الأربعاء، يوليو 30، 2008

الخيانة الكريهة

الخيانة الكريهة
نشرت بجريدة الحياة عدد يوم الأربعاء 30-7-2008
البلد الذي وحّده الله وجعل من فرقه المشتتة كيانا كبيرا له وزنه الكبير بين الدول والشعوب وعلى الوسطين العالمي والإسلامي منذ إنجاز التوحيد على يد جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله ، وإلى العصور المزدهرة من الحكم التي حكم بها أبناؤه الكرام حتى عصر الخير والبركة عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله تعالى إلا أن أناسا تلوثت قلوبهم وأبت قلوبهم المريضة إلا أن يعيشوا الظلام والجحود والكفران للنعمة التي نتقلب فيها من الأمن والأمان والرزق الكريم ...إلخ .
فكانوا صيدا ثمينا لمارقين وأفكار ونحل شتى تأخذ بهم بعيدا عن الجنة ويتحولون بقدرة قادر لمفسدين يلحقون بوطنهم وبأمتهم وبأهليهم وأنفسهم الضرر .
للأسف أنهم يعيشون بين ظهرانينا ويرون بأم أعينهم النعم ويلاحظون الفرق بين الخير الذي بين أيديهم وسائر الدول من حولهم ، لكن يتجهون لخرق السفينة وشق عصا الجماعة والشذوذ الذي خبر وحذر منه النبي صلى الله عليه وسلم وقال أنه يهدي إلى النار وبشّر بأن يد الله مع الجماعة ، وفي عهد ميمون من الانفتاح والحرية واحترام حقوق الإنسان والسعي على راحة المواطن ورفاهيته إلا أنهم جشعون مغرر بهم يخربون بيوتهم بأيديهم فسدت أفكارهم ففسدت أفعالهم ،
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدّق ما يعتاده من توهم
ووسط ثورة المعلومات التي نعيشها وانفتاح فضائي كبير ووجود شبكة المعلومات العالمية الانترنت نلاحظ الاصطياد في الماء العكر وتوجيه وتحليل الأحداث على غير حقيقتها وتأليب الآراء على فهم مغلوط ساعد في انقياد أشخاص وجماعات مغرر بهم نحو تبني مثل هذه الأفكار الدخيلة وتتكون على شكل فيروسات فكرية ما تلبث لأن تكون نشاطا خفيا للجماعات الإرهابية والمناهضة لوحدة الوطن والتي تتجه بولائها جهرا أحيانا وأحيانا خفية لدول مجاورة تتشرب الطائفية المقيتة وتتبنى بعض القضايا التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل بل تتدخل في قضاياهم الداخلية وتتزعم التأليب وتنادي بالزّج بالبلد أو بعضه للدخول في أتون مشكلات بعيدة عنا ، وكل ذلك أحيانا يقع برابط خفي ظاهر تكشفه المكالمات والزيارات والاتصالات ولحن القول والاهتمامات وأحيانا الكتابات والمؤلفات الخاصة وبعض الكتابات في المنتديات الخاصة يظنون أنفسهم أنهم بمنأى وأنّ ما يخفونه عن عامة الناس مخفي وغير معلوم لكن الفضيحة لهم بالمرصاد يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله ، لكن يقظة رجال الأمن وحنكة ولاة الأمر ودهائهم ومعية الله تعالى معهم يحفظهم ويحفظ بلادنا من أذاهم وخيانتهم وسعيهم التخريبي المنجرف بزكام الانتماء الخارجي الذي يتغلغل في النفوس حتى يكاد يخفي روح الدين والمواطنة الصالحة ويبقي روحا نشازا نكرة قد تتبين ملامحها حين نلحظ التاريخ وما سطّره من إشارات ظاهرة ، والتاريخ يعيد نفسه حيث تتبدل الأشخاص ولكن تتكرر الشخصيات حينها يظهر للمتأمل مدى خطورة عملهم وتخطيطهم وسوء ظنونهم وأنهم يسعون للهدم لا للبناء .
إن اللحمة الوطنية والحوار والنداءات السامية التي ينادي بها رجل هذه الدولة الصالح التي تحولت نداءات خير وروحا حضارية عالمية تحمل الروائح الطيبة بطيب صاحبها وزهاء بياض قلبه ، لكن القلوب السوداء التي تشبعت بالنقاط السوداء حتى اسودّت واربدّت وصارت كالكوز مجخياً ، لا تعرف إلا المنكر ولا تصرح بما تحمله وإذا غشيهم من غشيهم في مجالسهم واطمئنوا للحديث تسربت السموم من أفواههم يلوكون ألسنتهم كالأفاعي السامة يروغون من الجماعة وتتبدى المخابر التي ما كانت إلا مخابر سوء وظلم وخيانة .
وإلا فهل يعقل لذي عقل حتى ولو كان بهيمة من البهائم أن يستجيب لمناداة فضائية أو عبر الانترنت تنادي بالخيانة بإيداع مبالغ لدعم أعمال مهما زيناها هي في النهاية تخريبية عدوانية لله وللدين والوطن والجماعة مهما كانت الأسباب بدت عندهم منطقية فإننا نغضب من تصرفاتهم ونبرأ إلى الله منها ونسأل الله لهم الهداية وأن يحمينا ويحمي بلادنا من شرورهم وأن يفضحهم وما يريدون وما يخططون ، وأن يجعل ما يكيدون به تبابا عليهم