية، وجهاز تحديد المواقع، وجهاز الحاسب المحمول، وأخيراً يقع تحت ناظريك الشباب والأسلاك التي تتدلى من آذانهم، وصولاً لأجهزة تشغيل الملفات الصوتية، أو ما يعرف بـ مشغلات MP3!
هكذا بقدرة قادر أصبح إنسان هذا العصر رقمياً ومحاصراً بالأجهزة والملحقات الالكترونية من خوازن الذاكرة الفلاش «ميموري» وأمثالها كأبسط متعلق تقني يُحمل، ويكون من ضمن كومة الأثقال التي يحملها الإنسان معه في كل مكان في عمله وفي الملعب وفي المسجد وفي قاعة الدرس وغير ذلك!
المصطلح MIds - وسبحان الله - قريب جداً من حروف كلمة مرض نقص المناعة «الأيدز»، لكن هي كلمة عبارة عن اختصار للكلمات الآتية: Mobile Internet Devices وهي أجهزة وملحقات الانترنت المحمولة التي تتزايد وتنمو وتتكاثر مع تزايد الحاجة لها، وتنوع المنتجات وأشكالها ومميزاتها وألوانها والموديلات، بحيث تدخل ضمن السلع الاستهلاكية عالية الطلب والربحية والتجدد، فيصعب حتى على باعتها والمتخصصين الإحاطة بكل مجرياتها ومنتجاتها وطرق استخداماتها والفروقات، فكيف تكون الحال بالنسبة للمستهلك الجديد أو قليل الخبرة؟
وفي الوقت نفسه الإعلانات الصاخبة تحيط بالشباب والصغار، وتعزز من حماسة السباق الحاد لاقتناء هذه الأجهزة والملحات، وأجهزة الفيديو وألعابها وكونها من الموضات وشيء من لوازم الشياكة والأناقة، يستوي فيها الشباب (ذكوراً وإناثاً)، بل حتى الكبار لا يسلمون من هذا السباق، ويقع المستهلك المسكين أو رب الأسرة المحدود الدخل تحت ضغط الطلب الحاد من أفراد الأسرة الذين يطلبون الحصول على هذه المقتنيات ومتابعة موديلاتها الحديثة أولاً بأول، ثم بعد فترة بسيطة تظهر منتجات جديدة وبمميزات أحدث وطلبات من جديد لإقتناء الحديث مجاراة لصرعات العصر!
الآن في ألمانيا صاروا يصطلحون على وصف هذه الحال بأنها «مرض» وليس مصطلحاً علمياً ذا دلالة على هذه المعطيات العصرية، فالشباب مفتونون تماماً بها ويتسابقون لاقتناء الجديد منها، ويتابعون أخبارها والتطويرات والإضافات التي تطرأ عليها، ويتابعون عبر «الانترنت» والصحف مواعيد نزولها بالأسواق والمتاجر المحددة للبيع، فيصطفون طوابير من الصباح الباكر وقبل فتح المتجر لاقتناء الجهاز الفلاني، فقد نقلت لنا شاشات التلفزة والقنوات الإخبارية مناظر الشباب المصطفين على شكل قاطرات، وبعضهم يتعب ويجلس ومعه وجبته وعبوّة الماء في انتظار فتح المتجر ليكون من أوائل الأشخاص الذين يقتنون الجهاز الجديد!
وأصبحت الشركات تلعب على هذا الوتر الحساس وتبيع أكثر وتحقق أرباحها بفضل مثل تلك المنتجات، وعلى سبيل المثال شركة أبل، وهي شركة تنتج حاسبات آلية شبه متعثرة، وفجأة تحولت إلى الأرباح العالية بسبب تحولها لإنتاج المشغلات الصوتية التي لا تزال حتى الآن واسعة الرواج ، ومع ظهور شركات عدة تقدم المنتج نفسه إلا أن «ابل» تستحوذ على أكثر من 80 في المئة من سوق المشغلات الصوتية.
وهذه الشركات صارت تلعب لعبتها التسويقية وتستغل هذا النهم والتفاخر الذي طال شباننا وفتياتنا في التسابق لاقتناء هذه الملحقات، فتقول الإحصاءات والتقديرات إن المستهلك عندنا متوسط تغيير جهاز الهاتف المتحرك ما معدله جهازان سنوياً، وكل جهاز يكون في سعر 1000 ريال كمتوسط سعري، وإلا تصل بعض الأجهزة في أول طرحها للسوق إلى ستة آلاف ريال وتجد من يشتريها، وبعد مدة لا تزيد على تسعة أشهر يتدنى سعر ذلك المنتج إلى 1000 ريال، ما يظهر التلاعب الحاد جداً بهؤلاء الشباب الذين تحولوا إلى صرعى الموضات والمظهرية الزائفة باقتناء هذه المقتنيات العصرية، والحصول على أجهزة بمواصفات متقدمة جداً قد لا تعمل في بيئتنا، وإمكانات مشغلي الشبكات عندنا قد لاتجعلهم يحسنون صيانتها، وربما لا يعرفون استخدام كثير من التطبيقات فيها، ومع ذلك يتسابقون في الحصول عليها ويخسرون فيها سنوياً مخصصات مالية مرهقة بسبب هذه الفورة من التضخم الذي بلغ 12في المئة في أسعار السلع والمنتجات الضرورية من الغذاء والدواء ، وهؤلاء الشباب لا يقدمون أي تنازل في سباق المظهرية الزائفة باقتناء الجديد بلا نهاية، و بغير وضوح أو تحديد حاجات أو تحديد موازنة ولا مناسبة حتى بلغت سوق أجهزة الجوال الجديدة سنوياً بالسعودية إلى ستة ملايين جهاز جديد سنوياً، وبمبيعات تصل إلى ثلاثة بلايين ريال سنوياً، وهو رقم كبير جداً في بلد عدد سكانه في حدود 20 مليون نسمة!
وهناك إهداءات متبادلة لهذه الأجهزة في مناسبات النجاح والأعياد...إلخ، فنحن أولى من ألمانيا في تعديل السلوك الاستهلاكي لمرضى «الميدز»!

الأربعاء، يوليو 30، 2008

الخيانة الكريهة

الخيانة الكريهة
نشرت بجريدة الحياة عدد يوم الأربعاء 30-7-2008
البلد الذي وحّده الله وجعل من فرقه المشتتة كيانا كبيرا له وزنه الكبير بين الدول والشعوب وعلى الوسطين العالمي والإسلامي منذ إنجاز التوحيد على يد جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله ، وإلى العصور المزدهرة من الحكم التي حكم بها أبناؤه الكرام حتى عصر الخير والبركة عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله تعالى إلا أن أناسا تلوثت قلوبهم وأبت قلوبهم المريضة إلا أن يعيشوا الظلام والجحود والكفران للنعمة التي نتقلب فيها من الأمن والأمان والرزق الكريم ...إلخ .
فكانوا صيدا ثمينا لمارقين وأفكار ونحل شتى تأخذ بهم بعيدا عن الجنة ويتحولون بقدرة قادر لمفسدين يلحقون بوطنهم وبأمتهم وبأهليهم وأنفسهم الضرر .
للأسف أنهم يعيشون بين ظهرانينا ويرون بأم أعينهم النعم ويلاحظون الفرق بين الخير الذي بين أيديهم وسائر الدول من حولهم ، لكن يتجهون لخرق السفينة وشق عصا الجماعة والشذوذ الذي خبر وحذر منه النبي صلى الله عليه وسلم وقال أنه يهدي إلى النار وبشّر بأن يد الله مع الجماعة ، وفي عهد ميمون من الانفتاح والحرية واحترام حقوق الإنسان والسعي على راحة المواطن ورفاهيته إلا أنهم جشعون مغرر بهم يخربون بيوتهم بأيديهم فسدت أفكارهم ففسدت أفعالهم ،
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدّق ما يعتاده من توهم
ووسط ثورة المعلومات التي نعيشها وانفتاح فضائي كبير ووجود شبكة المعلومات العالمية الانترنت نلاحظ الاصطياد في الماء العكر وتوجيه وتحليل الأحداث على غير حقيقتها وتأليب الآراء على فهم مغلوط ساعد في انقياد أشخاص وجماعات مغرر بهم نحو تبني مثل هذه الأفكار الدخيلة وتتكون على شكل فيروسات فكرية ما تلبث لأن تكون نشاطا خفيا للجماعات الإرهابية والمناهضة لوحدة الوطن والتي تتجه بولائها جهرا أحيانا وأحيانا خفية لدول مجاورة تتشرب الطائفية المقيتة وتتبنى بعض القضايا التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل بل تتدخل في قضاياهم الداخلية وتتزعم التأليب وتنادي بالزّج بالبلد أو بعضه للدخول في أتون مشكلات بعيدة عنا ، وكل ذلك أحيانا يقع برابط خفي ظاهر تكشفه المكالمات والزيارات والاتصالات ولحن القول والاهتمامات وأحيانا الكتابات والمؤلفات الخاصة وبعض الكتابات في المنتديات الخاصة يظنون أنفسهم أنهم بمنأى وأنّ ما يخفونه عن عامة الناس مخفي وغير معلوم لكن الفضيحة لهم بالمرصاد يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله ، لكن يقظة رجال الأمن وحنكة ولاة الأمر ودهائهم ومعية الله تعالى معهم يحفظهم ويحفظ بلادنا من أذاهم وخيانتهم وسعيهم التخريبي المنجرف بزكام الانتماء الخارجي الذي يتغلغل في النفوس حتى يكاد يخفي روح الدين والمواطنة الصالحة ويبقي روحا نشازا نكرة قد تتبين ملامحها حين نلحظ التاريخ وما سطّره من إشارات ظاهرة ، والتاريخ يعيد نفسه حيث تتبدل الأشخاص ولكن تتكرر الشخصيات حينها يظهر للمتأمل مدى خطورة عملهم وتخطيطهم وسوء ظنونهم وأنهم يسعون للهدم لا للبناء .
إن اللحمة الوطنية والحوار والنداءات السامية التي ينادي بها رجل هذه الدولة الصالح التي تحولت نداءات خير وروحا حضارية عالمية تحمل الروائح الطيبة بطيب صاحبها وزهاء بياض قلبه ، لكن القلوب السوداء التي تشبعت بالنقاط السوداء حتى اسودّت واربدّت وصارت كالكوز مجخياً ، لا تعرف إلا المنكر ولا تصرح بما تحمله وإذا غشيهم من غشيهم في مجالسهم واطمئنوا للحديث تسربت السموم من أفواههم يلوكون ألسنتهم كالأفاعي السامة يروغون من الجماعة وتتبدى المخابر التي ما كانت إلا مخابر سوء وظلم وخيانة .
وإلا فهل يعقل لذي عقل حتى ولو كان بهيمة من البهائم أن يستجيب لمناداة فضائية أو عبر الانترنت تنادي بالخيانة بإيداع مبالغ لدعم أعمال مهما زيناها هي في النهاية تخريبية عدوانية لله وللدين والوطن والجماعة مهما كانت الأسباب بدت عندهم منطقية فإننا نغضب من تصرفاتهم ونبرأ إلى الله منها ونسأل الله لهم الهداية وأن يحمينا ويحمي بلادنا من شرورهم وأن يفضحهم وما يريدون وما يخططون ، وأن يجعل ما يكيدون به تبابا عليهم

الاثنين، يوليو 28، 2008

ما لها داع يا لميس


ما لها داعٍ يا «لميس»
عبدالمنعم الحسين جريدة الحياة - 28/07/08//
بسبب انشغالاتي فلا أحب أبداً الارتباط بمشاهدة المسلسلات كل المسلسلات لأني أرى أني سأضع قيداً على نفسي لمتابعة قصة طويلة وممتدّة ومحشوة بكثير من الأحداث التي ليس لها علاقة بالقصة الأساس التي وضعها المؤلف، ولذلك السبب فأنا أمتعض حتى من متابعة المسلسلات، على رغم أن صناعة المسلسلات تشهد فورة قوية خاصة مع قرب شهر رمضان من كل سنة، إذ تبدأ استعدادات هائلة بين شركات الإنتاج الفني والفضائيات لتقديم الجديد من هذه المسلسلات التي يقبل على متابعتها الناس، حتى أصبح لدينا فضائيات خاصة ببث المسلسلات خدمة 24 ساعة، وفي كل أيام الأسبوع،هناك قنوات مجانية، وقنوات أخرى مدفوعة، هذا الشره الحاد لمتابعة المسلسلات التلفزيونية جعل مؤسسات الإنتاج العربية تفشل في مواجهة الطلب مع تزايد عدد الفضائيات، إضافة إلى تولد أفكار تجارية جديدة مثل «العرض الأول» و«حصرياً» لمشاهدي قناة كذا، ما رفع من قيمة الاستثمار فيها وجعل أسعار الممثلين والممثلات تقفز لأرقام فلكية، وتتزايد عاماً بعد عام حتى بلغ أجر الممثلة نادية الجندي - مثلاً - قريباً من المليوني جنيه عن مسلسل واحد!
أزمة الطلب المتنامي على المسلسلات جعلت الفضائيات تبحث عن أفكار أخرى لتقديم دراما فنية بكلفة أقل، ما انتعشت معه المسلسلات الشامية، وانتعشت معها -أيضاً - صناعة المسلسلات المدبلجة، وأكثرها انتشاراً المسلسلات المكسيكية، وهذه السنة كانت المفاجأة الحادة هي مسلسلات الدراما التركية ذات الكلفة المنخفضة جداً حتى أن الحلقة الواحدة لا تزيد كلفتها بعد الدبلة على ثلاثة آلاف دولار ، وتمتد لحلقات كثيرة تصل 150 حلقة، ما جعل المسلسلات التركية المدبلجة تهز المجتمع وأساساته، وأظهرت الهشاشة الفكرية التي يحملها كثير من الناس شباناً وفتيات، لدرجة تأثرهم الحاد بشخصيات المسلسلات والأفكار التي تحويها، ونظرة سريعة للصحف والمقالات والأخبار وغرف المحادثات والمنتديات والمدونات، نلاحظ الكم الهائل من أخبار الحوادث الغريبة كنتاج لهذه المسلسل، فمن فتاة بحرينية تطلب تغيير اسم خطيبها، إلى مهند بحكم أن اسمها نور ، وترغب أن يكون زوجها على اسم بطل المسلسل التركي!
وخبر قيام أردني بضرب زوجته ضرباً مبرحاً كادت تهلك به لأنه ضبطها متلبسة بجرم مشاهدة المسلسل، حتى أن الوفود السياحية غيّرت وجهاتها نحو تركيا ... ما زاد من أعداد مشجعي منتخب تركيا في مباريات كأس أمم أوروبا، وزادت طلبات الراغبين في تعلم اللغة التركية لمشاهدة المسلسلات التركية بلغتها الأم، ما يعني لي باختصار كارثة أخلاقية اسمها المسلسلات التركية، التي جعلت من الفتيان والفتيات أسرى لشخصيات المسلسل، فللمرة الأولى يجري الحديث بكل جرأة من النساء والفتيات حول الإعجاب والغرام بأبطال المسلسل، فتتحدث إحدى المعلمات بأن الطالبات كل يوم يتحدثن بجرأة أكثر عن المسلسل وأبطاله ويتغزلن في وسامتهم بصورة عجيبة، والمعلمات بينهن متحسرات متأوّهات على حظهن العاثر الذي جعلهن لم يظفرن بغراميات مثل غراميات أبطال المسلسل!
وخلفيات الحواسيب والجوالات تحمل صور تي «مهند ونور».، نغمات الجوال، ورنات الانتظار بأغنية المسلسل، والخلفيات المختارة لمشاهد المسلسل!
مجلس الفتوى في سورية، وعلماء الأزهر في القاهرة، يفتون بعدم جواز الصلاة بملابس مهند ونور كونها مطبوعة على القمصان ، عدم الدخول في الصلاة وهم أو هن بتلك الملابس ويظهرن بها وبكل جرأة من غير ما حياء أو خجل، بل وتتبجح بمشاهدة المسلسل ومتابعته والتعليق عليه، ما دعاني للكتابة هنا عن صورة أحد الشباب المتأثر بأحداث المسلسل «سنوات الضياع»، والبطلة «لميس» بالمناسبة اسمها الحقيقي «توبا بيوك أستون»، فذلك الشاب من شدة تأثره كتب عبارة على الزجاجة الخلفية لسيارته الفارهة «ما لها داعي يا لميس» ويطوف بها في الأسواق والميادين في دعاية مجانية للمسلسل!
المشكلة في هذه المسلسلات تكمن في أنها من بيئة شبه عربية، والأتراك مسلمون، لكن الثقافة المقدمة هي ثقافة تقديس للمادة وثقافة الاستهلاك وتمرير أكبر لنمط الحياة الاجتماعية الغربية، فهي تنهج طريقة المسلسلات والأفلام الأجنبية نفسها التي تعرض على السينما أخيراً مثل: مسلسل «الجنس في المدينة»، فليست المشكلة في جمال ووسامة ولا مشاهد حميمية، بل في تكريس لثقافة الحب والعلاقات خارج إطار الزواج الشرعي، وأكثر من ذلك أن المتزوج أو المتزوجة منهم يكونان علاقات غرامية خاصة، وكأن الموضوع هدفه زيادة جرعة التطبيع للثقافة المادية الغربية، وتقبل مثل تلك الحياة الاجتماعية.
ولعل من المناسب أن يتنبه الأزواج لفكرة مهمة جداً عزف عليها المسلسل التركي «سنوات الضياع» بطريقة ماكرة، وهي عنصر الرومانسية العالية التي يتعامل بها أبطال المسلسل بشكل مبالغ فيه، إذ يقدم وجبة لحياة زوجية عاطفية تبدو شرعية، بينما هي وهمية و غير حقيقية، فتكشف الواقع السيئ الذي يتعامل به الأزواج مع زوجاتهم في فنون الرسائل القلبية والكلمات والتصرفات الذوقية،.. فالمرأة تحتاج أشياء أخرى أكثر وأهم من المال والملبس والمأكل والفسحة، ويجب أن يتعلم الأزواج ذلك حتى لو تطلب الموضوع دخولهم في دورات تدريبية تقدم حالياً عبر بعض المراكز المختصة مثل مراكز التنمية الأسرية.
ومن الطريف أنّ إحدى الزوجات في مدينة جُدة طلبت من زوجها أن يعاملها تماماً مثل البطل مهند أو يطلقها، فاختار الزوج الحل الأسهل وهو الطلاق!
أيضاً أدعو مراكز الرصد الاجتماعي لرصد الظاهرة وتتبعها وعدم دس الرؤوس في الرمال، فالمسلسلات أثّرت في المجتمع، ولا يمكن للمربين والمحافظين أن يكتفوا بدور المتفرج على السقوط من دون تقديم أي بديل ويتبع قاعدة أخف الضررين، والاكتفاء بالتحذير والخطب والمحاضرات والمؤلفات التي لم تجد نفعاً ملموساً في الواقع المشاهد!