الثلاثاء، نوفمبر 07، 2006

ضياع الأعراض - نشرت في جريدة اليوم ملحق الأحساء بتاريخ 15-4-1426هـ
للأسف ظاهرة العنوسة تطرح وتناقش بشكل سطحي وبدون اهتمام وكأن الأمر لايعني أحدا فطرح بسيط خفيف كشطيرة الجبن نأكل بعضها على طعام الإفطار ونترك الباقي على المائدة ، نتناول العنوسة كأي نكتة وكأي طرفة ونرمي بأسباب المشكلة هنا وهناك ولا نتهم أنفسنا خاصة المشايخ والعلماء ، إذا طرحنا العنوسة نتناولها تناولا يعالج العرض ولا نعالج أسباب المرض ، لماذا بالفعل ندس رؤوسنا في الرمال ولا نطرح المشكلة بحجمها المأساوي ؟!

وللأسف إذا ما طرحت المشكلة في مجمع رجال فأول ما تطرح يذهب الرجل بفكره إلى صورته الذاتية وعشرات العرائس يغمزن له بأعينهن ويخطبن ودّه وهن كالحور العين ينتظرن مقدمه على أحر من الجمر فتجده مباشرة يقول :إن الحل في التعدد .
أعزائي ؛ المشكلة خطيرة تعاني منها الشعوب العربية بأكملها وليست المعاناة في السعودية فحسب فالعنوسة في تصاعد في مصر وتتضخم في الكويت وتكاد تنفجر في لبنان فتقول الإحصائيات إن نسبة العنوسة في لبنان ستصل إلى 60 % في عام 2010ميلادية .
المشكلة تكبر وتخلف لنا مشكلات كثيرة مثل الفقر والبطالة والتسكع والفساد الأخلاقي وضياع الأعراض ، ونحن لم نولِ الموضوع ما يستحقه بالفعل ، لا أكاد أبالغ بأن المشكلات التي يعيشها المجتمع والأمة الإسلامية سواء منها السياسية والاقتصادية والأمنية إذا ما جمعناها واتبعنا المنهج العلمي في البدء بالمشكلات التي تكون أكثر تكرارا وأهمية وتشكل التحدي الأكبر بين المخدرات والأمن والإرهاب والفراغ وغيرها لاخترت العنوسة والطلاق - ولي عودة بإذن الله لطرح جريء في مسألة الطلاق - لماذا ؟لأن المجتمع والدولة ما هي إلا مجموعة أسر فإذا استطعنا أن نعالج خلايا المجمتع وحل مشكلاته وأزماته لاستطعنا حل بقية المعضلات والمشكلات الكبيرة والصغيرة التي تتوالد هنا وهناك ،
أحبائي ، هل نتصور مشكلة تلك المسكينة التي تحملت لقب عانس وغالبا من غير ما ذنب تجلس في بيتها تنظر وبحسرة إلى ورقات التقويم السنوي يوما بعد يوم تتقطع أمامها وهي بلا دور طبيعي رباني جبلي فطري وهو أن تكون زوجة وأما . صدقوني نظرة واحدة منها للمرآة وهي تعطيها تعكس وجنتيها وخصلات شعرها واستدارة ثدييها وهي تقول كل هذا لمن ؟ كل هذا تنتهي صلاحيته ولا أحد بالحلال يطرق بابه ؟ تجوع المسكينة فتأكل ، وتعطش فتشرب لكن شوق اللقاء كيف تجد له مسكّنا ، أبواها وإخوتها كلماتهم ودعاؤهم وحتى رنين الهاتف من حولها وحتى طرقات الباب كلها تترقب معها المسكينة القادم الذي لا يأتي ، الكل هنا من حولها مسرور وسعيد لكنها هي وحدها تحمل هم نفسها ولا تستطيع البوح بألمها حتى لأقرب الناس لها لا همسا ولا كتابة .
قولوا أيها القراء هذه المسكينة بأي ذنب ( عُنّسَت ؟!)