الأحد، مايو 27، 2007

سلطان الخير ألف تحية وتحية

مرحبا أقرأ مقالة عبدالمنعم الحسين

سلطان الخير... ألف تحية وتحية

جريدة الحياة - 21/05/07//

كانت لفتة رائعة، بل وأكثر من رائعة ما تعامل به الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد الذي استقبل وفداً من وجهاء محافظة الإحساء - لا أعرف حقيقة تعريفاً علمياً لهذه الكلمة يجعل المصطلح منطبقاً عليهم أم لا - لكن هم مجتهدون، ومبادرون، توجهوا إلى صاحب القلب الكبير سلطان بن عبدالعزيز، وعرضوا عليه بعض آمال، وأحلام المحافظة، فكان الرد أن أبدى سموه تجاوباً رائعاً بكرمه وجوده المعتاد - حفظه الله تعالى وجزاه الله عنا وعن جميع الأحسائيين على هذه اللفتة الكريمة منه.

الإحساء بلد المليون والمائتي ألف نسمة في أقل التقديرات لعدد السكان بقلوبهم جميعاً يشكرون ولي العهد على عطائه السخي لهم بتبرعه بمستشفى القلب، وأمره الكريم بربطه بمستشفيات القوات المسلحة العسكرية إدارياً مع موازنة تشغيلية، وكذلك تبرعه للمركز الحضاري بـ 10 ملايين ريال، وتبرعه - أيضاً - بموازنة تشغيله مليون ريال سنوياً، إضافة إلى بناء مقر لمركز التنمية الأسرية بتكلفة ثلاثة ملايين ريال.

إنها هدايا عظيمة، وكبيرة نشكر عليها سمو ولي العهد، ونكرر الشكر، وبعد أن خفقت قلوب الأحسائيين فرحاً بهذا العطاء، فبلا شك أن مركز القلب أمر ضروري ومهم جداً خصوصاً في ظل الانتشار العالمي لأمراض القلب، ما احتاج معه ضحاياه إلى مستشفى تخصصي للعلاج، أما مركز التنمية الأسرية فلا يستطيع أحد أن ينكر أن قفزة هذا المركز الناشئ الجديد تُعد قفزة في العمل الخيري بقيادة الدكتور خالد بن سعود الحليبي ما يقدمه من الدورات والمحاضرات والإصدارات في مجال الاستشارات الأسرية ما يسهم في الحد من التفكك الأسري، ومن ظاهرة تفشي الطلاقات، والمشكلات الأسرية المتنوعة، ما يحتاج معه لصرح بنائي يحوي آمال وطموحات القائمين عليه ويأتي بالخير العميم لجميع سكان المحافظة.

أما عن المركز الحضاري - وهو بيت القصيد هنا - فليس هو الأول من نوعه في المحافظات ولا من عطاء وسخاء الأمير سلطان - حفظه الله تعالى من كل مكروه وسوء - لكن تفعيل هذا المركز الحضاري وجعله يحقق طموحات ورؤى وما يليق باسم المتبرع به يحتاج إلى إدارة منتقاة بعناية تمزج بين الاحترافية والتطوعية، والخبرة الإدارية في إدارة مثل هذه المشاريع الحضارية ذات البعد الثقافي والاجتماعي، فهو ليس نادياً رياضياً، وليس مكتبة أبحاث علمية فقط، ولا هو نادٍ أدبي يؤمه الأدباء، (وإن كان النادي الأدبي يحتاج من الوزارة إلى إيضاح لأسباب عدم تشكيل إدارته والمساءلة عن المكرمات الملكية، وهو تعطيل من دون مبرر واضح أو ضعف صريح في اتخاذ القرار وتحمل مسؤولياته. أما موضوع المركز الحضاري، فالمكرمة السلطانية ينبغي - كما قال الدكتور محمد الهرفي - أن يكون شيئاً آخر... شيئاً عظيماً مميزاً، ولا يكتفي بأن يكون مكاناً للاجتماع، ومكاناً للاحتفالات، بل يمتد ليكون رئة كبيرة وقلباً نابضاً بالحيوية والنشاط المميز، الذي يمتد لأكبر شريحة مستفيدة ممكنة.

كم تمنيت - وليس لأحد أن يمنع أحد من أمنياته وأحلامه - أن يسند أمر إدارة المركز الحضاري لمؤسسة بيت خبرة عالمي في إدارة مثل هذه المقرات، وليس من مانع أن تكون هذه المؤسسة حكومية كبيوت الشباب والجامعات، أو الجمعيات العلمية، كالجمعية السعودية للإدارة، أو المؤسسات التجارية... لا يحضرني شيء فيها لكن بالتأكيد هي موجودة، أو المؤسسات الأهلية والخيرية مثل الندوة العالمية للشباب الإسلامي، إذ تمتد خبراتها لأكثر من 37 سنة في الأعمال والبرامج في الداخل والخارج، ولا يمنع أبداً من الاستفادة من كل الزوايا التي ذكرت في سبيل تحقيق أكبر قدر من الاستفادة والفائدة من هذا المركز الحضاري لأهل الإحساء.