الثلاثاء، مايو 08، 2007

من أجل نجاحات أكثر!

من أجل نجاحات أكثر

عبد المنعم الحسين الحياة - 08/05/07//

إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى حكومتنا الرشيدة، ورجال أمننا الأشاوس، وإلى الشعب السعودي الكريم، وإلى الأمة الإسلامية... كل التهاني والتبريكات بهذا المنجز العظيم الكبير بتحقيق الضربة الاستباقية لأكبر مخطط إرهابي موجه نحو وطني السعودية، نحمدك يا الله، ونشكرك على أن كشفت أمر هذه الفئة الباغية، وحميتنا من شرورها... هذه مشاعرنا جميعاً، ونحن نشاهد، ونسمع عن ذلك المنجز الأمني الرائع.
ولقد هزنا وفاجأنا منظر ورقم المبلغ الذي وجد مع أولئك النفر المارقين، إذ بلغ خانة عقود الملايين «أكثر من 20 مليون ريال سعودي»، نعم مبلغ كبير مهما كانت عملية غسيل الأموال التي تمت بها تغطية وتأمين هذا المبلغ وتوفيره، هي طريقة ماكرة وخبيثة (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)، (إنهم يكيدون كيداً وأكيد كيداً)، اللهم من كادنا فكِدْه.
إن عملية غسيل الأموال المضبوطة مع هؤلاء المارقين، هي أموال مسروقة، أو متحايل بها بحيلة شيطانية، خدع بها هؤلاء أنفسهم، ومن تعاون معهم، ظنا بأنهم يسعون إلى خير أو عمل صالح (يخادعون الله وهو خادعهم)... وأظن هذا ما عناه ابن الجوزي في كتابه «تلبيس إبليس»، فأُبلسوا، وظلوا في غيهم وزيفهم يمرحون، لكنهم وبحمد الله مكشوفون بعد أن بانت حقيقتهم بأنهم أعداء ألداء، وجّهوا حرابهم إلى صدور أهاليهم، ووطنهم، ومقدراته، لم يرحموا صغيراً ولا امرأة، ولا شيخاً كبيراً، حتى بيوت الله لم تنج من شرورهم.
خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - أكّد في مجلس الوزراء على يقظة المواطنين، وأهمية دورهم في التنبه لمثل هؤلاء النفر المتخفين بجرمهم، وعارهم، ومن أدوارهم المهمة... التنبه والحيطة والحذر خصوصاً مسألة التبرع، ودفع الأموال الخيرية إلى المؤسسات الخيرية الموثوقة.
ومن هنا أود أن أشير إلى أن كل الحلول التي اتخذت في ضبط التبرعات ومراقبتها جيدة، وحققت بالتأكيد نتائج ممتازة، وأظن أن ضبط هذا التخطيط التخريبي تم عن طريق ذلك النظام المراقبي المتقدم الذي أشادت به حتى الدول الغربية، وأصبحت تجربة السعودية تجربة عالمية يقتدي بها العالم ويتعلمون من خبراتها في هذا المجال.
لكن ماذا لو أضفنا إلى هذه الحلول المنطقية حلولاً أخرى مساندة، مثل فتح قنوات تبرع للمؤسسات الخيرية تسهل على المتبرعين بصدقاتهم وزكواتهم، سهولة دفع أموالهم إليها، مثلما تفعل بعض الشركات الغربية من حث لموظفيها على استقطاع جزء من رواتبهم للكنيسة وتشجيعهم على ذلك واحتساب ذلك كنقاط لهم وتسهيل العملية وتبسيطها بنكياً، ماذا لو طورنا المؤسسات الخيرية وشجعناها على فتح فروع لها تكون قريبة من كل الناس... لا تترك لأحد منهم عذراً في عدم التحري في صدقته أو تبرعاته والتكاسل في وضعها عند أي أحد من دون التوثق من ذلك الأحد، ماذا لو ساعدنا موازنات تلك المؤسسات الخيرية لتوجيه إعلانات متكررة وكثيفة عن خدماتها ومنجزاتها وأعمالها لتوعية الخيرين بأنهم قناة الخير الطبيعية المضمونة المقبولة شرعاً ونظاماً وجودة. يعجبني فكر الأمير محمد بن فهد في تبني مشاريع تطوير المؤسسات الخيرية ورعاية ملتقيات، وقيامه بتكريم سنوي للبارزين في الأعمال الخيرية، إذ إن في هذه الأعمال الكريمة من سموه وأمثالها شحذاً وتحسيناً في أداء تلك المؤسسات لتقوم بدوريها الاجتماعي والأمني.
مؤسساتنا الخيرية تحتاج لتعمل بحرفية أعلى لتقطع الطريق على قطّاع الطرق المتوحشين الذين وظفوا رغبة الناس الطبيعية في الخير وعمله إلى أعمال إرهابية، وتلك الحرفية المنشودة لابد لها من تقديم دور استراتيجي يضمن بيئة استقرار وتشجيع وحفز تساعد على الإبداع والتطوير في خدمات تلك المؤسسات الخيرية والقائمين عليها من مؤتمرات وملتقيات وجوائز وتقدير المجتمع لهم، وتعاون مواقع أعمالهم الوظيفية في تسهيل مهامهم الوطنية الاجتماعية ، وتقديم المنح الدراسية في تخصصات الأعمال الخيرية لهم.
بهذه الطريقة أظن أن هذا التكتيك الإضافي سيحقق تفوقاً إضافياً في الحد من تسرب الأموال إلى الإرهابيين، ويوجه الأموال التطوعية الخيرية إلى تنمية الوطن وخير الفئات المحتاجة من المواطنين.