السبت، نوفمبر 04، 2006

بين كن داعيا و البطاقة الدعوية
انتهى منذ مدة قصيرة معرض كن داعيا المقام بالعاصمة الرياض واستطاع أن يستقطب أرتالا من شباب الدعوة والصحوة وسط الصوت الوسطي المعتدل والطرح الإسلامي المتزن والمعرض يحمل هذا العنوان وتقيمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ، وسبق أن أقامت مثله في الدمام وحقق نجاحا باهرا فلهم مني وعن كافة المهتمين الشكر والتقدير وعلى رأس القائمين معالي الوزير آل شيخ حفظه الله ،
ولكن السؤال / المعرض بهذا العنوان يريد أن يوسّع شريحة الدعاة ويستفيد من كافة طاقات المجتمع لتتوجه نحو الدعوة إلى الله تعالى ويعطي رسالة بأن أعداد الخريجين من الكليات الشرعية والدعوة والثقافة الإسلامية لا تفي بالحاجة سواء داخل البلد أو في الخارج
وما دامت الحال هذه فنحن نحتاج إلى دعاة إلى الله ليسوا بحملة شهادات جامعية في تخصصات شرعية ليمتثلوا هذا الشعار ( كن داعيا )
ولكن الشخص الذي يحمل شهادة جامعية في تخصص غير شرعي كأن يكون فيزياء أو رياضيات أو غيرها إذا أراد أن يدعو فلابد من وجود بطاقة داعية يستطيع بها هذا الداعية أن يحاضر في أي مكان وهذه البطاقة يحتاجها صاحب المؤهل الشرعي أيضا وإلا هل سيحمل صورة من مؤهله الأكاديمي في كل محفل ؟!
وعلى سبيل المثال خطباء الجوامع أليسوا بموظفين عند الوزارة ولم يعينوا إلا من قبل الوزارة ونسبة كبيرة منهم لا تحمل مؤهلا شرعيا ولا يعيبها ذلك خاصة إذا قرأنا ما خطه الأديب حمد القاضي من كونه يفضل الشيخ في الفتوى ولا يفضل الدكتور والناس أيضا لا زالوا على هذا المنوال فيفضلون من يحمل صفات الداعية وليس من يحمل المؤهل الأكاديمي الشرعي
وهؤلاء الخطباء يخطبون الجمعة وفي عدد كبير يصل أحيانا إلى أكثر من ألف شخص وهو ما لا يتوفر في المحاضرات والدروس أبدا ، وبعض هؤلاء الخطباء لا يحمل مؤهلا جامعيا أبدا بل مؤهله الشهادة الثانوية ومن الممكن أحيانا ألا توجد حتى الشهادة الثانوية وأنا هنا لا أعيب على هؤلاء شيئا بل ربما بعضهم قد فاق وبمراحل أصحاب المؤهلات الأكاديمية الشرعية العالية أسلوبا وتمكنا وقبولا عند الناس وهذه من الله سبحانه ، ولقد أحسنت صنعا وزارة الأوقاف حينما شرعت في تنفيذ دورات شرعية للدعاة والأئمة والخطباء ويفترض أنها منحت بطاقات الدعوة لكل من أنهى دورة معتمدة عندها أو عن طريقها حتى تحقق كن داعيا
ما أريد أن أقوله أن البطاقات الدعوية تنظم هذا المجال وتحقق نفعا كبيرا ، لكن ينبغي أن تكون هناك توسع في منح هذه البطاقة وأن لا يقتصر في منحها لأصحاب المؤهلات الشرعية الأكاديمية ولكن يوضع هناك مواصفات معينة مثل سلامة اللغة والمعتقد والدين والسيرة الحسنة وحفظ قدر من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة وأن يحمل تزكية من أحد علماء أو دعاة أو قضاة البلد وبعد ذلك يسير هذا الداعية وفق قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (( بلّغوا عني ولو آية )) فيتحدث في مواضيع عامة ولا يفتي ولا يدخل في الحديث حول مواضيع حساسة أو خلافية ؛
وتكون هذه البطاقة على شكل رخصة وتجدد سنويا ، وإذا ما أراد هذا الداعية إلقاء كلمة في محفل أو مسجد فما عليه إلا أن يخطر أصحاب المكان بموعد مسبق ويحضر بطاقة الدعوة السارية المفعول ، وبهذه الطريقة استطعنا أن نحقق فكرة المعرض بمشروع عملي ينفع الأمة وينظم فكرة الدعوة إلى الله ،
أما أن نحصر الدعوة إلى الله في أصحاب المؤهلات الأكاديمية الشرعية فقط فهنا قد خسرنا طاقات كبيرة ربما الناس يسمعون لهم ويحبون حديثهم وعلى سبيل المثال : أكثر برنامجين دينيين متابعة ومشاهدة هما للداعية ( عمرو خالد ) يحمل مؤهل محاسبة والداعية ( طارق سويدان ) ويحمل مؤهل إدارة فمتى نرى البطاقة الدعوية الجديدة ؟