الجمعة، أكتوبر 27، 2006

كم بقي على سقوط أمريكا؟

كم بقي على سقوط أمريكا؟ مقالة لم يكتب لها النشر في الصحف المحلية

السؤال المتكرر والكلام الذي يدور في المجالس هو الأمر الذي حكمت وبتت به أمريكا بأنها سوف تخوض حربا أنى شاءت وفي الوقت الذي تشاء وبالقوة التي تشاء وليس على العباد إلا الرضوخ والإذعان ، والعجيب أنها القوة الجبارة على الجميع إلا على إسرائيل ؛ لم يسلم من أذاها أحد لا الشمال ولا الجنوب أزعجت الاتحاد السوفيتي حتى سقط وألّبت على شاه إيران حتى نزعته وسرت بهيلمانها على نظام طالبان بل حتى أوربا الكبيرة الغبية لم تسلم من أذى هذه العجوز الشمطاء( أمريكا ) وكلهم يتململ من هذه الأصوات النشاز والأوجه التي مُلئت كبرياء وعظمة تأمر وتصنّف وتضايق الدول وتحيك المؤامرات حتى عبّدت اليابان في الشرق وعبّدت بريطانيا داخل أوربا وجعلتها ( جزمتها ) التي تدوس بها الدول المشاغبة

الأمريكيون أنفسهم ضاقوا ذرعا بأنفسهم فكل الناس أعداء في ثوب أصدقاء إلا إسرائيل الدولة البعوضة في رأس الأسد تؤذيه وتمتص دمه ويعجز أن يتحرك إلا فيما يرضيها خشية أن يتحرك حركة لا تعجبها فتلدغ الرأس .

عيون الشرر الأمريكي الآن لم تعد تلطّف العبارة أو تجامل أحدا فأطلقت مشروعها الفرعوني ( العدالة المطلقة ) وأخذت تتوجه بتهمها هنا أو هناك وتتوعد وتقول

إني وضربي سليكا ثم أعقله كالثور يُضرب لما عافت البقرُ

أي دونكم ( طالبان ) ها هي أصبحت أثرا بعد عين بعدما تهددت وتوعّدت ، حكمنا نافذ ونحن أعدل العادلين ، يا (عراق) أمامك خياران لا ثالث لهما :الحرب؟ أو الحرب ؟

هذا الثور الكبير يئن بأمراض الاقتصاد والفساد ننتظر موته بالسكر أو الإيدز ، سلاحنا معه الصبر ونقول له اضرب يا سيدي والله ليس أحب إلينا من ضربتك إلا ....

وسنقبل اليد التي تضربنا ونقول :( ما تعبتِ ؟ وما قصرتِ ..)

الحقيقة المرة تولدت من الكذبة المرة أن أمريكا صديقة لنا ونمنا ونسينا ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) ولما فقنا أبينا أن نرى أو نسمع إلا (سوا )* المخادعة لتغرر بنا زمنا آخر ولا ندري ما نصنع ، ولا نريد أن نعمل شيئا أو حتى التفكير وكأننا في سكرة نَعْمَه فاكهين همنا أن نملأ البطن وشعارنا للبيت رب يحميه ، في ظل هذه المعمعه وقمة اليأس يسلينا القرآن ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) فعلى الباغي ستدور الدوائر وستسقط أمريكا وسنسمع خبر سقوطها وتفككها بإذن الله ، لكن السؤال الآن ماذا بعد سقوط أمريكا ؟ وماذا قبل سقوط أمريكا ؟!