السبت، يوليو 16، 2016

دراسات العمل الخيري

نشرت في موقع مداد المتخصص في دراسات العمل الخيري
http://medadcenter.com/articles/386
 سنحت لي الفرصة أن أطلع عليها عن عدد من المؤسسات الخيرية ـ قامت جهة متخصصة بحثية في تحليل عمليات عدد من المؤسسات الخيرية بغرض التطوير.. الحقيقة أن الدراسة استعملت فيها أداة الاستبانة، والزيارة بالملاحظة والمقابلة، وقام بالعمل فيها عدد من الباحثين الجيدين، وأخرجت في ثوب جميل يقنع من يتصفحها بموجوداتها نتيجة الجهد العالي في الإعداد والرسوم والأرقام والملحقات. الدراسة لم تعلن نتائجها بعد؛ ولذلك سأمتنع عن تفاصيلها اسما وجهة ومكانا وزمانا، وأكتفي بالسبق بالإعلان أن هناك دراسة سترى النور سيكون أثرها ـ بإذن الله ـ إيجابيا على العمل الخيري.. هي خطوة جميلة ومباركة أن تسخر الجهات الخيرية المانحة وتستثمر في الأبحاث والدراسات ... أتمنى حقيقة أن تزداد الاستثمارات الخاصة بهذا الباب، وتتطور وتتوسع، وتدخل جهات مانحة في الاستثمار في تقديم مثل هذه المنتجات؛ لأن الأبحاث والدراسات بشكل عام عندنا في العالم العربي ضعيفة وقليلة، ناهيك عن العمل الخيري والتخصص فيه. أرجو حقيقة من الأكاديميين الذين يكلفون الطلاب والطالبات في المستوى الجامعي بأن يطلب منهم اختيار مواضيع خاصة بأبحاث العمل الخيري لتطوير خدماته والرقي بمنتجاته؛ لأن المعلومة الدقيقة هي أساس كل قرار تصحيحي. ولعل في لقاء جمعنا بمجموعة من المهتمين والأكاديميين، ودار النقاش حول الأعمال الخيرية وتطويرها، تحدث الدكتور/ إبراهيم التنم فيه عن العوز الشديد في مراكز الأبحاث على مستوى الوطن العربي، حيث أشار في معرض حديثه إلى أنه لا تتوفر في العالم العربي سوى ثلاثة مراكز فقط، وتحتل دولة العدو الصهيوني (إسرائيل) المرتبة الأولى على مستوى العالم في نصيب الفرد من ميزانية الأبحاث والدراسات. ولعل في إنشاء الكراسي البحثية في الجامعات السعودية، مثل: كرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ، وكرسي مؤسسة عبدالرحمن بن صالح الراجحي وعائلته الخيرية في جامعة الملك سعود، بعث الأمل في تكوين تلك الأبحاث والدراسات، وسد الفجوة، كما في تكوين المشاريع الخيرية البحثية الأهلية المتخصصة في الأعمال الخيرية ـ أيضا ـ مساهمة في الحل. تلك الدراسة ركزت على الجانب العملي، وتحليل العمليات في تلك المؤسسات، وخلصت إلى عدد من النقاط والتوصيات، أستطيع أن أنقل لكم شيئا منها مثل: الحاجة إلى رفع رواتب العاملين في المؤسسات الخيرية عينة الدراسة، وأتمنى أن تقوم المؤسسات المانحة ببحث ذلك لتجعل شيئا من دعمها خاصا بباب الرواتب والمكافآت، أو وزارة الشؤون الاجتماعية في تبني زيادة رواتب ومكافآت العاملين في تلك الجهات، حيث يشكل تهديدا كبيرا في التسرب، وفي وجود كوادر ضعيفة هزيلة لا تعطي المؤسسة التمكين الكافي للإنتاجية المطلوبة وتحقيق الأهداف. من تلك الدراسة كانت هناك توصية بتطوير آليات عمل المؤسسات في إدارة الموارد المالية من تحصيلها إلى توظيف الأموال في المشاريع. من تلك التوصيات ـ كذلك ـ توظيف كفاءات نوعية، واستقطابها للعمل في تلك المؤسسات، حيث لاحظت الدراسة تواضع إمكانات ومهارات العاملين. أيضا من تلك التوصيات التي جاءت هي تطوير الموظفين، وتبني البرامج التدريبية لتطوير مهاراتهم؛ لكي يعملوا بشكل أفضل في إنجاز المهام الموكلة لهم. ولعلي أتوقف عند هذه التوصية، ولن أكمل إلى البقية؛ حتى لا آتي على النقاط والتوصيات كلها التي ـ بإذن الله ـ ستعلنها الجهة البحثية والجهة الداعمة قريبا، وأتمنى أن تتطلع عليها وزارة الشؤون الاجتماعية لعمل ما يمكن أن تعمله في تحقيق تلك التوصيات؛ حتى نستثمر الأبحاث والدراسات، ولا تبقى حبيسة الأدراج أو للإثراء الفكري فقط،و لتجاوز ذلك إلى الناحية العملية؛ مما يعود بالأثر التحسيني على خدمات تلك المؤسسات الخيرية.