الجمعة، مايو 24، 2013

الجفاف الروحي في الوسط الخيري

نشرت في موقع مداد الدولي المتخصص في أبحاث ودراسات العمل الخيري على الرابط 
http://www.medadcenter.com/Articles/Show.aspx?Id=322

لا شك أن المنطلقات والدوافع التي ينطلق لها وبها أكثر العاملين والمؤسسين للأعمال الخيرية الفردية والمؤسسية تأتي من دوافع دينية عالية، وروح وطنية ومجتمعية، تعزز جانب القيمة العالية للبذل والعطاء والاحتساب والتضحية، خاصة مع مرتكزات التطوع، التي تعد أساس العملية التطوعية والعمل الخيري. هذه الحال بشكل عام، وبشكل خاص مع بيئة عمل واتجاهات العاملين في الجهات الخيرية في بيئتنا المحلية، حيث يصنف المجتمع بالمعززات العالية للتدين كقيمة محركة هامة للأفراد. وفي الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة موجهات ومحفزات للعمل الخيري، من ذلك ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ قوله تعالى: (فأما من أعطى واتقى) - سورة الليل، وقوله تعالى: (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) - سورة الحج، وغيرها من الآيات الدالة على فعل الخير والعمل التطوعي. ومثلها من الأحاديث الشريفة، والموروثات الشعبية والأدبية التي تدفع بالناس نحو العمل الخيري، وهي كثيرة، ولعلي أذكر منها قول الشاعر الحطيئة (جرول بن أوس) : من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس ذلك كله وأكثر محركٌ قويٌّ، خاصة مع بيئة المشاهدات من القدوات وتقدير المجتمع للمنخرطين في العمل التطوعي والمنتمين له، خاصة أئمة المساجد ومدرسي حلقات تحفيظ القرآن الكريم فلهم قيمة خاصة .. ما يحدث أنه مع الوقت تتآكل داخليا عند العاملين في الوسط الخيري القيم الروحانية والإيمانية، وتحل محلها الرتابة والميكنة الإدارية، وهم في صلب ومحور العمل الخيري الروحاني، ومع المدة يزداد الجفاف الروحي، ويزداد القلب قسوة، ويؤثر ذلك في التعاملات والنظرة للأمور واختلالها، خاصة مع المنافسة مع الجهات الأخرى والاختلافات الاعتيادية، لتغيب ـ أحيانا ـ الأهداف وروح التعاون والتقدير المتبادل لمن يعمل في الوسط الخيري، وأنهم على خير، وأنهم وجوه متعددة لعملة واحدة، وتحضر ـ أحيانا ـ المادية، خاصة بين من يعملون بمكافأة أو رواتب، تشتد عندهم النظرة؛ كم يأخذ؟ وكم يعطي؟ وما المزايا التي يتحصل عليها؟ فيغيب عن اختياراته ومنطلقاته المنطلقات الدينية، المرتكز الأساس، ويغلب التفكير في الزوايا الثانية . هذه المشكلة لو أردنا أن نقف على مظاهرها لذكرنا الكثير عزيزي القارئ الكريم، لكن لا شك أنها موجودة، ونحتاج أن نعالجها من السبب والجذر، من حيث انهماكهم في الأعمال الروتينية، وزهدهم بحضور المناسبات الدينية من محاضرات وندوات، خاصة الوعظية منها، وظنهم مع التقادم وانشغالهم بالتنظيم أنهم أصبحوا في غنى عن موادها ومضمونها، وأنهم الآن محتاجون لمواد ومواضيع أخرى، خاصة بالنقاشات الإدارية والتنظيمية والدورات الإدارية التطويرية، كذلك من الأسباب عدم توجيه الدعوات الخاصة لهم بحضور تلك المناسبات؛ بحكم أنهم أناس بلغوا منزلة عالية دينيا، وأنهم غير مستهدفين بالدعوة العامة، وأن مواد تلك المحاضرات الدينية لا تشملهم، و أيضا من الأسباب عدم شعور أصحاب المؤسسات بأهمية الجانب الروحي وتغذيته، وأنه هو الحصانة العالية والرافد الذي يصون الأفراد من الخطأ والزلل، ويرفع من القيم المهمة جدا للعمل الخيري، مثل: المراقبة، والأمانة، والحرص على المال العام، والإخلاص والتفاني في العمل . وسط واقع تحدثنا عن عرضه وفكرته وأسبابه يبدو لي الآن أن هناك أفكارا عدة في تناول العلاج، مثل: وضع المسابقات في الحفظ، والمراجعة، والمسابقات الورقية، وجعل المناسبات الدينية ورحلات العمرة والحج وعمل التسهيلات الخاصة بتنفيذ تلك الشعائر، مثل: صيام الاثنين والخميس، ومثل الرسائل على الشبكة الداخلية والجوال، وتعليق اللوحات التي تحمل العبارات، وجعل بعض المناسبات التي تستهدف ضمنا الحديث حول المعاني والأحكام الدينية في الأعمال الخيرية، وتقوية جانب العلاقة مع المشايخ وطلبة العلم من لقاءات وزيارات، وغيرها من الأفكار التي تضمن - بإذن الله - صيانة النفس البشرية، والاهتمام بالموظف من عدة زوايا: العقل والجسد، وكذلك الجانب المهم الذي أشرنا له، وهو الجانب الروحي، الذي سيحمي المهتم بالعمل الخيري من الوقوع في شراك الجفاف الروحي العاطفي والتعلق بالماديات

الحلقة 12 من بودكاست اجتماعي وعروسة تبحث عن الرومانسية مع زوج متعلق بأصحابه

المناسبات في العمل الخيري

نشرت في موقع مداد الدولي لأبحات ودراسات العمل الخيري على الرابط 
http://www.medadcenter.com/Articles/Show.aspx?Id=319
إن الله ـ سبحانه وتعالى ـ حين جعل الدين وجعل شريعة الإسلام راعى طبيعة النفس البشرية، وما يناسب خلقه وطبيعتهم الملولة، والتي تحب وتهفو للتجديد والتنوع؛ فجعل أنواعا عدة للعبادة، وأوقاتها، وأماكنها، فعلى سبيل المثال: باب واحد من أبواب العبادة، الركن الثاني من أركان الإسلام، وهو الصلاة، تجد فيه الصلوات المفروضة، والسنن الرواتب، والجمعة، وصلاة العيد ...إلخ، ناهيك عن بقية الأبواب التعبدية الأخرى الفردية والمشتركة. كذلك، فإن العمل الخيري مبني على التعددية، حتى لو كان هناك تخصص في المؤسسة واهتمامها، فمثلا: لو تمثلنا أي نشاط من الأنشطة التي تتخصص فيها المؤسسات الخيرية، فتحتاج المؤسسة أن تقسم تلك البرامج إلى مناسبات وأنواع، وتجدد في تقديم ومشاركة منسوبيها في تلك البرامج، وكذلك المستفيدين من تلك البرامج . ولعل من المناسبات التي ينبغي تسجيلها والتوقف عندها المناسبات الدينية، وكذلك تواريخ المناسبات السنوية والاحتفالات، وكذلك التنبه لمناسبة اليوم العالمي للتطوع، والمناسبات الخيرية والاجتماعية والوطنية، وإذا قلنا مشاركة وتنبه يعني أن تكون الأمور مخططا لها، ومجدولة، وأن لا تكون هناك أعمال ارتجالية إلا في أضيق الحدود، حيث يساهم دائما التخطيط الجيد في ضبط الأمور وتحسين المخرجات . وإنه من الطبيعي إضافة هذا الدور، وإسناد هذه المهمة، إلى نشاط العلاقات العامة وخدمة المستفيد الداخلي والخارجي، وإيلاء ذلك اهتماما وعناية، وكذلك ترتيب التوازن، بحيث تعطى كل مناسبة ما يناسبها، ولا يكون هناك إفراط ولا تفريط؛ بمعنى أن لا تنشغل المؤسسة في تفاعلها مع تلك المناسبات عن مناسباتها الأهم، وبرامجها، وأهدافها، وتحاول أن تسعى في تقديم مشاركاتها بما يشابه ويقترب من تشكيل ورسم صورتها البنائية الذهنية، ويكرس هذا الفهم عند الجمهور المراقب . فمنتجاتها ومشاركاتها، التي لا تحمل سوى اسمها أو شعارها، لا تكون بذلك مشاركة ذكية، بل تكون قد قدمت استثمارا ناقصا لا يحقق للمؤسسة كبير تواصل مع المجتمع، وربما كان هناك محل نقاش في جدوى المشاركة في تلك المناسبات، خاصة التشاركية، ولكن حسن اختيار المناسبات، والتركيز على مبدأ الأهم فالمهم، سيحقق مكاسب عالية للمؤسسة وأفرادها . إن المعايير الحديثة التي تقاس بها المؤسسات إداريا، ومستوى تحقيق قدر معين من النجاح في حسن إدارة عمليات المنظمة بتوازن، يعتمد بدرجة عالية على خطة مجدولة في تنظيم هذه المناسبات، والاعتناء بها، وتقديم مشاركة تتسم بروح التجدد والإبداع والحضور.. فماذا يعني نجاح مؤسسة في عملياتها، فيما هي غائبة ومغيبة عن مناسبات المجتمع التي تعيش فيه، وتكون كالغريبة وسط اهتمامات من حولها؟ بالتأكيد، مشاركة وإسهام المؤسسة الناجح ربما يكون مكلفا ماديا وبشريا، لكن يمكن تجاوز ذلك بقليل من الحيل، والتخطيط الذكي في حسن إدارة موارد المؤسسة وطاقتها، واستغلال الجهات الأصلية في المناسبات، والبحث عن رعاة وداعمين ممن يهمهم ويحبذون هذا النوع من الإسهام المجتمعي. وبالمناسبة، أضحت كثير من الشركات تحبذ هذا النوع من المشاركة، فتشارك من باب الربح المتبادل، أو مبدأ "أنا أربح، وأنت تربح" . ما الذي يمكن أن نعمله من الأفكار في تلك المناسبات؟ ... أفكار كثيرة ليس لها حد، لكن مما يذكر ـ على سبيل المثال لا على سبيل الحصر -: عمل معرض، سوق خيرية، لوحات في الميادين والشوارع، مسابقة، حفل في أحد المجمعات المفتوحة، دورة تدريبية، زيارات، ملتقى..... إلخ. أخيرا، راجع عزيزي مدير المؤسسة الخيرية خطة المناسبات والمشاركات المجتمعية، سواء الداخلية أو الخارجية، وراع الدخول في هذه التجربة بتوازن، بحيث إن لم تكن هناك مشاركات سابقا فيتم العمل والتخطيط لها، وتكليف من يقوم بتلك الأعمال، ومتابعة ذلك، وإن كانت المؤسسة من النوع التي لها قدم سبق في ذلك، فلا يمنع من إعادة النظر في تلك المناسبات، والحذف والإضافة لها، بما يناسب المرحلة، وأيضا التفكير في تجويد وتجديد المشاركة بما يحقق الأثر المنشود.

الخميس، مايو 16، 2013

زوجة عاشقة مع زوج بائس

أسباب تغير الفتوى

المادة عبارة عن جزء من تحقيق صحفي ربما تأخر قليلا 
أسباب تغير الفتوى
 يجب في البداية أن نفرق بين شيئين هناك حكم شرعي ثابت وهناك فتوى فالأحكام لا تتغير فالخمر حرام على سبيل المثال هذا حكم لكن الفتوى تتعلق بشخص يعيش في دولة أجنبية هل يجوز له السكن في فندق يوفر الخمر أم لا ؟ وهكذا يكون عندنا فتاوى من العلماء وأهل العلم تكون مبنية على تلك الأحكام والنظر فيها وما يناسب الحال والزمان فالفتوى تتغير بتغير المكان والزمان وهذا وضع طبعي اعتيادي ليس به جديد ومن أسباب ذلك اختلاف الفتاوى وهي كثيرة لكن نعدد منها على سبيل المثال لا على سبيل الحصر : - توافر الأدلة للمفتي حيث إن فتواه كانت على توافر شيء منها وبعد مدة توصل لدليل لم يكن يعلمه من قبل فالأصل أن يتراجع عن فتواه . - إضفاء مزيد من الضوابط الشرعية على شيء معين مثل البنوك والمصارف أو البطاقات الائتمانية - على حسب متغيرات أنظمة وقوانين تجعل من الفتوى خاصة لما يتناسب مع تلك الأنظمة مثل قانون ضريبة على المحجبات تجعل صاحب الفتوى يجيز كشف الوجه بعد أن كان يمنعه وهكذا . - المصالح والمفاسد فمثلا قد تكون الفتوى بحرمة قيادة المرأة للسيارة بسبب ظروف ومفاسد يحتاط منها وفي بلد آخر تكون الفتوى بجواز قيادة المرأة للسيارة - العادات والأعراف مثل فتاوى تحريم البنطال للنساء حتى ولو كان عند الزوج بينما في دول اعتادوا على ذلك فمن غير المناسب ذكر تلك الفتاوى التي تحرم لبس البنطال للنساء . - تأثير المحيطين حول المفتي خاصة في نقل الصورة فالمستفتي أحيانا قد يصور الأمر للمفتي على غير حقيقته والمفتي يفتي بما وصل له من تصور ثم لم يتبين له حقيقة الأمر يتغير رأيه تبعا لما بدا له ويتراجع . أيضا الفتوى في النهاية عبارة عن رأي مبني على معطيات ومؤثرات وتصدر عن إعمال فكر واجتهاد ومثل ما تتغير نظرة الإنسان لشيء ما قد يتغير رأي المفتي في نظره من زاوية أخرى للأمر فيتغير رأيه فيه أو فتواه والله أعلم