السبت، نوفمبر 04، 2006

الجنود والعساكر

الجنود والعساكر

حين نتابع العروض العسكرية والاستعدادات التي تجهزها الدول خاصة في مجال القوة الصاروخية والطيران والغواصات وأخبار المدرعات الجديدة والتقنيات المتطورة ، ناهيك عن التنامي المتصاعد لمدى الصواريخ التي تستطيع أن تحمل قوى تدميرية نصاب بالذهول ونقول متى نسمع عن شيء من هذه القوى وقد حازتها الدول الإسلامية والعربية ؟!

وتصاب بالذهول أكثر وأكثر عند متابعتك لعروض القوة التدميرية التي تحدثها القنابل الانشطارية والذرية والنووية والهيدروجينية والجرثومية .... إلخ .

وتجهيز الجيوش وإعداد الجنود بترسانة تقنية تتيح للجندي الرؤية الليلية وتحديد المواقع والدخول على الانترنت والاتصال الفضائي ...إلخ .

حينها أضحك- وشر البلية ما يضحك -حين أشاهد الاستعدادات والإمكانات التي نعدها ونقدمها للناس من العساكر والجنود من فئة ( فيعل العسكري ) و ( فاعلة الجندي ) وأشباههن من الممثلات والمغنيات . ونقدمهن كقوى فتاكة مجهزة بتقنيات طبيعية ومحسنات جراحية وحيل سينمائية تصويرية وبتفنن في كشف الأسرار والخبايا بالعلن والظهور على الشاشات لتصوب الأعين النظر لها بحدة وتمعن في الزوايا والمنعطفات والفتحات خاصة من قبل طاعني السن الذين لا يزالون يبحثون عن أراضي جديدة يخوضون فيها معارك يعودون فيها كالمارد الأزرق الذي للتو قد أنهى ابتلاع حبته الزرقاء العجيبة .

والعجيب أكثر أن الأسلحة التي نقدمها والبطلات اللاتي نقدمهن لا ينجحن إلا في شل ما تبقى من فكر وإبداعات وآمال ولادة صلاح الدين جديد في الأمة .

نعم ، لماذا لا ينجحن في شغل فكر الأعداء أو الأصدقاء ثقال الدم والطينة الذين يحشرون أنوفهم في المناهج والقرارات المصيرية والصفقات والعلاقات ومراجعة بيانات الاجتماعات الدولية.

سؤال حقيقي وقوي جدا : لماذا لم ينجحن بجبهاتهن الأمامية والخلفية في شغل الأصدقاء عنا ، أو على الأقل نقنع الأصدقاء أننا بلغنا مرتبة من التشابهية والمثلية الأخلاقية والتحررية ما لا نحتاج به للتدخل في شؤوننا الداخلية .

الاستعدادات والتجنيد الإجباري ( أقصد الترقيم الإجباري )وهواة السفريات والرحلات قد نقلوا خبراتهم وسطروها بشهادات جوازاتهم التي طارت بها الركبان .

والمساعدات والدعم الخارجي بالقنوات الفضائية العربية ذات التمويل المعروف وغير المعروف لنقل العهر للبيوت عبر حوارات مكتوبة تظهر على الشاشة ليقرأها المراهق والمراهقة أمام الأم والأب ولا يستطيع أولياء أمورهم عمل شيء أي شيء حتى لو مجرد ( كلمة يا أولاد اللي بتشوفوه هذا عيب وسخافة وقلة أدب )

أبدا ، تزايد وتنامي في العروض وتفنن في امتصاص الجيوب وإغراء البقية المتبقية بالاتصال والإرسال وتبادل الحوار التافه على الملأ وكأن الحياء قد مسح من أعين الفتيان والفتيات .

وربما قام الفتى أو قامت الفتاة بإرسال رسالتهم السخيفة من الجوالات الخاصة بآبائهم وبعلم أو بغير علم من أولياء أمورهم .

وفي تقرير نشر مؤخرا عن توجه عصابات وتجار المواد الإباحية لنشر مواقعها العنكوبتية لشباب وشابات الخليج وتشجيعهم على اختراق الرقابة المحلية بأساليب منوعة .

سؤالي الذي أختم به المقامة العسكرية : ماذا سيكون الحال عليه بعد إطلاق القناة الفضائية الإسرائيلية الناطقة بالعربية والتي ستبث ما لم تستطع قنواتنا العربية أن تبثه -لوجود بقية متبقية من خير في نفوس الباذلين لها- مع إمكانية التقاط إشارتها في كافة أرجاء الوطن العربي ؟!

الموضوع غير عادي قناة تبث مواد عسكرية عربية موجهة يعني بلغتنا فهي قادرة على التأثير أكثر وأكثر هل سننتظر حتى تطلع علينا؟ أم سنغير في طريقة تفكيرنا وتناولنا للأحداث ونتعلم أن الحرب الدائرة قذرة ولا يتوانى الأعداء فيها عن استخدام أي سلاح حتى ولو كان ذلك السلاح قنابل من اللحم الأبيض المتورّم ؟!