الخميس، نوفمبر 27، 2008

حلقة جامع الروضة


مجمع حلقات عمر بن عبدالعزيز
في الحفل السنوي لمجمع حلقات عمر بن عبدالعزيز لتحفيظ القرآن الكريم بجامع الروضة بمدينة الهفوف وهي حلقة تابعة للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم
الحلقة يشرف عليها فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد المرحوم ، شاب ناجح وقائد تربوي فذ يتميز بالعزيمة والإصرار وقوة كاريزمية عالية في احتواء الناشئة والشباب من حوله وبالتالي التأثير الإيجابي فيهم ، ومن حوله مجموعة رائعة من الشباب المبدعين الذين قادوا الحلقة لتكون أفضل حلقة عددا وتنظيما ونتائج خاصة تميزهم في برنامج الدورات المكثفة لتحفيظ القرآن الكريم والتي تعقد صيفا من كل عام .
ذلك الحفل كشأن بقية الحفلات السنوية التي حضرناها و احتفلنا بها بتخريج مجموعة من حفظة كتاب الله تعالى كاملا وفي مسيرة اثنتي عشرة سنة استطاعت الحلقة أن تخرج ثلاثة وأربعين من الحفاظ وهو عدد كبير ، وقد تميز الحفل بحضور لافت من الجمهور العريض المهتم بالتحفيظ وأولياء الأمور وعدد من المشايخ وطلبة العلم .
للحلقة دور بارز في تنوع المناشط والمسابقات والزيارات والرحلات التي تساهم في تكوين طلابا ليسوا نسخا إضافية من القرآن فقط ، وإنما يتمثلون المصحف وأخلاقه وآدابه وأحكامه ويستزيدون من التميز فيه بالحصول على إجازات وشهادات معترف بها في هذا الباب .
وبالتالي نستطيع أن نعد هذه الحلقة نموذج مثالي للحلقات التي نريدها في تخريج الحفاظ وليس من مثل طرق أخرى في الحفظ تخرج لنا نسخا ربما تكون مسخا وليس نسخا حيث لا تجد لصاحب القرآن مثلا ولا أخلاقا ولا أثرا ويصير القرآن بين جنبي صاحبه بهذه الصورة شاهدا عليه وليس شاهدا له ويكون بئس الإناء والوعاء ، لكن الربط التربوي بالتحفيظ هو المطلوب وهو الوقاية للشباب وتوجيه طاقاتهم نحو أعمال ومنجزات عالية وسامية تحفظهم من الوقوع في براثن الصحبة السيئة والعادات الذميمة و التشوه الفكري .
وبالتالي أنصح أولياء الأمور بتوجيه أولادهم بين وبنات للحلقات لا بهدف حفظ القرآن كاملا وإن تحقق ذلك فهو حسن ، لكن لحفظ شيء منه وأخذ تلك المثل والتربية القرآنية على يد المخلصين والمربين الفضلاء .
ولعل صورا جميلة من التلاحم والتآزر بين المؤسسات التربوية في التعاون في بناء الشباب من مثل تعاون الجامعات وإدارات التعليم والمؤسسات الأهلية والتجارية والخيرية في تسهيل مهمة ودور مثل تلك الحلقات هو أمر يصب في المصلحة العامة .
ولقد نجّى الله بفضله وكرمه هذه الحلقات من هجمة كبيرة تعرضت لها بالتشويه والحقد الأسود باتهامات لا تصح أبدا من مثل علاقتها بالإرهاب والأفكار المنحرفة ، لكن كان ليقظة ولاة الأمر و فهمهم للأمور ومقاصدها ومجريات الأحداث كان لذلك فضل في دحر تلك الشبه في نحور أصحابها .
أعود مرة أخرى بالشكر والتقدير لحلقات جامع الروضة وللقائمين عليها وأهنئهم بالإنجاز الذي تحقق وأشد على أيديهم في المضي قدما لتحقيق منجزات أكبر في خدمة كتاب الله ورفعة دينه .