السبت، نوفمبر 04، 2006

شارع العاشقين

شارع العاشقين

تستطيع أن تكتب ما تشاء في الوقت الذي تشاء وبالاسم الذي تشاء حتى لو كان يخدش الحياء

، عبارات الحب والهيام وتشجيع الأندية ، وربما بعض الفضائح ولقد مرت علينا سنة عجيبة كنا نجلس صباحا نحاول الاطمئنان على بيوتنا وسياراتنا من الكتابات التي أخذت تطال كل شيء وأي شيء ولكي أدغدغ ذاكرة بعض أهل الحارة بتلك العبارة التي ملأت أعينهم وأعيتهم السبل في الحصول على كاتبها ( بوقلق ) الذي أقلقنا ؛

بمجرد ما شرع المقاول في وضع الحواجز لبناء مدرسة في حي كبير إلا و كتب على ذلك الحاجز ( شارع العاشقين )

مع أن الشارع يكاد ألّا يخلو من السيارات ليلا ونهارا ، لكن كيف له الجرأة لأن يكتب تلك العبارة المشينة ، أدوات الجريمة سهلة ( بخاخ صبغ ) بـخمسة ريالات وربما احتاج إلى لثام ولا يشترط جمال الخط ولا الإلمام بقواعد الإملاء .

..أذكر أني دعيت لكتابة رأيي في تلك الكتابات التي ملأت الشوارع وجدران الأبنية خاصة أمام واجهات مدارس البنات في مجلة تربوية فكتبت حينذاك :( أتصور أنّ نسبة الكتبة على الجدران قليلة في المجتمع فهي لا تمثّل إلا 5% على أعلى تقدير وأنها تنعدم في العنصر الأنثوي من المجتمع – أقصد في الميادين والطرقات – وإلا العجب العجاب من الكتابات داخل الأماكن المخصصة لهن مثل المدارس والكليات ودورات المياه وعبارات الهيام باللاعبين والمغنيين كثيرة – وللأسف رصدت كتابات ما كنت أتصور أن توجد بين الفتيات عندنا وهي تمثل الجنس المثلي أو ما يعبر عنه بالإعجاب !!

ولا يزاول هذه العادة إلا الشريحة العمرية بين 7سنوات وعشرين سنة لكن هذه الزيادة في الكتابة الجدرانية ناتجة عن إهمال في محو الكتابات وتقصير من الجهات المعنية في هذه المهمة فمن الملحوظ أن العبارات المكتوبة أحيانا تكون مكتوبة ولها ما يزيد على العشر سنوات فما ذنب الأطفال في الحي في هذه الكتابة بل أقول أن التقصير في إزالة هذه الكتابات ربما شجّع الأطفال لهذه الممارسة فتكاد تكون الجدران مكسوّة بالكتابات بنسبة عالية لكن جلّها كتابات قديمة .

أما أسباب وبواعث الكتابة :

1) الفراغ فلو وجد للشباب والأطفال ما يشغلهم بالمفيد لانصرفوا عن هذه الممارسات .

2)ضعف التوعية بسوء هذه الممارسة

3)عدم إيجاد العقوبات الرادعة .

4) غالباً ما تكون تشجيعا لأندية رياضية .

5) الغريب أن بعض الكتابات تكون عبارة عن رسائل متبادلة وحوارات بين أكثر من طرف وهذا ملحوظ في دورات المياه (أكرمكم الله )

6 ) التشهير والانتقام من شخص أو أشخاص بعينهم .

7) الذكريات .

8) التخريب والتشويه .

وتترتب على تلك الكتابات عواقب كثيرة أهمها التشويه الحاصل والضرر الواقع على الحي أو الموجّهة له تلك الرسائل أو الموقّعة باسمه من دون أن يكون له دور فيها ، ونشر سلوكيات أو أفكار غير حقيقية أحيانا وأحياناً خدش حياء المارة مثل العبارات التي توضع على بعض مدارس البنات والمقصود بها إحداهن !! والله المستعان ؟