الخميس، أبريل 24، 2008

التحرش الجنسي أرقام لم تكتمل


التحرش الجنسي أرقام لم تكتمل
نشرت في جريدة الحياة
كشف تقرير نشرته مؤخرا صحيفة سعودية عن تزايد حالات التحرش الجنسي في السعودية عن العام المنصرم بنسبة تزيد على الضعف ، وهو خبر مزعج جدا في بلد محافظ تقوم الأسر فيه بجهد خارق للمحافظة على سلوكيات أولادهم وبناتهم من الصغر بتوجيه كلمات العيب والممنوع والتأكيد على اللبس المحتشم وعدم الاختلاط وعدم الخروج الانفرادي وغيرها من إجراءات احترازية وفي نفس الوقت تجتهد وتتطوع مجموعات كثيرة من أهل الدين والتعليم في التوجيه والإرشاد وإلقاء المواعظ والدروس في المساجد وطباعة الملاين المملينة من التوجيهات والكتابات في العناية بالحجاب وعدد ليس بالقليل من الأشرطة السمعية ، لماذا ترتفع هذه النتيجة لهذا الحد هل بالفعل هو دور الفضائيات ؟ هل الواقع الاقتصادي له أثر ؟ هل هي البطالة ؟ هل تأخر الزواج والعنوسة والطلاقات ....إلخ .
دراسة أخرى بينت وجها آخر من وجوه المشكلة وهو التحرش الجنسي بالأطفال الصغار وبينت أن من بين كل أربعة أطفال يوجد طفل قد تعرض لنوع من أنواع التحرش الجنسي والمصيبة أن يكون التحرش من طرف من القرابة العليا للطفل ، المشكلة أن يقع التحرش في أماكن يفترض أن تكون بمنآة عن الأفكار السلوكية القاصرة مثل ما وقع مؤخرا من تحرش جنسي متكرر من أحد المعلمين بمدينة القطيف بالمنطقة الشرقية بطفل من جنسية عربية ! أين نأمن على أطفالنا من التحرش إذن ؟ إذا كان المربون المعلمون لم يكن معهم حماية ووقاية من هذا الفيروس المشين ؟
ربما وجود العمالة أيضا له دور في زيادة التصرفات الرعناء من التحرشات حيث ضبطت الهيئات والشُّرط حوادث يكون التحرش واقعا من عمالة بالصغار السعوديين فتيانا وفتيات خاصة في مواقع البقالات وغيرها .. بعض الحالات يكون دور العمالة فيها بشكل غير مباشر مثل المساهمة بفعالية في بيع المنتجات الجنسية وترويج الأفلام الخلاعية والصور في الجوالات وألعاب الفيديو السيئة والمسكرات والمخدرات وفتح شفرات القنوات الإباحية وتوفير بطاقات الاشتراك فيها وقصة لا متناهية خاصة من العمالة الآسيوية ذات الجنسية الإشكالية التي سجلت أعلى معدل للجريمة بين مجموع الجنسيات الأجنبية العاملة في البلد .
أعتقد أن الدراسة لا تكشف حقيقة الأرقام كما هي حيث لا يفصح كثيرا من الأطفال عن الحوادث التي تقع وكذلك الأسر وأيضا انتهاء بعض الحوادث بالتصفيات المباشرة مثل الضرب واللكم وما يصل للقتل .أيضا هناك إشكالية في رصد حالات التحرش حيث إنها لا ترصد أشكالا من التحرش مثل التحرش اللفظي أو النظر أو التصفير أو الإشارات أو الالتصاق أو التلصص أو التصوير وتركيب الصور أو بث الإشاعات ، أو بث التسجيلات الهاتفية أو المس المباشر أو رفع شيء من الملابس وسحب غطاء الوجه أو الإصرار على أخذ رقم الجوال ووضعه في الحقيبة النسائية عنوة أو الملاحقة المستمرة .
المشكلة أنه في السابق كان المتحرش يفعل أعماله خلسة وخفية ومتلثم ويخاف بشدة من كشف أمره والتعرف عليه ومعرفة أهله بذلك ، الآن صرنا نعاني من فئة من الشباب يتحركون بين مناطق المملكة وبحكم أنهم ليسوا في مدنهم فيقومون بأفعال وتصرفات مشينة ولا يبالون بمعرفتهم أو انكشاف صورهم وأسمائهم بل لا يبالون بالتحرش حتى مع وجود المحرم من زوج أو أخ ومستعدون للدخول في شجارات فيما تجرأ من يقف أمام نزواتهم الشيطانية وكل ذلك يتم بشكل بجح من الهزء والضحك الهستيري والحركات غير اللائقة
هل كل ذلك يقع بسبب نقص التربية أو قلة التوجيه أو الاستفزاز الإثاري العكسي الذي يكون من جانب النساء والفتيات بالملابس الضيقة وغيرها لكن لو كان ذلك بالفعل ما بال النساء في الخارج يلبسن ما يشاؤون دون أن يقع التحرش اللفظي أو الحسي معهن بل يجدن كل احترام وتقدير ولا يقع أي تصرف أرعن إلا من القلة ...
نحتاج مع هذه الأرقام والدراسات الصريحة المعلنة أن نبدأ بتوصيف المشكلة وتحليلها وتحجيمها والعمل على توجيه حلول لها حيث إن تزايدها وتناميها لا يبشر بخير والحل دائما في بداية الحل والبحث عن الجذور والقضاء عليها خاصة بالتزويج المبكر والاستثمار في مؤسسات تيسير الزواج والمؤسسات التربوية الأهلية مثل الندوة العالمية للشباب الإسلامي ومراكز التنمية الأسرية والنوادي الاجتماعية والرياضية