السبت، أكتوبر 28، 2006

موعد مع الموت

موعد مع الموت نشرت في جريدة اليوم ملحق الخميس

من قرأ منا مؤلفات ( محمود عباس ) صاحب مجموعة الألغاز البوليسية و تعرف أيضا المغامرون الخمسة ( تختخ ، نوسة ، محب ..) أو من قرأ مجموعة دار الهلال ( الشياطين 13) واستمتع بما بها من مغامرات ومفاجآت ، ومن قرأ قصص اللص الظريف ( أرسين لوبين ) ، ومن قرأ روايات الرعب البوليسية للمؤلفة العالمية ( أجاثا كريستي ) يجد نفسه يعيش أجواء من الحبكات الدرامية ، والأحداث المتسلسلة العجيبة والغريبة والألغاز المتشابكة والمفاجآت التي تحير القارئ وتدخله في دوائر من الاحتمالات غير المتناهية .

تبدو الأحساء في بعض الأحداث التي تحصل فيها مؤخراً أشد غموضاً مما ذكر سابقاً وذلك الأمر يبقى محيّراً للناس و يتناقلون بها أخباراً متضاربة ما هي إلا احتمالات ( سبحانك هذا بهتان عظيم ) ولعل أكثر ما لاكته ألسن الناس حادثة غريبة حيث وجدت جثتي شاب وشابّة في سيارة مقتولين متروكين في سيارة الشاب وليس يُعرف إلى الآن كيف ؟ ولماذا ؟!

هذه الحادثة في الحقيقية تقرع في الأحساء صافرات الإنذار المتقطعة تدوّي وتجعل النذير العريان يرمي بملابسه -حتى الداخلية منها- ويأتي على عجل وتذكر إحدى المحاضرات في الكلية مشاهداتها من مفارقات وأخطاء سلوكية من بنات جامعيات ومن عوائل عريقة وتتابع المحاضرة فريدة بأن الفتيات يفعلن هذه التصرفات بسذاجة وأحيانا حالات يأس وإحباط من أوضاعهن في البيوت .

فالمجتمع بدأ يهتز في أساساته وبشكل مرعب ، فعلاقات فتيان وفتيات وسهرات أو ما تقع عليه أيدي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من منكرات خاصة في الاستراحات و قضايا الإركاب .كيف تكاثرت وكيف نمت كما تنمو خلايا السرطان وتنتقل العدوى بخطر أكثر فتكا من ( سارس ) أََََضف إلى ذلك ما تسجله مكافحة المخدرات من حوادث قبض على مهربين ومجرمين ينوون بهذا البلد وشبابه وشاباته شراً ، تعالوا نخمّن كيف حدث هذا ومتى ؟!

إن حوادث الإرهاب الأخيرة بما حملته من توجس الشكوك نحو من يحملون مظاهر التدين والنفرة عنهم بمصطلح العادي أو السوي أو غير المتشدد أثّر كثيرا ًَ على جهود التوعية والإرشاد التي يقوم بها المصلحون في البلد ، بل وجعل أولياء أمور الشباب ضمنا وداخليا يقول بعضهم : أحب أن يكون ابني خيرا مصليا خلوقا معتدلا ولكن إن لم يكن ذلك فبعض الشر أهون من بعض فلأن يكون الولد عنده بعض الانحرافات السلوكية أحب من أن يكون ملتحيا كما عبر عنه الكاتب عبد الله البخيت في زاويته يارا بجريدة الجزيرة ويكون والده في تعب وشقاء في متابعة فكر ابنه الذي يتأثر بشكل أو آخر بمن حوله أكثر من استجابته لتوجيهات والده ومن ذلك ما نشر بالجرائد من تسليم أحد أولياء الأمور بإحدى مدن المملكة لرجال الأمن بسبب ارتيابه وشكّه في سلوكيات ابنه التي اتسمت بشيء من التشدد في الدين كما ظهر له .

لست هنا في معرض تقديم الحل لكن الحل يبدو في نظري واضحا جلياً [ وهديناه النجدين ] لكن من يقوم به وينفذه ويكون متيقظا لأولاده ويحميهم من الضياع أو التطرف فكلا طرفي قصد الأمور ذميم .