الاثنين، أكتوبر 30، 2006

اغتصاب برائحة السمك

" اغتصاب برائحة السمك " نشرت في جريدة الحياة

عدد يوم الاثنين الموافق 30-10-2006م

اغتصاب برائحة السمك

لا أدري أي قلوب حملها أولئك العصبة المجرمون الذين تعرضوا لفتاة مخطوبة بمدينة القطيف المدينة الساحلية على ضفاف شاطئ الخليج العربي ، كانت تلك الفتاة عائدة لمنزلها وتقترب من الدخول فيه .. أحلام الكوشة والزواج والليالي الجميلة التي تحلم بها مع عريسها المنتظر تداعب أخيلتها وهي تمشي بخطوات حالمة كغزالة تلامس بقديها الطاهرتين أعشاب بسيطة خضراء من الأعشاب ... لا تدري تلك الفتاة ما الذي خبئ لها في تلك الليلة الكئيبة التي لم ولن تنساها وتحتاج إلى جلسات علاج نفسي لتنسى تلك المأساة التي تعرضت لها ... هي فتاة سعودية وبنت عاشت في بيئة تقدس الطهر والعفة ولا تعترف بأي علاقة مساس خارج نطاق بيت الزوجية الرباط المقدس الذي يتوج كل علاقة عفيفة مباركة .

تلك الفتاة المسكينة التي تألم المجتمع بمأساتها حين تعرضت لاختطاف من قبل سبعة شياطين من شباب المدينة الحالمة ليخططوا جريمتهم النكراء في جعلها في مؤخرة السيارة عنوة غير عابئين بصرخاتها المبحوحة ليخوفها تحت أقدامهم في المقعد الخلفي وينطلقوا لمكان مهجور من العشش الخاصة بالصيادين ويتعاقبوا على اغتصابها واحدا تلو الآخر دونما رحمة ولا استجابة لكل توسلاتها ثم ينطلقوا بها قافلين ليرموا بها وهي في حالة تنازع الموت عند سكة مظلمة وينطلقوا بعارهم .. هل ماتت الغيرة فيهم ؟! هل مسخوا ؟ هل كانوا تحت تأثير عقار مخدر ؟ سنهم المتفاوتة وعددهم وبعضهم للأسف متزوج وله أولاد يجعل من الحادثة في مدينة وادعة هادئة كارثة كبيرة يصعب علينا تحملها وتجاوزها ، لأنها بشكلها الحالي أكثر بشاعة من جريمة الاغتصاب المتعدد الذي تعرضت له السيدة البحرينية في الكويت لأن أولئك شباب غير متزوج والظروف مختلفة .

ولعل الموقف الشهم الكريم الذي سجله صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله حين تابع وبنفسه شخصيا تلك المأساة ما أدى إلى سرعة القبض على أطرافها وبسرعة كبيرة جدا ، وساهم في تسهيل مهمة رجال الأمن حين استطاعت الفتاة بذكائها وذاكرتها النفسية أن تتعرف على أن الشبان كانت رائحة السمك فيهم قوية لدرجة أنها أوقعت الشبهة في مجموعة من الشبان المتمرسين في صيد السمك وتعرفت على أحدهم ثم كان حلقة للتعرف على بقية السلسلة المريضة .

الجريمة النكراء التي ينظر فيها عدد من القضاة وربما نطقوا أو أوشكوا على النطق بالحكم على المجموعة والذي ينتظره المجتمع بتشوف للانتقام لعرض فتاة كريمة .. نحتاج من مراكز دراسة وتحليل الجريمة عندنا في السعودية أن تتعقب مثل تلك الجرائم وتحصيها وتحللها وتوجه بالسبل التي تقلل من تكرارها والاستفادة من تجارب الشعوب الأخرى في معالجة مثل هذه الجرائم الغريبة على مجتمعنا والتي لم نكن نعرفها ولا نقرأ عنها هنا هل هي من نفايات العولمة والتأثير الخفي للمواد المشاهدة عبر الفضائيات الممسوخة .

...إن هذه الجريمة كارثة وانتهاك حاد لشكل الجريمة القذرة التي بدأ يتسلل وبقبح لمجتمعنا الآمن المسالم الذي لم يتعود أبدا أن يعايش جريمة خطف واغتصاب بشعة لهذا الحد ، كما ونحتاج مراكز خاصة متقدمة لمعالجة أولئك الذين تعرضوا لمثل تلك الجرائم ومحاولة معالجتهم منها وتوجيه النصائح والإرشادات لأسرهم أيضا لتجاوز الصدمة .


تستطيع قراءة المقالة من جريدة الحياة:اضغط هنا من فضلك