السبت، نوفمبر 04، 2006

شراء التمور مكرمة ملكية

شراء التمور مكرمة ملكية

أتابع وبقلق حاد تقارير التمور وأمراض النخيل والمزارع والأبحاث ومشكلات الزراعة في المملكة العربية السعودية كافة وبالأحساء بشكل خاص من مثل مشكلات المياه وفساد المحصول والعوامل الجوية المؤثرة ، وأتألم جدا لمنظر المزارع التي تحولت من مزارع منتجة إلى مجرد استراحات وبعضها مهمل ترى النخل فيه سامقات أصابها إعصار فيه نار فاحترقت !

كما لا يفوتني متابعة مشكلات تسويق المحاصيل الزراعية أيضا ، وكونها عقبة كؤود أخرى أمام المزارع المسكين في تسويق المحصول الزراعي أمام آلة لا ترحم من هجمة البضائع الزراعية من الأسواق القريبة والبعيدة وكأنهم يريدوننا أن نبقى مستهلكين فقط ، ويؤلمني أكثر الإقبال الكبير على المحاصيل الزراعية غير المحلية وترك المنتج الزراعي المحلي مثل التمور والتوجه بطرقنا الغذائية نحو أغذية لا أقول :أنها فقط لا تنفع ، بل أقول : ضارة أحيانا كثيرة ، وما نراه من توجه أطفالنا نحو الحلويات الملونة ذات السكاكر العالية والأصباغ والمواد المجهولة وانصرافهم عن التمر الحلوى الطبيعية .

لقد خلق الله سبحانه وتعالى الناس على هذه الأرض ووزعهم في بقاعها ونوّع مآكلهم حتى قيل : إن لكل أهل بلد ينبت الله لهم من الغذاء ما يفيدهم وما يحتاجونه لطبيعة البلد والأرض ونحن نولي هذه المنتجات ظهورنا ونيمّم بطوننا شطر الوجبات السريعة الأجنبية ( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ) !!

حسنا ، دعونا من الطب والوطنية أما ننظر في الآثار الشريفة التي تحث على التمر وأكله فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : بيت ليس فيه تمر جياع أهله ، وقول عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن طعامهم فأجابت : الأسودان وتعني التمر والماء .

إذن لماذا يعاني محصول التمر من مأزق التسويق رغم كل المحاولات الحكومية لحماية منتج التمر وتشجيع المزارعين والقطاع الخاص بإنشاء المصانع وفتح الأسواق وشراء كميات منه وإرسالها كمساعدات للدول الفقيرة ؟!

وهذه السنة تفاقمت المشكلة بشكل أكبر فموسم التمر يكاد ينتهي ولا زال في السوق 40% لم تجد طريقها للتصريف ، مما يقتل أي مشاريع استثمارية في التمر ومنتجاته وبالتالي اتخذت الحكومة مشكورة قرارات جديدة في دعم هذا المنتج الاستراتيجي من مثل جعله في المقاصف المدرسية وجعله من الهدايا للضيوف وإدخاله المستشفيات والسجون ضمن الوجبات الغذائية وآخر تلك القرارات مكرمة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بشراء ما قيمته 75 مليونا من التمور وصرفها كمساعدات للفقراء .

وأرى أن تكون هناك توعية للأفراد والمجتمع والبيت السعودي بأهمية هذا المنتج وحمايته ودعمه والحفاظ عليه ونقل ثقافة " مسامير الركب " إلى جيل الأبناء بطريقة جديدة مثل ترك تسميات الأنواع المعروفة بدل ( الرزيز ) إلى أسماء عصرية من مثل تجربة الباعة المصريين في تسمية أنواع التمور الفاخرة بأسماء الممثلات والمغنيات الجميلات كطريقة تسويقية للتمر وبعض أنواعه بأسماء منتجات طبية خاصة بعلاجات الضعف الجنسي مثل ( فياجرا ) ؛ وجعل معارض وأسواق ومهرجانات للتمر ولا بأس أن يكون هناك أسبوع في السنة يكون للتمر والاحتفاء به خاصة في المدن الأكثر إنتاجا له مثل الأحساء ، ودعم الأفكار والبحوث والدراسات الخاصة بالمنتج وتسويقه والاستمرار في عقد المؤتمرات الخاصة بالنخيل ، وأن تقوم الجمعيات الخيرية بتوجيه نسبة لا تقل عن 5% من مساعداتها العينية من التمر المحلي .وكذلك المؤسسات الخيرية التي تعمل في الخارج وأقترح على المدرسة الفقهية الشرعية حث الناس على جعل زكاة الفطر من التمر بدل الأرز خاصة الموسرين ، وأظن لو طبقت هذه الفكرة لما احتجنا لدعم التمر حكوميا وتوجهنا بالدعم لمنتجات زراعية أخرى .