السبت، نوفمبر 04، 2006

الحر عندنا غير

الحر عندنا غير

مع انتهاء الطلاب من اختبارات الفصل الدراسي الثاني ،البعض من الناس ربما لا ينتظر خروج النتائج إلا ويرحل من البلد هروبا من الصيف اللاذع ، هكذا الحال مع سياح الصيف الذين ذهبت تقديرات تكاليف رحلاتهم إلى 43 مليار ريال سعودي سنويا حاليا كلها تذهب إلى خارج البلاد ، أما الأحساء والأحسائيون فثقافة الهجرة تهاجر بعيدا عنا ولا يهاجر الأحساء إلا القلة القليلة وغالبهم إلى مكة يتجهون أياما معدودات ثم يعودون ، حتى صار منظر حافلات النقل المجرد أقصد بالمجرد الذي مهمته فقط أن ينقلك وليس شيء آخر سواه فلا ماء ولا وجبة ولا ما عداه حتى وصلت أسعار النقل إلى أسعار خيالية ( 80) ريالا فقط !!

الفئة التي تبقى عندنا تكافح أعلى الدرجات المسجلة على مستوى المملكة بدون مبالغة فدرجة الحرارة تبلغ عندنا أكثر من خمسين مئوية ، ولم أر في المنطقة الخليجية أشد حرارة منا إلا الكويت

الناس هنا يضحكون من الأخبار العالمية التي يرون فيها الناس يهلكون ويغمى عليهم حين ترتفع درجة الحرارة عندهم إلى درجات 38 والأربعين وتراهم ملتفين حول النوافير المائية يتبردون ويرشون الماء على أبدانهم ويلبسون من الملابس التي تبدي أكثر مما تخفي وتكون الفرجة مجانية

والراديو والإذاعة عندهم تأتي بتحذيرات وإرشادات من حيث توقي ضربات الشمس وتناول كمية من الملح تعويضا للفاقد .

هذه الضحكات والابتسامات عندنا تقتلها فواتير شركة الكهرباء التي لا نملك أمامها إلا الدفع وتستفرد بنا وترمي بشررها وتحقق أرباحها وترفع من رواتب موظفيها المتخمة ( بالمناسبة مع مطلع عام 2003 ستكون هناك زيادة بنسبة 3.8 % في رواتب موظفي الشركة وكلها من جيوبنا وأيضا بدل سكن شهري)

.. فيا شركة الكهرباء إذا كان الأغنياء ضاقوا ذرعا من أرقام الفواتير الفلكية في أشهر الصيف فما بالكم بالفقراء ؟! حتى أصبح من المألوف جدا أن ترى رجلا يشحذ في أحد المساجد والورقة الحمراء بيده تحمل تهديدا بفصل التيار ، ثم يا أنتم يا من تهاجرون في رحلة الصيف أما تلتفتون مجرد التفاته لهذا الفقير البائس وتعطونه شيئا يعينه على الصيف وحرارته

الغريب أن الجهات الخيرية لها مشاريع تسمى معونة الشتاء ، لكن لم أجد جهة خيرية تتبنى معونة الصيف وتساعد الفقراء والمعوزين على سداد الفواتير الفلكية وتوفر لهم البرادات وتصلح لهم المكيفات ..و.. وسأقوم الآن لأفتح جهاز التكييف فأشعر أن المقالة قد زادت من حرارة الغرفة !!!