الخميس، أبريل 10، 2008

البحث عن هيفاء وهبي




البحث عن هيفاء وهبي !
لم تنشر في الصحف

محرك البحث الشهير قوقل يقدم خدمات أخرى ربما تكشف عن أسرار الشخصية والتفكير والاهتمامات ، حاليا بحكم أن بريدي وملحوظاتي ومدونتي وصفحتي ومواعيدي على مواقع استضافات خاصة بهذه الشركة فأظن أنها تعرف عني أكثر مما أعرفه عن نفسي ، بطريقتنا وباختيارنا نسلم معلوماتنا لغيرنا ، ربما أقرب الأقربين منا من أب أو أخ أو زوجة لا نعطيه كل هذه المعلومات عن أنفسنا .... هذه الطريقة العجيبة التي تحايلت بها علينا تلك الشركة الأمريكية وأخذت منا أكثر مما تستطيع أن تستنطقه منا كل أجهزة الاستخبارات والتحريات !

أحدهم صوّر برسم كاريكاتوري التطوير الذي قدمته مؤخرا لكاميرات برنامج الصور الفضائية وخدمة شارع قوقل وتمكنها من التقاط صور مقرّبة أكثر تستطيع معها تبين الوجوه وأرقام لوحات السيارات وتتجدد هذه الصور بتحديث شبه يومي وقد عملت الخدمة بالفعل في الولايات المتحدة وجاري تعميمها بقية دول العالم ومن دون استئذان من أحد ومن دون إقامة أي اعتبار للشكاوى الكثيرة التي وردت إلى الشركة من اختراق الخصوصية ... أبعدت كثيرا في وصف الخدمة لكن لتقريب المشهد لدى المتلقي والقارئ الكريم وأعود للرسمة التي ذكرتها حيث صوّر فيها شخص قام بضرب عدد من الأغطية الخشبية بشكل عشوائي على نوافذ المنزل خوفا من تلصص خدمات قوقل المتاحة لكل أحد . ربما ستشكل لنا تلك الخدمة مشكلات اجتماعية جديدة أكثر بكثير من مشكلات البلوتوث والرسائل المزعجة على جوالات المحارم التي أحدثت ضربا وتوبيخا وخصومات وطلاقات و ... إلخ من مشكلات أحدثتها التقنيات الحديثة ولعل دراسة نشرت مؤخرا في أكثر من وسيلة إعلامية بينت أن الانترنت والجوالات تسببت في رفع الطلاقات في السعودية بشكل ربما هو غير مباشر لكن هذا ما قالته الدراسة ونتائجها .

ومن هذه الدراسة ونتائجها أدخل إلى دراسة بينت حسب الدول العربية والإسلامية ما الكلمات التي يكثر الباحثون كتابتها في شريط البحث في الموقع بيت القصيد قوقل الذي يتربع على عرش محركات البحث العربية والأجنبية ولا يزال يحقق زيادات على حساب بقية المحركات

و يكشف وبدون أسرار أن أكثر الكلمات التي يبحث عنها رواد الانترنت العرب من الدول العربية هي أسماء الفنانات أمثال هيفاء وهبي ونانسي عجرم وأسماء الأغاني وما شابهها ما يعطي تصوّر سلبي عن استخدمات الانترنت عندنا وما الأشياء التي يستغلها المواطن العربي فيها ويتجه للبحث عنها في الشبكة العنكبوتية وهو سوء استخدام وقلة حيلة وبؤس حيث يتصوّر من التقنية أن تتجه بنا للأعلى وتأخذ بنا للتطوير والتحسين والثقافة وانتشال الأمة من تأخرها حيث إننا لم نخترع لا الحاسب ولا الانترنت ولا البرمجة وإنما مجرد مستخدمين لمنتجات التقنية الحديثة التي نجد استخدامات تسيء لنا وتجعلنا مهووسين بالجمال الحسي المادي المزيف لجميلات مصنوعات أشبعن غنجا ودلالا وميوعة يسلبن ذا اللب حتى لا حراك به وهن أضعف خلق الله إنسانا ، هل انتهت مشكلاتنا ومتطلباتنا وحاجاتنا حتى تكون التقنية موجهة لخدمة الأغاني والبحث عن أخبار المغنيات الراقصات وتسجيلاتهن الجديدة والنادرة والحفلات الخاصة والمقاطع الفيلمية المأخوذة عن طريق الهواة والصحفيين ومصوري الباباراتزي المتخصصين في التلصص والبقاء ساعات مضحين بأنفسهم ومعرضين للحوادث للحصول على صورة بطريقة أو أخرى يمكن أن تكون سبقا صحفيا أو سبقا خاصا على مواقع الانترنت غير المسؤولة .

ومن الطريف أن بعض الجامعات الأكاديمية باتت تستغل هذا الهوس بالفنانين والفنانات وأخذت تستقطبهن في برامج وأنشطة لزيارة تلك الجامعات والالتقاء بالطلاب كشخصيات محببة للطلاب وهذا ما حصل بالفعل في إحدى جامعات لبنان وربما كانت الجامعات آخر معاقلنا التي لم تدكها الهجمات الوهابية لكن عشنا إلى أن أكرمنا الله بأن ندرك هذا الحدث العظيم .

بحكم أن أكثر من يرتاد الانترنت هم فئة الشباب من الجنسين وهم المعوّل عليهم وهم أمل الأمة فنحن نحتاج إلى توعية وإلى توجيه وإلى تعليم الشباب بمواقع جيدة واستخدامات مفيدة للشبكة العنكبوتية أفضل بكثير من إنهاك أعينهم في البحلقة وتحميل الأغاني والتسعّك على الانترنت والخروج بمفسدات لأخلاقهم وفساد ذائقتهم خاصة في مجال الأسرة والحياة العائلية لهم والبحث عن شريك حياة واقعي لم يخضع لعمليات إصلاح شكلي شاملة .