الثلاثاء، نوفمبر 07، 2006

بيبي كليب

بيبي كليب - نشرت في جريدة اليوم ملحق الأحساء 29-4-1426هـ
لفت نظري في الأسبوع المنصرم لوحة كبيرة تحمل إعلانا عن منتج من منتجات الحليب الخاصة بالصغار وتحمل عرضا تسويقيا عبارة عن هدية اسطوانة ليزرية تحمل عددا من الأغاني ولا أدري ما الأغاني التي سيحملها لنا هذا القرص؟!،
وكأن العملية ناقصة زيادة من كوم الأغاني التي تنهمر علينا من فوق ومن تحت ومن السيارات التي بالجانب وفي الراديو وأصوات الأغاني بالجوال وحتى داخل المساجد لم تسلم المساجد من ( أخاصمك آه ) وأخواتها
ألعاب الأطفال لم تعد بريئة كما هو المعتاد بل أصبحت العرائس الصغيرة ترقص وتغني بكلمات الحب والهيام وبرقصات المحترمة فيفي عبده وغيرها من المحترمات التي تقول في مقابلة لها لما سئلت كيف ترقص بملابس أقل ما يقال عنها أنها قليلة أدب قالت : إنها تعتبر كل المشاهدين إخوتها وأنهم محارم لها وعجبي !
ربما يكون هناك رابط حقيقي بين الحليب والرضاعة وطريقة المغنيات هذه الأيام بعرض بارز لمنطقة الصدر وإجراء عمليات تجميل لهذه المنطقة حتى أصبحت عروض الفيديو كليب أكبر أسلوب توعية بالرضاعة الطبيعية ومصادرها !!
أنا متفائل جدا لكن الرؤية التي أمامي قاتمة فأظن أن كلكم تابع اللقطات التي بثت على الإنترنت لمشاهد في صفوف المدارس والمعلمين يطبلون للطلاب والجميع يرقص ولعل أشهرها مشهد " وين الحركاااات الفتحة والضمة ؟" مشهد مضحك ... مضحك بالفعل . ولقطة هي الأخرى تتبادل على الانترنت لمعلم من مدينة الأحساء واضحة كافة معالم وجهه وشخصيته ومادته وهو يغني للطلاب والطلاب يرددون خلفه .
هل ستصبح مدارسنا وبيوتنا أكاديميات لتخريج المغنيين والمغنيات أو بمعنى آخر سوبر ستار أو ستار أكاديمي كبيرة تخرج لنا نسخ من " هشام "
نحتاج مراجعة كبيرة لطريقة تربيتنا لصغارنا ومحاولة عاجلة لانتشالهم وانتشالهن من الهجوم المتتالي للأغاني من حولهم حتى لم يعد هناك طفل قد سلم من تلوث الأغاني وترديدها حتى أنهم يحفظون مقاطع الأغاني الجديدة أكثر من حفظهم لمقاطع آيات القرآن ، وللأسف بعض الآباء تجده يفاخر بأن صغيره يحفظ ويردد الأغنية الفلانية ويجيد الرقص ويطلب منه أن يؤدي ما يحفظ من مقاطع أمام زملائه وأصحابه وكأنه يشجّعه على أمر محمود ، وإذا كان رب البيت بالدّفّ ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص "
عولمة الأغاني التي تحاصرنا من كل حدب وصوب لتشجع أبناءنا على الغنى في سباقات على الهاتف وعلى الفضائيات وأحيانا من شركات أجنبية تخيم في دول عربية مجاورة لتعلن إعلاناتها بصفحات كاملة تدعو الراغبين والراغبات للدخول في المنافسة على الغنى والأغاني للوصول للشهرة وخوض غمار المنافسة أمر خطير
والأخطر منه أن تكون هناك جامعة بمسمى أكاديمية تدرس الشخلعة أو ما يعرف حديثا باسم الفن