الثلاثاء، أكتوبر 07، 2008

الأزمة العالمية الاقتصادية والخوف المحلي

الأزمة العالمية الاقتصادية والخوف المحلي
ضحك مخلوط بالهزل بالجد بالتحليل باللوم بالشتيمة ... خلطة عجيبة يمر بها المواطنون وهم يراقبون بتألّم الحال التعيسة التي قضت على أحلامهم بعودة أرباح على أسهمهم مع بداية التداول ، تحويشاتهم وأموال جمعوها هنا أو هناك احتاروا تماما أين يخبئونها حيث يأمنون عليها من السرقة أو التناقص أو الانهيار أو الضعف المتزايد فكأن النكد أمامهم وخيبة مترامية ثقيلة أظلتهم فمن ارتفاع في الأسعار وتضخم إلى انهيار في أسواق المال العالمية والمحلية ورعب من السيولة وتطمينات صفراء مشوبة بالرعب من الأوضاع وأن السوق ستتعافى وتتحسن وأن الوضع لا يزال تحت السيطرة وأن الخسائر والأضرار لا تزال محدودة .
وكالعادة ما أن تخرج التطمينات المشوبة بالتأكيدات والنفي إلا ويتسرب إليها الشك بأنه ليس هناك دخان من غيرما نار وأن هناك بالفعل ما يبعث للخيبة والتعاسة خاصة وأن صيحات ونداءات التعساء الذين هربوا وعادوا ورجعوا للأسهم من جديد رغبة في استعادة أموالهم التي عبثا يحاولون أن يأمنوا عليها فلا هم يسلمون عليها في العقار ولا مع المشاريع والمساهمات العقارية ولا مع الصناديق الاستثمارية المحلية ولا الخارجية ولا المشاريع الصغيرة التي على مستوى المستثمرين البسطاء أبو مليون ومليونين حيث المنافسة كبيرة والمشاريع قليلة الخبرة مع شراكة أو بدون ما تلبث أن تعود بأرباح قليلة أو ترجع مرة أخرى وتأكل رأس المال .
نداءات مستمرة بالاستفادة من الطفرة والسيولة الكبيرة بنظرة استعطاف لأولي الأمر بأن يساهموا برفع المعاناة والتدخل بالتخفيف من المديونيات الكبيرة التي لحقت بالعديد من المساهمين الذين فقدوا الكثير من أموالهم في المساهمات والأسهم ، الاستجابة بتغيير الأنظمة والتجديد في اللوائح والتوعية المستمرة للناس وتغيير المسؤولين عن السوق بل وتدخل مستثمرين كبار وقوانين بعقوبات ونشر قوائم مالية وأسماء كل ذلك لم يفلح بأن يذهب بالسوق للهاوية التي لا نعرف لها قاع ، المساكين الذين هربوا نحو المنتديات والمجموعات لم يسلموا على أنفسهم من الخسائر وشعروا أنهم وقعوا أضحوكة وألعوبة بيد من لا يرحم ويظهر في ثوب الصديق فيما هو يريد أن يأكل وإلى الأكل كل شيء مشروع ومتاح ومباح .
انقلابة الحال وتسرب اليأس والخوف الكالح الذي صبغ أوجه الناس من القادم وفقدان الأمل بتحسن أو تعديل في الأوضاع أو جدوى أي خطوات قادمة بل صدق فيهم المثل الذي يقول أنهم من جفرة إلى دحيدره ويخرجون من مطب ويقعون في مطب أكبر منه .
وحتى لا نكون متشائمين أكثر وأكثر ونطرق المشكلة وصفا من دون تقديم أي حلول فأول ما أقوله هو عودة للذات وتقييم الحال والتوازن مع الأمور والتعايش معها والحفاظ على اتزان النفسية وعدم فقدان الرأي ورجاحة العقل وذلك بالتروي وعدم الإقدام لأي حل مهما بدا لنا منطقيا وفرصه عالية بل التنويع هو المطلوب بين الادخار وبين الاستثمار وفي فرص الاستثمار التنويع كذلك بين أكثر من نوع والتقرب إلى الله تعالى واللجوء إليه ومراجعة النفس في الواجبات الشرعية في المال والموجودات من الصدقات والزكوات والبر والصلة وعدم الإسراف والإفساد وإساءة استخدام المال والنعمة ، وعدم الظلم وتحري الحلال الطيب ثم الاستماع لخبراء ناجحين نياتهم طيبة أو هكذا يبدون ويظهرون من الصادقين الأمناء الذين يعملون بالفعل : إذا استنصحك فانصحه لا بالخديعة والمكر والدهاء والاصطياد في الماء العكر ، وسرقة اللقمة من أفواه الجائعين واليتامى والأرامل .
لنأخذ بالتأني والهدوء والرّويّة والزهد والقناعة وجعل المال في اليد لا في القلب وأنه عارية مسترجعة وأن لا بد يوما من يفارقنا أو نفارقه لأي سبب !