الجمعة، مايو 25، 2007

راقب النوافير من حولك !

راقب النوافير مِنْ حولك!

عبد المنعم الحسين الحياة - 14/05/07//

أظن أن تلك الأشكال والحلول منها ابتكار النوافير ذات الأشكال الجميلة بالألوان وصوت اندفاع الماء، وقد طورت النوافير إلى أشكال كثيرة، وإبداعات تدخلت فيها التقنية والهندسة وتقنيات الضوء وهندسة الديكور ولعبة مهندسي الصوت، إذ تقف الجماهير مبهورة من أداء بعض النوافير مثل نافورة الملك فهد - رحمه الله - في جدة.

وفي الشرقية لا تزال نافورة مجمع الراشد في الخبر تمثل سحر النوافير، وفي بداية تشغيلها عام 1414هـ كان الزبائن في المجمع ينسحبون من المحال حين يبدأ عرض النافورة، بالأصوات والأضواء، وحركات اندفاع الماء، والأجزاء التي تندفع منها، والأجزاء التي تتحرك على الأرض، ومن السقف، والأبخرة بعرض أكثر من باهر يسلب الألباب، فيترك الزبائن المحال والبضائع وعملية التسوق ليشاهدوها، حتى اشتكى أصحاب المحال منها ومن تأثيرها في تعطيل عمليات البيع، أكثر من تأثيرها الترفيهي على الزوّار على رغم افتتانهم بها. وقد ضحكنا في أوائل الثمانينيات الميلادية عندما وضعت بلدية الإحساء نافورة متواضعة جداً في حي العسيلة عند شريان مدينة الهفوف، شارع الجامعة، إذ قفز الصغار إليها يسبحون فيها ما اضطرهم إلى وضع سياج حولها ليمنعوا هواة السباحة في النوافير من القفز إليها، ثم اضطروا بعد سنوات لتعطيلها، ثم لإزالتها في مرحلة لاحقة.

هذا التصرف غير الحضاري من شباب وصغار ذلك الحي، تذكرته أخيراً وأنا أقرأ عن«روبيتر» السيدة الإيطالية، نجمة عالمية تنقل صورتها معظم محطات التلفزيون الإيطالية وربما العالمية، إذ أقدمت بعد خروجها من عملها في مدينة ميلانو، وفي يوم قائظ حار، وصلت درجة الحرارة فيه إلى 27 درجة مئوية «يعني يوم ربيع بالنسبة لحرارة الجو عندنا»، بعد أن مرت على نافورة تريفي، وهي عبارة عن ثلاث نوافير أكبرها نافورة الأنهر... وهي المعنية هنا، ولأنها مقصد السائحين بالآلاف، وهناك اعتقاد بأن من يلقي قطعة نقود في النافورة فإنه لابد أن يعود لروما في وقت لاحق، فتكون أرضيتها مليئة بالنقود، أقدمت تلك السيدة البضة على تعبير شرقي، أو كما سموها حورية الماء، وأمام كل الحشود من السائحين على مفاجأتهم مفاجأة سارّة، إذ خلعت ملابسها كاملة وقفزت إلى النافورة وسبحت عارية تماماً لمدة 15 دقيقة غير مبالية بالمتجمهرين وتصفيقهم، ولا بالكاميرات الموجهة إليها، حتى خرجت ووقفت تتشمس وهي بحالتها من دون ملابس، إلى أن تم القبض عليها بتهمة الفعل الفاضح! بالنسبة لها، لا يهم فقد دافعت عن نفسها بقولها أن الجو حار، فما الخطأ في ذلك؟ وقد قالوا قديماً:«إذا لم تستح فافعل ما شئت»، هي أرادت الشهرة بأي طريقة حتى ولو بواسطة النافورة... ونظراً لقاعدة هواة التقليد الأعمى، فقد تتكرر هذه الحادثة في مكان آخر، فراقب النوافير مِنْ حولك!