السبت، نوفمبر 04، 2006

ارفع رأسك أنت حساوي!

ارفع راسك أنت حساوي ! نشرت بجريدة اليوم ملحق الخميس

اللغة العربية لغة جميلة واسعة ، وسعت كتاب الله آيا وحجة ، ولم ولن تعجز أن تعيش في هذا العصر رغم المنادين للهجات الشعبية المتنوعة في العالم العربي والحال هذه ليس قاصرة على العربية فقط ، بل هي موجودة في الإنجليزية ، فهناك فصحى وهناك عامية

ومع صرخات أهل اللغة الفصيحة وخوفهم الغير مبرر من العامية ، خاصة أن بعض علماء اللغة يرى أن اللهجات العربية أو على الأقل البعض منها عربي فصيح وبعضهم إلى تطور الدلالات والاستخدامات في الكلمة الواحدة فمثلا كلمة ( حميم ) تعني الماء الحار المغلي قال تعالى( فسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم ) ولكنها جاءت في بعض كلام العرب على معنى الماء البارد مثل قول الشاعر :فراق لي الشراب وكنت قبلا أكاد أغص في الماء الحميم

أضف إلى ذلك أن مجمع اللغة العربية صار يضيف بعض الكلمات العامية إلى معجمه بحكم تغير الدلالة وتطور اللهجات ودخول الأجهزة الحديثة التي تحتاج إلى مبادرة تسميات حديثة

...في ظل الكلام السابق نجد أن الشعر الشعبي صار يحقق انتصارات ومكتسبات على حساب الشعر الموزون المقفى وصارت مجلات الشعر الشعببي تملأ الأرفف في المكتبات ، زاد من هذه النجاحات وصول هذه الأشعار إلى آذان الناس عن طريق المغنين والمغنيات !

ومع هذه الحال نجد أن الكل يتشبث أكثر بلهجته ويفخر بها ولا يتنازل عنها ويدعو الآخرين إلى تذوق جمالها ، وإذا التقى في الأماكن العامة والمجتمعات الغير رسمية تحدث بها فتجد الكويتي يقول ( ها يبه ) والحجازي مستحيل أن ينطق ثلاثة إلاّ بلفظة ( تلاتة ) بالتاء وأهل نجد يقولون ( حِنّا ) بدل عن نحن ولا يخجلون أبدا من نطقهم للكلمات بهذه الطريقة .

وللأسف الحال في الأحساء مختلفة فتجد الخجل ومحاولة مجاراة الآخرين إذا ما التقوا معهم ويحاول الواحد منهم أن يقلد أهل نجد في كلامه ولكنته فيقول (حنا) مثلهم وبطريقة مضحكة ويكون كالغراب الذي حاول أن يقلد مشية الطاووس فلا هو الذي أبقى على مشيته ولا أتقن مشية الطاووس ويقول كلامه بصوت منخفض يكشف حياءه من لهجته المحلية ، بل ذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك بحيث إذا سئل : من أي منطقة أنت؟ قال : من الشرقية ! تحاشيا عن قول من الأحساء ( عجبي )

وإذا ما قال أنه من الأحساء فيعقبها بكلامه ( بس أصلنا ما هو من الأحساء ) وكأن الأحساء سبّة ، مركب النقص هذا لا نعرف من أين جاء ، لكن بالتأكيد أن اللهجة جميلة إلى حد أن جعلت من مسلسلات رمضانية مشهورة لا تستغني عنها بدليل ( اللّـه بيزنطونه ) و( زٍهْبه )!