السبت، نوفمبر 04، 2006

بين القصرين

بين القصرين

عنوان رواية جميلة لنجيب محفوظ ، يصلح عنوانا أستعيره لأضعه على قصر إبراهيم وقصر خزام الموجودين عندنا في الأحساء في الزمن الحاضر والغابر ، قريبان من بعضهما لدرجة أنه من الممكن لو علا رجل على قبة قصر إبراهيم لوصل صوته بالأذان إلى قصر خزام ...فضمن فعاليات مهرجان الشرقية(لك ولعائلتك) الذي ساهمت محافظة الأحساء فيه بأنشطة أبرز ما فيها هو سوق هجر التراثي المقام بساحة قصر إبراهيم المهرجان الذي كان من تنظيم وإعداد وتنسيق إدارة التعليم بالأحساء وبمتابعة من (عبد الرحمن المديرس) الرجل الأول في تعليم الأحساء وأيضا لا أغفل رجالاته ، قمت بزيارته وبالفعل كان مهرجانا ناجحا ولا أدل من ذلك الإقبال الكبير والازدحام الذي ضرب رقما قياسيا فيقال أنه تجاوز (100.000) زائر هذه شهادة بالنجاح؛

قصر إبراهيم هذا ينسب إلى الوالي إبراهيم بن عفيصان أمير الأحساء في عهد الإمام سعود الكبير الذي سكن القصر ونسب إليه ، أما تاريخ بنائه فيرجع إلى عام 974هـ حيث أقيم على مراحل وحتى عام 1000هـ ومساحة القصر 16500 متر مربع ، ويجمع البناء بين الطراز الحربي والديني بحيث بني بداخله مسجد يسمى مسجد القبة وهو من المساجد ذات القبة الواحدة التي تعلو جميع البناء وهو نمط فريد قل مثيله في المملكة العربية السعودية إن لم يكن هو الوحيد ( هذه المعلومات التي جمعتها عنه وقلت أنقلها إليكم ..وأذكر أن أحد الطلاب كتب موضوعا في مادة الإنشاء فقال وقد مررنا بقصر إبراهيم عليه السلام ظنا منه أنه إبراهيم النبي الكريم عليه السلام ، وهنا لا ألومه بل ألوم الذي شفّر قناة القصر ولم يجعله من المشاهدات المفتوحة .

أما قصر خزام فقد شيد عام 1220 هـ في عصر الإمام سعود بن عبد العزيز الكبير وتقدر مساحته بحوالي 12000متر مربع ، ويغلب عليه الطابع الحربي حيث استخدم كثكنة عسكرية.( للأمانة نقلت المعلومات من موقع وزارة المعارف)

إذن كلا القصرين في مدينة واحدة هي الهفوف ، وكلاهما يقفان بشموخ في مكانين محترمين تمر بهما الناس ويلقون نظرات ويتبادلون بعض الأحاديث ليلا يحكون فيهما عن القصرين مما سمعوه من آبائهم وربما أجدادهم ، هذه القناة التراثية ( أقصد قصر إبراهيم ) فتح تشفيرها وسمح للناس أن يدلفوا إلى داخل القصر ويروا ما به بعد عمليات المكياج والتعديلات للمحافظة على القصر ( سموها ترميما أو حفاظا على التراث ) المهم ،أنها خصوصا بعد تركيب الأنوار الكاشفة ذات اللون الأصفر الذي يقترب من البرتقالي وتعمل ليلا أضافت على القصر رونقا خاصا وزاد من فضول الناس حوله ، وبالأخص الزوار الأجانب أو السائحين ، كان القصر يفتح فقط لكبار ضيوف المحافظة الرسميين أو للزيارات الرسمية يعني طلاب الوفود والمدارس يعني بشكل محدود ورسمي ،وبعد أن فتح القصر للناس ، جاء الناس أو أقصد الأجيال التي تمر بذلك البنيان المجهول يدفعهم الفضول لأن يتطلعوا إلى ما بداخله واستغل المنظمون هذا الفضول وأقاموا سوق هجر للتراث فيه مما ساهم بنجاح المهرجان بشكل لافت .. السيارات المتراصة حول القصر والأطفال بأيدي آبائهم والنساء وهن يتحدثن بهواتفهن المتحركة ، وإذا دلفت ذهلت ولم تعرف إلى أين تتجه؟ وبماذا تبدأ ؟ وترى كل شيء يستحق الوقوف عنده والتملي فيه ، فصار الناس يحجون إلى قصر إبراهيم زرافات ووحدانا و لطبيعة أهل البلد في التواصل فكل منهم ينقل للآخر مشاهداته وبشيء من الملح للتهويل مما يدفع للّحاق بالركب وعدم تفويت الفرصة و إدراك جمال العرض ، فتساءلت في نفسي لو فتح القصر وخدم بمعلومات ومرشدين سياحيين و مطويات وعرض في القناة الفضائية السعودية بشكل متكرر ، وأقيمت هناك ولأيام معينة ذات الطريقة الفاتنة في العرض وزيد عليها ، وجعل هناك مبلغ رمزي للدخول لتطوير الفكرة والعرض ، أظن أن الحدث سيكبر ... كل الكلام الذي سبق لا يعنيني !! الذي يعنيني هنا أين قصر خزام عن قصر إبراهيم ولماذا ولماذا لا يعتنى به و يفتح تشفيره ولو باشتراكات ؟!!