السبت، نوفمبر 04، 2006

بلاي ستيشن

بلاي ستيشن

زحام السيارات ، وطيش الشباب في تعاملهم مع محركات ثائرة في شوراع لم تعد تتسع إلا لموجة من التبرم والضيق وحكمة تتوارثها الإدارة المرورية في محافظة الأحساء ، (الطريق الذي يجيك منه الريح ... سدّه واستريح ) وزادت هذه الحكمة تطورا وتقنية فصاروا يضيفون بشكل عشوائي المزيد من الإشارات المرورية حتى أبدع المرور عندنا فوضع إشارات مرورية في الدوّرات ولا أدري لماذا لا تسجل الأحساء في كتاب جينيس للأرقام القياسية كأكبر مستهلك للإشارات الضوئية ، وصارت مصانع الإشارات الضوئية تتعامل مع مرور الأحساء كعميل ممتاز وأكثر من ممتاز فأضحى الطريق الواحد يجمع عددا من الإشارات الضوئية وأحيانا لم تعد تكفي هذه الإشارات ليستعينوا بعدد من الإشارات البشرية والصافرات ..

أتساءل هل عجزت عقول المفكرين في طريقة أخرى غير الإشارات يعني مثلا هناك اختراع اسمه جسر وشيء آخر اسمه نفق وشي متعارف عليه اسمه توسعة وشيء آخر اسمه شق طرق أخرى فلماذا نتوجه دائما لحل مثل إغلاق الطرق والإشارات الضوئية ؟!!

في ظل الوضع الراهن قرأت تصريحا في جريدة اليوم يذكر أن عدد الحوادث المرورية انخفض بنسبة 60% ، ولا أدري كيف جاء هذا الانخفاض مع ما نشاهده يوميا من نثار زجاج السيارات في الشوراع ، وما نسمعه من الوفيات وحالات الدهس للطالبات والأطفال وكبار السن

جرب وقُد سيارتك في حي مثل الخالدية مثلا في ساعات الصباح الأولى أو بعد المغرب ستجد أنك تقود بطريقة ألعاب البلاي ستيشن أو ألعاب الملاهي فحركة رأسك والتفاتك المتكررة والسريعة جدا أعطت عنقك لياقة غير مسبوقة و يستحيل أن تنتهي رحلتك هذه وأنت على هيئتك ( وشخصيتك ) فربما سقط العقال أو الشماغ من جراء هذه القيادة العجيبة .

هذه الرحلات اليومية التي نقطعها مغامرات مرورية يومية نركب السيارات ونقرأ دعاء الركوب ونقول رب سلّم سلّم .

باقي أمر آخر أريد الإشارة إليه وهو ما استجد مؤخرا من انخفاض في أخلاقيات المرور عند السائقين فلا احترام لامرأة تريد أن تعبر الطريق ولا شيخ مسن ولا لماش يريد أن يصل إلى الجهة الأخرى من الطريق الذي لا يوجد فيه جسر مشاة أصلا ولا لمعاق أو إفساح لسيارة أخرى كل هذا يجعل حياتنا لعبة بلاي ستيشن يومية لا ندري متى تنتهي ؟!