الخميس، سبتمبر 07، 2006

الموهوبون في الأرض

"الموهوبون في الأرض " نشرت في جريدة الحياة

عدد يوم الاربعاء الموافق 6-9-2006م
الموهوبون في الأرض
عبدالمنعم الحسين الحياة - 06/09/06//
سعدت بالمشاركة في المؤتمر العلمي الإقليمي للموهبة المقام في جدة أخيراً، تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ذلك المؤتمر الذي شارك فيه الكثير من الحضور على مستوى الأكاديميين والإعلاميين والمتخصصين في الموهبة وعلومها وأبحاثها والعمل على رعاية الموهوب على مستوى العالم. كان التنظيم جيداً من مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين التي يترأسها خادم الحرمين الشريفين، تحت شعار «رعاية الموهبة... تربية من أجل المستقبل».
أيام المؤتمر التي امتدت لخمسة أيام أساس، ويومي بداية ونهاية للأنشطة المصاحبة من الرحلات والزيارات الممتعة والمفيدة التي شارك فيها معظم ضيوف المؤتمر، كانت أياماً تبعث الأمل والتفاؤل لدى السعوديين كافة والوطنيين على مستقبل الوطن، وما يحمله ولاة الأمر من توجهات حالية تفوق أكثر تمنيات الحالمين والمتخيلين، خصوصاً مثل «البشارات» السارة التي سمعناها من المتحدثين حول إنشاء جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية، لتكون بذلك قبلة للباحثين والعلماء أصحاب العلوم التطبيقية، وتستقطب أفضل العقول على المستوى العالمي، وتستقبل النابغين من الطلاب من كل الجنسيات ليدرسوا الماجستير والدكتوراه، ويتعاونوا مع رجال الأعمال وأصحاب المنشآت من الشركات التجارية والمصانع الوطنية في تطوير المنتجات وتقديم حلول لمشكلات قائمة أو متوقعة. نعم الكل صفق وسعد بذلك وبهذه التوجهات التي يحملها ويخطط لها ألمع قادة العالم فهماً وإدراكاً. اليوم نرى هذا الملك الموهوب يبادر مبادرة منه وبفكرة عالمية للاستثمار في العلوم التطبيقية، وقد ظلت جامعاتنا العلمية تكرر نفسها وتقدم لنا منتجات لا تصلح لسوق العمل، بسبب اعتمادها على النظريات والبحوث النظرية، ولا يجد فيها الطلاب الفرصة لتقديم إبداعاتهم وقدراتهم العقلية التي حباهم بها الله.
المفاجأة الأكبر هي الأخبار السارة جداً التي حملها الأمير الدكتور تركي بن سعود، حين زف بشرى موافقة المقام السامي على رفع مخصصات البحوث في شكل تدريجي، حتى تصل للمستويات العالمية أو كما قال بالمميزات والمستوى الذي يجده الباحث في الولايات المتحدة الأميركية، ومن هنا أتوجه لمليكنا وولاة الأمر بالشكر على هذه التوجهات.
أمر آخر لافت، هو تلك المشاركة الكبيرة من النساء والحضور، والتفاعل الذي كشف علو كعب المرأة في مجتمعنا وتفوقها على عنصر الرجال جدية وحماسة، خصوصاً على مستوى الأوراق والمشاركات الرائعة التي قدمتها اخواتنا الكريمات من الكفاءات العلمية المميزة في البلد. وأغلقت اللجنة باب المشاركات النسائية لاكتمال العدد في وقت باكر، فيما ظل باب المشاركة الرجالية مفتوحاً على مصراعيه حتى بداية المؤتمر.
كلي أمل ورجاء من الحضور كافة من المربين والمربيات وأولياء الأمور، بأن نعمل جميعاً لتفعيل توصيات المؤتمر وأن تدخل تلك التوصيات حيز التنفيذ.
ولا بد من تسجيل الشكر والتقدير لجهود المؤسسة وجهود رئيس اللجنة المنظمة عبدالله الجغيمان والعاملين والداعمين من الشركات وقطاع الأعمال، الذين قدموا لوحة رائعة من العمل شبه المتكامل حضوراً وتنظيماً وخدمات وتجهيزات وأركاناً ومعارض ورحلات واستخداماً للتقنيات.