السبت، أكتوبر 28، 2006

حادثة الرقص

حادثة الرقص

جريدة اليوم ملحق الأحساء عدد يوم الخميس 1425-04-15هـ الموافق 2004-06-03م

في حادثة غريبة ومؤسفة جدا أدت بشاب أن يفقد حياته بسبب تصرف أرعن وتحد سافر للأعراف والتقاليد والعادات والمثل السائدة في المجتمع وفي وقت متأخر من الليل وعلى خط سريع، تنكرت مجموعة من الشباب لذواتها ولأهلها وامتلأت بالفراغ الوقتي والروحي والعقلي ولم تفد من الوقت ما تؤدي به أي نشاط مجد ومفيد لها وللآخرين والمجتمع فانصرفت بنفسها في تجمع على ذلك الخط السريع في جلسة على الرصيف الخطر، تجمعت لكن للأسف ليس على أمر خير وإنما على لهو غير بريء، بلهو يتصف بالسذاجة والتفاهة تجمعوا على صوت المسجلات الكبيرة التي تصرح صوت الشيطان الغربي بالموسيقى الصاخبة العالية المزعجة للناس ليؤدوا رقصات تتماشى مع الإيقاع السريع الصاخب بتلك الأزياء الغريبة أو الغربية كل ذلك حبا وغباء وتقليدا للغرب!
شاب منهم ابتعدت به خطواته إلى الطريق السريع لتقع إقدامه في مكان وسط الشارع غير مبال بسرعة السيارات القادمة في الليل الذي يوشك أن يترك مكانه للفجر القريب لتأتي تلك السيارة المسرعة المنطلقة كالرصاصة تسابق الريح وكأنها مرسلة وكأنه مرسل إليها ليتقابلا في الموعد المحتوم لتصطدم به السيارة رافعة به إلى أعلى ليطير في الهواء ثم ترتطم رأسه بعمود الإنارة ليسقط صريعا ولكن للأسف صريع الغنا والرقص والاستخفاف بالمثل على ميتة بعيدة عن الله وعن هداه عظم الله أجرنا فيه وخلف علينا بخير.
نعم أيها الأحبة هذا ما حصل فوا أسفا على حياة ذلك الشاب الذي لم يجد للأسف من يوجهه ويدله على الطريقة السليمة التي يحفظ بها وقته ويستثمر طاقاته سوى قنوات الإفساد التي رسمت في مخيلته أن التطور والرقي في لبس تلك الملابس والأزياء والتقليعات الغربية واقتناء الكلاب الملونة وصحبتها.. وهي هي قوانين التاريخ وسننه حين تكون الانهزامية في أذهان الشباب ليقلدوا تقليعات الغرب (المنتصر) ومثله ومبادئه ويزهدوا في الخير الذي عندهم.
أتساءل من أين جاء أولئك الشباب؟
أما قد قدموا من المجتمع ومن المدارس؟ وقد مروا على مناهج التعليم ودروس الفقه والمواد الدينية والمعلمين المشوشين بالتخويف والوعظ وتعشيش أذهان الطلاب بالأفكار المريضة؟!
لماذا لم يتأثروا بهم؟ ولماذا لم توجه أصابع الاتهام إلى المعلمين لأنهم خرجوا هذه النوعية من الطلاب؟!
فهناك سلبية كبيرة في تناول الأحداث الأخيرة من حيث توجه التهم للمعلمين حين أفرزت الأحداث الفكرة الضالة المجرمة ولم تتوجه أصابع الاتهام لذات المعلمين في و جود تلك الفئة المخطئة أيضا؟!
ومن باب الإنصاف أنا اتهم المدرسة والمجتمع والتعليم في كلا الحالتين حيث الأسلوب والنشاط والفكر ونوع وطريقة التعليم وطريقة معالجة المشكلات في المدرسة والوسط التربوي وعدم وجود دراسات وأبحاث تتناول القضية والفكرة من قبل أن تستفحل وتكون ظاهرة.
يا أحبة إننا نستهدف في أعز ما نملك وهم شبابنا وفتياتنا وينبغي أن تكون الحلول والتوجهات على مستوى الأهمية هاهي الإجازة الصيفية تطرق أبواب الأسر وتصيح بهم: هل أقمتم برامج تستثمرون فيها إجازات أولادكم؟ هل توجهتم بهم نحو المكتبات ومراكز التدريب وبرامج التطوير والرحلات الهادفة داخل المملكة وخارجها؟
لماذا نمارس دائما نفس الطريقة ونفس الأسلوب ونفس الأفكار؟ هل المراكز الصيفية بالشكل التي تقوم عليه حاليا قادرة على التأثير المطلوب في شرائح الطلاب عامة أو تقوم بتأثير محدود في فئة قليلة تحضر دائما لذات المكان وتكرر ذواتها.
أما يظهر للمسؤول التربوي كم عدد المراكز؟ وكم عدد المستفيدين منها؟ وكم يبلغ عدد المترددين عليها بالفعل وليس الذين قاموا بتقييد أسمائهم فقط.
لنحاول مرة أخرى أن نقوم بدورنا آباء وأمهات وتربويين لكي نحمي أبناءنا من طرفي المشكلة والتطرفين الواقعين حاليا تطرف الابتعاد عن المثل والعادات والأعراف وتطرف الغلو والإرهاب فكلا طرفي قصد الأمور ذميم.