الخميس، سبتمبر 14، 2006

حميدان التركي ..نقاطعك أم نقاطع أمريكا؟!

لمشاهدة المقالة كما نزلت على صفحة الجريدة .. اضغط هنا من فضلك
جريدة الحياة عدد يوم الاثننين 11-9-2006
حميدان التركي نقاطعك أم نقاطع أمريكا؟

تتزاحم مواقع المنتديات ورسائل الجوال والبريد الاكتروني برسائل تدعو لمقاطعة المنتجات الأمريكية بسبب قضية حميدان التركي وما آل إليه حاله في قضية لا نعلم تفاصيلها الحقيقية بالضبط لكن فيما يبدو من سيماه أنه مظلوم ، لكن التفكير العقلي المنطقي في حال اعتبرناه مظلوما بالفعل وقررنا ذلك وحملناه على البراءة التامة وأن الحكم الذي أصدره القاضي الأمريكي بـ 28 سنة سجنا ونال زوجته كذلك أربع سنوات بتهم لها علاقة بالخادمة الأندنوسية وتهم أخرى سنقرر أيضا أنها ملفقة ..

لماذا نختزل السعوديين في قضية حميدان التركي فقط وأنه علامة ودلالة على علاقة عداوة بين أمريكا والسعودية وأن الشعب الأمريكي والقضاء الأمريكي لا يزال يتربص بنا السوء ، إن السعوديين الذين يذهبون إلى الولايات المتحدة الأمريكية بغرض السياحة أو التعليم والتجارة بمئات الآلاف من البشر ... الذين تعرضوا منهم لإذاية مباشرة لا يكاد يذكرون بين تلك المئات من الآلاف الذي لا تزال مطارات نيويورك ولوس أنجلس تستقبل المزيد منهم .

إن الخطأ وارد والظلم وارد والتجني أيضا أمر من الممكن حدوثه من أمريكيين وغيرهم لكن كم نسبة الإرهابيين الأمريكيين أيا كانت مواقعهم ممن لهم تصرفات حمقاء عدوانية فاشية ؟ وباستخدام العقل أيضا هم بمقدار من تعرض لإذاية من السعوديين فإذن هي نسبة قليلة لا ينبغي لنا أن نحمل القليل النادر على السواد الأعظم منهم بدليل ما نسمعه من كثير ممن نلتقيهم ممن ذهبوا وسكنوا في أمريكا ولا زالوا حتى الآن ويثنون على العلاقة الطيبة التي يتعامل بها معهم جيرانهم وأصدقاؤهم .

إذن لنكن أكثر وعيا في مسألة المقاطعة التي لا تضر إلا أصحابها وثبت لنا أننا لا نستطيع جمع كلمة فيها ولا نستطيع الاستمرار فيها وليس لها أي تأثير يذكر على بلد اقتصادها بتريليونات الدولارات ، ولنتوجه إلى السبب المسبب والمخطئ عبر الطرق والوسائل السلمية ، مثل مكاتب المحاماة وغيرها لنثبت التجني والظلم الذي لاقاه حميدان التركي الطالب السعودي المبتلى هو وأسرته في أمريكا .

ونطالب سفارة المملكة في أمريكا أن تلعب دورا تاريخيا في دعم قضية الطالب المتهم وبحث المسألة والتأكد منها وكشف المعلومات للناس كافة ، ولعل موقف ولاة الأمر في البلد والحكومة هنا موقف إيجابي له حضوره وفعاليته المعهودة ولا زالت جهودهم مستمرة لأجل مساعدة حميدان التركي وأسرته ، هي قضية شائكة ولا شك لكن يجب أن نتعامل معها على أنها أزمة ومنعطف من المنعطفات التي تؤزم العلاقات بين أمريكا والسعودية ولو على مستوى الرأي العام هنا أو هناك ، ثم إني أتمنى من الإعلام العربي خاصة القنوات الناطقة بالإنجليزية أن تعمل على التعريف بقضية الشاب حميدان ، كما شاهدنا مؤخرا لقضايا مراسلين ومحررين صحفيين تعرضوا لمواقف شبيهة وسجلت القنوات الإخبارية عبر برامجها وعبر مواقعها الاكترونية وعبر شريطها الإخباري حضورا دائما ولافتا لقضايا أولئك المتضررين .

اللهم فرج كرب حميدان التركي ... اللهم الطف به ... اللهم فك أسره ... اللهم إنا نشكو إليك ضعف الحيلة وطول الرحلة .. وقلة المعين فكن معنا ومعه يا أرحم الراحمين .