الأحد، أكتوبر 29، 2006

وانكشف السر

وانكشف السر نشرت في جريدة اليوم ملحق الخميس

الأفراح والليالي الملاح سوف تملأ قاعات الاحتفالات طيلة ليالي الصيف فمنذ وقت مبكر وحجوزات الصالات قد انتهت ولم تعد هناك ليلة شاغرة ، وكالعادة دائما ما تحفل هذه الاحتفالات بالمفاجآت السارة وغير السارة .

وأهل الأعراس والزيجات والمدعوات هن الآن يبحثن في الأسواق والمجمعات في الأحساء وخارجها عن الجديد و المبهر عن أقمشة وفساتين السهرات ؛ وقد أجهدن أنفسهن في البحلقة في شاشات الفضائيات التي تطل منها المذيعات أو برامج الموضة النسائية وعروض الأزياء ، وتقليب صفحات مجلات الموضة ، ومواقع الانترنت بحثا عن آخر مودل ؛ ومن الطريف أن توجد مواقع انترنت تضع المرأة صورتها ، ثم تختار لها المودل وقصات الشعر و المكياج لترى الّلوك الذي يتناسب مع وجهها لتقوم بطباعة الصورة ، ثم تطلب من المَشغل أن يصمم لها المكياج على نفس الصورة وترتفع فاتورة المشتريات الخاصة بالمواد التجميلية بنسبة 70 % .

ولا يختلف في ذلك كون المرأة متزوجة أو أنها آنسة لم تتزوج بعد فكلهن يتساقطن صريعات أمام حديث الفوشي و الشيفون ومصطلحات الأقمشة والألوان ليفغرن أفواههن و ترتفع صدورهن مع كل آهة وتنهيدة تنتهي بكلمة ( اللّــــه ....يهبّل )

لا جديد في كل ما ذُكر من توصيف لعادة من سلوكيات ( هي ) ( أومن ينشّأ في الحلية ) لكن الجديد هنا هو ما استجد واستشرى في موضات الأزياء والملابس من لبس البنطال والضيق ولبس قمصان النوم في سهرات الزيجات والتسابق المحموم فيمن تظهر بملابس أقل حشمة من الأخرى ، أو من هي الموهوبة التي تستطيع أن تختصر الملابس لأقل قدر ممكن بحيث تتوسع المساحة الجغرافية المكشوفة من الجسد و تصاب الملابس بظاهرة الجزر .لتظهر الفتاة أو المرأة عارية في ثوب كاسية أو العكس لتكون سوبر ستار الحفلة من غير احتفال بثقافة العيب أو بالفتاوى المحرمة للتقليد وعورات النساء أمام النساء وعدم خوف من الكاميرات المخبّأة وغير المخبّأة .

ويصدق فيها ما قاله الشاعر الأول :

كأن الثوب ظلٌ في صباح يزيد تقلصاً حينا فحيناً

عزيزي القارئ وعزيزة أهلها القارئة ؛ لم يعد هناك سر انكشف السر أقصد القمصان النسائية التي تكشف البطن فتظهر السرة ماثلة للأعين كموضة جديدة من مظاهر لبننة الفتاة الأحسائية أو تلبيس وفوشرة الفتيات ( إشارة لقناتي LBC والمستقبل اللبنانيتين )

بل لم يكتف البعض بهذه التقليعة والثقافة والموضة العارية بل أضافوا له عددا من المحسنات كأن يحشين السرّة بالألوان أو قطع الذهب أو المواد اللامعة كي تكون أكثر لفتا للأنظار .

أهكذا امتد بنا الزمان لنسمع بهذه الأحداث تجري في أفراحنا ! وتعالوا نقف على المشكلة وهل وصلت إلى حد الظاهرة ؟

لا أظن حقيقة أن أحدا من رجال المجتمع على كافة توجهاتهم يرضون بمثل هذا الشكل لبناتهم أو لزوجاتهم فما دورنا تجاه المشكلة ؟

جيلوجيا المجتمع تقسم الرجال إلى ثلاثة أصناف لا رابع لها :

الأول : من يمنع زوجته من الذهاب لمثل هذه الزيجات مطلقا .

الثاني : من يستفهم عن طبيعة الزواج ، قبل الذهاب بأهله للفرح .

الثالث : من يترك الحبل على الغارب ولا يسأل عما عهد .

وهل نلقي باللائمة على خطباء الجوامع الذين لم يعالجوا مثل هذه الظواهر في خطبهم ، أم نسند حل هذه الإشكالات لمؤتمر الحوار الوطني لأنها تنبني على كشف لأسرار خطيرة .