السبت، نوفمبر 04، 2006

الأطرش في الزفة

الأطرش في الزفة نشرت في جريدة اليوم ملحق الخميس

قرار سمو ولي العهد الأخير بسعودة وظائف الليموزين ، وقرار سعودة أسواق الذهب ، وقرار سعودة محلات النسخ والتصوير ، كل هذه القرارات أصابت الأسواق والشركات والتجار في سائر أنحاء المملكة بربكة ومطالبات بتأجيل التطبيق ورفع مذكرات توضح مدى الخسائر التي سيتعرضون لها من جراء هذه القرارات إلا أن الوضع في الأحساء ( وكأن شيئا لم يكن ) ومثل هذه القرارات مرت قرارات أخرى بنجاح مثل قرار سعودة سوق الخضار وابتلعت أسواق الخضار شيئا من قوة العمل السعودية التي تتمتع بها الأحساء

محلات سوق الخضار أشبعت بالسعوديين ، وأشبعت محلات الخضار في الأحياء ، وأشبعت الطرقات من عارضي الجح والتين والرطب بعميلة حسْوَوَة كاملة الدسم .

ولا زالت خريجات الجامعات والكليات قابعات في البيوت وفي انتظار قرارات أخرى تفتح لهم فرصا جديدة للعمل وكأن الأحساء تقول : هل من مزيد ؟! وفي الوقت نفسه نجد أصحاب الملفات العلاقي الأخضر يجوبون الشركات والمؤسسات بحثا عن فرصة عمل وبأقل أجر ، حتى وصلت أجور بعض العاملين في أعمال الحراسة إلى (800) ريال شهريا وكل يتمسك بهذه الوظيفة المرموقة خوفا من ذهابها ولا يأخذها إلا بعد شفاعات وشهادة خبرة ودورات .وفي ذات الوقت نجد تدفقا كبيرا من العمالة الوافدة خاصة من البنغال الذين ملأوا الأرض حتى أنني أفتح صنبور الماء في الصباح وأخشى أن يخرج لي أحدهم مع الماء أو مع آخر قطر الماء والعجب أنهم يتقاضون رواتب مجزية ويتحصلون على مبالغ من هنا وهناك ، ليس مهما مصدرها ولكنها تأتي عليهم بنعم كثيرة ، فلا تستغرب أن ترى البنغالي يملك السيارة والجوال ناهيك عن حجم الإرساليات الشهرية التي تفوق عقده مع مؤسسته وكل هذا عادي جداً ، المشكلة أن المزارع والبيوت والدوائر الحكومية والمدراس و المساجد ملأى بالنغالي ( ماركة الرقبة هزاز و أيش في قول أنت؟) العجيب لم يتضايق أحد منهم إنما الذين تضايقوا منهم فقط العمالة الأخرى من الهنود و السرلانكيين وبقية الجاليات العربية وكأن السوق أضحت لهم من دون غيرهم .

وأحب أن أذكر بزيارة سمو ولي العهد للأحياء الفقيرة في الرياض في شهر رمضان 1423هـ وأذكر بالصحوة التي تنبه لها التجار في سائر أنحاء المعمورة إلا أن بعض التجار يظهر أنه لا يزال ينتظر تعميما خاصا وتوجيها خاصا بالبحث عن الأسر والأحياء الفقيرة ودعم الجمعيات والمؤسسات الموجودة ويسير مثل الأطرش في الزفة !