الأحد، أكتوبر 01، 2006

" أنا بكره القرقيعان " نشرت في جريدة اليوم

عدد يوم السبت الموافق 30-9-2006م

أنا بكره القرقيعان !

عبدالمنعم الحسين

دعوني من كافة الفتاوى من هنا وهناك التي تفتي بحرمة القرقيعان، ودعوني من الكلام حول عادة القرقيعان وكونها من العادات وليست من الدين ، وبالتالي لن أتحدث حول حلال وحرام وليس من شأني الحديث في الحلال والحرام .
لكن تلك العادة التي ينطلق فيها الأولاد الصغار مرددين كلمات وأناشيد وأهازيج خاصة ويلفون على الأبواب في شكل من أشكال الشحاذة والتسوّل وبمنظر الكيس الفارغ الذي يحزنني منظر الطفل يدور به فارغا يمنعه هذا ويطرده ذاك وربما وصل ببعضهم الطرد والشتم لما يسببه وصول الأطفال من إزعاج ، وينبغي لأصحاب البيوت أن يحكموا غلق أبوابهم في ذلك اليوم وإلا ستكون فجأة وبدون مقدمات وأنت جالس مع زوجك في الصالة وإذا بأطفال القرقيعان يقتحمون عليك المنزل ويقفون فوق رأسك مرددين أهازيجهم وبصوت عال وتقف بالفانلة T شيرت وسروال السنة كما تسميه الدكتورة أمل الطعيمي ، تخشى من طفل شقي يلتقط لك صورة بجواله لا تلبث أن تكون مقطع بلوتوث حي وكله بمناسبة القرقيعان جائز ومباح .
صنف واحد فقط هم من يفرحون بتلك العادة ويمجدونها ويحاولون إحياءها ونفخ الروح فيها وهم فئة الباعة التي تمتلئ الشوارع والميادين بهم ببضائعهم المشكوك في صلاحيتها ومصدرها يبيعون تلك المكسرات التي تغيرت ألوانها وروائحها ، ويشتريها صنف من الناس ليقدموها لأولئك الأطفال ليعطوهم في ذلك اليوم ويسلموا من دعواتهم وشتمهم .
يمضي الأطفال يوما بكامله ربما تعرضوا للضياع وربما تعرض بعضهم لخطر الدهس بالسيارات خاصة وأن المسيرة يشارك فيها كل الأطفال وبكل الأعمار حيث لا يوجد سن قانوني للمشاركة في رحلة القرقيعان .
شخصيا أرفض أن يشارك طفلي في تلك المسيرة وأرى المنظر سيئا غير حضاري ويمكن أن نبعث البسمة والسرور على محيا أطفالنا داخليا وهم بكامل احترام ذواتهم بشراء المكسرات والحلويات من محلات معروفة وتقدم لهم بكميات معقولة ليس فيها إضرار لصحتهم حيث لا يملك الطفل أي مرشحات للكمية المعتدلة بل ربما تناول كميات كبيرة من الحلويات المضرة بأسنانه وصحته ، وحتى تلك الممارسة الراقية لم تسلم من المبالغات والمفاخرة حيث تعمد الأسر لعمل قرقيعان خاص بكل فرد صغير في العائلة وتجتهد الأم وعلى ميزانية الأب المسكين في عمل حفلة قرقيعان خاصة ومميزة تسمع بها العرب والعجم وموثقة بآلات التصوير المتحركة والثابتة ويعمل لها مونتاج ويشارك فيها الأطفال في حفلة عرض أزياء وأحيانا ألبسة غير محتشمة أو ما يعبر عنها بفساتين السهرة ، وبرقصات وأغان بالموسيقى الصاخبة والكلمات التي لا تتناسب مع سن الأطفال ، ويكون بها الشموع وضع خطا أحمر تحت الشموع والمكياج والقبعات الخاصة والأقنعة أشبه ما تكون بحفلة تنكرية ، ولأجل كل تلك الأخطاء أنا بكره القرقيعان .

· عضو جمعية الإدارة السعودية.

.
تستطيع قراءة المقالة من جريدة اليوم :اضغط هنا من فضلك

بإمكانك قراءة المقالات السابقة على عنوان الصفحة الشخصية ومنها إلى البلوغز
http://monem75.googlepages.com/