الثلاثاء، سبتمبر 30، 2008

طريقة جديدة للفرح بالعيد

طريقة جديدة للفرح بالعيد
طلب الناس كل الناس لمشاعر الفرحة بالعيد لشيء يريدونه لكن لا يستطيعون وصفه ولا يستطيعون تمثيله ولا تحقيقه بل ويريدون للفرحة أن تتحقق وحدها ويريدون أن تصنع لهم ويشعرون بها كمن هم معبسين متضجرين عاث بهم الضجر والملل وهم في وضعهم فجأة انهمر عليهم فجأة غاز المثير للضحك ثم اندفعوا في موجة ضحك هستيرية فشعروا بهذا الموقف أنهم سعداء فرحون .
نغمة السخط والتسخط على أعياد الماضي والحزن عليها وتذكر الماضي وأنه هو الطريقة السعيدة لتمضية الوقت في العيد بدل هذه المعايشة البئيسة للعيد وسط ضغط اجتماعي عال جدا على الأسر محدودة الدخل بمشتروات وطلب عيديات ولقاءات وعزومات تتطلب الكثير من المال ... في الجامع الذي صليت فيه العيد ذهب الخطيب مشكورا لمهاجمة مظاهر المعايدات الباردة التي دأب الناس على العمل بها حاليا وهي المعايدة عبر رسائل الجوال القصيرة والعبارات المكرورة والجلوس في البيوت .
طالب الشيخ الفاضل الناس بأن يحاولوا نشر العيد والبهجة فيه بالفرح والتوسعة والمعايدات والتزاور وصلة الرحم كمشروع مقترح للعيد والفرحة به .. في تصوري أن المتباكون على العيد وعلى فرحته هم مجموعة من الساخطين على كل شيء .. لم يبق شيء في حياتهم غير قابل للسخط يعيشون الضنك والمعيشة البائسة لأنهم فهموا الحياة على غير حقيقتها لم يعرفوا أن فرحة العيد هي فرحة دينية متصلة بأعمال وعبادات وإحسان وصدقات وتوسعة ومواساة وبر وصلة ومشاعر روحانية ملتصقة بالأمور الاجتماعية والأسرية وكذلك ارتباط بالراحة بعد التعب والجهد وفرحة بتحقيق المكاسب الدنوية والأخروية ومصداق ذلك حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : " للصائم فرحتان يفرحهما .. فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه " .. إذن لكي نفرح يجب قبلُ أن نعمل على تحقيق عناصر ومقومات الفرح وأسبابه ثم نحاول بصدق معايشة اللحظة وتهيئة الظروف ونجاحها ، نحاول الاستغراق في عملية طلب معايرة ومحاكاة لظروف وتوقيت مشاعر الفرحة وتكرارها بل لا يكفي ذلك أحيانا بل المطلوب السعي للتجديد والإبداع فيها .
أطلب منك ومن نفسي أيضا قبل أن نطلب من الآخرين حوالينا أن نحاول محاولة جادة لنشر الفرحة بين الصغار بعمل احتفالية أسرية أو في نزهة أو سفرة أو حضور حفلات أو مهرجانات أو تواصل اجتماعي أو أي ترفيه بريء وأؤكد على فكرة ترفيه بريء نظرا لأنه ثبت بما لا يدعو للشك أن طلبات السعادة في الأمور التي حتى لو بدت أنها انفتاحية عالية تأتي بالعكس وهذا مثله ما يشاهد من انتكاسات وزعل وخصومات زوجية بعد سفرات الصيف حيث يقع أحيانا صرف أعلى أو مواقف سخيفة تقع منهم أو من غيرهم في مواقع قد تكون فوضوية أو هكذا يبدو لمرتاديها أن هناك نوع مطلق حرية وعلى البعض إساءة تلك الحرية أو جعلها فوضى وانتهاك خصوصيات وإيذاء بدعاوى شبابية ومصطلحات عصرية مثل ( فلة ، وهيصة ، ونعنشه ... ) ومصطلحات لا نهاية لها كلها مدعاة للخروقات الاجتماعية المألوفة في بيئة ثم فجأة نتحصل على بيئة مغايرة قابلة للخروقات فتحدث الأخطاء وقد تقع الخصومات والنزاعات التي تتسبب في انتكاسة كبيرة لمشاريع البهجة والفرحة المستثمر فيها وعلى سبيل المثال أيضا ما يحدث أحيانا من أخطاء الشباب في مظاهر الشعور بالفرحة بالفوز في مباريات كرة القدم بالذات واليوم الوطني وحصول تصرفات طائشة وتصرفات غير مسؤولة .
أعود لبيت القصيد بأن نحاول أن نصنع الفرحة ونخطط لها ونجدد لها ويتحمل الكل مسؤوليته في ذلك بين مؤسسات وبين قطاع خاص وبين أفراد وبين جمعيات أهلية وكذلك الأسر على مستوى عام وكذلك مد يد العون والمساعدة والتخفيف عن الأسر المحتاجة والحالات المنسية من كبار السن والمعوقين والمرضى والمنومين فصنع ابتسامة لهم كفيل بأن يشعرك بالراحة والسعادة والفرحة ، وأيضا الزوجة مع زوجها والزوج مع زوجته والتقليل من نقاط الشحن والتوتر والانزعاج والعمل على تحقيق تواصل اجتماعي حضاري راق أظن أن كل ذلك سيسهم بالتأكيد على تحقيق أسس فرحة يطلبها الجميع بالعيد نفرح بها .