الخميس، سبتمبر 18، 2008

نايف يكتشف خيانة زوجته في رمضان


نايف يكتشف خيانة زوجته في رمضان

Exclusive خاص بالمدونة

حقيقة لم أشاهد (نايف) ولا أعرفه ولم تحصل لي السعادة برؤية زوجته الانجليزية وأعرف مع من خانت وما النقص الموجود في (نايف) والذي جعل زوجته تخونه مع رجل آخر ؟ وكيف تصرف (نايف) مع الزوجة الخائنة هل قرصها ؟ أم أعطاها ( ألماً) أو خطط لقتلها؟ كل تلك القصة التي أُريدَ لي ولغيري أن يشاهدوها ويعرفوا تفاصيلها هي عبارة عن إعلان ترويجي لمشاهدة المسلسلة في إحدى القنوات الفضائية التي تميزت هذه السنة بكثرة إعلاناتها واستجداء المشاهدين لمشاهدة موادها بأكثر من وسيلة صفحات متقابلة كبيرة بالألوان ومطويات بالملايين وزعت في الأسواق ومع الصحف وتحت الأبواب ورسائل في الجوال مثل ما وصلني ذات ليلة شريفة من ليالي رمضان وعلى هيئة رسائل عاجل التي تطلب منا أن نترك ما في أيدينا ونتوجه لمشاهدة القناة التي ضخت استثمارات كبيرة لتجذب عيون المشاهدين والمشاهدات العرب نحوها في سباق محموم بين الفضائيات لعمل كل ما هو ممكن وغير ممكن لكسب عيون مشاهدين أكثر : فمن الإعلانات والمسابقات والجوائز نعم الجوائز قامت فضائية حكومية بعمل مسابقة على نشرة الأخبار التي تبثها بوضع سؤال يومي بعد النشرة مباشرة وكل ذلك طمعا في استعادة المشاهدين الذين كانوا يشاهدونها أيام قبل الفضائيات كخيار وحيد ، ثم فجأة تسرب المشاهدين لمشاهدة قنوات أخرى عربية تابعة للقطاع الخاص غالبها ، وأظن أن القنوات الحكومية تخسر أهميتها كوسيلة إعلامية هامة لخطاب المواطنين ، لأن المواطنين لم يعودوا يتحلقون حول القنوات الحكومية لمشاهدة ما تجود عليهم بها

في إحصائية أنقلها عن الدكتور سعد البريك أن عدد القنوات الفضائية العربية بلغ 480 قناة فضائية كلها تحاول كسب الجميع ، لكن على قاعدة باريتو 20:80 المعروف والمشهور منها فقط نسبة عشرين بالمئة والتي تفوز بالحصة الأكبر من الكعكة في المشاهدة والإعلان الذي ينمو بشكل متصاعد .

أعود للمسكين نايف والزوجة الخائنة ورمضان والرسائل التي انهمرت على الناس تزف لهم الخبر ويالتعاسة الخبر ( خيانة !!) شعور بالامتعاض والاستياء حين تلقيت الرسالة التي وصلت عشوائيا لجوالي في عجز تام أو تعاون من شركات الاتصالات لغربلة مثل هذه الرسائل التي تغزو جوالاتنا ولا تفرق بين كبير وصغير ، وإعلان مثل هذا يعمل عملية تطبيع للمشكلة وتهوين لها بحيث أنها تبدو مع الزمن وكثرة العرض والتكرار الشديد مثل المسلسلات التركية المدبلجة إلى تمييع الموضوع وجعل الناس تقابل الموضوع بهدوء أكثر وبقبول للوضع ولو على الأقل في ذهنية العقل الباطن التي ثبت تأثير ما يتعرض له الناس على سلوكياتهم وتفكيرهم وطرق تعاملهم ذكورا وإناثا ... في رمضان نفسه قبضت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أحد المجمعات الكبيرة بالمنطقة الشرقية على معلم شاب ( لاحظوا معي معلم مربي أجيال ) قبضوا على المعلم متلبسا بموعد مع سيدة لا تمت له بأي صلة اتضح في التحقيق أنها تقابلت معه سابقا أكثر من 23 لقاءً غراميا .

الهيئة اكتشفت أيضا أن السيدة متزوجة ولها خمسة أطفال ، فقامت (هيئتنا) مشكورة بالستر على السيدة وإنذارها فقط حفاظا على الستر وحفاظا على الأسرة والأطفال من الانهيار .

فالشاهد كثرة طرق مثل هذه المواضيع والتعرض لها تراكميا لها تأثيرها مثل ما ذكروا في نظرية الرصاصة والإبرة فالرصاصة تقتل مباشرة فيكون الأثر واضحا لكن الأبرة يبدأ أثرها شيئا فشيئا ، فلا نقلل من خطورة ذلك على كيان مجتمعنا ونزعم أن المجتمع في حماية ووقاية وأن لا شيء تغير كما ذكر الزميل الكاتب بجريدة الجزيرة عبدالله بن بخيت بأن المجتمع هو هو والذي تغير فقط العدد وكذلك النشر عن المشكلات .

عبث الفضائيات لم يوقفه أي ميثاق ولم تستطع قوانين البث على الأقمار العربية عربسات ونايل سات من الحد منه بسبب أن هناك أقمارا أجنبية تبث في مدار الأقمار الحالية وتؤجر القنوات فيها بأسعار أقل من الأقمار العربية وبمساحة حرية أكثر ، ولعل ما حدث في مصر من إعلانات كبيرة وضعت في الشوارع تبشر بانطلاقة قناة فضائية لرجل أعمال كبير عندهم أنه ستكون مساحة العرض عندهم أكثر جرأة من بقية القنوات .

وهذا ما حدث بالفعل حيث نقلت الأخبار أن الأفلام التي تبث عليها غير مناسبة للعرض للأسرة وتحمل مشاهد أكثر عريا من القنوات المفتوحة الحالية .

ومن هذا السباق ومن مصر أيضا أعلنت المخرجة المصرية صاحبة الأفلام الجريئة التي أكثرها ممنوع من العرض لأسباب تجرح الصيام (إيناس الدغيدي) أنها ستطلق قناة فضائية خاصة بها وستبث عليها الذي لم يسمح بعرضه حتى في صالات السينما ، وساعتها لن تحتاج إلى بث دعايات على الجوالات ولا إعلانات فنسب المشاهدة ستكون عالية والمجتمع الذي يشتم القنوات بالنهار يتفرج عليها في الليل .

الغريب أننا لا نستفيد من تجارب غيرنا ففي إسرائيل ( العدو الصهيوني ) لاحظوا كثرة الحوادث المرورية التي تقع صباحا بعد بداية عروض أفلام (غير مناسبة للمحتشمين والمستورين) في وقت متأخر من الليل ما يجعل الموظفين يسهرون ثم لا يستطيعون قيادة مركباتهم في النهار بشكل جيد فتقع الحوادث .

الكلام الآن :لا نريد رسائل ولا قنوات تبث لنا أخبار الخيانات فنحن في رمضان يا ناس.