الثلاثاء، نوفمبر 07، 2006

خل بالك من عقلك

خل بالك من عقلك = نشرت في جريدة اليوم ملحق الأحساء 4-7-2005م
يا أبا منقاش أحسنت فزد .. فعلكم يا بن العلا فعل الأسد

الأباتشي أنت من أسقطها برصاص مثل حبات البرد
هل تذكرون هذه الأبيات .. التي صدح بها د.عائض يثني فيها على حجي بو كاظم الفلاح الأكذوبة الذي أسقط الطائرة العمودية العسكرية الأكثر تطوراً في العالم ببندقية صيد وسقطت الأباتشي في مزرعته، نعم كانت كذبة أطلقها إعلام صدام الكيماوي وصدام الملابس الداخلية وصدام الجحر أطلقها وزير الكيموديا الصّحّاف .
ومع ذلك فلا زلت أذكر ذلك المساء الذي استمعت فيه إلى قصيدة الدكتور تذاع مراراً وتكراراً في الراديو ثم توالت النكات في الجوال : للبيع لأحسن سعر أباتشي معطوبة ، للمعاينة مزرعة حجي بوكاظم نكتة مضحكة في زمن البكاء بلا دموع ،زمن النساء بظل وبلا ظل .
ورغم أنها نكتة لكن الدكتور مررها لنا ملحمة تاريخية، خرج علينا عائض آخر لا نعرفه في فيلم نساء بلا ظل بطلا يجلجل بصوته بحرمة الاختلاط ووجوب الحجاب وفي مقطع آخر من الشريط حسب ما تناقلته الصحف : يجيز كشف الوجه وفي فتوى أخرى يسمح بقيادة المرأة للسيارة ، الصورة التي أظهرته فيها المرأة السعودية هيفاء المنصور مخرجة فلم السفارة الفرنسية والاتهامات المتبادلة بينها وبين الدكتور بعد العرض والمجاملات والاعتذارات والبيانات، أجلَت وبجلاء مبدأ الثابت والمتغير الذي يرسم صورة من صور الثقافة الدينية والاجتماعية التي بدأ الجميع يسمع فيها بوجهات النظر الأخرى مع قدوم الطبق الفضائي والاستفسارات والأسئلة واللقاءات التي تكون مع الضيوف (بلا حدود ) وحين تسلط عليهم ( إضاءات ) هنا وهناك .
لا شك أن التغيير الذي طرأ كما هو ظاهر في الفلم تغيير رصدته عدسة الكاميرا ببطء عبر مدة الفيلم القصيرة الطويلة حيث زمن الأشرطة السمعية والخطب المنبرية التي تحولت إلى بطولات الأفلام السينمائية ، هو تغير كبير أصاب المجتمع بأكمله تقريباً ولازالت المتغيرات تتوالى وتتعاقب بسرعة أكثر من أن ندركها حتى أصحابها أنفسهم أحياناً رغم أنهم يتبدلون إلا أنهم يتفاجأون ويفاجئون متابعيهم أيضا بحدة زاوية التغيير التي تطرأ على قائد الحافلة الذي يلتف بشدة قافلا ليطوّح برؤوس الركاب ويجعل أرجلهم تطل من نوافذ الحافلة .
بغض النظر عن كوننا مع هذا التغير الذي طرأ أو ضده نتفق أم نعترض إلا أننا يجب أن نتهيأ لهذا التغيير العاصف بربط الأحزمة وإمعان النظر والتحديق في محاولة لرصد الهزات الثقافية كي لا يعصف بنا تسونامي الفكر ولا نصبح ذات يوم ونكون كالرجل الذي فقد عقله فلا نعرف الوجهة ولا نستطيع ضبط الاستجابات.
كلمة أخيرة فقط خلّ بالك من عقلك ولا تحزن