السبت، نوفمبر 04، 2006

آلو بابا فين؟

آلووو بابا فين؟

في( الأحساء )وكنقطة من نقاط الوطن العربي المهمة وباتجاه العولمة أو العوربة -كمصطلح من عندي أنا ويسجل في ابتكاراتي أيضا – تشعر أن أغنية أطفال أخذت الناس بعيدا عن همومهم السياسية والاقتصادية وأصبحت تدخل المجلس وتشاهد الأطفال يرددون ( شفت البرايه ) وكلام آخر لا معنى له ولا يرسّخ أي مفهوم تربوي إلا إذا سجّل الرقص من المهن التي لا بأس في تعلمها لمواجهة البطالة !

وأنا في السيارة أنتظر مع ( عزوزي ) الصغير إذ واقترب مسجل كبيرمن النوع المتحرك ،آسف أقصد سيارة صوت الأغنية يعلو وأيضا ( بابا فين ؟ ) إذ لاحت من صغيري ابتسامة وقال لي : سمعت ؟ قلت نعم ، سمعت .. هذه الأغنية بيع منها يا أحبة وفي أول أسبوع منذ نزولها أكثر من مليون نسخة يعني في لغة أهل المغنى اسطوانة ذهبية ، والعجيب أنها لم تتوقف عند الشارع والسيارة فحسب بل امتد أثرها إلى الانترنت فجاءتني على بريدي الاكتروني رسالة ضحكت منها كمحاكاة لكلمات الأغنية واسمحوا لي أن أنقل بعض ما جاء فيها :

‏وانتي من ؟! .. انا حصه .. اخت عمشه .. بنت ابوي ..
‏انا شربت الحلبه .. بقت شفطه ..خليتها لعمشى ..وشفطتها المعزه ..وانا قلت لابوي ..

‏وانت من ؟! ..انا مناحي ..مناحي من ؟! ..مناحي قصيرهم ..مناحي حبيبهم ..
‏الشيء الجميل الذي أتمنى أن يصل للآباء هو بالفعل السؤال ( بابا فين ؟) أين الأب ؟

المشكلة التي أخذت تكبر وتكبر أن الأب صار يهرب من البيت بمبرر وبدون إما لزيادة في الدخل أو أنه يريد أن يكون في الاستراحة مع الزملاء والأحباب أو ( الدّارية ) !

إن كثيرا من المعاناة التي يعانيها الأولاد هي فقدهم رقابة وتربية آبائهم فلم يخصص الأب وقتا للجلوس معهم ولا لتعليمهم ولا للعب معهم ولا للترويح عنهم ، صار الأب الفعلي لهم هو السائق والأم الفعلية هي الخادمة !ولا تسألوا بعد ذلك لماذا تفسد أخلاق الجيل من الشباب ذكورا وإناثا؟ ..أسألكم لو كان الأب يصرف شيئا من وقته لأولاده هل سنجد ذلك الشاب المعاكس أو الفتاة المتبرجة في السوق ؟!

يا آباء ، الأولاد أمانة يجب أن تعطوها حقها من الرعاية والمتابعة وليس يقف الأمر عند سن معين بل تابع أولادك حتى إذا كبروا وتزوجوا وصاروا آباء أيضا ..أكثر ما أخشاه أن يكون السؤال القادم : ماما فين؟!