حريق سجن الأحساء
خاص بالمدونة Exclusive
حريق سجن الأحساء الذي اندلع مساء الأسبوع المنصرم والذي أودى بثمانية أشخاص منهم رجل أمن وإصابات عديدة بين أكثر من ثمانين شخص
شكل فاجعة مؤلمة لأهالي الأحساء ، حقا أنهم مساجين بعضهم ربما يوما ما ارتكب خطأ في حق نفسه أوفي حق غيره لكن كثيرا منهم جرته المواقف والنكبات لأن يقع بين خشبات السجن بكفالة أو دين أو غيرها من المصائب ، نعم بعض منهم غير سعوديين لكن في النهاية هم بشر نتألم لمصابهم ونأسى لحالهم وحال ذويهم .
تألمت جدا لمنظر الرعب الكبير الذي تقاطرت به سيارات الدفاع المدني من كل حدب وصوب واستمرت لمدة طويلة تتدافع ومنظر إغلاق الشوارع وجري الفضوليين نحو الموقع والاتصالات المنهمرة هنا وهنا في الاطمئنان من البعيدين عن ذويهم وأهاليهم ما الذي يجري ... بالتأكيد أن اللحظات كانت شديدة جدا على الأحسائيين الذين زادت لحمة قرابتهم وتواصلهم التقنيات الحديثة من هواتف وجوالات ومنتديات انترنت ،
الفضائيات غابت وفشلت فشلا ذريعاً في تلبية حاجة المجتمع حين ذاك لأي تغطية تليق بالمناسبة والحدث ، ذلك يعود لأن القيمة ليست قيمة الإنسان ولكن القيمة ما الذي تشكله الأحساء اقتصاديا وسياسيا وسكّانيا . ولأن الأحساء ربما تسجل حضورا فقط في زوايا التاريخ والعلم والأدب وهي نقاط لا تشفع لها في الفضائيات الإخبارية لتنقل أخبار فاجعة مؤلمة كهذه مصيبة .
منظر يبعث للخوف انطلاقة سيارات الإسعاف الكثيرة سواء للمستشفيات أو للهلال الأحمر السعودي أو للمستشفيات والمستوصفات الخاصة والمنطلقة بسرعة نحو السجن و حملها للضحايا والمحتاجين للخدمات الإسعافية والانطلاق مرة أخرى نحو المستشفيات وتنزيل حمولتها من المصابين بنار الحريق ثم عودتها مرة أخرى لتحمل مجموعة أخرى ... في خط نقل سريع ومتواصل مثل ما يعبّر عنه بجسر برّي ... غابت طائرات النقل المروحية كما غابت الفضائيات مع أن الحدث استمر لساعات متأخرة من ذلك المساء وهو في نفس التوتر والشدة ، خاصة وأنّ سارات الإسعاف إياها تنطلق بسرعة بأنوارها الخاصة وصوتها المميز وضغط السائقين المتكرر على البوق الخاص بها في الإلحاح على سائقي المركبات الأخرى بالتنحي عن الطريق وتواصل قطع الإشارات وسط ارتباك ورعب في عيون الصغار الذين يشاهدون المنظر المتكرر بزحامه في أكثر من نقطة قريبة من موقع السجن العام .
المنظر والزحام والارتباك لا يقل عنه في المستشفيات حيث تزاحم أقرباء بعض نزلاء السجن للاطمئنان على ذويهم ومشاهد خوف ومشاهد صراخ ومشاهد بكاء وإغماءات يجعل الموقف كله لا يمكن أن يمر على الحاضرة البسيطة بهدوء وبسلام لا يسجل له التاريخ الأحسائي أي موقف أو يتوقف عنده التأريخ كحادثة تاريخية مؤلمة بالتأكيد تذكرهم برعبها حوادث أخرى مثل حريق الحوية بضحاياه الذين غالبهم من المحافظة ذاتها .
الدفاع المدني بآلياته وخبرته أظهر بسالة عالية في التعامل مع الموقف وأظهر أيضا نوع تعامل مميز مع الحدث وبدا واضحا الخبرة والاستعداد العالي الذي توفر من خلال الاهتمام من ولاة الأمر وكذلك توفير الآليات المناسبة والتدريب والتأهيل الكافي للتعامل مع نوعيات التدخل المختلفة .
متابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه وسمو محافظ الأحساء كانت بلسما شافيا بحضورهم المشرف ومتابعتهم وتوجيهاتهم التي ظهر أثرها جليا في تكاتف الأجهزة الحكومية من مرور ودوريات ودفاع مدني وهلال أحمر وغيره .
عودة على ذي بدء ومع الأحسائيين لحظتها ومحاولتهم التعرف على ما يجري ومتابعة الحدث ... دخلت على الشبكة العنكبوتية وفي أحد المنتديات المشتهرة بمتابعتها لأحداث المنطقة وفي لحظات قليلة كان الدخول على خبر وتعليقاته على موضوع الحريق وصل عدد الزوار إلى قريب العشرة آلاف زائر ... كلهم يحاولون الحصول على ما يطمئنهم على الموقف ومجريات الحدث خاصة وأن نسبة عالية منهم يتمتعون بالوعي الكافي الذي يجعلهم يعون مشكلة التجمهر والتجمع هناك ومضايقة آليات الدفاع المدني وسيارات الإسعاف وغيرها ويالتالي كل ما يستطيعونه هو التوسعة للسيارات المتحركة هنا وهناك أثناء عبورها نحو المستشفى بالمصابين وعودتها مرة أخرى .
من أجمل قراءاتي للحدث – على الرغم من الألم الكبير الذي خالجني معه – إلا أن الشفافية التي تعامل بها مسؤولي السجن من التصريح بسبب المشكلة ومكانها وحجمها والتصريح بأعداد المصابين والضحايا وكذلك أعداد الذين تم إخلاؤهم ... قطعا على كل الشائعات والأخبار المغلوطة التي يستغلها ضعاف النفوس للترويج لمعلومات مضللة وغير حقيقية جهلا أو لنوايا سيئة يحملونها ، وكذلك التحية الكبيرة للصحف في تغطيتها للحدث ومنها جريدة الحياة التي كانت على مستوى الحدث وقدمت معلومات كافية في اليوم التالي والأيام التي تليه .
الحريق الذي اندلع بسبب نزاع وخصومة بين عدد من المساجين والذي تطور في مرحلة لاحقة للاشتباك ثم باستخدام السجائر لإشعال بطانيات وأن الحدث نفسه يمكن تصنيفه إلى عدواني داخلي بفعل فاعل لأسباب غير منطقية حيث الضرر تحول لكارثة ذهب ضحيتها أبرياء ليس لهم أي دخل في النزاع والخصومة كل ذنبهم أنهم موجودون في مكان واحد معهم وقريبين منهم ، يجعل منا نفكر مرة أخرى ونعيد النظر في التصاميم والخطة والمواد التي تدخل للمساجين ويستخدمونها داخل السجن وكذلك التجهيزات والأثاث مثل الأغطية وغيرها بحيث نحاول تأمين أثاث به مقومات أفضل في حوادث الحرائق من حيث سرعة الاشتعال أو توليد أدخنة كثيفة خانقة مع الحرائق ، ينبغي كذلك تتبع الخلافات والنزاعات ومراقبة أحداثها وتطورها وتوفير المرشدين الذين يجيدون التعامل مع تلك المواقف في بيئات السجون حتى لا تتطور إلى أحداث كارثية يذهب ضحيتها مصابون ومحترقون وأناس كثر من أمثالي يتألمون لحال أولئك الأبرياء مع عجز كامل عن فعل شيء أي شيء
محب للخير وأهله مثقف ومحب للمثقفين والكتابة والصحف والمجلات والانترت والمحاضرات والأمسيات الأدبية وكل مجالات التطوير
الجمعة، مايو 30، 2008
الخميس، مايو 22، 2008
معلقات الانترنت
معلقات الانترنت
نشرت في جريدة الحياة
المرأة المعلقة هي المرأة التي علقها زوجها بحيث أنها أصبحت مهملة من قبله ربما تعيش معه وربما تعيش مع أهلها ربما هو لا يزال حكما معها في رباط مقدّس موثّق ، لكن لا توجد أي علاقات اجتماعية تواصلية لا حميمية ولا عادية ، فلا هو الذي طلّقها وفارقها وتركها تجد سبيلها وطريقها وفرصتها ولا هو الذي أكرمها وعاشرها بالمعروف ولم يوف بعهد الله وشرعته ( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) بل تظل هكذا تنازع وفي الانتظار وتحت المماطلة الممتدة وتحتاج لمرافعات ممتدة حتى تحصل على طلاق مر ربما هي لا تسعى له ، تقول دائما لا ندري ربما غدا تفرج ويأتي الغد والذي بعده والانتظار التعليقي يبقى قائما .
هؤلاء المعلقات المتعارف اصطلاحا على وصفهن بذلك ، لكن التقنيات والعولمة جدت لنا بمعلقات جدد يعشن في مجتمعاتنا يكنّ في مصيبة التعليق والانتظار واقعا فيما هم يبدون أمام الناس في أحسن زيجة رفاهية .
حيث يقع رجالهم في شبه إدمان للجلوس أمام شاشة الانترنت لساعات طويلة صامتين لا يتحدثون لنسائهم وإذا أجابوا على كلماتهم وأحاديثهم يكون ذلك بكلمات مقتضبة وكلمات موجزة لا تزيد على عبارات نعم ، أو لا ، أو لا أدري أو ماشبهها من الكلمات التي تقتل تلك المسكينة القابعة ساعات وساعات في انتظار دخول الزوج عليها وإذا به ينصرف كليا أمام شاشة الانترنت ! وأسوأ من ذلك لو حامت الشكوك حول سلوك الزوج خلف الشاشة وسبب سهره الممتد لساعات طويلة ربما تمتد إلى ساعات الصباح الأولى وهو مغلق على نفسه في غرفة خاصة يرفض أن يصل أحد إليها ، وعلى جهازه حماية من الدخول على النظام بكلمات سرية لا تعلم المسكينة ما الذي يسرق هذا الزوج وما الذي يشده نحو الشاشة ؟ ما الذي يخفيه عنها ؟ من سرق منها زوجها ؟ ماذا تفعل مع هذه المصيبة التي لا تدري إلى أين ستصل بزوجها ولا تدري كيف ستواصل حياتها التعلّقية مع هذا الزوج المدمن المنصرف عنها وعن أولاده بالانصراف التام والكامل نحو الشاشة .
في مجلة معا الصادرة عن الجمعية الخيرية بجدة شبه تناول جيد للمشكلة حيث أجرت عددا من الحوارات مع زوجات يرتوين من المر والعلقم من جراء هذه الحياة الانفصالية الغريبة من تعلق أزوجاهن مع الشبكة العنكبوتية ، خاصة في ظل سماعها لمشكلات كبيرة من خيانات زوجية مثل الحديث العابر مع نساء أخريات إلى تبادل صور وأحاديث حية صارت توفرها الشبكة العنكبوتية بسرعاتها العالية المتوفرة حاليا ، والتقنيات البرمجية المتقدمة مثل برامج الفيس بوك الذي جاءت إحصائية مستخدميه من السعودية إلى ما يتجاوز المئتين ألف مستخدم نسبة كبيرة منهم تظهر على الشبكة بأسمائها وصورها الحقيقية بل وتوجد عليه أيضا الكثير من الفتيات السعوديات اللاتي كسرن طوق الرقابة العائلية وأغلقن غرفهن عليهن وظهرن على الشبكة العنكبوتية وقد هتكن الستر ، البيوت الافتراضية على الشبكة العنكبوتية هي بيوت غريبة ومخادع آثمة تتسرب لتلك الغرف الكثير من الفتيات الغرّات المميلات يدلفن للشبكة فيعبثن تسلية ويخربن كثيرا من البيوت ويجد ذلك الزوج المسكين سلوته وأنسه معهن وتكون له صديقة تفهمه وتعرف هواياته وتتشارك معه في الهموم والاتجاهات فيبتعد شيئا فشيئا عن الزوجة وينصرف إلى تلك المرأة الالكترونية .
شخص فاضل ممن أدمن الدخول على الشبكة تعرف إلى واحدة من خلال الانترنت ، صحيح أنها ليست سيئة لكن تولدت علاقة وتعارف وصلة وتقارب حاد وحب لم يجد له علاجا إلا الارتباط بها وتم لها ذلك بالفعل ، قد تكون النهاية لتلك العلاقة علاقة زيجة شرعية لكن المقدمات التي سبقت ذلك الزواج والضرر من الضرة الحاصل على الزوجة الأولى والانصراف المتوقع للزوجة الجديدة بالتأكيد كانت سببه التعلق والإدمان على الانترنت .
لا أفترض أن كل علاقة ستكون سلمية وسليمة لكن هناك كثيرا من التصرفات الرعناء على الشبكة .
ولعل محكمة الأحوال الشخصية في مصر سجلت أول حالة خلع لزوجة عانت الأمرين من إدمان ذلك الزوج بدخوله الذي يصل لساعات طويلة أمام الشبكة العنكبوتية لدرجة أنها دخلت في سلك معلقات الانترنت بحكم أن زوجها يجلس أمام الشاشة بشكل إدماني يصل على ما يزيد عن أربعة عشر ساعة يوميا لدرجة أنها فضلت أن تدفع كل مستلزمات الزواج من مهر وغيره لذلك الزوج المدمن على أن تخلص نفسها من ذلك الجحيم الذي لا يطاق على حد وصفها
الظاهرة فيما يبدو أنها ليست إقليمية أو محلية هي للعالمية أقرب بدليل أن محكمة شيكاغو في أمريكا تسجل تزايد حالات الطلاق والانفصال في الولاية وذلك بسبب إدمان الأزواج على الانترت وانصرافهم عن زوجاتهم حتى وصلت حالات الطلاق بسبب الانترنت إلى 65% من أسباب الطلاقات في الولاية .
لا شك أن العدد مزعج بالتأكيد ويشير لنا بمرض وآفة وأحاول بموضوعي هذا أن أسلّط الضوء على أولئك النسوة المعلقات بطريقة تعليقة غريبة يعانين المرارة بحياتهن الأسرية مع نوع من هكذا أزواج لم يستطيعوا الموازنة بين هواياتهم وبين أعمالهم وبين أدوارهم الاجتماعية وواجباتهم ووسط ضعف وازع ديني ربما تكون النهايات الطرفية لأوضاعهم طبيعية ومتكررة بالحياة غير المستقرة والانفصال والطلاق وربما مشكلات أكثر من ذلك فهل نعي ؟!
نشرت في جريدة الحياة
المرأة المعلقة هي المرأة التي علقها زوجها بحيث أنها أصبحت مهملة من قبله ربما تعيش معه وربما تعيش مع أهلها ربما هو لا يزال حكما معها في رباط مقدّس موثّق ، لكن لا توجد أي علاقات اجتماعية تواصلية لا حميمية ولا عادية ، فلا هو الذي طلّقها وفارقها وتركها تجد سبيلها وطريقها وفرصتها ولا هو الذي أكرمها وعاشرها بالمعروف ولم يوف بعهد الله وشرعته ( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) بل تظل هكذا تنازع وفي الانتظار وتحت المماطلة الممتدة وتحتاج لمرافعات ممتدة حتى تحصل على طلاق مر ربما هي لا تسعى له ، تقول دائما لا ندري ربما غدا تفرج ويأتي الغد والذي بعده والانتظار التعليقي يبقى قائما .
هؤلاء المعلقات المتعارف اصطلاحا على وصفهن بذلك ، لكن التقنيات والعولمة جدت لنا بمعلقات جدد يعشن في مجتمعاتنا يكنّ في مصيبة التعليق والانتظار واقعا فيما هم يبدون أمام الناس في أحسن زيجة رفاهية .
حيث يقع رجالهم في شبه إدمان للجلوس أمام شاشة الانترنت لساعات طويلة صامتين لا يتحدثون لنسائهم وإذا أجابوا على كلماتهم وأحاديثهم يكون ذلك بكلمات مقتضبة وكلمات موجزة لا تزيد على عبارات نعم ، أو لا ، أو لا أدري أو ماشبهها من الكلمات التي تقتل تلك المسكينة القابعة ساعات وساعات في انتظار دخول الزوج عليها وإذا به ينصرف كليا أمام شاشة الانترنت ! وأسوأ من ذلك لو حامت الشكوك حول سلوك الزوج خلف الشاشة وسبب سهره الممتد لساعات طويلة ربما تمتد إلى ساعات الصباح الأولى وهو مغلق على نفسه في غرفة خاصة يرفض أن يصل أحد إليها ، وعلى جهازه حماية من الدخول على النظام بكلمات سرية لا تعلم المسكينة ما الذي يسرق هذا الزوج وما الذي يشده نحو الشاشة ؟ ما الذي يخفيه عنها ؟ من سرق منها زوجها ؟ ماذا تفعل مع هذه المصيبة التي لا تدري إلى أين ستصل بزوجها ولا تدري كيف ستواصل حياتها التعلّقية مع هذا الزوج المدمن المنصرف عنها وعن أولاده بالانصراف التام والكامل نحو الشاشة .
في مجلة معا الصادرة عن الجمعية الخيرية بجدة شبه تناول جيد للمشكلة حيث أجرت عددا من الحوارات مع زوجات يرتوين من المر والعلقم من جراء هذه الحياة الانفصالية الغريبة من تعلق أزوجاهن مع الشبكة العنكبوتية ، خاصة في ظل سماعها لمشكلات كبيرة من خيانات زوجية مثل الحديث العابر مع نساء أخريات إلى تبادل صور وأحاديث حية صارت توفرها الشبكة العنكبوتية بسرعاتها العالية المتوفرة حاليا ، والتقنيات البرمجية المتقدمة مثل برامج الفيس بوك الذي جاءت إحصائية مستخدميه من السعودية إلى ما يتجاوز المئتين ألف مستخدم نسبة كبيرة منهم تظهر على الشبكة بأسمائها وصورها الحقيقية بل وتوجد عليه أيضا الكثير من الفتيات السعوديات اللاتي كسرن طوق الرقابة العائلية وأغلقن غرفهن عليهن وظهرن على الشبكة العنكبوتية وقد هتكن الستر ، البيوت الافتراضية على الشبكة العنكبوتية هي بيوت غريبة ومخادع آثمة تتسرب لتلك الغرف الكثير من الفتيات الغرّات المميلات يدلفن للشبكة فيعبثن تسلية ويخربن كثيرا من البيوت ويجد ذلك الزوج المسكين سلوته وأنسه معهن وتكون له صديقة تفهمه وتعرف هواياته وتتشارك معه في الهموم والاتجاهات فيبتعد شيئا فشيئا عن الزوجة وينصرف إلى تلك المرأة الالكترونية .
شخص فاضل ممن أدمن الدخول على الشبكة تعرف إلى واحدة من خلال الانترنت ، صحيح أنها ليست سيئة لكن تولدت علاقة وتعارف وصلة وتقارب حاد وحب لم يجد له علاجا إلا الارتباط بها وتم لها ذلك بالفعل ، قد تكون النهاية لتلك العلاقة علاقة زيجة شرعية لكن المقدمات التي سبقت ذلك الزواج والضرر من الضرة الحاصل على الزوجة الأولى والانصراف المتوقع للزوجة الجديدة بالتأكيد كانت سببه التعلق والإدمان على الانترنت .
لا أفترض أن كل علاقة ستكون سلمية وسليمة لكن هناك كثيرا من التصرفات الرعناء على الشبكة .
ولعل محكمة الأحوال الشخصية في مصر سجلت أول حالة خلع لزوجة عانت الأمرين من إدمان ذلك الزوج بدخوله الذي يصل لساعات طويلة أمام الشبكة العنكبوتية لدرجة أنها دخلت في سلك معلقات الانترنت بحكم أن زوجها يجلس أمام الشاشة بشكل إدماني يصل على ما يزيد عن أربعة عشر ساعة يوميا لدرجة أنها فضلت أن تدفع كل مستلزمات الزواج من مهر وغيره لذلك الزوج المدمن على أن تخلص نفسها من ذلك الجحيم الذي لا يطاق على حد وصفها
الظاهرة فيما يبدو أنها ليست إقليمية أو محلية هي للعالمية أقرب بدليل أن محكمة شيكاغو في أمريكا تسجل تزايد حالات الطلاق والانفصال في الولاية وذلك بسبب إدمان الأزواج على الانترت وانصرافهم عن زوجاتهم حتى وصلت حالات الطلاق بسبب الانترنت إلى 65% من أسباب الطلاقات في الولاية .
لا شك أن العدد مزعج بالتأكيد ويشير لنا بمرض وآفة وأحاول بموضوعي هذا أن أسلّط الضوء على أولئك النسوة المعلقات بطريقة تعليقة غريبة يعانين المرارة بحياتهن الأسرية مع نوع من هكذا أزواج لم يستطيعوا الموازنة بين هواياتهم وبين أعمالهم وبين أدوارهم الاجتماعية وواجباتهم ووسط ضعف وازع ديني ربما تكون النهايات الطرفية لأوضاعهم طبيعية ومتكررة بالحياة غير المستقرة والانفصال والطلاق وربما مشكلات أكثر من ذلك فهل نعي ؟!
الثلاثاء، مايو 13، 2008
حملة المسعى
حملة المسعى
نشرت في جريدة الأخبار
مشكلة تعوّد المدرسة الدينية في السعودية هي سنوات الرأي الواحد في المسائل الفقهية والإفتاء ، وربما كانت ثقافة المجتمع السعودي أيضا تبنى على الترويج الفقهي لاسم أو اسمين لعلماء كبار ، وكأنهم يقولون كل لا يؤخذ من كلامه بل وكلامه مردود عليه إلا ما قال به فلان أو فلان من العلماء الكبار ، ذلك الوضع الاحتكاري في الرأي الديني والفتوى هو عرض لمشكلات حدية عانى منها المجتمع وعانت منها الثقافة وأساليب التفكير والطرح .
العلماء أنفسهم وطلبة العلم جزء لا يتجزأ من المشكلة حيث إنهم روّجوا لهذه الفكرة وكرّسوها بتواضعهم و تملّقهم المستمر بالترويج لذات الأسماء والثناء المستمر عليها و الاكتفاء بنقل كلامها وفتاواها وأحكامها ، أكثر من ذلك أن الممارسة هذه تقع على المنابر وفي المؤلفات الصغيرة ، وفي الأشرطة السمعية ، وأوراق العمل في المؤتمرات والملتقيات والندوات واللقاءات الإذاعية ، بل امتد عند الكثير منهم التسويق المركّز حتى في قاعات الجامعة والدراسات الأكاديمية بحيث يكتفى عن الآراء والنقولات والمذاهب والأحاديث والاستنباطات بطرح الآراء المقدّسة والاكتفاء بها وعند البعض يقوم بطرح الآراء من القديم والحديث ثم يختم بآراء المدرسة الفقهية السعودية وكأنها القول الفصل .. القول الترجيحي ... القول النهائي الذي يختم به وهو الحق الأوحد الذي يسلّم له العقل والنقل والفطرة والطمأنينة الكاملة حسب ما يعبر عن ذلك بقولهم الرأي الذي تطمئن له النفس .
وعزز من وجود مثل هذه الممارسات استعجال المستمعين والمتلقين وتجاوزهم الطرح العلمي للمسائل الفقهية بل يطلبون من المتحدث اختصارا للوقت أن يلغي تلك الفقرة ويتوصل مباشرة لما هو المعتاد أن يختم به بذكر النقولات الحدّية بذكر أقوال الشيخين في المسألة .
ربما كان للإعلام والمؤسسات الربحية وربما المؤسسات الرسمية أدوار شبيهة لهذا الدور في تكريس هذا المفهوم من حيث التركيز والهالة وتسليط الأضواء على أخبارهم ومناشطهم وإغفال غيرهم ، والمؤسسات الربحية بطباعة إنتاجهم وتسويقه وتجاهل غيرهم من العلماء على المستويين المحلي ( السعودي ) والعالمي من هيئات ومذاهب وعقائد كلها تنتمي للمذاهب الأربعة وكلها عقديا لأهل السنة والجماعة وتسجيل حالة وجبة ما بعد الإشباع والتشبع والتحلية بهم وإقصاء شبه كامل للرأي الفقهي الآخر ، ولعل من المشاهد أن فاعلي الخير أيضا تحت هذا الضغط المتمركز هم أيضا وجّهوا أعمالهم الخيرية نحو تلك الشخصيات وحدهم بالنشر والطباعة والوقوفات الخيرية على الإنتاج العلمي لشخصيات معينة محدودة جدا كرّست تلك المشكلة التي لم نكن نشعر بها أو نتجاهلها ونتعايش معها ركوبا مع الموجة وخوفا من الإقصاء الكريه الممارس داخل منظومة المجتمع .
حقيقة لم تكن الحدية تمارس بطريقة أديبة ومؤدبة بل كثيرا ما تفتقد اللباقة والذوق مع العلماء وأهل العلم الراسخين في العلم الذين شهدت لهم الأمة بعلو كعبهم في ذلك بل يقلل منهم ومن أمانتهم وأنهم يأتون بفتاوى عجيبة وأنهم يفتون تحت ضغط من جمهورهم أو معايشتهم أو حتى أنظمتهم الحاكمة هناك ، ويعطون في ذات الوقت العصمة الكاملة التي لا يعطاها بشر ، بل حتى المعنيين يتبرؤون منها .
تلك المشكلة التي تسببنا فيها الآن بدأنا نعاني منها ومن آثارها ومن قيودها على المجتمع واتجاهاته العصرية ، ومواكبة المستجدات ، بحيث بدأنا نعاني من الطوق والقيد الذي صنعناه بأنفسنا وأخذ يضغط على حلوقنا ويكتم أنفاسنا ونتململ منه ويقيدنا نحو الأرض ويجعلنا نتعثر في سيرنا وانطلاقتنا نحو الغد المشرق لمشاريع الوطن وخدماته ، بلد كالسعودية يشكل زاوية مهمة في كل شؤون الحياة السياسية والاقتصادية والدينية في بلاد العالم لا يصح أبدا أن يكون مقيدا فكريا تحت إمكانات وطاقات محلية فقط ، يجب أن نستفيد من كل مقدرات العالم وليس مقدراتنا فقط خاصة ونحن لسنا بمعزل عن العالم ولا نعيش لأنفسنا فقط بل هكذا قدرنا بأن نكون عالميين وقدرنا بأن نكون في بؤرة الحدث والعالم كل العالم يتأثر بكل أيدلوجياتنا ، فمن الطبعي أن نعيش سادة ونتقدم بقوّة ونعيش بانفتاحية ولا نغلق الأبواب ونوصدها .
ما حدث مؤخرا من الانتقاد الداخلي المحدود لمشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في توسعة المسعى ، بالتأكيد لم ينطلق الملك فيه ويمضي إلا بعد تفكير عميق واستماع للأفكار والآراء كما هي عادته ، لكن أن يكون هناك استنكار وشجب لهذا المشروع الحيوي والمهم بل ودعوة قوية للتراجع وأكثر من ذلك : محاولة لثني الناس عن أداء شعيرتي العمرة والحج وأنها باطلة في حال أدّيت في المسعى الجديد ... لا شك أن هذا هو عرض للمشكلة السابقة ، ولذلك يلاحظ المراقب أنّ الحملة المضادة التعريفية التي انطلقت مؤخرا في كل القنوات الإعلامية الرسمية مثل الصحف المحلية وبصفحات كاملة بالآراء الفقهية على المستويين المحلي والعالمي لجأت لنشر الآراء الفقهية بعالميتها الواسعة ولم تقتصر على نقل آراء العلماء السعوديين فقط .
أحصيت من نقل عنهم من المفتين والعلماء والدعاة ومشايخ الفتوى من أصحاب الهيئات العلمية الأكاديمية من حملة شهادة الدكتوراة وما أعلى منها من الألقاب العلمية الذين لجأت الحملة للنقل عنهم ونقل حديثهم وتعليقاتهم على الموضوع والمؤيدة لمشروع التوسعة وتقول بصحة المسعى وتدعو لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وتدعو للسعودية ككل بالتوفيق والخير على خدمتها للمسلمين والتوسعة عليهم ... أقول أحصيت أكثر من 40 داعية وعالم ورؤساءمجالس علمية ومنظمات وهيئات من غير السعوديين ، فمن درس موضوع المسعى ..دعونا نعيش العالمية في الفتوى واحترام الآراء الفقهية الأخرى وعلماء الدول الأخرى وتكريس تلك الثقافة في المجتمع
نشرت في جريدة الأخبار
مشكلة تعوّد المدرسة الدينية في السعودية هي سنوات الرأي الواحد في المسائل الفقهية والإفتاء ، وربما كانت ثقافة المجتمع السعودي أيضا تبنى على الترويج الفقهي لاسم أو اسمين لعلماء كبار ، وكأنهم يقولون كل لا يؤخذ من كلامه بل وكلامه مردود عليه إلا ما قال به فلان أو فلان من العلماء الكبار ، ذلك الوضع الاحتكاري في الرأي الديني والفتوى هو عرض لمشكلات حدية عانى منها المجتمع وعانت منها الثقافة وأساليب التفكير والطرح .
العلماء أنفسهم وطلبة العلم جزء لا يتجزأ من المشكلة حيث إنهم روّجوا لهذه الفكرة وكرّسوها بتواضعهم و تملّقهم المستمر بالترويج لذات الأسماء والثناء المستمر عليها و الاكتفاء بنقل كلامها وفتاواها وأحكامها ، أكثر من ذلك أن الممارسة هذه تقع على المنابر وفي المؤلفات الصغيرة ، وفي الأشرطة السمعية ، وأوراق العمل في المؤتمرات والملتقيات والندوات واللقاءات الإذاعية ، بل امتد عند الكثير منهم التسويق المركّز حتى في قاعات الجامعة والدراسات الأكاديمية بحيث يكتفى عن الآراء والنقولات والمذاهب والأحاديث والاستنباطات بطرح الآراء المقدّسة والاكتفاء بها وعند البعض يقوم بطرح الآراء من القديم والحديث ثم يختم بآراء المدرسة الفقهية السعودية وكأنها القول الفصل .. القول الترجيحي ... القول النهائي الذي يختم به وهو الحق الأوحد الذي يسلّم له العقل والنقل والفطرة والطمأنينة الكاملة حسب ما يعبر عن ذلك بقولهم الرأي الذي تطمئن له النفس .
وعزز من وجود مثل هذه الممارسات استعجال المستمعين والمتلقين وتجاوزهم الطرح العلمي للمسائل الفقهية بل يطلبون من المتحدث اختصارا للوقت أن يلغي تلك الفقرة ويتوصل مباشرة لما هو المعتاد أن يختم به بذكر النقولات الحدّية بذكر أقوال الشيخين في المسألة .
ربما كان للإعلام والمؤسسات الربحية وربما المؤسسات الرسمية أدوار شبيهة لهذا الدور في تكريس هذا المفهوم من حيث التركيز والهالة وتسليط الأضواء على أخبارهم ومناشطهم وإغفال غيرهم ، والمؤسسات الربحية بطباعة إنتاجهم وتسويقه وتجاهل غيرهم من العلماء على المستويين المحلي ( السعودي ) والعالمي من هيئات ومذاهب وعقائد كلها تنتمي للمذاهب الأربعة وكلها عقديا لأهل السنة والجماعة وتسجيل حالة وجبة ما بعد الإشباع والتشبع والتحلية بهم وإقصاء شبه كامل للرأي الفقهي الآخر ، ولعل من المشاهد أن فاعلي الخير أيضا تحت هذا الضغط المتمركز هم أيضا وجّهوا أعمالهم الخيرية نحو تلك الشخصيات وحدهم بالنشر والطباعة والوقوفات الخيرية على الإنتاج العلمي لشخصيات معينة محدودة جدا كرّست تلك المشكلة التي لم نكن نشعر بها أو نتجاهلها ونتعايش معها ركوبا مع الموجة وخوفا من الإقصاء الكريه الممارس داخل منظومة المجتمع .
حقيقة لم تكن الحدية تمارس بطريقة أديبة ومؤدبة بل كثيرا ما تفتقد اللباقة والذوق مع العلماء وأهل العلم الراسخين في العلم الذين شهدت لهم الأمة بعلو كعبهم في ذلك بل يقلل منهم ومن أمانتهم وأنهم يأتون بفتاوى عجيبة وأنهم يفتون تحت ضغط من جمهورهم أو معايشتهم أو حتى أنظمتهم الحاكمة هناك ، ويعطون في ذات الوقت العصمة الكاملة التي لا يعطاها بشر ، بل حتى المعنيين يتبرؤون منها .
تلك المشكلة التي تسببنا فيها الآن بدأنا نعاني منها ومن آثارها ومن قيودها على المجتمع واتجاهاته العصرية ، ومواكبة المستجدات ، بحيث بدأنا نعاني من الطوق والقيد الذي صنعناه بأنفسنا وأخذ يضغط على حلوقنا ويكتم أنفاسنا ونتململ منه ويقيدنا نحو الأرض ويجعلنا نتعثر في سيرنا وانطلاقتنا نحو الغد المشرق لمشاريع الوطن وخدماته ، بلد كالسعودية يشكل زاوية مهمة في كل شؤون الحياة السياسية والاقتصادية والدينية في بلاد العالم لا يصح أبدا أن يكون مقيدا فكريا تحت إمكانات وطاقات محلية فقط ، يجب أن نستفيد من كل مقدرات العالم وليس مقدراتنا فقط خاصة ونحن لسنا بمعزل عن العالم ولا نعيش لأنفسنا فقط بل هكذا قدرنا بأن نكون عالميين وقدرنا بأن نكون في بؤرة الحدث والعالم كل العالم يتأثر بكل أيدلوجياتنا ، فمن الطبعي أن نعيش سادة ونتقدم بقوّة ونعيش بانفتاحية ولا نغلق الأبواب ونوصدها .
ما حدث مؤخرا من الانتقاد الداخلي المحدود لمشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في توسعة المسعى ، بالتأكيد لم ينطلق الملك فيه ويمضي إلا بعد تفكير عميق واستماع للأفكار والآراء كما هي عادته ، لكن أن يكون هناك استنكار وشجب لهذا المشروع الحيوي والمهم بل ودعوة قوية للتراجع وأكثر من ذلك : محاولة لثني الناس عن أداء شعيرتي العمرة والحج وأنها باطلة في حال أدّيت في المسعى الجديد ... لا شك أن هذا هو عرض للمشكلة السابقة ، ولذلك يلاحظ المراقب أنّ الحملة المضادة التعريفية التي انطلقت مؤخرا في كل القنوات الإعلامية الرسمية مثل الصحف المحلية وبصفحات كاملة بالآراء الفقهية على المستويين المحلي والعالمي لجأت لنشر الآراء الفقهية بعالميتها الواسعة ولم تقتصر على نقل آراء العلماء السعوديين فقط .
أحصيت من نقل عنهم من المفتين والعلماء والدعاة ومشايخ الفتوى من أصحاب الهيئات العلمية الأكاديمية من حملة شهادة الدكتوراة وما أعلى منها من الألقاب العلمية الذين لجأت الحملة للنقل عنهم ونقل حديثهم وتعليقاتهم على الموضوع والمؤيدة لمشروع التوسعة وتقول بصحة المسعى وتدعو لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وتدعو للسعودية ككل بالتوفيق والخير على خدمتها للمسلمين والتوسعة عليهم ... أقول أحصيت أكثر من 40 داعية وعالم ورؤساءمجالس علمية ومنظمات وهيئات من غير السعوديين ، فمن درس موضوع المسعى ..دعونا نعيش العالمية في الفتوى واحترام الآراء الفقهية الأخرى وعلماء الدول الأخرى وتكريس تلك الثقافة في المجتمع
السبت، مايو 10، 2008
تبريد الفتيات !!
«تبريد» الفتيات...!
جريدة الحياة - 10/05/08//
وسائل الاتصال الحديثة من «انترنت» و«جوال» وخدمات مقبلة لا نعلمها حالياً وإن كانت تلوح لنا في الأفق القريب، وكلها وسائل اتصال تساعد على إنجاز الأعمال وتسهيل التواصل بين البشر، لكن لاحظت منذ مدّة مشاهد لظاهرة جديدة من أفعال المراهقين والأحداث في تزيين سياراتهم، فكلنا يعلم ما يسميه الشباب بالمغامرات الصبيانية، والصيد، والمعاكسات في الأسواق وما يدعى «الترقيم»، وهو أن يعمد شاب إلى فتاة بالحديث الهامس أو العلني أو التظاهر بتملية رقمه لصاحبه ثم هو يقوله ببطء حتى تلتقط الفتاة المعنية رقمه، أو أن يعمد لرمي رقمه في ورقة نحوها، أو يقوم بكل جرأة بسحب حقيبتها اليدوية ويضع الرقم فيها أو في الأكياس التي تحملها وذلك «عيني عينك»، ويا ويل من تدخل بين البصلة وقشرتها، فلا تكفيه رائحة البصلة النافذة، بل ينال نصيبه من الضرب والركل، وتلك ضريبة أو نتائج غيرته وحميته على محارم الله!
وتحضرني قصة غريبة لسيدة متزوجة ذهبت لأحد المجمعات التجارية، ويبدو أنها من هاويات المعاكسات قبل الزواج، فافترقت في المجمع عن زوجها على أن يلتقيا في ما بعد، والوسيلة المعروفة للاتصال لتحديد المكان هي الجوال، لكن يبدو أن الزوج كان على علم سابق بإقدامها على تصرف لا يليق بسيدة متزوجة، فراقبها من بعيد وإذا بشاب من تلك النوعية المأفونة يلاحقها وهي تتمنع أو تبدي التمنع، ثم رمى لها برقم هاتفه فأخذته خلسة ودسته في حقيبتها... وهنا استشاط الزوج غضباً من استجابة «الخائنة» فتوجه إليها سريعاً ليطلب منها أن تعطيه الرقم الذي وضعته في الحقيبة فأنكرت، فشد عليها في ذلك وطالبها بالحقيبة خاصتها وهي ترفض، فجذبها إليه وأخذ الحقيبة منها وهي تبكي وتصرخ ويفتش الحقيبة بسرعة ويجد الورقة التي دفع بها الشاب نحوها، فثارت ثورة الزوج، ولم يعد لها من عذر فتوجه لجهاز النداء الخاص بالمجمع لينادي فيه إنني فلان بن فلان قد طلقت ثلاثاً فلانة بنت فلانة... إلخ!
الشبان لا يتوقفون عن ابتكار أساليب شيطانية لتوصيل أرقام هواتفهم للفتيات، بسبب ولوع بعض الفتيات بمنظر السيارة وموديلها واسمها التجاري، فتجد مجموعة تكتفي باللف والدوران بالسيارة وتكتفي بكتابة الرقم كاملاً على زجاج السيارة الخلفي، ولأجل ذر الرماد في العيون يضعون الرقم في ملصق ويكتب فيه السيارة للبيع والرسالة واضحة، وهو يعرف وهي تعرف والناس - أيضاً - يعرفون قصص وأهداف هذه الأرقام!
والحمد لله رجال الشرطة والهيئات بالمرصاد لأمثال هؤلاء الشبان، إذ ينتبهون لمثل هذا الإعلان المنحرف ويتابعون كل سائق يتصرف بهذه الطريقة فيأخذون عليه التعهد بعدم التكرار.
كم يعجبني انتباه حراس الفضيلة، فهم صمام أمان المجتمع، لا أتخيل -صراحة - الأسواق إذ يؤدون دورهم في حماية الفضيلة بدلاً من هذا السعار الصبياني المنفلت أخلاقياً، والذي لم يعد تردعه العقوبات والتعهدات، لأن هؤلاء يتفننون في ابتكار الوسائل الشيطانية البديلة، ومنها - كوسيلة اتصال بديلة - وضع البريد الالكتروني في المكان نفسه وللغرض السيئ نفسه، وتلتقطه الفتاة التي تريد التسلية وتقع في تسلية مع ذئب مراوغ لا يكل ولا يمل من استخدام شتى الحيل والألاعيب للنيل من فريسته، فلا يقف الموضوع عند حد رسالة ورد، بل يمتد إلى دردشة باستخدام برامج الدردشة والمراسلة الفورية وكل ما يتصور وما لا يتصور أن يقع في غيبة الوالدين وفي حضور أخبث رفيق وهو الشيطان!
نستطيع أن نسمي هذا الأسلوب «الثعلباني الماكر» بـ «تبريد الفتيات»، إذ تظن المسكينة أن الموضوع ليس فيه هاتف ينكشف، وليس فيه صوت يسمع ولا وجه يرى، كل ما في الموضوع مجرد تسلية، وتمضية وقت ومغامرة ولعبة يمكن السيطرة عليها، ما تلبث أن يواصل معها بكل كلمة معسولة لأن تعطف عليه بأن يستمع لها عبر البرامج نفسها ثم ما يلبث أن يطلب صورة ثم طلب فتح الكاميرا ثم يطلب الرقم الهاتفي والعنوان والاسم الصريح والموعد ويقع التهديد ثم الاستعباد لها حتى ما بعد الزواج، ولخوفها المسكينة من الفضيحة والعار تستمر في مسلسل الامتهان حتى ساعة الفرج المر بعلم الأهل أو جرأتها للشكوى منه!
اسألوا الهيئات عن قصص التهديد بالصور والتسجيلات التي يشاركون في القبض على المجرمين من الشباب فيها، ولعل حادثة بلوتوث فتاة حائل التي تناقلت عبر أجهزة الجوال ومواقع «الانترنت» وتظهر فيها فتاة يجبرها فتى في سيارة وفي مكان منعزل على أفعال وألفاظ مشينة ويصورها بكاميرا الجوال لينتشر ذلك المقطع لما أراد الله فضيحته بعد أن سرق جواله منه، والغريب أن الفتى شاب متفوق دراسياً لا يتوقع منه صدور مثل هكذا تصرف. إذن لنحاول التنبه لظاهرة» تبريد الفتيات» والحد منها ومنعها، كما تم منع وضع الأرقام على زجاج السيارات.
جريدة الحياة - 10/05/08//
وسائل الاتصال الحديثة من «انترنت» و«جوال» وخدمات مقبلة لا نعلمها حالياً وإن كانت تلوح لنا في الأفق القريب، وكلها وسائل اتصال تساعد على إنجاز الأعمال وتسهيل التواصل بين البشر، لكن لاحظت منذ مدّة مشاهد لظاهرة جديدة من أفعال المراهقين والأحداث في تزيين سياراتهم، فكلنا يعلم ما يسميه الشباب بالمغامرات الصبيانية، والصيد، والمعاكسات في الأسواق وما يدعى «الترقيم»، وهو أن يعمد شاب إلى فتاة بالحديث الهامس أو العلني أو التظاهر بتملية رقمه لصاحبه ثم هو يقوله ببطء حتى تلتقط الفتاة المعنية رقمه، أو أن يعمد لرمي رقمه في ورقة نحوها، أو يقوم بكل جرأة بسحب حقيبتها اليدوية ويضع الرقم فيها أو في الأكياس التي تحملها وذلك «عيني عينك»، ويا ويل من تدخل بين البصلة وقشرتها، فلا تكفيه رائحة البصلة النافذة، بل ينال نصيبه من الضرب والركل، وتلك ضريبة أو نتائج غيرته وحميته على محارم الله!
وتحضرني قصة غريبة لسيدة متزوجة ذهبت لأحد المجمعات التجارية، ويبدو أنها من هاويات المعاكسات قبل الزواج، فافترقت في المجمع عن زوجها على أن يلتقيا في ما بعد، والوسيلة المعروفة للاتصال لتحديد المكان هي الجوال، لكن يبدو أن الزوج كان على علم سابق بإقدامها على تصرف لا يليق بسيدة متزوجة، فراقبها من بعيد وإذا بشاب من تلك النوعية المأفونة يلاحقها وهي تتمنع أو تبدي التمنع، ثم رمى لها برقم هاتفه فأخذته خلسة ودسته في حقيبتها... وهنا استشاط الزوج غضباً من استجابة «الخائنة» فتوجه إليها سريعاً ليطلب منها أن تعطيه الرقم الذي وضعته في الحقيبة فأنكرت، فشد عليها في ذلك وطالبها بالحقيبة خاصتها وهي ترفض، فجذبها إليه وأخذ الحقيبة منها وهي تبكي وتصرخ ويفتش الحقيبة بسرعة ويجد الورقة التي دفع بها الشاب نحوها، فثارت ثورة الزوج، ولم يعد لها من عذر فتوجه لجهاز النداء الخاص بالمجمع لينادي فيه إنني فلان بن فلان قد طلقت ثلاثاً فلانة بنت فلانة... إلخ!
الشبان لا يتوقفون عن ابتكار أساليب شيطانية لتوصيل أرقام هواتفهم للفتيات، بسبب ولوع بعض الفتيات بمنظر السيارة وموديلها واسمها التجاري، فتجد مجموعة تكتفي باللف والدوران بالسيارة وتكتفي بكتابة الرقم كاملاً على زجاج السيارة الخلفي، ولأجل ذر الرماد في العيون يضعون الرقم في ملصق ويكتب فيه السيارة للبيع والرسالة واضحة، وهو يعرف وهي تعرف والناس - أيضاً - يعرفون قصص وأهداف هذه الأرقام!
والحمد لله رجال الشرطة والهيئات بالمرصاد لأمثال هؤلاء الشبان، إذ ينتبهون لمثل هذا الإعلان المنحرف ويتابعون كل سائق يتصرف بهذه الطريقة فيأخذون عليه التعهد بعدم التكرار.
كم يعجبني انتباه حراس الفضيلة، فهم صمام أمان المجتمع، لا أتخيل -صراحة - الأسواق إذ يؤدون دورهم في حماية الفضيلة بدلاً من هذا السعار الصبياني المنفلت أخلاقياً، والذي لم يعد تردعه العقوبات والتعهدات، لأن هؤلاء يتفننون في ابتكار الوسائل الشيطانية البديلة، ومنها - كوسيلة اتصال بديلة - وضع البريد الالكتروني في المكان نفسه وللغرض السيئ نفسه، وتلتقطه الفتاة التي تريد التسلية وتقع في تسلية مع ذئب مراوغ لا يكل ولا يمل من استخدام شتى الحيل والألاعيب للنيل من فريسته، فلا يقف الموضوع عند حد رسالة ورد، بل يمتد إلى دردشة باستخدام برامج الدردشة والمراسلة الفورية وكل ما يتصور وما لا يتصور أن يقع في غيبة الوالدين وفي حضور أخبث رفيق وهو الشيطان!
نستطيع أن نسمي هذا الأسلوب «الثعلباني الماكر» بـ «تبريد الفتيات»، إذ تظن المسكينة أن الموضوع ليس فيه هاتف ينكشف، وليس فيه صوت يسمع ولا وجه يرى، كل ما في الموضوع مجرد تسلية، وتمضية وقت ومغامرة ولعبة يمكن السيطرة عليها، ما تلبث أن يواصل معها بكل كلمة معسولة لأن تعطف عليه بأن يستمع لها عبر البرامج نفسها ثم ما يلبث أن يطلب صورة ثم طلب فتح الكاميرا ثم يطلب الرقم الهاتفي والعنوان والاسم الصريح والموعد ويقع التهديد ثم الاستعباد لها حتى ما بعد الزواج، ولخوفها المسكينة من الفضيحة والعار تستمر في مسلسل الامتهان حتى ساعة الفرج المر بعلم الأهل أو جرأتها للشكوى منه!
اسألوا الهيئات عن قصص التهديد بالصور والتسجيلات التي يشاركون في القبض على المجرمين من الشباب فيها، ولعل حادثة بلوتوث فتاة حائل التي تناقلت عبر أجهزة الجوال ومواقع «الانترنت» وتظهر فيها فتاة يجبرها فتى في سيارة وفي مكان منعزل على أفعال وألفاظ مشينة ويصورها بكاميرا الجوال لينتشر ذلك المقطع لما أراد الله فضيحته بعد أن سرق جواله منه، والغريب أن الفتى شاب متفوق دراسياً لا يتوقع منه صدور مثل هكذا تصرف. إذن لنحاول التنبه لظاهرة» تبريد الفتيات» والحد منها ومنعها، كما تم منع وضع الأرقام على زجاج السيارات.
الجمعة، مايو 02، 2008
سلطان الخير في قطر
سلطان الخير في قطر
خاص بالمدونة فقط
لا ألوم الأخوة والأشقاء القطريين على فرحتهم الكبيرة بزيارة سلطان الخير ( صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام )حفظه الله تعالى بناء على دعوة رسمية من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي كان على رأس مستقبليه في بلد الجوار والأخوة والصداقة قطر ،لا أريد أن أتطرق إلى فترة قصيرة من التاريخ ربما كدرت صفو العلاقة بين البلدين الهامين جدا في الخليج وعلى مسرح الدول العربية بل والعالمية قطر والسعودية ، لكن هذه الزيارة الرسمية من سمو ولي العهد في هذا التوقيت تأتي لتقطع كل السبل الشيطانية والجهود السوداوية لتكدير صفو تلك العلاقة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، وبحمد الله تكون هذه الزيارة عنوانا كبيرا للعلاقات الطيبة التي تربط البلدين وشعبيهما ، بالنسبة لنا كمواطنين من السعودية ومن الشرقية على وجه الخصوص وبصفة أكثر خصوصية من الأحساء نفرح بهذه الزيارة أكثر وأكثر نظرا للعلاقات والوشائج والترابط الكبير جدا بين الشعبين ففي الطرقات والشوراع وأمام البيوت والمزارات وكل وجهة ترفيه وأسواق كبيرة وصغيرة قديمة وحديثة تجد السيارات القطرية جنبا إلى جنب مع السيارات السعودية تجوب الشوارع والطرقات ما لا تستطيع أن تخطئه العين من جموع المواطنين القطرين الذين يقصدون الأحساء ليس في نهايات الأسبوع والعطل الصيفية وإنما على سائر أيام السنة فكل ما من شأنه أن يزيد هذا الترابط الأخوي السياسي ليفرح الشعبين وبالذات في تلك المنطقتين للتقارب العالي بينهما .
زيارة سموه حفظه الله تعالى وجدول الأعمال الذي أعد بعناية من بداية الاستقبال الرائع الذي يليق بمقدم شخصية قيادية عالمية بمستوى الأمير سلطان ومثل ما عبر بعض من شاهد تلك الاستعدادات بأنه أشبه ما يكون بمناسبة وطنية مناسبة فرحة كبيرة مناسبة لا يمكن وصفها شيء عظيم وغير مستغرب من أشقائنا القطريين طيبتهم وأخلاقهم وسيفعلون هذا بالتأكيد لأن الزائر هذه المرة هو الأمير سلطان بن عبدالعزيز .
تحدث سموه في كلمته حول الزيارة وعبر عن العلاقة التاريخية بين البلدين والأخوة والصداقة والمصير المشترك ونقل تحيات خادم الحرمين الشريفين لحكومة قطر وشعبه الكريم .
جدول زيارته الذي امتد لثلاثة أيام حافلة بالنقاشات والاجتماعات في قمة مصغرة لبحث مستجدات الساحة الخليجية خاصة أحداث فلسطين والعراق وغيرها من الأحداث المستجدة مؤخرا وبحث فيها سبل تعزيز المصالح الاقتصادية بين البلدين ولعلي أشير إشارة يفهما القارئ من حضور ستة من أبناء وبنات سمو أمير قطر الشيخ حمد لتلك القمة في رسالة واضحة تبين العلاقة الودية والاجتماعية والشعبية وأنها علاقة خاصة تختلف عن غيرها على الوسطين الإقليمي والعالمي
كل ذلك لم يشغل سموه عن إضفاء لمسة خاصة لهذه الزيارة حيث قدم على زيارة مجلس لإحدى قبائل القطريين الذين احتفوا به جدا وكانت ابتسامة السعادة والفرحة لا تفارق محياهم وعبروا عن ذلك بأروع وأعذب القصائد الترحيبية بمقدم سموه لزيارة قطر وقبيلة النعيم ليست إلا مثالا ونموذجا من قبائل قطر العريقة أراد سموه أن تكون تلك الزيارة أخوية بتلبية تلك الدعوة وحضور تلك المجالس ، وتحدث للجميع بابتسامته المعهودة الصغير والكبير والشباب والكهول في شكل من أشكال التعامل الراقي الإنساني الذي عرف به سموه .
وأنقل هنا شاهدا ومثالا تعبيريا صادقا بليغا من الدكتور نجيب النعيمي- وزير العدل القطري السابق- حيث قال كما نقلت بعض الصحف المحلية على لسانه : إن تلبية الأمير سلطان بن عبد العزيز لدعوة قبيلة النعيم «تشريف لقبائل قطر جميعا»، ويقول أيضا : إن حضور ولي العهد السعودي بالرغم من ازدحام برنامجه الرسمي، هو رد التحية للشعب القطري بأحسن منها، وأكد على أن زيارة الأمير سلطان تعد زيارة تاريخية ولا تنسى في تاريخ القبيلة.
الأوساط الخليجية وعلى مستوى قمة الهرم عبروا عن سعادتهم بهذه الزيارة واستبشروا خيرا بنتائجها وأثرها الممتد ليس على مستوى الدولتين والشعبين وإنما على مستوى المجلس بأكمله ومواطنيه .
لنفرح إذن ولنستبشر فالخير بإذن الله مع وجه الخير والسعد سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز قادم وهو مفتاح لما سيتلوه من بشائر تلوح في الأفق
الثلاثاء، أبريل 29، 2008
زوجتك أجمل في 20 يوما!
عبدالمنعم الحسين جريدة الحياة - 29/04/08//
في كوريا أجرى عدد من الباحثين دراسة على مجموعة من المتطوعين للعيش في جزيرة نائية بمنأى عن مشاهدة جهاز الرائي أو ما يعرف بالتلفزيون، رغبة من الباحثين في رصد سلوكيات الناس حال ابتعادهم عن متابعة مشاهدة هذه الآلة التي سحرت أعين الناس وأسرتهم فأدمنوا عليها، بحيث كل منزل يحوي عدداً من الأجهزة، وليس جهازاً واحداً وربما كان عدد تلك الأجهزة يفوق عدد أفراد الأسرة، خصوصاً أن موديلات هذه الآلة تتطور وتتغير وأسعارها مناسبة جداً وأعطابها تكاد تكون معدومة، فمعظم شاشات التلفزة المهملة داخل المنازل صالحة للاستعمال، وليس بها أي عطل في الغالب... ولكن الرغبة في اقتناء الجديد والكبير تجعل الناس يقتنون المزيد والمزيد من هذه الآلات، وربما كانت هناك حمى شراء مع بعض المناسبات الخاصة مثل منافسات كأس العالم، ما يجعلها تتكدس في المنازل.
أجدك - قارئي العزيز - في شوق لنتائج الدراسة الكورية، وما الذي حصل مع المجموعة المتطوعة بالصيام عن مشاهدة التلفاز لمدة ثلاثة أسابيع، لقد كانت النتائج كثيرة، ولكن ما يعنيني منها هو أن المشاركين كانت حياتهم أغنى على الصعيد الاجتماعي من حيث التواصل والحديث، بل أكثر من ذلك الهدوء والعلاقة الإيجابية، بل عبّر البعض منهم أنه أعاد اكتشاف جمال زوجته من جديد وصار يشعر أنها أجمل، لم نكن نشعر ونحن نشاهد هذه الآلة أننا نمنحها كل اهتمامنا ونور عيوننا، ونحرم بذلك قريناتنا من أبسط حقوقهن علينا وهو النظر إليهن والتطلع إلى محاسنهن!
تتجمل المسكينة وتتزين وتجلس أمام الزوج وهو متوجه بكليته إلى الشاشة ويرفض أن يصرف نظره ولو لحظة عن متابعة مباراته المفضلة أو متابعة أخبار وتحليلات الأسهم وأوضاع السوق، فقط يوضع الشاي أمامه وهو منصرف بكليته نحو الشاشة ومن دون أدنى نظرة إلى تلك المحرومة من أبسط حقوقها كزوجة تنتظر النظرات الحالمة والأجواء الرومانسية ليسرقها ذلك الجهاز!
في مدينة الدمام (شرق السعودية) تذكر إحداهن أن ذلك الجهاز شكل لها جحيماً لا يطاق بعد أيام الخطوبة العسلية، إذ إنها بمجرد انتقالها لعش الزوجية اكتشفت تعلق زوجها تماماً بتلك الآلة والتطلع فيها والانصراف عنها، بل قضى على كل ما تبقى من شخصيتها واعتزازها بنفسها تطلعه الدائم لحسناوات الشاشة الفضية وثناؤه المستمر على جمالهن وغنجهن، ما حطم كل الأحلام الوردية التي كانت تحلم بها وتتطلع إليها، وكانت النهاية سريعة بالطلاق وعودتها إلى بيت أهلها بسبب تعلق زوجها بتلك الآلة!
مأساة كبيرة يحدثها إدمان التعلق بالتلفزيون في حال عدم قدرتنا على التحكم فيه بدل أن ندعه يتحكم فينا ويقضي على البقية الباقية من أوقاتنا القليلة التي نمضيها مع أسرنا، فنحن نسلم أطفالنا من سن الرضاعة لهذه الآلة ونشغلهم في «البحلقة» فيها ونضعها فوق أسرّتهم لمتابعة برامجهم المفضلة بعيداً عن الكبار وبرامجهم المفضلة، ونشترك لهم في القنوات المدفوعة لمشاهدة أحدث أفلام شركات إنتاج المواد الخاصة بالأطفال مثل «ديزني»، ونقتني مواد أفلام محببة لهم ونشغلها لهم في مركباتنا كخدمة انتشرت أخيراً في السيارات العائلية، فلا تكاد تقف في إشارة ضوئية إلا وتلمح ذلك الطفل المبسوط على الآخر وهو يتطلع في تلك الشاشة، وكأننا نرفض أن يبقوا معنا حتى في المركبة نريد أن نعزلهم ونسلمهم لها!
مع أننا نعلم أن بعض الدراسات تذكر وتحذّر من مشاهدة الطفل للتلفاز قبل سن سنتين وتذكر أن مشاهدته قبل اكتمال سن السنتين تؤثر في دماغه وشخصيته، بل وحتى في نمو خلايا دماغه، بل عزت غالبية الدراسات الصحية التي تعنى بالأطفال سمنة الأطفال لمشاهدتهم للتلفزيون، ولارتباطهم به، إذ يقضي على حركتهم ونشاطهم ويسمح لهم بالتهام المزيد من الطعام والمأكولات الخفيفة والعصائر والحلويات، ما يعرضهم للإصابة بأدواء خطرة مثل السكر، مع السمنة!
يجب أن نقنن مشاهدة الأطفال الأصغر سناً بحيث لا تزيد على ساعتين يومياً، حتى نحمي أولادنا من تأثير تلك الآلة عليهم، سواء من الناحية الصحية أم النفسية أم التربوية، وحتى الكبار ينبغي لهم أن يمارسوا رقابة ذاتية بتقليل الارتباط بالشاشة ومتابعة برامج الفضائيات سواء الجادة منها أم الترفيهية أم العبثية الهابطة.
كان من نتائج تلك الدراسة أن المساحة التواصلية بين الأزواج المشاركين تحسنت كثيراً، إذ توافر لهم المزيد من الوقت للحديث الرومانسي والودي، حديث المشاعر، وحديث الروح، لأن دراسة أخرى بينت أن معظم الأزواج يعانون من صمت مطبق في بيوتهم وإذا تحدثوا نطقوا بكلمات مقتضبة لا تزيد على قول كلمات من مثل: نعم، لا، طيب... تحدثت إحدى المطلقات عن مشكلتها مع طليقها وكيف كانت تشعر معه بالجفاف والجفاء والجوع العاطفي، ما سبّب لها معاناة بدءاً من الاختيار غير الموفق إلى الحياة الكئيبة إلى الطلاق، بعد الاتفاق عليه، إذ لا جدوى من الاستمرار بسبب هذا الانفصال الاجتماعي بينهما، بعض الدول شعرت بمشكلة التلفزيون وخطره وصارت تنظم يوماً لمقاطعته والدعوة الجماعية لإطفائه ولو ليوم واحد.
لست أدعو لعدم الاستفادة من التلفزيون لكن الدعوة كما ذكر الدكتور حمود القشعان في أحد برامجه الأسرية الموجهة للمستشارين الأسريين، دعوة للالتفات الأسري، دعوة لنبذ الصمت وتبادل الكلمات الودية بين أفراد العائلة وأهمهم الزوجان، إذ أثبتت دراسة أيضاً أن إدخال التلفزيون إلى غرفة النوم يقلل من فرص العلاقات الزوجية.
ويقول القشعان إنهم في الكويت يعدون لحملة توعية للأسر للانصراف عن إدمان الارتباط بالشاشات، كل الشاشات، حتى الحاسب،
والانترنت والعودة لاكتشاف جمال الطبيعة الأسرية
الخميس، أبريل 24، 2008
التحرش الجنسي أرقام لم تكتمل
التحرش الجنسي أرقام لم تكتمل
نشرت في جريدة الحياة
كشف تقرير نشرته مؤخرا صحيفة سعودية عن تزايد حالات التحرش الجنسي في السعودية عن العام المنصرم بنسبة تزيد على الضعف ، وهو خبر مزعج جدا في بلد محافظ تقوم الأسر فيه بجهد خارق للمحافظة على سلوكيات أولادهم وبناتهم من الصغر بتوجيه كلمات العيب والممنوع والتأكيد على اللبس المحتشم وعدم الاختلاط وعدم الخروج الانفرادي وغيرها من إجراءات احترازية وفي نفس الوقت تجتهد وتتطوع مجموعات كثيرة من أهل الدين والتعليم في التوجيه والإرشاد وإلقاء المواعظ والدروس في المساجد وطباعة الملاين المملينة من التوجيهات والكتابات في العناية بالحجاب وعدد ليس بالقليل من الأشرطة السمعية ، لماذا ترتفع هذه النتيجة لهذا الحد هل بالفعل هو دور الفضائيات ؟ هل الواقع الاقتصادي له أثر ؟ هل هي البطالة ؟ هل تأخر الزواج والعنوسة والطلاقات ....إلخ .دراسة أخرى بينت وجها آخر من وجوه المشكلة وهو التحرش الجنسي بالأطفال الصغار وبينت أن من بين كل أربعة أطفال يوجد طفل قد تعرض لنوع من أنواع التحرش الجنسي والمصيبة أن يكون التحرش من طرف من القرابة العليا للطفل ، المشكلة أن يقع التحرش في أماكن يفترض أن تكون بمنآة عن الأفكار السلوكية القاصرة مثل ما وقع مؤخرا من تحرش جنسي متكرر من أحد المعلمين بمدينة القطيف بالمنطقة الشرقية بطفل من جنسية عربية ! أين نأمن على أطفالنا من التحرش إذن ؟ إذا كان المربون المعلمون لم يكن معهم حماية ووقاية من هذا الفيروس المشين ؟
ربما وجود العمالة أيضا له دور في زيادة التصرفات الرعناء من التحرشات حيث ضبطت الهيئات والشُّرط حوادث يكون التحرش واقعا من عمالة بالصغار السعوديين فتيانا وفتيات خاصة في مواقع البقالات وغيرها .. بعض الحالات يكون دور العمالة فيها بشكل غير مباشر مثل المساهمة بفعالية في بيع المنتجات الجنسية وترويج الأفلام الخلاعية والصور في الجوالات وألعاب الفيديو السيئة والمسكرات والمخدرات وفتح شفرات القنوات الإباحية وتوفير بطاقات الاشتراك فيها وقصة لا متناهية خاصة من العمالة الآسيوية ذات الجنسية الإشكالية التي سجلت أعلى معدل للجريمة بين مجموع الجنسيات الأجنبية العاملة في البلد .
أعتقد أن الدراسة لا تكشف حقيقة الأرقام كما هي حيث لا يفصح كثيرا من الأطفال عن الحوادث التي تقع وكذلك الأسر وأيضا انتهاء بعض الحوادث بالتصفيات المباشرة مثل الضرب واللكم وما يصل للقتل .أيضا هناك إشكالية في رصد حالات التحرش حيث إنها لا ترصد أشكالا من التحرش مثل التحرش اللفظي أو النظر أو التصفير أو الإشارات أو الالتصاق أو التلصص أو التصوير وتركيب الصور أو بث الإشاعات ، أو بث التسجيلات الهاتفية أو المس المباشر أو رفع شيء من الملابس وسحب غطاء الوجه أو الإصرار على أخذ رقم الجوال ووضعه في الحقيبة النسائية عنوة أو الملاحقة المستمرة .
المشكلة أنه في السابق كان المتحرش يفعل أعماله خلسة وخفية ومتلثم ويخاف بشدة من كشف أمره والتعرف عليه ومعرفة أهله بذلك ، الآن صرنا نعاني من فئة من الشباب يتحركون بين مناطق المملكة وبحكم أنهم ليسوا في مدنهم فيقومون بأفعال وتصرفات مشينة ولا يبالون بمعرفتهم أو انكشاف صورهم وأسمائهم بل لا يبالون بالتحرش حتى مع وجود المحرم من زوج أو أخ ومستعدون للدخول في شجارات فيما تجرأ من يقف أمام نزواتهم الشيطانية وكل ذلك يتم بشكل بجح من الهزء والضحك الهستيري والحركات غير اللائقة
هل كل ذلك يقع بسبب نقص التربية أو قلة التوجيه أو الاستفزاز الإثاري العكسي الذي يكون من جانب النساء والفتيات بالملابس الضيقة وغيرها لكن لو كان ذلك بالفعل ما بال النساء في الخارج يلبسن ما يشاؤون دون أن يقع التحرش اللفظي أو الحسي معهن بل يجدن كل احترام وتقدير ولا يقع أي تصرف أرعن إلا من القلة ...
نحتاج مع هذه الأرقام والدراسات الصريحة المعلنة أن نبدأ بتوصيف المشكلة وتحليلها وتحجيمها والعمل على توجيه حلول لها حيث إن تزايدها وتناميها لا يبشر بخير والحل دائما في بداية الحل والبحث عن الجذور والقضاء عليها خاصة بالتزويج المبكر والاستثمار في مؤسسات تيسير الزواج والمؤسسات التربوية الأهلية مثل الندوة العالمية للشباب الإسلامي ومراكز التنمية الأسرية والنوادي الاجتماعية والرياضية
السبت، أبريل 19، 2008
مشائخ الغلاف
مشايخ الغلاف
لم تنشر في الصحف
في الثمانينات الميلادية فتحت عيني على المجلات التي تزين واجهات المحلات التجارية والمكتبات بطبعاتها الفاخرة وكانت جميعا تجمع على شكل واحد وطريقة إخراج واحدة وهي عبارة عن ورقة مصقولة بالألوان عليها قيل من الكتابات والعنوانات لأخبار الفن والفنانين والفنانات وأخبار المسلسلات والأفلام ، والجديد في مثل ذلك وستكون خبطة كبيرة لو كان هناك تعليق لفضيحة لواحد أو أخرى من إياهم أو إياهن وتزين كل غلاف من الأغلفة صورة فاتنة من إياهن بكامل مكياجها وزينتها وتسريحة شعرها وليس مهما أن تكون من المشهورات من الفنانات أو الممثلات أو أنها مغيبة مجهولة المهم في كل عدد تقدم صورة جديدة مختارة بعناية وكأن المجلة موجهة للذكور فقط وكأن المادة المنوعة المقروءة في المجلة لا يقبل الناس عليها للقراءة ذاتها وإنما لا بد لها من مقبلات وفواتح شهية بوضع صور احترافية على أغلفة المجلات ، أتذكر تماما أن هناك من كان يجمع تلك الأغلفة بل دخلت غرفة أحد المراهقين وكان جدارها مغطى تماما بصور مقتطعة من هدية العدد التي تكون لواحدة منهن بل وبعضهم يضع له ( ألبوم صور ) بالمناسبة التسمية العربية له مجموعة الصور .
هذا التعلق العالي بالمادة والصورة والجمال الحسي والتركيز على ثقافة الماديات وتكريسها ربما صرنا نجد أثره على الجيل الجديد من الشباب الذي يهاجم من جديد بمجموعة صور أكثر وبدقة أعلى وبجرأة لا حدود لها ويكون حال الشاب المتفكر في خلق الله كما هي حجة البعض المتفيقه والذي يوجه الالتزام بالمثل والتدين لما يريد وحسب هواه ولعل له شاهد من الشعر حيث يقول الأول :
تأمل في رياض الحسن وانظر جمالا صورته يد الإرادة
لن أكمل بقية الشعر لأن الشاعر ربما هو أيضا متأثر بثقافة الصور حيث انعطف بشعره لمستوى غير صالح للنشر ، ولعل في بعض أقوال الحنفية شيء مما يسمح لأولئك المفتونين بالصور لأن يأخذوا راحتهم على الآخر في التملي حيث من يرى أن صور المرأة غير الحقيقية مثل أن تكون في المرآة أو الكاميرا يجوز النظر لها بلا حدود لنظرة أولى أو مستدامة أو نظرة جريئة أو أقل ،عودة على ذي بدء في تلك المجلات التي كرست معاني الصورة وفتيات الغلاف التي كان بعض الدعاة يهاجمها بأنها مجلات ماسونية تهدف لإغواء الشباب وتضليلهم تماما مثل ما فعلوا في أواخر التسعينات حين هاجموا الفضائيات وفي كلا الحالين تمتعنا بمشاركة عدد منهم في المجلات ذوات الأغلفة الفاتنة ولا ندري نشتري المجلة لأن ( سين ) من المشايخ والدعاة يكتب فيها أم لصورة فتاة الغلاف الجميلة التي عليها ، مع الوقت ولله الحمد صارت عندنا مجلات هادفة وموجهة وتحمل قيم أعلى وصارت تسوق نفسها بظهور صورة الشيخ بالبشت على الغلاف وأصبح لدينا مشايخ أغلفة بل وصارت المجلات تلك تتفنن في اختيار صور غريبة للمشايخ ومن زوايا اختيارية خاصة مثل صورة الشيخ وهو فوق الخيل أو الشيخ وهو يقود سيارته الخاصة أو صورة الشيخ وهو يلعب الكرة وهكذا لا يوجد أحد أحسن من أحد ، جلست في الأسبوع الماضي مع الدكتور مالك الأحمد مؤسس عدد من المجلات الإسلامية كما يصطلح عليها فأكد في اطروحته التوجه نحو الصورة وثقافة الصورة .
صور المشايخ لم تعد تطل علينا في أغلفة المجلات كما تناولتها لكن أصبحت هناك ظاهرة جديدة مع سباق الفضائيات وهي بلوحات في الميادين والشوارع تحمل صور حضرات المشايخ للترويج لبرامج يقدمونها أولئك وبنفس طريقة المحاكاة المستنسخة لبرامج حوارية أو إلقائية لعدد من المذيعين ... أصبحت هناك برامج خاصة لشيخ معين متكررة لا يستضاف غيره فيها ... ولن أكرر كلمة أصبح سأقول أمسى نظرا لأن كثيرا من البرامج الدينية تغيرت لتقدم في المساء وفي الساعات المتأخرة من الليل وعلى الهواء مباشرة لن أستغرب أن يكون عندنا برامج سهرة مع الشيخ فلان لن أستغرب أن يكون عندنا برامج يحييها الشيخ فلان وبرامج يتحول فيها الشيخ إلى مذيع ويحمل البرنامج اسمه مباشرة من دون عنوان ذي دلالة غامضة لا تحمل اسمه بل أصبح لدينا قنوات فضائية كاملة خاصة بالشيخ فلان وستتكاثر هذه القنوات كتكريس للتأزم والتعلق والفكر الأحادي والانغلاق المنفتح والثقافة الحدية والاستغلال التجاري الخيري بعقود ذات أرقام فلكية وكله باسم الدعوة قابل للبيع والكسب والتكسب المفتوح .
لم تنشر في الصحف
في الثمانينات الميلادية فتحت عيني على المجلات التي تزين واجهات المحلات التجارية والمكتبات بطبعاتها الفاخرة وكانت جميعا تجمع على شكل واحد وطريقة إخراج واحدة وهي عبارة عن ورقة مصقولة بالألوان عليها قيل من الكتابات والعنوانات لأخبار الفن والفنانين والفنانات وأخبار المسلسلات والأفلام ، والجديد في مثل ذلك وستكون خبطة كبيرة لو كان هناك تعليق لفضيحة لواحد أو أخرى من إياهم أو إياهن وتزين كل غلاف من الأغلفة صورة فاتنة من إياهن بكامل مكياجها وزينتها وتسريحة شعرها وليس مهما أن تكون من المشهورات من الفنانات أو الممثلات أو أنها مغيبة مجهولة المهم في كل عدد تقدم صورة جديدة مختارة بعناية وكأن المجلة موجهة للذكور فقط وكأن المادة المنوعة المقروءة في المجلة لا يقبل الناس عليها للقراءة ذاتها وإنما لا بد لها من مقبلات وفواتح شهية بوضع صور احترافية على أغلفة المجلات ، أتذكر تماما أن هناك من كان يجمع تلك الأغلفة بل دخلت غرفة أحد المراهقين وكان جدارها مغطى تماما بصور مقتطعة من هدية العدد التي تكون لواحدة منهن بل وبعضهم يضع له ( ألبوم صور ) بالمناسبة التسمية العربية له مجموعة الصور .
هذا التعلق العالي بالمادة والصورة والجمال الحسي والتركيز على ثقافة الماديات وتكريسها ربما صرنا نجد أثره على الجيل الجديد من الشباب الذي يهاجم من جديد بمجموعة صور أكثر وبدقة أعلى وبجرأة لا حدود لها ويكون حال الشاب المتفكر في خلق الله كما هي حجة البعض المتفيقه والذي يوجه الالتزام بالمثل والتدين لما يريد وحسب هواه ولعل له شاهد من الشعر حيث يقول الأول :
تأمل في رياض الحسن وانظر جمالا صورته يد الإرادة
لن أكمل بقية الشعر لأن الشاعر ربما هو أيضا متأثر بثقافة الصور حيث انعطف بشعره لمستوى غير صالح للنشر ، ولعل في بعض أقوال الحنفية شيء مما يسمح لأولئك المفتونين بالصور لأن يأخذوا راحتهم على الآخر في التملي حيث من يرى أن صور المرأة غير الحقيقية مثل أن تكون في المرآة أو الكاميرا يجوز النظر لها بلا حدود لنظرة أولى أو مستدامة أو نظرة جريئة أو أقل ،عودة على ذي بدء في تلك المجلات التي كرست معاني الصورة وفتيات الغلاف التي كان بعض الدعاة يهاجمها بأنها مجلات ماسونية تهدف لإغواء الشباب وتضليلهم تماما مثل ما فعلوا في أواخر التسعينات حين هاجموا الفضائيات وفي كلا الحالين تمتعنا بمشاركة عدد منهم في المجلات ذوات الأغلفة الفاتنة ولا ندري نشتري المجلة لأن ( سين ) من المشايخ والدعاة يكتب فيها أم لصورة فتاة الغلاف الجميلة التي عليها ، مع الوقت ولله الحمد صارت عندنا مجلات هادفة وموجهة وتحمل قيم أعلى وصارت تسوق نفسها بظهور صورة الشيخ بالبشت على الغلاف وأصبح لدينا مشايخ أغلفة بل وصارت المجلات تلك تتفنن في اختيار صور غريبة للمشايخ ومن زوايا اختيارية خاصة مثل صورة الشيخ وهو فوق الخيل أو الشيخ وهو يقود سيارته الخاصة أو صورة الشيخ وهو يلعب الكرة وهكذا لا يوجد أحد أحسن من أحد ، جلست في الأسبوع الماضي مع الدكتور مالك الأحمد مؤسس عدد من المجلات الإسلامية كما يصطلح عليها فأكد في اطروحته التوجه نحو الصورة وثقافة الصورة .
صور المشايخ لم تعد تطل علينا في أغلفة المجلات كما تناولتها لكن أصبحت هناك ظاهرة جديدة مع سباق الفضائيات وهي بلوحات في الميادين والشوارع تحمل صور حضرات المشايخ للترويج لبرامج يقدمونها أولئك وبنفس طريقة المحاكاة المستنسخة لبرامج حوارية أو إلقائية لعدد من المذيعين ... أصبحت هناك برامج خاصة لشيخ معين متكررة لا يستضاف غيره فيها ... ولن أكرر كلمة أصبح سأقول أمسى نظرا لأن كثيرا من البرامج الدينية تغيرت لتقدم في المساء وفي الساعات المتأخرة من الليل وعلى الهواء مباشرة لن أستغرب أن يكون عندنا برامج سهرة مع الشيخ فلان لن أستغرب أن يكون عندنا برامج يحييها الشيخ فلان وبرامج يتحول فيها الشيخ إلى مذيع ويحمل البرنامج اسمه مباشرة من دون عنوان ذي دلالة غامضة لا تحمل اسمه بل أصبح لدينا قنوات فضائية كاملة خاصة بالشيخ فلان وستتكاثر هذه القنوات كتكريس للتأزم والتعلق والفكر الأحادي والانغلاق المنفتح والثقافة الحدية والاستغلال التجاري الخيري بعقود ذات أرقام فلكية وكله باسم الدعوة قابل للبيع والكسب والتكسب المفتوح .
الخميس، أبريل 17، 2008
الصحيفة التي لا تنام
الصحيفة التي لا تنام
نشرت في صحيفة الحياة في ملحق خاص بمناسبة مرور ثلاث سنوات على الطبعة السعودية
ثلاث سنوات مضيئة .. ثلاث سنوات مشرقة .. ثلاث سنوات رائعة من الحياة الصحيفة التي خاضت التجربة المحلية بالطبعة السعودية وفاجأت الجميع بهذا النفس وهذا الطرح وطريقة التناول لم أكن أتوقع أن تحقق كل تلك النجاحات وبهذه السرعة ، الحياة بالفعل شكلت إضافة على الصحافة السعودية حركت الجو ، قدمت طريقة في تناول الخبر غير معتادة بجرأتها وأسلوب القصة المصورة ، بقيادة مجموعة عناصر غالبهم من الشباب ، لكن الحياة كانت تعمل بنفس وصبر وتخطيط متقن بوصولها لشرائح المجتمع قاطبة وطرح همومهم ومزج المواطن بالمسؤول والحضور اليومي السريع في بؤرة الحدث وتناوله بالتحليل واللقاءات والتحليلات وقراءة ما بين الأسطر واستشراف ما بعده ، بطريقتها التي تنامت معها أعداد التوزيع وأكلت من حصص الصحف اليومية ومن كعكة الإعلانات في مرحلة تالية حققت رؤيتها في أقل من ثلاث سنوات بأن تصبح الصحيفة الثانية في كل المناطق بعد صحيفة القارئ في منطقته ، كانت أكثر الصحف اليومية السعودية نموّا في الإعلان ، أجبرت البقية إلى التغيير في محرريها حجومها ألوانها طريقة تسويقها ما عاد بالمصلحة الكبرى على القارئ حيث ساعدت جريدة الحياة بطبعتها المحلية إلى تطوير بقية الصحف ، بالتأكيد أشعر بالتميز أن أكون قارئا للحياة ومشتركا فيها وأشعر بالتميز أكثر وأكثر أن أكون كاتبا في جريدة الحياة .
نشرت في صحيفة الحياة في ملحق خاص بمناسبة مرور ثلاث سنوات على الطبعة السعودية
ثلاث سنوات مضيئة .. ثلاث سنوات مشرقة .. ثلاث سنوات رائعة من الحياة الصحيفة التي خاضت التجربة المحلية بالطبعة السعودية وفاجأت الجميع بهذا النفس وهذا الطرح وطريقة التناول لم أكن أتوقع أن تحقق كل تلك النجاحات وبهذه السرعة ، الحياة بالفعل شكلت إضافة على الصحافة السعودية حركت الجو ، قدمت طريقة في تناول الخبر غير معتادة بجرأتها وأسلوب القصة المصورة ، بقيادة مجموعة عناصر غالبهم من الشباب ، لكن الحياة كانت تعمل بنفس وصبر وتخطيط متقن بوصولها لشرائح المجتمع قاطبة وطرح همومهم ومزج المواطن بالمسؤول والحضور اليومي السريع في بؤرة الحدث وتناوله بالتحليل واللقاءات والتحليلات وقراءة ما بين الأسطر واستشراف ما بعده ، بطريقتها التي تنامت معها أعداد التوزيع وأكلت من حصص الصحف اليومية ومن كعكة الإعلانات في مرحلة تالية حققت رؤيتها في أقل من ثلاث سنوات بأن تصبح الصحيفة الثانية في كل المناطق بعد صحيفة القارئ في منطقته ، كانت أكثر الصحف اليومية السعودية نموّا في الإعلان ، أجبرت البقية إلى التغيير في محرريها حجومها ألوانها طريقة تسويقها ما عاد بالمصلحة الكبرى على القارئ حيث ساعدت جريدة الحياة بطبعتها المحلية إلى تطوير بقية الصحف ، بالتأكيد أشعر بالتميز أن أكون قارئا للحياة ومشتركا فيها وأشعر بالتميز أكثر وأكثر أن أكون كاتبا في جريدة الحياة .
الاثنين، أبريل 14، 2008
العنف عند بعض الفتيات..
لعنف عند «بعض» الفتيات...
جريدة الحياة - 14/04/08//
على موقع إخباري أجنبي تابعت تقريراً مصوراً باللغة الانكليزية، يلقي الضوء على الفتيات وممارسة العنف ضد بعضهن البعض، خصوصاً في المدارس والجامعات والتجمعات الخاصة بهن مثل السكن، وغيرها مما يتاح للأنثى بالتحوّل الوحشي القاسي الذي تظهر فيه الفتاة أو المرأة وكأنها تقمصت دور الرجل الشرس... لكي أوضح للقارئ، تكون عندهن حال من التصابي والفتوة والتزعم، بل ربما تكون عندهن حالات تجمعات أو على شكل مبسط من العصابات، تلك المشكلة تثير انتباه المربين والمهتمين برصد الظواهر المجتمعية المستجدة.
ومثلي مثل كل الذين نظروا للتقرير أصبت بالدهشة من شراسة فتاة بدت - كما يقول التقرير - وهى في العشرينات من عمرها تهاجم واحدة أخرى في سنها بالصفعات والعبارات النابية بصوت عالٍ ولكمات، بعدها المصارعة، ثم تطرحها أرضاً وبضرب متكرر على الرأس لو وقع على جسم صلب لهشّمه، التقرير عن العنف المؤلم يرصد لنا توحّش الأنثى وتحوّلها لوحش كاسر في شكل من أشكال أفلام الخيال العلمي التي تصوّر لنا عالماً يجري اختباراته في مختبراته ليخرج لنا بمحلول أو دواء من يسقط عليه أو يتناوله أو يوخز بمادته وتسري في دمه يتحول إلى مسخ يدمّر ويتلف كل شيء حوله، مثل هذا المنظر من المشاهد العنيفة التي ظهرت بها الفتيات في ذلك التقرير، وكأنهن تناولن شيئاً من تلك المواد المختبرة الخطرة!
وبحكم العولمة والتعولم يتسرب كثير من المظاهر والأشياء التربوية والاجتماعية وتنتقل وتعدي مثل انفلونزا الطيور أو جنون البقر، لأن المرأة تحولت فيه فجأة من ذلك المخلوق الوديع مثال الرحمة والشفقة والرقة والحنان والمخلوق الذي تغنى به الشعراء غزلاً، ومدحاً في جماله ودلعه وغنجه، فجأة تخلع كل تلك الأوصاف وتصبح بتلك الشراسة!
لا أخفيكم سراً فقد سرت فيّ قشعريرة ودهمني رعب لا على نفسي ولكن على صغيراتي حينما يتجهن لمثل تلك التجمعات، ويقعن لظرف أو آخر تحت رحمة فتاة مسخ مثل تلك، إنه شيء خارق للعادة، حمى الله صغيراتي «جواهر» و«حسن» وكل غالٍ عليكم وقريباتكم وبنات المسلمين من كل سوء ومكروه آمين.
ربما بعض المسلسلات الخليجية الجريئة تناولت بعض مظاهر المشكلة خصوصاً في التحرشات الجنسية، وطريقة الملابس وترك الزينة، لكن بوق الخطر جاء ينفخ فيه أحد أولياء الأمور الخائفين ليحكي لي عن موقف مرعب حصل لفتاته، جعلها تكره المدرسة وتخاف منها وترفض الذهاب إليها لوجود نوعية من تلك النوعيات المتوحشة من الفتيات في المدرسة التي تدرس بها ابنته... إذ لم يحصل لها غير تخويف وتهديد بأن تنضم لهن وتنفذ أوامرهن وإلا فسيفعلن بها وسيفعلن ما يؤلمها، ما جعل تلك المسكينة تخاف ويفقد وجهها صفاءه ويتبدل بالشحوب والخوف والرعب من هول ما رأت من تلك الزمرة من الفتيات!
عقب مشاهدتي لذلك التقرير، تذكرت ذلك الرجل وما حكاه عن موقف ابنته وما حصل معها... لكن حوادث أخرى نقلتها لنا الصحف المحلية من حمل بعض الفتيات لمواد صلبة في حقائبهن، أو هواتف بكاميرات للتصوير والتهديد به، أو تبادل مواد غير لائقة وحركات مرفوضة ومواعيد لقاءات وتبادل أرقام هاتفية وصور لشبان، أو مشاهير، وعناوين لمواقع مريبة على الشبكة العنكبوتية، وكتابة رسائل متبادلة بينهن، وأحياناً رسائل على جوالات بعض معلماتهن تحوي كلمات فاضحة، ما يجعل بعض المعلمات يقعن في حرج من تلك العناصر الغريبة الموجودة في محاضن تربوية يقع فيها مثل ذلك التهديد، وذلك الإجرام في حق بريئات، مثل ما وقع من طالبة تهجمت على معلمتها بشكل وحشي، شدت شعر تلك المعلمة الفقيرة وأسقطتها أرضاً، وانهالت عليها بالصفعات والضربات والركل والتشويه بالعض و«التخميش» بالأظافر الخشنة الطويلة، التي كأنها لم تخلق ولم تعد إلا للأغراض الهجومية، ما عجزت معه كل وسائل تلك المعلمة الدفاعية، على رغم أن الهجوم الشرس حصل لتلك المعلمة في ساحة المدرسة وبمقربة منها عدد من المعلمات حاولن جهدهن لتخليص زميلتهن من تلك الفتاة المتوحشة، وعبثاً ذهبت محاولاتهن هباءً... فهناك قوة غريبة كقوة المصارعين الذين يظهرون لنا بالشاشة، كمخلوقات غريبة لا تجدي معهم كل محاولات التخليص العادية لتقع تلك المعلمة صريعة مغشياً عليها من المفاجأة ومن سيل اللكمات والضـربات الشرسة جداً!
هؤلاء الفتيات المتوحشات اللاتي ظهرن في التقرير، مجرد أمثلة لنماذج غير مألوفة من جنس الفتيات عندنا، وأنا لم أشر إلى الحالات الكثيرة التي تشهدها دور الرعاية الاجتماعية للفتيات، وفي المستشفيات، وفي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولدى الشرطة، وفي السجون فهي أشد وأنكى!
المطلوب أن نحاول رصد هذه الظاهرة الغريبة ونتقصى أسبابها ودوافعها لنعمل على وأدها، خصوصاً أن بعض الحالات تظهر فيها روح الجريمة المنظمة، أو شكل العصابات التي من جنس الإناث فقط أو «المختلطة» من الجنسين والعياذ بالله.
جريدة الحياة - 14/04/08//
على موقع إخباري أجنبي تابعت تقريراً مصوراً باللغة الانكليزية، يلقي الضوء على الفتيات وممارسة العنف ضد بعضهن البعض، خصوصاً في المدارس والجامعات والتجمعات الخاصة بهن مثل السكن، وغيرها مما يتاح للأنثى بالتحوّل الوحشي القاسي الذي تظهر فيه الفتاة أو المرأة وكأنها تقمصت دور الرجل الشرس... لكي أوضح للقارئ، تكون عندهن حال من التصابي والفتوة والتزعم، بل ربما تكون عندهن حالات تجمعات أو على شكل مبسط من العصابات، تلك المشكلة تثير انتباه المربين والمهتمين برصد الظواهر المجتمعية المستجدة.
ومثلي مثل كل الذين نظروا للتقرير أصبت بالدهشة من شراسة فتاة بدت - كما يقول التقرير - وهى في العشرينات من عمرها تهاجم واحدة أخرى في سنها بالصفعات والعبارات النابية بصوت عالٍ ولكمات، بعدها المصارعة، ثم تطرحها أرضاً وبضرب متكرر على الرأس لو وقع على جسم صلب لهشّمه، التقرير عن العنف المؤلم يرصد لنا توحّش الأنثى وتحوّلها لوحش كاسر في شكل من أشكال أفلام الخيال العلمي التي تصوّر لنا عالماً يجري اختباراته في مختبراته ليخرج لنا بمحلول أو دواء من يسقط عليه أو يتناوله أو يوخز بمادته وتسري في دمه يتحول إلى مسخ يدمّر ويتلف كل شيء حوله، مثل هذا المنظر من المشاهد العنيفة التي ظهرت بها الفتيات في ذلك التقرير، وكأنهن تناولن شيئاً من تلك المواد المختبرة الخطرة!
وبحكم العولمة والتعولم يتسرب كثير من المظاهر والأشياء التربوية والاجتماعية وتنتقل وتعدي مثل انفلونزا الطيور أو جنون البقر، لأن المرأة تحولت فيه فجأة من ذلك المخلوق الوديع مثال الرحمة والشفقة والرقة والحنان والمخلوق الذي تغنى به الشعراء غزلاً، ومدحاً في جماله ودلعه وغنجه، فجأة تخلع كل تلك الأوصاف وتصبح بتلك الشراسة!
لا أخفيكم سراً فقد سرت فيّ قشعريرة ودهمني رعب لا على نفسي ولكن على صغيراتي حينما يتجهن لمثل تلك التجمعات، ويقعن لظرف أو آخر تحت رحمة فتاة مسخ مثل تلك، إنه شيء خارق للعادة، حمى الله صغيراتي «جواهر» و«حسن» وكل غالٍ عليكم وقريباتكم وبنات المسلمين من كل سوء ومكروه آمين.
ربما بعض المسلسلات الخليجية الجريئة تناولت بعض مظاهر المشكلة خصوصاً في التحرشات الجنسية، وطريقة الملابس وترك الزينة، لكن بوق الخطر جاء ينفخ فيه أحد أولياء الأمور الخائفين ليحكي لي عن موقف مرعب حصل لفتاته، جعلها تكره المدرسة وتخاف منها وترفض الذهاب إليها لوجود نوعية من تلك النوعيات المتوحشة من الفتيات في المدرسة التي تدرس بها ابنته... إذ لم يحصل لها غير تخويف وتهديد بأن تنضم لهن وتنفذ أوامرهن وإلا فسيفعلن بها وسيفعلن ما يؤلمها، ما جعل تلك المسكينة تخاف ويفقد وجهها صفاءه ويتبدل بالشحوب والخوف والرعب من هول ما رأت من تلك الزمرة من الفتيات!
عقب مشاهدتي لذلك التقرير، تذكرت ذلك الرجل وما حكاه عن موقف ابنته وما حصل معها... لكن حوادث أخرى نقلتها لنا الصحف المحلية من حمل بعض الفتيات لمواد صلبة في حقائبهن، أو هواتف بكاميرات للتصوير والتهديد به، أو تبادل مواد غير لائقة وحركات مرفوضة ومواعيد لقاءات وتبادل أرقام هاتفية وصور لشبان، أو مشاهير، وعناوين لمواقع مريبة على الشبكة العنكبوتية، وكتابة رسائل متبادلة بينهن، وأحياناً رسائل على جوالات بعض معلماتهن تحوي كلمات فاضحة، ما يجعل بعض المعلمات يقعن في حرج من تلك العناصر الغريبة الموجودة في محاضن تربوية يقع فيها مثل ذلك التهديد، وذلك الإجرام في حق بريئات، مثل ما وقع من طالبة تهجمت على معلمتها بشكل وحشي، شدت شعر تلك المعلمة الفقيرة وأسقطتها أرضاً، وانهالت عليها بالصفعات والضربات والركل والتشويه بالعض و«التخميش» بالأظافر الخشنة الطويلة، التي كأنها لم تخلق ولم تعد إلا للأغراض الهجومية، ما عجزت معه كل وسائل تلك المعلمة الدفاعية، على رغم أن الهجوم الشرس حصل لتلك المعلمة في ساحة المدرسة وبمقربة منها عدد من المعلمات حاولن جهدهن لتخليص زميلتهن من تلك الفتاة المتوحشة، وعبثاً ذهبت محاولاتهن هباءً... فهناك قوة غريبة كقوة المصارعين الذين يظهرون لنا بالشاشة، كمخلوقات غريبة لا تجدي معهم كل محاولات التخليص العادية لتقع تلك المعلمة صريعة مغشياً عليها من المفاجأة ومن سيل اللكمات والضـربات الشرسة جداً!
هؤلاء الفتيات المتوحشات اللاتي ظهرن في التقرير، مجرد أمثلة لنماذج غير مألوفة من جنس الفتيات عندنا، وأنا لم أشر إلى الحالات الكثيرة التي تشهدها دور الرعاية الاجتماعية للفتيات، وفي المستشفيات، وفي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولدى الشرطة، وفي السجون فهي أشد وأنكى!
المطلوب أن نحاول رصد هذه الظاهرة الغريبة ونتقصى أسبابها ودوافعها لنعمل على وأدها، خصوصاً أن بعض الحالات تظهر فيها روح الجريمة المنظمة، أو شكل العصابات التي من جنس الإناث فقط أو «المختلطة» من الجنسين والعياذ بالله.
الخميس، أبريل 10، 2008
البحث عن هيفاء وهبي
البحث عن هيفاء وهبي !
لم تنشر في الصحف
محرك البحث الشهير قوقل يقدم خدمات أخرى ربما تكشف عن أسرار الشخصية والتفكير والاهتمامات ، حاليا بحكم أن بريدي وملحوظاتي ومدونتي وصفحتي ومواعيدي على مواقع استضافات خاصة بهذه الشركة فأظن أنها تعرف عني أكثر مما أعرفه عن نفسي ، بطريقتنا وباختيارنا نسلم معلوماتنا لغيرنا ، ربما أقرب الأقربين منا من أب أو أخ أو زوجة لا نعطيه كل هذه المعلومات عن أنفسنا .... هذه الطريقة العجيبة التي تحايلت بها علينا تلك الشركة الأمريكية وأخذت منا أكثر مما تستطيع أن تستنطقه منا كل أجهزة الاستخبارات والتحريات !
أحدهم صوّر برسم كاريكاتوري التطوير الذي قدمته مؤخرا لكاميرات برنامج الصور الفضائية وخدمة شارع قوقل وتمكنها من التقاط صور مقرّبة أكثر تستطيع معها تبين الوجوه وأرقام لوحات السيارات وتتجدد هذه الصور بتحديث شبه يومي وقد عملت الخدمة بالفعل في الولايات المتحدة وجاري تعميمها بقية دول العالم ومن دون استئذان من أحد ومن دون إقامة أي اعتبار للشكاوى الكثيرة التي وردت إلى الشركة من اختراق الخصوصية ... أبعدت كثيرا في وصف الخدمة لكن لتقريب المشهد لدى المتلقي والقارئ الكريم وأعود للرسمة التي ذكرتها حيث صوّر فيها شخص قام بضرب عدد من الأغطية الخشبية بشكل عشوائي على نوافذ المنزل خوفا من تلصص خدمات قوقل المتاحة لكل أحد . ربما ستشكل لنا تلك الخدمة مشكلات اجتماعية جديدة أكثر بكثير من مشكلات البلوتوث والرسائل المزعجة على جوالات المحارم التي أحدثت ضربا وتوبيخا وخصومات وطلاقات و ... إلخ من مشكلات أحدثتها التقنيات الحديثة ولعل دراسة نشرت مؤخرا في أكثر من وسيلة إعلامية بينت أن الانترنت والجوالات تسببت في رفع الطلاقات في السعودية بشكل ربما هو غير مباشر لكن هذا ما قالته الدراسة ونتائجها .
ومن هذه الدراسة ونتائجها أدخل إلى دراسة بينت حسب الدول العربية والإسلامية ما الكلمات التي يكثر الباحثون كتابتها في شريط البحث في الموقع بيت القصيد قوقل الذي يتربع على عرش محركات البحث العربية والأجنبية ولا يزال يحقق زيادات على حساب بقية المحركات
و يكشف وبدون أسرار أن أكثر الكلمات التي يبحث عنها رواد الانترنت العرب من الدول العربية هي أسماء الفنانات أمثال هيفاء وهبي ونانسي عجرم وأسماء الأغاني وما شابهها ما يعطي تصوّر سلبي عن استخدمات الانترنت عندنا وما الأشياء التي يستغلها المواطن العربي فيها ويتجه للبحث عنها في الشبكة العنكبوتية وهو سوء استخدام وقلة حيلة وبؤس حيث يتصوّر من التقنية أن تتجه بنا للأعلى وتأخذ بنا للتطوير والتحسين والثقافة وانتشال الأمة من تأخرها حيث إننا لم نخترع لا الحاسب ولا الانترنت ولا البرمجة وإنما مجرد مستخدمين لمنتجات التقنية الحديثة التي نجد استخدامات تسيء لنا وتجعلنا مهووسين بالجمال الحسي المادي المزيف لجميلات مصنوعات أشبعن غنجا ودلالا وميوعة يسلبن ذا اللب حتى لا حراك به وهن أضعف خلق الله إنسانا ، هل انتهت مشكلاتنا ومتطلباتنا وحاجاتنا حتى تكون التقنية موجهة لخدمة الأغاني والبحث عن أخبار المغنيات الراقصات وتسجيلاتهن الجديدة والنادرة والحفلات الخاصة والمقاطع الفيلمية المأخوذة عن طريق الهواة والصحفيين ومصوري الباباراتزي المتخصصين في التلصص والبقاء ساعات مضحين بأنفسهم ومعرضين للحوادث للحصول على صورة بطريقة أو أخرى يمكن أن تكون سبقا صحفيا أو سبقا خاصا على مواقع الانترنت غير المسؤولة .
ومن الطريف أن بعض الجامعات الأكاديمية باتت تستغل هذا الهوس بالفنانين والفنانات وأخذت تستقطبهن في برامج وأنشطة لزيارة تلك الجامعات والالتقاء بالطلاب كشخصيات محببة للطلاب وهذا ما حصل بالفعل في إحدى جامعات لبنان وربما كانت الجامعات آخر معاقلنا التي لم تدكها الهجمات الوهابية لكن عشنا إلى أن أكرمنا الله بأن ندرك هذا الحدث العظيم .
بحكم أن أكثر من يرتاد الانترنت هم فئة الشباب من الجنسين وهم المعوّل عليهم وهم أمل الأمة فنحن نحتاج إلى توعية وإلى توجيه وإلى تعليم الشباب بمواقع جيدة واستخدامات مفيدة للشبكة العنكبوتية أفضل بكثير من إنهاك أعينهم في البحلقة وتحميل الأغاني والتسعّك على الانترنت والخروج بمفسدات لأخلاقهم وفساد ذائقتهم خاصة في مجال الأسرة والحياة العائلية لهم والبحث عن شريك حياة واقعي لم يخضع لعمليات إصلاح شكلي شاملة .
لم تنشر في الصحف
محرك البحث الشهير قوقل يقدم خدمات أخرى ربما تكشف عن أسرار الشخصية والتفكير والاهتمامات ، حاليا بحكم أن بريدي وملحوظاتي ومدونتي وصفحتي ومواعيدي على مواقع استضافات خاصة بهذه الشركة فأظن أنها تعرف عني أكثر مما أعرفه عن نفسي ، بطريقتنا وباختيارنا نسلم معلوماتنا لغيرنا ، ربما أقرب الأقربين منا من أب أو أخ أو زوجة لا نعطيه كل هذه المعلومات عن أنفسنا .... هذه الطريقة العجيبة التي تحايلت بها علينا تلك الشركة الأمريكية وأخذت منا أكثر مما تستطيع أن تستنطقه منا كل أجهزة الاستخبارات والتحريات !
أحدهم صوّر برسم كاريكاتوري التطوير الذي قدمته مؤخرا لكاميرات برنامج الصور الفضائية وخدمة شارع قوقل وتمكنها من التقاط صور مقرّبة أكثر تستطيع معها تبين الوجوه وأرقام لوحات السيارات وتتجدد هذه الصور بتحديث شبه يومي وقد عملت الخدمة بالفعل في الولايات المتحدة وجاري تعميمها بقية دول العالم ومن دون استئذان من أحد ومن دون إقامة أي اعتبار للشكاوى الكثيرة التي وردت إلى الشركة من اختراق الخصوصية ... أبعدت كثيرا في وصف الخدمة لكن لتقريب المشهد لدى المتلقي والقارئ الكريم وأعود للرسمة التي ذكرتها حيث صوّر فيها شخص قام بضرب عدد من الأغطية الخشبية بشكل عشوائي على نوافذ المنزل خوفا من تلصص خدمات قوقل المتاحة لكل أحد . ربما ستشكل لنا تلك الخدمة مشكلات اجتماعية جديدة أكثر بكثير من مشكلات البلوتوث والرسائل المزعجة على جوالات المحارم التي أحدثت ضربا وتوبيخا وخصومات وطلاقات و ... إلخ من مشكلات أحدثتها التقنيات الحديثة ولعل دراسة نشرت مؤخرا في أكثر من وسيلة إعلامية بينت أن الانترنت والجوالات تسببت في رفع الطلاقات في السعودية بشكل ربما هو غير مباشر لكن هذا ما قالته الدراسة ونتائجها .
ومن هذه الدراسة ونتائجها أدخل إلى دراسة بينت حسب الدول العربية والإسلامية ما الكلمات التي يكثر الباحثون كتابتها في شريط البحث في الموقع بيت القصيد قوقل الذي يتربع على عرش محركات البحث العربية والأجنبية ولا يزال يحقق زيادات على حساب بقية المحركات
و يكشف وبدون أسرار أن أكثر الكلمات التي يبحث عنها رواد الانترنت العرب من الدول العربية هي أسماء الفنانات أمثال هيفاء وهبي ونانسي عجرم وأسماء الأغاني وما شابهها ما يعطي تصوّر سلبي عن استخدمات الانترنت عندنا وما الأشياء التي يستغلها المواطن العربي فيها ويتجه للبحث عنها في الشبكة العنكبوتية وهو سوء استخدام وقلة حيلة وبؤس حيث يتصوّر من التقنية أن تتجه بنا للأعلى وتأخذ بنا للتطوير والتحسين والثقافة وانتشال الأمة من تأخرها حيث إننا لم نخترع لا الحاسب ولا الانترنت ولا البرمجة وإنما مجرد مستخدمين لمنتجات التقنية الحديثة التي نجد استخدامات تسيء لنا وتجعلنا مهووسين بالجمال الحسي المادي المزيف لجميلات مصنوعات أشبعن غنجا ودلالا وميوعة يسلبن ذا اللب حتى لا حراك به وهن أضعف خلق الله إنسانا ، هل انتهت مشكلاتنا ومتطلباتنا وحاجاتنا حتى تكون التقنية موجهة لخدمة الأغاني والبحث عن أخبار المغنيات الراقصات وتسجيلاتهن الجديدة والنادرة والحفلات الخاصة والمقاطع الفيلمية المأخوذة عن طريق الهواة والصحفيين ومصوري الباباراتزي المتخصصين في التلصص والبقاء ساعات مضحين بأنفسهم ومعرضين للحوادث للحصول على صورة بطريقة أو أخرى يمكن أن تكون سبقا صحفيا أو سبقا خاصا على مواقع الانترنت غير المسؤولة .
ومن الطريف أن بعض الجامعات الأكاديمية باتت تستغل هذا الهوس بالفنانين والفنانات وأخذت تستقطبهن في برامج وأنشطة لزيارة تلك الجامعات والالتقاء بالطلاب كشخصيات محببة للطلاب وهذا ما حصل بالفعل في إحدى جامعات لبنان وربما كانت الجامعات آخر معاقلنا التي لم تدكها الهجمات الوهابية لكن عشنا إلى أن أكرمنا الله بأن ندرك هذا الحدث العظيم .
بحكم أن أكثر من يرتاد الانترنت هم فئة الشباب من الجنسين وهم المعوّل عليهم وهم أمل الأمة فنحن نحتاج إلى توعية وإلى توجيه وإلى تعليم الشباب بمواقع جيدة واستخدامات مفيدة للشبكة العنكبوتية أفضل بكثير من إنهاك أعينهم في البحلقة وتحميل الأغاني والتسعّك على الانترنت والخروج بمفسدات لأخلاقهم وفساد ذائقتهم خاصة في مجال الأسرة والحياة العائلية لهم والبحث عن شريك حياة واقعي لم يخضع لعمليات إصلاح شكلي شاملة .
الثلاثاء، أبريل 08، 2008
معرض الطلاق
معرض الطلاق .
يبدو أن كثيراً من الشعوب في دول العالم، خصوصاً في قارة أوروبا، تجاوزونا في ابتكار الجديد من السبل والوسائل العملية للتعامل الإيجابي مع حالات الطلاق التي تقع فيها، وما ينجم عن الطلاق من مشكلات لإيجاد الحلول الواقعية لها، أو عرفوا كيف يتعايشون مع تلك المشكلات بأساليب ووسائل إبداعية تخفف من وطأتها على المطلقين والمطلقات، بدلاً من النواح والبكاء والعويل المنطلق كبوق طويل مزعج لكثير من الأطروحات التي غالباً ما تكون سلبية بهدف معالجة المشكلات التي تنجم عن الطلاق، كما يحدث عندنا!
في هولندا - مثلاً - نعم هولندا، التي أنتج فيها ذلك الفيلم المسيء للإسلام، والذي أثار موجات من الاحتجاجات الإسلامية العالمية، أقامت معرضاً خاصاً موجهاً إلى المطلقين والمطلقات... ربما يبدو ذلك غريباً، لكن هذا هو ما حدث بالفعل، إذ يتوافر في المعرض أركان لمكاتب محاماة تساعد المطلق أو المطلقة في قضايا المؤخّر، أو قضايا التعويضات، وقضايا السكن، وقضايا النفقة، وقضايا حضانة الأولاد، وغيرها... يحوي المعرض أيضا أركاناً لعيادات نفسية تعمل جلسات علاج نفسي للمطلق أو المطلقة، وكلنا سمع أو شاهد ما حصل للممثلة برتيني سبيرز بعد طلاقها، ومشكلة حضانتها لطفليها! فالطلاق ليس شيئاً هيناً على الرجل والمرأة على السواء، ومن الممكن أن يحطم حياة الفرد ويقضي عليه تماما في غمضة عين، وبالتالي فإن العناية بنفسية المطلق أو المطلقة مهمة جداً ما جعل لهذه الخدمة جناحاً مهماً في معرض الطلاق الهولندي!
وفي المعرض الطلاقي يوجد - أيضاً - أركان لشركات سياحة تقدم برامج سياحية خاصة لأولئك المأزومين من الناس، فربما يجدون في مثل تلك الرحلات والزيارات السياحية فرص استجمام وترفيه، وتوجد -أيضاً - أركان لمؤسسات تقدم أفكاراً للتعرف على شريك حياة جديد بطريقة مبتكرة وأفضل من طريقة الخطابات العادية، أو مواقع «الانترنت» التي تدخل فيها فتيات يزعمن أنهن بغاية الجمال والأنوثة والشباب والحيوية واكتمال الصفات المطلوبة كافة!
«جاتك مصيبة، لو كنت كما تقولين عن صفاتك لما احتجت أن تضعي إعلاناً لنفسك في مثل هذه المواقع، ولا المهيوف الآخر الذي يصف نفسه كنجم شباك ثم يبحث عن زوجة، وعندما يبين المستخبي ساعتها تكون الفضيحة بجلاجل»!
في المعرض أيضاً توجد أركان للأثاث والعقار وبيع السيارات، وقد تكون السيارة غير مناسبة بعد الطلاق من حيث الحجم أو أن يأخذها الزوج السابق مثلاً، كما تقدم خدمات مثل النوادي الرياضية، ومنتجات وعيادات التجميل التي ستساعد الزائر أو الزائرة في تجديد المظهر والشعور بالثقة من جديد في مشوار البحث عن شريك آخر، أو شريكة أخرى، والعجيب أنه يوجد مدربون للعلاقات العاطفية، وشركات متخصصة في ترتيب اللقاءات الغرامية المدفوعة مسبقاً، ولا حاجة هنا إلى تعليق!
الطريف أن المعرض في نسخته النمساوية كان يخصص أياماً للرجال، وأياماً أخرى للنساء حتى لا تكون هناك مواجهة بين المطلقين والمطلقات... لكن يتميز معرض الهولندي بأنه مفتوح للجميع حتى الصغار يؤمونه، ويقدم في ركن من أركانه عروضاً للمتزوجين توضح لهم تصوراً تمثيلياً للمرحلة النهائية للطلاق، ربما تساعدهم في التوقف عن إتمام مشروع طلاق مقترح.
أجدها فرصة هنا لقيام المؤسسات التربوية، والمؤسسات الاجتماعية والأسرية، بتبني فكرة معرض شبه دائم للطلاق، مثل معرضي الطلاق في هولندا وفي النمسا، يُدعى له المتزوجون والمتزوجات، وتعرض فيه بأساليب ووسائل إبداعية ما يمكن أن يحدث من مشكلات بعد الحروف الأربعة (طالق) له ولها، وللأولاد وللأسرتين وللمجتمع، ويقدم كذلك كتيبات وإرشادات عاطفية وحلولاً لمشكلات كثيرة شبه متكررة، وعروض فيديو وأناشيد تمثيلية ومصورة تبين حجم النعمة التي يتقلب فيها المتزوجون، وإلى أين يريد الشيطان أن يجرهم إليه (الطلاق). وقد اطلعت أخيراً على أنشودة صنعت لتوجيه هذه الرسالة ووجدتها مشحونة عاطفيا بشكل ممتاز، ومن الممكن أن تؤثر في كل مندفع أو مندفعة نحو الطلاق، وتؤثر فيهم ربما أكثر من نصيحة أخ أو كلمة حكم أو قاضٍ أو غيره.
دعونا نستفيد من تجارب الآخرين العالمية، ونقدم أفكارنا لتحقيق ما نصبو إليه من حماية لمجتمعنا من حالات الطلاق التي استشرت أخيراً، وهنا أحيي البرنامج الجميل الذي قدمته جمعية الشقائق الخيرية بجدة تحت عنوان «للحياة معنى»، وهو برنامج موجه للمطلقات ويستهدف ألف مطلقة ليقدمن لهن مساعدة في تعلم أفكار مفيدة مثل «كيف تحصل المطلقة على بداية مشرقة، والمطلـــقة ما لها ومــــا عليها؟ واستعيدي قوتك، والطلاق أقل ضرراً، وفنون تخطي المشـــكلات، وخطوات عملية في طريق التفكير الإيجابي وتدريـــبات عملية للتخلص من المشاعر السلبية».
مرة أخرى لنفكر في إقامة المعرض ونكون جريـــئين في ذلـــك فهو طريقة إبداعية ومبتكرة لمنع الطلاق أو لمواجهة مشكلاته.
يبدو أن كثيراً من الشعوب في دول العالم، خصوصاً في قارة أوروبا، تجاوزونا في ابتكار الجديد من السبل والوسائل العملية للتعامل الإيجابي مع حالات الطلاق التي تقع فيها، وما ينجم عن الطلاق من مشكلات لإيجاد الحلول الواقعية لها، أو عرفوا كيف يتعايشون مع تلك المشكلات بأساليب ووسائل إبداعية تخفف من وطأتها على المطلقين والمطلقات، بدلاً من النواح والبكاء والعويل المنطلق كبوق طويل مزعج لكثير من الأطروحات التي غالباً ما تكون سلبية بهدف معالجة المشكلات التي تنجم عن الطلاق، كما يحدث عندنا!
في هولندا - مثلاً - نعم هولندا، التي أنتج فيها ذلك الفيلم المسيء للإسلام، والذي أثار موجات من الاحتجاجات الإسلامية العالمية، أقامت معرضاً خاصاً موجهاً إلى المطلقين والمطلقات... ربما يبدو ذلك غريباً، لكن هذا هو ما حدث بالفعل، إذ يتوافر في المعرض أركان لمكاتب محاماة تساعد المطلق أو المطلقة في قضايا المؤخّر، أو قضايا التعويضات، وقضايا السكن، وقضايا النفقة، وقضايا حضانة الأولاد، وغيرها... يحوي المعرض أيضا أركاناً لعيادات نفسية تعمل جلسات علاج نفسي للمطلق أو المطلقة، وكلنا سمع أو شاهد ما حصل للممثلة برتيني سبيرز بعد طلاقها، ومشكلة حضانتها لطفليها! فالطلاق ليس شيئاً هيناً على الرجل والمرأة على السواء، ومن الممكن أن يحطم حياة الفرد ويقضي عليه تماما في غمضة عين، وبالتالي فإن العناية بنفسية المطلق أو المطلقة مهمة جداً ما جعل لهذه الخدمة جناحاً مهماً في معرض الطلاق الهولندي!
وفي المعرض الطلاقي يوجد - أيضاً - أركان لشركات سياحة تقدم برامج سياحية خاصة لأولئك المأزومين من الناس، فربما يجدون في مثل تلك الرحلات والزيارات السياحية فرص استجمام وترفيه، وتوجد -أيضاً - أركان لمؤسسات تقدم أفكاراً للتعرف على شريك حياة جديد بطريقة مبتكرة وأفضل من طريقة الخطابات العادية، أو مواقع «الانترنت» التي تدخل فيها فتيات يزعمن أنهن بغاية الجمال والأنوثة والشباب والحيوية واكتمال الصفات المطلوبة كافة!
«جاتك مصيبة، لو كنت كما تقولين عن صفاتك لما احتجت أن تضعي إعلاناً لنفسك في مثل هذه المواقع، ولا المهيوف الآخر الذي يصف نفسه كنجم شباك ثم يبحث عن زوجة، وعندما يبين المستخبي ساعتها تكون الفضيحة بجلاجل»!
في المعرض أيضاً توجد أركان للأثاث والعقار وبيع السيارات، وقد تكون السيارة غير مناسبة بعد الطلاق من حيث الحجم أو أن يأخذها الزوج السابق مثلاً، كما تقدم خدمات مثل النوادي الرياضية، ومنتجات وعيادات التجميل التي ستساعد الزائر أو الزائرة في تجديد المظهر والشعور بالثقة من جديد في مشوار البحث عن شريك آخر، أو شريكة أخرى، والعجيب أنه يوجد مدربون للعلاقات العاطفية، وشركات متخصصة في ترتيب اللقاءات الغرامية المدفوعة مسبقاً، ولا حاجة هنا إلى تعليق!
الطريف أن المعرض في نسخته النمساوية كان يخصص أياماً للرجال، وأياماً أخرى للنساء حتى لا تكون هناك مواجهة بين المطلقين والمطلقات... لكن يتميز معرض الهولندي بأنه مفتوح للجميع حتى الصغار يؤمونه، ويقدم في ركن من أركانه عروضاً للمتزوجين توضح لهم تصوراً تمثيلياً للمرحلة النهائية للطلاق، ربما تساعدهم في التوقف عن إتمام مشروع طلاق مقترح.
أجدها فرصة هنا لقيام المؤسسات التربوية، والمؤسسات الاجتماعية والأسرية، بتبني فكرة معرض شبه دائم للطلاق، مثل معرضي الطلاق في هولندا وفي النمسا، يُدعى له المتزوجون والمتزوجات، وتعرض فيه بأساليب ووسائل إبداعية ما يمكن أن يحدث من مشكلات بعد الحروف الأربعة (طالق) له ولها، وللأولاد وللأسرتين وللمجتمع، ويقدم كذلك كتيبات وإرشادات عاطفية وحلولاً لمشكلات كثيرة شبه متكررة، وعروض فيديو وأناشيد تمثيلية ومصورة تبين حجم النعمة التي يتقلب فيها المتزوجون، وإلى أين يريد الشيطان أن يجرهم إليه (الطلاق). وقد اطلعت أخيراً على أنشودة صنعت لتوجيه هذه الرسالة ووجدتها مشحونة عاطفيا بشكل ممتاز، ومن الممكن أن تؤثر في كل مندفع أو مندفعة نحو الطلاق، وتؤثر فيهم ربما أكثر من نصيحة أخ أو كلمة حكم أو قاضٍ أو غيره.
دعونا نستفيد من تجارب الآخرين العالمية، ونقدم أفكارنا لتحقيق ما نصبو إليه من حماية لمجتمعنا من حالات الطلاق التي استشرت أخيراً، وهنا أحيي البرنامج الجميل الذي قدمته جمعية الشقائق الخيرية بجدة تحت عنوان «للحياة معنى»، وهو برنامج موجه للمطلقات ويستهدف ألف مطلقة ليقدمن لهن مساعدة في تعلم أفكار مفيدة مثل «كيف تحصل المطلقة على بداية مشرقة، والمطلـــقة ما لها ومــــا عليها؟ واستعيدي قوتك، والطلاق أقل ضرراً، وفنون تخطي المشـــكلات، وخطوات عملية في طريق التفكير الإيجابي وتدريـــبات عملية للتخلص من المشاعر السلبية».
مرة أخرى لنفكر في إقامة المعرض ونكون جريـــئين في ذلـــك فهو طريقة إبداعية ومبتكرة لمنع الطلاق أو لمواجهة مشكلاته.
الخميس، أبريل 03، 2008
الجبن الحساوي
الجبن الحساوي
مقالة لم تنشر في الصحف
جيل نشأ وترعرع على ثقافة الجدران لها آذان ، وامش تحت الحيط وعبارات أخرى من مثل : لا أسمع لا أرى لا أتكلم ، والشيوخ أبخص وغيرها من العبارات التي سجلت في عقل الحساوي اللاواعي القناعة والرضا والتسليم والهدوء ،
ودع الأمور تجري في أعنتها ولا تنامنّ إلا خالي البالي
اليوم كثر المهاجمون للحساوية وتندرهم عليهم ووصمهم بالخوف ودنو الطموح حيث كتب أحدهم مقالة في إحدى الصحف لمناقشة مشكلة واحتياج فلم يكتب إلا عن رغبته في إنشاء سوق للبرسيم وأنه مر بالسوق ووجده غير منظم ...في كل مرة أرى ذلك الكاتب لا شعوريا أتذكر مقالته تلك ، ولعل ما دعاني للكتابة هنا عن هذا الموضوع هو تعالي تلك الأصوات مرة أخرى مهاجمة للحساوية بالصمت المطبق وأنهم لا يطالبون بشيء فيما المناطق كل المناطق ترفل بنعيم الوطن وثرواته فيما تبقى الأحساء كما هي بسبب طبيعة البلد الهادئة ولعل أهل البلد يتندرون على بعضهم حين قابل وفد من وجهاء البلد خادم الحرمين الشريفين واجتمعوا عنده واستقبلهم بكل أريحية ليسمع منهم كما هي عادته فإذا هم يطلبون ناديا أدبيا فأعطاهم وأمر لهم بذلك حفظه الله تعالى ، لكن تقاصرت همتهم ومطلبهم إلى أن يطلبوا من الرجل الأول والأب الروحي للوطن هذا المطلب .
في الحديث الذي يرويه ابن حبان بإسناد حسن : عن أبي موسى الأشعري قال: أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- أعرابياً، فأكرمه فقال له: "ائتنا" فأتاه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "سلْ حاجتك"، فقال: ناقة تركُبها، واعنُزاً يحلبها أهلي.
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل؟ قالوا: يا رسول الله، وما عجوز بني إسرائيل؟
قال: "إن موسى لَّما سار ببني إسرائيل من مصر، ضلُّوا طريق، فقال: ما هذا؟ فقال علماؤهم: إن يوسف لما حضره الموتُ أخذ علينا موثقاً من الله أن لا نخرج من مصر حتى تُنقل عظامه معنا. قال: فمن يعلم موضع قبره؟ قالوا: عجوز من بني إسرائيل، فبعث إليها، فأتته، فقال: دُليني على قبر يوسف، قال: حتى تُعطيني حكمي، قال: ما حكمك؟ قالت: أكونُ معك في الجنة.
فكره (موسى) أن يُعطيها ذلك، فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها؟ فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقع ماء، فقالت: انضِبُوا هذا الماء، قالت: احتفِروا واستخرجوا عظام يوسف، فلما أقلُّوها إلى الأرض، إذا الطريق مثل ضوءِ النهار ... الشاهد أن تلك العجوز طلبت مطلبا عظيما من نبي الله موسى عليه السلام وهو صحبته في الجنة ولم تطلب ناديا أدبيا .
مؤخرا قرأت كتابات لكتاب من خارج الأحساء وليسوا من أهلها يطالبون ببعض المتطلبات الأساس والضرورية من مستشفيات وطرق وجسور وأنفاق وبيئة تحتية حضارية ربما بعضها موجه لشركات مثل شركة أرامكو السعودية وبعضها موجه لبعض الوزارات وبعض الكتاب ربما تطاول بطريقة ضمنية للتوجيه لرجال المنطقة ونسائها للتحرك نحو المسؤولين وانتهاز فرصة الطفرة الثانية لتذكيرهم بأن هناك محافظة اسمها الأحساء تحتاج خدمات ضرورية من اللازم أن تتم بشكل عاجل حتى تلحق بركب الحضارة .ولعل جهود الشاب النشط رئيس بلدية الأحساء فهد الجبير مع أنه من غير أهلها كانت محط إعجاب الأحسائيين ورضاهم شبه التام وما ذلك إلا لأن المحافظة بكر من المشاريع التنموية اهتزت وانتشت مع شق أول نفق يربط بين الهفوف والمبرز وصار ذلك النفق على حد تعبير ذلك الكاتب المشاكس مزارا للأحسائيين .
أهكذا صارت صورتنا عند الغير ؟! أهكذا وصل بنا الحال في تندر الآخرين بنا ؟ أهكذا يرانا الآخرون إلى درجة أن صاروا يكتبون بالنيابة عن أبناء الأحساء عن متطلباتها واحتياجاتها وكأننا شعب آخر .
مقالة لم تنشر في الصحف
جيل نشأ وترعرع على ثقافة الجدران لها آذان ، وامش تحت الحيط وعبارات أخرى من مثل : لا أسمع لا أرى لا أتكلم ، والشيوخ أبخص وغيرها من العبارات التي سجلت في عقل الحساوي اللاواعي القناعة والرضا والتسليم والهدوء ،
ودع الأمور تجري في أعنتها ولا تنامنّ إلا خالي البالي
اليوم كثر المهاجمون للحساوية وتندرهم عليهم ووصمهم بالخوف ودنو الطموح حيث كتب أحدهم مقالة في إحدى الصحف لمناقشة مشكلة واحتياج فلم يكتب إلا عن رغبته في إنشاء سوق للبرسيم وأنه مر بالسوق ووجده غير منظم ...في كل مرة أرى ذلك الكاتب لا شعوريا أتذكر مقالته تلك ، ولعل ما دعاني للكتابة هنا عن هذا الموضوع هو تعالي تلك الأصوات مرة أخرى مهاجمة للحساوية بالصمت المطبق وأنهم لا يطالبون بشيء فيما المناطق كل المناطق ترفل بنعيم الوطن وثرواته فيما تبقى الأحساء كما هي بسبب طبيعة البلد الهادئة ولعل أهل البلد يتندرون على بعضهم حين قابل وفد من وجهاء البلد خادم الحرمين الشريفين واجتمعوا عنده واستقبلهم بكل أريحية ليسمع منهم كما هي عادته فإذا هم يطلبون ناديا أدبيا فأعطاهم وأمر لهم بذلك حفظه الله تعالى ، لكن تقاصرت همتهم ومطلبهم إلى أن يطلبوا من الرجل الأول والأب الروحي للوطن هذا المطلب .
في الحديث الذي يرويه ابن حبان بإسناد حسن : عن أبي موسى الأشعري قال: أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- أعرابياً، فأكرمه فقال له: "ائتنا" فأتاه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "سلْ حاجتك"، فقال: ناقة تركُبها، واعنُزاً يحلبها أهلي.
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل؟ قالوا: يا رسول الله، وما عجوز بني إسرائيل؟
قال: "إن موسى لَّما سار ببني إسرائيل من مصر، ضلُّوا طريق، فقال: ما هذا؟ فقال علماؤهم: إن يوسف لما حضره الموتُ أخذ علينا موثقاً من الله أن لا نخرج من مصر حتى تُنقل عظامه معنا. قال: فمن يعلم موضع قبره؟ قالوا: عجوز من بني إسرائيل، فبعث إليها، فأتته، فقال: دُليني على قبر يوسف، قال: حتى تُعطيني حكمي، قال: ما حكمك؟ قالت: أكونُ معك في الجنة.
فكره (موسى) أن يُعطيها ذلك، فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها؟ فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقع ماء، فقالت: انضِبُوا هذا الماء، قالت: احتفِروا واستخرجوا عظام يوسف، فلما أقلُّوها إلى الأرض، إذا الطريق مثل ضوءِ النهار ... الشاهد أن تلك العجوز طلبت مطلبا عظيما من نبي الله موسى عليه السلام وهو صحبته في الجنة ولم تطلب ناديا أدبيا .
مؤخرا قرأت كتابات لكتاب من خارج الأحساء وليسوا من أهلها يطالبون ببعض المتطلبات الأساس والضرورية من مستشفيات وطرق وجسور وأنفاق وبيئة تحتية حضارية ربما بعضها موجه لشركات مثل شركة أرامكو السعودية وبعضها موجه لبعض الوزارات وبعض الكتاب ربما تطاول بطريقة ضمنية للتوجيه لرجال المنطقة ونسائها للتحرك نحو المسؤولين وانتهاز فرصة الطفرة الثانية لتذكيرهم بأن هناك محافظة اسمها الأحساء تحتاج خدمات ضرورية من اللازم أن تتم بشكل عاجل حتى تلحق بركب الحضارة .ولعل جهود الشاب النشط رئيس بلدية الأحساء فهد الجبير مع أنه من غير أهلها كانت محط إعجاب الأحسائيين ورضاهم شبه التام وما ذلك إلا لأن المحافظة بكر من المشاريع التنموية اهتزت وانتشت مع شق أول نفق يربط بين الهفوف والمبرز وصار ذلك النفق على حد تعبير ذلك الكاتب المشاكس مزارا للأحسائيين .
أهكذا صارت صورتنا عند الغير ؟! أهكذا وصل بنا الحال في تندر الآخرين بنا ؟ أهكذا يرانا الآخرون إلى درجة أن صاروا يكتبون بالنيابة عن أبناء الأحساء عن متطلباتها واحتياجاتها وكأننا شعب آخر .
الاثنين، مارس 31، 2008
باي باي محرم
باي... باي... مَحْرَم
عبدالمنعم الحسين الحياة - 31/03/08//
لم تعد المرأة الزائرة للسعودية أو المواطنة، حال السفر لظرف العمل أو الدراسة أو حضور برنامج تدريبي أو ملتقى أو غيره، مجبرة مثل السابق بوجود المحرم، إذ بدأ التنفيذ بالفعل لقرار وزارة التجارة بالسماح للنساء بالسكن في الفنادق من دون الشقق المفروشة! بالسكن من دون اشتراط وجود المحرم، كما هو معمول به في السابق، إذ كان سابقاً يسمح للذكور من دون الإناث أو العوائل بشرط وجود بطاقة العائلة، أما المرأة أو الفتاة فلا يسمح لها بالسكن إلا باشتراط وجود المحرم، لقد شاركت في أحد الملتقيات التابعة للعمل، وكانت الفعالية في حضور ومشاركة نسائية (في قاعات لوحدهن ويتم نقل الصوت والصورة لهن من دون أي اختلاط) حتى لا يظن أحد بنا شراً... أكمل المادة بعد الفاصل الاعتراضي، فأقول: يحدثني أحد المشرفين أن إحدى المعنيات بالحضور اتصلت على مشرف اللقاء تقول: إنها ترغب في المشاركة، لكن لم يتوافر لها المحرم، والفعالية بعيدة عن مقر عملها، وبالتالي هي مضطرة للمبيت، وحيث لم يتوفر المحرم فمعناها لن تتمكن من المشاركة في الملتقى، تقول كل ذلك وهي تنتحب بكاءً على فوات فرصة المشاركة بسبب عدم تمكنها من إقناع أي من محارمها للذهاب معها والمبيت.
على مر سنوات سابقة مع بداية دراسة الفتيات الجامعية ومع توافر وظائف لهن بعيدة عن مقر سكنهن، وعدم توافر محرم يقلّهن لمقار عملهن ذهاباً وعودة، كانت الحاجة لوجود السائق الخاص الذي ترتحل معه المرأة لوحدها إلى مقر عملها، وكان ذلك الحين الخطب المنبرية والمنشورات والأشرطة التي تطبع وتوزع بأغلفة ومن دون ومجهولة المصادر، وربما حتى المتحدثين فيها، وتتحدث عن حرمة ذلك، وأنه نهاية التاريخ، وأنه علامة من علامات الساعة، إذ الاختلاط والخلوة، وظهرت فتاوى تحدد المسافة وأنه داخل البلد، وأن الفتاة تفتح النوافذ حتى لا تكون خلوة، واستمر المسلسل حتى ضعف ذلك الصوت مع وجود بنات لمتدينين أو زوجات يتحركن لأعمالهن ولمدارسهن مع السائق ليلاً ونهاراً، واعتاد الناس ذلك، ولم يعد هذا قضية كبيرة وظلت القضايا التي ضخمت وتم تهويلها في البداية ومع الاعتياد تكون الحالات التي تقع خطأ لسبب أو آخر محدودة، وتقع بأسباب كثيرة ربما يكون وجود السائق الأجنبي في تنقلات النساء حلقة دور الوسيلة، وليست السبب الرئيس في الأخطاء التي تقع في تلك الحالات، فتصبغ الوسيلة بالذنب وتهاجم ويغض الطرف عن الأدوار الرئيسة الأخرى في المشكلة. تلك المشكلة التي تجاوزها الناس وتعايشوا معها، وصارت كثير من الأسر السعودية تعتمد هذه الوسيلة بغض النظر عن التدين أو المستوى الاجتماعي أو النسب أو مقام الوظيفة لعميد الأسرة، كل ذلك تم تجاوزه تقريباً، وصارت الطرقات الداخلية والسريعة البعيدة تمتلئ بنساء يرتحلن لقطع مسافات من أجل العمل أو الدراسة في رحلات الذهاب والإياب، بغض النظر عن المسافة أو وجود عدد من النساء، أو وجود زوجة السائق معه في الرحلة، أو من دون أن تبدأ الرحلة مع الفجر وتنتهي بالعصر لمرة واحدة في اليوم أو تتكرر غير مهم. المشكلة في عمل المرأة أو دراستها بعيداً عن أهلها في مدينة أخرى، وتم تذليل ذلك بسكنها مع مجموعة نساء ومع وجود محرم لإحداهن، ويتناوب المجموعة ذلك حتى تنتهي الدراسة أو العمل، وهذا يتم بتأجير بيت أو شقة وليس غرفة في فندق أو شقة مفروشة.
لكن القرار هذا يضع حلاً للسائحات الزائرات القادمات لأجل مهام موجزة أو دورة، أو أي سبب من الأسباب التي تنتقل لها المرأة بسبب الحاجة، ثم تفاجأ أنها لا تستطيع السكن، وأن عليها أن تعود لرحالها، في مرات كثيرة كنت أحضر لقاءات أو مناسبات ويكون الزوج أو الأخ موجوداً لا لشيء إلا للانتظار، وربما يكون منتظراً في السيارة لساعات أو يتسكع في الشوارع حتى تنتهي الفعالية التي قدمت من أجلها زوجته أو أخته، ويكون في ذلك هدراً في موارد مالية على كاهل الأسرة وكذلك ضياعاً لأوقات المحرم ويضطر لأخذ إجازة من عمله أو استئذاناً ودياً بالمجاملة لحالته، لكن القرار الجديد يضع حلاً لتلك الحاجات الطارئة التي أضحت وجهاً من وجوه عجلة الاقتصاد ومشاركة المرأة، ويجب أن يكون مع ذلك رصد للأخطاء التي تقع ممن يتخذون من الحلول الاجتماعية الموافقة لبعض الفتاوى الاجتهادية لبعض مقتضيات الحاجة والعصرنة... يتخذونها كما أسلفت وسائل إضافية لتحقيق أخطائهن أو أخطائهم؟! فتتابع تلك الأخطاء بالحصر والثغرات وتعالج بمزيد من الحلول والاقتراحات البديلة التي لن تعجز العقول ولا مجالس العلماء والفقهاء عن وجود حلول إبداعية لها، تسارع في دفع عجلة التقدم والحضارة في البلد وتبوّؤها المكانة المرموقة التي تستحقها، مع الحفاظ على الدين والعقيدة والمثل العليا، وهذا موجود في بلدان إسلامية عدة وتفسر كل الأخطاء إلى أمراض وعقد إجرامية عند مرتكبيها ستكون ملازمة معهم في كل الظروف وكل الأماكن، ولن تجدي معهم إلا تتبع جذور المشكلات وليس الأعراض بالحلول الأصيلة.
عبدالمنعم الحسين الحياة - 31/03/08//
لم تعد المرأة الزائرة للسعودية أو المواطنة، حال السفر لظرف العمل أو الدراسة أو حضور برنامج تدريبي أو ملتقى أو غيره، مجبرة مثل السابق بوجود المحرم، إذ بدأ التنفيذ بالفعل لقرار وزارة التجارة بالسماح للنساء بالسكن في الفنادق من دون الشقق المفروشة! بالسكن من دون اشتراط وجود المحرم، كما هو معمول به في السابق، إذ كان سابقاً يسمح للذكور من دون الإناث أو العوائل بشرط وجود بطاقة العائلة، أما المرأة أو الفتاة فلا يسمح لها بالسكن إلا باشتراط وجود المحرم، لقد شاركت في أحد الملتقيات التابعة للعمل، وكانت الفعالية في حضور ومشاركة نسائية (في قاعات لوحدهن ويتم نقل الصوت والصورة لهن من دون أي اختلاط) حتى لا يظن أحد بنا شراً... أكمل المادة بعد الفاصل الاعتراضي، فأقول: يحدثني أحد المشرفين أن إحدى المعنيات بالحضور اتصلت على مشرف اللقاء تقول: إنها ترغب في المشاركة، لكن لم يتوافر لها المحرم، والفعالية بعيدة عن مقر عملها، وبالتالي هي مضطرة للمبيت، وحيث لم يتوفر المحرم فمعناها لن تتمكن من المشاركة في الملتقى، تقول كل ذلك وهي تنتحب بكاءً على فوات فرصة المشاركة بسبب عدم تمكنها من إقناع أي من محارمها للذهاب معها والمبيت.
على مر سنوات سابقة مع بداية دراسة الفتيات الجامعية ومع توافر وظائف لهن بعيدة عن مقر سكنهن، وعدم توافر محرم يقلّهن لمقار عملهن ذهاباً وعودة، كانت الحاجة لوجود السائق الخاص الذي ترتحل معه المرأة لوحدها إلى مقر عملها، وكان ذلك الحين الخطب المنبرية والمنشورات والأشرطة التي تطبع وتوزع بأغلفة ومن دون ومجهولة المصادر، وربما حتى المتحدثين فيها، وتتحدث عن حرمة ذلك، وأنه نهاية التاريخ، وأنه علامة من علامات الساعة، إذ الاختلاط والخلوة، وظهرت فتاوى تحدد المسافة وأنه داخل البلد، وأن الفتاة تفتح النوافذ حتى لا تكون خلوة، واستمر المسلسل حتى ضعف ذلك الصوت مع وجود بنات لمتدينين أو زوجات يتحركن لأعمالهن ولمدارسهن مع السائق ليلاً ونهاراً، واعتاد الناس ذلك، ولم يعد هذا قضية كبيرة وظلت القضايا التي ضخمت وتم تهويلها في البداية ومع الاعتياد تكون الحالات التي تقع خطأ لسبب أو آخر محدودة، وتقع بأسباب كثيرة ربما يكون وجود السائق الأجنبي في تنقلات النساء حلقة دور الوسيلة، وليست السبب الرئيس في الأخطاء التي تقع في تلك الحالات، فتصبغ الوسيلة بالذنب وتهاجم ويغض الطرف عن الأدوار الرئيسة الأخرى في المشكلة. تلك المشكلة التي تجاوزها الناس وتعايشوا معها، وصارت كثير من الأسر السعودية تعتمد هذه الوسيلة بغض النظر عن التدين أو المستوى الاجتماعي أو النسب أو مقام الوظيفة لعميد الأسرة، كل ذلك تم تجاوزه تقريباً، وصارت الطرقات الداخلية والسريعة البعيدة تمتلئ بنساء يرتحلن لقطع مسافات من أجل العمل أو الدراسة في رحلات الذهاب والإياب، بغض النظر عن المسافة أو وجود عدد من النساء، أو وجود زوجة السائق معه في الرحلة، أو من دون أن تبدأ الرحلة مع الفجر وتنتهي بالعصر لمرة واحدة في اليوم أو تتكرر غير مهم. المشكلة في عمل المرأة أو دراستها بعيداً عن أهلها في مدينة أخرى، وتم تذليل ذلك بسكنها مع مجموعة نساء ومع وجود محرم لإحداهن، ويتناوب المجموعة ذلك حتى تنتهي الدراسة أو العمل، وهذا يتم بتأجير بيت أو شقة وليس غرفة في فندق أو شقة مفروشة.
لكن القرار هذا يضع حلاً للسائحات الزائرات القادمات لأجل مهام موجزة أو دورة، أو أي سبب من الأسباب التي تنتقل لها المرأة بسبب الحاجة، ثم تفاجأ أنها لا تستطيع السكن، وأن عليها أن تعود لرحالها، في مرات كثيرة كنت أحضر لقاءات أو مناسبات ويكون الزوج أو الأخ موجوداً لا لشيء إلا للانتظار، وربما يكون منتظراً في السيارة لساعات أو يتسكع في الشوارع حتى تنتهي الفعالية التي قدمت من أجلها زوجته أو أخته، ويكون في ذلك هدراً في موارد مالية على كاهل الأسرة وكذلك ضياعاً لأوقات المحرم ويضطر لأخذ إجازة من عمله أو استئذاناً ودياً بالمجاملة لحالته، لكن القرار الجديد يضع حلاً لتلك الحاجات الطارئة التي أضحت وجهاً من وجوه عجلة الاقتصاد ومشاركة المرأة، ويجب أن يكون مع ذلك رصد للأخطاء التي تقع ممن يتخذون من الحلول الاجتماعية الموافقة لبعض الفتاوى الاجتهادية لبعض مقتضيات الحاجة والعصرنة... يتخذونها كما أسلفت وسائل إضافية لتحقيق أخطائهن أو أخطائهم؟! فتتابع تلك الأخطاء بالحصر والثغرات وتعالج بمزيد من الحلول والاقتراحات البديلة التي لن تعجز العقول ولا مجالس العلماء والفقهاء عن وجود حلول إبداعية لها، تسارع في دفع عجلة التقدم والحضارة في البلد وتبوّؤها المكانة المرموقة التي تستحقها، مع الحفاظ على الدين والعقيدة والمثل العليا، وهذا موجود في بلدان إسلامية عدة وتفسر كل الأخطاء إلى أمراض وعقد إجرامية عند مرتكبيها ستكون ملازمة معهم في كل الظروف وكل الأماكن، ولن تجدي معهم إلا تتبع جذور المشكلات وليس الأعراض بالحلول الأصيلة.
الخميس، فبراير 21، 2008
سنستفيد من الخمسة ...بشرط؟!
سنستفيد من «الخمسة»... بشرط؟!
جريدة الحياة - 18/02/08//
لا نقول إلا شكراً لحكومة خادم الحرمين الشريفين على هذا البدل المعلن أخيراً كزيادة في رواتب الموظفين والمتقاعدين على أثر الزيادات المتوالية الفاحشة، والتضخم العالي غير المسبوق، وتآكل الطبقة الوسطى من المجتمع، ودخول فئات وأعداد جديدة من المجتمع لشريحة المستجدين والمستعطين، ما شكل عبئاً إضافياً للمؤسسات والجمعيات الخيرية، وضغط على موارد الزكاة والصدقات المعتادة.
وسط كل النداءات والتراشقات السابقة، بالمطالبة بزيادة وبردها ورفضها من بعض العارفين بسبب خوفهم من ألا تأتي الزيادة في الراتب بأثر، لأن التجار والجشعين سيأكلون الخمسة، كما أكلوا الخمسة عشر الزيادة السابقة، وكانت المطالبات بتخفيضات ومراقبة للأسواق ودعم للسلع الأساسية، والحق كل تلك الحلول المطروحة والمقترحة أخذت بها الحكومة وأكثر، تعاملت مع المتغيرات بذكاء وتدخلت في الوقت المناسب وبطريقة هادئة متدرجة، لتوقظ الوحش الجشع التاجر الذي يريد أن يلتهم كل شيء. سبب اختيار الزيادة بخمسة في المئة، هو مناسبة الرقم لرقم التضخم المعلن، وهو أقل من خمسة في المئة في المجمل، لكن المقارنة بالتضخم إجمالاً قد لا تعكس تماماً الحاجة والمعادلة المعقولة في الزيادة، فمثلاً الزيادة في الأرز الحاصلة أكثر من 30 في المئة على رغم الدعم المعلن.
عموماً بخبرة بسيطة ستستمر اللعبة بطريقة يصعب السيطرة عليها، لعبة القط والفأر، لعبة اللعب بالأسعار، لعبة التعلل، لعبة فن أكل الراتب وسرقته من أصحابه، لكن ليس من سبيل للسيطرة على الغلاء الفاحش إلا بالله تعالى، ثم بوعي المستهلك الضعيف قبل المستهلك التاجر، لا سبيل لإيقاف كرة اللهب التي تأكل الأخضر واليابس إلا بعيش متزن، عيش على طريقة وارن بفت وغيره من التجار، وعلى طريقة عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه، إذ المال والتجارة الكبيرة العريضة، لكن اتزان وتوازن وضبط للاستهلاك، وتعامل راقٍ مع المال بشريعة الزهد، إذ المال في اليد وليس في القلب، إذ عقيدة ونصيحة عمر رضي الله عنه «ماذا أبقيتم لأخراكم، أفكلما اشتهيتم اشتريتم؟ عقيدة من كان له فضل مال فليعد به على من لا مال له، وليس يشتري أثواباً لا يلبسها، وساعة فاخرة بالشيء الفلاني، وجوالاً مرصعاً بالألماس، وسباقاً في المظهرية الزائفة بين الرجال والنساء، كما قال تعالى: (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً). بمثل هذه الأدبيات سيقع ضبط الأسعار، أما وسط استهلاك لأجل الاستهلاك، وتسوق لأجل التسوق، وقلب للموازين بحيث يكون التسوق والتبضع تمشية وتسلية وإتلافاً للأموال، حتى قيل إن ثلث سلة التسوق التي يدفعها الناس في مراكز التسوق الكبيرة هي لكماليات وأشياء زائدة على الحاجة، ربما تدخل في صنف، ربما في يوم من الأيام نستخدمها أو نحتاجها... طريقة تسوقنا فيها تحدٍ سافر لكل الرواتب والموازين، خصوصاً الذين يتسوقون ببطاقات الائتمان، أو بطريقة أخذ القروض تلو القروض... لقد غدا أكثر الناس بشكل أو آخر مديناً أو يوشك أن يكون، وأقساط منوعة من الأثاث والسيارة والمنزل ورحلة الصيف... الآن تتعالى النداءات في الحد من التضخم والغلاء بالحد من الصرف الحكومي العالي، وكذلك ضبط القروض المغرية التي تقدمها المصارف والبنوك لتقليل السيولة العالية التي في أيدي الناس وسببت بشكل مباشر تضخماً في سعر كل شيء.
الشرط الوحيد لكي تجدي زيادة الخمسة في المئة وتكون بها البركة، هو الاتزان في الصرف والاستهلاك والوعي في ذلك، وعدم مقابلة الزيادة بالزيادة، بل لا بد من موجة صيام، موجة بخل، موجة يحضر فيها العقل، موجة نسمع لعمر بن الخطاب «رضي الله عنه» حين شكا له الناس غلاء اللحم فقال لهم: أرخصوه أنتم بمقاطعته... النداءات برسائل الجوال ضد سلع معينة ومواقع الانترنت، البدائل ليست هي ما أعني هنا، ولكن أعني الوعي والاتزان المطلوبين، كي نستفيد من الخمسة في المئة ولا يحرقها هجمتنا الشرائية الفرحة بالخمسة وما سيأتي بعدها... برجاء حاولوا ضبط مصروفاتكم، ضبط أعطياتكم لأطفالكم... أعطياتكم لزوجاتكم، فالزوجات والأولاد أكثر ما يأتي على الراتب... فهل نستجيب؟!
جريدة الحياة - 18/02/08//
لا نقول إلا شكراً لحكومة خادم الحرمين الشريفين على هذا البدل المعلن أخيراً كزيادة في رواتب الموظفين والمتقاعدين على أثر الزيادات المتوالية الفاحشة، والتضخم العالي غير المسبوق، وتآكل الطبقة الوسطى من المجتمع، ودخول فئات وأعداد جديدة من المجتمع لشريحة المستجدين والمستعطين، ما شكل عبئاً إضافياً للمؤسسات والجمعيات الخيرية، وضغط على موارد الزكاة والصدقات المعتادة.
وسط كل النداءات والتراشقات السابقة، بالمطالبة بزيادة وبردها ورفضها من بعض العارفين بسبب خوفهم من ألا تأتي الزيادة في الراتب بأثر، لأن التجار والجشعين سيأكلون الخمسة، كما أكلوا الخمسة عشر الزيادة السابقة، وكانت المطالبات بتخفيضات ومراقبة للأسواق ودعم للسلع الأساسية، والحق كل تلك الحلول المطروحة والمقترحة أخذت بها الحكومة وأكثر، تعاملت مع المتغيرات بذكاء وتدخلت في الوقت المناسب وبطريقة هادئة متدرجة، لتوقظ الوحش الجشع التاجر الذي يريد أن يلتهم كل شيء. سبب اختيار الزيادة بخمسة في المئة، هو مناسبة الرقم لرقم التضخم المعلن، وهو أقل من خمسة في المئة في المجمل، لكن المقارنة بالتضخم إجمالاً قد لا تعكس تماماً الحاجة والمعادلة المعقولة في الزيادة، فمثلاً الزيادة في الأرز الحاصلة أكثر من 30 في المئة على رغم الدعم المعلن.
عموماً بخبرة بسيطة ستستمر اللعبة بطريقة يصعب السيطرة عليها، لعبة القط والفأر، لعبة اللعب بالأسعار، لعبة التعلل، لعبة فن أكل الراتب وسرقته من أصحابه، لكن ليس من سبيل للسيطرة على الغلاء الفاحش إلا بالله تعالى، ثم بوعي المستهلك الضعيف قبل المستهلك التاجر، لا سبيل لإيقاف كرة اللهب التي تأكل الأخضر واليابس إلا بعيش متزن، عيش على طريقة وارن بفت وغيره من التجار، وعلى طريقة عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه، إذ المال والتجارة الكبيرة العريضة، لكن اتزان وتوازن وضبط للاستهلاك، وتعامل راقٍ مع المال بشريعة الزهد، إذ المال في اليد وليس في القلب، إذ عقيدة ونصيحة عمر رضي الله عنه «ماذا أبقيتم لأخراكم، أفكلما اشتهيتم اشتريتم؟ عقيدة من كان له فضل مال فليعد به على من لا مال له، وليس يشتري أثواباً لا يلبسها، وساعة فاخرة بالشيء الفلاني، وجوالاً مرصعاً بالألماس، وسباقاً في المظهرية الزائفة بين الرجال والنساء، كما قال تعالى: (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً). بمثل هذه الأدبيات سيقع ضبط الأسعار، أما وسط استهلاك لأجل الاستهلاك، وتسوق لأجل التسوق، وقلب للموازين بحيث يكون التسوق والتبضع تمشية وتسلية وإتلافاً للأموال، حتى قيل إن ثلث سلة التسوق التي يدفعها الناس في مراكز التسوق الكبيرة هي لكماليات وأشياء زائدة على الحاجة، ربما تدخل في صنف، ربما في يوم من الأيام نستخدمها أو نحتاجها... طريقة تسوقنا فيها تحدٍ سافر لكل الرواتب والموازين، خصوصاً الذين يتسوقون ببطاقات الائتمان، أو بطريقة أخذ القروض تلو القروض... لقد غدا أكثر الناس بشكل أو آخر مديناً أو يوشك أن يكون، وأقساط منوعة من الأثاث والسيارة والمنزل ورحلة الصيف... الآن تتعالى النداءات في الحد من التضخم والغلاء بالحد من الصرف الحكومي العالي، وكذلك ضبط القروض المغرية التي تقدمها المصارف والبنوك لتقليل السيولة العالية التي في أيدي الناس وسببت بشكل مباشر تضخماً في سعر كل شيء.
الشرط الوحيد لكي تجدي زيادة الخمسة في المئة وتكون بها البركة، هو الاتزان في الصرف والاستهلاك والوعي في ذلك، وعدم مقابلة الزيادة بالزيادة، بل لا بد من موجة صيام، موجة بخل، موجة يحضر فيها العقل، موجة نسمع لعمر بن الخطاب «رضي الله عنه» حين شكا له الناس غلاء اللحم فقال لهم: أرخصوه أنتم بمقاطعته... النداءات برسائل الجوال ضد سلع معينة ومواقع الانترنت، البدائل ليست هي ما أعني هنا، ولكن أعني الوعي والاتزان المطلوبين، كي نستفيد من الخمسة في المئة ولا يحرقها هجمتنا الشرائية الفرحة بالخمسة وما سيأتي بعدها... برجاء حاولوا ضبط مصروفاتكم، ضبط أعطياتكم لأطفالكم... أعطياتكم لزوجاتكم، فالزوجات والأولاد أكثر ما يأتي على الراتب... فهل نستجيب؟!
الثلاثاء، فبراير 12، 2008
صويحبات القلم
صويحبات القلم
عبدالمنعم الحسين جريدة الحياة - 11/02/08//
تباشرت الصحف السعودية وحق لها بنبأ الجائزة التي أعلنتها الأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظها الله، وقد خصصتها للكاتبات والصحافيات والرائدات في العمل الصحافي.
غير مستغرب على ذلك البيت وتلك الأسرة الاهتمام بالثقافة ورعاية القلم وتذوق المادة الخبرية المقالية ودعمها بسخاء، والدها الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير مثقف وقارئ نهم ومتابع وراصد للمتغير والجديد الثقافي، ليس على مستوى الوطن، وإنما على مستوى الثقافة العالمية.
شكراً يا أميرتنا على هذه الجائزة، وهذا التقدير، وهذا الكرم الحاتمي مع صويحبات القلم اللاتي ربما مررن بمراحل حياتية مختلفة، بحسب التغيرات التي مرت بالساحة الاجتماعية والتعليمية، فمن واقع تعليم المرأة والسماح به، والتدريس النظامي والجامعات، وبعد ذلك التوظيف والابتعاث والدراسات العليا، والكتابة الصحافية والنشر والتأليف، والإسهام الواسع في المشاركات الفنية والإذاعية والفضائية، تلك المتغيرات التي أتت متلاحقة سريعة، أسرع من كل التوقعات، وأسرع من قدرة أي متابع في تتبع شريط قوة العبور إلى الغد التي تحملها المرأة السعودية، فمن بعد الكتابات التي انتشرت في فترة ما، وربما لا تزال، بكتابات صحافية بأقلام ذكورية، وبأسماء نساء، لا لشيء ولكن لتشجيع الفتيات على المشاركة، ومن بعد ذلك شيئاً فشيئاً صار يحدث عندنا النوع العكسي، وهو تخفي النساء وراء أقلام ذكورية، أو الكتابة بأسماء وهمية، أو بكنى وألقاب، والآن لا تمانع كثير من الكاتبات والصحافيات في ظهور الصورة مع المقال الخاص بها، فكل تلك التحفظات صارت شيئاً من الماضي وتبقى حرية شخصية.
هذه الجائزة، التي جاءت في التوقيت الرائع، لفتة ذكية لشحذ همم الكاتبات أصحاب الرسالة وأمانة القلم اللاتي لازلن يكتبن متخفيات، وتقدير رائع لهن ولدورهن وإسهاماتهن في رسم تاريخ الوطن، ووضع بصمة مشرقة للكاتبة السعودية... تقدير مجتمعي، لا أكثر من ذلك رسمي... لا أكثر من ذلك فخري على مستوى الأسرة المالكة، وأميرة من أميراتها الكريمات.
الجائزة هذه المرة - أكرر - ذكية، فهي ليست مالية وإنما جائزة تقديرية معنوية محفزة مطوّرة، عبارة عن منح دراسية في الصحافة والإعلام للفائزات فيها، وهي جائزة سنوية تشمل احتساب الدراسة والمعيشة والسفر والإقامة للفائزة ومحرمها، فهي قيّمة مالياً وذات قيمة اعتبارية عالية، ومثل ما عبرت عنها ذكية، جمعت التقدير والتكريم والتعليم والتدريب والتحفيز، ستكون هذه الجائزة رائدة بين بقية المسابقات، لؤلؤة مميزة على اسم راعيتها وصاحبتها الأميرة حصة، إذ إنها جديدة ومختلفة في رسالتها وأهدافها ورؤيتها عن بقية الجوائز والمسابقات على المستويين المحلي والإقليمي وربما العالمي، إذ تهدف الجائزة إلى تأسيس كيان داعم يحقق رؤية خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، لتمكين المرأة من المشاركة في بناء المجتمع السعودي في إطار الشريعة الإسلامية والتقاليد الاجتماعية المعتدلة، وتعضيد جهود معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي، الرامية إلى توطين الوظائف في صناعة الإعلام في مجال الصحافة لمدة لا تقل عن 15 عاماً، كما أن الجائزة التي تحت إشراف معهد الأمير أحمد بن سلمان تعتبر تخليداً لذكرى الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز، رحمه الله، في ترسيخ الصحافة، خصوصاً الصحافة النسائية والصحافيات السعوديات، وتكريماً للمبدعات والمميزات من الكاتبات والصحافيات، وتمنح هذه الجائزة وفقاً لشروط تحددها لجنة الجائزة، وبإذن الله ستكون هذه اللجنة مرنة وعلى مستوى الجائزة والحدث في دقة الاختيار والترشيح، ونتمنى أن تكون طريقة الترشيح ليست اختياراً من اللجنة فقط وإنما بالتسجيل، وطريقة التشريح المفتوح وطريقة التصويت، وجعل المسابقة تظاهرة كبيرة يحتفي بها الإعلامان المحلي والعالمي، على غرار المسابقات الجماهيرية الفضائية الأخيرة، إلا أنها تأخذ المزايا وتتخلص من العيوب.
شكراً للأميرة حصة على هذه البادرة، ونتمنى أن تكون هذه الجائزة في دورتها المقبلة شاملة للجنسين (ذكوراً وإناثاً) فليس هناك ما يمنع أن تكون جائزة كبيرة بهذا الحجم أن تعم بخيرها الجميع، وقبل الجميع أبعث بتهنئي الحارة للفائزات الأول اللاتي سيحققن أول فوز بالجائزة، وتهنئة مثلها للأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على هذا الإنجاز.
عبدالمنعم الحسين جريدة الحياة - 11/02/08//
تباشرت الصحف السعودية وحق لها بنبأ الجائزة التي أعلنتها الأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظها الله، وقد خصصتها للكاتبات والصحافيات والرائدات في العمل الصحافي.
غير مستغرب على ذلك البيت وتلك الأسرة الاهتمام بالثقافة ورعاية القلم وتذوق المادة الخبرية المقالية ودعمها بسخاء، والدها الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير مثقف وقارئ نهم ومتابع وراصد للمتغير والجديد الثقافي، ليس على مستوى الوطن، وإنما على مستوى الثقافة العالمية.
شكراً يا أميرتنا على هذه الجائزة، وهذا التقدير، وهذا الكرم الحاتمي مع صويحبات القلم اللاتي ربما مررن بمراحل حياتية مختلفة، بحسب التغيرات التي مرت بالساحة الاجتماعية والتعليمية، فمن واقع تعليم المرأة والسماح به، والتدريس النظامي والجامعات، وبعد ذلك التوظيف والابتعاث والدراسات العليا، والكتابة الصحافية والنشر والتأليف، والإسهام الواسع في المشاركات الفنية والإذاعية والفضائية، تلك المتغيرات التي أتت متلاحقة سريعة، أسرع من كل التوقعات، وأسرع من قدرة أي متابع في تتبع شريط قوة العبور إلى الغد التي تحملها المرأة السعودية، فمن بعد الكتابات التي انتشرت في فترة ما، وربما لا تزال، بكتابات صحافية بأقلام ذكورية، وبأسماء نساء، لا لشيء ولكن لتشجيع الفتيات على المشاركة، ومن بعد ذلك شيئاً فشيئاً صار يحدث عندنا النوع العكسي، وهو تخفي النساء وراء أقلام ذكورية، أو الكتابة بأسماء وهمية، أو بكنى وألقاب، والآن لا تمانع كثير من الكاتبات والصحافيات في ظهور الصورة مع المقال الخاص بها، فكل تلك التحفظات صارت شيئاً من الماضي وتبقى حرية شخصية.
هذه الجائزة، التي جاءت في التوقيت الرائع، لفتة ذكية لشحذ همم الكاتبات أصحاب الرسالة وأمانة القلم اللاتي لازلن يكتبن متخفيات، وتقدير رائع لهن ولدورهن وإسهاماتهن في رسم تاريخ الوطن، ووضع بصمة مشرقة للكاتبة السعودية... تقدير مجتمعي، لا أكثر من ذلك رسمي... لا أكثر من ذلك فخري على مستوى الأسرة المالكة، وأميرة من أميراتها الكريمات.
الجائزة هذه المرة - أكرر - ذكية، فهي ليست مالية وإنما جائزة تقديرية معنوية محفزة مطوّرة، عبارة عن منح دراسية في الصحافة والإعلام للفائزات فيها، وهي جائزة سنوية تشمل احتساب الدراسة والمعيشة والسفر والإقامة للفائزة ومحرمها، فهي قيّمة مالياً وذات قيمة اعتبارية عالية، ومثل ما عبرت عنها ذكية، جمعت التقدير والتكريم والتعليم والتدريب والتحفيز، ستكون هذه الجائزة رائدة بين بقية المسابقات، لؤلؤة مميزة على اسم راعيتها وصاحبتها الأميرة حصة، إذ إنها جديدة ومختلفة في رسالتها وأهدافها ورؤيتها عن بقية الجوائز والمسابقات على المستويين المحلي والإقليمي وربما العالمي، إذ تهدف الجائزة إلى تأسيس كيان داعم يحقق رؤية خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، لتمكين المرأة من المشاركة في بناء المجتمع السعودي في إطار الشريعة الإسلامية والتقاليد الاجتماعية المعتدلة، وتعضيد جهود معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي، الرامية إلى توطين الوظائف في صناعة الإعلام في مجال الصحافة لمدة لا تقل عن 15 عاماً، كما أن الجائزة التي تحت إشراف معهد الأمير أحمد بن سلمان تعتبر تخليداً لذكرى الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز، رحمه الله، في ترسيخ الصحافة، خصوصاً الصحافة النسائية والصحافيات السعوديات، وتكريماً للمبدعات والمميزات من الكاتبات والصحافيات، وتمنح هذه الجائزة وفقاً لشروط تحددها لجنة الجائزة، وبإذن الله ستكون هذه اللجنة مرنة وعلى مستوى الجائزة والحدث في دقة الاختيار والترشيح، ونتمنى أن تكون طريقة الترشيح ليست اختياراً من اللجنة فقط وإنما بالتسجيل، وطريقة التشريح المفتوح وطريقة التصويت، وجعل المسابقة تظاهرة كبيرة يحتفي بها الإعلامان المحلي والعالمي، على غرار المسابقات الجماهيرية الفضائية الأخيرة، إلا أنها تأخذ المزايا وتتخلص من العيوب.
شكراً للأميرة حصة على هذه البادرة، ونتمنى أن تكون هذه الجائزة في دورتها المقبلة شاملة للجنسين (ذكوراً وإناثاً) فليس هناك ما يمنع أن تكون جائزة كبيرة بهذا الحجم أن تعم بخيرها الجميع، وقبل الجميع أبعث بتهنئي الحارة للفائزات الأول اللاتي سيحققن أول فوز بالجائزة، وتهنئة مثلها للأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على هذا الإنجاز.
الخميس، فبراير 07، 2008
هيئة الاتصالات ... صح النوم
مقالة لم يكتب لها النشر في أي من الصحف السعودية
من حسن حظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات عندنا أن المواطن لا يعرف أن هناك هيئة اتصالات وأن مشكلات الاتصالات وخدماتها مرتبطة بشركات تقديم الخدمة سواء في خطوط الاتصال الثابتة أو الجوال ، لكن ما دعاني للكتابة هنا هو الخبر الذي تناقله المهتمون بالحاسب والانترنت وخدمات الاتصال العريضة اللاسلكية بمطالبة من هيئة الاتصالات لشركتي الاتصال اللاسلكي القائمتين حاليا من دون تسمية لأحدهما ، والمطالبة لهما بوقف الإعلان عن سرعات الاتصال التي تم الإعلان عنها مؤخرا وبدعايات في كل وسائل الإعلان المتاحة من صحف وقنوات فضائية وبأشكال إبداعية تصور للمواطن الغلبان أن كل مشكلات الانترنت وأسعارها وسرعاتها البطيئة والانقطاعات قد انتهت بفضل الله ثم بالخدمة الجديدة .
التحول الذي طرأ من حين بدأ خدمة الاتصال اللاسلكي المعروفة بالجوال المتحرك قبل عشر سنوات في السعودية والخدمة تتعولم بتنامي دخول الشركات المقدمة للخدمة لكن بمبيعات غير تقديم خدمة تناقل الصوت .. أقصد أن المسألة في الجوال لم تعد ألو وكيف الحال ومع السلامة وبينهما قصة طويلة من الحديث الفارغ أو المليان كما تظهره إحصاءات وبحوث الاهتمام بطريقة اتصال السعوديين وبأنهم أعلى متوسط قيمة مدفوعات على الاتصال في العالم ما يغري شركات كثيرة بتقديم خدمة الاتصال وسط شعب شغوف بالحكي والكلام في الفاضي والمليان وبمكالمات ممتدة لا تعرف التوقف حتى أثناء قيادة المركبة والشاهد تزايد حوادث السير المرتكبة بسبب استخدام الهاتف المتحرك . سوق بيع نقل الصوت لا يزال يشكل القيمة الأكبر في مبيعات الشركتين لكن الخدمات الجديدة الأخرى مثل رسائل النصوص التي لم تعد قصيرة والتي لم يطرأ على أسعارها أي تغيير منذ سنوات ، ورسائل الوسائط ، والنسخ الاحتياطية ، والبريد الاكتروني والانترنت ، وبيع الرنات ونغمات الانتظار التي لا تبالي بفتاوى صدرت من عدم جواز وضع القرآن والأدعية وبيعها وتحصيل قيمتها بطريقة مستمرة مع عدم إعطاء أصحابها أي مبالغ مالية ناتجة من مبيعات تلك النغمات ..وهي سوق تنمو بشكل حاد باعتبارية القوة الشرائية واتجاهات ثقافية وفكرية ففي اليابان مثلا صارت تلك الخدمات تشكل 45% من قيمة المبيعات الإجمالية لشركات الاتصالات عندهم .
أعود للصحوة الغريبة لهيئة الاتصالات من إعلاناتهم التحذيرية التي جاءت متأخرة جدا ولم نجد لها صدى على الواقع حتى الآن من رسائل الإعلانات التي تضحك على الذقون بتهاني كاذبة بالفوز ومن رسائل خادشة للحياء تخترق جوّالاتنا مع عجز شبه تام لوقف تلك الرسائل وتتبع مرسليها ، ومن إعلانات ودعايات ودعوات للاشتراك في رسائل المجموعات ذات الجوائز فيما لازالت إعلاناتها قائمة حتى تاريخه ، أما ما استفزني للكتابة حول أداء هيئة الاتصالات وعدم رضانا عنها هو مطالبتها لشركات تزويد خدمة الاتصال اللاسلكي العريض بالانترنت بوقف الإعلان عن سرعات غير حقيقية خدع بها الكثير من المستخدمين ومن بينهم كاتب هذه السطور حيث يتم الإعلان عن سرعة القطعة فيما السرعة الحقيقية لا تبلغ حتى 1 على 7 من السرعة المعلنة حتى في أحسن حالات الاتصال ؟! من يعوضنا عن الخداع الذي تم ؟ من يدافع عنا ؟ لماذا لا يكون هناك مطالبة بأن لا يكون أي إعلان إلا بعد مصادقة هيئة الاتصالات عليه وأنه حقيقي وغير متلاعب فيه بالألفاظ ، خاصة وأن خطوط الدعم الفني للشركتين لا زالت دون المستوى خاصة في مسألة الانتظار الطويل جدا لأجل أن تجد إجابة – تطول مدة الانتظار بك إلى 45 دقيقة كاملة - عدا أن تكون تلك الإجابة واضحة وحقيقية وغير مضللة هي الأخرى .
برجاء يا معالي المحافظ الدكتور عبدالرحمن الجعفري ، أن تفتح قلبك للمستفيدين من الخدمة والذين ينتظرون منك دورا رائدا تجاه مستوى خدمات الاتصالات وأسعارها ومستواها والإجابة على شكاواهم وإنصافهم وتعويضهم من شركات تطورت في كل شيء إلا في خدمة ورضا المستفيد .
مقالة لم يكتب لها النشر في أي من الصحف السعودية
من حسن حظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات عندنا أن المواطن لا يعرف أن هناك هيئة اتصالات وأن مشكلات الاتصالات وخدماتها مرتبطة بشركات تقديم الخدمة سواء في خطوط الاتصال الثابتة أو الجوال ، لكن ما دعاني للكتابة هنا هو الخبر الذي تناقله المهتمون بالحاسب والانترنت وخدمات الاتصال العريضة اللاسلكية بمطالبة من هيئة الاتصالات لشركتي الاتصال اللاسلكي القائمتين حاليا من دون تسمية لأحدهما ، والمطالبة لهما بوقف الإعلان عن سرعات الاتصال التي تم الإعلان عنها مؤخرا وبدعايات في كل وسائل الإعلان المتاحة من صحف وقنوات فضائية وبأشكال إبداعية تصور للمواطن الغلبان أن كل مشكلات الانترنت وأسعارها وسرعاتها البطيئة والانقطاعات قد انتهت بفضل الله ثم بالخدمة الجديدة .
التحول الذي طرأ من حين بدأ خدمة الاتصال اللاسلكي المعروفة بالجوال المتحرك قبل عشر سنوات في السعودية والخدمة تتعولم بتنامي دخول الشركات المقدمة للخدمة لكن بمبيعات غير تقديم خدمة تناقل الصوت .. أقصد أن المسألة في الجوال لم تعد ألو وكيف الحال ومع السلامة وبينهما قصة طويلة من الحديث الفارغ أو المليان كما تظهره إحصاءات وبحوث الاهتمام بطريقة اتصال السعوديين وبأنهم أعلى متوسط قيمة مدفوعات على الاتصال في العالم ما يغري شركات كثيرة بتقديم خدمة الاتصال وسط شعب شغوف بالحكي والكلام في الفاضي والمليان وبمكالمات ممتدة لا تعرف التوقف حتى أثناء قيادة المركبة والشاهد تزايد حوادث السير المرتكبة بسبب استخدام الهاتف المتحرك . سوق بيع نقل الصوت لا يزال يشكل القيمة الأكبر في مبيعات الشركتين لكن الخدمات الجديدة الأخرى مثل رسائل النصوص التي لم تعد قصيرة والتي لم يطرأ على أسعارها أي تغيير منذ سنوات ، ورسائل الوسائط ، والنسخ الاحتياطية ، والبريد الاكتروني والانترنت ، وبيع الرنات ونغمات الانتظار التي لا تبالي بفتاوى صدرت من عدم جواز وضع القرآن والأدعية وبيعها وتحصيل قيمتها بطريقة مستمرة مع عدم إعطاء أصحابها أي مبالغ مالية ناتجة من مبيعات تلك النغمات ..وهي سوق تنمو بشكل حاد باعتبارية القوة الشرائية واتجاهات ثقافية وفكرية ففي اليابان مثلا صارت تلك الخدمات تشكل 45% من قيمة المبيعات الإجمالية لشركات الاتصالات عندهم .
أعود للصحوة الغريبة لهيئة الاتصالات من إعلاناتهم التحذيرية التي جاءت متأخرة جدا ولم نجد لها صدى على الواقع حتى الآن من رسائل الإعلانات التي تضحك على الذقون بتهاني كاذبة بالفوز ومن رسائل خادشة للحياء تخترق جوّالاتنا مع عجز شبه تام لوقف تلك الرسائل وتتبع مرسليها ، ومن إعلانات ودعايات ودعوات للاشتراك في رسائل المجموعات ذات الجوائز فيما لازالت إعلاناتها قائمة حتى تاريخه ، أما ما استفزني للكتابة حول أداء هيئة الاتصالات وعدم رضانا عنها هو مطالبتها لشركات تزويد خدمة الاتصال اللاسلكي العريض بالانترنت بوقف الإعلان عن سرعات غير حقيقية خدع بها الكثير من المستخدمين ومن بينهم كاتب هذه السطور حيث يتم الإعلان عن سرعة القطعة فيما السرعة الحقيقية لا تبلغ حتى 1 على 7 من السرعة المعلنة حتى في أحسن حالات الاتصال ؟! من يعوضنا عن الخداع الذي تم ؟ من يدافع عنا ؟ لماذا لا يكون هناك مطالبة بأن لا يكون أي إعلان إلا بعد مصادقة هيئة الاتصالات عليه وأنه حقيقي وغير متلاعب فيه بالألفاظ ، خاصة وأن خطوط الدعم الفني للشركتين لا زالت دون المستوى خاصة في مسألة الانتظار الطويل جدا لأجل أن تجد إجابة – تطول مدة الانتظار بك إلى 45 دقيقة كاملة - عدا أن تكون تلك الإجابة واضحة وحقيقية وغير مضللة هي الأخرى .
برجاء يا معالي المحافظ الدكتور عبدالرحمن الجعفري ، أن تفتح قلبك للمستفيدين من الخدمة والذين ينتظرون منك دورا رائدا تجاه مستوى خدمات الاتصالات وأسعارها ومستواها والإجابة على شكاواهم وإنصافهم وتعويضهم من شركات تطورت في كل شيء إلا في خدمة ورضا المستفيد .
السبت، فبراير 02، 2008
تبت يدا عصبة الإرهاب
تبّت يدا عصبة الإرهاب
مقالة لم يكتب لها النشر في أي من الصحف السعودية
فرحة غامرة بعيد الأضحى المبارك السابق ليس لأنه العيد فقط ولكن موسم حج ناجح وسلم من الوقائع والأحداث نزف التهاني لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبالعزيز آل سعود حفظه الله على هذا النجاح وإلى كل المسؤولين من بعده ، نفرح هذه السنة بالعيد ونتوجه لله سبحانه بالشكر العظيم على ما أن كشف مخطط الإرهاب الفاشل الذي أراد أن يفسد ويكدّر ويوجّه حرابه ويعلن حربه وينفث سمّه في أيام حرام في بلد حرام لكن هو الإرهاب ليس له دين ولا قبيلة ولا نخوة ولا شهامة بل هي الخيانة والخبث وتأبّط الشر فكادوا أمرا وكاد بهم الله وفضحهم على أيدي جهاز المباحث الذي باغت مخططهم وأفسده فباؤوا بغضب من الله ومن الناس ورجعوا بالتّباب والخسران تبّت يداهم وشاهت وجوههم .
حقيقة ومن دون مجاملة كلّ ما أعلن عن القبض على ثلّة من أولئك النفر المارقين أو كلّما أعلن عن إفساد مخطط عدواني مغرض على بلادي يمازج شعوري بالفرحة شعور آخر بالتقصير تجاه الكشف عنهم أو الحد من انتشار فكرهم يجب أن نستشغر المسؤولية تجاه وطننا وأننا يجب أن يكون لنا دور في حمايته كما قيل وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه , ولا أعني بذلك الأشياء الإعلامية العامة التي ربما لا تأتي بشيء عظيم وأحيانا تعكس الهدف والمقصد وإنما أقصد الجهود الهادفة الربانية جهود العلماء العارفين والمربّين من المعلمين والمعلمات والدعاة وأئمة المساجد وخطبائها وحملة الأقلام هي قضية كبيرة لم تنته ولا زالت تتجدد ولا زالت تستهلك من مقوماتنا وجهود الأمن في تتبعه وفي حربه وفي الحد من انتشاره ومدّه وتغذيته يجب ألا نمل ولا نسأم من العمل الدؤوب والكلمة الطيبة الصادقة في فضح وكشف الفكر الإرهابي العدواني الذي ينفث سمّه ويفتك بصيده ويجعله حطاما كما يدمّر الحياة البشرية بكل مكتسباتها ومنجزاتها ، جهد وفكر وإخلاص وسهر وتعب لكنّه يسدّد حرابه في نحورنا ، أقول يجب أن نستشعر المسؤولية ونعيش الفرحة بالإنجاز ونحزن كما يحزن الصحابة الأول رضوان الله عليهم أنهم لم يكن لهم جهد أو مشاركة واضحة في صد العدوان عن الوطن وعن الدين كما استبسل الجنود الصادقون من رجال الأمن في تتبعهم لذلك المخطط .
كارثة عظيمة وفي مدن عدة وتوقبت موحدّ لكن ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ، كفانا الله شرهم وفضحهم برحمة منه وفضل أليس الله بكاف عبده ؟! من صدق مع الله وسعى في إصلاح الأرض ونشر المساجد وخدمة الحجيج ونشر العلم والعدل والخير ورفاهية المواطن ، فسنن الله لا تتبدل فالله تعالى معه ويحميه ويكشف له المخططات والمكيدات
عناية الله أغنت من مضاعفة من الدروع وعن عالٍ من الأُطم
هم نفر وشرذمة قليلة لكن مخططاتهم لم ترقب فينا إلاًّ ولا ذمّة بل وكما أعلن أولئك النفر الذين بثت اعترافاتهم في قناة الإخبارية منذ مدة وكيف كانوا يخططون لتفجير منشآت نفطية وبمواد ناسفة ربما أفسدت منطقة عظيمة من المنطقة الشرقية ، لم يذكروا أنّ لهم أهلا ولهم أصدقاء ولهم معارف يعيشون على تراب المنطقة بل عادوا الجميع وكما يذكر الشيخ عبدالمحسن البنيان حفظه الله هؤلاء لا يقال فيهم أنهم مغرر بهم بل هم كبار لهم عقول ولهم أبصار هؤلاء ناصبونا العداء وتشربوا الفتنة وخرجوا على الوالي فهم قطّاع طرق ومفسدون يجب أن ينالوا حظهم من العذاب ولا تأخذنا بهم شفقة ولا رحمة ولا تبرير ولا هوادة مع عدوانهم بل نرحم فقط من يتأكد لنا أنه تاب ورجع عن مخططاته وأنه عاد مواطنا صالحا محبا لتراب الوطن ومحبا للناس الطيبين الذين يعيشون فيه . فواعجبا كيف يفكر هؤلاء في السعي والتخطيط لقتل علماء الأمة بل ومن هيئة كبار العلماء ويخططون – خابوا وخسروا – في قتل بعض المسؤولين في الدولة .
لكن عودا على ذي بدء سنفرح بالعيد وسننشر الفأل الطيب وسندعو إلى الله بالحسنى وسننشر العلم والتعليم وسنمحو الجهل وسنحارب العدوان وتبت يدا عصبة الإرهاب
مقالة لم يكتب لها النشر في أي من الصحف السعودية
فرحة غامرة بعيد الأضحى المبارك السابق ليس لأنه العيد فقط ولكن موسم حج ناجح وسلم من الوقائع والأحداث نزف التهاني لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبالعزيز آل سعود حفظه الله على هذا النجاح وإلى كل المسؤولين من بعده ، نفرح هذه السنة بالعيد ونتوجه لله سبحانه بالشكر العظيم على ما أن كشف مخطط الإرهاب الفاشل الذي أراد أن يفسد ويكدّر ويوجّه حرابه ويعلن حربه وينفث سمّه في أيام حرام في بلد حرام لكن هو الإرهاب ليس له دين ولا قبيلة ولا نخوة ولا شهامة بل هي الخيانة والخبث وتأبّط الشر فكادوا أمرا وكاد بهم الله وفضحهم على أيدي جهاز المباحث الذي باغت مخططهم وأفسده فباؤوا بغضب من الله ومن الناس ورجعوا بالتّباب والخسران تبّت يداهم وشاهت وجوههم .
حقيقة ومن دون مجاملة كلّ ما أعلن عن القبض على ثلّة من أولئك النفر المارقين أو كلّما أعلن عن إفساد مخطط عدواني مغرض على بلادي يمازج شعوري بالفرحة شعور آخر بالتقصير تجاه الكشف عنهم أو الحد من انتشار فكرهم يجب أن نستشغر المسؤولية تجاه وطننا وأننا يجب أن يكون لنا دور في حمايته كما قيل وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه , ولا أعني بذلك الأشياء الإعلامية العامة التي ربما لا تأتي بشيء عظيم وأحيانا تعكس الهدف والمقصد وإنما أقصد الجهود الهادفة الربانية جهود العلماء العارفين والمربّين من المعلمين والمعلمات والدعاة وأئمة المساجد وخطبائها وحملة الأقلام هي قضية كبيرة لم تنته ولا زالت تتجدد ولا زالت تستهلك من مقوماتنا وجهود الأمن في تتبعه وفي حربه وفي الحد من انتشاره ومدّه وتغذيته يجب ألا نمل ولا نسأم من العمل الدؤوب والكلمة الطيبة الصادقة في فضح وكشف الفكر الإرهابي العدواني الذي ينفث سمّه ويفتك بصيده ويجعله حطاما كما يدمّر الحياة البشرية بكل مكتسباتها ومنجزاتها ، جهد وفكر وإخلاص وسهر وتعب لكنّه يسدّد حرابه في نحورنا ، أقول يجب أن نستشعر المسؤولية ونعيش الفرحة بالإنجاز ونحزن كما يحزن الصحابة الأول رضوان الله عليهم أنهم لم يكن لهم جهد أو مشاركة واضحة في صد العدوان عن الوطن وعن الدين كما استبسل الجنود الصادقون من رجال الأمن في تتبعهم لذلك المخطط .
كارثة عظيمة وفي مدن عدة وتوقبت موحدّ لكن ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ، كفانا الله شرهم وفضحهم برحمة منه وفضل أليس الله بكاف عبده ؟! من صدق مع الله وسعى في إصلاح الأرض ونشر المساجد وخدمة الحجيج ونشر العلم والعدل والخير ورفاهية المواطن ، فسنن الله لا تتبدل فالله تعالى معه ويحميه ويكشف له المخططات والمكيدات
عناية الله أغنت من مضاعفة من الدروع وعن عالٍ من الأُطم
هم نفر وشرذمة قليلة لكن مخططاتهم لم ترقب فينا إلاًّ ولا ذمّة بل وكما أعلن أولئك النفر الذين بثت اعترافاتهم في قناة الإخبارية منذ مدة وكيف كانوا يخططون لتفجير منشآت نفطية وبمواد ناسفة ربما أفسدت منطقة عظيمة من المنطقة الشرقية ، لم يذكروا أنّ لهم أهلا ولهم أصدقاء ولهم معارف يعيشون على تراب المنطقة بل عادوا الجميع وكما يذكر الشيخ عبدالمحسن البنيان حفظه الله هؤلاء لا يقال فيهم أنهم مغرر بهم بل هم كبار لهم عقول ولهم أبصار هؤلاء ناصبونا العداء وتشربوا الفتنة وخرجوا على الوالي فهم قطّاع طرق ومفسدون يجب أن ينالوا حظهم من العذاب ولا تأخذنا بهم شفقة ولا رحمة ولا تبرير ولا هوادة مع عدوانهم بل نرحم فقط من يتأكد لنا أنه تاب ورجع عن مخططاته وأنه عاد مواطنا صالحا محبا لتراب الوطن ومحبا للناس الطيبين الذين يعيشون فيه . فواعجبا كيف يفكر هؤلاء في السعي والتخطيط لقتل علماء الأمة بل ومن هيئة كبار العلماء ويخططون – خابوا وخسروا – في قتل بعض المسؤولين في الدولة .
لكن عودا على ذي بدء سنفرح بالعيد وسننشر الفأل الطيب وسندعو إلى الله بالحسنى وسننشر العلم والتعليم وسنمحو الجهل وسنحارب العدوان وتبت يدا عصبة الإرهاب
الخميس، يناير 24، 2008
ملابس قصيرة في الشتاء البارد
! عبدالمنعم الحسين الحياة - 21/01/08//
يداهمنا الشتاء ببرودته فجأة، وكأننا لا نعرف متى دخوله المتكرر بسنن الله الكونية، كما قدرها الله سبحانه وتعالى، ولا نبالي أبداً بما يردده الفلكيون وخبراء الطقس وأحواله، ولا بمعلومات التقاويم العربية التي سمت مواسمها بالنجوم، مثل النعايم وسعد الذابح وغيرهما، لكن ربما هو سلوك خاص بنا ننفرد به، أعني «اللامبالاة» ورغبة في عيش اللحظة بمفاجآتها من دون أدنى اعتبار لمعلوماتها أو طريقة التخطيط لها، فالزحام شديد ليلة العيد، وزحام المدارس والتزاحم على شراء الملابس والدفايات في الشتاء القارس. هذه السنة الباردة جداُ والتي تدنت درجات الحرارة فيها إلى مستوى لم نكن نسمع به في السعودية مثل «4» و»1»، وأخيراً بما دون الصفر بالسالب حتى «4» وربما «9»، ومناظر السيارات المغطاة بالثلج والطرق البيضاء التي نقلتها لنا الصحف وشاشات الانترنت، وأخبار الوفيات والأصوات المتعالية بإلغاء برنامج الاصطفاف الصباحي، أو ما يسمى بالطابور، ومشكلات نفاد الكيروسين، ونداءات المساعدات والإغاثة للمنكوبين بالثلوج، خصوصاً في مناطق الشمال من المملكة، هل هذا هو التحول في المناخ؟ هل هو مقدمات لما أخبر به النبي «صلى الله عليه وسلم» عن عودة جزيرة العرب مروجاً وأنهاراً؟
لكن المشاهدات التي غيّرت من السلوك البشري، بعضها جيد ومناسب مثل اختفاء التجمعات الشبابية من المتسكعين والمزعجين في الأحياء، بعد أن أجبرتهم البرودة على البقاء في بيوتهم، كما أن الحركة في الشوارع والميادين والمشاة من الصغار وعلى الدراجات الهوائية، تلاشت هي الأخرى حتى في ساعات النهار، التي تدنت فيها درجات الحرارة إلى «8»، ما يجعل البقاء في الخارج مع تحرك الريح أمراً قاسياً جداً ومزعجاً.
تذكرت ما ينقله لنا بعض أصحابنا الذين وفّقوا للدراسة في الخارج، وفي بلاد «العم سام» أو أوروبا، وما يعانونه من الصيف، وأن الشتاء يمثل لهم رحمة لأعصابهم وحواسهم البصرية، التي تكون مستفزة ومستثارة من الفتيات الحسناوات اللاتي يخرجن بملابس قصيرة وغير محتشمة لم يعتادوا على مناظرها في السعودية، وربما حتى في شاشات التلفزة، تكون مزعجة لهم، فهناك يفضلون الشتاء، على رغم برودته على الصيف المعادي للملابس والموتّر للأعصاب والمشاعر!
والعجيب أن المرأة في أوروبا لا يمنعها البرد القارس أحياناً من التمسك بأناقتها وجاذبيتها وحرصها على البقاء في الصورة، وبالتالي لا مشكلة في تحمل شيء من البرد من دون أن تتنازل عن الموضة وقيمها الانفتاحية، بلبس الملابس القصيرة والمكشوفة ما أمكن في القاعات المغلقة أو الأماكن الاحتفالية، نتذكرهن بملابسهن تلك ونحن نشاهد شبابنا، خصوصاً بعض الطلاب على الإصرار على لبس الثوب الأبيض والغتر البيضاء، وعدم لبس أي ملابس تقي أجسادهم البرد، حفاظاً على مناظر الفتوة والقوة والشباب، وليحمل ظهورهم أمام أقرانهم بأنهم يتحدون البرد القارس، وأنهم ليسوا أطفالاً ولا كباراً في السن!
التحول الذي يطرأ مع متغيرات الملابس هو ذاته ما تغيرت معه فتاوى وأسئلة برامج الإفتاء، الذين تسمع بعض فتاواهم حول بعض الأسئلة الغريبة، مثل الصلاة أمام المدفأة، وجمع الصلوات في المطر الخفيف، والجمع مع البرد الشديد والريح الشديدة، فيما كان يشدد فيه بعض علماء المنطقة، لكن ربما البرد الشديد جعل من الفتاوى تتغير بتغير الحال وما يناسبه، وهذا هو المطلوب في الحقيقة من معايشة من يفتي أو صاحب القرار لما يعاني منه الناس في واقعهم اليومي... لأن الفقراء المساكين لا يعرفون ما يفعلون مع نزول المطر في غرفهم المقامة على أسطح المنازل وهي تضرب الرياح أبوابها، وتتسرب المياه من سقوفها، مع برد شديد، وعجز عن عمل أي شيء للاحتماء والبقاء أحياءً!
الجمعة، يناير 18، 2008
أكبر ميزانية في السعودية
أكبر ميزانية في تاريخ السعودية
مقالة لم يكتب لها النشر
ليلة سعيدة وحالمة عاشها الشعب السعودي وهو يقرأ تلك الأرقام الفلكية التي لم يعتادها والأخبار السارة التي جاءت في حيثياتها من أرقام موجّهة لمشاريع تنموية لرفاه الشعب السعودي والمواطن واستكمال وتنمية مشاريع بنية تحتية ، وقبلها مشاريع تعليمية وتدريبية وصحية حقيقة هي ليلة عرس وأحلام سعيدة متفائلة بغد يأتي جميلا يرفل فيه الوطن بالخير والبركات .
للمرة الثالثة يقع الوزراء والمسؤولين في الدوائر الحكومية تحت التحدي الأصعب وهو توفر الأموال والموارد ويبقى حسن التخطيط والإدارة لهذا الظرف العصيب الذي وقعوا فيه حيث ما من عذر ، الأرقام الفلكية التي حملتها ميزانية هذا العام ستجعل المواطن يرفع من سقف طموحاته وأفكاره وأحلامه وسيطالب المسؤولين بخدمات أفضل خاصة الوزارات الخدمية في البلد التي تباشر المواطن بالخدمات أو التي تقدم خدمات بشكل غير مباشر .
كل شأن الميزانية العالية أمر رائع وإنجاز ضخم لكن الذي يجب أن نقرأه بين سطور الميزانية هو التوازن والتخطيط للمستقبل وإلى تنمية بشرية موجّهة تسعى لتنمية الموارد والدخول وتقليص حصة النفط في الموارد بحيث يكون التقليل من ضغط البترول على أنفاسنا بشد الحزام مع انخفاضه وبين رفع عالٍ طفروي مع ارتفاعه ، والتوجه الواضح والمركز لتخفيض الدين العام المتراكم بسبب أحداث تاريخية معينة وتقليصه التوازني أيضا بحيث لا يؤخر عجلة التنمية والتطوير والخدمات الموجهة للمواطن وبشكل يحقق تقليصا من ضغط الدين على ميزانية الدولة وعلى الرغم من أن خبراء الاقتصاد يقللون من شأن وأهمية المديونية والسندات كونها لا تشكل شيئا وقليلة وداخلية وأقل بكثير بكثير من الديون المتراكمة على بعض الدول التي نقرأها على أنها متقدمة اقتصاديا .ومن زاوية أخرى نجد في الميزانية الصرف بكرم حاتمي على التعليم والتدريب وأعمال إصلاح الأنظمة خاصة من مثل نظام هام جدا وهو نظام القضاء والمحاكم الشرعية وفي أيام نعيش هجمات شرسة على أحكام القضاء ونظام القضاء دوليا بسبب القراءة الخاطئة للحكم الصادر بشأن فتاة القطيف .
ولعل من الجميل في التفكير التخطيطي للمستقبل هو استثمار أرقام عالية كذلك تبلغ المائة مليار كاحتياطي في خزينة الدولة يعزز من موقفها وموقف عملتها ويزيد من ثقلها الاقتصادي في السوق الخليجية المشتركة الجديدة في منظور إقليمي محلي ومن موقعها في الاقتصاد العالمي في منظور الاقتصاد المعولم القاري .
كانت هناك توصيات وإشارات هنا وهناك تدعو لتقليص الصرف الحكومي العالي مع الميزانيات العالية في السنوات الثلاث لسببين هو عدم قدرة القطاع الخاص على استيعاب كل هذا المشاريع ما يؤدي إلى العودة للمربع رقم صفر وهو تأخر تنفيذ تلك المشاريع أو تعثرها أو تنفيذها أحيانا بشكل لا يحقق المواصفات المطلوبة ما يكون معه عيوب في التنفيذ . والسبب الآخر هو ارتفاع التضخم في البلد ما يرهق المواطن بموجة الغلاء .
لكن كل ذلك يمكن معالجته وتقليص مؤثراته مع ميزانية الخير بـ العمل على فتح مجال للشركات الأجنبية للمنافسة خاصة مع المشاريع المتعثرة والمتأخرة وهو ما لمّحت بعض الوزارات مؤخرا باللجوء له مثل وزارة التربية والتعليم في التفكير بطرح مشروع نقل الطالبات للمستثمر الخارجي نظرا لتعثر تطبيق المشروع عن طريق شركات محلية .وأيضا بمراقبة ومعالجة من وزارة المالية للتضخم والتدخل بأي حلول تراها حين يرتفع لمستويات عليا أكبر من 10% برفع قيمة الريال أو فك الارتباط بالدولار أو أي حلول اقتصادية أخرى .
أخيرا نحو تطلع استشرافي لسنة تحمل لنا الخير بولاة أمر يسهرون على راحة المواطن كما قال الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله من نحن من دون المواطن السعودي .
مقالة لم يكتب لها النشر
ليلة سعيدة وحالمة عاشها الشعب السعودي وهو يقرأ تلك الأرقام الفلكية التي لم يعتادها والأخبار السارة التي جاءت في حيثياتها من أرقام موجّهة لمشاريع تنموية لرفاه الشعب السعودي والمواطن واستكمال وتنمية مشاريع بنية تحتية ، وقبلها مشاريع تعليمية وتدريبية وصحية حقيقة هي ليلة عرس وأحلام سعيدة متفائلة بغد يأتي جميلا يرفل فيه الوطن بالخير والبركات .
للمرة الثالثة يقع الوزراء والمسؤولين في الدوائر الحكومية تحت التحدي الأصعب وهو توفر الأموال والموارد ويبقى حسن التخطيط والإدارة لهذا الظرف العصيب الذي وقعوا فيه حيث ما من عذر ، الأرقام الفلكية التي حملتها ميزانية هذا العام ستجعل المواطن يرفع من سقف طموحاته وأفكاره وأحلامه وسيطالب المسؤولين بخدمات أفضل خاصة الوزارات الخدمية في البلد التي تباشر المواطن بالخدمات أو التي تقدم خدمات بشكل غير مباشر .
كل شأن الميزانية العالية أمر رائع وإنجاز ضخم لكن الذي يجب أن نقرأه بين سطور الميزانية هو التوازن والتخطيط للمستقبل وإلى تنمية بشرية موجّهة تسعى لتنمية الموارد والدخول وتقليص حصة النفط في الموارد بحيث يكون التقليل من ضغط البترول على أنفاسنا بشد الحزام مع انخفاضه وبين رفع عالٍ طفروي مع ارتفاعه ، والتوجه الواضح والمركز لتخفيض الدين العام المتراكم بسبب أحداث تاريخية معينة وتقليصه التوازني أيضا بحيث لا يؤخر عجلة التنمية والتطوير والخدمات الموجهة للمواطن وبشكل يحقق تقليصا من ضغط الدين على ميزانية الدولة وعلى الرغم من أن خبراء الاقتصاد يقللون من شأن وأهمية المديونية والسندات كونها لا تشكل شيئا وقليلة وداخلية وأقل بكثير بكثير من الديون المتراكمة على بعض الدول التي نقرأها على أنها متقدمة اقتصاديا .ومن زاوية أخرى نجد في الميزانية الصرف بكرم حاتمي على التعليم والتدريب وأعمال إصلاح الأنظمة خاصة من مثل نظام هام جدا وهو نظام القضاء والمحاكم الشرعية وفي أيام نعيش هجمات شرسة على أحكام القضاء ونظام القضاء دوليا بسبب القراءة الخاطئة للحكم الصادر بشأن فتاة القطيف .
ولعل من الجميل في التفكير التخطيطي للمستقبل هو استثمار أرقام عالية كذلك تبلغ المائة مليار كاحتياطي في خزينة الدولة يعزز من موقفها وموقف عملتها ويزيد من ثقلها الاقتصادي في السوق الخليجية المشتركة الجديدة في منظور إقليمي محلي ومن موقعها في الاقتصاد العالمي في منظور الاقتصاد المعولم القاري .
كانت هناك توصيات وإشارات هنا وهناك تدعو لتقليص الصرف الحكومي العالي مع الميزانيات العالية في السنوات الثلاث لسببين هو عدم قدرة القطاع الخاص على استيعاب كل هذا المشاريع ما يؤدي إلى العودة للمربع رقم صفر وهو تأخر تنفيذ تلك المشاريع أو تعثرها أو تنفيذها أحيانا بشكل لا يحقق المواصفات المطلوبة ما يكون معه عيوب في التنفيذ . والسبب الآخر هو ارتفاع التضخم في البلد ما يرهق المواطن بموجة الغلاء .
لكن كل ذلك يمكن معالجته وتقليص مؤثراته مع ميزانية الخير بـ العمل على فتح مجال للشركات الأجنبية للمنافسة خاصة مع المشاريع المتعثرة والمتأخرة وهو ما لمّحت بعض الوزارات مؤخرا باللجوء له مثل وزارة التربية والتعليم في التفكير بطرح مشروع نقل الطالبات للمستثمر الخارجي نظرا لتعثر تطبيق المشروع عن طريق شركات محلية .وأيضا بمراقبة ومعالجة من وزارة المالية للتضخم والتدخل بأي حلول تراها حين يرتفع لمستويات عليا أكبر من 10% برفع قيمة الريال أو فك الارتباط بالدولار أو أي حلول اقتصادية أخرى .
أخيرا نحو تطلع استشرافي لسنة تحمل لنا الخير بولاة أمر يسهرون على راحة المواطن كما قال الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله من نحن من دون المواطن السعودي .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)