الأزمة العالمية الاقتصادية والخوف المحلي
ضحك مخلوط بالهزل بالجد بالتحليل باللوم بالشتيمة ... خلطة عجيبة يمر بها المواطنون وهم يراقبون بتألّم الحال التعيسة التي قضت على أحلامهم بعودة أرباح على أسهمهم مع بداية التداول ، تحويشاتهم وأموال جمعوها هنا أو هناك احتاروا تماما أين يخبئونها حيث يأمنون عليها من السرقة أو التناقص أو الانهيار أو الضعف المتزايد فكأن النكد أمامهم وخيبة مترامية ثقيلة أظلتهم فمن ارتفاع في الأسعار وتضخم إلى انهيار في أسواق المال العالمية والمحلية ورعب من السيولة وتطمينات صفراء مشوبة بالرعب من الأوضاع وأن السوق ستتعافى وتتحسن وأن الوضع لا يزال تحت السيطرة وأن الخسائر والأضرار لا تزال محدودة .
وكالعادة ما أن تخرج التطمينات المشوبة بالتأكيدات والنفي إلا ويتسرب إليها الشك بأنه ليس هناك دخان من غيرما نار وأن هناك بالفعل ما يبعث للخيبة والتعاسة خاصة وأن صيحات ونداءات التعساء الذين هربوا وعادوا ورجعوا للأسهم من جديد رغبة في استعادة أموالهم التي عبثا يحاولون أن يأمنوا عليها فلا هم يسلمون عليها في العقار ولا مع المشاريع والمساهمات العقارية ولا مع الصناديق الاستثمارية المحلية ولا الخارجية ولا المشاريع الصغيرة التي على مستوى المستثمرين البسطاء أبو مليون ومليونين حيث المنافسة كبيرة والمشاريع قليلة الخبرة مع شراكة أو بدون ما تلبث أن تعود بأرباح قليلة أو ترجع مرة أخرى وتأكل رأس المال .
نداءات مستمرة بالاستفادة من الطفرة والسيولة الكبيرة بنظرة استعطاف لأولي الأمر بأن يساهموا برفع المعاناة والتدخل بالتخفيف من المديونيات الكبيرة التي لحقت بالعديد من المساهمين الذين فقدوا الكثير من أموالهم في المساهمات والأسهم ، الاستجابة بتغيير الأنظمة والتجديد في اللوائح والتوعية المستمرة للناس وتغيير المسؤولين عن السوق بل وتدخل مستثمرين كبار وقوانين بعقوبات ونشر قوائم مالية وأسماء كل ذلك لم يفلح بأن يذهب بالسوق للهاوية التي لا نعرف لها قاع ، المساكين الذين هربوا نحو المنتديات والمجموعات لم يسلموا على أنفسهم من الخسائر وشعروا أنهم وقعوا أضحوكة وألعوبة بيد من لا يرحم ويظهر في ثوب الصديق فيما هو يريد أن يأكل وإلى الأكل كل شيء مشروع ومتاح ومباح .
انقلابة الحال وتسرب اليأس والخوف الكالح الذي صبغ أوجه الناس من القادم وفقدان الأمل بتحسن أو تعديل في الأوضاع أو جدوى أي خطوات قادمة بل صدق فيهم المثل الذي يقول أنهم من جفرة إلى دحيدره ويخرجون من مطب ويقعون في مطب أكبر منه .
وحتى لا نكون متشائمين أكثر وأكثر ونطرق المشكلة وصفا من دون تقديم أي حلول فأول ما أقوله هو عودة للذات وتقييم الحال والتوازن مع الأمور والتعايش معها والحفاظ على اتزان النفسية وعدم فقدان الرأي ورجاحة العقل وذلك بالتروي وعدم الإقدام لأي حل مهما بدا لنا منطقيا وفرصه عالية بل التنويع هو المطلوب بين الادخار وبين الاستثمار وفي فرص الاستثمار التنويع كذلك بين أكثر من نوع والتقرب إلى الله تعالى واللجوء إليه ومراجعة النفس في الواجبات الشرعية في المال والموجودات من الصدقات والزكوات والبر والصلة وعدم الإسراف والإفساد وإساءة استخدام المال والنعمة ، وعدم الظلم وتحري الحلال الطيب ثم الاستماع لخبراء ناجحين نياتهم طيبة أو هكذا يبدون ويظهرون من الصادقين الأمناء الذين يعملون بالفعل : إذا استنصحك فانصحه لا بالخديعة والمكر والدهاء والاصطياد في الماء العكر ، وسرقة اللقمة من أفواه الجائعين واليتامى والأرامل .
لنأخذ بالتأني والهدوء والرّويّة والزهد والقناعة وجعل المال في اليد لا في القلب وأنه عارية مسترجعة وأن لا بد يوما من يفارقنا أو نفارقه لأي سبب !
محب للخير وأهله مثقف ومحب للمثقفين والكتابة والصحف والمجلات والانترت والمحاضرات والأمسيات الأدبية وكل مجالات التطوير
الثلاثاء، أكتوبر 07، 2008
السبت، أكتوبر 04، 2008
عودة للدوام لكن بنشاط
عودة للدوام لكن بنشاط
منظر تثاؤب الموظفين وتكاسلهم وتململهم من ساعات أول يوم من أيام الدوام وتحججهم بالمعايدة وطول الإجازة والرغبة في يوم هادئ وعودة تدريجية لصخب العمل وأن الأمور تكون بالهدوء وعدم الزج بالموظفين إلى العمل الثقيل مباشرة بل الدخول في الأعمال بشكل تدريجي يعطي ذلك ووجود رغبة في تبادل الزيارات والاتصالات والاطلاع على الرسائل على البريد الالكتروني والمعايدات على الفاكس والبريد العادي من الخطابات والبطاقات وعبث النوم الذي يلقي على بثقله على من تعودوا السهر ويكون النهار طويل عليهم في انتظار الساعة الثانية والربع وصعوبة حادة في تذكر أسماء بعض الموظفين والتحويلات الخاصة بهم وتركيب الأجهزة ونفض بعض الغبار المتراكم ونظرة بائسة على عدد من المعاملات التي تراكمت من قبل الإجازة وتنتظر إنهائها وإنجازها ومنظر بئيس آخر في عدد من المراجعين لإنجاز معاملاتهم من متابعة أو إنجاز أو شكوى أو غيره من الأمور المعتادة ، وقوة عين عند عدد من الموظفين الذين لا زالوا يريدون التعلق بآخر رمق من أيام الإجازة بالتحجج بأنهم للتو وصلوا من المطار وأنهم مجهدون ويريدون التوقيع والاستئذان أو إيجاد أي عذر أو رخصة وحجة للانسحاب من العمل في أول يوم عودة !
كل ذلك يجعل من العودة ثقيلة كنشرة الأخبار الجوية ، الآن والحال هذه فيما يبدو والجميع يعاني من مثل هذه المعاناة وكأن هناك رغبة أقوى في طول الإجازة وثقل أكبر في العودة للدوام وكأننا نوع كائنات خلقنا للعبث ونذهب في أول يوم للدوام غير مصدقين بأن إجازتنا انتهت وأن علينا أن نكون أمام الأمر الواقع بأن الإجازة أصبحت في الماضي وأن اللحظة الحالية هي لحظة العمل وشريط سريع ممل يستعرض فيه الواحد منا لحظات خروجه من دوام آخر يوم قبل الإجازة ولحظات حالمة بإجازة طويلة ممتدة سوف يملؤها راحة ولعبا ومتعا وضحكا وهاهو مرة أخرى يعود للعمل من جديد .
أمامنا أمران لا ثالث لهما إما أن نكون عاديين ونذهب ونعيش اللحظة واليوم الأول كعادتنا أو نغير ونحاول كسر الروتين ونخفف على أول يوم ثقله ونجعل منه يوما أكثر نشاطا لمصلحة العمل ومصلحتنا نحن ؟! وهناك عدة حلول ونصائح يذكرها بعض الخبراء أذكر لكم منها نقاطا تساهم في تحويل مسار حياتنا وتجعل منا أناسا مختلفين من مثل تلك الحلول : الاتصال بزملاء العمل في نهاية الإجازة وتجاذب أطراف الحديث معهم ، تعديل ساعات النوم في نهاية الإجازة وعدم السهر ليلة الدوام حتى نحافظ على حيويتنا ونشاطنا في أول يوم ، محاولة زيارة العمل ومكاتبنا قبل الدوام والبقاء فيه ومحاولة ترتيبه وتنظيفه قبل وصولنا في أول يوم ، مراجعة بعض الأعمال التي نستمتع بها ومرتبطة بمنجزات مهمة جدا لنا في أعمالنا أو متعلقة بشكل مباشر بأمور هامة جدا لرؤسائنا في العمل وبالتالي نراجع موادها وأعمالها لكي نعمل فيها ونكون مستعدين لمعلوماتها والسؤال عنها .
التهيؤ التام باكتمال الزي والعطر وتناول الفطور قبل الخروج من المنزل حتى لا تحتاج لتناول وجبة فطور أثناء الدوام ، والخروج مبكرا والانتهاء من كل مهام التوصيل للأطفال والأسرة واحتمالات التأخر من الزحام وربكة السير الأولية .
المشاركة في احتفالية العيد العامة التي يشارك فيها الموظفين بفاعلية وتبادل التحايا مع جميع الموظفين حتى تتجنب مضيعة الوقت بعد ذلك في تجاذب تحايا روتينية عادية بقية اليوم .
محاولة تجنب معانقة الجميع ما أمكن والاكتفاء بالمصافحة وإطلاق عبارة واحدة مع ابتسامة دائمة حتى تنتهي من المعايدة بشكل أسرع .
تجنب إثقال معدتك بالسكاكر الثقيلة والدسومات والحلويات والعصائر خاصة إذا لم يتوفر لك وسيلة تنظيف لأسنانك .
ومن أهم الأشياء التي تجعل منا نعيش يوما مختلفا هو نفسياتنا وتعديلها بأننا سنعيش يوما جميلا فكما قال الأول : يا أيها الشاكي وما بك داء كن جميلا تر الوجود جميلا
منظر تثاؤب الموظفين وتكاسلهم وتململهم من ساعات أول يوم من أيام الدوام وتحججهم بالمعايدة وطول الإجازة والرغبة في يوم هادئ وعودة تدريجية لصخب العمل وأن الأمور تكون بالهدوء وعدم الزج بالموظفين إلى العمل الثقيل مباشرة بل الدخول في الأعمال بشكل تدريجي يعطي ذلك ووجود رغبة في تبادل الزيارات والاتصالات والاطلاع على الرسائل على البريد الالكتروني والمعايدات على الفاكس والبريد العادي من الخطابات والبطاقات وعبث النوم الذي يلقي على بثقله على من تعودوا السهر ويكون النهار طويل عليهم في انتظار الساعة الثانية والربع وصعوبة حادة في تذكر أسماء بعض الموظفين والتحويلات الخاصة بهم وتركيب الأجهزة ونفض بعض الغبار المتراكم ونظرة بائسة على عدد من المعاملات التي تراكمت من قبل الإجازة وتنتظر إنهائها وإنجازها ومنظر بئيس آخر في عدد من المراجعين لإنجاز معاملاتهم من متابعة أو إنجاز أو شكوى أو غيره من الأمور المعتادة ، وقوة عين عند عدد من الموظفين الذين لا زالوا يريدون التعلق بآخر رمق من أيام الإجازة بالتحجج بأنهم للتو وصلوا من المطار وأنهم مجهدون ويريدون التوقيع والاستئذان أو إيجاد أي عذر أو رخصة وحجة للانسحاب من العمل في أول يوم عودة !
كل ذلك يجعل من العودة ثقيلة كنشرة الأخبار الجوية ، الآن والحال هذه فيما يبدو والجميع يعاني من مثل هذه المعاناة وكأن هناك رغبة أقوى في طول الإجازة وثقل أكبر في العودة للدوام وكأننا نوع كائنات خلقنا للعبث ونذهب في أول يوم للدوام غير مصدقين بأن إجازتنا انتهت وأن علينا أن نكون أمام الأمر الواقع بأن الإجازة أصبحت في الماضي وأن اللحظة الحالية هي لحظة العمل وشريط سريع ممل يستعرض فيه الواحد منا لحظات خروجه من دوام آخر يوم قبل الإجازة ولحظات حالمة بإجازة طويلة ممتدة سوف يملؤها راحة ولعبا ومتعا وضحكا وهاهو مرة أخرى يعود للعمل من جديد .
أمامنا أمران لا ثالث لهما إما أن نكون عاديين ونذهب ونعيش اللحظة واليوم الأول كعادتنا أو نغير ونحاول كسر الروتين ونخفف على أول يوم ثقله ونجعل منه يوما أكثر نشاطا لمصلحة العمل ومصلحتنا نحن ؟! وهناك عدة حلول ونصائح يذكرها بعض الخبراء أذكر لكم منها نقاطا تساهم في تحويل مسار حياتنا وتجعل منا أناسا مختلفين من مثل تلك الحلول : الاتصال بزملاء العمل في نهاية الإجازة وتجاذب أطراف الحديث معهم ، تعديل ساعات النوم في نهاية الإجازة وعدم السهر ليلة الدوام حتى نحافظ على حيويتنا ونشاطنا في أول يوم ، محاولة زيارة العمل ومكاتبنا قبل الدوام والبقاء فيه ومحاولة ترتيبه وتنظيفه قبل وصولنا في أول يوم ، مراجعة بعض الأعمال التي نستمتع بها ومرتبطة بمنجزات مهمة جدا لنا في أعمالنا أو متعلقة بشكل مباشر بأمور هامة جدا لرؤسائنا في العمل وبالتالي نراجع موادها وأعمالها لكي نعمل فيها ونكون مستعدين لمعلوماتها والسؤال عنها .
التهيؤ التام باكتمال الزي والعطر وتناول الفطور قبل الخروج من المنزل حتى لا تحتاج لتناول وجبة فطور أثناء الدوام ، والخروج مبكرا والانتهاء من كل مهام التوصيل للأطفال والأسرة واحتمالات التأخر من الزحام وربكة السير الأولية .
المشاركة في احتفالية العيد العامة التي يشارك فيها الموظفين بفاعلية وتبادل التحايا مع جميع الموظفين حتى تتجنب مضيعة الوقت بعد ذلك في تجاذب تحايا روتينية عادية بقية اليوم .
محاولة تجنب معانقة الجميع ما أمكن والاكتفاء بالمصافحة وإطلاق عبارة واحدة مع ابتسامة دائمة حتى تنتهي من المعايدة بشكل أسرع .
تجنب إثقال معدتك بالسكاكر الثقيلة والدسومات والحلويات والعصائر خاصة إذا لم يتوفر لك وسيلة تنظيف لأسنانك .
ومن أهم الأشياء التي تجعل منا نعيش يوما مختلفا هو نفسياتنا وتعديلها بأننا سنعيش يوما جميلا فكما قال الأول : يا أيها الشاكي وما بك داء كن جميلا تر الوجود جميلا
الثلاثاء، سبتمبر 30، 2008
طريقة جديدة للفرح بالعيد
طريقة جديدة للفرح بالعيد
طلب الناس كل الناس لمشاعر الفرحة بالعيد لشيء يريدونه لكن لا يستطيعون وصفه ولا يستطيعون تمثيله ولا تحقيقه بل ويريدون للفرحة أن تتحقق وحدها ويريدون أن تصنع لهم ويشعرون بها كمن هم معبسين متضجرين عاث بهم الضجر والملل وهم في وضعهم فجأة انهمر عليهم فجأة غاز المثير للضحك ثم اندفعوا في موجة ضحك هستيرية فشعروا بهذا الموقف أنهم سعداء فرحون .
نغمة السخط والتسخط على أعياد الماضي والحزن عليها وتذكر الماضي وأنه هو الطريقة السعيدة لتمضية الوقت في العيد بدل هذه المعايشة البئيسة للعيد وسط ضغط اجتماعي عال جدا على الأسر محدودة الدخل بمشتروات وطلب عيديات ولقاءات وعزومات تتطلب الكثير من المال ... في الجامع الذي صليت فيه العيد ذهب الخطيب مشكورا لمهاجمة مظاهر المعايدات الباردة التي دأب الناس على العمل بها حاليا وهي المعايدة عبر رسائل الجوال القصيرة والعبارات المكرورة والجلوس في البيوت .
طالب الشيخ الفاضل الناس بأن يحاولوا نشر العيد والبهجة فيه بالفرح والتوسعة والمعايدات والتزاور وصلة الرحم كمشروع مقترح للعيد والفرحة به .. في تصوري أن المتباكون على العيد وعلى فرحته هم مجموعة من الساخطين على كل شيء .. لم يبق شيء في حياتهم غير قابل للسخط يعيشون الضنك والمعيشة البائسة لأنهم فهموا الحياة على غير حقيقتها لم يعرفوا أن فرحة العيد هي فرحة دينية متصلة بأعمال وعبادات وإحسان وصدقات وتوسعة ومواساة وبر وصلة ومشاعر روحانية ملتصقة بالأمور الاجتماعية والأسرية وكذلك ارتباط بالراحة بعد التعب والجهد وفرحة بتحقيق المكاسب الدنوية والأخروية ومصداق ذلك حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : " للصائم فرحتان يفرحهما .. فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه " .. إذن لكي نفرح يجب قبلُ أن نعمل على تحقيق عناصر ومقومات الفرح وأسبابه ثم نحاول بصدق معايشة اللحظة وتهيئة الظروف ونجاحها ، نحاول الاستغراق في عملية طلب معايرة ومحاكاة لظروف وتوقيت مشاعر الفرحة وتكرارها بل لا يكفي ذلك أحيانا بل المطلوب السعي للتجديد والإبداع فيها .
أطلب منك ومن نفسي أيضا قبل أن نطلب من الآخرين حوالينا أن نحاول محاولة جادة لنشر الفرحة بين الصغار بعمل احتفالية أسرية أو في نزهة أو سفرة أو حضور حفلات أو مهرجانات أو تواصل اجتماعي أو أي ترفيه بريء وأؤكد على فكرة ترفيه بريء نظرا لأنه ثبت بما لا يدعو للشك أن طلبات السعادة في الأمور التي حتى لو بدت أنها انفتاحية عالية تأتي بالعكس وهذا مثله ما يشاهد من انتكاسات وزعل وخصومات زوجية بعد سفرات الصيف حيث يقع أحيانا صرف أعلى أو مواقف سخيفة تقع منهم أو من غيرهم في مواقع قد تكون فوضوية أو هكذا يبدو لمرتاديها أن هناك نوع مطلق حرية وعلى البعض إساءة تلك الحرية أو جعلها فوضى وانتهاك خصوصيات وإيذاء بدعاوى شبابية ومصطلحات عصرية مثل ( فلة ، وهيصة ، ونعنشه ... ) ومصطلحات لا نهاية لها كلها مدعاة للخروقات الاجتماعية المألوفة في بيئة ثم فجأة نتحصل على بيئة مغايرة قابلة للخروقات فتحدث الأخطاء وقد تقع الخصومات والنزاعات التي تتسبب في انتكاسة كبيرة لمشاريع البهجة والفرحة المستثمر فيها وعلى سبيل المثال أيضا ما يحدث أحيانا من أخطاء الشباب في مظاهر الشعور بالفرحة بالفوز في مباريات كرة القدم بالذات واليوم الوطني وحصول تصرفات طائشة وتصرفات غير مسؤولة .
أعود لبيت القصيد بأن نحاول أن نصنع الفرحة ونخطط لها ونجدد لها ويتحمل الكل مسؤوليته في ذلك بين مؤسسات وبين قطاع خاص وبين أفراد وبين جمعيات أهلية وكذلك الأسر على مستوى عام وكذلك مد يد العون والمساعدة والتخفيف عن الأسر المحتاجة والحالات المنسية من كبار السن والمعوقين والمرضى والمنومين فصنع ابتسامة لهم كفيل بأن يشعرك بالراحة والسعادة والفرحة ، وأيضا الزوجة مع زوجها والزوج مع زوجته والتقليل من نقاط الشحن والتوتر والانزعاج والعمل على تحقيق تواصل اجتماعي حضاري راق أظن أن كل ذلك سيسهم بالتأكيد على تحقيق أسس فرحة يطلبها الجميع بالعيد نفرح بها .
طلب الناس كل الناس لمشاعر الفرحة بالعيد لشيء يريدونه لكن لا يستطيعون وصفه ولا يستطيعون تمثيله ولا تحقيقه بل ويريدون للفرحة أن تتحقق وحدها ويريدون أن تصنع لهم ويشعرون بها كمن هم معبسين متضجرين عاث بهم الضجر والملل وهم في وضعهم فجأة انهمر عليهم فجأة غاز المثير للضحك ثم اندفعوا في موجة ضحك هستيرية فشعروا بهذا الموقف أنهم سعداء فرحون .
نغمة السخط والتسخط على أعياد الماضي والحزن عليها وتذكر الماضي وأنه هو الطريقة السعيدة لتمضية الوقت في العيد بدل هذه المعايشة البئيسة للعيد وسط ضغط اجتماعي عال جدا على الأسر محدودة الدخل بمشتروات وطلب عيديات ولقاءات وعزومات تتطلب الكثير من المال ... في الجامع الذي صليت فيه العيد ذهب الخطيب مشكورا لمهاجمة مظاهر المعايدات الباردة التي دأب الناس على العمل بها حاليا وهي المعايدة عبر رسائل الجوال القصيرة والعبارات المكرورة والجلوس في البيوت .
طالب الشيخ الفاضل الناس بأن يحاولوا نشر العيد والبهجة فيه بالفرح والتوسعة والمعايدات والتزاور وصلة الرحم كمشروع مقترح للعيد والفرحة به .. في تصوري أن المتباكون على العيد وعلى فرحته هم مجموعة من الساخطين على كل شيء .. لم يبق شيء في حياتهم غير قابل للسخط يعيشون الضنك والمعيشة البائسة لأنهم فهموا الحياة على غير حقيقتها لم يعرفوا أن فرحة العيد هي فرحة دينية متصلة بأعمال وعبادات وإحسان وصدقات وتوسعة ومواساة وبر وصلة ومشاعر روحانية ملتصقة بالأمور الاجتماعية والأسرية وكذلك ارتباط بالراحة بعد التعب والجهد وفرحة بتحقيق المكاسب الدنوية والأخروية ومصداق ذلك حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : " للصائم فرحتان يفرحهما .. فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه " .. إذن لكي نفرح يجب قبلُ أن نعمل على تحقيق عناصر ومقومات الفرح وأسبابه ثم نحاول بصدق معايشة اللحظة وتهيئة الظروف ونجاحها ، نحاول الاستغراق في عملية طلب معايرة ومحاكاة لظروف وتوقيت مشاعر الفرحة وتكرارها بل لا يكفي ذلك أحيانا بل المطلوب السعي للتجديد والإبداع فيها .
أطلب منك ومن نفسي أيضا قبل أن نطلب من الآخرين حوالينا أن نحاول محاولة جادة لنشر الفرحة بين الصغار بعمل احتفالية أسرية أو في نزهة أو سفرة أو حضور حفلات أو مهرجانات أو تواصل اجتماعي أو أي ترفيه بريء وأؤكد على فكرة ترفيه بريء نظرا لأنه ثبت بما لا يدعو للشك أن طلبات السعادة في الأمور التي حتى لو بدت أنها انفتاحية عالية تأتي بالعكس وهذا مثله ما يشاهد من انتكاسات وزعل وخصومات زوجية بعد سفرات الصيف حيث يقع أحيانا صرف أعلى أو مواقف سخيفة تقع منهم أو من غيرهم في مواقع قد تكون فوضوية أو هكذا يبدو لمرتاديها أن هناك نوع مطلق حرية وعلى البعض إساءة تلك الحرية أو جعلها فوضى وانتهاك خصوصيات وإيذاء بدعاوى شبابية ومصطلحات عصرية مثل ( فلة ، وهيصة ، ونعنشه ... ) ومصطلحات لا نهاية لها كلها مدعاة للخروقات الاجتماعية المألوفة في بيئة ثم فجأة نتحصل على بيئة مغايرة قابلة للخروقات فتحدث الأخطاء وقد تقع الخصومات والنزاعات التي تتسبب في انتكاسة كبيرة لمشاريع البهجة والفرحة المستثمر فيها وعلى سبيل المثال أيضا ما يحدث أحيانا من أخطاء الشباب في مظاهر الشعور بالفرحة بالفوز في مباريات كرة القدم بالذات واليوم الوطني وحصول تصرفات طائشة وتصرفات غير مسؤولة .
أعود لبيت القصيد بأن نحاول أن نصنع الفرحة ونخطط لها ونجدد لها ويتحمل الكل مسؤوليته في ذلك بين مؤسسات وبين قطاع خاص وبين أفراد وبين جمعيات أهلية وكذلك الأسر على مستوى عام وكذلك مد يد العون والمساعدة والتخفيف عن الأسر المحتاجة والحالات المنسية من كبار السن والمعوقين والمرضى والمنومين فصنع ابتسامة لهم كفيل بأن يشعرك بالراحة والسعادة والفرحة ، وأيضا الزوجة مع زوجها والزوج مع زوجته والتقليل من نقاط الشحن والتوتر والانزعاج والعمل على تحقيق تواصل اجتماعي حضاري راق أظن أن كل ذلك سيسهم بالتأكيد على تحقيق أسس فرحة يطلبها الجميع بالعيد نفرح بها .
الخميس، سبتمبر 18، 2008
نايف يكتشف خيانة زوجته في رمضان
نايف يكتشف خيانة زوجته في رمضان
Exclusive خاص بالمدونة
حقيقة لم أشاهد (نايف) ولا أعرفه ولم تحصل لي السعادة برؤية زوجته الانجليزية وأعرف مع من خانت وما النقص الموجود في (نايف) والذي جعل زوجته تخونه مع رجل آخر ؟ وكيف تصرف (نايف) مع الزوجة الخائنة هل قرصها ؟ أم أعطاها ( ألماً) أو خطط لقتلها؟ كل تلك القصة التي أُريدَ لي ولغيري أن يشاهدوها ويعرفوا تفاصيلها هي عبارة عن إعلان ترويجي لمشاهدة المسلسلة في إحدى القنوات الفضائية التي تميزت هذه السنة بكثرة إعلاناتها واستجداء المشاهدين لمشاهدة موادها بأكثر من وسيلة صفحات متقابلة كبيرة بالألوان ومطويات بالملايين وزعت في الأسواق ومع الصحف وتحت الأبواب ورسائل في الجوال مثل ما وصلني ذات ليلة شريفة من ليالي رمضان وعلى هيئة رسائل عاجل التي تطلب منا أن نترك ما في أيدينا ونتوجه لمشاهدة القناة التي ضخت استثمارات كبيرة لتجذب عيون المشاهدين والمشاهدات العرب نحوها في سباق محموم بين الفضائيات لعمل كل ما هو ممكن وغير ممكن لكسب عيون مشاهدين أكثر : فمن الإعلانات والمسابقات والجوائز نعم الجوائز قامت فضائية حكومية بعمل مسابقة على نشرة الأخبار التي تبثها بوضع سؤال يومي بعد النشرة مباشرة وكل ذلك طمعا في استعادة المشاهدين الذين كانوا يشاهدونها أيام قبل الفضائيات كخيار وحيد ، ثم فجأة تسرب المشاهدين لمشاهدة قنوات أخرى عربية تابعة للقطاع الخاص غالبها ، وأظن أن القنوات الحكومية تخسر أهميتها كوسيلة إعلامية هامة لخطاب المواطنين ، لأن المواطنين لم يعودوا يتحلقون حول القنوات الحكومية لمشاهدة ما تجود عليهم بها
في إحصائية أنقلها عن الدكتور سعد البريك أن عدد القنوات الفضائية العربية بلغ 480 قناة فضائية كلها تحاول كسب الجميع ، لكن على قاعدة باريتو 20:80 المعروف والمشهور منها فقط نسبة عشرين بالمئة والتي تفوز بالحصة الأكبر من الكعكة في المشاهدة والإعلان الذي ينمو بشكل متصاعد .
أعود للمسكين نايف والزوجة الخائنة ورمضان والرسائل التي انهمرت على الناس تزف لهم الخبر ويالتعاسة الخبر ( خيانة !!) شعور بالامتعاض والاستياء حين تلقيت الرسالة التي وصلت عشوائيا لجوالي في عجز تام أو تعاون من شركات الاتصالات لغربلة مثل هذه الرسائل التي تغزو جوالاتنا ولا تفرق بين كبير وصغير ، وإعلان مثل هذا يعمل عملية تطبيع للمشكلة وتهوين لها بحيث أنها تبدو مع الزمن وكثرة العرض والتكرار الشديد مثل المسلسلات التركية المدبلجة إلى تمييع الموضوع وجعل الناس تقابل الموضوع بهدوء أكثر وبقبول للوضع ولو على الأقل في ذهنية العقل الباطن التي ثبت تأثير ما يتعرض له الناس على سلوكياتهم وتفكيرهم وطرق تعاملهم ذكورا وإناثا ... في رمضان نفسه قبضت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أحد المجمعات الكبيرة بالمنطقة الشرقية على معلم شاب ( لاحظوا معي معلم مربي أجيال ) قبضوا على المعلم متلبسا بموعد مع سيدة لا تمت له بأي صلة اتضح في التحقيق أنها تقابلت معه سابقا أكثر من 23 لقاءً غراميا .
الهيئة اكتشفت أيضا أن السيدة متزوجة ولها خمسة أطفال ، فقامت (هيئتنا) مشكورة بالستر على السيدة وإنذارها فقط حفاظا على الستر وحفاظا على الأسرة والأطفال من الانهيار .
فالشاهد كثرة طرق مثل هذه المواضيع والتعرض لها تراكميا لها تأثيرها مثل ما ذكروا في نظرية الرصاصة والإبرة فالرصاصة تقتل مباشرة فيكون الأثر واضحا لكن الأبرة يبدأ أثرها شيئا فشيئا ، فلا نقلل من خطورة ذلك على كيان مجتمعنا ونزعم أن المجتمع في حماية ووقاية وأن لا شيء تغير كما ذكر الزميل الكاتب بجريدة الجزيرة عبدالله بن بخيت بأن المجتمع هو هو والذي تغير فقط العدد وكذلك النشر عن المشكلات .
عبث الفضائيات لم يوقفه أي ميثاق ولم تستطع قوانين البث على الأقمار العربية عربسات ونايل سات من الحد منه بسبب أن هناك أقمارا أجنبية تبث في مدار الأقمار الحالية وتؤجر القنوات فيها بأسعار أقل من الأقمار العربية وبمساحة حرية أكثر ، ولعل ما حدث في مصر من إعلانات كبيرة وضعت في الشوارع تبشر بانطلاقة قناة فضائية لرجل أعمال كبير عندهم أنه ستكون مساحة العرض عندهم أكثر جرأة من بقية القنوات .
وهذا ما حدث بالفعل حيث نقلت الأخبار أن الأفلام التي تبث عليها غير مناسبة للعرض للأسرة وتحمل مشاهد أكثر عريا من القنوات المفتوحة الحالية .
ومن هذا السباق ومن مصر أيضا أعلنت المخرجة المصرية صاحبة الأفلام الجريئة التي أكثرها ممنوع من العرض لأسباب تجرح الصيام (إيناس الدغيدي) أنها ستطلق قناة فضائية خاصة بها وستبث عليها الذي لم يسمح بعرضه حتى في صالات السينما ، وساعتها لن تحتاج إلى بث دعايات على الجوالات ولا إعلانات فنسب المشاهدة ستكون عالية والمجتمع الذي يشتم القنوات بالنهار يتفرج عليها في الليل .
الغريب أننا لا نستفيد من تجارب غيرنا ففي إسرائيل ( العدو الصهيوني ) لاحظوا كثرة الحوادث المرورية التي تقع صباحا بعد بداية عروض أفلام (غير مناسبة للمحتشمين والمستورين) في وقت متأخر من الليل ما يجعل الموظفين يسهرون ثم لا يستطيعون قيادة مركباتهم في النهار بشكل جيد فتقع الحوادث .
الكلام الآن :لا نريد رسائل ولا قنوات تبث لنا أخبار الخيانات فنحن في رمضان يا ناس.
الأربعاء، سبتمبر 10، 2008
تذهب الحلول ويبقى التسول!
تذهب الحلول ويبقى التسول
جريدة الحياة 9-9-2008
أبو خالد الشيخ عبدالله إمام أحد المساجد كتب لي مشكورا يطلب مني الكتابة حول ظاهرة التسول وانتشارها وكثرة المتسولين الذين يطرقون المساجد بالذات وحولها والإشارات الضوئية ويستعطفون الناس بالأطفال والعاهات والملابس الممزقة ،
وزارة الداخلية تدخلت في معالجة الملف المزعج غير الحضاري والمتنامي حولنا بدرجة مؤرقة لحد كبير وكذلك وزارة العمل ووزارة الشؤون الاجتماعية وتبادلت رمي كرة التسول بينها وكلها للأسف لم توقف الزحف الكبير الذي يعمل به المتسولون والمتسولات وحيلهم الكبيرة التي لا تنتهي في تطوير هذه المهنة القديمة .
دراسة قديمة في جدة أثبتت أن دخل المتسول الواحد يفوق في الأشهر العادية الأربعة آلاف ريال ! وهو ما يتفوق على كثير من رواتب موظفي الدولة .
هل أصبحت مهنة التسول وظيفة رسمية محترمة ذات مدخول جيد إلى درجة تفوقها على كثير من سلم رواتب القطاع الخاص والحكومي ، الأبحاث والأمن أكدّتا على وجود تنظيم أو ما يسمى عصابات تعمل بشكل مرتب ومنظم وأن ما نشاهده من متسولين حولنا الحقيقة الكبيرة أنهم بينهم تنسيق وتكتيك معين في توزيع المواقع وربما هناك أماكن احتكارية وربما بعض المواقع خاصة ومحمية ومحتكرة وعليها تأمين ولأجل دخول أحد في مربع الآخر يلزم منه أحيانا دفع مقابل أو خلو رجل ، وقد نشرت الصحف مرارا أخبار مشاجرات بين متسولين وأحيانا تتبع لأحد المتسولين حتى تجده يركب سيارة ليموزين تنقله لمكانه ، وقد تتبعت شخصيا ذات مرة إحدى المتسولات فإذا بها تتحرك نحو المسجد الآخر ثم تتجمع عدة نسوة من المتسولات ثم ينتظرن صاحب سيارة ينقلهن جميعا وينزلهن عن بيت معقول لا يبدو عليه كثيرا من مظاهر الاحتياج .
وقد حدثني أحدهم أنه تتبع واحدة من المتسولات ثم إذا بها تنتظر صاحب سيارة من نوع كامري آخر مودل ليقلها ، يعني بالفعل هناك تظيم ... هناك ترتيبات ...عملية التسول لم تعد فوضوية بل هي منظمة ومخطط لها وتخضع لنواميس وقوانين معينة تحقق لهم مكاسب جيدة ، وقد تناولت الملهاة التي قدمها عادل إمام قديما في فيلم "المتسول" شيئا كثيرا من الفكاهة الحقيقية التي يعمل بها هؤلاء اللصوص المحترفون ... أقول لصوص لأنهم يسرقون تعب الناس باستدرار عاطفتهم وحملهم لأن يقدموا أموالهم وزكاتهم نحوهم وهم غالبا لا يستحقون ولكن الناس يقدمون لهم أعطياتهم لأسباب كثيرة منها عصر السرعة ثم الشحن العاطفي حسب المواقف اليومية التي يمر بها الإنسان ، وكذلك الكسل عن الوصول للفقراء الحقيقيين والتأكد من حالتهم وأخيرا التكاسل عن الوصول للمؤسسات الخيرية لتقديم المساعدات والأموال من خلالها ربما هناك أسباب أخرى
استخدام العاطفة والصكوك ووصفات الأدوية وتزكيات أئمة المساجد وعقود الإيجار ومطالبات السداد وفواتير الكهرباء بالذات ... كل ذلك وسائل وطرق يعتمد عليها المتسولون لكسب مزيد من المال وللأسف أن هذه الحيل تنطلي على كثير من الناس .
خاصة حيلة الفاتورة التي هي موضة موسم الصيف وأكثر ما يرهق المحتالين هو أخذ الفاتورة منهم بغرض سدادها حيث إنهم يفضلون النقد أو أنك تبادر بكل نخوة وتأخذ وصفة الدواء لتذهب نحو الصيدلية لتشتري الدواء المهم جدا والذي لم توفره الدولة مشكورة على جهودها واحتاج معه ذلك المتسول ليشتريه حيث فوجئ أحد المتبرعين الكرام حين ذهب للصيدلية بأنه وجد أن الدواء المكتوب في الوصفة ما هو إلا حبوب منع الحمل وليس كما زعم حامل الوصفة من أنه دواء مهم جدا للقلب أو غيره من العلل لكن حظ ذلك المتسول كان سيئا في الوقوع في مواجهة مع متبرع- نوعا ما- فطن ولا يحبذ دفع الأموال النقدية .
ومن المواقف الطريفة والمستجدة هي الاستجداء والاستعطاء بقيمة بطاقات شحن الهواتف المتحركة من أي أحد حتى بالاتصال الهاتفي من الفتيات على أي رقم عشوائي ثم استعطافه بشحن الجوال ببعث معلومات بطاقة شحن ليقوم المعتصم بكل نخوته ليشتري البطاقة المطلوبة ويقدم الشحن المطلوب .
وصول المتسولين والمتسولات نحو أبواب البيوت ليقرعوها أو أنهم يبحثون عن منزل مفتوح ليدخلوا عنوة من دون استئذان ليفاجؤوا أهل المنزل بدخول غريبة عليهم إلى وسط المنزل لتستجديهم بكلامها ولأجل ذلك الموقف تبادر المسكينة ربة البيت خوفا وعاطفة بتقديم كل ما هو ممكن لتلك الفقيرات المقتحمات حرمة المنزل . وهنا وقفة برجاء من أصحاب المنازل في شهر رمضان الكريم بالذات لا تتركوا باب المنزل مفتوحا فستعرضون أنفسكم لمهزلة الاقتحام التسولي
بعض تلك الأموال – والله تعالى أعلم – قد لا تكون أموال تذهب للسرقة وملء الجيوب فقط بل ربما تكوم معها أحيانا أضرارا خطيرة مثل المخدرات ومثل المسكرات ومثل الدعارة بل وحتى الإرهاب .
ومن الحيل التي يلجأ لها بعض المتسولين التي تنشط صيفا هي تسول الطرق الذي يطلب به صاحب السيارة ما يكمل به المشوار وأنه لا يريد أكثر من قيمة ملء خزان وقود السيارة ، ورغم أن الهدف واضح إلا أنه لا يدخل في الموضوع مباشرة بل يبدأ في السؤال عن الطريق أو معرفة أحد أو بأي حيلة أخرى ثم تفاجأ بأن صاحب هذه السيارة وربما تكون عائلته معه أنه يشحذ وكم مرات وقعنا في براثن هذا الأسلوب .
ينتهزون أي فرصة سانحة للخداع ويضعونك في ثوب المخدوع ولعل دخول فتيات بكامل أناقتهن نادي المتسولات أحدث الخدع التسولية فالمطلوب عزيزي القارئ مزيدا من الوعي وعدم تقديم أموالك خاصة زكاتك إلا للجهات الخيرية وعدم الاستجابة لنداءات التسول .
جريدة الحياة 9-9-2008
أبو خالد الشيخ عبدالله إمام أحد المساجد كتب لي مشكورا يطلب مني الكتابة حول ظاهرة التسول وانتشارها وكثرة المتسولين الذين يطرقون المساجد بالذات وحولها والإشارات الضوئية ويستعطفون الناس بالأطفال والعاهات والملابس الممزقة ،
وزارة الداخلية تدخلت في معالجة الملف المزعج غير الحضاري والمتنامي حولنا بدرجة مؤرقة لحد كبير وكذلك وزارة العمل ووزارة الشؤون الاجتماعية وتبادلت رمي كرة التسول بينها وكلها للأسف لم توقف الزحف الكبير الذي يعمل به المتسولون والمتسولات وحيلهم الكبيرة التي لا تنتهي في تطوير هذه المهنة القديمة .
دراسة قديمة في جدة أثبتت أن دخل المتسول الواحد يفوق في الأشهر العادية الأربعة آلاف ريال ! وهو ما يتفوق على كثير من رواتب موظفي الدولة .
هل أصبحت مهنة التسول وظيفة رسمية محترمة ذات مدخول جيد إلى درجة تفوقها على كثير من سلم رواتب القطاع الخاص والحكومي ، الأبحاث والأمن أكدّتا على وجود تنظيم أو ما يسمى عصابات تعمل بشكل مرتب ومنظم وأن ما نشاهده من متسولين حولنا الحقيقة الكبيرة أنهم بينهم تنسيق وتكتيك معين في توزيع المواقع وربما هناك أماكن احتكارية وربما بعض المواقع خاصة ومحمية ومحتكرة وعليها تأمين ولأجل دخول أحد في مربع الآخر يلزم منه أحيانا دفع مقابل أو خلو رجل ، وقد نشرت الصحف مرارا أخبار مشاجرات بين متسولين وأحيانا تتبع لأحد المتسولين حتى تجده يركب سيارة ليموزين تنقله لمكانه ، وقد تتبعت شخصيا ذات مرة إحدى المتسولات فإذا بها تتحرك نحو المسجد الآخر ثم تتجمع عدة نسوة من المتسولات ثم ينتظرن صاحب سيارة ينقلهن جميعا وينزلهن عن بيت معقول لا يبدو عليه كثيرا من مظاهر الاحتياج .
وقد حدثني أحدهم أنه تتبع واحدة من المتسولات ثم إذا بها تنتظر صاحب سيارة من نوع كامري آخر مودل ليقلها ، يعني بالفعل هناك تظيم ... هناك ترتيبات ...عملية التسول لم تعد فوضوية بل هي منظمة ومخطط لها وتخضع لنواميس وقوانين معينة تحقق لهم مكاسب جيدة ، وقد تناولت الملهاة التي قدمها عادل إمام قديما في فيلم "المتسول" شيئا كثيرا من الفكاهة الحقيقية التي يعمل بها هؤلاء اللصوص المحترفون ... أقول لصوص لأنهم يسرقون تعب الناس باستدرار عاطفتهم وحملهم لأن يقدموا أموالهم وزكاتهم نحوهم وهم غالبا لا يستحقون ولكن الناس يقدمون لهم أعطياتهم لأسباب كثيرة منها عصر السرعة ثم الشحن العاطفي حسب المواقف اليومية التي يمر بها الإنسان ، وكذلك الكسل عن الوصول للفقراء الحقيقيين والتأكد من حالتهم وأخيرا التكاسل عن الوصول للمؤسسات الخيرية لتقديم المساعدات والأموال من خلالها ربما هناك أسباب أخرى
استخدام العاطفة والصكوك ووصفات الأدوية وتزكيات أئمة المساجد وعقود الإيجار ومطالبات السداد وفواتير الكهرباء بالذات ... كل ذلك وسائل وطرق يعتمد عليها المتسولون لكسب مزيد من المال وللأسف أن هذه الحيل تنطلي على كثير من الناس .
خاصة حيلة الفاتورة التي هي موضة موسم الصيف وأكثر ما يرهق المحتالين هو أخذ الفاتورة منهم بغرض سدادها حيث إنهم يفضلون النقد أو أنك تبادر بكل نخوة وتأخذ وصفة الدواء لتذهب نحو الصيدلية لتشتري الدواء المهم جدا والذي لم توفره الدولة مشكورة على جهودها واحتاج معه ذلك المتسول ليشتريه حيث فوجئ أحد المتبرعين الكرام حين ذهب للصيدلية بأنه وجد أن الدواء المكتوب في الوصفة ما هو إلا حبوب منع الحمل وليس كما زعم حامل الوصفة من أنه دواء مهم جدا للقلب أو غيره من العلل لكن حظ ذلك المتسول كان سيئا في الوقوع في مواجهة مع متبرع- نوعا ما- فطن ولا يحبذ دفع الأموال النقدية .
ومن المواقف الطريفة والمستجدة هي الاستجداء والاستعطاء بقيمة بطاقات شحن الهواتف المتحركة من أي أحد حتى بالاتصال الهاتفي من الفتيات على أي رقم عشوائي ثم استعطافه بشحن الجوال ببعث معلومات بطاقة شحن ليقوم المعتصم بكل نخوته ليشتري البطاقة المطلوبة ويقدم الشحن المطلوب .
وصول المتسولين والمتسولات نحو أبواب البيوت ليقرعوها أو أنهم يبحثون عن منزل مفتوح ليدخلوا عنوة من دون استئذان ليفاجؤوا أهل المنزل بدخول غريبة عليهم إلى وسط المنزل لتستجديهم بكلامها ولأجل ذلك الموقف تبادر المسكينة ربة البيت خوفا وعاطفة بتقديم كل ما هو ممكن لتلك الفقيرات المقتحمات حرمة المنزل . وهنا وقفة برجاء من أصحاب المنازل في شهر رمضان الكريم بالذات لا تتركوا باب المنزل مفتوحا فستعرضون أنفسكم لمهزلة الاقتحام التسولي
بعض تلك الأموال – والله تعالى أعلم – قد لا تكون أموال تذهب للسرقة وملء الجيوب فقط بل ربما تكوم معها أحيانا أضرارا خطيرة مثل المخدرات ومثل المسكرات ومثل الدعارة بل وحتى الإرهاب .
ومن الحيل التي يلجأ لها بعض المتسولين التي تنشط صيفا هي تسول الطرق الذي يطلب به صاحب السيارة ما يكمل به المشوار وأنه لا يريد أكثر من قيمة ملء خزان وقود السيارة ، ورغم أن الهدف واضح إلا أنه لا يدخل في الموضوع مباشرة بل يبدأ في السؤال عن الطريق أو معرفة أحد أو بأي حيلة أخرى ثم تفاجأ بأن صاحب هذه السيارة وربما تكون عائلته معه أنه يشحذ وكم مرات وقعنا في براثن هذا الأسلوب .
ينتهزون أي فرصة سانحة للخداع ويضعونك في ثوب المخدوع ولعل دخول فتيات بكامل أناقتهن نادي المتسولات أحدث الخدع التسولية فالمطلوب عزيزي القارئ مزيدا من الوعي وعدم تقديم أموالك خاصة زكاتك إلا للجهات الخيرية وعدم الاستجابة لنداءات التسول .
الأربعاء، سبتمبر 03، 2008
اطمرها
اطمرها نشرت في جريدة الحياة 3-9-2008 ( النص كامل بدون حذف )
على أثير صوت الإذاعة مع لهيب حرارة الشمس وأنا أركن السيارة وأستمع لإجابات فضيلة الشيخ ضيف البرنامج الذي استضافه راديو إم بي سي في برنامج خاص بتفسير الرؤى والأحلام والاستفسارات تنهمر على البرنامج حول رؤى وأحلام والشيخ الفاضل يجيب إجابات سريعة واثقة وكأنه يجيب عن مسألة فقهية ، شدتني الطريقة التي يجيب فيها عن الأسئلة فضيلته وقضية اختياراته لبعض الاستفسارات بالإجابة وأسئلة أخرى يتجاوزها ويطلب من المذيع أن يتركها بلازمة لغوية خاصة به : اطمرها ، وهو تعبير خاص به تميز بهذا الاستخدام ، ويقول : إن هذه الاستفسارات هي عبارة عن أضغاث أحلام ، أو أنها حديث نفس ، أو أنها استهزاءات من بعض المستمعين فيرسلون عبر رسائل SMS استفساراتهم ليختبروا فضيلة الشيخ ، نحن كمستمعين لا ندري عن حقيقة تلك الاستفسارات هل هي بالفعل غير قابلة للتفسير أم أنها لا يعرف فضيلته أن يقول فيها شيئا وأن يعبّرها وأن يفك رموزها الغامضة أو أنها بالفعل كما ذهب الشيخ في رأيه بأنها مشاكسات مستمعين ومستمعات ، والعجيب أن المذيع مستسلم تماما لاختيارات الشيخ وكل دوره مواصلة استجداء المستمعين ببعث رؤاهم ، ما المانع ؟ إذا كان البرنامج سوف يأتي بأرباح على الإذاعة ، وفي مقطع آخر من مقاطع البرنامج تصل الحالة بالشيخ إلى الغضب من الأسئلة إلى أن يهدد المستمعين بأنه سوف يقوم بتعبير الرؤيا وأنها ستقع على رأس المرسل !! ، واستشهد بحديث يبني عليه أكثر المفسرين تحليلاتهم وهو أن الرؤيا على رجل طائر فإذا عُبّرت وقعت ، ولعل بعض الدارسين والمهتمين بعلم الرؤى ردّوا هذا المعنى أو الحديث ربما وقالوا لا صحة لهذا المعنى وأيضا الرؤيا لأول معبّر وأنها في حال عبّرت خطأ بشيء فيه ضرر فإنها تقع ! لو كان ذلك كذلك لمنع الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة من أن يفسروا رؤيا قبله لكن تفسير الصحابة رضوان الله تعالى عنهم وربما أخطأوا دليل على أن الموضوع فيه سعة وأن الخطأ في تعبير الرؤيا لا تقع به كارثة .
ويح قلبي كيف تكون الأمور بهذه البساطة وكيف يراد لنا أن نصدّق ذلك وكيف يسوّق لنا مثل هذه الكلمات ... بعض المفسرين يقدم هذه الخدمة خدمة التفسير للرؤى والأحلام عن طريق شركات Audio Text أرقام السبعمائة وأنها بالتأكيد كما البرنامج ستلاقي رواجا وقبولا كبيرين لهذه الخدمة التي بطبيعة الناس يتعلقون بالغيبات والحديث عنها ،
لا ننكر أن الرؤى كما ورد في بعض النصوص أنها جزء من سبعين جزءا من النبوّة ، لكن من الذي جعل مجموعة ما تحتكر حق التأويل وتحرّم على الآخرين الحديث في تعبير الرؤى خاصة وأن الموضوع ظنّي غير قطعي الثبوت وأن ما يقال من أي من كان كله توقعات ليست بنبعٍ إذا عدّت ولا غربِ وأن هذه التعليقات أمور ظنية لا أحد يقطع بما فيها إلا الرسول صلى الله عليه وسلم بحكم أنه يوحى إليه ، ثقافة التعلق بالأحلام والرؤى وتبني برامج تخاطب الجماهير بهذه الصورة هو نوع تكريس لنشر ثقافة قشور الدين أو المسكّنات التي تساعد على نوم الشعوب وتأخرها وارتكانها للأحلام والرؤى في تحقيق انتصارات ومكاسب فردية أو جماعية .
أتساءل ما الفرق بين تسويق برامج التحليلات النفسية البعيدة في الروحانيات أو العمليات الحسابية الشبيهة بالسحر والشعوذة التي تنادى العلماء لمحاربتها مع طريقة هذه البرامج فكلها تبيع الوهم على اختلاف درجاته وتسوق بضاعة مزجاة ثبت كثيرا بأمهر وأشهر مدّعي التفسير أن كثيرا من تحليلاتهم وتفسيراتهم المتعلقة بمصير الأمة أنها لا حقيقة لها .
والعجب في هذه الحال المتردية من ضعف وتراجع ميزان الأمة الإسلامية في القوى العالمية أن تنتشر مثل هذه البرامج في حال نحن محتاجون لانتشالنا من واقع الجهل إلى عالم المعرفة والصناعة والتقنيات .
حديث الرؤى والأحلام حديث لا نهاية له وأكثر من يهتم به الفارغون الذين لا صنعة لهم أو المهزومون الذين يتعلقون بأي تسلية تحمل لهم حلولا لمشكلاتهم وتسلّيهم يقول أحد الشعراء عن المساجين بفراغهم وهمومهم والأمل الذي يداعب مخيلتهم بالخروج من السجن :
ونفرح بالرؤيا فجل حديثنا إذا نحن أصبحنا الحديث عن الرؤيا
والنساء أكثر من الرجال احتفالا واهتماما بالرؤى وطلبا لتفسيرها ، وينبغي لنا أن نعيش مع الرؤى والأحلام موقفا وسطيا يناسب وسطية هذه الأمة فلا نحن بالذين نردها ولا نحن بالذين نقدسها ونضخم جانبها لنكون جيلا من الحالمين المتسكعين على أبواب وأرقام ومواقع وبرامج التفاسير ليكون كل همهم أن يناموا أكثر مما ناموا ليروا في مناماتهم أحلاما ورؤى ليتجهوا مباشرة للبحث عن تفاسير وتعابير لها مجانا أو بمقابل .
مرة أخرى أعود لأضع تساؤلا ظريفا: لماذا لم يعرف عن علماء كبار جهابذة شهدت الأمة لهم بالفضل التوجه للرؤى والأحلام كمنهجية عمل واحتفال واهتمام ولم نعرف عنهم أنهم يعبرون أو كذلك أنهم يرحبون بتعبير الرؤى والأحلام ، لماذا؟! هل من جواب ؟
أنادي بأن تقوم القناة بمسؤوليتها نحو المجتمع وتعيد اختيارات برامجها على نحو بنائي تربوي علمي و( تطمر ) برامج تفسير الأحلام والرؤى .
على أثير صوت الإذاعة مع لهيب حرارة الشمس وأنا أركن السيارة وأستمع لإجابات فضيلة الشيخ ضيف البرنامج الذي استضافه راديو إم بي سي في برنامج خاص بتفسير الرؤى والأحلام والاستفسارات تنهمر على البرنامج حول رؤى وأحلام والشيخ الفاضل يجيب إجابات سريعة واثقة وكأنه يجيب عن مسألة فقهية ، شدتني الطريقة التي يجيب فيها عن الأسئلة فضيلته وقضية اختياراته لبعض الاستفسارات بالإجابة وأسئلة أخرى يتجاوزها ويطلب من المذيع أن يتركها بلازمة لغوية خاصة به : اطمرها ، وهو تعبير خاص به تميز بهذا الاستخدام ، ويقول : إن هذه الاستفسارات هي عبارة عن أضغاث أحلام ، أو أنها حديث نفس ، أو أنها استهزاءات من بعض المستمعين فيرسلون عبر رسائل SMS استفساراتهم ليختبروا فضيلة الشيخ ، نحن كمستمعين لا ندري عن حقيقة تلك الاستفسارات هل هي بالفعل غير قابلة للتفسير أم أنها لا يعرف فضيلته أن يقول فيها شيئا وأن يعبّرها وأن يفك رموزها الغامضة أو أنها بالفعل كما ذهب الشيخ في رأيه بأنها مشاكسات مستمعين ومستمعات ، والعجيب أن المذيع مستسلم تماما لاختيارات الشيخ وكل دوره مواصلة استجداء المستمعين ببعث رؤاهم ، ما المانع ؟ إذا كان البرنامج سوف يأتي بأرباح على الإذاعة ، وفي مقطع آخر من مقاطع البرنامج تصل الحالة بالشيخ إلى الغضب من الأسئلة إلى أن يهدد المستمعين بأنه سوف يقوم بتعبير الرؤيا وأنها ستقع على رأس المرسل !! ، واستشهد بحديث يبني عليه أكثر المفسرين تحليلاتهم وهو أن الرؤيا على رجل طائر فإذا عُبّرت وقعت ، ولعل بعض الدارسين والمهتمين بعلم الرؤى ردّوا هذا المعنى أو الحديث ربما وقالوا لا صحة لهذا المعنى وأيضا الرؤيا لأول معبّر وأنها في حال عبّرت خطأ بشيء فيه ضرر فإنها تقع ! لو كان ذلك كذلك لمنع الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة من أن يفسروا رؤيا قبله لكن تفسير الصحابة رضوان الله تعالى عنهم وربما أخطأوا دليل على أن الموضوع فيه سعة وأن الخطأ في تعبير الرؤيا لا تقع به كارثة .
ويح قلبي كيف تكون الأمور بهذه البساطة وكيف يراد لنا أن نصدّق ذلك وكيف يسوّق لنا مثل هذه الكلمات ... بعض المفسرين يقدم هذه الخدمة خدمة التفسير للرؤى والأحلام عن طريق شركات Audio Text أرقام السبعمائة وأنها بالتأكيد كما البرنامج ستلاقي رواجا وقبولا كبيرين لهذه الخدمة التي بطبيعة الناس يتعلقون بالغيبات والحديث عنها ،
لا ننكر أن الرؤى كما ورد في بعض النصوص أنها جزء من سبعين جزءا من النبوّة ، لكن من الذي جعل مجموعة ما تحتكر حق التأويل وتحرّم على الآخرين الحديث في تعبير الرؤى خاصة وأن الموضوع ظنّي غير قطعي الثبوت وأن ما يقال من أي من كان كله توقعات ليست بنبعٍ إذا عدّت ولا غربِ وأن هذه التعليقات أمور ظنية لا أحد يقطع بما فيها إلا الرسول صلى الله عليه وسلم بحكم أنه يوحى إليه ، ثقافة التعلق بالأحلام والرؤى وتبني برامج تخاطب الجماهير بهذه الصورة هو نوع تكريس لنشر ثقافة قشور الدين أو المسكّنات التي تساعد على نوم الشعوب وتأخرها وارتكانها للأحلام والرؤى في تحقيق انتصارات ومكاسب فردية أو جماعية .
أتساءل ما الفرق بين تسويق برامج التحليلات النفسية البعيدة في الروحانيات أو العمليات الحسابية الشبيهة بالسحر والشعوذة التي تنادى العلماء لمحاربتها مع طريقة هذه البرامج فكلها تبيع الوهم على اختلاف درجاته وتسوق بضاعة مزجاة ثبت كثيرا بأمهر وأشهر مدّعي التفسير أن كثيرا من تحليلاتهم وتفسيراتهم المتعلقة بمصير الأمة أنها لا حقيقة لها .
والعجب في هذه الحال المتردية من ضعف وتراجع ميزان الأمة الإسلامية في القوى العالمية أن تنتشر مثل هذه البرامج في حال نحن محتاجون لانتشالنا من واقع الجهل إلى عالم المعرفة والصناعة والتقنيات .
حديث الرؤى والأحلام حديث لا نهاية له وأكثر من يهتم به الفارغون الذين لا صنعة لهم أو المهزومون الذين يتعلقون بأي تسلية تحمل لهم حلولا لمشكلاتهم وتسلّيهم يقول أحد الشعراء عن المساجين بفراغهم وهمومهم والأمل الذي يداعب مخيلتهم بالخروج من السجن :
ونفرح بالرؤيا فجل حديثنا إذا نحن أصبحنا الحديث عن الرؤيا
والنساء أكثر من الرجال احتفالا واهتماما بالرؤى وطلبا لتفسيرها ، وينبغي لنا أن نعيش مع الرؤى والأحلام موقفا وسطيا يناسب وسطية هذه الأمة فلا نحن بالذين نردها ولا نحن بالذين نقدسها ونضخم جانبها لنكون جيلا من الحالمين المتسكعين على أبواب وأرقام ومواقع وبرامج التفاسير ليكون كل همهم أن يناموا أكثر مما ناموا ليروا في مناماتهم أحلاما ورؤى ليتجهوا مباشرة للبحث عن تفاسير وتعابير لها مجانا أو بمقابل .
مرة أخرى أعود لأضع تساؤلا ظريفا: لماذا لم يعرف عن علماء كبار جهابذة شهدت الأمة لهم بالفضل التوجه للرؤى والأحلام كمنهجية عمل واحتفال واهتمام ولم نعرف عنهم أنهم يعبرون أو كذلك أنهم يرحبون بتعبير الرؤى والأحلام ، لماذا؟! هل من جواب ؟
أنادي بأن تقوم القناة بمسؤوليتها نحو المجتمع وتعيد اختيارات برامجها على نحو بنائي تربوي علمي و( تطمر ) برامج تفسير الأحلام والرؤى .
الثلاثاء، أغسطس 26، 2008
اللهاية والبرميل
اللهّاية... و«البرميل»
النص الكامل للمقالة بدون حذف
عبدالمنعم الحسين الحياة - 26/08/08//تذكرت كتابة قديمة للكاتب الكبير عبدالله باجبير تناول فيها مشكلة الاتجاه الحاد من الفتيات نحو النحافة وبرامج الحمية والرياضة والتنافس في مشابهة تماثيل عارضات الأزياء النحيفات جدا ، فكلامه عن الذائقة العربية أو ذوق العربي في اختيار فتاة أحلامه كزوجة وهو اختيار الفتاة الممتلئة وأن الفتاة النحيفة - حتى لو كانت جميلة - فستكون بالنسبة للعربي مثل اللهاية في فم الرضيع تسكته وتسليه لكنها أبدا لا تشبعه !
حديث الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله أيضا كان يصب في ذات المصب بأنّ فتاة المودل التي تعرض حاليا في قنوات العروض والأزياء لا تلفت العربي وأن العربي القح لا يزال يحبّذ ريانة العود ويتغنى بجمال الهيفاء وعدد في أوصافها وأشعار كثيرة مبالغ فيها وصف سمنة الفتاة وامتلائها حتى أن بعضهم يقول : إنها لا تستطيع القيام إذا جلست وتحتاج إلى مساعدين ومساعدات لرفعها من مكانها وأنها نؤوم الضحى ومن تلك الأشعار والأوصاف أنقل لكم هذا الوصف العجيب :
أبت الرّوادف والثُّدي لقمصها مس البطون وأن يمسن ظهورا
عجيب صورة متخيلة مبالغة عالية من الشاعر لتلك الحالة المستعصية ،
بالتأكيد الشاعر المغرم بالمتينات لا يعني أبدا البراميل التي نشاهدها لا تكاد تستطيع أن تسير مسافة مترين إلا وتلهث من التعب أجهدها النوم المتواصل والاتكاء المستمر على الفرش والأثاث المنعّم والانتقال على مقاعد السيارات الفارهة ومواصلة إدخال الطعام الدسم وخلطه بالحلو ورش لا ينقطع بالعصائر والمشروبات الغازية والمأكولات الخفيفة ، حتى غدت السمنة سمة خاصة بالمرأة السعودية وصورة ذهنية عنها قدرت بعض الدراسات بأن سمنة النساء في السعودية وصلت إلى نسبة 60% ، وكثير من أسباب تلك السمنة هي رغبة الأزواج بالفعل في امتلاء الزوجات والحصول على المرأة العيطل ( الممتلئة المكتنزة شحما ذات الأرداف الكبيرة والجسم الضخم )
في موريتانيا تدخل الفتاة الراغبة في الزواج برنامج تسمين قاس جدا على يد متمرسة قديرة وخبيرة في أغذية السمنة المتشبعة بالنشويات والزيوت والشحوم والبيض وكل الأغذية ذات السعرات الحرارية العالية في عادة وممارسة تدعى عندهم بالتبلاح ومع انتشار الوعي ربما تكون هذه الظاهرة انحسرت قليلا لكن ظهرت مكانها عند الطرف المحافظ على التسمين مشاريع جديدة مثل التسمين بالهرمونات والأبر .
الآن نحن نجني ثمارا عفنة لمثل تلك الأفكار وتلك النظرة وتلك الذائقة أمراضا مزمنة ومعقدة على أولادنا عموما وليس الفتيات منهن خاصة بل اختلال الوزن واضح بين نحافة مفرطة وسمنة كبيرة ، والذي يدلك على هذه هو كثرة إعلانات أجهزة وأدوية وعمليات التخسيس التي صارت تتكسب على هؤلاء الثقلاء ، وغالبها علاجات وأدوية غير حقيقية لا تعود بكثير فائدة على الواقعين في براثن السمنة ، فهي أمور غريبة من مراهم ودهانات وأحزمة وأحيانا شاي وروائح عطرية تقلل من شراهة تناول الأطعمة وغيرها من العلاجات المشكوك فيها .
أمراض السمنة غير متناهية من السكر إلى آلام الركب وآلام الظهر والكلسترول واعتلالات القلب ... حكاية طويلة مرهقة جدا للسمين أو السمينة ولأسرهما وأيضا لميزانية الدولة التي لا زالت ملتزمة بتقديم العلاج المجاني للمواطنين حيث لا يزال مشروع التأمين الصحي على الجميع مثل بيض الصّعو الذي نسمع به ولا نراه ، ولا ندري لو طبّق ما مدى جدواه أيضا !!
(كيت وينسلت) بطلة فلم تايتنك الممثلة البريطانية المشهورة منعت دخول مجلات الأزياء التي تظهر فيها فتيات المودل النحيفات جدا إلى منزلها ، خشية على ابنتيها من التأثر بمناظر أولئك فيجارونهن في استهداف أوزان الريشة فربما تسببن بأضرار عالية جدا لأجسادهن وربما على حياتهن ، هذه الصورة المزعجة كذلك في طرف موضوع السمنة والنحافة حيث ترد على بعض الفتيات الافتتان بالموضة وأزياء الموضة التي لا تتوفر حتى مقاسات منها إلا للأوزان النحيفة للغاية وهو ما لا يتوفر إلا للرشيقات جدا وبالتالي وقعن فريسة برامج التخسيس والحمية الزائدة فتكونت عندنا أشكال من الفتيات ذات مناظر مقززة أشبه ما تكون بمناظر خيال المآته فهي مصفرة ذهبت نضارتها وصفاء لونها وأبدلت شحوبا وذبولا انسحبت به روح الحياة .
فهناك تطرف من نوع آخر وهو تطرف النحافة الزائدة في مقابل السمنة العالية وكأنها ردة الفعل العكسية وهذا مرفوض وغير مقبول لا دينيا ولا صحيا ولا حتى في أعراف وأذواق الشباب فهي بالفعل غير قادرة في بنيتها على تحمل أعمال المنزل ولا أعمال الحمل والولادة والتربية فالتوسط مطلوب وكما قال الأول :
فسامح ولا تستوف حقك كاملا وأبق فلم يستقص قطّ كريم
ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد كلا طرفي قصد الأمور ذميم
الثقافة والوعي وانتشار الرياضة وإدخال الرياضة المدرسية في مدارس البنات بما يتفق مع الشريعة الإسلامية وعادات وأعراف البلد سيساعد في تعديل الاتجاه الصحي الإيجابي في المجتمع وربما هناك دور أكبر تلعبه الصحة المدرسية وجهود التثقيف الصحي الذي يفترض أن يقدم بشكل أفضل خاصة وأن الوقاية خير من العلاج وأن ما نوفره من ميزانية التثقيف والتوعية نخسر أضعافه بناء مستشفيات ومصاريف عمليات وأدوية .
سعدت بخبر جوال الصحة الذي أطلق مؤخرا لكن للأسف أنه جوال تجاري بقنواته كلها يقتطع 12 ريالا شهريا من المشتركين فيه حيث لم يُستثن كمشروع توعوي وطني يفترض ألا تزيد التكلفة فيه على المشتركين عن قيمة 4 ريالات حتى لو قلّت الرسائل في عددها في مقابل نشر الوعي ، فقليل دائم خير من كثير منقطع أو لم ينتشر ، أيضا قناة صحة الفضائية ، أيضا هيئة الغذاء والدواء ... ما يعني جهود طيبة مباركة بإذن الله تساهم في تحقيق الوسطية في الأحجام بين البراميل واللّهايات .
السبت، أغسطس 23، 2008
إدارة الأزمات
إدارة الأزمات نشرة في مجلة زوايا تربوية - تصدر عن الإعلام التربوي بالإدارة العامة لتربية وتعليم البنات بالأحساء
إدارة الأزمات
تهتم المنظمات الإدارية في دول العالم المتقدمة بتطبيق منهج علم إدارة الأزمات
في كافة مجالات العمل وذلك حرصاً منها على اتخاذ القرارات بأسلوب علمي
بما يحقق لها رؤية مستقبلية واضحة تعتمد على دقة المعلومات والتخطيط
العلمي السليم لتجاوز الأزمات وحتى تمرر بسلام كافة الصعوبات التي تواجهها.
ولأهمية ذلك الموضوع ينبغي على كل إدارة إعداد فريق خاص لمواجهة
الأزمات حتى يمكن أن تتجنب الكثير منها أو الحد من آثارها السلبية التي
تنتج عن دخولها دون استعداد مناسب لمواجهتها وقد برز علم إدارة الأزمات
كمنهج وفكر إداري حديث يعمل على التعامل مع الأزمات بالأدوات
العلمية والإدارية لتجنب سلبياتها والاستفادة من إيجابيتها فإدارة الأزمة
:هو علم التوازنات ورصد حركة واتجاهات القوى والتكيف مع المتغيرات
المختلفة.
وبالتالي فللأزمات فوائد وسلبيات نستطيع الوقوف عليها من خلال
النظر للجدول الآتي:
وربما نتمثل هنا قول الشاعر:
جزى الله الشدائد كل خير
عرفت بها عدوي من صديقي
والإدارات التي تطبق منهجية إدارة الأزمات سوف تجني الكثير من
الفوائد ومنها:
1- التعامل مع الأزمة من خلال منهج علمي وليس من خلال سياسة الفعل وردة الفعل .
2- توقع وتنبأ بالمستقبل والمخاطر المحيطة .
3- عدم تصعيد الأزمات والحد من خروجها عن السيطرة .
4- رسم سيناريوهات متكاملة لكافة الاحتمالات المتوقعة .
5- تكوين بيئة تلقائية تقوم على الاستجابة السريعة للأحداث المفاجئة والمتسارعة للأزمة.
6- رفع المعنويات خلال فترة الأزمات .
7- العمل على عودة النشاط والحيوية في فترة الأزمات بأسرع وقت ممكن.
8- تحليل الأزمات السابقة والاستفادة منها مستقبلا.
ويمكن أن تكون مهام ذلك الفريق على الصورة الآتية:
1- رصد واكتشاف الأزمات.
2- عمل الدراسات المتنوعة للأزمات المتوقعة .
3- وضع خطط الطوارئ وسيناريوهات الحلول .
4- التعامل مع الإعلام ومده بالمعلومات الصحيحة .
5- تزويد متخذي القرار بالبيانات والمعلومات في الوقت المناسب .
6- التنسيق مع الجهات الخارجية للتدخل السريع مثل أجهزة الأمن والدفاع المدني.
7- تدريب الكوادر البشرية وعقد اللقاءات التي توضح مهام اللجنة .
8- حضور المؤتمرات والندوات ومتابعة الدوريات والمواقع والكتب والإصدارات المتعلقة بهذا الموضوع.
وبسهولة نستطيع بناء هيكلة مبسطة وصغيرة لذلك الفريق أو اللجنة على النحو الآتي:
_ وحدة التخطيط للأزمة _ وحدة التنفيذ والمتابعة
_ وحدة المعلومات _ وحدة للأجهزة والخدمات
_ وحدة الاتصالات مع الأجهزة المعنية
ويجب أن يتحلى المشاركون والأعضاء لذلك الفريق بصفات معينة حتى يحققوا المطلوب منهم ومن ذلك:
_ المهارة والقدرة على التدخل الناجح .
_ رباطة الجأش وهدوء الأعصاب .
- الانتباه والوعي والحرص الشديد عند القيام لتنفيذ المهام الموكلة له.
- الولاء للمؤسسة .
ومن الأشياء التي ينبغي عدم تجاهلها :
- تكامل التخصصات
- اللياقة الجسمية والذهنية
- المرونة والتفاؤل .
- التدريب والتأهيل المستمر والمتميز.
ومن الممكن أن يكون مع ذلك الفريق داعمون من خارجه ومن ذلك على سبيل المثال :
خبير قانوني _ خبير إعلامي _ خبير فني – خبير في التقنيات والاتصالات.
إدارة الأزمات
تهتم المنظمات الإدارية في دول العالم المتقدمة بتطبيق منهج علم إدارة الأزمات
في كافة مجالات العمل وذلك حرصاً منها على اتخاذ القرارات بأسلوب علمي
بما يحقق لها رؤية مستقبلية واضحة تعتمد على دقة المعلومات والتخطيط
العلمي السليم لتجاوز الأزمات وحتى تمرر بسلام كافة الصعوبات التي تواجهها.
ولأهمية ذلك الموضوع ينبغي على كل إدارة إعداد فريق خاص لمواجهة
الأزمات حتى يمكن أن تتجنب الكثير منها أو الحد من آثارها السلبية التي
تنتج عن دخولها دون استعداد مناسب لمواجهتها وقد برز علم إدارة الأزمات
كمنهج وفكر إداري حديث يعمل على التعامل مع الأزمات بالأدوات
العلمية والإدارية لتجنب سلبياتها والاستفادة من إيجابيتها فإدارة الأزمة
:هو علم التوازنات ورصد حركة واتجاهات القوى والتكيف مع المتغيرات
المختلفة.
وبالتالي فللأزمات فوائد وسلبيات نستطيع الوقوف عليها من خلال
النظر للجدول الآتي:
السلبيات | الإيجابيات |
خسائر | تولد خبرات مكاسب غير متوقعة |
مسح شخصيات | بروز شخصيات |
شغل الطاقات | تعرف مواطن الخلل |
تأخير تحقق الأهداف | اكتشاف قيادات جديدة |
اهتزاز الثقة بالمؤسسة | تعجيل التغييرات في الهياكل الإدارية |
البحث عن كبش فداء | تحري مواطن الضعف التي قد تنجم |
تمديد الأثر إلى خارج المؤسسة | التعرف على المناصرين من الأعداء |
وربما نتمثل هنا قول الشاعر:
جزى الله الشدائد كل خير
عرفت بها عدوي من صديقي
والإدارات التي تطبق منهجية إدارة الأزمات سوف تجني الكثير من
الفوائد ومنها:
1- التعامل مع الأزمة من خلال منهج علمي وليس من خلال سياسة الفعل وردة الفعل .
2- توقع وتنبأ بالمستقبل والمخاطر المحيطة .
3- عدم تصعيد الأزمات والحد من خروجها عن السيطرة .
4- رسم سيناريوهات متكاملة لكافة الاحتمالات المتوقعة .
5- تكوين بيئة تلقائية تقوم على الاستجابة السريعة للأحداث المفاجئة والمتسارعة للأزمة.
6- رفع المعنويات خلال فترة الأزمات .
7- العمل على عودة النشاط والحيوية في فترة الأزمات بأسرع وقت ممكن.
8- تحليل الأزمات السابقة والاستفادة منها مستقبلا.
ويمكن أن تكون مهام ذلك الفريق على الصورة الآتية:
1- رصد واكتشاف الأزمات.
2- عمل الدراسات المتنوعة للأزمات المتوقعة .
3- وضع خطط الطوارئ وسيناريوهات الحلول .
4- التعامل مع الإعلام ومده بالمعلومات الصحيحة .
5- تزويد متخذي القرار بالبيانات والمعلومات في الوقت المناسب .
6- التنسيق مع الجهات الخارجية للتدخل السريع مثل أجهزة الأمن والدفاع المدني.
7- تدريب الكوادر البشرية وعقد اللقاءات التي توضح مهام اللجنة .
8- حضور المؤتمرات والندوات ومتابعة الدوريات والمواقع والكتب والإصدارات المتعلقة بهذا الموضوع.
وبسهولة نستطيع بناء هيكلة مبسطة وصغيرة لذلك الفريق أو اللجنة على النحو الآتي:
_ وحدة التخطيط للأزمة _ وحدة التنفيذ والمتابعة
_ وحدة المعلومات _ وحدة للأجهزة والخدمات
_ وحدة الاتصالات مع الأجهزة المعنية
ويجب أن يتحلى المشاركون والأعضاء لذلك الفريق بصفات معينة حتى يحققوا المطلوب منهم ومن ذلك:
_ المهارة والقدرة على التدخل الناجح .
_ رباطة الجأش وهدوء الأعصاب .
- الانتباه والوعي والحرص الشديد عند القيام لتنفيذ المهام الموكلة له.
- الولاء للمؤسسة .
ومن الأشياء التي ينبغي عدم تجاهلها :
- تكامل التخصصات
- اللياقة الجسمية والذهنية
- المرونة والتفاؤل .
- التدريب والتأهيل المستمر والمتميز.
ومن الممكن أن يكون مع ذلك الفريق داعمون من خارجه ومن ذلك على سبيل المثال :
خبير قانوني _ خبير إعلامي _ خبير فني – خبير في التقنيات والاتصالات.
الثلاثاء، أغسطس 12، 2008
تبرعات الأربعة أصفار ... وبيت في الجنة
تبرعات «الأربعة أصفار» ... وبيت في الجنة
عبدالمنعم الحسين الحياة - 12/08/08//
إننا مقبلون على رمضان المبارك، بلغنا الله وإياكم أيامه وتقبل الله طاعتنا مقدّماً، والناس مقبلون على الخير وعلى المشاركة في أعمال البر والتطوع طلباً للأجر، وهذه أحوال النفوس الكريمةالمؤمنة وكل قرائنا كرماء يتوجهون للخير أصالة يبتغون غراس الثواب، بلغهم الله مناهم وما يستحبون آمين، وأصـحاب الخير يتوقون ويتطلعون لهذا الشهر الكريم لكي يقطفوا ثماره اليانعات من شجر الطيبين المتبرعين.
يقول أحمد بن باز في مجلة «الخيرية» في أحد أعدادها: «إن على العاملين في الجهات الخيرية أن ينظروا في مشاريعهم وما يعرضونه وما يتطلعون له من التنفيذ، ويراعوا في عروضهم التغيرات الاقتصادية الحاصلة، ففي ظل موازنة الخير والبركة لهذا العام، وارتفاع حجم السيولة عند الناس ينبغي على أصحاب تلك المشاريع أن يعرضوا مشاريع جديدة كبيرة تتناسب مع مداخيلهم الكبيرة، إقبالاً على الخير حتى يتم استثمار هذه الطفرة التنموية الاقتصادية الحاصلة حالياً بحيث لا تمر هذه الطفرة من دون أن تأخذ الجهات الخيرية نصيبها المستحق منها».
يعجبني طموحه وتعميمه، وهو من العاملين في الجهات الخيرية وبالتحديد مؤسسة ابن باز الخيرية، لكن أود أيضاً أن تكون هناك توعية لعموم الناس بأهمية التطوع والبذل والصدقة والإحسان بطريقة لا تعتمد على مخاطبة العاطفة الدينية والحوافز الأخروية فقط، بل بطريقة خطاب شاملة متجددة علمية تخاطب العقل واللاوعي منه كذلك حتى نستطيع أن نواجه الجفاف المتكون عند البعض، بحيث يكون ممسكاً يتأخر عن تلبية نداءات الإنسانية والواجب، أو يقدم مشاركات لا تليق وحجم موجوداته ومدخراته وحساباته في المصارف، حتى من الجانب الزكوي الواجب شرعاً وليس نفلاً، بل ربما نحتاج إلى توعية اجتماعية من نوع «فتش عن الحوافز»، مثل الشركات الغربية التي تنفق الكثير علي المساعدات والمشاركات الخيرية، فيما نلاحظ التأخر من شركاتنا وتجارنا، فلماذا نجحت حوافزهم في ضخ بلايين الدولارات نحو أعمال الخير، وتتوالى الأخبار عن الشخصيات الغربية التي تقدم تبرعاتها بأرقام التسعة أصفار، بينما لا تزال أرقام التبرعات عندنا تنحصر في خانة الثلاثة والأربعة أصفار، فأين حق الجهات الخيرية من بقية الأصفار؟
يجب أن نعيد النظر في الخطاب والحوافز التي تقدم لتنشيط الحافز على الخير، إذ قال رئيس جهة خيرية خليجية كبرى «إن العمل الخيري في الخليج بأكمله لم يتجاوز البليون دولار سنوياً، وهو رقم مخجل جدا قياساً إلى مداخيل دول الخليج التي تجاوزت أرقامها 500 بليون دولار لهذا العام وحده»، وفي دراسة أخرى اطلعت عليها، ونشرت في مجلة «البيان» للباحث إبراهيم الحيدري، تحدث فيها عن العمل التطوعي في إسرائيل، بيّن فيها أن جزءاً كبيراً منه يأتيها من الخارج ، وكذلك جزء كبير جداً من تطور خدماتنا من الدعم الحكومي، من حيث شراء منتجاته وإتاحة الفرصة للجهات الخيرية لتأجير الخدمات على الدولة، فتكون لها الأولوية، سبحان الله هذا عكس ما هو حاصل عندنا، إذ يُنظر لمنتجات الجهات الخيرية نظرة التقليل من شأنها، فليس من الممكن أن يتم تنفيذ مشاريع حكومية من خلال جهات خيرية، بل إن معظم المشاريع التعاونية تقوم على فكرة تقديم مشاركات خيرية للجهات الحكومية وليس العكس.
ويا لها من لفتة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حين منح وسام الملك عبدالعزيز للمهندس محمد عبداللطيف جميل للمشاريع الخيرية التي نفذها، وهي مشاريع نوعية مختلفة ومستمرة وكبيرة.
بصراحة حكومتنا الرشيدة وولاة أمرنا لم يقصروا في التشجيع والبذل والتكريم، ومثال آخر أيضاً عن جائزة الأمير محمد بن فهد لخدمة أعمال البر ليكرم الشركات ورجال الأعمال الذين يقدمون خدمات وتبرعات للأنشطة التطوعية، لكن أين تكمن علة الضعف الحاصل؟
المشاريع التي تتوجه لها الأموال يجب أن تُراجع أيضاً، فليس من الجيد - مثلاً - أن تتضخم المشاريع الإنشائية الخاصة بالمساجد تحت رغبة المتبرعين والأوصياء للحصول على بيت في الجنة، بينما ينصرفون عن تشجيع البحوث العلمية، وعن دعم الجامعات، والمدارس، والمعاهد والمستشفيات، ودور العجزة، والمشاريع التوعوية التي تؤازر وتساند الحاجات القائمة للمجتمع والأهالي، مثل الحاجات الخدمية من دورات تدريبية ورحلات تربوية ومخيمات دعوية أو ترفيهية، فتلوين المشاركات لتقع في ذلك الموقع هو دور ينبغي أن تقوم به تلك الجهات القائمة على تلك المشاريع من الدعوة والتعريف بها.
انظروا على سبيل المثال للنجاحات التي حصلت أخيراً من تبرعات لكراسي علمية في الجامعات السعودية، ربما كانت الإدارات السابقة ترفض ذلك، لكن وضح الآن أن مجال تبرعات الشراكات مفتوح، فتقع الرعايات والتبني من الموسرين، أيضاً نحتاج إلى أن يفتح باب التقدير الصريح والمقنن لتقدير تلك المشاركات في حساب مصلحة الزكاة، وكذلك حسابات ترسية المشاريع، بحيث يضاف طلب بيان بآخر ستة أشهر عن سجل المشاركات الاجتماعية والإسهامات والتبرعات من واقع الإيصالات والوثائق التي تدل على ذلك.
الغرب غير المسلم نجح بمثل هذه الطرق في أن يضخ أموالاً أكثر للأعمال الخيرية المؤسسية، فلماذا لا ننجح نحن، خصوصاً أن روح العمل الخيري والتشجيع والحث عليه والنخوة العربية وعلوم الدين الحنيف وتمام االكرم والشمائل، كلها تولي هذا الجانب عناية عظيمةوتحث عليه، لأننا نرجو من الله بها الثواب وحسن المآب.
عبدالمنعم الحسين الحياة - 12/08/08//
إننا مقبلون على رمضان المبارك، بلغنا الله وإياكم أيامه وتقبل الله طاعتنا مقدّماً، والناس مقبلون على الخير وعلى المشاركة في أعمال البر والتطوع طلباً للأجر، وهذه أحوال النفوس الكريمةالمؤمنة وكل قرائنا كرماء يتوجهون للخير أصالة يبتغون غراس الثواب، بلغهم الله مناهم وما يستحبون آمين، وأصـحاب الخير يتوقون ويتطلعون لهذا الشهر الكريم لكي يقطفوا ثماره اليانعات من شجر الطيبين المتبرعين.
يقول أحمد بن باز في مجلة «الخيرية» في أحد أعدادها: «إن على العاملين في الجهات الخيرية أن ينظروا في مشاريعهم وما يعرضونه وما يتطلعون له من التنفيذ، ويراعوا في عروضهم التغيرات الاقتصادية الحاصلة، ففي ظل موازنة الخير والبركة لهذا العام، وارتفاع حجم السيولة عند الناس ينبغي على أصحاب تلك المشاريع أن يعرضوا مشاريع جديدة كبيرة تتناسب مع مداخيلهم الكبيرة، إقبالاً على الخير حتى يتم استثمار هذه الطفرة التنموية الاقتصادية الحاصلة حالياً بحيث لا تمر هذه الطفرة من دون أن تأخذ الجهات الخيرية نصيبها المستحق منها».
يعجبني طموحه وتعميمه، وهو من العاملين في الجهات الخيرية وبالتحديد مؤسسة ابن باز الخيرية، لكن أود أيضاً أن تكون هناك توعية لعموم الناس بأهمية التطوع والبذل والصدقة والإحسان بطريقة لا تعتمد على مخاطبة العاطفة الدينية والحوافز الأخروية فقط، بل بطريقة خطاب شاملة متجددة علمية تخاطب العقل واللاوعي منه كذلك حتى نستطيع أن نواجه الجفاف المتكون عند البعض، بحيث يكون ممسكاً يتأخر عن تلبية نداءات الإنسانية والواجب، أو يقدم مشاركات لا تليق وحجم موجوداته ومدخراته وحساباته في المصارف، حتى من الجانب الزكوي الواجب شرعاً وليس نفلاً، بل ربما نحتاج إلى توعية اجتماعية من نوع «فتش عن الحوافز»، مثل الشركات الغربية التي تنفق الكثير علي المساعدات والمشاركات الخيرية، فيما نلاحظ التأخر من شركاتنا وتجارنا، فلماذا نجحت حوافزهم في ضخ بلايين الدولارات نحو أعمال الخير، وتتوالى الأخبار عن الشخصيات الغربية التي تقدم تبرعاتها بأرقام التسعة أصفار، بينما لا تزال أرقام التبرعات عندنا تنحصر في خانة الثلاثة والأربعة أصفار، فأين حق الجهات الخيرية من بقية الأصفار؟
يجب أن نعيد النظر في الخطاب والحوافز التي تقدم لتنشيط الحافز على الخير، إذ قال رئيس جهة خيرية خليجية كبرى «إن العمل الخيري في الخليج بأكمله لم يتجاوز البليون دولار سنوياً، وهو رقم مخجل جدا قياساً إلى مداخيل دول الخليج التي تجاوزت أرقامها 500 بليون دولار لهذا العام وحده»، وفي دراسة أخرى اطلعت عليها، ونشرت في مجلة «البيان» للباحث إبراهيم الحيدري، تحدث فيها عن العمل التطوعي في إسرائيل، بيّن فيها أن جزءاً كبيراً منه يأتيها من الخارج ، وكذلك جزء كبير جداً من تطور خدماتنا من الدعم الحكومي، من حيث شراء منتجاته وإتاحة الفرصة للجهات الخيرية لتأجير الخدمات على الدولة، فتكون لها الأولوية، سبحان الله هذا عكس ما هو حاصل عندنا، إذ يُنظر لمنتجات الجهات الخيرية نظرة التقليل من شأنها، فليس من الممكن أن يتم تنفيذ مشاريع حكومية من خلال جهات خيرية، بل إن معظم المشاريع التعاونية تقوم على فكرة تقديم مشاركات خيرية للجهات الحكومية وليس العكس.
ويا لها من لفتة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حين منح وسام الملك عبدالعزيز للمهندس محمد عبداللطيف جميل للمشاريع الخيرية التي نفذها، وهي مشاريع نوعية مختلفة ومستمرة وكبيرة.
بصراحة حكومتنا الرشيدة وولاة أمرنا لم يقصروا في التشجيع والبذل والتكريم، ومثال آخر أيضاً عن جائزة الأمير محمد بن فهد لخدمة أعمال البر ليكرم الشركات ورجال الأعمال الذين يقدمون خدمات وتبرعات للأنشطة التطوعية، لكن أين تكمن علة الضعف الحاصل؟
المشاريع التي تتوجه لها الأموال يجب أن تُراجع أيضاً، فليس من الجيد - مثلاً - أن تتضخم المشاريع الإنشائية الخاصة بالمساجد تحت رغبة المتبرعين والأوصياء للحصول على بيت في الجنة، بينما ينصرفون عن تشجيع البحوث العلمية، وعن دعم الجامعات، والمدارس، والمعاهد والمستشفيات، ودور العجزة، والمشاريع التوعوية التي تؤازر وتساند الحاجات القائمة للمجتمع والأهالي، مثل الحاجات الخدمية من دورات تدريبية ورحلات تربوية ومخيمات دعوية أو ترفيهية، فتلوين المشاركات لتقع في ذلك الموقع هو دور ينبغي أن تقوم به تلك الجهات القائمة على تلك المشاريع من الدعوة والتعريف بها.
انظروا على سبيل المثال للنجاحات التي حصلت أخيراً من تبرعات لكراسي علمية في الجامعات السعودية، ربما كانت الإدارات السابقة ترفض ذلك، لكن وضح الآن أن مجال تبرعات الشراكات مفتوح، فتقع الرعايات والتبني من الموسرين، أيضاً نحتاج إلى أن يفتح باب التقدير الصريح والمقنن لتقدير تلك المشاركات في حساب مصلحة الزكاة، وكذلك حسابات ترسية المشاريع، بحيث يضاف طلب بيان بآخر ستة أشهر عن سجل المشاركات الاجتماعية والإسهامات والتبرعات من واقع الإيصالات والوثائق التي تدل على ذلك.
الغرب غير المسلم نجح بمثل هذه الطرق في أن يضخ أموالاً أكثر للأعمال الخيرية المؤسسية، فلماذا لا ننجح نحن، خصوصاً أن روح العمل الخيري والتشجيع والحث عليه والنخوة العربية وعلوم الدين الحنيف وتمام االكرم والشمائل، كلها تولي هذا الجانب عناية عظيمةوتحث عليه، لأننا نرجو من الله بها الثواب وحسن المآب.
الأحد، أغسطس 03، 2008
ظاهرة الميدز
ظاهرة «الميدز»
عبدالمنعم الحسين جريدة الحياة - 04/08/08//
الميدز ظاهرة من مظاهر «العصرنة» التي بدت لنا بشكل واضح جداً، وأتذكر ونحن صغار أثناء قراءتنا لمجلات الأطفال وتوقعاتهم وأحلامهم لما يكون عليه الحال عام 2000 من أعمال وأجهزة وعلاقات، عشنا، وأمدّ الله لنا في العمر، وشاهدنا كيف تحوّل الإنسان في سنوات الألفينات بل ربما قبلها بقليل، كيف صار إنسان هذا العصر مدججاً بالأجهزة الالكترونية، من الساعة الرقمية في المعصم، ومن جهاز الجوال والمفكرة الالكترونية، وجهاز تحديد المواقع، وجهاز الحاسب المحمول، وأخيراً يقع تحت ناظريك الشباب والأسلاك التي تتدلى من آذانهم، وصولاً لأجهزة تشغيل الملفات الصوتية، أو ما يعرف بـ مشغلات MP3!
هكذا بقدرة قادر أصبح إنسان هذا العصر رقمياً ومحاصراً بالأجهزة والملحقات الالكترونية من خوازن الذاكرة الفلاش «ميموري» وأمثالها كأبسط متعلق تقني يُحمل، ويكون من ضمن كومة الأثقال التي يحملها الإنسان معه في كل مكان في عمله وفي الملعب وفي المسجد وفي قاعة الدرس وغير ذلك!
المصطلح MIds - وسبحان الله - قريب جداً من حروف كلمة مرض نقص المناعة «الأيدز»، لكن هي كلمة عبارة عن اختصار للكلمات الآتية: Mobile Internet Devices وهي أجهزة وملحقات الانترنت المحمولة التي تتزايد وتنمو وتتكاثر مع تزايد الحاجة لها، وتنوع المنتجات وأشكالها ومميزاتها وألوانها والموديلات، بحيث تدخل ضمن السلع الاستهلاكية عالية الطلب والربحية والتجدد، فيصعب حتى على باعتها والمتخصصين الإحاطة بكل مجرياتها ومنتجاتها وطرق استخداماتها والفروقات، فكيف تكون الحال بالنسبة للمستهلك الجديد أو قليل الخبرة؟
وفي الوقت نفسه الإعلانات الصاخبة تحيط بالشباب والصغار، وتعزز من حماسة السباق الحاد لاقتناء هذه الأجهزة والملحات، وأجهزة الفيديو وألعابها وكونها من الموضات وشيء من لوازم الشياكة والأناقة، يستوي فيها الشباب (ذكوراً وإناثاً)، بل حتى الكبار لا يسلمون من هذا السباق، ويقع المستهلك المسكين أو رب الأسرة المحدود الدخل تحت ضغط الطلب الحاد من أفراد الأسرة الذين يطلبون الحصول على هذه المقتنيات ومتابعة موديلاتها الحديثة أولاً بأول، ثم بعد فترة بسيطة تظهر منتجات جديدة وبمميزات أحدث وطلبات من جديد لإقتناء الحديث مجاراة لصرعات العصر!
الآن في ألمانيا صاروا يصطلحون على وصف هذه الحال بأنها «مرض» وليس مصطلحاً علمياً ذا دلالة على هذه المعطيات العصرية، فالشباب مفتونون تماماً بها ويتسابقون لاقتناء الجديد منها، ويتابعون أخبارها والتطويرات والإضافات التي تطرأ عليها، ويتابعون عبر «الانترنت» والصحف مواعيد نزولها بالأسواق والمتاجر المحددة للبيع، فيصطفون طوابير من الصباح الباكر وقبل فتح المتجر لاقتناء الجهاز الفلاني، فقد نقلت لنا شاشات التلفزة والقنوات الإخبارية مناظر الشباب المصطفين على شكل قاطرات، وبعضهم يتعب ويجلس ومعه وجبته وعبوّة الماء في انتظار فتح المتجر ليكون من أوائل الأشخاص الذين يقتنون الجهاز الجديد!
وأصبحت الشركات تلعب على هذا الوتر الحساس وتبيع أكثر وتحقق أرباحها بفضل مثل تلك المنتجات، وعلى سبيل المثال شركة أبل، وهي شركة تنتج حاسبات آلية شبه متعثرة، وفجأة تحولت إلى الأرباح العالية بسبب تحولها لإنتاج المشغلات الصوتية التي لا تزال حتى الآن واسعة الرواج ، ومع ظهور شركات عدة تقدم المنتج نفسه إلا أن «ابل» تستحوذ على أكثر من 80 في المئة من سوق المشغلات الصوتية.
وهذه الشركات صارت تلعب لعبتها التسويقية وتستغل هذا النهم والتفاخر الذي طال شباننا وفتياتنا في التسابق لاقتناء هذه الملحقات، فتقول الإحصاءات والتقديرات إن المستهلك عندنا متوسط تغيير جهاز الهاتف المتحرك ما معدله جهازان سنوياً، وكل جهاز يكون في سعر 1000 ريال كمتوسط سعري، وإلا تصل بعض الأجهزة في أول طرحها للسوق إلى ستة آلاف ريال وتجد من يشتريها، وبعد مدة لا تزيد على تسعة أشهر يتدنى سعر ذلك المنتج إلى 1000 ريال، ما يظهر التلاعب الحاد جداً بهؤلاء الشباب الذين تحولوا إلى صرعى الموضات والمظهرية الزائفة باقتناء هذه المقتنيات العصرية، والحصول على أجهزة بمواصفات متقدمة جداً قد لا تعمل في بيئتنا، وإمكانات مشغلي الشبكات عندنا قد لاتجعلهم يحسنون صيانتها، وربما لا يعرفون استخدام كثير من التطبيقات فيها، ومع ذلك يتسابقون في الحصول عليها ويخسرون فيها سنوياً مخصصات مالية مرهقة بسبب هذه الفورة من التضخم الذي بلغ 12في المئة في أسعار السلع والمنتجات الضرورية من الغذاء والدواء ، وهؤلاء الشباب لا يقدمون أي تنازل في سباق المظهرية الزائفة باقتناء الجديد بلا نهاية، و بغير وضوح أو تحديد حاجات أو تحديد موازنة ولا مناسبة حتى بلغت سوق أجهزة الجوال الجديدة سنوياً بالسعودية إلى ستة ملايين جهاز جديد سنوياً، وبمبيعات تصل إلى ثلاثة بلايين ريال سنوياً، وهو رقم كبير جداً في بلد عدد سكانه في حدود 20 مليون نسمة!
وهناك إهداءات متبادلة لهذه الأجهزة في مناسبات النجاح والأعياد...إلخ، فنحن أولى من ألمانيا في تعديل السلوك الاستهلاكي لمرضى «الميدز»!
عبدالمنعم الحسين جريدة الحياة - 04/08/08//
الميدز ظاهرة من مظاهر «العصرنة» التي بدت لنا بشكل واضح جداً، وأتذكر ونحن صغار أثناء قراءتنا لمجلات الأطفال وتوقعاتهم وأحلامهم لما يكون عليه الحال عام 2000 من أعمال وأجهزة وعلاقات، عشنا، وأمدّ الله لنا في العمر، وشاهدنا كيف تحوّل الإنسان في سنوات الألفينات بل ربما قبلها بقليل، كيف صار إنسان هذا العصر مدججاً بالأجهزة الالكترونية، من الساعة الرقمية في المعصم، ومن جهاز الجوال والمفكرة الالكترونية، وجهاز تحديد المواقع، وجهاز الحاسب المحمول، وأخيراً يقع تحت ناظريك الشباب والأسلاك التي تتدلى من آذانهم، وصولاً لأجهزة تشغيل الملفات الصوتية، أو ما يعرف بـ مشغلات MP3!
هكذا بقدرة قادر أصبح إنسان هذا العصر رقمياً ومحاصراً بالأجهزة والملحقات الالكترونية من خوازن الذاكرة الفلاش «ميموري» وأمثالها كأبسط متعلق تقني يُحمل، ويكون من ضمن كومة الأثقال التي يحملها الإنسان معه في كل مكان في عمله وفي الملعب وفي المسجد وفي قاعة الدرس وغير ذلك!
المصطلح MIds - وسبحان الله - قريب جداً من حروف كلمة مرض نقص المناعة «الأيدز»، لكن هي كلمة عبارة عن اختصار للكلمات الآتية: Mobile Internet Devices وهي أجهزة وملحقات الانترنت المحمولة التي تتزايد وتنمو وتتكاثر مع تزايد الحاجة لها، وتنوع المنتجات وأشكالها ومميزاتها وألوانها والموديلات، بحيث تدخل ضمن السلع الاستهلاكية عالية الطلب والربحية والتجدد، فيصعب حتى على باعتها والمتخصصين الإحاطة بكل مجرياتها ومنتجاتها وطرق استخداماتها والفروقات، فكيف تكون الحال بالنسبة للمستهلك الجديد أو قليل الخبرة؟
وفي الوقت نفسه الإعلانات الصاخبة تحيط بالشباب والصغار، وتعزز من حماسة السباق الحاد لاقتناء هذه الأجهزة والملحات، وأجهزة الفيديو وألعابها وكونها من الموضات وشيء من لوازم الشياكة والأناقة، يستوي فيها الشباب (ذكوراً وإناثاً)، بل حتى الكبار لا يسلمون من هذا السباق، ويقع المستهلك المسكين أو رب الأسرة المحدود الدخل تحت ضغط الطلب الحاد من أفراد الأسرة الذين يطلبون الحصول على هذه المقتنيات ومتابعة موديلاتها الحديثة أولاً بأول، ثم بعد فترة بسيطة تظهر منتجات جديدة وبمميزات أحدث وطلبات من جديد لإقتناء الحديث مجاراة لصرعات العصر!
الآن في ألمانيا صاروا يصطلحون على وصف هذه الحال بأنها «مرض» وليس مصطلحاً علمياً ذا دلالة على هذه المعطيات العصرية، فالشباب مفتونون تماماً بها ويتسابقون لاقتناء الجديد منها، ويتابعون أخبارها والتطويرات والإضافات التي تطرأ عليها، ويتابعون عبر «الانترنت» والصحف مواعيد نزولها بالأسواق والمتاجر المحددة للبيع، فيصطفون طوابير من الصباح الباكر وقبل فتح المتجر لاقتناء الجهاز الفلاني، فقد نقلت لنا شاشات التلفزة والقنوات الإخبارية مناظر الشباب المصطفين على شكل قاطرات، وبعضهم يتعب ويجلس ومعه وجبته وعبوّة الماء في انتظار فتح المتجر ليكون من أوائل الأشخاص الذين يقتنون الجهاز الجديد!
وأصبحت الشركات تلعب على هذا الوتر الحساس وتبيع أكثر وتحقق أرباحها بفضل مثل تلك المنتجات، وعلى سبيل المثال شركة أبل، وهي شركة تنتج حاسبات آلية شبه متعثرة، وفجأة تحولت إلى الأرباح العالية بسبب تحولها لإنتاج المشغلات الصوتية التي لا تزال حتى الآن واسعة الرواج ، ومع ظهور شركات عدة تقدم المنتج نفسه إلا أن «ابل» تستحوذ على أكثر من 80 في المئة من سوق المشغلات الصوتية.
وهذه الشركات صارت تلعب لعبتها التسويقية وتستغل هذا النهم والتفاخر الذي طال شباننا وفتياتنا في التسابق لاقتناء هذه الملحقات، فتقول الإحصاءات والتقديرات إن المستهلك عندنا متوسط تغيير جهاز الهاتف المتحرك ما معدله جهازان سنوياً، وكل جهاز يكون في سعر 1000 ريال كمتوسط سعري، وإلا تصل بعض الأجهزة في أول طرحها للسوق إلى ستة آلاف ريال وتجد من يشتريها، وبعد مدة لا تزيد على تسعة أشهر يتدنى سعر ذلك المنتج إلى 1000 ريال، ما يظهر التلاعب الحاد جداً بهؤلاء الشباب الذين تحولوا إلى صرعى الموضات والمظهرية الزائفة باقتناء هذه المقتنيات العصرية، والحصول على أجهزة بمواصفات متقدمة جداً قد لا تعمل في بيئتنا، وإمكانات مشغلي الشبكات عندنا قد لاتجعلهم يحسنون صيانتها، وربما لا يعرفون استخدام كثير من التطبيقات فيها، ومع ذلك يتسابقون في الحصول عليها ويخسرون فيها سنوياً مخصصات مالية مرهقة بسبب هذه الفورة من التضخم الذي بلغ 12في المئة في أسعار السلع والمنتجات الضرورية من الغذاء والدواء ، وهؤلاء الشباب لا يقدمون أي تنازل في سباق المظهرية الزائفة باقتناء الجديد بلا نهاية، و بغير وضوح أو تحديد حاجات أو تحديد موازنة ولا مناسبة حتى بلغت سوق أجهزة الجوال الجديدة سنوياً بالسعودية إلى ستة ملايين جهاز جديد سنوياً، وبمبيعات تصل إلى ثلاثة بلايين ريال سنوياً، وهو رقم كبير جداً في بلد عدد سكانه في حدود 20 مليون نسمة!
وهناك إهداءات متبادلة لهذه الأجهزة في مناسبات النجاح والأعياد...إلخ، فنحن أولى من ألمانيا في تعديل السلوك الاستهلاكي لمرضى «الميدز»!
الأربعاء، يوليو 30، 2008
الخيانة الكريهة
الخيانة الكريهة
نشرت بجريدة الحياة عدد يوم الأربعاء 30-7-2008
البلد الذي وحّده الله وجعل من فرقه المشتتة كيانا كبيرا له وزنه الكبير بين الدول والشعوب وعلى الوسطين العالمي والإسلامي منذ إنجاز التوحيد على يد جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله ، وإلى العصور المزدهرة من الحكم التي حكم بها أبناؤه الكرام حتى عصر الخير والبركة عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله تعالى إلا أن أناسا تلوثت قلوبهم وأبت قلوبهم المريضة إلا أن يعيشوا الظلام والجحود والكفران للنعمة التي نتقلب فيها من الأمن والأمان والرزق الكريم ...إلخ .
فكانوا صيدا ثمينا لمارقين وأفكار ونحل شتى تأخذ بهم بعيدا عن الجنة ويتحولون بقدرة قادر لمفسدين يلحقون بوطنهم وبأمتهم وبأهليهم وأنفسهم الضرر .
للأسف أنهم يعيشون بين ظهرانينا ويرون بأم أعينهم النعم ويلاحظون الفرق بين الخير الذي بين أيديهم وسائر الدول من حولهم ، لكن يتجهون لخرق السفينة وشق عصا الجماعة والشذوذ الذي خبر وحذر منه النبي صلى الله عليه وسلم وقال أنه يهدي إلى النار وبشّر بأن يد الله مع الجماعة ، وفي عهد ميمون من الانفتاح والحرية واحترام حقوق الإنسان والسعي على راحة المواطن ورفاهيته إلا أنهم جشعون مغرر بهم يخربون بيوتهم بأيديهم فسدت أفكارهم ففسدت أفعالهم ،
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدّق ما يعتاده من توهم
ووسط ثورة المعلومات التي نعيشها وانفتاح فضائي كبير ووجود شبكة المعلومات العالمية الانترنت نلاحظ الاصطياد في الماء العكر وتوجيه وتحليل الأحداث على غير حقيقتها وتأليب الآراء على فهم مغلوط ساعد في انقياد أشخاص وجماعات مغرر بهم نحو تبني مثل هذه الأفكار الدخيلة وتتكون على شكل فيروسات فكرية ما تلبث لأن تكون نشاطا خفيا للجماعات الإرهابية والمناهضة لوحدة الوطن والتي تتجه بولائها جهرا أحيانا وأحيانا خفية لدول مجاورة تتشرب الطائفية المقيتة وتتبنى بعض القضايا التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل بل تتدخل في قضاياهم الداخلية وتتزعم التأليب وتنادي بالزّج بالبلد أو بعضه للدخول في أتون مشكلات بعيدة عنا ، وكل ذلك أحيانا يقع برابط خفي ظاهر تكشفه المكالمات والزيارات والاتصالات ولحن القول والاهتمامات وأحيانا الكتابات والمؤلفات الخاصة وبعض الكتابات في المنتديات الخاصة يظنون أنفسهم أنهم بمنأى وأنّ ما يخفونه عن عامة الناس مخفي وغير معلوم لكن الفضيحة لهم بالمرصاد يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله ، لكن يقظة رجال الأمن وحنكة ولاة الأمر ودهائهم ومعية الله تعالى معهم يحفظهم ويحفظ بلادنا من أذاهم وخيانتهم وسعيهم التخريبي المنجرف بزكام الانتماء الخارجي الذي يتغلغل في النفوس حتى يكاد يخفي روح الدين والمواطنة الصالحة ويبقي روحا نشازا نكرة قد تتبين ملامحها حين نلحظ التاريخ وما سطّره من إشارات ظاهرة ، والتاريخ يعيد نفسه حيث تتبدل الأشخاص ولكن تتكرر الشخصيات حينها يظهر للمتأمل مدى خطورة عملهم وتخطيطهم وسوء ظنونهم وأنهم يسعون للهدم لا للبناء .
إن اللحمة الوطنية والحوار والنداءات السامية التي ينادي بها رجل هذه الدولة الصالح التي تحولت نداءات خير وروحا حضارية عالمية تحمل الروائح الطيبة بطيب صاحبها وزهاء بياض قلبه ، لكن القلوب السوداء التي تشبعت بالنقاط السوداء حتى اسودّت واربدّت وصارت كالكوز مجخياً ، لا تعرف إلا المنكر ولا تصرح بما تحمله وإذا غشيهم من غشيهم في مجالسهم واطمئنوا للحديث تسربت السموم من أفواههم يلوكون ألسنتهم كالأفاعي السامة يروغون من الجماعة وتتبدى المخابر التي ما كانت إلا مخابر سوء وظلم وخيانة .
وإلا فهل يعقل لذي عقل حتى ولو كان بهيمة من البهائم أن يستجيب لمناداة فضائية أو عبر الانترنت تنادي بالخيانة بإيداع مبالغ لدعم أعمال مهما زيناها هي في النهاية تخريبية عدوانية لله وللدين والوطن والجماعة مهما كانت الأسباب بدت عندهم منطقية فإننا نغضب من تصرفاتهم ونبرأ إلى الله منها ونسأل الله لهم الهداية وأن يحمينا ويحمي بلادنا من شرورهم وأن يفضحهم وما يريدون وما يخططون ، وأن يجعل ما يكيدون به تبابا عليهم
نشرت بجريدة الحياة عدد يوم الأربعاء 30-7-2008
البلد الذي وحّده الله وجعل من فرقه المشتتة كيانا كبيرا له وزنه الكبير بين الدول والشعوب وعلى الوسطين العالمي والإسلامي منذ إنجاز التوحيد على يد جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله ، وإلى العصور المزدهرة من الحكم التي حكم بها أبناؤه الكرام حتى عصر الخير والبركة عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله تعالى إلا أن أناسا تلوثت قلوبهم وأبت قلوبهم المريضة إلا أن يعيشوا الظلام والجحود والكفران للنعمة التي نتقلب فيها من الأمن والأمان والرزق الكريم ...إلخ .
فكانوا صيدا ثمينا لمارقين وأفكار ونحل شتى تأخذ بهم بعيدا عن الجنة ويتحولون بقدرة قادر لمفسدين يلحقون بوطنهم وبأمتهم وبأهليهم وأنفسهم الضرر .
للأسف أنهم يعيشون بين ظهرانينا ويرون بأم أعينهم النعم ويلاحظون الفرق بين الخير الذي بين أيديهم وسائر الدول من حولهم ، لكن يتجهون لخرق السفينة وشق عصا الجماعة والشذوذ الذي خبر وحذر منه النبي صلى الله عليه وسلم وقال أنه يهدي إلى النار وبشّر بأن يد الله مع الجماعة ، وفي عهد ميمون من الانفتاح والحرية واحترام حقوق الإنسان والسعي على راحة المواطن ورفاهيته إلا أنهم جشعون مغرر بهم يخربون بيوتهم بأيديهم فسدت أفكارهم ففسدت أفعالهم ،
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدّق ما يعتاده من توهم
ووسط ثورة المعلومات التي نعيشها وانفتاح فضائي كبير ووجود شبكة المعلومات العالمية الانترنت نلاحظ الاصطياد في الماء العكر وتوجيه وتحليل الأحداث على غير حقيقتها وتأليب الآراء على فهم مغلوط ساعد في انقياد أشخاص وجماعات مغرر بهم نحو تبني مثل هذه الأفكار الدخيلة وتتكون على شكل فيروسات فكرية ما تلبث لأن تكون نشاطا خفيا للجماعات الإرهابية والمناهضة لوحدة الوطن والتي تتجه بولائها جهرا أحيانا وأحيانا خفية لدول مجاورة تتشرب الطائفية المقيتة وتتبنى بعض القضايا التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل بل تتدخل في قضاياهم الداخلية وتتزعم التأليب وتنادي بالزّج بالبلد أو بعضه للدخول في أتون مشكلات بعيدة عنا ، وكل ذلك أحيانا يقع برابط خفي ظاهر تكشفه المكالمات والزيارات والاتصالات ولحن القول والاهتمامات وأحيانا الكتابات والمؤلفات الخاصة وبعض الكتابات في المنتديات الخاصة يظنون أنفسهم أنهم بمنأى وأنّ ما يخفونه عن عامة الناس مخفي وغير معلوم لكن الفضيحة لهم بالمرصاد يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله ، لكن يقظة رجال الأمن وحنكة ولاة الأمر ودهائهم ومعية الله تعالى معهم يحفظهم ويحفظ بلادنا من أذاهم وخيانتهم وسعيهم التخريبي المنجرف بزكام الانتماء الخارجي الذي يتغلغل في النفوس حتى يكاد يخفي روح الدين والمواطنة الصالحة ويبقي روحا نشازا نكرة قد تتبين ملامحها حين نلحظ التاريخ وما سطّره من إشارات ظاهرة ، والتاريخ يعيد نفسه حيث تتبدل الأشخاص ولكن تتكرر الشخصيات حينها يظهر للمتأمل مدى خطورة عملهم وتخطيطهم وسوء ظنونهم وأنهم يسعون للهدم لا للبناء .
إن اللحمة الوطنية والحوار والنداءات السامية التي ينادي بها رجل هذه الدولة الصالح التي تحولت نداءات خير وروحا حضارية عالمية تحمل الروائح الطيبة بطيب صاحبها وزهاء بياض قلبه ، لكن القلوب السوداء التي تشبعت بالنقاط السوداء حتى اسودّت واربدّت وصارت كالكوز مجخياً ، لا تعرف إلا المنكر ولا تصرح بما تحمله وإذا غشيهم من غشيهم في مجالسهم واطمئنوا للحديث تسربت السموم من أفواههم يلوكون ألسنتهم كالأفاعي السامة يروغون من الجماعة وتتبدى المخابر التي ما كانت إلا مخابر سوء وظلم وخيانة .
وإلا فهل يعقل لذي عقل حتى ولو كان بهيمة من البهائم أن يستجيب لمناداة فضائية أو عبر الانترنت تنادي بالخيانة بإيداع مبالغ لدعم أعمال مهما زيناها هي في النهاية تخريبية عدوانية لله وللدين والوطن والجماعة مهما كانت الأسباب بدت عندهم منطقية فإننا نغضب من تصرفاتهم ونبرأ إلى الله منها ونسأل الله لهم الهداية وأن يحمينا ويحمي بلادنا من شرورهم وأن يفضحهم وما يريدون وما يخططون ، وأن يجعل ما يكيدون به تبابا عليهم
الاثنين، يوليو 28، 2008
ما لها داع يا لميس
ما لها داعٍ يا «لميس»
عبدالمنعم الحسين جريدة الحياة - 28/07/08//
بسبب انشغالاتي فلا أحب أبداً الارتباط بمشاهدة المسلسلات كل المسلسلات لأني أرى أني سأضع قيداً على نفسي لمتابعة قصة طويلة وممتدّة ومحشوة بكثير من الأحداث التي ليس لها علاقة بالقصة الأساس التي وضعها المؤلف، ولذلك السبب فأنا أمتعض حتى من متابعة المسلسلات، على رغم أن صناعة المسلسلات تشهد فورة قوية خاصة مع قرب شهر رمضان من كل سنة، إذ تبدأ استعدادات هائلة بين شركات الإنتاج الفني والفضائيات لتقديم الجديد من هذه المسلسلات التي يقبل على متابعتها الناس، حتى أصبح لدينا فضائيات خاصة ببث المسلسلات خدمة 24 ساعة، وفي كل أيام الأسبوع،هناك قنوات مجانية، وقنوات أخرى مدفوعة، هذا الشره الحاد لمتابعة المسلسلات التلفزيونية جعل مؤسسات الإنتاج العربية تفشل في مواجهة الطلب مع تزايد عدد الفضائيات، إضافة إلى تولد أفكار تجارية جديدة مثل «العرض الأول» و«حصرياً» لمشاهدي قناة كذا، ما رفع من قيمة الاستثمار فيها وجعل أسعار الممثلين والممثلات تقفز لأرقام فلكية، وتتزايد عاماً بعد عام حتى بلغ أجر الممثلة نادية الجندي - مثلاً - قريباً من المليوني جنيه عن مسلسل واحد!أزمة الطلب المتنامي على المسلسلات جعلت الفضائيات تبحث عن أفكار أخرى لتقديم دراما فنية بكلفة أقل، ما انتعشت معه المسلسلات الشامية، وانتعشت معها -أيضاً - صناعة المسلسلات المدبلجة، وأكثرها انتشاراً المسلسلات المكسيكية، وهذه السنة كانت المفاجأة الحادة هي مسلسلات الدراما التركية ذات الكلفة المنخفضة جداً حتى أن الحلقة الواحدة لا تزيد كلفتها بعد الدبلة على ثلاثة آلاف دولار ، وتمتد لحلقات كثيرة تصل 150 حلقة، ما جعل المسلسلات التركية المدبلجة تهز المجتمع وأساساته، وأظهرت الهشاشة الفكرية التي يحملها كثير من الناس شباناً وفتيات، لدرجة تأثرهم الحاد بشخصيات المسلسلات والأفكار التي تحويها، ونظرة سريعة للصحف والمقالات والأخبار وغرف المحادثات والمنتديات والمدونات، نلاحظ الكم الهائل من أخبار الحوادث الغريبة كنتاج لهذه المسلسل، فمن فتاة بحرينية تطلب تغيير اسم خطيبها، إلى مهند بحكم أن اسمها نور ، وترغب أن يكون زوجها على اسم بطل المسلسل التركي!
وخبر قيام أردني بضرب زوجته ضرباً مبرحاً كادت تهلك به لأنه ضبطها متلبسة بجرم مشاهدة المسلسل، حتى أن الوفود السياحية غيّرت وجهاتها نحو تركيا ... ما زاد من أعداد مشجعي منتخب تركيا في مباريات كأس أمم أوروبا، وزادت طلبات الراغبين في تعلم اللغة التركية لمشاهدة المسلسلات التركية بلغتها الأم، ما يعني لي باختصار كارثة أخلاقية اسمها المسلسلات التركية، التي جعلت من الفتيان والفتيات أسرى لشخصيات المسلسل، فللمرة الأولى يجري الحديث بكل جرأة من النساء والفتيات حول الإعجاب والغرام بأبطال المسلسل، فتتحدث إحدى المعلمات بأن الطالبات كل يوم يتحدثن بجرأة أكثر عن المسلسل وأبطاله ويتغزلن في وسامتهم بصورة عجيبة، والمعلمات بينهن متحسرات متأوّهات على حظهن العاثر الذي جعلهن لم يظفرن بغراميات مثل غراميات أبطال المسلسل!
وخلفيات الحواسيب والجوالات تحمل صور تي «مهند ونور».، نغمات الجوال، ورنات الانتظار بأغنية المسلسل، والخلفيات المختارة لمشاهد المسلسل!
مجلس الفتوى في سورية، وعلماء الأزهر في القاهرة، يفتون بعدم جواز الصلاة بملابس مهند ونور كونها مطبوعة على القمصان ، عدم الدخول في الصلاة وهم أو هن بتلك الملابس ويظهرن بها وبكل جرأة من غير ما حياء أو خجل، بل وتتبجح بمشاهدة المسلسل ومتابعته والتعليق عليه، ما دعاني للكتابة هنا عن صورة أحد الشباب المتأثر بأحداث المسلسل «سنوات الضياع»، والبطلة «لميس» بالمناسبة اسمها الحقيقي «توبا بيوك أستون»، فذلك الشاب من شدة تأثره كتب عبارة على الزجاجة الخلفية لسيارته الفارهة «ما لها داعي يا لميس» ويطوف بها في الأسواق والميادين في دعاية مجانية للمسلسل!
المشكلة في هذه المسلسلات تكمن في أنها من بيئة شبه عربية، والأتراك مسلمون، لكن الثقافة المقدمة هي ثقافة تقديس للمادة وثقافة الاستهلاك وتمرير أكبر لنمط الحياة الاجتماعية الغربية، فهي تنهج طريقة المسلسلات والأفلام الأجنبية نفسها التي تعرض على السينما أخيراً مثل: مسلسل «الجنس في المدينة»، فليست المشكلة في جمال ووسامة ولا مشاهد حميمية، بل في تكريس لثقافة الحب والعلاقات خارج إطار الزواج الشرعي، وأكثر من ذلك أن المتزوج أو المتزوجة منهم يكونان علاقات غرامية خاصة، وكأن الموضوع هدفه زيادة جرعة التطبيع للثقافة المادية الغربية، وتقبل مثل تلك الحياة الاجتماعية.
ولعل من المناسب أن يتنبه الأزواج لفكرة مهمة جداً عزف عليها المسلسل التركي «سنوات الضياع» بطريقة ماكرة، وهي عنصر الرومانسية العالية التي يتعامل بها أبطال المسلسل بشكل مبالغ فيه، إذ يقدم وجبة لحياة زوجية عاطفية تبدو شرعية، بينما هي وهمية و غير حقيقية، فتكشف الواقع السيئ الذي يتعامل به الأزواج مع زوجاتهم في فنون الرسائل القلبية والكلمات والتصرفات الذوقية،.. فالمرأة تحتاج أشياء أخرى أكثر وأهم من المال والملبس والمأكل والفسحة، ويجب أن يتعلم الأزواج ذلك حتى لو تطلب الموضوع دخولهم في دورات تدريبية تقدم حالياً عبر بعض المراكز المختصة مثل مراكز التنمية الأسرية.
ومن الطريف أنّ إحدى الزوجات في مدينة جُدة طلبت من زوجها أن يعاملها تماماً مثل البطل مهند أو يطلقها، فاختار الزوج الحل الأسهل وهو الطلاق!
أيضاً أدعو مراكز الرصد الاجتماعي لرصد الظاهرة وتتبعها وعدم دس الرؤوس في الرمال، فالمسلسلات أثّرت في المجتمع، ولا يمكن للمربين والمحافظين أن يكتفوا بدور المتفرج على السقوط من دون تقديم أي بديل ويتبع قاعدة أخف الضررين، والاكتفاء بالتحذير والخطب والمحاضرات والمؤلفات التي لم تجد نفعاً ملموساً في الواقع المشاهد!
الخميس، يوليو 24، 2008
ضرب الحكماء
ضرب الحكماء
Exclusive خاص بالمدونة
والله مصيبة صراحة ما وقع الأسبوع المنصرم لشاب بحريني عانت آخته من ألم بالسن
فكالعادة ذهب الشاب بأخته للمستشفى وبعد انتظار طويل في غرفة عيادة الأسنان والأخت تتوجع وتتألم ثم يدخل بها على ذلك الدكتور ، وبنظرة سريعة وثقة زائدة وتعالي على المريض ومرافقه ودون سماع بقية الوصف و اعتبار أن المريض عاجز حتى عن تحديد مكان الألم وأن النظرة السريعة والخبرة والدراية كافية جدا للحكم على موضع الألم وتاريخه وطريقة العلاج وأحيانا اختيار وسيلة العلاج الأسهل وفي أحيان يقوم بعض الأطباء خاصة العاملين في مستوصفات ومستشفيات خاصة بتحميل المريض أعباء مالية لا داعي لها مثل طلب تحاليل وتصوير أشعة وأدوية كثيرة وبعضها أثمانها مرتفعة لا لشيء إلا ليرتفع هامش الربح عند مالك المستشفى .
بعد الكشف السريع قرر الطيب ( الحكيم ) خلع السن المؤلم و إراحة المريضة من ذلك الألم ، ومعروف عند الجميع ألم السنّ ، حيث إنّ ألم الأسنان ووجعها يمنع النوم ويعكر المزاج ويحرم المريض من الأكل والشراب وحتى الكلام ، الحكيم صاحبنا بادر لإجراء عملية خلع السن المزعج سبب المشكلة والألم الكبير ، وبمعالجة سريعة من الأدوات التي يحملها قام بخلع السن بمهارة عالية ، ونجحت العملية ووضع القطن وطلب من المريضة إغلاق الفم . المريضة بدت تشير لأخيها وعيونها طارت من مكانها وبصعوبة فهم الأخ الموقف واستوعب الحدث الذي حصل حيث ارتكب حكيم زمانه خطأ فادحا وخلع سنا سليما مجاورا للسن السليمة وكانت عقوبته الخلع مع أنه بريء ولم يرتكب شيئا كل جريمته أنه وقع مجاورا للسن المزعج وأن مصيبة حلت عليه وساقته إلى ذلك الحكيم الأحول .
وكما قالت العرب : غيري جنا وأنا المعاقب فيكم فكأنني سبابة المتندم
أو كما قال الشاعر الذبياني : لكلفتني ذنب امرئ وتركته كذي العرّ يكوى غيره وهو راتع
ولمن هم بعيدون عن الأبيات العربية الفصيحة والتصقوا بشعراء المليون أقول توضيحا للبيت أن الشاعر يقصد الجمل المصاب بالجرب حيث يعمد الجمّال لكي ( أعني عملية الكي المعروفة ) بقية الجمال حتى لا يعديها فهم لم يعملوا شيئا وليسوا مرضى ومع ذلك يكوون .
المهم طبيبنا أسقط في يده وتلخبط وضاعت علومه ، والأخ البحريني حضرت شياطينه كلها وعبر عن غضبه بضرب الطبيب الأحول .
نعم الخطأ لا يعالج بخطأ والسلوك الذي تعامل به المريض أو مرافقه خطأ ، ومازالت البحرين تسجل ارتفاع وزيادة في حالات تعدي المرضى والمرافقين على الأطباء بالضرب ، حتى أنها أضحت مشكلة تدق ناقوس الخطر لوضع أنظمة ولوائح تعالج مثل هذه السلوكيات غير الحضارية التي يتعامل بها بعض المرضى ومرافقيهم .
في مدريد عاصمة أسبانيا تزايدت حالات تعدي المرضى على الأطباء بشكل ارتفعت عندهم الأصوات التي تنادي برفع العقوبة إلى خمس سنوات سجن ، حتى تحفظ مكانة الأطباء والعاملين والعاملات في الحقل الطبي ، الغريب أن المواقف التي يصطدم بها المرضى مع أطبائهم أحيانا لا تصل لمستوى المضاربات ورفع الأصوات والتهجم والتعدي بالألفاظ النابية أحيانا فمن مثل المشكلات مشكلة الاختلاف على طريقة الكشف أو الاختلاف على طريقة التعامل والدواء الموصوف ، ومن أطرفها مشكلة الإجازة المرضية حيث لا يكتب الطبيب إجازة مرضية أو تكون أقل مما يتوقع المريض فيبادر للتهجم على الطبيب ! والشيء بالشيء يذكر التقارير الطبية والإجازات المرضية غير المستحقة من قبل الموظفين والموظفات أضحت هاجسا مزعجا لأصحاب العمل ، وفي بريطانيا مؤخرا تكاثرت إجازات الموظفين غير المستحقة حتى تزايدت الخسائر وهدر ساعات العمل اقتصاديا خاصة بالنسبة للشركات والمؤسسات الصغيرة فمجرد أن تخرج الشمس وترفع درجة الحرارة خاصة في اليوم الذي يسبق أو يتبع الإجازة الأسبوعية ، ترتفع أعداد الغياب والإجازات المرضية التلاعبية حتى أن بعض الشركات تفكر جديا في تركيب جهاز كاشف الكذب .
يحدثني مدير مدرسة عمل لديه شقيقان ، وفي يوم أربعاء تغيبا سويا وأحضرا له إجازة مرضية من مستوصف خاص ومن نفس الطبيب وبنفس الأعراض والوصفة ( التهاب في مجرى البول ) ، فيما تأكد عنده بمصادره الخاصة أنهما كانا في رحلة استجمامية لمملكة البحرين ، فيقول أنه ذهب للطبيب وزاره في عيادته وعرض عليه التقريرين الصادرين من عنده ، واكتفى بالنظرات الاشمئزازية على التقارير التلاعبية التي لم تراع أمانة المهنة .
عودة على مشكلاتنا مع الأطباء والعاملين في الحقل الطبي أن بعضهم يرتكب حماقات عالية تستحق أقصى العقوبات مثل ما حدث في مستشفى حكومي بالأحساء اشتكت عليه المريضة بأنه تحرش بها وتغزل في محاسنها وقامت بإخبار زوجها وصارت قضية طويلة وبعد ذلك تم الحكم ببراءة الطبيب ، وعودته للمارسة عمله بالمستشفى ولمواصلة مغامراته مع مريضات أخريات .
وفي جدة وقعت كارثة طبية وسبة عالية بقيام طبيب بخيانة الأمانة بتقديم أدوية وعلاجات غير مرخصة وسبب إدمان كثيرا من المريضات على الأدوية وكبدهن خسائر عالية من جراء شراء الدواء المصيبة الذي يخدر المريضة ويقوم بالتحرش بعد ذلك بالمريضة وهي غائبة عن الوعي .
وبعد ثبوت القضية عليه حكمت عليه المحكمة بعشر سنوات سجن وبعد العقوبة يطرد ولا يسمح له بمزاولة المهنة الشريفة التي خان أمانتها .
مثل هذا الطبيب وغيره من الحالات الشاذة تستحق أقسى العقوبات ، ولا نتفق أبدا من تصرفات الضرب الانتقامي بل نفضل الاحتكام للقوانين واللوائح والمحاكم الشرعية .
Exclusive خاص بالمدونة
والله مصيبة صراحة ما وقع الأسبوع المنصرم لشاب بحريني عانت آخته من ألم بالسن
فكالعادة ذهب الشاب بأخته للمستشفى وبعد انتظار طويل في غرفة عيادة الأسنان والأخت تتوجع وتتألم ثم يدخل بها على ذلك الدكتور ، وبنظرة سريعة وثقة زائدة وتعالي على المريض ومرافقه ودون سماع بقية الوصف و اعتبار أن المريض عاجز حتى عن تحديد مكان الألم وأن النظرة السريعة والخبرة والدراية كافية جدا للحكم على موضع الألم وتاريخه وطريقة العلاج وأحيانا اختيار وسيلة العلاج الأسهل وفي أحيان يقوم بعض الأطباء خاصة العاملين في مستوصفات ومستشفيات خاصة بتحميل المريض أعباء مالية لا داعي لها مثل طلب تحاليل وتصوير أشعة وأدوية كثيرة وبعضها أثمانها مرتفعة لا لشيء إلا ليرتفع هامش الربح عند مالك المستشفى .
بعد الكشف السريع قرر الطيب ( الحكيم ) خلع السن المؤلم و إراحة المريضة من ذلك الألم ، ومعروف عند الجميع ألم السنّ ، حيث إنّ ألم الأسنان ووجعها يمنع النوم ويعكر المزاج ويحرم المريض من الأكل والشراب وحتى الكلام ، الحكيم صاحبنا بادر لإجراء عملية خلع السن المزعج سبب المشكلة والألم الكبير ، وبمعالجة سريعة من الأدوات التي يحملها قام بخلع السن بمهارة عالية ، ونجحت العملية ووضع القطن وطلب من المريضة إغلاق الفم . المريضة بدت تشير لأخيها وعيونها طارت من مكانها وبصعوبة فهم الأخ الموقف واستوعب الحدث الذي حصل حيث ارتكب حكيم زمانه خطأ فادحا وخلع سنا سليما مجاورا للسن السليمة وكانت عقوبته الخلع مع أنه بريء ولم يرتكب شيئا كل جريمته أنه وقع مجاورا للسن المزعج وأن مصيبة حلت عليه وساقته إلى ذلك الحكيم الأحول .
وكما قالت العرب : غيري جنا وأنا المعاقب فيكم فكأنني سبابة المتندم
أو كما قال الشاعر الذبياني : لكلفتني ذنب امرئ وتركته كذي العرّ يكوى غيره وهو راتع
ولمن هم بعيدون عن الأبيات العربية الفصيحة والتصقوا بشعراء المليون أقول توضيحا للبيت أن الشاعر يقصد الجمل المصاب بالجرب حيث يعمد الجمّال لكي ( أعني عملية الكي المعروفة ) بقية الجمال حتى لا يعديها فهم لم يعملوا شيئا وليسوا مرضى ومع ذلك يكوون .
المهم طبيبنا أسقط في يده وتلخبط وضاعت علومه ، والأخ البحريني حضرت شياطينه كلها وعبر عن غضبه بضرب الطبيب الأحول .
نعم الخطأ لا يعالج بخطأ والسلوك الذي تعامل به المريض أو مرافقه خطأ ، ومازالت البحرين تسجل ارتفاع وزيادة في حالات تعدي المرضى والمرافقين على الأطباء بالضرب ، حتى أنها أضحت مشكلة تدق ناقوس الخطر لوضع أنظمة ولوائح تعالج مثل هذه السلوكيات غير الحضارية التي يتعامل بها بعض المرضى ومرافقيهم .
في مدريد عاصمة أسبانيا تزايدت حالات تعدي المرضى على الأطباء بشكل ارتفعت عندهم الأصوات التي تنادي برفع العقوبة إلى خمس سنوات سجن ، حتى تحفظ مكانة الأطباء والعاملين والعاملات في الحقل الطبي ، الغريب أن المواقف التي يصطدم بها المرضى مع أطبائهم أحيانا لا تصل لمستوى المضاربات ورفع الأصوات والتهجم والتعدي بالألفاظ النابية أحيانا فمن مثل المشكلات مشكلة الاختلاف على طريقة الكشف أو الاختلاف على طريقة التعامل والدواء الموصوف ، ومن أطرفها مشكلة الإجازة المرضية حيث لا يكتب الطبيب إجازة مرضية أو تكون أقل مما يتوقع المريض فيبادر للتهجم على الطبيب ! والشيء بالشيء يذكر التقارير الطبية والإجازات المرضية غير المستحقة من قبل الموظفين والموظفات أضحت هاجسا مزعجا لأصحاب العمل ، وفي بريطانيا مؤخرا تكاثرت إجازات الموظفين غير المستحقة حتى تزايدت الخسائر وهدر ساعات العمل اقتصاديا خاصة بالنسبة للشركات والمؤسسات الصغيرة فمجرد أن تخرج الشمس وترفع درجة الحرارة خاصة في اليوم الذي يسبق أو يتبع الإجازة الأسبوعية ، ترتفع أعداد الغياب والإجازات المرضية التلاعبية حتى أن بعض الشركات تفكر جديا في تركيب جهاز كاشف الكذب .
يحدثني مدير مدرسة عمل لديه شقيقان ، وفي يوم أربعاء تغيبا سويا وأحضرا له إجازة مرضية من مستوصف خاص ومن نفس الطبيب وبنفس الأعراض والوصفة ( التهاب في مجرى البول ) ، فيما تأكد عنده بمصادره الخاصة أنهما كانا في رحلة استجمامية لمملكة البحرين ، فيقول أنه ذهب للطبيب وزاره في عيادته وعرض عليه التقريرين الصادرين من عنده ، واكتفى بالنظرات الاشمئزازية على التقارير التلاعبية التي لم تراع أمانة المهنة .
عودة على مشكلاتنا مع الأطباء والعاملين في الحقل الطبي أن بعضهم يرتكب حماقات عالية تستحق أقصى العقوبات مثل ما حدث في مستشفى حكومي بالأحساء اشتكت عليه المريضة بأنه تحرش بها وتغزل في محاسنها وقامت بإخبار زوجها وصارت قضية طويلة وبعد ذلك تم الحكم ببراءة الطبيب ، وعودته للمارسة عمله بالمستشفى ولمواصلة مغامراته مع مريضات أخريات .
وفي جدة وقعت كارثة طبية وسبة عالية بقيام طبيب بخيانة الأمانة بتقديم أدوية وعلاجات غير مرخصة وسبب إدمان كثيرا من المريضات على الأدوية وكبدهن خسائر عالية من جراء شراء الدواء المصيبة الذي يخدر المريضة ويقوم بالتحرش بعد ذلك بالمريضة وهي غائبة عن الوعي .
وبعد ثبوت القضية عليه حكمت عليه المحكمة بعشر سنوات سجن وبعد العقوبة يطرد ولا يسمح له بمزاولة المهنة الشريفة التي خان أمانتها .
مثل هذا الطبيب وغيره من الحالات الشاذة تستحق أقسى العقوبات ، ولا نتفق أبدا من تصرفات الضرب الانتقامي بل نفضل الاحتكام للقوانين واللوائح والمحاكم الشرعية .
الخميس، يوليو 17، 2008
تصبح على خير
تصبح على خير
نشرت في جريدة الحياة عدد يوم الأربعاء 16-7-2008 وهذا هو النص الأصلي للمقالة حيث ننشرت في الجريدة بمصطلحات التطرف وهي لم ترد هنا
رفعت وزارة التربية والتعليم هذا العام ميزانية المراكز الصيفية لتكون أقرب للمعقولية من حيث قدراتها على تنفيذ مناشط جاذبة للطلاب ، ورفعت معها أيضا مكافآت العاملين في المراكز الصيفية من ألفي ريال إلى أكثر من ثلاثة أضعاف بحيث تصل مكافأة مدير المركز هذا العام لـ ستة آلاف وثلاثمائة ريال وهو رقم جاذب للكوادر والطاقات من ذوي الخبرات في إدارة مثل هذه المناشط ... منذ أحداث 11 سبتمبر والأحداث الإرهابية والهجمة الكبيرة على المراكز الصيفية والعاملين فيهاأودت بكثير من المناشط وأتت حتى على مسماها وغيرتها إلى نوادي صيفية ، بل وجعلت الوزارة تتخذ مزيدا من الإجراءات بالتعاون مع جهات أخرى في اختيار النوعيات التي تشارك في هذه المراكز والتأكد من سلامة الفكر ، لكن لا تزال تلك النوادي ومنذ ذلك الحين وبأي زيارة لأي مركز من تلك المراكز والصبغة الدينية غالبة عليها من منظر اللحى والثياب القصيرة وابتعاد شبه تام من عموم المعلمين المصنفين بالعاديين غير الموسمين بسمات الالتزام ، وعلى الرغم من الحوافز التي قدمت سابقا مثل الإجازات والمكافآت إلا أن المراكز لا زالت حتى اليوم يغلب عليها المتدينون الذين يقبلون على المراكز من منطلقات دينية وتطوعية حيث لا تشكل لهم الإجازات ولا المكافئات إلا قيمة ضعيفة .
وبالتالي أرى أن من الأسباب التي جعلت الوزارة تضاعف مكافئات العاملين في المراكز الصيفية والمشرفين هو محاولة جادة لتقنين العمل وضبطه بالحضور والانصراف والعدد والاختيار الجيد والمحاسبة وترغيب شريحة كبيرة من المعلمين للانخراط في مناشط النوادي الصيفية حتى يقع التنويع الطبيعي الموجود في المجتمع بدل من كون النوادي مصانع منتجة لمتدينين جدد من الطلاب
شدني تصريح عضو مجلس الشورى الزايدي الذي يقول إن عددا قليلا من الطلاب الذين ينخرطون في المراكز الصيفية ويستفيدون من خدماتها بدليل أن أعداد المسجلين فيها لا يتجاوزون في كل عام العشرة بالمئة من مجموع الطلبة ويبقى دور كبير على الأسرة في توفير مناشط أخرى تشغل وقت الطلاب .
فئة كبيرة من طلبة المدارس يهاجمها الفراغ والبطالة والتسكع غير الهادف وتقع تحت سيطرة شبه كاملة من المغريات المتنوعة التي لا يبني أيا منها ثقافة ولا مهارة بل يهدم مقومات التربية والوطنية التي بنيت خلال عام دراسي كامل
ومتى يبلغ البينان يوما كماله إذا كنت تبينه وغيرك يهدم
تتكسر طاقات الشباب أمام الفضائيات وألعاب الفيديو وربما بعضهم يقع فريسة أصحاب السوء الذين يجرونهم نحو الهاوية ومع قدوم الإجازات المدرسية يتحمل رجال الأمن عبئا إضافيا من مشكلات كثيرة بل ويدخل السجون نوعيات جديدة ما هي إلا ضحية الإجازات والفراغ وضعف الرقابة الأسرية .
واقعنا لا يبعد كثيرا عن واقع كثير من الأمم والشعوب من هذه الإذاية الكبيرة من الشباب وتسكعهم ... هناك في بريطانيا عمدوا إلى مشروع عبارة عن حملة توعية وإجراءات عنوانها تصبح على خير فبعد التاسعة مساء يكون هناك حظر تجول للشباب وتشجيع لهم على النوم المبكر بدل السهر إلى الصباح الباكر وتوالد الكثير من المصائب والجرائم جراء فراغهم وتسكعهم ... اسألوا رجال الشرط والدوريات الأمنية عن عدد البلاغات والشكايات التي تصل لهم من جراء حوادث السرقات والتفحيط والتجمعات أمام الأبواب والمعاكسات وغيرها من انفلات أخلاقي ما يجعل رجال الشرط في أزمة جديدة اسمها أزمة الإجازة الصيفية حيث يتحمل رجل الأمن دور الرعاية والمراقبة والتوعية والتربية وكأن مهام الدنيا كلها جعلت على عاتق رجل الأمن وتخلصت الأسر من كل مسؤولية تجاه أبنائها خاصة فئة المراهقين الذين تركوا تماما بحجة أنهم كبار ولا يجوز أبدا أن نخضعهم تحت الرقابة وعلينا فقط أن نتلقى المشكلات ونعالجها .
كم نحن محتاجون لأدوار وحملات شبيهة بمثل تلك الحملة نمارسها على أولئك الشباب لحمايتهم من أنفسهم وشدهم نحو تقديم أدوار أفضل لأنفسهم ولمجتمعهم يقول الدكتور العلامة محمد النجيمي الشيخ صاحب الحس الأمني العالي جدا أن رجال مكافحة المخدرات البواسل يضبطون كميات كبيرة من المواد المخدرة بكميات مهولة ، ما يجعلك تصل وبسهولة جدا لافتراضية مفادها أن شباب هذا البلد مستهدفون من مروجي هذه الآفات لأسباب عدة ، وإن فرص ترويج تلك المواد تكبر في الإجازات الصيفية بحكم الفراغ والسهر وضعف الرقابة الأسرية
في لقاء قصير جمعني مع فضيلته تحدث عن أفكار ومشاريع أمنية رائدة قد ترى النور قريبا مثل الشرطة المجتمعية ، وأن مثل هذا المشروع لو تفاعل معه المجتمع بطريقة صحيحة لوقع به خير كثير من حلول بسيطة وسهلة لمشكلات بل ووأد مشكلات تربوية ونفسية قبل وقوعها بطريقة الحلول الذكية التي تأتي بالتأثير الاجتماعي من جار وشيخ قبيلة وعمدة حي وإمام مسجد وهيئات اجتماعية أخرى ، مقتنع تماما أن الحل ليس بالسهل وأن المشكلة المعقدة يجب أن تتظافر لها جهود عدة من الأسر والتوعية والاستنفار الأمني والشرطة المجتمعية والنوادي الصيفية والأنشطة الاجتماعية الجديدة الأخرى من نوادي التنمية الاجتماعية والنوادي الرياضية والمؤسسات والمنظمات والمراكز ومعاهد التدريب .
وفي مدينة الدمام يقع مبنى ضخم رائع في شكله وخدماته ومسماه يحمل اسم أمير المنطقة الشرقية باسم مركز الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب يقدم خدمات جليلة وعظيمة للشباب كم أتمنى أن يصل صوتي له بمطلب عمل مركز شبيه به في مدينتي الأحساء فهو بحق معلم حضاري وخدمي رائد يعكس رؤية ثاقبة لسمو أمير المنطقة الشرقية حفظه الله وسدد خطاه
نشرت في جريدة الحياة عدد يوم الأربعاء 16-7-2008 وهذا هو النص الأصلي للمقالة حيث ننشرت في الجريدة بمصطلحات التطرف وهي لم ترد هنا
رفعت وزارة التربية والتعليم هذا العام ميزانية المراكز الصيفية لتكون أقرب للمعقولية من حيث قدراتها على تنفيذ مناشط جاذبة للطلاب ، ورفعت معها أيضا مكافآت العاملين في المراكز الصيفية من ألفي ريال إلى أكثر من ثلاثة أضعاف بحيث تصل مكافأة مدير المركز هذا العام لـ ستة آلاف وثلاثمائة ريال وهو رقم جاذب للكوادر والطاقات من ذوي الخبرات في إدارة مثل هذه المناشط ... منذ أحداث 11 سبتمبر والأحداث الإرهابية والهجمة الكبيرة على المراكز الصيفية والعاملين فيهاأودت بكثير من المناشط وأتت حتى على مسماها وغيرتها إلى نوادي صيفية ، بل وجعلت الوزارة تتخذ مزيدا من الإجراءات بالتعاون مع جهات أخرى في اختيار النوعيات التي تشارك في هذه المراكز والتأكد من سلامة الفكر ، لكن لا تزال تلك النوادي ومنذ ذلك الحين وبأي زيارة لأي مركز من تلك المراكز والصبغة الدينية غالبة عليها من منظر اللحى والثياب القصيرة وابتعاد شبه تام من عموم المعلمين المصنفين بالعاديين غير الموسمين بسمات الالتزام ، وعلى الرغم من الحوافز التي قدمت سابقا مثل الإجازات والمكافآت إلا أن المراكز لا زالت حتى اليوم يغلب عليها المتدينون الذين يقبلون على المراكز من منطلقات دينية وتطوعية حيث لا تشكل لهم الإجازات ولا المكافئات إلا قيمة ضعيفة .
وبالتالي أرى أن من الأسباب التي جعلت الوزارة تضاعف مكافئات العاملين في المراكز الصيفية والمشرفين هو محاولة جادة لتقنين العمل وضبطه بالحضور والانصراف والعدد والاختيار الجيد والمحاسبة وترغيب شريحة كبيرة من المعلمين للانخراط في مناشط النوادي الصيفية حتى يقع التنويع الطبيعي الموجود في المجتمع بدل من كون النوادي مصانع منتجة لمتدينين جدد من الطلاب
شدني تصريح عضو مجلس الشورى الزايدي الذي يقول إن عددا قليلا من الطلاب الذين ينخرطون في المراكز الصيفية ويستفيدون من خدماتها بدليل أن أعداد المسجلين فيها لا يتجاوزون في كل عام العشرة بالمئة من مجموع الطلبة ويبقى دور كبير على الأسرة في توفير مناشط أخرى تشغل وقت الطلاب .
فئة كبيرة من طلبة المدارس يهاجمها الفراغ والبطالة والتسكع غير الهادف وتقع تحت سيطرة شبه كاملة من المغريات المتنوعة التي لا يبني أيا منها ثقافة ولا مهارة بل يهدم مقومات التربية والوطنية التي بنيت خلال عام دراسي كامل
ومتى يبلغ البينان يوما كماله إذا كنت تبينه وغيرك يهدم
تتكسر طاقات الشباب أمام الفضائيات وألعاب الفيديو وربما بعضهم يقع فريسة أصحاب السوء الذين يجرونهم نحو الهاوية ومع قدوم الإجازات المدرسية يتحمل رجال الأمن عبئا إضافيا من مشكلات كثيرة بل ويدخل السجون نوعيات جديدة ما هي إلا ضحية الإجازات والفراغ وضعف الرقابة الأسرية .
واقعنا لا يبعد كثيرا عن واقع كثير من الأمم والشعوب من هذه الإذاية الكبيرة من الشباب وتسكعهم ... هناك في بريطانيا عمدوا إلى مشروع عبارة عن حملة توعية وإجراءات عنوانها تصبح على خير فبعد التاسعة مساء يكون هناك حظر تجول للشباب وتشجيع لهم على النوم المبكر بدل السهر إلى الصباح الباكر وتوالد الكثير من المصائب والجرائم جراء فراغهم وتسكعهم ... اسألوا رجال الشرط والدوريات الأمنية عن عدد البلاغات والشكايات التي تصل لهم من جراء حوادث السرقات والتفحيط والتجمعات أمام الأبواب والمعاكسات وغيرها من انفلات أخلاقي ما يجعل رجال الشرط في أزمة جديدة اسمها أزمة الإجازة الصيفية حيث يتحمل رجل الأمن دور الرعاية والمراقبة والتوعية والتربية وكأن مهام الدنيا كلها جعلت على عاتق رجل الأمن وتخلصت الأسر من كل مسؤولية تجاه أبنائها خاصة فئة المراهقين الذين تركوا تماما بحجة أنهم كبار ولا يجوز أبدا أن نخضعهم تحت الرقابة وعلينا فقط أن نتلقى المشكلات ونعالجها .
كم نحن محتاجون لأدوار وحملات شبيهة بمثل تلك الحملة نمارسها على أولئك الشباب لحمايتهم من أنفسهم وشدهم نحو تقديم أدوار أفضل لأنفسهم ولمجتمعهم يقول الدكتور العلامة محمد النجيمي الشيخ صاحب الحس الأمني العالي جدا أن رجال مكافحة المخدرات البواسل يضبطون كميات كبيرة من المواد المخدرة بكميات مهولة ، ما يجعلك تصل وبسهولة جدا لافتراضية مفادها أن شباب هذا البلد مستهدفون من مروجي هذه الآفات لأسباب عدة ، وإن فرص ترويج تلك المواد تكبر في الإجازات الصيفية بحكم الفراغ والسهر وضعف الرقابة الأسرية
في لقاء قصير جمعني مع فضيلته تحدث عن أفكار ومشاريع أمنية رائدة قد ترى النور قريبا مثل الشرطة المجتمعية ، وأن مثل هذا المشروع لو تفاعل معه المجتمع بطريقة صحيحة لوقع به خير كثير من حلول بسيطة وسهلة لمشكلات بل ووأد مشكلات تربوية ونفسية قبل وقوعها بطريقة الحلول الذكية التي تأتي بالتأثير الاجتماعي من جار وشيخ قبيلة وعمدة حي وإمام مسجد وهيئات اجتماعية أخرى ، مقتنع تماما أن الحل ليس بالسهل وأن المشكلة المعقدة يجب أن تتظافر لها جهود عدة من الأسر والتوعية والاستنفار الأمني والشرطة المجتمعية والنوادي الصيفية والأنشطة الاجتماعية الجديدة الأخرى من نوادي التنمية الاجتماعية والنوادي الرياضية والمؤسسات والمنظمات والمراكز ومعاهد التدريب .
وفي مدينة الدمام يقع مبنى ضخم رائع في شكله وخدماته ومسماه يحمل اسم أمير المنطقة الشرقية باسم مركز الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب يقدم خدمات جليلة وعظيمة للشباب كم أتمنى أن يصل صوتي له بمطلب عمل مركز شبيه به في مدينتي الأحساء فهو بحق معلم حضاري وخدمي رائد يعكس رؤية ثاقبة لسمو أمير المنطقة الشرقية حفظه الله وسدد خطاه
السبت، يوليو 12، 2008
المخيمات الشبابية والدعوية
المخيمات الشبابية و«الدعوية»
عبدالمنعم الحسين جريدة الحياة - 09/07/08//
تنتشر في الصيف المخيمات الدعوية التي تقيمها جهات عدة تشرف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على معظمها بحسب التنظيمات الخاصة بإقامة مثل هذه الفعاليات، لكن المهمة والدور المطلوبان منها هو الإشراف للحد من المخالفات، خصوصاً أن المخيم عبارة عن تجمع شبابي كبير من المحتمل اختراق بعض المتشددين فكرياً لنظامه الأمني واستغلال منبره والحديث المباشر للشباب بطريقة التقسيم والتصنيف للمجتمع، كما حصل في أحد المخيمات الدعوية من حديث مباشر لأحد المشايخ من تهجم وتعدٍ مسجلين وموثقين على بعض الشخصيات أو بعض الصحف، وهو أمر ما كان ينبغي أن يحدث!لقد أدرك ولاة الأمر مدى الحاجة الماسة لتوفير مثل هذه المخيمات، ووضع برامج تثقيفية وترفيهية بها طيلة فترة الإجازة الصيفية، ما جعل الأسر غير القادرة على نفقات السياحة الخارجية، أو نفقات الانتقال إلى الأماكن السياحية الداخلية البعيدة عن مدنها أو قراها وهجرها تتجاوب معها وتقصدها والمشاركة في فعالياتها، بدليل حضورهم مختلف فئات المجتمع التي تملأ سياراتها الكثيرة الفضاءات حول المخيمات الشبابية طيلة الأيام والليالي التي تشهد نشاطات دعوية أو ترفيهية.
أعود مرة أخرى للحديث عن علاقة وزارة الشؤون الإسلامية بتلك المخيمات لأنقل حديثاً للدكتور توفيق السديري وكيل الوزارة عن هذه المخيمات، إذ يقول: «إن المهاجمين لهذه المخيمات الدعوية أحد شخصين، إما جاهل بحقيقتها لا يعرف أن هذه الملتقيات خاضعة للإشراف والمتابعة الدقيقة، ويشرف عليها نخبة من الأخيار، وإمّا شخص في قلبه مرض، يتبع شهواته ولا يريد الخير لمجتمعه ولا لأمته».
هذا الدفاع الرائع من وكيل الوزارة عن هذه المخيمات كان ينبغي أن يتبعه دور أكبر في رعاية ودعم ومساندة أكبر من الوزارة لمثل هذه الملتقيات، بحيث أنها تتطور وتتحسن في خدماتها لتحقيق أعلى طموحات المترددين عليها وزائريها، ولا تكتفي الوزارة بدور يشبه رقابة البلديات للمحال التجارية رصداً للمخالفات من عدمه... وكنا نأمل من الوزارة أن تدعم أنشطة تثقيفية وترفيهية تتكامل رسالتها مع رسالة «كن داعياً»، وهو ما قدم خدمة كبيرة لفكرة المخيمات الدعوية، إذ تخللت المعارض المحاضرات والندوات بمشاركة الجهات الخيرية والمؤسسات الدعوية.
ولعل الدور المطلوب من المؤسسات الأهلية والقطاع التجاري نحو هذه المخيمات لتعزيز دور وجهود الوزارة هو المبادرة إلى خدمة هذه الرسالة الحضارية الراقية التي تقدمها المخيمات لملء فراغ أوقات الشباب أثناء الإجازة الصيفية، من حيث التبني والرعاية والدعمين المادي والمعنوي كخدمات مساندة، وألا يقتصر دور هذه المؤسسات في القطاع الخاص على الأنشطة السياحية العامة التي تغفل الجانب الدعوي والفكري التثقيفي، وتكتفي بالأنشطة الترفيهية، ولا يعني ذلك التقليل من أهمية الجانب الترفي للعوائل التي ترتاد تلك المخيمات، ولكن المقصود هو أن يكون الترفيه أحد الأنشطة التي يقدمها المنظمون للمخيمات... وينبغي على شركات ومؤسسات القطاع الخاص أن تراجع مواقفها السلبية في الغالب بعدم المشاركة في البرامج والأنشطة الاجتماعية، حتى تنتهج سياسة أكثر إيجابية تسمح لها بالمشاركات الفعالة في خدمة المجتمع الذي تنتمي إليه، وتكسب من تعامله معها الأموال الكثيرة، والأرباح الطائلة بأن تضع تلك المخيمات الشبابية من ضمن برامجها - إن وجدت - المستفيدين من محفظة النقود الخاصة بتمويل الأنشطة المتنوعة والمشاركة فيها بما يبرز اهتمامها بدعم وترقية الفعاليات الشبابية.
السبت، يوليو 05، 2008
الله يرخص الحديد
قالها المليك: «الله يرخّص الحديد»
عبد المنعم الحسين جريدة الحياة - 05/07/08//
قالها بكل عفوية وبروح مرحة عند افتتاح أحد المشاريع الصناعية الكبيرة أثناء زيارته المباركة للمنطقة الشرقية، وبالتحديد في مدينة الجبيل الصناعية، إنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عبارة هزت قلوب الحاضرين خلال حفلة تدشين المشاريع، وكانت تعبيراً عن معايشة ولي الأمر لهموم الشعب، وإدراكه لما يقض مضاجع مواطنيه، ويعطل حركة تحقيق أحلامهم... فعلى رغم أن الشعب السعودي يهنأ بنعمة الموازنة الضخمة والمشاريع التي تنطلق هنا وهناك في كل شبر من أرجاء الوطن للقطاعين الحكومي والخاص - بفضل الله ونعمه العظيمة - ثم بفضل توجه القيادة الرشيدة نحو التوسع في إنجاز مشاريع البُنى التحتية والتطويرية للبلد، يعاني «الشعب» من ارتفاع أسعار مواد البناء في ظل أزمة مساكن قائمة، وتزداد الحاجة لتنفيذ مشاريعها.
فالقفزة الكبيرة أو ما يصطلح على تسميتها بالطفرة الثانية غيّرت من موازين الأسعار بشكل أربك جهابذة الاقتصاد بعد أن انطلق مارد الغلاء والارتفاعات المتوالية في أسعار السلع الضرورية، على رغم محاولات كثيرة ومشكورة من ولاة أمرنا لاحتواء الآثار السلبية للغلاء بالزيادة في الرواتب لموظفي الإدارات الحكومية، وما تبعها من مؤازرة من بعض جهات القطاع الخاص، والدعم المباشر لكثير من السلع مثل الشعير والحليب والأرز ما يكبد الدولة بلايين من الريالات كل ذلك بما يكفل المعيشة الكريمة لأبناء الشعب.
لكن وعلى رغم كل تلك الجهود التي تقع بطريقة الحلول المتعددة إلا أنه وكما يبدو أن هناك جشعاً وتجارة غير شريفة تسعى لتحقيق أعلى معدلات الأرباح، حتى ولو كان ذلك بطرق ألاعيب سوق الأسهم، تلك الألاعيب التي تتوالي حلقاتها في مسلسل لا ينتهي بينهم وبين وزارة التجارة، ما جعل التحدي الكبير أمام وزير التجارة الحالي هو معالجة الارتفاعات المتوالية في الأسعار والسيطرة عليها بالنسبة لسلع حيوية، إلا أنه يظهر جلياً أن شيئاً من ذلك لم يحصل!
«الله يرخّص الحديد»... نعم أو آمين، فكثير من المواطنين تعطلت أحلام حصولهم على مساكن خاصة بهم حتى بعد الانتظام في صرف قروض جديدة من بنك التنمية العقارية، وبعضهم يصله الدور بعد أكثر من 15 سنة انتظاراً، ولكن ومع هذه الارتفاعات العالية في أسعار مواد البناء، خصوصاً الحديد، يسقط في يده لأنه إذا تسلم القرض الآن وبدأ في الإنشاء، سيضطر للتوقف في ربع أو منتصف الطريق على الأكثر، وبالتالي يتمنى أن يستفيد من ميزة تأخير تسلم القرض حتى تنخفض الأسعار.
شخصياً - ويشاركني الكثيرون - نعضّ أصابع الندم حالياً على تأخيرنا مشروع البناء الخاص حتى بقروض مصرفية عالية الفوائد سواء عادية أو من مصارف تتعامل وفق الشريعة الإسلامية، حتى أن تلك الفوائد وجسامتها أرحم من الارتفاعات الحاصلة حالياً في الأسعار التي عطلت المشروع جملة وتفصيلاً وجعلت فكرة البناء أو الشراء فكرة بعيدة المنال حتى في ظل الحصول على قروض التنمية العقارية التي تقوم على فكرة القرض التعاوني الحر بشكل كامل من الفوائد التي تتحصلها المصارف عادة حتى لو كانت منخفضة.
البعض اقتنى منزلاً عن طرق التمويل المصرفي، وعلى رغم الفوائد العالية التي تقاضاها منه المصرف إلا أنه وبعد سنتين من سكنى المنزل استطاع أن يبيعه وبأرباح، ويبدو أن النصيحة الاقتصادية التي تقول تخلص من الأوراق النقدية حالياً ربما تكون نصيحة ذهبية أن تتخلص من أموالك نظراً لأن بقاءها عندك لا يعني إلا شيئاً واحداً فقط وهو ضعف قيمتها الشرائية، وتآكل رأس المال في ظل عجز ذلك الرأس المتدلّي عن تحقيق متطلبات حامله، ومن بين أهمها السكن الخاص، فالسيولة العالية في السوق أسهمت وبشكل كبير في التضخم الحالي في الأسعار، ناهيك عن تأثرنا بأوضاع السوق العالمية التي تشهد هي الأخرى ارتفاعات في أسعار السلع والمنتجات.
أمل يحدو الكثيرون - والأمل بالله تعالى كبير ثم بحكومتنا الرشيدة - أن تنجح بعض الأفكار والمساعي، مثل موازنة السوق وبعض أفكار موازنة الصرف على المشاريع الإنشائية الحكومية التي تعطل وتوقف تنفيذ البعض منها بسبب الارتفاعات الحادة في سوق مواد البناء. أتذكر بمرارة خطوات اتخذت سابقاً لمنع التصاريح بإنشاء مصانع وشركات للأسمنت، وكانت قرارات لم تحسب حساباً للظروف الحالية من شح الأسمنت، ومنع تصديره، وكانت العلة لمنع تلك التصاريح هي الخوف من انهيار سوق الأسمنت ودخول الأسمنت في دائرة حرب أسعار خطرة قد تضر بتلك الصناعة... ونتساءل اليوم هل: كان قرار المنع مجرد خطأ تقديري؟
لا بد أن نتفاءل ونعيش الفأل الطيب، وبالتالي نتابع الأخبار والأنباء كل يوم أملاً في أن تسهم إجراءات منع تصدير الحديد «المجنون» والأسمنت «المتخفّي»، وكذلك السماح باستيرادهما مع رفع الجمارك عنهما، بل حتى لو لزم الأمر تقديم الدعم المباشر لهما وتتبع الممارسات الخاطئة، وفضحها من نوع الاحتكار والتخزين وغيرهما، وأخيراً نردد ما قاله خادم الحرمين «الله يرخّص الحديد».
عبد المنعم الحسين جريدة الحياة - 05/07/08//
قالها بكل عفوية وبروح مرحة عند افتتاح أحد المشاريع الصناعية الكبيرة أثناء زيارته المباركة للمنطقة الشرقية، وبالتحديد في مدينة الجبيل الصناعية، إنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عبارة هزت قلوب الحاضرين خلال حفلة تدشين المشاريع، وكانت تعبيراً عن معايشة ولي الأمر لهموم الشعب، وإدراكه لما يقض مضاجع مواطنيه، ويعطل حركة تحقيق أحلامهم... فعلى رغم أن الشعب السعودي يهنأ بنعمة الموازنة الضخمة والمشاريع التي تنطلق هنا وهناك في كل شبر من أرجاء الوطن للقطاعين الحكومي والخاص - بفضل الله ونعمه العظيمة - ثم بفضل توجه القيادة الرشيدة نحو التوسع في إنجاز مشاريع البُنى التحتية والتطويرية للبلد، يعاني «الشعب» من ارتفاع أسعار مواد البناء في ظل أزمة مساكن قائمة، وتزداد الحاجة لتنفيذ مشاريعها.
فالقفزة الكبيرة أو ما يصطلح على تسميتها بالطفرة الثانية غيّرت من موازين الأسعار بشكل أربك جهابذة الاقتصاد بعد أن انطلق مارد الغلاء والارتفاعات المتوالية في أسعار السلع الضرورية، على رغم محاولات كثيرة ومشكورة من ولاة أمرنا لاحتواء الآثار السلبية للغلاء بالزيادة في الرواتب لموظفي الإدارات الحكومية، وما تبعها من مؤازرة من بعض جهات القطاع الخاص، والدعم المباشر لكثير من السلع مثل الشعير والحليب والأرز ما يكبد الدولة بلايين من الريالات كل ذلك بما يكفل المعيشة الكريمة لأبناء الشعب.
لكن وعلى رغم كل تلك الجهود التي تقع بطريقة الحلول المتعددة إلا أنه وكما يبدو أن هناك جشعاً وتجارة غير شريفة تسعى لتحقيق أعلى معدلات الأرباح، حتى ولو كان ذلك بطرق ألاعيب سوق الأسهم، تلك الألاعيب التي تتوالي حلقاتها في مسلسل لا ينتهي بينهم وبين وزارة التجارة، ما جعل التحدي الكبير أمام وزير التجارة الحالي هو معالجة الارتفاعات المتوالية في الأسعار والسيطرة عليها بالنسبة لسلع حيوية، إلا أنه يظهر جلياً أن شيئاً من ذلك لم يحصل!
«الله يرخّص الحديد»... نعم أو آمين، فكثير من المواطنين تعطلت أحلام حصولهم على مساكن خاصة بهم حتى بعد الانتظام في صرف قروض جديدة من بنك التنمية العقارية، وبعضهم يصله الدور بعد أكثر من 15 سنة انتظاراً، ولكن ومع هذه الارتفاعات العالية في أسعار مواد البناء، خصوصاً الحديد، يسقط في يده لأنه إذا تسلم القرض الآن وبدأ في الإنشاء، سيضطر للتوقف في ربع أو منتصف الطريق على الأكثر، وبالتالي يتمنى أن يستفيد من ميزة تأخير تسلم القرض حتى تنخفض الأسعار.
شخصياً - ويشاركني الكثيرون - نعضّ أصابع الندم حالياً على تأخيرنا مشروع البناء الخاص حتى بقروض مصرفية عالية الفوائد سواء عادية أو من مصارف تتعامل وفق الشريعة الإسلامية، حتى أن تلك الفوائد وجسامتها أرحم من الارتفاعات الحاصلة حالياً في الأسعار التي عطلت المشروع جملة وتفصيلاً وجعلت فكرة البناء أو الشراء فكرة بعيدة المنال حتى في ظل الحصول على قروض التنمية العقارية التي تقوم على فكرة القرض التعاوني الحر بشكل كامل من الفوائد التي تتحصلها المصارف عادة حتى لو كانت منخفضة.
البعض اقتنى منزلاً عن طرق التمويل المصرفي، وعلى رغم الفوائد العالية التي تقاضاها منه المصرف إلا أنه وبعد سنتين من سكنى المنزل استطاع أن يبيعه وبأرباح، ويبدو أن النصيحة الاقتصادية التي تقول تخلص من الأوراق النقدية حالياً ربما تكون نصيحة ذهبية أن تتخلص من أموالك نظراً لأن بقاءها عندك لا يعني إلا شيئاً واحداً فقط وهو ضعف قيمتها الشرائية، وتآكل رأس المال في ظل عجز ذلك الرأس المتدلّي عن تحقيق متطلبات حامله، ومن بين أهمها السكن الخاص، فالسيولة العالية في السوق أسهمت وبشكل كبير في التضخم الحالي في الأسعار، ناهيك عن تأثرنا بأوضاع السوق العالمية التي تشهد هي الأخرى ارتفاعات في أسعار السلع والمنتجات.
أمل يحدو الكثيرون - والأمل بالله تعالى كبير ثم بحكومتنا الرشيدة - أن تنجح بعض الأفكار والمساعي، مثل موازنة السوق وبعض أفكار موازنة الصرف على المشاريع الإنشائية الحكومية التي تعطل وتوقف تنفيذ البعض منها بسبب الارتفاعات الحادة في سوق مواد البناء. أتذكر بمرارة خطوات اتخذت سابقاً لمنع التصاريح بإنشاء مصانع وشركات للأسمنت، وكانت قرارات لم تحسب حساباً للظروف الحالية من شح الأسمنت، ومنع تصديره، وكانت العلة لمنع تلك التصاريح هي الخوف من انهيار سوق الأسمنت ودخول الأسمنت في دائرة حرب أسعار خطرة قد تضر بتلك الصناعة... ونتساءل اليوم هل: كان قرار المنع مجرد خطأ تقديري؟
لا بد أن نتفاءل ونعيش الفأل الطيب، وبالتالي نتابع الأخبار والأنباء كل يوم أملاً في أن تسهم إجراءات منع تصدير الحديد «المجنون» والأسمنت «المتخفّي»، وكذلك السماح باستيرادهما مع رفع الجمارك عنهما، بل حتى لو لزم الأمر تقديم الدعم المباشر لهما وتتبع الممارسات الخاطئة، وفضحها من نوع الاحتكار والتخزين وغيرهما، وأخيراً نردد ما قاله خادم الحرمين «الله يرخّص الحديد».
السبت، يونيو 28، 2008
لا تدلل نفسك مع وزارة التربية والتعليم
لا تدلل نفسك مع «التربية»
عبدالمنعم الحسين جريدة الحياة - 28/06/08//
فاجأت وزارة التربية والتعليم منسوبيها، خصوصاً من يتولون مهام ومواقع قيادية ولهم صلاحية إصدار التعاميم والتوقيع على المخاطبات الإدارية، بقرار منع وضع أي رموز لألقاب علمية تسبق أسماءهم ما لم تكن تلك الألقاب تم الحصول عليها من جامعات محلية أو جامعات في الخارج معترف بها.
سباق المواقع الوظيفية، وفرص الترشيح والترقي في أكبر وزارة من حيث الموازنة والكوادر البشرية وكذلك الكفاءات العلمية والخبرات المتنوعة وتميزها بحيازة أفضل الخامات البشرية في السعودية ما يجعل التفوق والسيادة والحصول على مقعد في سدة الصدارة بين منسوبيها ومنسوباتها شيئاً بالغ الصعوبة، فالفرص أقل، أو شبه معدومة في هذا الوسط التربوي التعليمي المتشبع بالكوادر، ما حدا ببعض الطامحين للتوسل بأكثر من سبب ووسيلة للحصول على مراكز متقدمة أكثر، مثل مواقع الإدارات العليا ومديري العموم! ومن الأهداف المرجوة الحصول على الدورات التدريبية، وأهم منها أخيراً هو الحصول على شهادات فوق الجامعية من الماجستير والدكتوراه، وقلة فرص مواصلة الدراسات العليا التي تتطلب التفرغ للدراسة والقبول في الجامعات، وكذلك تعقد وصرامة نظام الالتحاق بالدراسات العليا محلياً، أدى ذلك لتعقد وإيصاد الباب أمام مجموعة الطامحين المتصارعين على الكراسي، ومن المشكلات أيضا القلق الذي يسببه كل طامح ومواصل للدراسة العليا لرؤسائه من تولي وظائفهم يوماً ما.
المتسابقون للمواقع سعوا للحصول على الشهادات من أي مكان وبأي طريقة سواء بالمراسلة أو بالزيارات القصيرة السريعة لبعض الدول من أجل الحصول على لقب علمي يضاف لسجل الشهادات والمسوّغات الوظيفية، وما كان ليحصل لولا قرار الوزارة المفاجئ، واختيارها لحاملي وحاملات تلك الألقاب العلمية سواء كانت محلية أو عالمية معترفاً أو غير معترف بها، ما جعل الوزارة تعاني من خداع الشهادات المزورة والألقاب الوهمية، ومع ذلك يتولي هؤلاء وبقدرة قادر الوظائف التي يتعلق بها مصير أرتال من الموظفين، وضياع وهدر كبير جدا في مقدرات البلد بسبب الاختيار والتوظيف غير الموفق للكفاءات والقيادات.
الوزارة سجلت مواقف وتخبطات مع جيش الشهادات المتلاطم أدى بها لاتخاذ بعض القرارات الغريبة مثل مطالبة من سبق تفريغهم للدراسة للحصول على شهادات عليا وبعض المشرفين التربويين للعودة فجأة ومن دون مقدمات للمدارس، وفتحت الباب واسعاً لتصفية الحسابات في ظل بيئة نزاع عمل يفترض أن تكون بها أعلى وأفضل الممارسات الراقية.
رمتني بدائها وانسلّتِ! الآن وبعد أن طفح الكيل واتسع الخرق على الراقع وتكونت ثقافة الشهادة والاحتجاج بها لتولي المقاعد وكثر التشويش في اختيار الكفاءات، ورغبة في مسح المشتتات والخدع في صناعة القيادات الزائفة غير الحقيقية والاختيارات غير الموفقة لنوعيات أحرجت الوزارة ليست عندها قدرة في الحديث للجمهور ولا لمقابلة المستفيدين ولا حتى إدارة ورش ولا لقاءات للمنسوبين. وأحياناً يظهرون بشكل التواضع أنهم يقدمون أروع أشكال التواضع وهذا شكل من أشكال التواضع البارد أو التواضع المزيف، إذ إن المتواضع هو شخص يملك بضاعة وثروة ثم لا يغتر بها لكن في حال كونه لا يملك شيئاً فهذا في الحقيقة إفلاس وليس تواضعاً.
كرست الوزارة جهودها أخيراً لحل تلك الإشكالية بشن حرب على مستخدمي الألقاب العلمية للشهادات غير المعترف بها وأعلنت أنها ستحاسب كل من يضع لقباً علمياً أمام اسمه ما لم يكن معترفاً بهذا اللقب على المستوى المحلي، فإلى أصحاب الدال لا تدلل نفسك وامسح الدال.
بنظرتي المتفائلة للأمور أرى أن موضوع حرب الشهادات غير المعترف بها سيزول كما زالت اختبارات الشهادة الثانوية العامة المركزية بعد أن ثبت أن المتحصلين على المعدلات العليا بعد كل المستويات التدقيقية والفذلكة في الاختبارات والإعياء التي تسببه للناس انهزمت المعدلات والنسب أمام اختبار القدرات.
إذن نحاول أن نعمم فكرة الجدارة الوظيفية والقدرات والاختبار المتواصل على رأس العمل والتقييم وخط الترقي والنمو الوظيفي وحرب الوساطة والأسماء والعوائل الكبيرة في سبيل تحقيق تطلعات ولاة الأمر والمجتمع والأمة في مخرجات وزارة التربية والتعليم.
عبدالمنعم الحسين جريدة الحياة - 28/06/08//
فاجأت وزارة التربية والتعليم منسوبيها، خصوصاً من يتولون مهام ومواقع قيادية ولهم صلاحية إصدار التعاميم والتوقيع على المخاطبات الإدارية، بقرار منع وضع أي رموز لألقاب علمية تسبق أسماءهم ما لم تكن تلك الألقاب تم الحصول عليها من جامعات محلية أو جامعات في الخارج معترف بها.
سباق المواقع الوظيفية، وفرص الترشيح والترقي في أكبر وزارة من حيث الموازنة والكوادر البشرية وكذلك الكفاءات العلمية والخبرات المتنوعة وتميزها بحيازة أفضل الخامات البشرية في السعودية ما يجعل التفوق والسيادة والحصول على مقعد في سدة الصدارة بين منسوبيها ومنسوباتها شيئاً بالغ الصعوبة، فالفرص أقل، أو شبه معدومة في هذا الوسط التربوي التعليمي المتشبع بالكوادر، ما حدا ببعض الطامحين للتوسل بأكثر من سبب ووسيلة للحصول على مراكز متقدمة أكثر، مثل مواقع الإدارات العليا ومديري العموم! ومن الأهداف المرجوة الحصول على الدورات التدريبية، وأهم منها أخيراً هو الحصول على شهادات فوق الجامعية من الماجستير والدكتوراه، وقلة فرص مواصلة الدراسات العليا التي تتطلب التفرغ للدراسة والقبول في الجامعات، وكذلك تعقد وصرامة نظام الالتحاق بالدراسات العليا محلياً، أدى ذلك لتعقد وإيصاد الباب أمام مجموعة الطامحين المتصارعين على الكراسي، ومن المشكلات أيضا القلق الذي يسببه كل طامح ومواصل للدراسة العليا لرؤسائه من تولي وظائفهم يوماً ما.
المتسابقون للمواقع سعوا للحصول على الشهادات من أي مكان وبأي طريقة سواء بالمراسلة أو بالزيارات القصيرة السريعة لبعض الدول من أجل الحصول على لقب علمي يضاف لسجل الشهادات والمسوّغات الوظيفية، وما كان ليحصل لولا قرار الوزارة المفاجئ، واختيارها لحاملي وحاملات تلك الألقاب العلمية سواء كانت محلية أو عالمية معترفاً أو غير معترف بها، ما جعل الوزارة تعاني من خداع الشهادات المزورة والألقاب الوهمية، ومع ذلك يتولي هؤلاء وبقدرة قادر الوظائف التي يتعلق بها مصير أرتال من الموظفين، وضياع وهدر كبير جدا في مقدرات البلد بسبب الاختيار والتوظيف غير الموفق للكفاءات والقيادات.
الوزارة سجلت مواقف وتخبطات مع جيش الشهادات المتلاطم أدى بها لاتخاذ بعض القرارات الغريبة مثل مطالبة من سبق تفريغهم للدراسة للحصول على شهادات عليا وبعض المشرفين التربويين للعودة فجأة ومن دون مقدمات للمدارس، وفتحت الباب واسعاً لتصفية الحسابات في ظل بيئة نزاع عمل يفترض أن تكون بها أعلى وأفضل الممارسات الراقية.
رمتني بدائها وانسلّتِ! الآن وبعد أن طفح الكيل واتسع الخرق على الراقع وتكونت ثقافة الشهادة والاحتجاج بها لتولي المقاعد وكثر التشويش في اختيار الكفاءات، ورغبة في مسح المشتتات والخدع في صناعة القيادات الزائفة غير الحقيقية والاختيارات غير الموفقة لنوعيات أحرجت الوزارة ليست عندها قدرة في الحديث للجمهور ولا لمقابلة المستفيدين ولا حتى إدارة ورش ولا لقاءات للمنسوبين. وأحياناً يظهرون بشكل التواضع أنهم يقدمون أروع أشكال التواضع وهذا شكل من أشكال التواضع البارد أو التواضع المزيف، إذ إن المتواضع هو شخص يملك بضاعة وثروة ثم لا يغتر بها لكن في حال كونه لا يملك شيئاً فهذا في الحقيقة إفلاس وليس تواضعاً.
كرست الوزارة جهودها أخيراً لحل تلك الإشكالية بشن حرب على مستخدمي الألقاب العلمية للشهادات غير المعترف بها وأعلنت أنها ستحاسب كل من يضع لقباً علمياً أمام اسمه ما لم يكن معترفاً بهذا اللقب على المستوى المحلي، فإلى أصحاب الدال لا تدلل نفسك وامسح الدال.
بنظرتي المتفائلة للأمور أرى أن موضوع حرب الشهادات غير المعترف بها سيزول كما زالت اختبارات الشهادة الثانوية العامة المركزية بعد أن ثبت أن المتحصلين على المعدلات العليا بعد كل المستويات التدقيقية والفذلكة في الاختبارات والإعياء التي تسببه للناس انهزمت المعدلات والنسب أمام اختبار القدرات.
إذن نحاول أن نعمم فكرة الجدارة الوظيفية والقدرات والاختبار المتواصل على رأس العمل والتقييم وخط الترقي والنمو الوظيفي وحرب الوساطة والأسماء والعوائل الكبيرة في سبيل تحقيق تطلعات ولاة الأمر والمجتمع والأمة في مخرجات وزارة التربية والتعليم.
الجمعة، يونيو 20، 2008
إدارة المتطوعين
إدارة المتطوعين
نشرت في نشرة آفاق الندوة التي تصدر عن إدارة الإعلام بالندوة العالمية بالمنطقة الشرقية
العمل الخيري يقوم أساسه وفكرته على التطوع والعمل التطوعي وإن العاملين في سلكه حتى وإن كانوا متفرغين للعمل فيه دون أعمال أخرى فهم تقريبا في ذات الحكم ، وإن الأعمال التي تدار عن طريق تلك المؤسسات تحتاج بالتأكيد لجهود أولئك النفر من المجتمع الذين يقدمون ساعات عمل تطوعية ، والناظر للمؤسسات المدنية والاجتماعية عند الغرب مقارنة بما هو قائم عندنا يلمس الفقر الحاد في ثقافة العمل التطوعي وأعداد المشاركين له عندنا عنهم في الغرب ويعود ذلك لأسباب متنوعة لكن بالتأكيد السبب الأساس فيها هو عدم وجود إدارة خاصة بالمتطوعين عند المؤسسات الخيرية تقوم بعمل الدراسات والأبحاث والندوات التشجيعية لنشر تلك الثقافة وترسيخها بين فئات المجتمع ، يجب أن نبدأ بأي بداية مهما كانت ولو على الأقل بجمع بيانات الراغبين الذين يصلون إلى المؤسسة عبر معارضها ومكاتبها ويبدون رغبتهم في تقديم شيء يجب أن نبدأ في تصنيفهم ونحدد رؤية خاصة وخطة مدروسة لجذب المزيد منهم واستثمار طاقتهم لأقصى حد ممكن وحينذاك ستحدث طفرة هائلة في أداء المؤسسة ...فدعوة مباشرة للقارئ والمهتم بالمشاركة في العمل التطوعي مساهمة بناءة في نهضة الوطن .
نشرت في نشرة آفاق الندوة التي تصدر عن إدارة الإعلام بالندوة العالمية بالمنطقة الشرقية
العمل الخيري يقوم أساسه وفكرته على التطوع والعمل التطوعي وإن العاملين في سلكه حتى وإن كانوا متفرغين للعمل فيه دون أعمال أخرى فهم تقريبا في ذات الحكم ، وإن الأعمال التي تدار عن طريق تلك المؤسسات تحتاج بالتأكيد لجهود أولئك النفر من المجتمع الذين يقدمون ساعات عمل تطوعية ، والناظر للمؤسسات المدنية والاجتماعية عند الغرب مقارنة بما هو قائم عندنا يلمس الفقر الحاد في ثقافة العمل التطوعي وأعداد المشاركين له عندنا عنهم في الغرب ويعود ذلك لأسباب متنوعة لكن بالتأكيد السبب الأساس فيها هو عدم وجود إدارة خاصة بالمتطوعين عند المؤسسات الخيرية تقوم بعمل الدراسات والأبحاث والندوات التشجيعية لنشر تلك الثقافة وترسيخها بين فئات المجتمع ، يجب أن نبدأ بأي بداية مهما كانت ولو على الأقل بجمع بيانات الراغبين الذين يصلون إلى المؤسسة عبر معارضها ومكاتبها ويبدون رغبتهم في تقديم شيء يجب أن نبدأ في تصنيفهم ونحدد رؤية خاصة وخطة مدروسة لجذب المزيد منهم واستثمار طاقتهم لأقصى حد ممكن وحينذاك ستحدث طفرة هائلة في أداء المؤسسة ...فدعوة مباشرة للقارئ والمهتم بالمشاركة في العمل التطوعي مساهمة بناءة في نهضة الوطن .
الخميس، يونيو 12، 2008
مرحبا بمساعدينا
مرحبا بمساعدينا
في ملتقى القيادة المتعلمة بالأحساء
نشرت في إصدارة إعلامية خاصة بمناسبة الزيارة يوم 29-4-1429هـ
مرحبا تراحيب التمر والخير والعلوم الطيبة بكل من شرفنا بزيارته لأحسائنا من مساعدي مديري التعليم بالمملكة في لقاء القيادة المتعلمة ، الزيارات المتبادلة واللقاءات المخطط لها ببرامج منوعة شاملة تحوي اللقاءات والزيارات والاطلاع على التجارب والخبرات ولقاء القائمين بالأعمال والمنجزات مباشرة والسماع منهم كل ذلك في جو أخوي تقاربي يجمع القلوب والعقول في مصلحة العمل التربوي .
حيّا هلا أخواني وأساتذتي بكم بين أهليكم وإخوانكم ومحبيكم في بلد النخيل بفصل الربيع ، كلكم شامات وكلكم قادة سمعتكم تسبقكم بالإنجاز والعمل والخبرة سيستفيد بعضكم من بعض وسنستفيد من لقائكم والسماع منكم والتعرف على نجوم التربية .
كم نحن فخورون بهذه الزيارة ومتشوفون لها ، ثقوا أيها الأحبة أنّ فريق العمل بالإدارة العامة لتربية وتعليم البنات بالأحساء بقيادة المساعد للشؤون المدرسية أ. عبدالمحسن البداح سيكون رهن إشارتكم ويتطلع لتقديم كل ما من شأنه يحقق راحتكم واستفادتكم طيلة مدة إقامتكم لا نقول في الأحساء ولكن نقول في قلوبنا ومآقي عيوننا .
متفائل جدا بنجاح كبير لهذا الملتقى ليس لبرنامجه وما أعد له فقط ! ولكن لأنكم تشاركون فيه وحيث تشاركون وتكونون بإذن الله يكون النجاح معكم
وحياكم أعزة وغالين في أرض النخيل الباسقة
في ملتقى القيادة المتعلمة بالأحساء
نشرت في إصدارة إعلامية خاصة بمناسبة الزيارة يوم 29-4-1429هـ
مرحبا تراحيب التمر والخير والعلوم الطيبة بكل من شرفنا بزيارته لأحسائنا من مساعدي مديري التعليم بالمملكة في لقاء القيادة المتعلمة ، الزيارات المتبادلة واللقاءات المخطط لها ببرامج منوعة شاملة تحوي اللقاءات والزيارات والاطلاع على التجارب والخبرات ولقاء القائمين بالأعمال والمنجزات مباشرة والسماع منهم كل ذلك في جو أخوي تقاربي يجمع القلوب والعقول في مصلحة العمل التربوي .
حيّا هلا أخواني وأساتذتي بكم بين أهليكم وإخوانكم ومحبيكم في بلد النخيل بفصل الربيع ، كلكم شامات وكلكم قادة سمعتكم تسبقكم بالإنجاز والعمل والخبرة سيستفيد بعضكم من بعض وسنستفيد من لقائكم والسماع منكم والتعرف على نجوم التربية .
كم نحن فخورون بهذه الزيارة ومتشوفون لها ، ثقوا أيها الأحبة أنّ فريق العمل بالإدارة العامة لتربية وتعليم البنات بالأحساء بقيادة المساعد للشؤون المدرسية أ. عبدالمحسن البداح سيكون رهن إشارتكم ويتطلع لتقديم كل ما من شأنه يحقق راحتكم واستفادتكم طيلة مدة إقامتكم لا نقول في الأحساء ولكن نقول في قلوبنا ومآقي عيوننا .
متفائل جدا بنجاح كبير لهذا الملتقى ليس لبرنامجه وما أعد له فقط ! ولكن لأنكم تشاركون فيه وحيث تشاركون وتكونون بإذن الله يكون النجاح معكم
وحياكم أعزة وغالين في أرض النخيل الباسقة
التقاعد في تشيلي أفضل !
التقاعد في تشيلي أفضل !
خاص بالمدونة Exclusive
كل من تجاوز الستين ويسكن تشيلي فتصرف له الحكومة ومجانا حبة دواء زرقاء ( فياجرا) كل أسبوع بواقع أربع حبات كل شهر ، للمساهمة في إسعاد فئة من الشيبان المتصابين والذين لا زالوا يهوون خوض المعارك الليلية .
ذلك العمدة ( جونثالو ناباريتي ) وهو بالمناسبة طبيب سابق ، عمد إلى السعي لتوفير هذه الخدمة التكميلية بعد شكاواهم له واحتياجهم لهذه الخدمة ، أعجبني حقيقة موقف العمدة على الرغم من ضعف الإمكانات والفقر الذي تعيشه تلك القرية إلا أن ذلك لم يثنه عن التفكير الجاد لتوفير هذا المطلب لهم على الأقل بالنسبة لتلك الفئة .
الاحتياجات الإنسانية لا حدود لها والمطالب الرفاهية غير متناهية ، ربما ما نعده اليوم تكميلي إضافي ترفي ربما في مكان آخر أو بعد مدة من الزمن ، أو عند شخص آخر . القوة الدافعة ، والرغبة المتوحشة هي الأخرى يجب أن تحترم وتقدر وتوفّر .
الدنمارك هي الأخرى فكرت في تقديم خدمات متقدمة أكثر للمعاقين ، حيث فرصهم أقل بكثير جدا من الستينيين في تشيلي فقررت دفع تكاليف الممومسات اللاتي يقدمن خدمات جنسية للمعاقين بمعدل مرة كل شهر ، بحيث تتكفل الحكومة بدفع التكاليف وتكون هذه الخدمة مجانا لهم
إذن هناك تدليل واهتمام ومراعاة لاحتياجات الإنسان بغض النظر عن رفضنا للأفكار المنحرفة التي تلاقي اعتراضا حتى عندهم فهناك الكثير ممن احتج على مثل تلك الممارسات بسبب أنهم يدفعون الثمن على شكل ضرائب ، في هولندا تم وضع نقاط لتوزيع المخدرات على المدمنين مجانا! – طبعا الفكرة المقصود فيها السيطرة على السوق وضبطها وجعلها في النور - حقا شيء مثير للشفقة والضحك وتعجب عال جدا من طريقة الاختيار والتفكير في تقديم هكذا خدمات .
تمنيت لو راجعت إعلانات المتنافسين على عضوية المجالس البلدية عندنا قبل سنتين تقريبا ورأيت خطة العمل التي أطلقوها ذلك الحين وما احتوت عليه من مواعيد بخدمات نعتبرها أساس ومهمة جدا بالنسبة لهكذا خدمات تقدّم ، لو عمل استفتاء واستبيان عن الحاجات المهمة ... أظن ليست هناك حاجة لعمل مثل تلك الدراسات ... يمكن الوصول لها عن طريق سماع أي برنامج على الإذاعة أو التلفاز ورصد أكثر المشكلات والصياح والدندنة ، وكذلك رصد المشكلات التي تتكرر على صفحات القراء في الصحف اليومية وسنجد تلك الرغبات والأمنيات السامية الراقية التي لا تنزل لمستوى تأمين خدمات مثل توفير حبوب منشطة وما مثلها ، سنجد طلبات واقعية من مثل مستشفيات ، طرق ، مساكن ، مدارس ، وظائف ....
نعم أنا أسلّم تماما مثل ما قلت في المقدمة بأنّ حاجات الإنسان مثل هرم إبراهام ماسلو التي نشرها في 1943م وهي نظرية فيسلوجية تتحدث عن الاحتياجات والحوافز مكونة من خمس مناطق أو مراتب هي كالآتي :الحاجات العضوية ( مأكل ومشرب ومنكح ومسكن ) ثم السلامة والأمان ، ثم الحب والانتماء ثم الاحترام والتقدير وأخيرا احترام وتقدير الذات وقد كتب لها القبول في الأرض ومن الممكن أن نقيس عليها بناء على ذلك حيث تبدأ بالضروريات الحادّة ، وأنا في نظري أن الحاجات ليس لها سقف بمنطق : لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى لهما ثالثا ، يعني طمع وجشع وحب كامل للدنيا ، لكن حتى نحقق رضا معقولا من حيث الخدمات التي تقدم من الجهات الخدمية لنا كمستفيدين نحتاج تحليلاً لتلك المشكلات والمتطلبات بطريقة الاختيار المبني على الأكثر أهمية والأكثر تكراراً ثم نحاول التركيز على أهمها بطريقة معالجة الجودة من حيث البدء في توفير المتطلبات الأكثر أهمية وحل المشكلات الأكثر أهمية للمستفيدين بطريقة 20/80 قانون باريتو الاقتصادي الإيطالي المعروف ونشرها في 1906م .
فتكون بطريقة تلقائية نحصل على رضا عالي جدا ، بل النظريات المتفاءلة أكثر تقول تلقائيا نحصل على حلول لتلك المتطلبات ، فهي طريقة علمية عالمية إدارية يمكن تجربتها بدل التوجه والتمركز نحو حلول معينة قد لا تكون هي الرغبات الأعلى أهمية بالفعل عند المستفيدين ، فتكون المخصصات بالمليارات في خدمة معينة والنتيجة قد لا تحقق الأهداف المرجوّة منها ويشعر المسؤول والمستفيد بالإحباط الشديد جدا حيث هناك خسائر وجهود .
المقارنة المرجعية مع البيئات المشابهة في الظروف والمتطلبات المكافئة لنا كذلك في الفرص والتحديات وتشترك معنا في الثقافة والأعراف هي الأخرى قد تقدم لنا معطيات مهمة جدا حيث إن القرين بالمقارن يقتدي ، والشيء بالشيء يُذكر ، وحالة التداعي الانهمارية حيث تحضر النظرة إلى طبق الجوار ، مهما كان الطبق الذي بين أيدينا مليء بالخيرات والفرص والأشياء الجميلة فإنّ التطلّع للقمة الآخرين سلوك مستمر وعلى رأي المثل المصري الطريف : يا جرحني بلقمة ناشفة والعيش عندك طري ثقلان عليّ ليه ارحم يا مفتري .
عودة على ذي بدء لكل المسؤولين : قراءتنا لاحتياجات المستفيدين من مؤسساتنا ليست بالضرورة هي ما نعتقده ونظنه فكثيرا ما تخطئ نظرتنا الموجّهة حسب مرجعياتنا وخلفياتنا الثقافية على قاعدة البرمجة اللغوية العصبية التي تقول "الخريطة ليست هي الواقع " وأنّ علينا كذلك أن نتبع المنهج العلمي والدراسات والاستبانات والإحصاءات في تحديد الاحتياجات الهامة ثم نبدأ بالأعلى أهمية فعندها سيسعد الجميع وليس من أعمارهم فوق الستين فقط !
خاص بالمدونة Exclusive
كل من تجاوز الستين ويسكن تشيلي فتصرف له الحكومة ومجانا حبة دواء زرقاء ( فياجرا) كل أسبوع بواقع أربع حبات كل شهر ، للمساهمة في إسعاد فئة من الشيبان المتصابين والذين لا زالوا يهوون خوض المعارك الليلية .
ذلك العمدة ( جونثالو ناباريتي ) وهو بالمناسبة طبيب سابق ، عمد إلى السعي لتوفير هذه الخدمة التكميلية بعد شكاواهم له واحتياجهم لهذه الخدمة ، أعجبني حقيقة موقف العمدة على الرغم من ضعف الإمكانات والفقر الذي تعيشه تلك القرية إلا أن ذلك لم يثنه عن التفكير الجاد لتوفير هذا المطلب لهم على الأقل بالنسبة لتلك الفئة .
الاحتياجات الإنسانية لا حدود لها والمطالب الرفاهية غير متناهية ، ربما ما نعده اليوم تكميلي إضافي ترفي ربما في مكان آخر أو بعد مدة من الزمن ، أو عند شخص آخر . القوة الدافعة ، والرغبة المتوحشة هي الأخرى يجب أن تحترم وتقدر وتوفّر .
الدنمارك هي الأخرى فكرت في تقديم خدمات متقدمة أكثر للمعاقين ، حيث فرصهم أقل بكثير جدا من الستينيين في تشيلي فقررت دفع تكاليف الممومسات اللاتي يقدمن خدمات جنسية للمعاقين بمعدل مرة كل شهر ، بحيث تتكفل الحكومة بدفع التكاليف وتكون هذه الخدمة مجانا لهم
إذن هناك تدليل واهتمام ومراعاة لاحتياجات الإنسان بغض النظر عن رفضنا للأفكار المنحرفة التي تلاقي اعتراضا حتى عندهم فهناك الكثير ممن احتج على مثل تلك الممارسات بسبب أنهم يدفعون الثمن على شكل ضرائب ، في هولندا تم وضع نقاط لتوزيع المخدرات على المدمنين مجانا! – طبعا الفكرة المقصود فيها السيطرة على السوق وضبطها وجعلها في النور - حقا شيء مثير للشفقة والضحك وتعجب عال جدا من طريقة الاختيار والتفكير في تقديم هكذا خدمات .
تمنيت لو راجعت إعلانات المتنافسين على عضوية المجالس البلدية عندنا قبل سنتين تقريبا ورأيت خطة العمل التي أطلقوها ذلك الحين وما احتوت عليه من مواعيد بخدمات نعتبرها أساس ومهمة جدا بالنسبة لهكذا خدمات تقدّم ، لو عمل استفتاء واستبيان عن الحاجات المهمة ... أظن ليست هناك حاجة لعمل مثل تلك الدراسات ... يمكن الوصول لها عن طريق سماع أي برنامج على الإذاعة أو التلفاز ورصد أكثر المشكلات والصياح والدندنة ، وكذلك رصد المشكلات التي تتكرر على صفحات القراء في الصحف اليومية وسنجد تلك الرغبات والأمنيات السامية الراقية التي لا تنزل لمستوى تأمين خدمات مثل توفير حبوب منشطة وما مثلها ، سنجد طلبات واقعية من مثل مستشفيات ، طرق ، مساكن ، مدارس ، وظائف ....
نعم أنا أسلّم تماما مثل ما قلت في المقدمة بأنّ حاجات الإنسان مثل هرم إبراهام ماسلو التي نشرها في 1943م وهي نظرية فيسلوجية تتحدث عن الاحتياجات والحوافز مكونة من خمس مناطق أو مراتب هي كالآتي :الحاجات العضوية ( مأكل ومشرب ومنكح ومسكن ) ثم السلامة والأمان ، ثم الحب والانتماء ثم الاحترام والتقدير وأخيرا احترام وتقدير الذات وقد كتب لها القبول في الأرض ومن الممكن أن نقيس عليها بناء على ذلك حيث تبدأ بالضروريات الحادّة ، وأنا في نظري أن الحاجات ليس لها سقف بمنطق : لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى لهما ثالثا ، يعني طمع وجشع وحب كامل للدنيا ، لكن حتى نحقق رضا معقولا من حيث الخدمات التي تقدم من الجهات الخدمية لنا كمستفيدين نحتاج تحليلاً لتلك المشكلات والمتطلبات بطريقة الاختيار المبني على الأكثر أهمية والأكثر تكراراً ثم نحاول التركيز على أهمها بطريقة معالجة الجودة من حيث البدء في توفير المتطلبات الأكثر أهمية وحل المشكلات الأكثر أهمية للمستفيدين بطريقة 20/80 قانون باريتو الاقتصادي الإيطالي المعروف ونشرها في 1906م .
فتكون بطريقة تلقائية نحصل على رضا عالي جدا ، بل النظريات المتفاءلة أكثر تقول تلقائيا نحصل على حلول لتلك المتطلبات ، فهي طريقة علمية عالمية إدارية يمكن تجربتها بدل التوجه والتمركز نحو حلول معينة قد لا تكون هي الرغبات الأعلى أهمية بالفعل عند المستفيدين ، فتكون المخصصات بالمليارات في خدمة معينة والنتيجة قد لا تحقق الأهداف المرجوّة منها ويشعر المسؤول والمستفيد بالإحباط الشديد جدا حيث هناك خسائر وجهود .
المقارنة المرجعية مع البيئات المشابهة في الظروف والمتطلبات المكافئة لنا كذلك في الفرص والتحديات وتشترك معنا في الثقافة والأعراف هي الأخرى قد تقدم لنا معطيات مهمة جدا حيث إن القرين بالمقارن يقتدي ، والشيء بالشيء يُذكر ، وحالة التداعي الانهمارية حيث تحضر النظرة إلى طبق الجوار ، مهما كان الطبق الذي بين أيدينا مليء بالخيرات والفرص والأشياء الجميلة فإنّ التطلّع للقمة الآخرين سلوك مستمر وعلى رأي المثل المصري الطريف : يا جرحني بلقمة ناشفة والعيش عندك طري ثقلان عليّ ليه ارحم يا مفتري .
عودة على ذي بدء لكل المسؤولين : قراءتنا لاحتياجات المستفيدين من مؤسساتنا ليست بالضرورة هي ما نعتقده ونظنه فكثيرا ما تخطئ نظرتنا الموجّهة حسب مرجعياتنا وخلفياتنا الثقافية على قاعدة البرمجة اللغوية العصبية التي تقول "الخريطة ليست هي الواقع " وأنّ علينا كذلك أن نتبع المنهج العلمي والدراسات والاستبانات والإحصاءات في تحديد الاحتياجات الهامة ثم نبدأ بالأعلى أهمية فعندها سيسعد الجميع وليس من أعمارهم فوق الستين فقط !
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)